العروس

by أنطون تشيخوف

«كانت نادية في الثالثة والعشرين. ومنذ أن بلغت السادسة عشرة وهي تحلم بالزواج بشغف، وها هي ذي أخيرًا قد أصبحت عروس أندريه أندرييتش، ذلك الذي يقف وراء النافذة. كان يَروق لها، وقد تحدَّد يوم الزفاف في السابع من يوليو، ومع ذلك لم تشعر بالفرحة، وكانت تنام نومًا سيئًا، وهجَرها المرح.»

«نادية» فتاة شابة من طبقة أرستقراطية، وبينما كانت تستعدُّ لزفافها من «أندريه أندرييتش»، حدَّثها ساشا — الشابُّ الفقير الذي يعمل في إحدى وِرَش الفن التشكيلي في موسكو، والمقيم معها في منزلها على فترات متباعِدة — حديثَه المتكرِّر حول قِيمة الحياة ومساعَدة الفقراء والدَّور الإيجابي في المجتمع، لكن كان لحديثه هذه المرة وَقْع آخَر؛ إذ تبدَّل من الضحك إلى الأسى، وبدأت «نادية» تفكِّر في كلامه و

21 pages, Kindle Edition

Published December 14, 2023

About the author

أنطون بافلوفيتش تشيخوف
(English: Anton Chekhov) (Russian: Антон Павлович Чехов)
من كبار الأدباء الروس كما أنه من أفضل كتاب القصة القصيرة على مستوى العالم. كتب عدة مئات من القصص القصيرة وتعتبر الكثير منها ابداعات فنية كلاسيكية ، كما أن مسرحياته كان لها أعظم الأثر على دراما القرن العشرين. ولد انطون تشيخوف عام 1860 في مدينة تاجنروج، وهي ميناء محلي يقع على ضفاف بحر أزوف جنوب روسيا. كان تشيخوف الأبن الثالث من ستة أبناء لأب يعمل في التجارة. دخل تشيخوف مدرسة ابتدائية للصبيان، وفي عامه الثامن أرسل إلى مدرسة خاصة. اشتهر أنطون هناك بتعليقاته ومزاحه وبراعته في إطلاق الألقاب الساخرة على الأساتذة. كان أنطون عاشقا للمسرح والأدب منذ صغره، وحضر أول عرض مسرحي في حياته (أوبرا هيلين الجميلة من تلحين باخ) عندما كان في الثالثة عشرمن عمره. وكان ينفق كل مدخراته اليومية لحضور المسرحيات، حيث كان مقعده المفضل في نهاية صالة العرض لإنخفاض سعر التذكرة هناك.

عمل تشيخوف بالتمثيل في مسرح الهواة، وأحيانا كان يؤدي أدوارا في عروض المسرح المحلي. وقد حاول آنذاك كتابة قصص فكاهية، كما إنه ألف في تلك السن أيضا مسرحية طويلة أسماها "بلا أب" لكنه تخلص منها فيما بعد. أنهى تشيخوف معهد الطب وعمل طبيبا ممارساًً. ولذلك نجد الكثير من الأطباء من بين أبطال قصصه مثل آستروف وديموف وإيونيتش، وأبطال قصصه المسلسلة تحت عنوان " جراحة " وقصة " الردهة رقم 6 " وغيرها من القصص.

جهد تشيخوف من اجل إعالة جميع أفراد عائلته. واصيب بمرض السل عندما كان شاباً، وكان مرضه معروفاً بالنسبة له ، غير انه لم يعالج نفسه نهائياً. فنصحه الأصدقاء بالسفر للعلاج في مصح بادن فيير بألمانيا. لكنه توفي هناك في 15 يوليو/تموز عام 1904 بعيداً عن الوطن والأصدقاء. وتم نقل جثمان الكاتب الروسي العظيم إلى روسيا. حيث دفن تشيخوف في مقبرة نوفوديفيتشي بموسكو التي تضم رفات مشاهير روسيا.

عاش تشيخوف كإنسان متواضع و نزيه مثلما كتب هو قائلاً " في الإنسان كل شيء يجب أن يكون رائعاً: وجهه، وهندامه ، وروحه، وأفكاره.
يعتبر تشيخوف من عمالقة الأدب الروسي كما أنه من أفضل كتاب القصة القصيرة على مستوى العالم. كتب عدة مئات من القصص القصيرة ويعد الكثير من اعماله ابداعات فنية كلاسيكية خالدة مثل " وفاة موظف " و" مزحة " ،و" جهاز العروس" و" حكاية مملة ". كما كتب تشيخوف عام 1890 وهو في قمة نضجه وصعوده إلى ذروة الأدب الروسي القصة الوثائقية " جزيرة سخالين" التي تتحدث عن رحلته إلى تلك الجزيرة النائية الواقعة عند الشواطئ الشرقية لروسيا . تركت مسرحيات تشيخوف أثرا عظيما على فن الدراما في القرن العشرين مثل: "طائر النورس"، و"الخال فانيا".

Reviews

[Quatr Elnada♡ · Rating 2 out of 5]

"العروس" لأنطون تشيخوف هي قصة تتناول ببراعة الصراع الداخلي الذي يعيشه الإنسان في مواجهة التقاليد والبحث عن الحرية الفردية. من خلال شخصية نادية، يستعرض تشيخوف التوتر بين التطلعات الشخصية والقيود الاجتماعية، مما يجعل القصة واحدة من أعماله الأكثر تأثيراً في موضوعات التغيير والتحرر.

