في أدراج مكتبه وتحت وسادته وفي جيب سترته تتناثر أوراقه في كل مكان .. لكنه يخبئها بعناية عن اعين الأخرين ..يحسبوت حاله الشرود التي يعيشها ما هي الا تأمل وتسبيح .. يحتفظ بالسر لنفسه ولا يفصح عنه لأحد .. عالمان متوازيان يحيا بينهما .. لا يتقاطعان الا حينما تأتيه النهاية ..فيكتشف ما فاته ..ويعلم ما قد غفل عنه .. وقتها يكشف سره مضرا امام ضابط التحقيقات .. إنه السلفي الذي يكتب الروايات سراً .
لعل هذا العمل هو آخر قراءاتي لعام 2014 عام بهِ ما به من أحداث ، دعنا نركّز الحديث على هذه الرواية، سلفيّ يكتب الروايات سرًا ، و ينشرها جهرًا، و يحرص على التواجد وسط أقرانه من الكُتّاب، و يبتسم، و ينشر السرور ببسمة أقل ما يقال عنها أنّها تلقائية صادقة لشخص سليم الطويّة ، أثبتَ لي الشاب الملتحي " ماجد شيحة" بقراءتي عمله الأدبي، أن فكرة ضرورة تحرير العمل الأدبي من أي قيود أخلاقية أو دينية محض هراء، القيد نسبيّ و طريقة التعبير هي الفيصل بيننا، هذا ما فعله "ماجد" بإتقان اكتب كما تريد يا أخي، احبس أفكارك داخلك أكثر، احبسها و امنعها من الخروج حتّى يحين أوان نضجها واتركنا نستمتع بمحصولك الشهيّ ، اكتب أكثر و أكثر ، و لا تحرمنا من فيض كلامك و غزارة شعورك سعيدٌ أنّي قرأتُ هذا العمل، أعاد لي كثيرًامن الأمل في كتابات شابّة وُصمت بالسطحيّة و غياب أساسيّات الإملاء و النحو و أقرب إلى الاستعمال الشعبي للغة منها عن البحث المضني في أغوارها.
في خضم الأعمال الحالية و فترة الرواج الأدبي، و حملة " نجّمني لو سمحت و انشر لي كتاب " و ظهور كاتب جديد كل عشر دقائق، إن لم يأخذ حظّه من نشر ورقي، يأخذه في نشر إلكتروني ضمن أي مجموعة للقراءة ، فيدخل بعض الهواة و يقنعونه بجمال ما كتب ، فينشر ما كتب ورقيًا! في ظل تراوح الذوق العام الآن بين روايات الرعب أو بعض الإسفاف الخُلقي في أسماء لا غرضَ منها إلّا تحقيق شهرة على غث يُكتَب ،و بعض السهوكة الأدبية التي لها كثيرٌ من المحبّين، يخرج علينا "ماجد شيحة" بلغة رشيقة، بحكاية من صميم المعاناة، برأس امتلأ عن آخره بالتفاصيل، و اجتهد لتنسيقها و إخراجها بشكل منمّق على الورق، حقيقةً أحمدُ الله أنّي لم أفقد الأمل في بعض ما يُكتَب من شبابنا ، و أنه ما زال هناك من يستحق الالتفات لما يكتُب ، ما زال هناك من يري أن الحياة ببؤسها، و بطئها، بأمراضها، و أحلامها ، تستحق ألّا تُهمّش، تستحق أن تدوّن، أحمدُ الله أنّي لا أضطر لقراءة أعمال أسطورية عن واقع لا أعيشه، و هذيانٍ لا أحبّه، شد ما أحب الحكايات الواقعيّة، و شد ما أمقت الخيال الذي لا يسمن و لا يغني من جوع، الخيال لم يُخلَق لي! الخيال القابل للصياغة الواقعيّة، القابل للتحقق على يدك و يد غيرك هو عين الإبداع و هو ما ننشده في كل مكان.
ملحوظة بسيطة: "سرًا" مكتوبة بشكل صحيح على الغلاف" التنوين على الحرف السابق للألف داخل الرواية كل التنوين كُتبَ على الألف، و هذا استدعى استغرابًا كبيرًا لديّ، فأرجو الاهتمام.
فلتستمر في عملك يا ماجد، و بارك الله فيما كتبت في انتظار قادم أعمالك :)
ظروف قاسية ففراغ وحشي وقسوة مجتمع وصدفة بحتة تجعلك تُحسب على دعوة ما وجماعة ما وتتحول قسوة المجتمع إلى اضطهاد بشع وظلم عنيف .
اكتب يا مولانا , اكتب , فالكتابة هي العمل الأكثر خلودًا و الأبقى لذكرانا .
عمل لُغوي من الطراز الرفيع (وأنا أول ما يلفت انتباهي في أي عمل هي اللغة) فمن خلالها تستطيع أن تحكم على جودة العمل وإن عابه بعض الخلل في بعض ثناياه الأخرى .
العمل ببساطة تعبير عن جيل كامل , جيل لم يرتكب ذنب ولم يجرم إلا في وجوده في مثل هذا المجتمع , جيل كان من سوء حظه أن وقع بين شقي رحى , بين ضياع القطاع الحكومي وتفشي الفساد وبين استسلام المجتمع وسكونه تحت وطأة الظلم , العمل عبّر عن تلك الأزمة من خلال معاناة تيار السلفية وما تعرضول له من مضايقات , ومما ساعد على اضطهادهم عزلتهم ونظرتهم المختلفة إلى باقي فئات المجتمع .
مجتمع رأى في الاختلاف جريمة ورأى المختلفون في المجتمع تخلف .
لغة عظيمة (من المدهش إن في لغة بالشكل البديع دا من الجيل دا ) , لغة بمفردات قوية وألفاظ جزلة , وتعبيرات متمكنة و أوصاف مدهشة وجمل متماسكة مصبوبة بإحكام , ومن بديع جمله المستحدثة : ( الروائح قارئة فنجان موهوبة , تستطيع أن تخبرك بالماضي الذي لم تفهمه والحاضر والمستقبل اللذين لم يأتيا بعد, إنها لغة الأشياء عندما يتوقف البشر عن إزعاجها بالحركة بينها , حديثها الصامت إليهم , نزيف احتكاكها بحزنهم وفرحهم )
وجدت قصور مزعج من قِبل الكاتب في وصف الشخصيات وتقديمها , مشكلة منتشرة بين الجيل بأكمله , الشخصيات ليست عميقة ,
الأحداث : متسلسلة وسلسة في نفس الوقت , رغم قوة اللغة لكن الأحداث كانت مرنة ومقدمة بامتاع .
في المجمل : بداية مميزة بالنسبة للكاتب , كاتب ننتظر منه الكثير .
حسناً أيها السلفي الذي تكتب الروايات علناً... لقد أحببت روايتك.
الفكرة متميزة جداً وتداخل شخصيتيّ سين وميم كان موفقاً للغاية... أما اللغة فهي أكثر ما أعجبني في هذه الرواية، هذه هي اللغة التي أحب أن أقرأ بها... والحبكة متقنة... ورسم المكان والشخوص أكثر من رائع. الإبحار داخل النفس الحائرة والنفس المعذبة كان كأنه يعزف سيمفونية بالموج على شاطئ صخري.
