What do you think?
Rate this book
في بحور العلم #4
قراءة في كتابنا الوراثي
- في العلم والشعر
- قراءة في كتابنا الوراثي - مشروع الجينوم البشري
- نار هرقليطس
- الإجهاض وعلم الوراثة الحديث
- عودة إلى دوللي
- البيوتكنولوجيا في الزراعة
- اللاضيون: أعداء التكنولوجيا
- أغذية فرانكنشتاين
- رحلة إلى الماضي
- عن كتاب أصل الأنواع
- أبحر الخليل: نظام رياضي مغلق
- قراءة في كتابنا الوراثي - مشروع الجينوم البشري
- نار هرقليطس
- الإجهاض وعلم الوراثة الحديث
- عودة إلى دوللي
- البيوتكنولوجيا في الزراعة
- اللاضيون: أعداء التكنولوجيا
- أغذية فرانكنشتاين
- رحلة إلى الماضي
- عن كتاب أصل الأنواع
- أبحر الخليل: نظام رياضي مغلق
- GenresScience
208 pages, Paperback
First published January 1, 2013
3 people are currently reading
199 people want to read
About the author
أحمد مستجير
57 books269 followersولد مستجير في ديسمبر 1934 بقرية الصلاحات بمحافظة الدقهلية شمال مصر، أهتم مستجير في المرحلة الثانوية بكتب البيولوجيا لأنه أحب مدرسها "خليل أفندي" الذي تخرج في كلية الزراعة، فأحب مستجير أن يلتحق بنفس الكلية.
أفتتن بأستاذه في الكلية عبد الحليم الطوبجي أستاذ علم الوراثة ، فسلك ذات التخصص ، وبلغت ثقة "الطوبجي" في مستجير الطالب أنه لما أحتاج أن يكتب مذكرة للطلاب ولم يكن وقته يسمح بذلك أعطى الطلاب ما كتبه أحمد في المحاضرات.
عمل أحمد مستجير مدرسا بكلية الزراعة جامعة القاهرة سنة 1964م ، ثم أستاذا مساعدا عام 1971م ، ثم أستاذا سنة 1974م، ثم أصبح عميدا للكلية من سنة 1986م إلى سنة 1995م، ثم أستاذا متفرغا بها، كما أنه عضو في 12 هيئة وجمعية علمية وثقافية منها: مجمع الخالدين، والجمعية المصرية لعلوم الإنتاج الحيواني، والجمعية المصرية للعلوم الوراثية، واتحاد الكتاب، ولجنة المعجم العربي الزراعي، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.
حصل على العديد من الجوائز منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وجائزتَـيْ الدولة التشجيعية والتقديرية.
أفتتن بأستاذه في الكلية عبد الحليم الطوبجي أستاذ علم الوراثة ، فسلك ذات التخصص ، وبلغت ثقة "الطوبجي" في مستجير الطالب أنه لما أحتاج أن يكتب مذكرة للطلاب ولم يكن وقته يسمح بذلك أعطى الطلاب ما كتبه أحمد في المحاضرات.
عمل أحمد مستجير مدرسا بكلية الزراعة جامعة القاهرة سنة 1964م ، ثم أستاذا مساعدا عام 1971م ، ثم أستاذا سنة 1974م، ثم أصبح عميدا للكلية من سنة 1986م إلى سنة 1995م، ثم أستاذا متفرغا بها، كما أنه عضو في 12 هيئة وجمعية علمية وثقافية منها: مجمع الخالدين، والجمعية المصرية لعلوم الإنتاج الحيواني، والجمعية المصرية للعلوم الوراثية، واتحاد الكتاب، ولجنة المعجم العربي الزراعي، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.
حصل على العديد من الجوائز منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وجائزتَـيْ الدولة التشجيعية والتقديرية.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 8 of 8 reviews
Read
March 21, 2023ولا زلت كما أنا. لم ولن أفهم أي شىء أصعب من معادلة ثاني أكسيد الكربون بالصف الثاني الإعدادي، والفرق بين المادة الصلبة والغازية والسائلة في الصف الرابع الابتدائي.
