Jump to ratings and reviews
Rate this book

الغيب والعقل: دراسة في حدود المعرفة البشرية

Rate this book
موضوع هذا الكتاب هو علاقة العقل بالمستور من الوجود .. بعالم الغيب.
ويحاول الكتاب الإجابة عن سؤالٍ محوريٍّ: هل للعقل حدودٌ، أم أنه قوة إدراكٍ مطلقةٌ؟
هل في الوجود مرتبةٌ وراء العقل، وفوق قدرته؟
وإذا كانت للعقل الإنساني حدودٌ، فما هي، وما حقيقتها؟
وكيف يتعامل العقل مع هذا العالم المتجاوز لقدراته؟

وتنتمي هذه الدراسة لحقل فلسفة العقل؛ التي تسعى لإدراك طبيعة هذه الآلة البشرية الغامضة، ومعرفة آليات وحدود اشتغالها. كل هذا في ضوء مفهومٍ قرآنيٍّ هو "الغيب" ... الوجود الحاضر الغائب في آنٍ، والذي يفتح للعقل والإنسان والاجتماع البشري آفاقًا ثريَّةً؛ يحاول هذا الجهد الإحاطة ببعضها.

لهذا جاءت الدراسة مقارنة بين التراثين الإسلامي والغربي في الموضوع؛ لعلها تكشف عن بعض صلات العقل بالغيب، ولعلها تُفيد في الجدل العالمي الحالي، الذي انتقل للعالم العربي والإسلامي؛ حول مكانة كلٍّ من الدين والعقل في المجالين العام والخاص.

256 pages, Paperback

First published January 1, 2008

26 people are currently reading
851 people want to read

About the author

إلياس بلكا

9 books50 followers
حاصل على دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية وبكالوريوس في الدراسات الإسلامية وآخر في العلاقات الدولية، وله نحو أربعين عملا منشورا بين مقال وترجمة وعرض كتاب.
ومن مؤلفاته (الاحتياط : من أصول الشريعة)، و(النظرية الإسلامية في الكهانة)، و(بحث في الأساس الشرعي والنظري لاستشراف الغيب والمستقبل)، و(الغيب والعقل)

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
26 (24%)
4 stars
39 (36%)
3 stars
36 (33%)
2 stars
6 (5%)
1 star
1 (<1%)
Displaying 1 - 18 of 18 reviews
21 reviews363 followers
September 20, 2012
يمكن وصف هذا الكتاب القيم بأنه "قول إسلامي إزاء ما بعد الحداثة" .. فإذا كانت الحداثة في أحد تمثلاتها المهمة تعني مركزية العقل واستقلاله بالمعرفة ، وإذا كانت "ما بعد الحداثة" في أحد تجلياتها البارزة تنطوي على إعادة النظر في هذه المركزية والشك في مطلقية أحكام العقل ومحاولة تبيان حدوده ، فإن الكتاب محاولة لبلورة قول إسلامي إزاء مسألة محدودية العقل وما يتصل بها.

يتناول الفصل الأول مسألة حدود العقل في الفكر الغربي ، ولذا فالمؤلف يخصص اهتمامه للفلاسفة والمفكرين الغربيين الذين وقفوا موقفا متشككا إزاء قدرات العقل ومركزيته. ففي بداية الفصل يتجاوز المؤلف السردية التقليدية حول الفلسفة اليونانية ، والتي تراها بصفتها "المعجزة اليونانية العقلية" ، والتي تختزل تاريخ هذه الفلسفة في الثلاثة الكبار – سقراط وأفلاطون وأرسطو- وتقدم الرؤى الأخرى المخالفة لهؤلاء الثلاثة على أنها تشغيبات مآلها السفسطة أو الشكية العدمية .. يتجاوز المؤلف ذلك كله ويقدم حكما جريئا يرى بموجبه الفلاسفة الثلاثة الكبار توكيديين أو دوغمائيين ، ويشير إلى خطأ قراءة الفلسفة اليونانية على أنها هؤلاء الثلاثة أو السفسطة ، مسلطا الضوء على المذهب الشكي الارتيابي ، ممثلا بالفيلسوفين بيرون وتلميذه تيمون، معيدا الاعتبار لهذا المذهب ، ومتخذا موقفا جريئا باعتبار هذا المذهب متقاطعا مع الرؤية الإسلامية أكثر من غيره.