بعض ملاحظاتي على الرواية كالآتي: الطريقة التي تحدث بها كل من سين وميم متشابهة لحد كبير وكنت أود لو هناك بعض الاختلاف ولو طفيف لتوضيح أنهما شخصيتان مختلفتان... لكن في نهاية الرواية اتضح أنهما متشابهان لدرجة كبيرة حتى في صفحات الكتب التي تستوقفهما... فأضعفت هذه النقطة ملاحظتي على تشابه طريقتهما في السرد. الروايات التي كان يكتبها السلفي سراً لم تأخذ حقها في الذكر... لذلك لم أرَ تجسيداً واضحاً للعنوان داخل الرواية. الاسهاب في بعض المقاطع دون أحداث تذكر. حياة السلفيين كانت تحتاج لتفاصيل أكثر يمكن إضافتها في سياق الرواية... ورأيت أن سين كان على حافة السلفيين ولم يكن سلفياً خالصاً.
في هذه الرواية ماجد شيحه أخذني من يدي ليريني عالَماً كنت أسمع عنه فقط... جعلني أتذوق طعم الألم في جلسات التعذيب، أختنق بالماء كريه الرائحة كلما أدخلوا رأس سين به... بل وأكثر من هذا، جعلني أجلس بجوار كاتب الحلم وهو يسأل "ماذا أكتب؟"... وكأنه يسألني أنا ثم أقع في حيرة سين في الإجابة على هذا السؤال، عشت نفس حيرته.
رائع ما كتبت يا ماجد وسأحرص باستمرار على قراءة كل ما تكتب.
هذه رواية يجب أن تُقرأ بالقلب ويتم التعليق عليها من القلب. ما أجمل القلوب الخالية من الحقد (كما كتب ماجد في نهاية الرواية) ......... وما أجمل هذه الرواية
قال الأديب الكبير أ.أشرف الخمايسى عن رواية سلفى يكتب الروايات سراً
كان "شيحة" متمكنا جدا من أدوات سرده، فاللغة هادئة، ذات سمت جنائزى، يليق بكل هذه العبثية التى تعانى منها مجتمعاتنا، حيث العقاب على التفكير، والتعذيب للأيديولوجيا، والقتل باسم السلطة .
الأسلوب سلس، يدفع فى اتجاه القراءة بتأن ممتع، ويغوص إلى أعماق بعيدة من نفس الإنسان الحائر، يضئ المظلم بمقارنات ومقاربات من واقع هذه الحياة الممتدة فى كل عناصر الخلق.
كان "سين" بطلا واقعيا، بينما "ميم" بطلا افتراضيا، وراوح الكاتب بينهما بتقسيمات بارعة، تلعب على الوتر الذى انتقاه لعزف هذه الرواية.
عانت الرواية، بالنسبة لى، من إطناب مخل فى بعض أجزائها، وكأن الكاتب استعذب رسم الألم، أو وصف العذابات التى عانت منها شخصية روايته.
لكن ...
الرواية واحدة من روايات عربية، قليلة، قرأتها مؤخرا، وأثار كاتبها إعجابى.
قالت الكاتبة د.إيمان الدواخلى عن سلفى يكتب الروايات سراً سلفي يكتب الروايات سرًا رواية لماجد شيحة تقييمي 4 نجمات (وهو نفس تقييمي لبهاء طاهر وغيره) هذه الرواية قرأتها في فترة إعدادها قبل النشر، وهي تدور في أجواء نفسية- وليست مرضية-، وربما لو شاركت في مسابقة التكية (المكان) لفازت بأحد المراكز، فقد اعتنى الكاتب بالمكان حتى أنطقه وأدخله إلى وجدان القارئ ربما أكثر من بعض الأبطال في هذه الرواية يحكي الكاتب عن بطله الأساسي ليخرج منه إلى مجتمع أوسع، وفلسفات فكرية عديدة، ومحاولات تأويل كثير مما نفعل وما لا نفعل.. الحصار داخل الجدران النفسية أو صفحات الخيال، وصراع الواقع أو لعبه بالبطل.. في هذه الرواية نقرأ سطور ماجد شيحة، فنتذكر ما ينساه كثيرون ممن يعنون فقط بالحدث ويتركون متعة اللغة وذائقة التعبير الجميل، ونستمتع بترك وجوه الأبطال لنغوص في أدمغتهم وصدورهم.. أكثر ما يجعل هذا العمل يختلف كثيرا، هو وعي الكاتب بما وراء ما يكتبه، ودراسته لشخصياته بدقة، جعلته يحركهم، كأنما التبسته الشخصيات فوضعت بصمتها على القلم، وليس أن ختم الكاتب شخصياته ببصمته، وهذا فرق المتمكن عمن لم يزل يفيض بذاته على الورق. رأيت السطور أمامي تتحول لساحة المسجد، ولأرفف الكتب، وشعرت أني أحمل الأغلفة القديمة معهم، وأفزع مع .................. لن أكمل كي لا أكشف الرواية إن استرسلت، لكن هذه الرواية تمثيل مشرف للأدب الروائي المصري بكافة المقاييس
فى حفل توقيع روايته البديعة "سلفى يكتب الروايات سراً"، تمحورت غالبية الأسئلة الموجهة لماجد شيحة حول هويته السلفية ومدى ما قد تضعه من عثرات أمامه كروائى يكتب عن الناس والحياة، وكما هو متوقع للأسف، التهم السؤال عن موقفه من الجنس والمشاهد الحسية حيزاً لا بأس به.. وبدا لى الكاتب بشكلٍ ما محاصراً فى هذا الكورنر، متحسساً إجاباته، الأمر الذى بدا لى مع كامل احترامى لكل الحاضرين على درجة من السماجة والنمطية.. لماذا؟ لأن قراءة متأنية للرواية كافية جداً للاقتناع بأن المؤلف كاتب سلفى، وليس سلفى يكتب الأدب.. بعد أن كتب قطعة أدبية رفيعة المستوى، أكد فيها على عمق موهبته وثقافته وفهمه لأسرار الأدب والخبرة الحياتية.. بعد دا، لما اقابله أسأله "طب هتعمل ايه ف المشاهد الإباحية؟".. "طب والمضامين الأخلاقية" وغيرها من الاكليشيهات التليفزيونية؟! الإجابة ببساطة: خلاص، مش محتاجين نسأل.. اتأكدنا انه عارف هو بيعمل ايه، وقادر يتعامل مع محاذيره الدينية والأخلاقية، ويقدم منتج نهائى متميز. طبعاً هذا غيضٌ من فيض أتوقع أن يلاقيه الكاتب مع اتساع شريحة قراءه، وأتمنى أن يملك من الحصافة ما يحدوه للتنفيض لكل هذا الهرى والتركيز على إنتاجه الأدبى فقط. القراءة لماجد كما أخبرته فى الحفل سالف الذكر كانت صدمة سعيدة، لأن المستوى رغم الريكومنديشنز القوية كان أعلى من السقف المتوقع، وهو شئ رائع جداً بالذات مع الزيطة والحفاوة بأعمال أقل ما يقال عنها، تأدباً والله، انها "متواضعة".. مستوى اللغة رفيع فعلاً، ومفيش كلمة مش فى مكانها، للدرجة ان المرور العابر على كلمة ممكن يفسد المعنى على القارئ، الأمر الذى تطلب منى تأن شديد فى القراءة التى استغرقت ما يقرب من الإسبوع رغم ان الحجم متوسط (٢١٦ صفحة).. إستوقفنى نموذج الشيخ ربما بأكثر من سين الشخصية الرئيسية.. النموذج لإصلاحى سلفى بَنَى صرحاً يمكن ترجمته فى المسجد والمكتبة الملحقة به التى يتردد عليها أفواج من الشباب السلفى، تحول تدريجياً -الصرح- لمركز اجتماعى لخدمة أحوال "الشعب السلفى"، ومن بين هذه الأرتال من السلفيين يبحث الشيخ عن طالب علم حقيقى يملك الموهبة والجدية والشجاعة ليحمل الأمانة، أمانة العلم ونقل العلم.. وفى سبيل الحفاظ على هذا الصرح/ الإنجاز يتحمل الشيخ الكثير والكثير جداً، ويتحول لاسفنجة تمتص سخافة وتسلط الأجهزة الأمنية من ناحية، وشحنة الثورة والتمرد التى تنشب فى نفوس طلابه ومريديه الذين يعانون القمع والظلم من هذه الأجهزة الأمنية، فى محاولة مستميتة منه -من الشيخ- لمنع الوصول لنقطة الاشتعال من أجل الحفاظ على سفينته/ صرحه من الغرق، الأمر الذى يحدث فى نهاية الأمر مع وصول الظلم لدرجة لا تطاق بمقتل سين، معادل سيد بلال.. النموذج الإصلاحى هنا يستدعى إعادة تقييم مهما أدانه الكاتب أو قراءه، بعد أن تكشف البديل، وهو النموذج الثورى، عن نتيجة مخيفة من الفوضى والخراب والعبثية باسم الدين.. نص العمى والا العمى كله؟!.. الإسهاب فـ الكلام عن الرواية ومزاياها والأسئلة اللى بتثيرها محتاج قراءة أخرى قريبة إن شاء الله للوقوف على أسرارها.. حتى الآن أفضل ما قرأت من روايات فى 2014
عندي علامةٌ أعرفُ بها الروايةَ العظيمة، مثل العلاماتِ التي نُميِّزُ بها المارةَ في حياتِنا للمرةِ الأولى فنعرفُ أنهم لن يكونوا مجرَّدَ مارة، العلامةُ مُجرَّبةٌ ومُطَّردة، وهي: ألا أستطيعَ الخروجَ منها بعدَ كلمةِ النهاية، أبحث عن أيٍّ منفذٍ أتسربُ منه إلى الواقعِ فلا أجد، علامةٌ قد تبدو قديمة ومعروفة، لكنَّها أصيلة.
أعتقدُ اعتقادًا قويًّا جدًّا أنني لن أستطيعَ الخروجَ من الرواية قريبًا، أنا بالتحديد أقفُ أمام مكتب سين في المكتبة العامرة بالكتب، ذلك المكتب الذي ألصقوه بالجدار وصار الطلابُ يتحاشون الاصطدامَ به كأنهم يخشون الاصطدام بسين، سين الذي لفظَ روحَه لأنَّه ابنُ بلدٍ تضعُ القوةَ في يدِ من يمتلكون هوسَ الإيذاءِ ويقول له: "أطلق يدَكَ على طولِها؛ عندي من هذه الضحية مئة مليون".
في حياة سين التي تستحيلُ فجأةً من الرتابةِ المُضجرةِ إلى العبثيةِ المُخيفةِ ثمةَ حدثٌ حزينٌ من الننوعِ الساخرِ اللاذع؛ ربما سأظلُّ أتساءلُ لسنوات: كيف يُلفِّقون الحادثةَ ابتداءً ثم يُعذِّبون الضحايا للاعتراف؟ على أيِّ شيءٍ يُريدون جمع الاعترافات؟ ولماذا؟ السؤال الأخير يبدو لي مألوفًا ومعروفَ الإجابة: الدولةُ العسكرية تُغذِّي وجودَها على نشرِ الخوف، والخوفُ يحتاجُ عدوًّا، لذلك عليها أن تُبقيَ عدوَّ شعبِها -الفزَّاعةَ- حاضرًا بقوة، وأن تُغذِّي تلك العداوةَ من حينٍ لآخر، وهو نوعٌ من نتفِ الريشِ بصفةٍ دورية في الوقتِ ذاتِه؛ سواءً للضحيةِ العدوِّ الصوريِّ أو للشعبِ المغلوبِ على أمرِه بالجهلِ والسذاجة.
لو صحَّ لي أن أدخلَ دخولًا حقيقيًّا إلى عالمِ الروايةِ لاخترتُ مكانًا واحدًا أذهبُ إليه: شقة سين؛ لأفتحَ شبابيكَ المطبخِ وأتأكدَ من تعطُّلِ الشفَّاط حتى لا تهربَ رائحةُ بيتِه.
كان عزاءً أن تنتهيَ الروايةُ كمأساةٍ بثورةِ يناير، وإن كنتُ -كشخصٍ من الواقعِ بعدَ الثورةِ بثمانِ سنين ونصف- أعرفُ أن العزاءَ تسربتْ إليه العقاربُ ولدغتْ الحضور وأفزعتِ القارئ فذُهلَ عن تلاوتِه، لكن حسبُ سين أن تكونَ نهايةُ قصتِه الثورة، والقصصُ تجدِّدُ نفسَها بعدَ ذلك والتاريخُ لا يتوقَّف.
أنا ممتنةٌ لرشاقةِ السردِ وتفرُّدِ التشبيهاتِ وعلوِّ اللغة، لكثافةِ جوِّ الروايةِ المشحونِ بالحزنِ اللازمِ لتشييعِ مأساةٍ إنسانيةٍ وقصةِ وطنٍ تتكرَّر، ممتنةٌ لهذه البلاغةِ الحزينةِ امتنانَ الإنسانِ للجمالِ الذي يعرضُ له في لحظةِ يأسٍ ولو كانَ جمالًا مؤلما.
