Jump to ratings and reviews
Rate this book

أصل الدين عند الأئمة وسلف الأمة

Rate this book
إن الواقع، الجاهلي الذي يطغى على البشرية اليوم قد نشأ ابتداء من فساد في التصور، عملت فيه جميع القوى وجميع المعسكرات ذات العداء التقليدي للإسلام، ثم هو بدوره يضاعف فساد هذا التصور من جديد، ويضغط بثقله على قلوب الناس في هذه الجاهلية، ومعه جميع أجهزة التوجيه العالمية فلا تجد هذه القلوب في ذاتها من التصور الصحيح ما تدفع به ثقل هذا الواقع فضلاً عن محاولة تغييره.

فلا بد من إذن من رواد فيهم من القدرة والطاقة، الإدراك والكفاية، والإستعلاء والحماسة، والإصرار والصلابة، بقدر ما فيهم من الإيمان والثقة بهذا الدين؛ لكي يخلصوا أنفسهم من ضغط هذا الواقع وضغط هذا التوجيه وآثار هذا وذاك في التصور، ولكي يملكوا- على الرغم من الواقع المضلل والتوجيه المضلل- أن يروا برؤية واضحة تصورا آخر أرفع وأكمل وأعمق، وما هذا البحث الذي بين أيدينا إلا جهد متواضع للمشاركة في هذه المحاولة: محاولة إحياء حقائق هذا التصور الإسلامي، وهي محاولة ولاشك مرهقة وشاقة وهائلة التضحيات، ولكنها تستحق، والبحث الذي بين أيدينا هذا يركز على أولى حقائق هذا التصور وأكبرها وهي حقيقة "التوحيد" الذي هو أصل هذا الدين ولبه وأساسه الذي يتفرع منه سائر نظمه وأحكامه وأوامره ومناهجه.

240 pages, Paperback

2 people are currently reading
31 people want to read

About the author

عبد المجيد بن يوسف بن عبد المجيد الشاذلي الشيخ العلامة الأصوليّ. ولد في بلدة "بسيون" في محافظة الغربية بمصر عام 1938م، تخرج من كلية العلوم – قسم الكيمياء في جامعة الإسكندرية - وعمل بشركة الحرير في كفر الدوّار، حتى تاريخ إحالته للمعاش. جده الشيخ عبد المجيد الشاذلي هو أحد شيوخ المذهب المالكي في الأزهر الشريف.
نشأ عبد المجيد الشاذلي في بيئة علميّة حيث كان الوالد والجد من علماء الأزهر وكان منذ نشأته محباً للعلم شغوفاً بطلبه يدرك ذلك من يستمع إليه ويلمس "الموسوعية" في طرحه وحديثه. كان محباً لقراءة كتب الفقه والسيرة والأصول، ومن أهم الكتب التي قرأها وأثرت به كتابي "الموافقات" و"الاعتصام" للإمام الشاطبي، حتى لقب فيما بعد من قبل بعض محبيه "بالشاطبي الثاني" لشدة إحكامه وتمكنه من علم أصول الفقه على منهج الإمام الشاطبي.
تتلمذ في شبابه من خلال وجوده في إطار جماعة "الإخوان المسلمين" وخصوصاً على يد الأستاذ الشهيد محمد يوسف هواش ثم فيما بعد على مؤلفات الأستاذ الشهيد سيد قطب والأستاذ محمد قطب والشيخ أبو الأعلى المودودي. ثم كانت علاقته بعلم شيخ الإسلام ابن تيمية في السجن حيث درس جميع كتبه وجميع كتب الإمام ابن قيم الجوزية يقول الشيخ عبد المجيد الشاذلي:
«إن أول ما بدأ به في الدراسة علم شيخ الإسلام ابن تيمية - بعد أن كان قد درس كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم" قبل السجن – هو رسالة "العبودية" ثم رسالة "التدمرية" ثم كتاب "الإيمان" ثم جميع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وجميع كتب الإمام ابن القيم ثم جميع كتب المدرسة الوهابية من كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب حتى كتب الشيخ محمد بن إبراهيم والمحدثين من هذه المدرسة.»
بعد خروجه من السجن سافر إلى المملكة السعودية وطلب العلم هناك على يد كبار علمائها فطلب العلم بتتلمذ مباشر من الشيخ عبد الرزاق عفيفي في الرياض والشيخ ابن باز وقد قدم له الشيخ ابن باز مجموعة رسائل بعنوان "عقيدة الموحدين". وقدم له الشيخ ابن جبرين كتابه "الطريق إلى الجنة". وأصدرت له جامعة أم القرى كتابه الكبير "حد الإسلام وحقيقة الإيمان" بعد مراجعته من قبل لجنة من العلماء.
يقول عبد المجيد الشاذلي:
«مرت علاقتي بالأستاذ سيد قطب بعدة مراحل منذ عام 1951م إلى أن جاءت قضية الإخوان المسلمين في عام 1965م الشهيرة باسم تنظيم سيد قطب فمثلت لي المرحلة الأخيرة في الاتصال بفكر سيد قطب وفي هذه المرحلة كنت أتقابل معه في سيارة الترحيلات وطوال وقت الجلسات بالمحكمة وفي السجن بدأت خلافاتنا الفكرية مع الإخوان المسلمين وبعد خروجنا أسسنا في عام 1975م دعوة أهل السنة والجماعة]»

