هناك طريقتان لسرد الروايات التاريخية؛ سردية شمولية، معنيَّة بإحصاء الأرقام وحصر الإنجازات المادية، لا تهتم بالبشر بقدر ما تهتم بالحجر! وفقا لهذه السرديات حياتنا كبشر لا تهمّ أحدًا سوى عائلاتنا وأحبابنا! شئنا أم أبيْنا، نحن مجرد جمل اعتراضية في التاريخ تنسحق ذواتنا وأحلامنا لصالح المشاريع القومية العملاقة، والسرديات الدينية المقدسة، والأساطير البشرية المؤسسة، والتصورات الرمزية التخيلية المجرَّدة!لكن في مقابل ذلك، هناك الروايات التفكيكية التي تغوص في التفاصيل، وتشرح القصص الإنسانية وراء والإحصاءات، تلك الروايات لا تكتفي بما هو مدون في الدفاتر، لكنها تبحث عما حدث على أرض الواقع. لا تعنى هذه السرديات بنتائج ممارسة السلطة، لكنها تقف كثيرا عند المعاني العمي&
كتاب لطيف للمبتدئ في قراءة التاريخ المصري الحديث. و إن كنت أعيب على الكتاب أحياناً أخذه بروايات ضعيفة و كاذبة مثل رواية الشيخ محمد عبده عن مطالب عرابي في سبتمبر ٨١، الشيخ محمد عبده كان كريما في مطالبه فأضاف ما لم يطلبه عرابي مثل عزل شيخ الاسلام.
لماذا اتفق كثير من الكتاب علي بداية تاريخ مصر الحديث بدخول الحمله الفرنسيه إلي مصر؟ يبدو السبب هو إصطحابها كثير من العلماء و الرسامين الذين سجلوا و أرشفوا حالة مصر في جميع المجالات مما يمكن إعتباره مرجع و أساس يظهر أي تغيير تم في عصور تاليه. بدأ الكاتب حكاياته مع الاحتلال الفرنسي و الذي لم يبقي سوى ثلاث سنوات تخللتها ثورات المصريين علي المستعمر الفرنسي، ثم رحيل نابليون خلسة بعد فشل مشروعه التوسعي نحو الشام تاركا مصر و متجها نحو إنقاذ نفوذه و سلطانه بأوروبا. جاء محمد علي و بدأ تحديث مصر في عصر الباشا. الوالي ذو التطلعات التوسعيه و الذي حافظ بذكاء علي العلاقه مع الباب العالي العثماني و أسس حكم الأسره العلويه له و لأبناءه و أحفاده من بعده. يثير الكاتب إشكالية الحكم علي عصر محمد علي من المؤرخين حيث الخلاف بين مدرسة الإنجاز الحضاري و التي تعتبره باني و مؤسس مصر الحديثه خلافا ل مدرسة القيمه الإنسانيه و التي إعتبرته خصم المواطن و جلاده. انحاز الكاتب إلي الرأي الأول ، بينما وقفت شخصيا عند هذا الإختلاف و لم أستطع تجاوز فكرة ترسيخ محمد علي لفكرة الإحتكار و أن الحاكم هو الدوله و السيد بينما الشعب هو رعايا الحاكم و أملاكه، و ليس الرقيب عليه و أساس بنيان الدوله. مخالفا رؤية المؤلف أعلن إنحيازي ل مدرسة التاريخ الإنساني فهو ب دوره يقود إلي بقاء و إستمرارية الإنجاز الحضاري. بنهاية عصر الوالي محمد علي توالي أبناءه و أسرته في حكم مصر و زادت الإخفاقات و التراجعات مع بعض الإنجازات حتي وقع الإحتلال الإنجليزي ل مصر بعد تآمر الخديوي توفيق علي عرابي و رفاقه في محاولة تصديهم للغزو الأجنبي ل بر مصر ثم فشلهم و نفيهم خارج البلاد. اختلفت مع الكاتب للمره الثانيه في بداية تشكل الحركة الوطنيه حيث رأيتها مع الحركه العرابيه رغم فشلها، و يراها المؤلف مع ظهور مصطفي كامل و عصر الخديوي عباس الثاني حيث بدأ النضال السياسي نحو التحرر و الإستقلال مرورا ب محمد فريد ثم سعد زغلول و رفاقه و تشكيل حزب الوفد. محطات متتاليه من النضال السياسي ضد الاستعمار الإنجليزي سعيا نحو التحرر منذ مؤتمر الصلح ١٩١٧ مرورا بإعلان فبراير ١٩٢٣ ثم إقرار الدستور في نفس العام و تعديله عام ١٩٣٠ ، توقيع مصطفي النحاس معاهدة ١٩٣٦ حيث الاستقلال الشكلي رغبة في التحرر الفعلي. تولي فاروق ملك مصر عامين تحت الوصايه ثم قامت الحرب العالميه الأولي و إختفي دوره نتيجة لرغبة الإحتلال في توجيه مصر لمجهود بريطانيا الحربي و تأمين جبهة شمال أفريقيا. أغفل الكاتب موقف مصر فى الحرب العربية عام ١٩٤٨ و التي كان من نتائج الهزيمة فيها هو ظهور حركة الضباط الأحرار السرية و التي كان غرضها تصحيح أوضاع الجيش ثم إنتهت بعزل الملك و السيطرة على مقاليد الحكم. استعرض الكاتب تاريخ مصر الحديث في صورة مختصره و مركزه في ٢٤ فصل أو حكاية. هي رحلة ممتعه لا غني عنها لمحبي التاريخ ، و تمثل و لاشك فاتح شهية لكل راغب في المزيد من التفاصيل و التحليل من الكتب المتخصصة.