لا أنكر أن اسم الرواية جذبني وكان يشدني كل مرّة يمر بي لإقتناءها وقراءتها، بعض المقاطع التي كنت أقرأها على الفيس بوك أيضاً كانت تأسر��ي، شعرت أن شئ في هذه الرواية يشبهني، يشبه حيرتي، بدايتي في كتابة الروايات والقصص سراً، رفض أهلي وسخرية مجتمعي الصغير من هذه الهواية، الكتابة، اعتباري لها وممارستي لها كإثمي العظيم منذ صغري، كل هذه الأشياء كانت دافع قوي لي لقراءة قصة مشابهة أكثر عمقاً وإضطراباً، الرواية بالفعل أسرتني من الصفحات الأولى، كل هذا التعمق في النفس البشرية اليائسة، المضطربة، المتألمة، تلك التفاصيل الصغيرة التي قد يراها البعض اسهاب و حشو، رأيتها أنا آلات موسيقية متناغمة تصدر أنغاماً بعيدة وقريبة ومختلفة تضفي المزيد من المتعة للمعزوفة الأصلية التي كان يعزفها الكاتب على الكمان الحزين. في هذه الرواية أنا لم أرى الشخصيات بأشكالهم، لم أتعرف على ملامحهم وأجسادهم وثيابهم، لكني كنت بين ثنايا مشاعرهم، كنت في رأس ميم وإحساس سين، أعجبني أن الكاتب وضع القارئ في مكان سين، وهو أمر بالغ الصعوبة ولم أقرأ سرد لرواية بهذا الشكل، جعلني أنا سين، أنا الحائرة المسيّرة المضطربة الخائفة العنيدة المختلفة الرافضة، كنت أدخل المسجد والمكتبة وأمر بيدي على الرفوف، أرى كوب الشاي وموضعه والدرج بالأوراق المطوية، كنت أشم الروائح المختلفة للمشاهد، الكاتب لعب على كل حواس القارئ. أعجبتني شخصية أبي ذر، كنت أتمنى القراءة أكثر عنها، الشيخ لم أشعر بكره أو إمتنان له، لكن شعرت أنه شخصية تبدو ملهمة بشكل كبير، لكن في حقيقة الأمر هي تعاني من الإضطراب أيضاً في شكل مختلف ومنطقة مختلفة، أعجبتني القصص الصغيرة عن الضابط وزوجته وأصدقاء السطح، أحببت قصة النضيرة، ربما لأني كنت أتوق لقراءة مشاعر حُب في رواية بهذا العُمق، رغم أنها جاءت على إستحياء إلا أني أحببتها، وأحببت جداً المقاطع الصغيرة التي كان يذكر فيها سين زوجته، رغم صغرها إلّا أنها كانت بالغة الرقة والعذوبة وتحمل ريح عشق كبير، تمنيت أيضاً أن أعرف تفاصيله. ما أخذته على الكاتب هو أنني تمنيت أن أقرأ أكثر عن السلفية، عن مجتمعاتهم و أسرهم وعادتهم الحياتية اليومية، وتمنيت أن أقرأ أكثر عن زائر الحلم الذي كان دوره يشبه النور في عتمة الحُزن، الجمل أحياناً طويلة جداً، والأحداث أحياناً كانت تتشابك وتضطرني لإعادة القراءة مرّة بعد مرّة، وأحياناً كنت أعيد القراءة لأستزيد من المهارات اللغوية و التشبيهات الجمالية البديعة في الرواية. هذه الرواية تجعلك تشعر بآدميتك المنتهكة، تجعلك تفكّر وتتسآل، وتتألم، الكاتب متمكن من أدواته ومختلف في أفكاره وتناوله لها، وأعتقد أنه من أهم كُتّاب هذا الجيل، أنتظر منه عمل جديد مشوّق يحقق معادلة التشويق والمتعة التي حتماً لا تخلو من كتاباته.
للأسف الشديد لم تعجبني تماما وصلت لصفحة 80 ومقدرتش أكمل نقدر نقول ان لغوياً وأدبياً وبلاغياً لو الرواية دخلت مسابقة أكيد هتكون من الأوائل، بس أنا مش ناقد ولا عاوز أبقى ناقد انا قارىء بدور على رواية حلوة حسيت ان الكاتب بيحزق عشان يطلع مفردات وجمل صعبة مفيش سلاسة في السرد في تطويل في الأحداث وصلت لتلت الرواية ومحصلش حاجة غير ان واحد بقالو 3 سنين بيدور على شغل ومش لاقي لحد ما شيخ جامع اتوسطلو عشان يشتغل مؤقتا في مكتبة لحد ما يلاقيلو حاجة تليق بشهادتو
اللي بيدور على أسلوب سرد بلاغي حلو هتعجبو الرواية اللي بيدور على أحداث مش هتعجبو
أخيرا أنهيتها لراحة الكاتب على الأقل :( تجربتي خاصة جدًا مع هذه الرواية ... خاصة لدرجة أصبحتْ جزء من ( وِردي اليوميّ ) .. كلّ صباح أقرأ منها قليلا وأخفيها في ( تلفوني ) ..بحكم المسافة لا أملك إلا نسخة الكترونية .. الآآآن ! أشعرُ بالفقد إلى جانب مشاعر كثيرة لازمتني أثناء قرائتي ! أخي أنت لاتحتاج أن أخبرك عن أسلوبك فأنا قارئتك المميزة الأولى .. آمنتُ بك من البداية وتنقلّت بين أمزجتك في كل كتابة .. أغرقتني في وحل أخطائهم ، جررتني بإرادتي في كل طرقهم .. كلُّ تفصيل مسهب لأوجاع السجين . واستعذاب الحارس الموكّل بالأذى .. كان ينخر في أفكاري عذابات أسرانا .. لطالما رأيتُ البلدان بعيني من أحبّهم .. أوجعتني كثيرا وأنت تشدني من عبائتي لأشهد وجع الحلم وقماءة الواقع في دهاليز روايتك ! شقيقي .. سأفتقدها رغم بؤسها وكآبتها وتصويراتها والسطور المحشوَّة المتراكضة أمام عيني ! ستفتقد اقتباساتي التي كنتُ أتحفك بها كلّ صباح ! :)) أفخرُ بك هل تعلم ..؟؟ رغم كوني قارئة سيّئة لم أنصف روايتك لكنك تغفرُ لي :))
أنتظرُ جديدك . أرجوك أرجوك دون بؤس .. أرجوك لاتخيّر البطل بين أن يموت أو يموت ! وبس :D
احترامي للمؤلفين ينطلق أولا من إتمام أي كتاب بدأت قراءته بغض النظر عن محتواه أو جودته. بعد قراءتي لهذه الرواية، أظن أنني سأعيد النظر في احترامي هذا. أنهيت الرواية وعدت بخفي حنين، إضافة إلى ألم في الرأس، احمرار في العينين، عسر في الهضم و المزيد المزيد
الشيء الوحيد الجذاب في هاته الرواية هو العنوان، لكن المحتوى فاااااااااااااااااااااارغ
حسنا .. ها قد انتهيت اخيرا من تلك الرواية .. رغم عدم صعوبة فكرتها إلا انها اخدت مني وقتا كبيرا نسبيا مقارنة بعدد صفحاتها الـ219 . ف الحقيقة ومع بداية الصفحات الأولى وجدت نفسي مشتتة بين رغبتين ، الأولى عدم إكمال القراءة واغلاق الرواية ، والثانية رفض رغبتي الأولى والاستمرار ، ووجدت نفسي انجذب للقرار الثاني . هذا الأمر لا يعود إلى سوء الرواية ولكن بدايتها كانت غامضة بعض الشيء كما أن اسلوب المعالجة لم يكن بالجذاب وإن كان قد تغير كلما اندمجت بشكل أكبر ف القراءة . فكرة تلاقي عالمين ف النهاية كانت جيدة . أسلوب الكاتب ينبيء بمشروع اديب رائع . التقييم ؟ حتى الآن حائرة ف التقييم النهائي حيث أميل إلى اعطائه ما بين نجمتين ونصف وثلاث نجوم ! لماذا ؟ حسنا : - كما أوضحت سابقاً أسلوب المعالجة ف البداية لم يكن بالجذاب ومن ثم قد يجبر بعض القراء ع عدم اتمام الرواية وهذا من وجهة نظري المتواضعة . - كان هناك حاجة إلى المزيد من السرد ف بعض الأحداث ، والبعض الاخر كان ف حاجة إلى الاختصار منعا للملل . - استخدام الضمائر بشكل متداخل جعلني أشعر ببعض التيه . - انخفض رتم الرواية ف الصفحات الأخيرة بعد ان كان قد ارتفع ف المنتصف . - النهاية لم تعجبني ، ربما هى الاصح من وجهة نظر الكاتب ولكنها لم تنل رضائي من وجهة نظري أيضا . - اسم الرواية كان ينبيء بعالم آخر مختلف عن الذي وجدته داخل الرواية ، صحيح أن هناك سلفي وهناك بداخله حب للكتابة ولكن كان من الممكن الاستعانة بعنوان آخر . - الغلاف نفسه لم يعجبني وتعجبت من كون احمد مراد هو المصمم !