ولكن الأسلوب الأدبي البسيط الراقي لعالمنا الراحل أحمد مستجير "بيصبرني" على مرار قراءة النظريات العلمية. وحكاياته الرقيقة الممتعة عن صباه وشبابه والشخصيات التي أثرت فيه، هى عزائي عن الأجزاء العلمية المعقدة التي استعصت على فهمي كالمعتاد.
ربما القضايا العلمية الجدلية المذكورة بالكتاب مثل الإجهاض معاداة التكنولوجيا والهندسة الوراثية هى قضايا قديمة. ولكن الجدل الثائر حولها لم ينتهي حتى الأن. واحترم في المؤلف عرضه لوجهات النظر-المتاحة وقتها- بحيادية ودون تحيز.
ولكن الأسلوب الأدبي البسيط الراقي لعالمنا الراحل أحمد مستجير "بيصبرني" على مرار قراءة النظريات العلمية. وحكاياته الرقيقة الممتعة عن صباه وشبابه والشخصيات التي أثرت فيه، هى عزائي عن الأجزاء العلمية المعقدة التي استعصت على فهمي كالمعتاد.
ربما القضايا العلمية الجدلية المذكورة بالكتاب مثل الإجهاض معاداة التكنولوجيا والهندسة الوراثية هى قضايا قديمة. ولكن الجدل الثائر حولها لم ينتهي حتى الأن. واحترم في المؤلف عرضه لوجهات النظر-المتاحة وقتها- بحيادية ودون تحيز.
December 26, 2025
من أجمل المغامرات القرائية أن تقرأ كتاباً لكاتبك المفضّل فيه حشد من مقالاته، فتنهي المقال وراء المقال، ولا تدر أي مفاجأة تنتظرك في المقال القادم.
هذا هو العدد الرابع من سلسلة "في بحور العلم" التي ألّفها دكتور أحمد مستجير رحمه الله. وكغيره من الأعداد كان حافلاً بهذه المفاجآت، فمع عالم التقنية الحيوية الكبير أحمد مستجير يمكن أن تتوقّع الموضوعات التي افتُتِن بها كالحمض النووي والاستنساخ وعلم الوراثة، وطبعاً موضوع تخصصه التقنية الحيوية؛ ولكن ستبقى متطلعاً للتفاصيل والطابع الأدبي الذي يميز مقالاته. غير أن أهم ما يميز تجربة القراءة لمستجير أنه متخصص في مجاله، فهو ليس "دحيحاً" يبسط العلوم اعتماداً على سيناريوهات متفرقة، بل يقطّر لك خلاصة علمه وخبراته وقراءاته في كل مقال.
وعلى الرغم من أن معلومات الكتاب تعتبر "قديمة" بعد مضي خمسة وعشرين عاماً على نشره (نُشر في أواخر التسعينات)؛ إلا أن أسلوب مستجير وطريقة سرده وانطباعاته التي يسكبها في كل مقال، تجعل مقالاته تستحق القراءة. كما أنه يحثك على البحث في ما انتهى إليه العلم في كل موضوع تناوله كالاستنساخ والجينوم وغيرها من الموضوعات.
افتتح مستجير هذا العدد بتجربته الحياتية الخاصة بعد تخرجه في كلية الزراعة ورحلته مع علم الوراثة في إدنبرة. بعدها طاف مستجير على مواضيعه المفضلة، وهي من مفضلاتي أيضا. بدأها بمشروع الجينوم البشري، وهو مشروع طموح بدأ فعلياً في عام ١٩٩١، كان هدفه معرفة تسلسل النيوكليوتيدات (وحدة البناء الأساسية للأحماض النووية) التي تمتد كحبات العقد على طول حمضنا النووي، وتبلغ أكثر من ٣٠٠٠ مليون زوج. أُفرِد لهذا المشروع الضخم وقتها نحو ٣ مليار دولار. انتهى المشروع في ٢٠٠٣، ولك أن تندهش لو علمت أن تكلفة سلسَلة الحمض النووي البشري الآن انخفضت إلى ١٠٠٠ دولار فقط! وستتسلم النتيجة بعد بضع أسابيع من تسليم عينتك للمعمل. ثلاثة عشر عاماً اختُصِرت في بضع أسابيع بفضل التقدم العلمي.
