لقد كتبت هذه الملاحظات، وأمليت سوادها الأعظم على مسامع إلبيرا جونثاليث فراجا، وَمِنْ قبل عامين اثنين، وأثناء العديد من رحلاتي إلى إسبانيا، وفي الوقت ذاته الَّذي انهارت فيه دولة الأرجنتين بعد حكومات كارثية، وهو ما تركها في حالةٍ مؤسفةٍ يُرثى لها مِنَ البؤسِ والبطالة والدمار الَّذي لَمْ يَرَهُ أيّ أحدٍ مِنْ قبل؛ ولا حتى يُمكن تخيله!
لقد وَضَعَتُ بَعْضاً من هذه الصفحات مُنذ فترةٍ زمنيةٍ طويلة، وبعضاً منها عند رجوعي، أو خلال تلك الأشهر الطويلة التي سافرنا فيها بعيداً. وأما البقية الباقية فتم وضعها كما جاءتني، وما هي إلّا تعليقات على الحياة اليومية. أظن أنني قد أوجزت شيئاً مِنْ شعورٍ يعتري رَجُلاً يقفُ بقدميهِ على شَفَا حُفْرَةٍ مِن الموتِ. وها أنا ذا أقدم اعتذاري للقُرّاء؛ إذا لم يجدوها أكثر مِنْ كونها خطوطاً عريضة –اسكتشات– أو بالكاد مُسودات.
تبدو كتابة اليوميات كأنها نوع من الكتابة يتوسط طريقاً ما بين الخيال والمقال. فحين يُهيمن جنون العظمة -البارا نويا- أو التواضع، أو الخجل، أهُمُّ برفع الحسّ النقدي لديَّ -ويبلغ مبلغه- وأقوم بالتعديلات اللازمة لتصحيح الأغلاط والأخطاء، وأحاول النأي عَنْ ذَلِكَ الجانب المُظلم، والمُعتم، والمتناقض والضعيف للوجود. وأسعى محاولاً لفعل شيءٍ ذي قوة.
عندما -كما هو الحال الآن- تُسيطر عليَّ رغبتي في وضع ما لأعترف بما يأتي فإنني أتكلم بلا تفكير. ولا شكَّ أنَّ هُناكَ أقنعة بشكلٍ دائم؛ إلّا حين يُجرَّد الألم، أو الغضب، أو الجحود بالمعروف ونكران الجميل الَّذي يُعرّي أرواحنا.
Ernesto Sabato (1911-2011) fue un destacado escritor, ensayista y físico argentino. Nacido en Rojas, en la provincia de Buenos Aires, estudió física en la Universidad Nacional de La Plata y posteriormente trabajó en el laboratorio Curie de París, antes de en 1945 volcarse por completo en la literatura.
Su vida estuvo marcada por una constante reflexión sobre la condición humana, el arte y los dilemas éticos del siglo XX. Durante la última dictadura militar en Argentina, presidió la Comisión Nacional sobre la Desaparición de Personas (CONADEP), que produjo el emblemático informe Nunca Más.
Entre sus obras más destacadas encontramos El túnel (1948), una novela psicológica que explora la alienación y la obsesión; Sobre héroes y tumbas(1961), considerada una de las grandes novelas argentinas del siglo XX, donde mezcla introspección, simbolismo y crítica histórica; y Abaddón el exterminador (1974), un texto fragmentado y experimental que refleja el caos existencial y político de la época.
A banda de sus títulos de narrativa, Sabato escribió ensayos notables como El escritor y sus fantasmas (1963) y su autobiografía Antes del fin, que revelan sus inquietudes filosóficas y su visión crítica del mundo moderno.
El estilo literario de Sabato se caracteriza por su tono introspectivo y existencialista, que explora los abismos de la condición humana con un lenguaje a la vez poético y oscuro. Sus narrativas entrelazan lo simbólico y lo real, creando atmósferas densas y cargadas de tensión psicológica. Su obra es profundamente filosófica, cuestionando la ética, la verdad y el sentido de la vida en un mundo plagado de contradicciones.