- ملحوظة اخيرة : شعرت أثناء قراءة الصفحات الأخيرة من حياة سين أنني أمام شخصية سيد بلال رحمه الله .
سابدأ من تصميم الغلاف وهو بحق رائع ومميز والعنوان ملفت ومثير لما قد يحمله من احداث داخل طيات الكتاب ، لكنى بعد التعمق أكثر بالداخل اكتشفت ان العنوان لم يكن مرتبط بشكل قوى بمضمون الاحداث ، لكنه فى النهاية يحسب للكاتب انه وفق فى اختيار عنوان جذاب للقارئ - استطيع ان اقول بثقة ان ماجد شيحة هو الكاتب الاكثر قوة والاكثر ثراءا لغويا بين جيل الشباب ويملك من عميق التشبيهات وقدرة مدهشة على خلق تراكيب لغوية جديدة ما جعلنى اعود بذهنى لزمن الادباء العظام كمحفوظ والعقاد وطه حسين - شعرت بمجهود والام ماجد اثناء كتابة الرواية حتى اننى فى كثير من المواضع كنت اسرح بذهنى عن الرواية الى تخيل انات ماجد لحظة الكتابة واستشعرت صوت انفاسه بين الكلمات - نجح ماجد ان يقدم تركيبة فلسفية عميقة ، كان خلفها اعداد ودراسة جيدة جدا للموضوع وفكرة طرح شخصيتى سين وميم كانت جديدة وغريبة بالنسبة لى واستطاع ان يقدمها بنجاح - اتوقع ان يكون ماجد شيحة على قمة الكتاب فى مصر اذا استطاع ان يدعم لغته القوية بافكار مثيرة وشيقة وطيعها فى عمل ابداعى قوى
- سلبيات الرواية من وجهة نظرى
ماجد شيحة الروائى الذى لاتنقصه الموهبة اغرق الرواية فى فائض واسهاب لغوى وصل بالشخصيات والاحداث الى حالة السكون او شبه السكون وتحولت الرواية فى لحظات كثيرة الى نثر روا ئى جميل افرغ الرواية من مضمونها وحولها الى " انشاء روائى " وهذا مايفسر حالة التيه او الملل التى قد تصيب البعض
يبدو ان الدار اهتمت بتضييق المساحات والخطوط حتى تقلل من عدد الملازم والتكلفة فتلك المشكلة مع زخم اللغة مع توصيف لحالة نفسية مركبة مع قلة الاحداث وضع القارئ فى حالة ارتباك وعدم ارتياح كبير اثناء القراءة واخرج العمل من الداخل بشكل غير منظم " تنسيقا "
كنت ارى انه من الافضل تغيير الضمير المستخدم فى سرد احداث الرواية
اسمتعت بقراءة رواية جيدة ذات طابع فلسفي قادر على ايصال الفكرة للقارئ بشكل سهل وهذا هو سر جودتها .
اللغة العربية للكاتب رائعة والرواية خالية من اي اسفاف او تدني اخلاقي كما هو شائع في الروايات الآن .
الكاتب استخدم اسلوب وصف بعض المواقف بعينها بدلا من اسلوب سرد الاحداث والتفاصيل و هذا اصابني بالملل بعض الشيء في البداية لكنيه ذهب مع اندماجي في الرواية . الرواية مليئة بالتشبيهات اغلبها رائع ( كـ تشبيه العظام العفنة والكلاب , وتشبيه النوم بالبحر المظلم والصباح بقاع البحر ) وبعضها معقد او مبالغ فيه .
ينقص الروايه ان يزيد الكاتب من الاحداث والتفاصيل قليلاً .
لم اتفق تماما مع الجزء في اخر صفحة (قائلي الحقيقة في غير وقتها والكذابون) شعرت بأن فيه اسقاط واضح وارفضة على الشيخ .
الروايه في مجملها جيدة اسمتعت بها , من افضل ماقرأت . تقييمي لها ثلاثة من خمسة .