إذن ، فتجاوز الفلاسفة الثلاثة الكبار لا يعني السقوط في فخ مقابلهم التقليدي: السفسطائيين .. فهناك المذهب الشكي أو الارتيابي ، الذي يقدم المؤلف تفريقا مهما بينه وبين السفسطة .. فصحيح أن المذهبين يشتركان في نسبية الحقيقة ، إلا أن مفهوم نسبية الحقيقية السفسطائي يعني أن الإنسان هو المعيار (ما أراه حقا فهو حق) أما نسبية الحقيقة عند الشكيين فهي تعني التوقف عن الحكم والقول بالعجز عن إدراك الحقيقة دون اتخاذ الإنسان لنفسه معيارا عليها.

ثم ينتقل المؤلف إلى عرض مراحل تطور المذهب الشكي ورموزه ، مبرزا بعض حججهم المعتبرة والتي يمكن اعتبارها اليوم ذات راهنية ووزن في المنطق الحديث.

ثم يقفز المؤلف إلى عصر النهضة الأوروبية ، عارضا لأراء "مونتيني" في محدودية العقل ، وعجزه عن الإحاطة بموضوعات مثل الألوهية ، وتعدد التجارب وتنوعها إلى درجة تجعلنا إزاء عقول كثيرة لا عقل واحد.

ثم يشير إلى المذهب الاسمي ورائده أوكام ، باعتباره من المذاهب التي قالت بمحدودية العقل ، ورأت أن العبارات الدالة على الكليات (جنس ، لون ، حيوان) إن هي إلا مفاهيم ذهنية لا وجود خارجيا لها ، وانتهى بالتالي إلى إبطال الميتافيزيقا (أو بالأحرى إبطال خوض العقل في الميتافيزيقا) ، واعتبر قضايا الألوهية وما يتصل بها موضوعا للإيمان والاعتقاد لا النظر العقلي.

ثم يصل المؤلف إلى ديكارت ومذهبه في الشك ، وبين كيف أن الشك عند ديكارت خطة تكتيكية ، فهو وإن بدأ جذريا في شكه إلى درجة إنكار الوجود الخارجي (وهو ما لم يصل إليه الشكاك الأقدمون) ، إلا أنه انتهى إلى إعادة الاعتبار للعقل ربما فوق ما يستحقه. حيث انتهى إلى القول بوجود ملكتين في الإنسان ، ملكة الحكم: وهي قوة عقلية لا تخطئ ، والإرادة ، وهي مصدر الخطأ والخلل .. غير أن كتاباته لم تخل من التنبيه إلى بعض أوجه قصور العقل ومحدوديته.

أما "باسكال" فقد رفض فلسفة ديكارت وادعاء الإحاطة بمبادئ قبلية تفسر كل شيء ، وقال إن وجود الله وخلود الروح كلها لا يفهمها العقل المحض وهي عنده احتمالات متساوية ، ورفض بالتالي الاستدلال العقلي على وجود الله ، فوحده القلب المخلص مسترشدا بالوحي يمكنه الوصول إليه ، فحسب باسكال : للقلب منطقه الذي لا يدركه العقل.