تبدأ القصة في منزل نادية حيث تُخطط العائلة لحفل زفافها المرتقب من خطيبها البرجوازي أندريه، وهو اختيار يبدو مثاليًا من وجهة نظر المجتمع المحيط، لكن نادية تحت سطح السعادة الظاهرة تشعر بخواء عاطفي وروتيني يثير في داخلها تساؤلات حول مستقبلها
و مع زيارة قريبها ساشا و تعبيره عن إحباطه من البلدة الصغيرة ومن الحياة الخانقة التي يعيشها أهلها، يشجع نادية على التفكير في الحياة بمعناها الأعمق، بعيداً عن الزواج التقليدي والتوقعات المجتمعية

يفتح ساشا أمام نادية نافذة على العالم الأكبر، ويغرس فيها فكرة التحرر والبحث عن الذات و يصف لها الحياة في المدينة الكبيرة والفرص التي تنتظرها إذا ما قررت التحرر من القيود التي تعيقها لتدخل في صراع داخلي بين رغبتها في الحفاظ على ولائها لعائلتها وخطيبها، وبين طموحها في حياة أكثر إثارة وحرية و تشعر بالذنب تجاه خيانتها لتوقعات من حولها، لكنها في الوقت ذاته تجد نفسها غير قادرة على التراجع عن التفكير في الهروب.

في خطوة شجاعة، تقرر نادية ترك خطيبها وعائلتها والسفر إلى المدينة الكبرى. تغادر منزلها في الصباح الباكر، تاركة وراءها حياة كانت تخنقها. مع ذلك، النهاية ليست بالضرورة سعيدة أو مؤكدة؛ تشيخوف يترك مصيرها مفتوحًا، ليجعل القارئ يتساءل عما إذا كانت نادية قادرة حقًا على تحقيق أحلامها أو أنها ستواجه تحديات جديدة في العالم الذي تسعى لاستكشافه.

"العروس" ليست مجرد قصة عن فتاة تهرب من زفافها، بل هي تأمل عميق في معنى الحياة والاختيار. تشيخوف يدعو القارئ إلى التساؤل عن معنى السعادة والحرية: هل هي في اتباع التقاليد، أم في كسرها بحثاً عن حياة جديدة، مهما كانت العواقب؟

[Rasha · Rating 4 out of 5]

«من كل ذلك ولم تُحس له وطأة، وبدأ ساذجًا وتافهًا وتراجع إلى الوراء، إلى الوراء. وعندما استقلَّ العربة وتحرك القطار، انكمش كل هذا الماضي الكبير والخطير قبضةً صغيرة، وتكشفَ مستقبل ضخم عريض لم يكن واضحًا قبل الآن، وقرع المطر زجاج العربة، ولم يظهر سوى حقل أخضر، ومرت أعمدة البرق والطيور الجالسة على أسلاكها، وفجأةً بهرَتها السعادة، وتذكرت أنها ذاهبة إلى الحرية، ولتتعلَّم، وهو نفس الأمر الذي كان يُسمى في الماضي البعيد الذهاب إلى القوزاق. لقد كانت تضحك وتبكي وتصلي.
وكان ساشا يردد مبتسمًا: لا بأس، لا بأس!»

«وبدت لها ذراعه التي تطوق خصرها قاسيةً باردةً كالطوق، وكانت على استعداد في كل لحظة لأن تُوليَ هاربة، أو تنتحب وتُلقي بنفسها من النافذة».

«يا عزيزتي، سافري! أظهري للجميع أن هذه الحياة الراكدة الرمادية الآثمة قد أضجرتك. أظهري هذا ولو لنفسك!»

«عبر النافذة الكبيرة القديمة تتراءى البستان، ومن بعده خمايل البنفسج المزهر الكثيفة، الناعسة والذابلة من البرد.
ويقترب الضباب الأبيض الكثيف من البنفسج ببطء ويريد أن يغطيه. وعلى الأشجار البعيدة تصيح الغربان الناعسة.»

«واستبدّت بنادية الرغبة في التفكير بأنه في مكان ما غير هذا المكان، تحت السماء، وفوق الأشجار، بعيدًا، وراء المدينة، في الحقول والغابات انطلقت الآن حياة الربيع الخاصة، الغامضة، الرائعة، الخصبة والمقدسة، البعيدة عن إدراك الإنسان الضعيف المذنب، وأرادت أن تبكي لسببٍ ما.»

[Amr Hesham · Rating 4 out of 5]

"وأن كل شيء ينتظر إما النهاية، وإما بداية شيء ما جديد وطازج. أوه، لو تأتي سريعا هذا الحياة الجديدة الصافية، عندما يصبح بالإمكان أن تحدق في عيني قدرك مباشرة وبجرأة، وتحس بنفسك علي حق، وتصبح مرحا وحرا! نعم، سوف تأتي هذه الحياة عاجلا أم آجلا!"

[Aya Zaroual · Rating 4 out of 5]

جيد لكن كان من الممكن تحسين الاسلوب

[Esraa Yahia · Rating 3 out of 5]

٣.٢٥⭐️
لطيفة جدا

[sham - شام · Rating 3 out of 5]

كتاب خفيف و لطيف

[Lea_ · Rating 4 out of 5]

من الأكثر الكتب المظلومة للكاتب، جميله بحق و عمل صغير متكامل

One of the best Anton works, beautiful and a small perfect work.

[Anwar J · Rating 2 out of 5]

قراءه خفيفة لطيفه