الجميل أن مستجير لا يبدأ بالكلام عن المشروع بل يوضح لك تاريخ الفكرة، بل وكيف تم اكتشاف أن الكروموسومات هي حاملة الجينات في ذبابة الفاكهة الشهيرة ثم يعرج قليلا على دور هذا الكائن النموذجي في الدراسات الوراثية لسرعة تناسلها وانخفاض تكلفتها. ولا يفوت مستجير الفرصة ليعَنوِن هذه الجزئية ب"عاشقة العسل" لتعلم أن الاسم العلمي لذبابة الفاكهة Drosophila melanogaster يعني حرفياً: عاشقة العسل ذات البطن السوداء. بهذا البناء المتسلسل لمقالاته، يمنحك مستجير التجربة الكاملة لكل موضوع يختاره.
وفي الاستنساخ، يشرح كيف جاءت النعجة دوللي إلى الحياة من ثلاث نعجات. فقد فُصلت خلية من من ضرع نعجة، ثم نُقلت نواتها إلى بويضة مفرّغة من النواة مأخوذة من نعجة أخرى، ثم زرعت البويضة في رحم نعجة ثالثة. وبعد الحصول على ٢٩ جنيناً بهذه الطريقة العجيبة، لم يولد منها حياً سوى دوللي!
وبعد مرور أكثر من ٢٥ عاما على ولادة دوللي، استُنسخت عشرات الحيوانات كالأحصنة والخنازير والأبقار والفئران. بل وأصبح هناك بيزنيس رائج لاستنساخ الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط، فيأخذ صاحب الحيوان عينة من جلده ثم تحفَظ حتى يستنسخ حيوانه الأليف بعد موته، بل وربما في حياته إن شاء! تتكلف هذه العملية نحو خمسين ألف دولار، ويمكن الإطلاع على أناس خاضوا هذه التجربة بالبحث على اليوتيوب.
دور النعجات الثلاث: صاحبة الحمض النووي، وصاحبة البويضة، والأم الحاضنة
ثم موضوع تخصصه التقنية الحيوية في الزراعة. وهو موضوع في غاية الأهمية لأن من تطبيقاته المحاصيل الزراعية المعدلة وراثياً. وباستخدام هذه التقنية تدخل في أجسامنا جينات لم تكن موجودة في مستودعنا الجيني من قبل. فمثلا عند تعديل النباتات وراثياً لتصبح مقاوِمة للآفات، ينقَل جين مسؤول عن بروتين مثبط للحشرات اكتشفوه في إحدى النباتات أو البكتيريا إلى الجهاز الوراثي لنباتات أخرى لا تمتلك هذا الجين. نتغذى على هذه النباتات بجيناتها وبروتيناتها الجديدة. يقول مستجير أن هذا البروتين يتحلل في القناة الهضمية، فلا يؤثر على الإنسان، ولكن هل هذا فعلا آمن تماما؟
ليس هذا فحسب، فمن أجل التأكد من "تطعيم" الجين في النبات الذي نُقِل إليه، يتم إدخال وسم أو علامة إلى جانب الجين المرغوب للتعرف على العينات التي دخل الجين فيها بنجاح. هذه العلامة عبارة عن جينات مقاوِمة لبعض المضادات الحيوية، وعند تعريض العينات لهذه المضادات الحيوية تموت العينات التي لم تستوعب الجين الذي نقل ويتبقى منها ما استوعبه. لقد أنتجت إحدى الشركات الأمريكية طماطم اسمها فيلفر سيفر يمكن أن تبقى على الرف أسابيع دون أن تفسَد. يعلق مستجير: "وكل ما يعيبها هو أنها تحمل جينات مقاوِمة للمضادات حيوية!" ما أثر ذلك على الإنسان الذي يأكل طماطم بهذه الجينات المقاوِمة؟ كيف ستؤثر على استجابته للمضادات الحيوية؟ وكيف ستؤثر على البكتيريا النافعة في جهازه الهضمي؟ أسئلة طرحها مستجير مؤكداً أن العلم سيجد طريقةً ما، وهو ما أعتبره تفاؤلاً زائداً عن الحد.