يصل بنا المؤلف إلى الفيلسوف الإنجليزي جون لوك ، الذي يعتبر خطوة مهمة على طريق الفكر الغربي في نقض اختصاص العقل بالنظر في الميتافيزيقا .. حيث رفض فكرة "الجوهر" وقال إنها من تركيب الذهن ، وقال إننا لا نعرف عن حقيقة المادة أكثر مما نعرف عن حقيقة الروح، وبذا يكون لوك من المنظرين الغربيين المهمين لمحدودية العقل وترتيب موضعه في منظومة المعرفة .. وله آراء تتقاطع كثيرا مع الإسلاميين في مكانة العقل والوحي ، حيث يقدم الوحي فيما لا اطلاع للعقل عليه كالآخرة ، ويقدم الوحي فيما يجوزه العقل حتى ولو كان الأضعف احتمالا ، ولم يفت لوك أن يشير إشارة رشدية إلى أن الكمال الإلهي يقتضي أن يوافق الوحي صحيح العقل ، فاضطرابهما يتنافى مع كمال الله.

أما فلاسفة الأنوار ، فيميز المؤلف بين موقفهم الفلسفي في العقل ، الذي يعتبره محدودا عاجزا عن حل إشكالات مثل طبيعة الروح ومشكلة الحرية ، وموقفهم السجالي في العقل ، الذي يجعل من العقل مطلقا قادرا على الوصول للحقيقة فيما يتعلق بالسجالات الاجتماعية والسياسية مع الكنيسة والخصوم الآخرين .. أي أن فلاسفة الأنوار في الواقع بنوا إيديولوجيا في العقل أكثر من كونهم انطلقوا من أرضيات فلسفية راسخة تنظم مجموع نتاجهم في العقل.

ثم يعرج الكاتب على شكاك اسكتلندا ديفيد هيوم ، الذي يعتبر من أكثر المفكرين الغربيين حملا على ادعاء العقل الاختصاص في الميتافيزيقا .. حيث دعا المفكرين الذين يتأملون في الروح والخلود إلى الاهتمام بقضايا أبسط كالسببية في المادة (التي نفاها ورآها مما يسقطه الذهن على الواقع) .. وقد انتهى هيوم إلى إبطال الميتافيزيقا واعتبار كل ما لا تطاله التجربه أو الحسابات الرياضية غير جدير بالدرس والبحث.

ويتوج الكاتب فصله الأول بالحديث عن "كانط" وفلسفته النقدية ، التي تعتبر من أهم فلسفات حدود العقل الغربية إن لم تكن أهمها على الإطلاق.

يبدأ الكاتب في تحديد آلية المعرفة عند كانط ، التي تنقسم إلى :
1- الحدوس الحسية : وهي المعطيات الكثيرة المتناثرة التي تأتي من عالم التجربة ، وتتعرض لأولى محاولات التوحيد والتأليف ، متمثلة في وضعها في إطاري الزمان والمكان. والملكة التي تقوم بهذه العملية يسميها "الحساسية".
2- المقولات : وهي بنيات ذهنية سابقة على كل تجربة ، حيث لا يمكن إدراك التجربة إلا من خلالها، فهي شروط ذاتية للفكر ، أو قل ، هي نظارات أبدية لا يمكن أن "نرى" الواقع إلا من خلالها. والملكة التي تقوم بوضع الحدوس الحسية ضمن هذه المقولات يسميها ملكة "الذهن".
3- المبادئ أو الأفكار العقلية ، وهي نتاج ما تقوم به ملكة "العقل" من تأليف بين المقولات وتحقيق لوحدتها ، وهذه الأفكار هي : الله ، النفس ، العالم .

واعتمادا على ما سبق ، فقد فرق كانط بين الأشياء كما هي (في ذاتها) أو كما تبدو (لذاتها) ، وقال إن هذا التفريق نهائي ولا سبيل إلى تخطيه، لأن التجربة محدودة بالصور والمقولات ومشروطة بهما .. وانطلاقا من هذا التفريق ، خلص كانط إلى "فشل الميتافيزيقا" ، لأن الخوض فيها هو استخدام لمقولات الذهن وصوره ، التي لا تصلح إلا للتجربة ، على مشكلات خارج نطاق كل تجربة ممكنة.

