يُقال بأننا جميعًا مرضى نفسيون، ولكن بدرجات متفاوتة، وانطلاقًا من هذا المبدأ؛ فإني كتبت هذه المجموعة القصصية. وقد جعلتها في قسمين، أحدهما عام، والآخر خاص بالأطباء، والذي عرضت قصصه على أكثر من طبيب، وعدلت بعض التفاصيل وفق ما نصحوني، نظرًا لخصوصيات وتفاصيل لا يعرفها غير الأطباء أنفسهم، فلهم كل الشكر.
مجموعة قصصية جعلها كاتبها تصف في كل قصة مرضًا نفسيًا لا يصرّح باسمه، وفيها نقد لظواهر اجتماعية، فالقصص اجتماعية ونفسية. حقيقة هذه أول مجموعة قصصية كويتية أقرؤها، أو قل هو أول عمل كويتي، ليس فيه سمة خاصة تجعله كويتيًا أو عربيًا، وإذا شئت تصنيفه فهو أشبه بالأدب العالمي. إن أكثر ما يجفلني من الأدب العربي أو الكويتي هذه الأمور: التركيز على وصف التراث كأننا في برنامج وثائقي، وادعاء الحكمة بزجّها في غير مكانها الصحيح. وقد تجاوز المؤلف هنا هاتين العقبتين بمهارة، فكانت الحكمة في موضعها، ووصف الأجواء غير منفر. عادتي في قراءة المجموعات القصصية أني أضع تقييمًا من ٥ لكل قصة، فكان أكثر ما أعجبني من القصص: لم أختر أبي ص٢٥ كرسي المطار ص٣٩ كل البياض ص٧١ قارعة الطبول ص٧٧ حادث مظلم ص٩٣ مراقب وطبيب ص١٠١ وبقية القصص تتراوح بين ٤و٣، فهي ممتازة أيضًا، لكن التي أشرت إليها أبهرتني. الكاتب فنان في التشويق، لم أستطع صرف بصري عن قصة في وسطها قط، ولو كانت القصة صفحتين أو ثلاث إلا أنها تكون مشحونة بالأحداث والعواطف، حتى بلغ بي الأمر أني أشعر بتجاوزي عشر صفحات، ثم أنظر فأجدني ما بارحت ثلاثًا، وذلك لكثرة المعلومات التي تصل للذهن بالإلماح لا الإطناب، تنتهي من القصة وأنت تعرف البطل كأنك قرأت تطوّره في مئة صفحة، ولطالما كانت تقنية تقديم الشخصية في القصة القصيرة موضع غموض عندي -ولا زالت- منذ تنبهت إليها في قصص تشيخوف. أحبّ أن أشكرُ من يصنع جمالًا في هذه الحياة، شكرًا أستاذنا سعد المحطب .
مر من هنا. -مجموعة قصصية يناقش فيها الكاتب عدة من المواضيع الإجتماعية في أيامنا هذه, يميز هذا الكاتب القدرة الرائعة لديه و براعته في كتابة القصة القصيرة, حين تقرأ ستشعر بالحماس و التشويق, و أخرى بالألم و الأسى, مشاعر مختلفة و متضاربة ولكنها تصل بك إلى نهاية جميلة, بأسلوب أدبي رفيع و جميل و متناسق. لمحبين قراءة المجموعات القصصية, يستحق هذا الكتاب أن يقرأ من وجهة نظري, ولمن يريد قراءة كتاب خفيف, للتغلب على فتور القراءة, أو ككتاب بين كتب ثقيلة, فهذا العنوان مناسب لك. قصصي المفضلة كانت (دعجاء و خفشاء / حرب التطهير / لم أختر أبي)