هناك جدل كبير في الغرب حول التوسع في هذه المحاصيل، ويطلقون عليها "أغذية فرانكشتاين". رفض مستجير هذه الوصمة، وعلّق آمالا عريضة على هذه المحاصيل لحل مشكلة نقص الغذاء، لكنه اعتقد أن المشكلة الحقيقة في الشركات التي تحتكرها وتفرض شروطا قاسية على المزارعين. فليس من حقهم الاحتفاظ بالبذور الناتجة عن المحصول، ولا إعادة زراعتها، كما تفرض الشركات على المزارع استخدام مبيد الشركة للأعشاب ولا غيره.
وأخيرا موضوع التطور، والقارئ لمستجير يعلم أنه مقتنع بفكرة داروين عن التطور، لذا يردد باستمرار نفس أيقونات التطور الزائفة مثل "الحلقة المفقودة" بين البشر والقرد. هذا التبسيط المخل لم يقترحه داروين نفسه، الذي تقتضي نظريته عن تطور الأنواع من بعضها البعض عبر "تغييرات متناهية الصغر" وجود آلاف الحلقات الانتقالية وليس "حلقة أو حلقتان" كما اجتهد مستجير في وصفها. هذا هو مقتضى النظرية الذي لا مفر منه. والآن يصف علماء التطور أنفسهم نشأة الإنسان "بالانفجار العظيم" أو "الظهور التطوري المفاجئ". بل إن برنارد وود العالم التطوري بجامعة جورج واشنطن يعلّق على صورة تطوّر البشر الأيقونية بأنها وهم:
"هناك صورة لتطور البشر تجدها منشورة في كل مكان. على يسار الصورة يوجد قرد، وعلى اليمين إنسان. وبينهما شخصيات تتدرّج لتصبح شبيهة بالبشر. ويبدو التقدّم من القرد إلى الإنسان سلساً للغاية. إنها صورة ساحرة بشكل مخادع لدرجة أن العلماء يترددون بالتخلي عنها، ولكنها مجرد وهم."
أيقونة التطور الشهيرة
كما دأب مستجير على التأكيد على التطابق بين الحمض النووي البشري والشيمبانزي بنسبة ٩٨,٥٪ وهي نسبة انخفضت لنحو ٨٦٪ في ضوء الاكتشافات الحديثة، أي يوجد نحو ٤٥٠ مليون اختلاف، وهي اختلافات لا يمكن للطفرات العشوائية العمياء في الأطر الزمنية المحدودة المقترَحَة لعملية التطور أن تتسبّب في نشوئها.
أما المقال الأخير فكان مفاجأة غريبة عن "بحور الشعر". طالعت العنوان في غير فهم، ثم بدأت في المقال واعتقدت أنه لابد من وجود رابط خفي عجيب بين بحور الشعر وبين الحمض النووي أو أي موضوع "وراثي" آخر. كانت المرة الأولى التي أقرأ فيها مقالاً بالعربية وكأنه كُتب بالصينية إذ غاص مستجير حرفياً في بحور الشعر وتقطيعه وهو موضوع لم أطرقه من قبل ولم يمهِّد له التمهيد المناسب. لم أفهم سوى أن هناك مشكلة في العروض يتنازع حولها الشعراء وأن الخليل الفراهيدي عالم فذ حقا.
أما أجمل مقال فكان عن العالم النمساوي إيرفين تشارجاف صاحب قاعدة "تشارجاف" الشهيرة الذي ساهم في اكتشاف بنية الحمض النووي إلا أن العالمين وطسون وكريك حازا على جائزة نوبل وحدهما على هذا الاكتشاف.
يعلق مستجير على قراءته لكتاب تشارجاف: "قرأت الكتاب فوجدته قريبا إلى عقلي وقلبي. يقول تشارجاف: إنك لا تأخذ من الآخرين إلا ما هو موجود بداخلك. كان الكثير مما يحويه هذا الكتاب الحميم في جوفي حبيساً، وأفرج عنه هذا المؤلَّف الجميل."
يبدو أننا بالفعل لا نأخذ من الآخرين إلا ما كان موجوداً في داخلنا.