كنت سعيدا جدا به أثناء القراءة والترجمة وأتمنى أن ينال إعجاب القارئ العربي. أظنني قد أوجزت شيئًا من شعورٍ دافئٍ رَجُلاً قدميه على شَفَا حُفْرَةٍ مِن الموتِ. وها أنا ذا أقدم اعتذاري للقُرّاء؛ إذا لم نجدها أكثر مِنْ كونها خطوطاً عريضة -اسكتشات- أو بالكاد مُرابحة.
مذكرات الشيخوخة للكاتب الأرجنتيني إرنستو ساباتو، هو كتابٌ مليء بالعمق الفكري والشجن الروحي، يتأمل فيه الكاتب في مسار حياته في آخر مراحلها، ليبحث في قضايا الوجود والموت، والذاكرة والمصير، كما لو كانت رحلة فكرية في أفق الكون وما وراءه. يقدّم ساباتو لنا تأملات في عمر متقدّم، حيث يصبح الزمان والمكان أكثر من مجرد إطار حسي للوجود، بل هما حبلٌ رفيع يُعلق عليه تأملات الفكر في أعماق الروح.
إذ يصف ساباتو إسبانيا، ذلك البلد الذي رآه بعد أن أدركه خريف العمر، بوصفٍ فيه مزيجٌ من الحسرة والافتتان، يُحيي من خلاله تاريخَ هذه الأرض التي شهدت أزمنةً عظيمة وأخرى مدمرة، بلادًا جثمت عليها أعباء الحروب والآلام، ولا سيما الحرب الأهلية الإسبانية التي شطرت ذلك الوطن إلى نصفين وجعلت منه ساحة للصراع النفسي والجغرافي. فإسبانيا في عيني ساباتو ليست مجرّد بلادٍ يتنقل فيها العابرون، بل هي روحٌ مجروحة، تحمل آثار الصراع الدموي في ذاكرة شعبها. وفي هذا السياق، لا يغفل ساباتو عن المدى النفسي والتاريخي لهذا البلد، حيث ينسج بين الحروف مشهدًا إنسانيًا مريرًا؛ تاريخٌ مليء بالدماء، وأناسٌ سكنهم الألم، إلا أن تلك الجراح النفسية التي لا تندمل، هي جزءٌ من هوية هذا الشعب الذي لا يزال يحيا رغم كل الآلام. ففي إسبانيا، حيث تلتقي الأزمنة وتتقاطع الحكايات، ينغمس ساباتو في تأمل الروح الإسبانية التي تتجسد في عادات الناس وتقاليدهم، بل حتى في تلك اللحظات التي تنبض فيها الحياة اليومية برغم ما مرّ عليها من تغيرات ومرور الزمن.
ويُبرز ساباتو في هذا الكتاب مشهدًا من الوجود الروحي العميق بين إسبانيا وأمريكا اللاتينية، فتلك العلاقة بين ضفتي الأطلسي ليست مجرد تواصلٍ جغرافي فحسب، بل هي رابطة روحية وثقافية عتيقة، تكوّنت من إرثٍ مشترك، جُبل بالاستعمار والتبادل الحضاري، ممّا جعل هذه العلاقة واحدة من أعمق روابط التاريخ. ولا ينسى ساباتو في يومياته تلك المأساة التي ألمّت بالشعب الفلسطيني، حيث يذكرها بتضامنٍ بالغ مع جوزيه ساراماجو في موقفهما الرافض للعدوان والغزو، مؤكّدًا على أن الشعب الفلسطيني الشجاع الصامد هو جزءٌ من قلوب كل الأحرار في العالم.