فالميتافيزيقا غير ممكنة إذن ، لأن قضاياها لا تتمثل في عالم التجربة كحدوس حسية ، والعقل المحض حين يخوض في هذه القضايا ، فإنه سيصل إلى ما يسمى "النقائض" ، وهي قضايا لا يستطيع العقل أن يرجح أحد طرفيها على الآخر ، مثل قضية بداية العالم في الزمان .. فالعقل لا يستطيع ترجيح أن للعالم بداية ، ولا ترجيح أنه لا بداية له ، فهما طرفان لا يملك العقل مدخلية للبت فيهما.

فالنتيجة إذن ، أن العقل الخالص لا يستطيع إثبات الميتافيزيقا ، لكنه كذلك لا يستطيع نفيها، فما وسيلة الإنسان للبحث فيها إذن؟

من هنا ابتكر كانط مفهومه ل "العقل العملي" ، الذي هو بناء أخلاقي أكثر منه استدلاليا ، حيث يعتمد على بداهة الحاسة الخلقية ، وبالتالي على ضرورة وجود "الخلود" الذي تجتمع فيه الفضيلة مع جزائها ، وضرورة وجود إله يكفل هذا الاجتماع الخالد.

إذن فالدرس الذي قدمه كانط ، هو أن على العقل ترك قياساته واستدلالاته التي قد لا تتطابق مع الواقع الفعلي ، وأن عليه الاقتصار على العمل داخل حدود التجربة الممكنة ، فالعقل يدخل في عالم من المتناقضات بمجرد تجاوز ما هو تجريبي .. ولذا فكثيرون يرون أن كانط هدم الميتافيزيقا وحول الفلسفة إلى فلسفة معرفة.



أما الفصل الثاني فقد خصصه المؤلف للحديث عن حدود العقل في الفكر الإسلامي .. ولم تفته الإشارة إلى غزارة الإنتاج الإسلامي في الموضوع وتنوعه ، ولكنه اكتفى بالإشارة إلى ما قدمه الغزالي وابن خلدون في الموضوع.

يعرض المؤلف لرؤية الغزالي في العقل مستعينا بعرض الغزالي لرحلته الفكرية في كتابه المعروف "المنقذ من الضلال" ، حيث ذكر الغزالي كيف أن رحلته مع الشك ابتدأت بنقد المعرفة الحسية ، حيث رأى الحواس تخدع ولا تظهر الأشياء كما هي عليه في الحقيقة ، فشك في المحسوسات.

ثم نظر في المعقولات (القواعد العقلية الضرورية) فشك فيها هي الأخرى ، لأنه رأي كيف يخيل إلى الإنسان وهو في منامه أنه في حقيقة ، ثم ما يلبث أن يكتشف أنه كان حلما .. فما المانع أن يكون وجودنا هذا وجودا متوهما بالنسبة إلى وجود آخر ، كما أن الأحلام وجود متوهم بالنسبة إلى وجودنا هذا ..

ولما لم يبق عنده ما يثق فيه ويطمئن إليه ، قرر التعرف عن كثب على الطرق والمذاهب التي يزعم أصحابها إمكان الحقيقة والمعرفة ، وانحصرت عنده في المتكلمين والباطنية والفلاسفة والمتصوفة.

أما المتكلمون فقد صاغ منهم الغزالي موقفا متميزا .. حيث عبر ببلاغته عن حاصل علم الكلام بقوله "فوجدته علما وافيا بمقصوده غير واف بمقصودي" ، أي أنه علم حقق المراد منه وفق قواعده ومسلماته الأولية التي ارتضاها – أي العلم- لنفسه ، وهي الذب عن الإسلام ورد شبه المشككين فيه اعتمادا على الجدل العقلي المنطقي في إثبات وجود الله وحدوث العالم ابتداء ، ثم المعجزات والوحي في إثبات قواعد الدين التالية. لكن الغزالي كان شاكا في المعقولات أصلا ، أي أن شكه يمتد إلى ما يسبق مسلمات علم الكلام وقواعده القبلية التي ينطلق منها ، ولذا لم يره وافيا بمقصوده. وهذا الشك في العقل موقف متقدم للغزالي يوافق كثيرا من النظريات المنطقية الحديثة التي لا ترى في المنطق الأرسطي منطقا كليا أو ضروريا.