هذا هو العدد الرابع من سلسلة "في بحور العلم" التي ألّفها دكتور أحمد مستجير رحمه الله. وكغيره من الأعداد كان حافلاً بهذه المفاجآت، فمع عالم التقنية الحيوية الكبير أحمد مستجير يمكن أن تتوقّع الموضوعات التي افتُتِن بها كالحمض النووي والاستنساخ وعلم الوراثة، وطبعاً موضوع تخصصه التقنية الحيوية؛ ولكن ستبقى متطلعاً للتفاصيل والطابع الأدبي الذي يميز مقالاته. غير أن أهم ما يميز تجربة القراءة لمستجير أنه متخصص في مجاله، فهو ليس "دحيحاً" يبسط العلوم اعتماداً على سيناريوهات متفرقة، بل يقطّر لك خلاصة علمه وخبراته وقراءاته في كل مقال.
وعلى الرغم من أن معلومات الكتاب تعتبر "قديمة" بعد مضي خمسة وعشرين عاماً على نشره (نُشر في أواخر التسعينات)؛ إلا أن أسلوب مستجير وطريقة سرده وانطباعاته التي يسكبها في كل مقال، تجعل مقالاته تستحق القراءة. كما أنه يحثك على البحث في ما انتهى إليه العلم في كل موضوع تناوله كالاستنساخ والجينوم وغيرها من الموضوعات.
افتتح مستجير هذا العدد بتجربته الحياتية الخاصة بعد تخرجه في كلية الزراعة ورحلته مع علم الوراثة في إدنبرة. بعدها طاف مستجير على مواضيعه المفضلة، وهي من مفضلاتي أيضا. بدأها بمشروع الجينوم البشري، وهو مشروع طموح بدأ فعلياً في عام ١٩٩١، كان هدفه معرفة تسلسل النيوكليوتيدات (وحدة البناء الأساسية للأحماض النووية) التي تمتد كحبات العقد على طول حمضنا النووي، وتبلغ أكثر من ٣٠٠٠ مليون زوج. أُفرِد لهذا المشروع الضخم وقتها نحو ٣ مليار دولار. انتهى المشروع في ٢٠٠٣، ولك أن تندهش لو علمت أن تكلفة سلسَلة الحمض النووي البشري الآن انخفضت إلى ١٠٠٠ دولار فقط! وستتسلم النتيجة بعد بضع أسابيع من تسليم عينتك للمعمل. ثلاثة عشر عاماً اختُصِرت في بضع أسابيع بفضل التقدم العلمي.
الجميل أن مستجير لا يبدأ بالكلام عن المشروع بل يوضح لك تاريخ الفكرة، بل وكيف تم اكتشاف أن الكروموسومات هي حاملة الجينات في ذبابة الفاكهة الشهيرة ثم يعرج قليلا على دور هذا الكائن النموذجي في الدراسات الوراثية لسرعة تناسلها وانخفاض تكلفتها. ولا يفوت مستجير الفرصة ليعَنوِن هذه الجزئية ب"عاشقة العسل" لتعلم أن الاسم العلمي لذبابة الفاكهة Drosophila melanogaster يعني حرفياً: عاشقة العسل ذات البطن السوداء. بهذا البناء المتسلسل لمقالاته، يمنحك مستجير التجربة الكاملة لكل موضوع يختاره.
وفي الاستنساخ، يشرح كيف جاءت النعجة دوللي إلى الحياة من ثلاث نعجات. فقد فُصلت خلية من من ضرع نعجة، ثم نُقلت نواتها إلى بويضة مفرّغة من النواة مأخوذة من نعجة أخرى، ثم زرعت البويضة في رحم نعجة ثالثة. وبعد الحصول على ٢٩ جنيناً بهذه الطريقة العجيبة، لم يولد منها حياً سوى دوللي!
وبعد مرور أكثر من ٢٥ عاما على ولادة دوللي، استُنسخت عشرات الحيوانات كالأحصنة والخنازير والأبقار والفئران. بل وأصبح هناك بيزنيس رائج لاستنساخ الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط، فيأخذ صاحب الحيوان عينة من جلده ثم تحفَظ حتى يستنسخ حيوانه الأليف بعد موته، بل وربما في حياته إن شاء! تتكلف هذه العملية نحو خمسين ألف دولار، ويمكن الإطلاع على أناس خاضوا هذه التجربة بالبحث على اليوتيوب.