الرواية جديده فى كل شئ..ماجد قدر يفرض أسلوبه وتصوراته وجمله فى الرواية..العنوان حسيت تجارى أكتر منه معبر عن أحداث القصة..سين وميم كانت مفأجاة بالنسبالى بس بذكاء وحرفيه قدر الكتاب يخلى لكل شخصية طريقة فى الحكى..فى شوية أسهاب فى التشبيهات وشوية توهت فى الاحد=اث لكن كان الكاتب بيلحقنى بسرعة ويرجعنى للطريق اللى كنت ماشى فيه..عجبتنى جدا قصة سين وجوازه ووصفه لمراتك أول لما شفها..سين وميم وجهان لعمله واحده..وصفه للمعناه والألم داخل المعتقل جيد جدا...الحوار كان كويس لكن ماحستش فيه الشخصيات يعنى ما كنش لكل شخصية أطار فى كلامها ماجد طه شيحة كاتب يأتى بالجديد دائما..ولازم نستناه ونستنى كتبه أحسنت صنعا
عنوان وغلاف تجاري مالوش اى علاقة بالمحتوى وقلت مش مشكلة ملل من اول 20 صفحة وقلت اصبر اسهاب ورغي ولت وعجن واى كلام وكنت بنط بعيني براجرافات بسبب الرغي وقولت اكيد فى حاجة حلوة فى الاخر هتعوضك وبعدين الثورة وتفجير كنيسة القديسين والشيخ طلع التليفون وقالهم ان مش هما اللي عملوها وقولت ميجراش حاجة اللي مزعلني بعيداً عن الاسهاب الغير مفهوم والغير مبرر ان لغه الكاتب حلوة ، بس هو مُصر يجعلص الكلام بالفاظ كتير زائد انا حسيت ان الكاتب زي ما يكون متأثر بطريقة ما فى الكتابة اللي هو الاسلوب اللي اتكتب بيه الانجيل او الكتابات الصوفية ، معرفش ده صح ولا غلط بس انا حسيت بكده وف الاخر من الاسم التجاري للمحتوى الهش للملل للاسهاب ، الخ الخ ، مفهمتش ايه اللي المفروض اطلع بيه من الرواية ، ولو حاجة بسيطة ... صفر فى حاجات كتير الواحد المفروض يتطرق ليها ويتكلم عنها داخل احداث الرواية ذات نفسها بس فاكس ، كفاية اللي فوق
هي رواية تبحث عن ذلك القارئ الذي نجا من صرعة الرعب والعنف والتسارع المثير ويبحث عن قراءة تحثه على التأمل في فلسفة ما ليكون معها أو ضدها ولكن حتما سيفكر مع السطور ويناقش الكاتب ويدخل بين سطوره، خاصة أن هذا القلم (ماجد شيحة- أجاد رسم المكان وحركة الشخوص وعمق النفوس، والملفت أن ذلك دون افتعال أو إلحاح على القارئ بما يريد أن يصل به إليه، بل يجذبه إلى سديمه ليشرد فيه راضيا. في الرواية-خاصة في جزئها الأول- بعض التطويل، الذي ربما لن يصبر عليه البعض، لكن مع الاستمرار نجد أنه لم يكن فارغا، وإنما مهد لكثير مما يلي. اللغة جيدة والتعبيرات والتشبيهات مميزة وقدرة الكاتب على رسم سياق مقنع وسلس واضحة. هناك بعض من الحياة كان لهذه الرواية أن تتسع له، ولكن الكاتب اكتفى بذلك الركن الذي أراد، فهمش بعض شخصياته، وكانت تحتمل الكثير من الثراء والإثراء. كاتب يستحق القراءة له في أعماله القادمة
هناك دائما شئ ما إذا لم يتوافر مع الإبداع فلا قيمة لهذا الإبداع. .هذا الشئ هو الحميمية احساسك بعد قراءة العمل انك مندمج ومستمتع ومتفاعل مع أحداث العمل وشخوصه ورؤيته واقسى إحساس للقارئ هو شعوره بأن من أفسد عليه هذه الحميمية هو الكاتب نفسه.. هذا ما حدث لى مع رواية سلفى يكتب الر وايات سرا ..التزويق المبالغ فيه للغة وحسوكة السرد وجفافه الواضح والحوار الخشبى افسدو متعة العمل وجماله ..هناك سر لا يعرفه كثير من كتاب الر وايات اسمه البساطة..ويصل إلى القمة من يصنع تلك الخلطة السحرية بين البساطة والإبداع وهذا هو الفارق دائما. ....
(لم اكتب كل ما أردت كتابتها ) التردد في كتابة الريفيو.. أنهيتها البارحة أخيرا ولكن أردت أن انتظر حتي تزول الحالة الهستيرية التي تتركني الرواية فيها ... ولكن يبدو أنها لن تنتهي قريبا لذا لا بأس .. هل يمكنني وصف الرواية كما أصف روايات أخري ؟ لا أظن .. الأمر هنا مختلف ..رواية مختلفة تماماً .. _ كانت تلك من المرات القليلة التي احترم فيها لغة رواية حديثة .. اللغة أذهلتني .. _ يبدو وكأن لعنة الضمائر أصابت الصفحات فلا تعرف من يتكلم هل سين أم ميم ..من يخاطبنا ؟ وهل يخاطبنا نحن فقط أم يخاطب شخصاً أخر أيضا .. ليس أمراً مضللاً ستعرف من يتكلم بالطبع ولكن قد تحتار قليلاً في النهاية... وهذا أسلوب رائع في السرد بالمناسبة .. _ القصة ..الحكاية .. لا يعقل أن تكتب بهذا الصدق والإجادة والثقة إلا إذا كان ماحدث قد حدث ..أمام عينيك .. لابد وأن جزءاً كبيراً من الأحداث القليلة قد حدث بالفعل ..ولأنني استغرقت وقتا كبيرا في قراءة العمل ..كان الامر بمثابة دراسة له ..اطلعت علي أراء عدة ومحتلفة .. وأخبرني أحدهم أن سين حقيقي ..ولكني لم أدرك منه في نهاية الرواية ..ربما لأنني لست ذكية بما يكفي ..و اني لأن سين بدا مجازياً بما يكفي .. _ قبل سين أن يكون الشيخ قبطانا لسفينته المحطمة لخمس سنين ، ولكن الشيخ لم يقتنع بسين كبحار مفضل له .. الأمر مؤلم .. من بطل الرواية سين أم ميم .. لا مشكلة .. بطريقة مستفزة تشابهت مع كل شخصية في شئ ما .. حتي زوجة سين ونضيرته التي لم تظهر كثيراً .. لو كان سين حقيقياً لكنت تمنيت أن يدرج اسمي في قائمة أصدقائه المستقبليين في تلك الورقة التي رماها علي طريق لابد وأن أسير عليه لو كنت أشبهه حقاً .. _ أنهكتني الرواية .. وأستفزتني كنت أقرأ جزءاً فيصيب في شئ فأغلقها غضباً بسرعة ..وقد أغلقها برفق وأنحيها جانباً ... الكاتب الجيد من يستطيع أن يؤلمك بكلماته .. يغضبك ويربت عليك في نفس الوقت ..بأن هناك أبطال مثلك .. سيرتاحون في آخر الصفحات فلا تقلق ... باختصار شديد ..يمكنك أن تؤلف رواية عن هذه الرواية .. جعلتني أنظر للأسكندرية بشكل مختلف ..لم تعد مجرد فتاة مدللة في نظري ... هل تكفي خمس نجمات للرواية ؟ لا أفضل التقييم بالنجوم ..ولكن حتي نجوم البحر الذي كرهه سين لن تكون مناسبة لتقييم حكايته .. بالطبع هناك عيوب بسيطة في الرواية ولكنني لا أعرفها .. افتتنت بالرواية حد عدم انتباهي لشئ قد يعتبر ثغرة أو عيباً .. _ أشعر بالفخر كون رواية كتلك موجودة بين نتاج أدبنا المعاصر .. تشرفت بمعرفتها ..مع الإقرار أن هناك ما استعصي علي فهمي من صورها ومقاصدها ..
بادئ ذي بدء مهما حاولت أن أصف الرواية أو أعبر ما بداخلي عنها فلن أوفي حقها أو أصل لقدرها فقدرها عالي جدا. هي رواية مجهدة فكريا .. مؤلمة نفسيا .. تري فيها مايريده الكاتب أن تراه و تري فيها أيضا ماتريده أنت أن تراه .. ستري فيها معاناتك و ألمك و حبك و كراهيتك و فكرك و جهلك. من الروايات التي يجب ان تحترمهاوأنت تقرأها(أفشل أحيانا أن أجمع بين سماع الموسيقي وقراءتها لأنها كانت تحتاج إلي تركيز مضاعف)فأحسست أنها تخبرني : لست مثل الروايات الأخري.