ثم اطلع الغزالي على الفلسفة ، واتخذ منها موقفا متقدما للغاية ، حين قبل منها علومها الطبيعية وعدها أمورا برهانية لا سبيل إلى مجاحدتها ، وقبل العلوم المنطقية وبين طبيعتها الآلية ، أي أنها لا تتعلق بالدين نفيا أو إثباتا وإنما هي طرق في ضبط الاستدلال والقياسات ،وقبل علومها السياسية وعدها من النظر المصلحي الذي يؤخذ منه ويرد ، لكنه توقف عند كلام الفلاسفة في الإلهيات ، وميز فيه بين قضايا تخالف التصور الإسلامي جملة ، وقضايا تخالفه جزئيا ، وقضايا لا تخالفه ، وصنف كتابه الشهير "تهافت الفلاسفة" في تبيان ذلك.

ثم درس الغزالي طريقة الباطنية ، وصنف "فضائح الباطنية " ف�� نقد معرفتهم والرد عليها.

ثم انتقل إلى المتصوفة ، ووجد الحق عندهم ، فقد وجدهم أهل التحقق والسلوك ، أي أهل معاينة المعاني لا مجرد الجدل بها أو إثباتها عقليا ، وهذا ينسجم مع خلاصة رؤية الغزالي في الإيمان ، حيث وصفه بأنه تحقق ب "نور قذفه الله في قلبي" .. فهو مهد لنظرية في الإيمان تتجاوز المنطق الأرسطي وطريقة علماء الكلام وتؤسس للإيمان بالله ابتداء على المعرفة الوجدانية الذوقية. فهو مؤمن "لا بدليل واحد محرر عندي ، بل بأسباب وقرائن وتجاريب لا تدخل تحت الحصر" ..

ثم ينتقل المؤلف إلى بيان طائفة من آراء الغزالي في المعرفة ونظريتها :
1- يرى الغزالي بوجود الأفكار القبلية الأولية ، ويعتبرها من بداهة العقل وفق ما زوده الله تعالى.
2- يقدم الغزالي صورا متعددة للعقل ، منها العقل المنطقي الذي يعرف به الإنسان الواجبات والمستحيلات والممكنات، والعقل التجريبي الذي هو علوم تستفاد من التجارب بمجرى الأحوال ، والعقل الأخلاقي الذي هو قوة تعرف بها عواقب الأمور وتقمع الشهوة الدافعة إلى اللذة العاجلة.
3- يقسم الغزالي المعارف إلى ضرورية ومكتسبة .. الأولى هي ما يعرفه بالبداهة كاستحالة اجتماع النقيضين ، والثانية ما يعرف بالتجربة والتعلم والاكتساب.
4- يعتبر الغزالي النبوة طورا وراء العقل ، ويعتبر من ينكرها حاكما بالعدم على ما لم يستطع إدراكه دون امتلاكه لقوة تمكنه من رفضه. (وهذا يذكرنا بكارل بوبر الذي جعل إمكانية الدحض التجريبي للنظرية هو الكفيل بجعلها نظرية علمية يختص العقل التجريبي بالتعامل معها).
5- يتبنى الغزالي مفهوم نسبية المعرفة ، لا في ذاتها ، وإنما في التحصيل البشري لها ، فهو مقر بوجود الحقيقة الخارجية ، لكن إدراكنا لها نسبي ، والمفارقة أنه يوظف هذا المفهوم ضد الفلاسفة ، الذين رأى تصورهم للذات الإلهية وقضايا الغيب تصورا ناتجا عن ضيق أفق معرفي ، لأنهم تصوروا الأمور على قدر ما عقلوه وعرفوه ، وما لم يألفوه قدروا استحالته.
6- نفى الغزالي ضرورة العلاقة السببية في ذاتها ، أي أنه نفى أن يكون الارتباط بين العلة والمعلول في الطبيعة ارتباطا ضروريا من تلقاء ذاته ، بل هو ارتباط ممكن مطرد بفعل العناية الإلهية ، وهو الموقف الذي سيتخذه هيوم لاحقا ، وإن بدوافع أخرى وضمن سياق فلسفي مغاير.