يسرد تاريخ مصر الحديث في ٢٤ حكاية بداية بالاحتلال الفرنسي وهزيمة المماليك، ثم عهد محمد علي باشا والتنمية المصرية، إلى ان تم افتتاح قناة السويس بعام ١٨٦٩ وما صاحب تلك الفترة من سخرة للعمال المصريين وتقديم الامتيازات للاجانب الأمر الذي قدت لثورة احمد عرابي وما خلفته من اضطرابات.. اتخذتها بريطانيا حجة للاحتلال مصر، ومع الاحتلال ظهرت الحركة الوطنية المصرية وثورة ١٩١٩ التي تفجرت بعد نفي سعد زغلول قائد حزب الوفد، لينتهي الأمر بسقوط الملكية والاحتلال البريطاني مع انقلاب الضباط الأحرار على الملك فاروق بعد فترة بسيطة من حادثة حريق القاهرة . أعجبني في الكتاب السرد المحايد كذكره لسلبيات وإيجابيات حكم محمد علي باشا بل وحتى بعض الجوانب الايجابية في فترات الاحتلال، وكذلك توضيحه لموقف الأقباط وشعورهم اتجاه الحكم الإسلامي ولثورة احمد عرابي كتاب جيد خصوصًا كمدخل لتاريخ مصر الحديث.
كتاب جيد جداً في الحقيقة ، مر سريعاً على فترة زمنية كبيرة بدءاً من الحملة الفرنسية حتى عزل الملك فاروق وقيام الظباط الأحرار بحركة ١٩٥٢ ، دون الدخول في تفاصيل ودهاليز كل عصر فقط يسرد ماتم باختصار جيد ، فيصلح لأن يكون - الكتاب - بدايةً لأي قارئ تاريخ.
من أفضل الحكايات في هذا الكتاب والتي أعجبتني كثيراً ، الحكاية السابعة (كيف نقرأ التاريخ؟) فدوماً ما يؤرقني هذا السؤال ، فتارةً أعجب بالمماليك أو العثمانيين - على سبيل المثال - وتارة أمقتهم وأبغض ما أشاهده من قرائتي عنهم وعن تلك الحقبة الزمنية.
بسطها لنا هنا الكاتب بشكلٍ لم أعتده من قبل ، أحييه عليه وعلى الكتاب عامةً ، وفي انتظار الجزء القادم بإذن الله.
``` في النهاية يمكن القول إن البنيان انتصر على الإنسان في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ مصر، فمعظم مقومات الدول الحديثة من جيش وشرطة وإدارة سياسية مركزية وبنية تحتية قد بناها في مصر في تلك الفترة من تاريخنا الحديث، لكن بقي الإنسان المصري متشبع بالكرامة والحريات والحقوق بفعل الثورة، وبفعل الاحتلال ثار ثورة أخرى. ```
عجبني السرد التفكيكي للكتاب ده جداً ، توضيح زمني من أول فترة غزو نابليون لمصر حتى حريق القاهرة عام ٥٢ ، سردد قصصي جميل وواقعي و تحليل مُمتاز لفترات مُثيرة في تاريخ مصر الحديث ، ٢٤ حكاية حاولت وضعنا امام المجتمع المصري أمام أهم الفقرات المفصلية في تاريخنا ؛ الأسلوب بسيط وسلس ، معلومات سياسية وإجتماعية ، عرض التحليلات بدون أي تعقيد ، كأننا قدام حكاية بسيطة وسهلة .
الكتاب جيد جدا في طريقة سرده للاحداث بطريقة مبسطة بعيدا عن الطريقة الاكاديمية فيمكن لاي احد ان يقراه ويستمتع به وايضا يمتاز بعدم توجيه القاريء لرأي معين فهو يعرض التاريخ في صورة حكايات تعرض الحقائق فقط،.