دور النعجات الثلاث: صاحبة الحمض النووي، وصاحبة البويضة، والأم الحاضنة
ثم موضوع تخصصه التقنية الحيوية في الزراعة. وهو موضوع في غاية الأهمية لأن من تطبيقاته المحاصيل الزراعية المعدلة وراثياً. وباستخدام هذه التقنية تدخل في أجسامنا جينات لم تكن موجودة في مستودعنا الجيني من قبل. فمثلا عند تعديل النباتات وراثياً لتصبح مقاوِمة للآفات، ينقَل جين مسؤول عن بروتين مثبط للحشرات اكتشفوه في إحدى النباتات أو البكتيريا إلى الجهاز الوراثي لنباتات أخرى لا تمتلك هذا الجين. نتغذى على هذه النباتات بجيناتها وبروتيناتها الجديدة. يقول مستجير أن هذا البروتين يتحلل في القناة الهضمية، فلا يؤثر على الإنسان، ولكن هل هذا فعلا آمن تماما؟
ليس هذا فحسب، فمن أجل التأكد من "تطعيم" الجين في النبات الذي نُقِل إليه، يتم إدخال وسم أو علامة إلى جانب الجين المرغوب للتعرف على العينات التي دخل الجين فيها بنجاح. هذه العلامة عبارة عن جينات مقاوِمة لبعض المضادات الحيوية، وعند تعريض العينات لهذه المضادات الحيوية تموت العينات التي لم تستوعب الجين الذي نقل ويتبقى منها ما استوعبه. لقد أنتجت إحدى الشركات الأمريكية طماطم اسمها فيلفر سيفر يمكن أن تبقى على الرف أسابيع دون أن تفسَد. يعلق مستجير: "وكل ما يعيبها هو أنها تحمل جينات مقاوِمة للمضادات حيوية!" ما أثر ذلك على الإنسان الذي يأكل طماطم بهذه الجينات المقاوِمة؟ كيف ستؤثر على استجابته للمضادات الحيوية؟ وكيف ستؤثر على البكتيريا النافعة في جهازه الهضمي؟ أسئلة طرحها مستجير مؤكداً أن العلم سيجد طريقةً ما، وهو ما أعتبره تفاؤلاً زائداً عن الحد.
هناك جدل كبير في الغرب حول التوسع في هذه المحاصيل، ويطلقون عليها "أغذية فرانكشتاين". رفض مستجير هذه الوصمة، وعلّق آمالا عريضة على هذه المحاصيل لحل مشكلة نقص الغذاء، لكنه اعتقد أن المشكلة الحقيقة في الشركات التي تحتكرها وتفرض شروطا قاسية على المزارعين. فليس من حقهم الاحتفاظ بالبذور الناتجة عن المحصول، ولا إعادة زراعتها، كما تفرض الشركات على المزارع استخدام مبيد الشركة للأعشاب ولا غيره.
وأخيرا موضوع التطور، والقارئ لمستجير يعلم أنه مقتنع بفكرة داروين عن التطور، لذا يردد باستمرار نفس أيقونات التطور الزائفة مثل "الحلقة المفقودة" بين البشر والقرد. هذا التبسيط المخل لم يقترحه داروين نفسه، الذي تقتضي نظريته عن تطور الأنواع من بعضها البعض عبر "تغييرات متناهية الصغر" وجود آلاف الحلقات الانتقالية وليس "حلقة أو حلقتان" كما اجتهد مستجير في وصفها. هذا هو مقتضى النظرية الذي لا مفر منه. والآن يصف علماء التطور أنفسهم نشأة الإنسان "بالانفجار العظيم" أو "الظهور التطوري المفاجئ". بل إن برنارد وود العالم التطوري بجامعة جورج واشنطن يعلّق على صورة تطوّر البشر الأيقونية بأنها وهم:
"هناك صورة لتطور البشر تجدها منشورة في كل مكان. على يسار الصورة يوجد قرد، وعلى اليمين إنسان. وبينهما شخصيات تتدرّج لتصبح شبيهة بالبشر. ويبدو التقدّم من القرد إلى الإنسان سلساً للغاية. إنها صورة ساحرة بشكل مخادع لدرجة أن العلماء يترددون بالتخلي عنها، ولكنها مجرد وهم."