تكمن قوتها في : 1)غلاف الرواية .. رائعة فقد تشعر من الوهلة الأولي أنها ستأخذك إلي عالم معين بفئة معينة من الناس ( حدث هذا بالفعل لكن بأسلوب غير متوقع ) 2)مقدمة الرواية .. أكثر من رائعة وهي للإمام جلال الدين الرومي (أحد كبار أئمة التصوف) وكما المعروف لدينا هناك إختلاف كبير بين الصوفية والسلفية فكانت هذه بداية مبشرة لتفهم أنك ستري رواية مختلفة. 3)الشخصيات رائعة ( كنت أريد أن أتحدث عنهم بالتفصيل لكن لن أحرقها لكم)كل شخصية ستري فيها جزء من شخصيتك .. معاناته وآلامه و حبه ووجعه 4)أسلوب الكتابة محنك لأنه مختلف عن كل ما قرأته فدائما تري في معظم الروايات الكاتب هو البطل وهو الذي يحكي لك بينما في هذه الرواية ستري أنك (القارئ ) و (الكاتب) .. البطل
وضعفها ( لا أريد أن أقول ضعف هي أقل) في: 1) تنسيق الرواية كانت تحتاج إلي أكثر من ذلك فالصفحة أحيانا كنت أعيدها أكثر من مرة خوفا من سقوط بعض الكلمات نتيجة الزحام. 2) يوجد شبه تطويل في البدايات ( أراها خير لابد منه يجب أن يكتب) ولكن قد ينفر منها البعض نتيجة الملل ليس إلا. 3) لقاء "سين" ب "ميم" كان يجب أن يطول أكثر من ذلك (كنت منتظرهذا اللقاء من بدايتها وحزنت لانتهائها بسرعة )لكن أحسست و كأن الكاتب يريد أن يقول لنا ماتريد أن تراه في هذا اللقاء .. ستشعر به (وقد كان)
أقوي ما في هذه الرواية من وجة نظري معاناة الأخ الأكبر والحوار بين الشيخ و "سين" والفصول الأخيرة من الرواية
رواية أبك��ني من داخلي و خارجي .. لن أنساها رواية مؤلمة .. قاسية .. موجعة .. ذات رؤية لن يراها إلا صاحب بصيرة
و سيظل البطل الحقيقي لهذه الرواية هي الأماكن قبل الشخصيات
رواية جميلة، إستمتعت بها رغم بعض نقاط الضعف التي أنقصت تقييمي لها قليلا -تقييمي المضبوط لها ثلاث نجوم ونصف- إلا أنها كعمل أول مبشرة جدا، وتشي بموهبة حقيقية لكاتبها الذي يستحق التشجيع والمتابعة بالتأكيد، خاصة مع أسلوبه الأدبي المميز ولغته البليغة والسلسة.
شيء ما في هذه الرواية لمس روحي، ربما هو الصدق الواضح جدا المكتوبة به، وربما هو الألم والحيرة الذان إنتقلا لي من بطليها، أو من بطلها وظله بمعنى اصح، وهو ما يقودني للنقاط التي أضعفت الرواية في رأيي. أولها هو التقسيم السردي غير العادل بين سين البطل الرئيسي الذي إحتلت حكايته الجزء الأكبر من الرواية، وميم البطل الثانوي الذي كان يطل بحكايته على استحياء بين الفينة والأخرى، وهو ما جعل فكرة التقسيم غير مفهومة بالنسبة لي، وخاصة مع التماهي بين شخصيتيهما وتطابق أسلوب السرد عندهما، والرابطة الغامضة بينهما، والتي توقعت أن يفسرها الكاتب بشكل أوضح في الفصل الأخير وهو مالم يحدث للأسف. نقطة الضعف الثانية تمثلت في انجراف الكاتب للاستغراق في سرد الأحاسيس الداخلية للأبطال وتأملاتهم، على ما كان فيها من جمال لغوي وبياني إلا أنها جاءت على حساب الأحداث، وأدت إلى خلق حالة من التشتت لدى القاريء مما أضعف ترابط البنيان الروائي ككل.
حاولت التطرق لموضوع الرواية نفسه فلم أستطع، هذه رواية تستعصي على الحكي والتلخيص، رواية تقرأ وتحس بما فيها من مشاعر وأفكار صادقة ومتضاربة.
تبقى نقطة متعلقة بعنوان الرواية نفسه الذي أعياني البحث عن معناه كثيرا بين جنباتها، لأدرك في النهاية أن ماجد شيحة هو نفسه هذا السلفي الذي كان يكتب الروايات سرا، فهذه الرواية لا يمكن أن تكتب من المحاولة الأولى، فتحية لهذا السلفي الذي خرج من قوقعته بموهبة حقيقية متفجرة، وبرؤية إنسانية شفيفة قادرة على الوصول إلى القلب، إلي الأمام يا ماجد وتمنياتي بالتوفيق في أعمال قادمة ترسخ أقدامك ككاتب متمكن وصادق ومختلف.
ملحوظة: شكر خاص للصديقة أمل الأصيل على مراجعتها الجميلة التي كانت سببا في تعرفي على هذه الرواية المميزة.
تُصعق حين ترى إسم الرواية ويدور بخلدك أراء السلفية عن الحب والحياة والناس والآخر ..لكن بمجرد أن ترى المقدمة وهى لمولانا جلال الدين الرومى تشعر بإرتياح , إذا خاب ظنك وأرتاح قلبك ..أنت أمام كاتب مُستير لا يرى الدنيا من جهة الدين فقط والتى تجعل أى شئ إما حلال أو حرام وتكتشف أنه عاشق للأدب أو شخصيته التى سمَّاها سين وهو إسم نكرة كأنه يريد أن يخبرنا أن سين هو كل إنسان وقع عليه ظلم فالأسماء حين ينُزع من التعريف وتصبح مُطلقة يكون أكثر دلالة وعمقاً
لن أحكى عنها كى لا أفقدها رونقها ولكن كما صدق صديقى هو رواية مُجهدة ومن الروايات التى تٌقرأ أكثر من مرة لمشاهدة معاناة السلفين وما كان يحدث لهم
كنت أعتقد أن الشيخ سيكون كلامه دُرر وحكمة ستحفظها بإعتباره قارئ نهم وذو مكانة دينية مرتفعة ولكن لم يحدث وتم خداعى لأنى إكتشفت فى النهاية أن ميم وهو البطل الثانوى سيحكى كل شئ عن سين وهو البطل الرئيسى فحدث لى لبس ..من اللى قتل ومن الذى سيحكى
أين البداية والنهاية , ولكن حوار ميم الأخير يُقرأ كلمةً كلمة كأن تقرأ نص أدبى فريد كُتب من عشرات السنين
تنطبق علي هذه الرواية مقولة سيدنا محى الدين ابن عربى "الأمرُ دوريٌّ، يعود إلى ما منه بدأ، ويتصل بما به ابتدأ".وهو ما ستراه عن سين كيف بدأ فى اول الرواية وكيف عاد
هى رواية كتبت عنك ولك ستفرح وتضحك وتبكى وترى فلسفة لكل شئ ... هى رواية تُقرأ أكثر من مرة للإستفادة وإكتشاف خباياها ومضمونها
فقط الشئ الذى سيفصلك عن القراءة هو ترتيب الكتاب أو بمعنى أدق علامات الترقيم ستجعلك تقرأ أكثر من مرة لفهم المضمون وترى أين بداية الجملة ونهايتها