وفي خضم هذه الرحلة الفكرية المعمقة، يُحاكي ساباتو قضايا الوجود والتساؤلات الفلسفية التي ترافق الإنسان في مرحلة الشيخوخة. فكل كلمة في الكتاب تُعبّر عن تأملٍ صادق في الذاكرة الإنسانية، بينما يَمزج بين العقل والعاطفة في سردٍ متقن، ليقدم للقارئ رحلة ليست في الزمان والمكان فحسب، بل هي سفرٌ داخليّ في أعماق الذات البشرية.
El libro es una bitácora de los diversos viajes que realiza Sábato a lo largo de España. Relata sus reencuentros con amigos, conferencias en universidades extranjeras y sus pensamientos acerca de la humanidad y el futuro. Este libro está escrito en un lenguaje claro y sencillo, como un diario, que pretende acercar al lector a su forma de ver la vida.
بلغ الكاتب من العمر عتيا. فقد أتم المائة عمرا. وقد كتب هذه النتف من اليوميات في تسعينات عمره. كتب عن رحلات عاشها، لقي فيها الترحاب والتكريم، والتقى فيها كتابا وأصدقاء، وفنانين وأدباء. وهذا ما جعلها متخمة بالأسماء والشخصيات غير المهمة للقارئ. ثرثرات المعمرين فيها عبر جميلة، وخلاصات ثمينة. وهذا ما كنت أبحث عنه هنا، ووجدت منه دون ما رجوته فيه. لكن شخصية ساباتو -كما تجلت هنا- واصلت التشكل والتألق عندي. الترجمة جيدة، لكنها مباشرة وليست أدبية. وهذا ما جعل الكتاب يفتقد ألق الخطاب الأدبي، وبدا تقريرا أكثر منه نصا.
كتاب ( مذكرات الشيخوخة ) لـ إرنستو ساباتو.. الصفحات: 243 ترجمة: احمد نور الدين رفاعي ترجمة جداً رائعة، والهوامش مفيدة ومليئة بالمعلومات التوضيحية لأسماء الشخصيات.. •احببت هذا الكتاب، وهذا الأمل، وكم غمرني الدفء وانا في حضرته.. ان تجد مسن سعيد بحياته وبما قدّم واعطى واخذ، وانه ممتن لكل شيء، ويتجه للنهاية بكل تفاهم، رغم حزنه على فراق من يحبهم ويحبونه، ولطالما اعترف انه يبكي عندما يفكر فيهم بعد وفاته ماذا سيحصل لهم، لكنه كان واقعي ومتقبل هذا الفراق، مسن حكيم ومحبوب ومسالم.. •المذكرات مختلفة عما قرأته في هذا النوع من الأدب، وصادقة ودافئة واخلاقية وخالية من المثالية والتكلف واستعراض الامجاد الشخصية.. •كان ساباتو والذي توفى عن عمر ناهز ٩٩، يتكلم عن ذكريات ومواقف لا ينساها في حياته وتفاصيل من ماضيه وحاضره، بإسلوب لطيف ومفعم بالمشاعر والعواطف والانسانية، يشد القارئ بكل سلاسة وإعجاب.. •تألم من الغربة والهجرة وتكلم عن النفي وغصة الابتعاد عن الوطن المتعب، وعن الحنين له والحسرة على فراقه.. •رقيق في حديثه عن الحزن، وملهم في حديثه عن الفشل، ومتواضع في كلامه عن النجاح وحفاوته وحفلات تكريمه.. كان بإهتمام يصف شعوره بالتفاصيل، اتجاه الحضور والزملاء و ردّات أفعالهم ونظراتهم، فتلك التفاصيل هي الباقية لآخر يوم في عمره وهي زاده ووقوده، فشهادات التكريم والدروع فقط لتتزين بها الارفف والمكاتب، لكن تبقى مشاعر التقدير والحب في الروح والفؤاد، تغذيه وتسعده.. •عندما بدأ يلاحظ على نفسه الكبر والعجز وحبه للعزلة والهدوء، كان يتأمل كل شيء من حوله وكأن الحياة تسير ببطئ شديد، يقف عند كل تفصيلة ويراها بعين المحب الممتن، الحزين على قرب فراقه للحياة، قال: "ها هي الحياة، هي التي تبتعد".. •تكلم عن القضية الفلسطينة ودعمه لها فقال: "انا حزين للغاية ومتحيز ومستعد لقتالٍ لوقف المذبحة التي يتم ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني، وتجريده من أراضيه ومحاصرته وغمسه في البؤس" •اعطى رأيه في اغلب مواضيع الحياة، وبخبرته الواسعة كان يضيف معاني جميلة.. •كرر الحديث بفرح عن اليوتوبيا وقال انها مادة خصبة للحديث المطول.. •تكلم عن المشاعر الراقية وعن الذوق وعن استقباله للخيبة، فكان مثالي في كل تعبير.. •عاصر الكثير من الادباء، اهمّهم جوزيه ساراماغو.. •انصح به للجميع..