ويقول الشيخ العلامة رفاعي سرور في ترجمته له أنه يعتبر: المؤصل الفقهي والشرعي لفكر سيد قطب حتى تكونت بجميع كتابات هذا الاتجاه وحدة موضوعية واحدة توزعت على كل العقول التي تحاول الوصول للحق، كل بما يناسبه، ليكون هذا التأصيل هو المواجهة الفكرية الواقعية على الزعم القائل بأن كتابات سيد قطب مجرد كتابات أدبية، حيث لم يفهم القائلون بذلك أن سيد قطب كان يخاطب الناس بما يناسبهم ويؤثر فيهم لتكون مهمة التأصيل الضرورية موكولة لكتابات التأصيل التي تعتبر كتابات الشيخ عبد المجيد نموذجاً كاملاً لها، فتكتمل كل الشروط الشرعية للاتجاه الفكري الصحيح للدعوة. والبعد الأساسي للتعريف المنهجي بالشيخ عبد المجيد الشاذلي هو تجربة 65 حيث كانت تلك التجربة هي البداية التاريخية للتصحيح الفكري والمنهجي للدعوة، كما كانت سنداً نفسياً لمن أتى بعدها حيث علم شباب الدعوة الجدد بعد اكتشاف تنظيم 65 أن هناك من استطاع الوقوف أمام عبد الناصر.
التحق عبد المجيد الشاذلي بالإخوان منذ خمسينيات القرن الماضي حين كان شاباً يافعاً وقد كان أستاذه المباشر ابن بلدته بسيون الأستاذ محمد يوسف هواش والذي كان رفيق درب سيد قطب حيث عايشه لسنوات طويلة أثناء فترة سجنه حتى استشهادهما سوياً بإعدامهم من قبل نظام جمال عبد الناصر عام 1966م. في أواخر الخمسينيات وحتى عام 1965م نشطت حركة من الإخوان الذين كانوا خارج السجون بقيادة عبد الفتاح إسماعيل بهدف إعادة تنظيم الإخوان وارتبطت هذه الحركة مع مرور الوقت وحتى القبض على أفرادها بشخصية سيد قطب، حيث اعتبر المنظّر الفكري لها وكان عبد المجيد الشاذلي أحد قادة الصف الثاني لما عُرف بعدها باسم "تنظيم 65" الذي كان على رأسه سيد قطب. فقد كان معاوناً ونائباً لمجدي عبد العزيز متولي – قائد منطقة الإسكندرية للتنظيم -.

سُجن عبد المجيد الشاذلي عام 1965م في قضية "تنظيم 65" الشهيرة وقد اتهم هذا التنظيم بالعمل على قلب نظام الحكم في مصر. واستمر سجنه حتى عام 1975م. قضى أول عامين في السجن الحربي حيث نال من التعذيب الشديد والأذى والتنكيل الشديد ومنها عزله وتعذيبه في حبس انفرادي لمدة 40 يوماً بناء على أوامر مدير السجن الحربي آنذاك وهو حمزة

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
0 (0%)
4 stars
1 (50%)
3 stars
1 (50%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 of 1 review
Profile Image for شريف محمد جابر.
28 reviews16 followers
January 2, 2014
كتاب مهم للشيخ عبد المجيد الشاذلي رحمه الله
ولكنه على أهمية قد عابته بعض الأمور بحسب رأيي
منها أن الأسلوب الذي كتب به الكتاب هو أسلوب "التأصيل" الصعب، الذي قد يكون عسيرا بعض الشيء على القارئ العربي المعاصر.
كذلك كثرة النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية، مما يشعر القارئ أن الشيخ يقتصر على رأيه، رغم أنه نقل عن غيره من الأئمة والمفسرين. ولعل سبب ذلك هو قيمة طرح شيخ الإسلام لهذه القضايا وتميزه على غيره، فكان الإتيان بالنصوص منه وترتيبها وتنسيقها - كعادة الشيخ عبد المجيد - أمرا مهما، خصوصا إذا علمنا أن الشيخ عبد المجيد لا يتحرى أن يعبر بقلمه - وهو قادر - إن كان هناك نصوص تثبت نفس المعنى.
لكن مع ذلك كنت أطمح بقراءة نصوص أكثر من باقي الأئمة وخصوصا أئمة القرون الأولى ومن تابعهم من الأئمة المتبوعين.
رغم ذلك فلم نلمح تعصبا من قبل الشيخ لشيخ الإسلام ابن تيمية، بل فضل منهج الإمام أحمد في قضية الصفات على منهج شيخ الإسلام ابن تيمية الذي فضل الرد على المتكلمين بأسلوب واصطلاحات متعارفة بينهم.
ما يميز الكتاب أنه تعرض لحقيقة توحيد العبادة الذي أغفله المتكلمون ووضحها بجلاء، وبقواعد حاسمة لن تجدها عند غير الشيخ عبد المجيد، وأنه لم يتعرض لقضايا "الأحكام" بالكفر والإيمان وأحكام الديار.
أعتقد أن الكتاب مهم كمادة علمية، وإن كان ملخصا من كتب الشيخ الكبيرة كحد الإسلام، ولكنه يحتاج إلى خدمة من تلاميذ الشيخ رحمه الله، بحيث يتم تيسير مفهوماته وطرحه بأسلوب أقرب للقارئ المعاصر، مع معالجات لقضايا الواقع على ضوء هذه المفهومات.
Displaying 1 of 1 review

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.