أيقونة التطور الشهيرة
كما دأب مستجير على التأكيد على التطابق بين الحمض النووي البشري والشيمبانزي بنسبة ٩٨,٥٪ وهي نسبة انخفضت لنحو ٨٦٪ في ضوء الاكتشافات الحديثة، أي يوجد نحو ٤٥٠ مليون اختلاف، وهي اختلافات لا يمكن للطفرات العشوائية العمياء في الأطر الزمنية المحدودة المقترَحَة لعملية التطور أن تتسبّب في نشوئها.
أما المقال الأخير فكان مفاجأة غريبة عن "بحور الشعر". طالعت العنوان في غير فهم، ثم بدأت في المقال واعتقدت أنه لابد من وجود رابط خفي عجيب بين بحور الشعر وبين الحمض النووي أو أي موضوع "وراثي" آخر. كانت المرة الأولى التي أقرأ فيها مقالاً بالعربية وكأنه كُتب بالصينية إذ غاص مستجير حرفياً في بحور الشعر وتقطيعه وهو موضوع لم أطرقه من قبل ولم يمهِّد له التمهيد المناسب. لم أفهم سوى أن هناك مشكلة في العروض يتنازع حولها الشعراء وأن الخليل الفراهيدي عالم فذ حقا.
أما أجمل مقال فكان عن العالم النمساوي إيرفين تشارجاف صاحب قاعدة "تشارجاف" الشهيرة الذي ساهم في اكتشاف بنية الحمض النووي إلا أن العالمين وطسون وكريك حازا على جائزة نوبل وحدهما على هذا الاكتشاف.
يعلق مستجير على قراءته لكتاب تشارجاف: "قرأت الكتاب فوجدته قريبا إلى عقلي وقلبي. يقول تشارجاف: إنك لا تأخذ من الآخرين إلا ما هو موجود بداخلك. كان الكثير مما يحويه هذا الكتاب الحميم في جوفي حبيساً، وأفرج عنه هذا المؤلَّف الجميل."
يبدو أننا بالفعل لا نأخذ من الآخرين إلا ما كان موجوداً في داخلنا.
January 22, 2015
مقالات جميلة، تجمع بين السيرة الذاتية والعلم والشعر. السلسلة كلها تستحق القراءة، وأنصح بها صغار السن بالذات
July 9, 2014
الكتاب ممتاز
بس بصراحة اخر فصل ملهوش اى 30 لازمة
فصل بيتكلم عن ابحر الخليل وتقطيع ابيات الشعر
انا بقرأ كتاب عن الوراثة مرة واحدة حسيت ان في حد شدني ورماني في بحر الشعر واللغة بصراحة فصلت
بس بصراحة اخر فصل ملهوش اى 30 لازمة
فصل بيتكلم عن ابحر الخليل وتقطيع ابيات الشعر
انا بقرأ كتاب عن الوراثة مرة واحدة حسيت ان في حد شدني ورماني في بحر الشعر واللغة بصراحة فصلت
May 17, 2016
"لكنّه عرف الآن أنّ الإنسان بالفعل نبات. إننا نذبل إذا حرمنا من التربة التي نمد فيها جذورنا. المتدين جذوره في دينه. التقاليد يمكن أن تكون جذورا. القومية كذلك. الوطنية أيضا.ولقد تحول العلم عند الكثيرين إلى البديل الذي يبقيهم أحياء"
بعد كل جزء من أجزاء السلسلة "في بحور العلم" يزداد يقيني رسوخًا بأنّ د. أحمد مستجير لو لم يكن عالمًا، لكان أديبًا من طراز رفيع. خصوصا مع هذا الكتاب الرابع من السلسة، والذي أعتبره الأفضل من بينها، كون موهبته القصصية ظهرت واضحة في سرده لسيرته الذاتيه بشكل مختصر، رائع، ومؤثر جدًا، في الفصل الأول "في العلم والشعر".
الكتاب كما عادة كتب السلسلة يتنقل بين مواضيع علمية شتى (إثنا عشر فصلًا) باستثناء موضوع واحد وهو الفصل الأخير "أبحر الخليل"، والذي يتحدث فيه عن الشعر والعَروض.