يقول ساباتو في أحد مذكراته :"في ليلة أخرى، ظلت أفكاري تدور حول العلاقة التي أشعر بها ما بين ما أجهله والشيخوخة. وما هو غير متوقع؛ ذلك الخطر الذي يحدق بي في كل لحظة في هذه السن."
تفتح هذه المذكرات نوافذ تأملية عديدة وعميقة على ملامح من حياة ساباتو الطفل والكهل ومابين ذلك من مغامرات وجراءة الشباب وتجول بين أفكاره في العلم والفن والأدب وما هو أبعد من الوجود .
كنت أثناء القراءة أجد بأن ما قيَّده ساباتو في هذه المذكرات عبارة عن عناوين رئيسية واضحة وعريضة لجوهر حياته وتساؤلاته وتجربته في هذه الحياة. فعامةً المفكرون لا يوفرون موقف يحدث أمامهم إلا ويسقطون عليه أفكارهم وذكرياتهم وتحليلاتهم.ولا تخلو كتب ساباتو من العبور خلال النفس البشرية بإيقاعاتها المختلفة، ولكن في هذه المذكرات يكون العبور بحد ذاته مختلف وشمولي وإِنْتَهائِيّ.
لإسبانيا النصيب الساحر من هذه المذكرات فكان ارتحال ساباتو لها ارتحالاً ذو شجن أخَّاذ ، فيصف مبانيها وطبيعتها وما أَلَمَّ بها من حروب وملاحم بعين المُحب الشغوف . ومن الملفت في هذه المذكرات أن ساباتو أبرز موقفه من القضية الفلسطينية وتضامنه مع الشعب الفلسطيني الحرّ.
إن مُجالسة كبار السن وأخذ الخُلاصات والتجارب من أفواههم أحد مُتع الحياة بالنسبة لي ولهذا السبب كان الكتاب بمثابة جُرعة مُضاعفة من المُتعة .
كسائر كُتب المذكرات قريبة جداً ودافئة ،ولكن قلّة قليلة من المؤلفين الذين تصلح مؤلفاتهم لكل زمان وساباتو أحدهم .
Me parece que las anotaciones del viaje son demasiado dispersas, aunque quizá sea esto la que las haga atractivas, creo que depende del tipo de lector. Es un libro para acercarse al autor, para comprender un poco más al hombre de carne y hueso que escribió "El Túnel" y otras dos novelas en donde se retrata una lucha directa entre individuo y la totalidad. El individuo termina siendo insignificante.
Lo más valioso del libro es el texto que se imprime en las últimas páginas y que Sabato leyó el día que se le entregó un reconocimiento en el Círculo de Bellas Artes de Madrid. Aquí habla de la crisis moderna, de la necesidad del hombre de encontrar una nueva forma de ver el mundo y, sobre todo, de nunca resignarse. En la resignación es en donde encontraríamos nuestra perdición como humanidad.