خلاصة موقف المؤلف أنه يرى الغزالي هادما للميتافيزيقا من طريق النظر التأملي المجرد ، دون أن ينفي قضاياها في ذاتها ، بل على العكس تماما ، فقد فتح لها طريقا مغايرا هو طريق المعرفة الذوقية الوجدانية المستندة إلى الوحي والمرتكزة عليه .. وهو بهذا يقارنه ب"كانط" في هدمه لاستقلال العقل في النظر الميتافيزيقي .. ويرى المؤلف أن هذا الموقف موقف حداثي بامتياز لأنه حرر العقل من أوهامه الميتافيزيقية وصرفه إلى العالم الطبيعي وإدراكه من خلال التجربة.


وأخيرا يقف المؤلف وقفة مختصرة مع ابن خلدون ، مبينا بعض آرائه في المعرفة :
1- يقر ابن خلدون بالوجود الموضوعي الخارجي للعالم ، وهذا شأن كل من له وزن من مفكري الإسلام.
2- يميز ابن خلدون بين مجال الغيب الذي لا يرى فيه مدخلية للعقل مطلقا ، وبين مجال الشهادة الذي يراه ميدان العقل ومضماره.
3- أبطل ابن خلدون الميتافيزيقا (كما فعل الغزالي) ، بل إنه قرر قصور المنطق ، لا عن الوجود الغيبي فحسب ، بل عن الوجود الطبيعي ، قائلا إن التطابق بين الأقيسة العقلية والحقيقة الخارجية غير كلي ولا نهائي.
4- بخلاف الغزالي ، وقف ابن خلدون موقفا مستحسنا لعلم الكلام ، وإن كان موقفهما في جوهره متشابها .. فابن خلدون يرى أن الكلام يلتمس أدلة عقلية للعقائد الإيمانية بعد أن يقررها الوحي ، فهو ليس بحثا تأمليا صرفا في الميتافيزيقا ، وإنما هو بحث عقلي منطلق من الرؤية الإيمانية المستقرة .. بعبارة أخرى ، إن ابن خلدون تنبه إلى أن الكلام لا ينطلق حقيقة من البحث العقلي المنطقي المجرد على طريقة الفلاسفة، وإنما ينطلق من مسلمات إيمانية اعتقادية قبلية مستمدة من الوحي حتى ولو لم يصرح المتكلم بذلك .. وبالتالي فإن اعتراض الغزالي على انطلاق علم الكلام من المعقولات – التي شك فيها الغزالي- هو اعتراض متوجه إلى ظاهر علم الكلام كما يقدمه أصحابه ، لا إلى حقيقته كما رآها ابن خلدون .. فالكلام ، حسب ابن خلدون ، لا ينطلق من المعقولات حقيقة ، وبالتالي فاختلاف الفيلسوفين كان في تعريف كل منهما لعلم الكلام ، أما موقفهما الفكري وتوجههما النهائي فهو متشابه ويرمي إلى نفس الغاية ، ألا وهي مناهضة تأسيس الدين على النظر العقلي المجرد.
5- وأخيرا ، يشير الكاتب إلى ريادة ابن خلدون في بعض موضوعات الباراسيكولوجي ، أو الظواهر المتجاوزة لعالم الحس، كالإخبار عن المستقبل والرؤى والتجربة الصوفية وغيرها
Profile Image for Araz Goran.
877 reviews4,705 followers
September 3, 2015

أتصور أن مشكلة البشرية كانت ومازالت هي التعويل على العقل بشكل مفرط وجعله حاكماً وسيداً على كل الأشياء الموجودة في الكون حتى وصل الأمر بهم الى جعل الغيب في ميزان العقل .. إذا كان العقل لا يزال متخبطاً في تفسير الكثير من الظواهر الحياتية المادية والكونية وحتى تفسير بعض الظواهر بإكثر من رأي،، فكيف يتم التعويل عليه في مسألة الغيب وهي التي فرضت نفسها على الكون بإكمله فكيف يستطيع العقل أن يحيط به إذا كان العقل أصلاً قاصراً ومحدوداً في إتجاه معين..