أستاذ ماجد شكراً مرتين أولاً علشان أنا خدت الكتاب ده هدية :) ثانياً علشان خلتنى أشوف الآخر المختلف عنى فكرياً بشكل جميل لا تحيز ولا نفاق
بسم الله الرحمن الرحيم .. = بداية مش هعرف اكتب ريفييو عن الرواية .. خالص xD = الرواية ممتازة فى كل شئ .. من لغة لـ سرد لـ اسم الرواية لـ غلافها لـ كل حاجة فيها ,, الرواية استغرقت منى قراءة وقت طويل جدا وكنت كتير بتناساها وارجع ابدأها من جديد لانى مكنتش مستوعبة اللغة ولا السرد ,, = اللغة فوق الممتازة .. اى مبتدئ فـ القراءة هيستصعبها جدا ,, وهتستفذة (ودى احلى حاجة فـ الرواية) بس سطر بعد سطر هيلاقيها سهلة جدا وهتشدة اكتر من الروايات القليلة اللى تجبر القارئ انة يتفوق على نفسة لحد مـ يفهمها ويستوعبها ويكملها لآخر كلمة = السرد غريب بعض الشئ ,, غير مألوف لكنة يستفزك لحد مـ يخليك تكملة وتقدر تفهمة .. فى بعض الاحداث ليست بالقليلة توهت وانا بقرأ مبقتش عارفة مين اللى بيتكلم ومين اللى بيتحكالة اصلا ,, كنت لازم ارجع كام صفحة عشان استرجع الكلام على لسان سين ولا ميم .. = استشعرت ان 90% او 95% من الرواية حقيقية .. حبيت الرواية جدا ,, فـ الاول كانت عدوة ليا ,, بعد كدة بقت صديقة ,, واخيرا توغلنا فـ ارواح بعضنا بعضا ,, = تقييمي 4/5 دُمت مبدعا استاذى ^_^ فى انتظار المزيد = اخيرا :) .. الريفييو ليس منصفا للرواية ومازلت عند كلامى ,, مش هعرف اكتب ريفييو عنها
في عشق اللغة .. الرموز .. معاني الاشياء .. مدلول الحكايات .. تضاد المعاني وقعت أسيرة وأنا أقرأ على مهل غير متعمد .. الرواية مثقلة بالرمزية مما يجعل التأني في قراءتها أمر حتمي لا مهرب منه . وكتعليق وحيد على الرواية .. ماجد شيحة روائي واديب يملك ادوات اكبر من ان توضع مجتمعة في العمل الروائي الاول وكنتيجة للانتهاء من عبئ مسؤولية سرد حكاية (س) والذي تخلص منه الكاتب أخيرا بكتابة هذه الرواية .. أنتظر عمل قادم أشد ابداعا واقل حزنا .. هنا الكاتب كان مقيدا بحكاية (س) بشده .. مقيدا بحزنه وحيرته ووجعه وتمرده الغير معلن مقيدا بالتزامه وبافتقاره للثقة .. الان وبعد ان اصبح س حكاية لن تنسي .. أنتظر العمل القادم بفضول وشغف شديدين . الاربع نجوم فقط لاني افتقدت وبشدة للحكاية تنساب سلسة بين ثنايا عقلي دون ان يوقفها الحزن والوجع بين الحين والاخر . كاتب الحلم كان اقرب الشخصيات الي نفسي .. كان يذكرني بين الحين والاخر بأن لا شيء يهم كل شيء يمضي .. كل الحقيقة هي في حقيقتها حلم ! مما مكنني من الانتهاء من الرواية دون ان يمسني وجعها في مقتل . أنصح بقراءتها .
لا حرمنا الله هذه اللغة ، ولا حرمنا القادرين على إيصالها لنا بهذا الجمال .. دع كل شيء هنا واستمتع بالسرد ، استمتع بقدرة اللغة على ابتلاعك في بحرها ، واستمتع بما تخلقه هذه الرواية من أجواء حولك ..
عنى ، فقد قرأت جزء كبيرا من هذه الرواية لظروف ما في الظلام وحدي ، فى مكان بعيد عن بيتى ، حيث لا ضوء الا ضوء كشاف هاتفي ،ولا صوت الا صوت سقوط المطر في اذني .. وهكذا اسرتنى تماما في صفحاتها واستمتعت بكل حرف منها .. وبعيدا عن جو القراءة الذي لازمها ، فالرواية حقا آسرة
رواية عن " سين " الذي ظل ينأى بنفسه عن كل انتماء وظل يردد لنفسه أنه لا يشبه أحد ولن يفعل ثم يجد نفسه في قلب تيار الانتماء الهادر ، لا هو قادر على مجاراته ولا قادر على الهروب منه والنجاة بنفسه ظل سين مختلفا حتى دفع ثمن اختلافه في النهاية وقبل خطوات قليلة من اقترابه من إيجاد جزيرته ..
وجدت نفسي فى " سين " ووجدت فيه كل اللامنتمين الذين فرض عليهم الانتماء قهرا سين الذي أحببته حقا وعرفت معه معنى لمصطلح كان ولازال يردد دائما على مسامعى معنى أن تكون غريبا .. عرفت الآن فلك جزيل الشكر
إستغرقتني الرواية في قرائتها حوالي ثلاث او اربع ايام من القراءه المتقطعة ، تشدني أحيانا بعض المقاطع منها واحيانا اخري تثير الشعور بالملل . . او نفاذ الصبر وربما يكون هذا لأن الرواية لم تعتمد علي اسلوب الحوار المتبادل بين الشخصيات بل اعتمد الكاتب علي الحكي وسرد الاحداث والوصف علي لسان الابطال تتخللها بعض الحوارات .. هي علي العموم حالة جديده ورواية مختلفة تماما فهي تعمقت بشدة داخل نفوس ابطالها سين ، وميم وأفكارهم وأعتقادهم في الحياة وما حولهم من الاماكن والاشخاص المحيطين بهم . أسلوب الكاتب رائع بحق. مفرداته وجملة جديده لم تقابلني من قبل مثل هذه التشبيهات مرت علي مقاطع كثيرة احببتها جدا ولا يتسع المكان لكتابتها هنا .. أسلوبة ينم عن إنسان مثقف مرهف الحس عاشق للقراءه ، أحترمتة كثيرا لعدم وجود كلاما خارجا او مستفزا كما يفعل معظم الكتاب هذه الايام . تحتاج للصبر علي قراءتها لان الارتباط بين الاشخاص والاحداث لن يتضح الا قرب النهاية ..
أنصح بقراءتها لمن يريد أن يدخل عالم جديد من السرد واللغه ..
هناك روايات تترك بداخلك أسئلة و إجابات و هناك روايات تراودك للقراءة و إنهاءها و هناك روايات تصير بك بسلام حتى النهاية فإذا بها تقزفك في اليم أو تصلك بسلام للشاطئ فتطالبها بأن تعاود الإبحار بك كي لاتنتهي الرحلة.. وقلما ما تتواجد في رواية كل تلك الأحاسيس مثلما تواجدت في رواية سلفي يكتب الروايات سرا.. لن أحرق الرواية بالحديث عن تفاصيلها، لكنها رواية تأتيك بتابوهاتك أمام ناظرك و تطالبك بحرقها، فلم تعد العقول تحتمل كل تلك التابوهات الذاتية.