Entre estas páginas hay momentos bellísimos y ciertos. Pero como ya nos advierte Sabato en el prólogo, hay máscaras. Esas máscaras son su propia vejez, esa tibieza con la que necesita despedirse y agradecer a inumerables nombres su presencia, hojas y hojas de dedicatorias. Para mí ,lo peor de todo es su velada misoginia que irrita por lo pueril y condescendiente en alguien tan grande que sabe intuir la vida a través del testimonio, el sueño creador y la esperanza.
. . كتاب: مذكرات الشيخوخة، للكاتب إرنستو ساباتو، ترجمة: أحمد نور الدين رفاعي،، الصادر عن منشورات جدل . - يتحدث الكاتب الأرجنتيني عند بلوغه سن التسعين عن يومياته ومواقفه في الحياة، حيث تحدث عن حياته في السنوات الأخيرة، رحلته إلى اسبانيا والعودة للأرجنتين، خلال الرحلات كثر اللقاء بالأصدقاء والفنانين والأدباء والصحفيين، تحدث عن عوالم كثيرة متفرقة بدأها بالشيخوخة، وومضات من معاناته في طفولته، وتخليه عن العلم لمآرب أخرى، كذلك تحدث عن مواضيع متداخلة في حياته مثل الأدب والفن والفلسفة، والكتب والكتابة والنشر، والسلطة والفساد، والمعاناة، والمشاعر المختلطة التي تحيط به، كما تحدث بكثرة عن شخصيات موجودة في حياته. . - المذكرات بمجملها جميلة، وأعجبتني بكثرة آراء وأفكار الكاتب، وكيفية رؤيته للمواقف في الحياة، وأين يرى نفسه، أعجبتني تأملاته الكثيرة، للمطر، وللبحر، وللقطارات، والفروقات بين الدروب الطويلة قبل سنوات والآن، كذلك لغته جمعت بين الفلسفة والبساطة في أوقات كثيرة. . - ربما السلبية بالنسبة لي كثرة ذكر المدن والقرى والشخصيات في حياة الكاتب، مما يجعل النص في أحيان كثيرة ممل، أو من زاوية أخرى؛ لم يستطع الكاتب خلق شاعرية المكان والشخوص بشكل كافي لدى القارى. . - كتاب جميل بمجمله، وأعتقد بأنه مدخل ممتاز لقراءة روايات الكاتب في المستقبل القريب بإذن الله، . - الشكر كذلك موصول للمترجم على جهده الكبير في الهوامش لتوضيح أسماء المدن والشخصيات وكذلك بعض الكلمات الغير مألوفة. . #اقتباسات . - تبدو كتابة اليوميات كأنها نوع من الكتابة يتوسط طريقًا ما بين الخيال والمقال. . - ولا شك أن هناك أقنعة بشكلٍ دائم؛ إلا حين يُجرد الألم، أو الغضب، أو الجحود بالمعروف ونكران الجميل الذي يُعري أرواحنا. . - اجلس لأكتب كل ما يتبادر إلى ذهني، لعلني أُمسك بتلابيب أي شيء، فكيف يمكن للمرء أن يمسك بجذع في نهرٍ عظيم أثناء فيضانه. . - فالحماسة هي ما تبقينا على قيد الحياة. . - تعيد المحادثة حضور الأصدقاء المشتركين تدريجيًا؛ حيث تعود إلى موضوعات أكثر شخصية. . - ويمكن لرؤية شخص واحد أن تجلب وجود إنسان آخر، مهما كان بعيدًا ومجهولًا، ومتشابكًا بشكلٍ غامض بمؤامرات الحب، والصداقة، والتمرد، وهاوية اليأس، والألم. حتى بأكبر قدر من الحنان والحب والرأفة. . - إذا لم يسجل المرء التواريخ، ويحسب الأيام والشهور، فإن حياتنا ستمر بفترات شيخوخة، وأيام صِبا ونضارة مذهلة. لا تتبع أعمارنا خطًا متدرجًا بل ستتناوب بعضها من وراء بعض مثلما تتناوب الرياح والفصول. . - يولد العمل العظيم من عزلة تؤلم القلب، وما يتطلبه هو أن تستقبله عزلة