أفضل الفصول:
1- عن العلم والشعر، وهو يعتبر مختصر لسيرة الدكتور مستجير، بداية من تخرجه من كلية الزراعة عام 1954 مرورا بتعيينه، ثم سفره لاسكتلندا للحصول على الدكتوراة، والعودة مرة أخرى. كل ذلك بأسلوب قصصي جميل جدًا وبقلمه الرقيق.
2- الإجهاض وعلم الوراثة الحديث، لم يكتف د. مستجير بعرض الجوانب العلمية لموضوع الإجهاض، بل توسع ليشمل الجوانب الفلسفية والأخلاقية للموضوع، وعرض للآراء المختلفة حول "شخصنة الجنين" أي السؤال :هل الجنين شخص؟
وهذا الفصل هو أكثر الفصول إثارة، إذ يضعك في حيرة شديدة تجاه تحديد موقفك من عدد من المفاهيم. هل مثلا لو تأكدت أن الجنين سيكون مشوّهًا، هل يجوز لك إجهاضه (أو قتله بحسب تعبيرات المعارضين)؟
3- اللاضيون: أعداء التكنولوجيا، يعتبر فصل تاريخي أكثر منه علمي، يتحدث عن حركة ظهرت في أعقاب الثورة الصناعية من الذين فقدوا أعمالهم لصالح الآلات الجديدة (سمو باللوديين أو اللاضيون كما كتب د. مستجير نسبة إلى نيد ليد)، تطور كرههم لتنظيم جيش كان مهمته حرق تلك الآلات وتحطيمها في المصانع. وينتقل إلى اللوضيون الجدد وهم كارهو التكنولوجيا حديثًا، ووصف لموقفهم المعادي لها وأسباب ذلك العداء.
https://goo.gl/4BXtqq
- الكتاب هو أكبر كتب السلسلة (حتى الرابع) وأكثرها غناءً بالمعلومات. إضافة لميزة أخرى جعلته مختلفا عن باقي السلسلة، وهي تجربة د. أحمد الشخصية من خلال الفصل الأول كما بينت.
- الفصل الأخير "أبحر الخليل" هو الذي أرهقني فعلًا، ولم أخرج منه بفائدة كبيرة، ربما لأن معلوماتي عن علم العروض قاصرة نوعًا ما.
(الصورة، لوحة تعبر عن تحطيم اللاضيون للآلات)
February 6, 2017
يبدو أن سحر الهندسة الوراثية بدأ يصيبني بشدة، وسيصيب كل من يقرأ للدكتور أحمد مستجير رحمة الله عليه.
كتاب رائع كسابقيه من سلسلة بحور العلم يجتمع فيه العلم مع اسلوب ادبي جميل لا تمل منه فيتخلل جمال الأسلوب بين طيات الهندسة الوراثية فيخرج لك مثل هذا الكتاب ولا استثني إلا الفصل الأخير فلا اعلم سبب وجوده اصلاً.
كتاب رائع كسابقيه من سلسلة بحور العلم يجتمع فيه العلم مع اسلوب ادبي جميل لا تمل منه فيتخلل جمال الأسلوب بين طيات الهندسة الوراثية فيخرج لك مثل هذا الكتاب ولا استثني إلا الفصل الأخير فلا اعلم سبب وجوده اصلاً.
June 1, 2014
هذا كتاب يجمع إلى جانب تبسيط العلوم جوانبا من كتابة السيرة الذاتية، من ذلك النوع الملهم، ليس فقط مجرد سرد لأحداث أو وقائع تاريخية أو مدح للذات، إنه نوع يحمل كل ذي طموح أن يكون له نجاح خاص به، هذا الحديث عن السيرة في أول فصل من الكتيب في علاقة المؤلف بأستاذه. وهذه الكتابة سواء تبسيط العلوم أو السيرة من ذلك النوع الذي يحكيه الكاتب عن شارجاف، كتابة رصينة أدبية تحلق بك في الآفاق، ليست جافة كما يتوقع من الكتابات عن أو في العلوم.
Read
March 14, 2014الراجل دا جميل
Displaying 1 - 8 of 8 reviews