ووحدة مماثلة لترحب به. المسؤول عن هذه الوحشية هو الدوار الذي نعيش فيه، وإضعاف الشعور، وفلسفة عامة للوجود الذي أختزلت الكتاب، وكل ما هو موجود في الفئة الاقتصادية. . - هناك أماكن يبدأ المرء في الاستمتاع بها من قبل وصوله لها. حتى إنه يمكنك تذوق طعمها مقدمًا، وأن تستنشق عبقها، وتتعرف على شعبها. . - ولم يستجب القطار لذكرياتي؛ هذا هو التعبير الفاخر الذي يمتد بسرعة عالية بين مدريد وإشبيلية. . - ولكن من المعروف أن الاقتصاد الجيد لا يقترن دائمًا بالتطور الجيد للروح البشرية. . - أعود لماذا أعود كي أشعر مرة أخرى بغيابكِ الذي يأسرني وأغرق في ألمي وآتيه في وجودك . - أمطرت السماء في صباح اليوم الذي غادرنا فيه بأمطار حزينة . - حين يتصرف المرء بشجاعة ستمنحه الحياة فرصة جديدة؛ فهي شيء غريزي؛ فلو كان هُناك سبب واحد فلن يقوم بفعل ذلك. . - في سن الشيخوخة، حين لا تكون حياة المرء موجهه نحو هدف مشروعنا الخاص، قد يبدو كما لو أن المرء قد تحرر من نفسه، ويمكنه أن يمشي بارتياح كبير. فيا لها من غرابة. . - إن الحياة هي التي تمنح الخبرة، وليس الحج… أظن أن هذه هي المعرفة الحكيمة. هي تجربة الحياة، ونشوتها وألمها، وحلوها ومرها. . - طالما قلت إن الإنسان لا يمكنه العيش بلا أمل. . - إن التساؤل علامة اليأس. والشخص الذي يملك الثقة لا يحتاج إلى أجوبة . - في هذا المجتمع الذي يسمو بالسطحية والمنافسة والنجاح، يتلوث الفن أيضًا. . - ليست الشيخوخة وقتًا للتذكر، بل هي وقت لإدراك النسيان، ومحدودية جودتها؛ فما مضى لن يعود. وما كان لن يعود كما كان. كما أيضًا تعيش الذاكرة هذا الموت. النسيان هو ذلك الوعي بفقدان معظم ما اعتقدنا أنه جزءٌ منا.
Con lo que me gusta leer diarios de escritores, este no logró atraparme. Tiene un prólogo bellísimo, donde el autor aclara que se trata de un texto a mitad de camino entre la ficción y el ensayo. El diario gira en torno a los dos meses que pasó en España durante la dura crisis argentina del 2002, una situación que atraviesa todo el libro.
Sin embargo, lo encontré anodino, con pocas reflexiones literarias y una visión comprensiblemente depresiva sobre su país, aunque sin lograr conmover. Lo más interesante son algunas entradas puntuales, donde asoma su mirada sobre las ciudades españolas que visita. Mi favorita fue la de Valladolid.
El libro incluye además dos discursos: el homenaje a Sábato en el Círculo de Bellas Artes, con motivo de la entrega de la Medalla de Oro, y las palabras de José Saramago durante la ceremonia en la que Sábato recibió el Honoris Causa en la Universidad Carlos III.
الكتاب ذا صراحة من جد مهم ويستحق القراية، يتكلم عن الشيخوخة بعمق ويطرح أفكار تخليك تفكر في الحياة والعمر بشكل مختلف. أسلوب إرنستو ساباتو شدّني مرة، وحسّيت بكلامه وتأثرت فيه. الترجمة كانت رائعة وسلسة، والمترجم أحمد نورالدين رفاعي أبدع في نقل المعنى بروح النص الأصلية. صراحة مجهود يشكر عليه! أنصح أي أحد يحب الكتب العميقة إنه يقرّاه، تجربة تستاهل.