أتجه الكاتب هنا إتجاهاً رائعاً بديعاً منطقياً للغاية، فهو نقل من أقوال الفلاسفة من أيام الفلسفة اليونانية حتى فلاسفة العصر الحديث، الكثير من المذاهب الفلسفة والفلاسفة الكبار أمثال باسكال و كانط و راسل. وغيرهم يؤكدون ما ذهب اليه الكتاب في نظرته الى العقل وعلاقته المضطربة مع أمور الغيب ..

يبدو أن القرن العشرين كان نقطة فاصلة وحاسمة أيضاً في مجال وضع العقل البشر في محله وعدم الإعتماد عليه كلياً في جميع المجالات..

نظرية النسبية كذلك لإينشتاين أثبتت أن ذلك الغرور العقلي الذي تمتع به فلاسفة القرن التاسع عشر وقبلهم كانت مجرد هباء.. وتوالت بعدها سقوط أقنعة العقل والغرور.. ولا يزال

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

إنتقل الكاتب بعدها إلى رأي علماء المسلمين في قضية العقل، آراء أولئك العلماء جميلة جداً في ذلك المجال بس سباقة الى تحديد هدف العقل في حياة الإنسانية.. أبرز من ذكر ذلك هو الامام الغزالي وإبن رشد وإبن خلدون

رائعة تلك المقولة التي ذكرها إبن خلدون :


" العقل ميزان صحيح، غير أنك لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد والغيب، فإن ذلك طلب في محال "


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


نأتي الآن الى موضوع الغيب..

ماهو الغيب ؟

الغيب نوعان :الاول... غيب يتعلق بالزمان والمكان، مثل معرفة أحداث الماضي بدقة والتنبو بالمستقبل وكذلك معرفة حدوث أشياء في أماكن بعيدة عن متناول النظر..

الثاني : غيب يحتوي الكون والانسان معاً مثل الروح والملائكة وعالم الجن والغيب الأعظم وهو الله تعالى..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

هنا يطرح سؤال،، لماذا ينكر بعض البشر الغيب كلياً؟؟

أولاً : الانسان مجبول على أن لا يؤمن الا بحواسه ما عدا ذلك فهو لديه وهم وشك،، لذلك صنع الانسان الاصنام وعبدها وعبد الطبيعة والعقل لأنه يشعر بها ويراها بحواسه..

ثانياً : وهي مسألة العادة، أي أن الانسان معتاد على تصديق الاشياء الظاهرة المادية دون الغيبية، فلا يؤمن الا بما اعتاد ان يراه ويلمسه..


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


هنا يبرز السؤال الأهم..

لماذا لم يجعل الله الغيب مرئياً وظاهراً للناس حتى يؤمن الجميع وتنتهي المسألة ويتنهي هذا الخلاف؟؟

طيب لو كان الغيب كما قلنا في متناول الانسان، إذن كيف سيُعرف المؤمن من الجاحد؟ وما فائدة الايمان أصلاً إذا كان الغيب أمام عينيه، بماذا سيؤمن بعد ذلك؟؟

مثل ذلك مثل الطالب الذي يدخل الامتحان وبيده ورقة الاجابة حاضرة، فأي معنى للإمتحان سيكون إنذاك!!


الحياة إمتحان للإنسان، جعلها الله إبتلاء وجعل مسألة الايمان بالقلب وبالتفكر العقلي، ليس التفكير في الله ذاته بل فيما خلق الله تعالى..


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


مع كل ذلك فالعقل هي أداة الإنسان الفريدة التي تمتع بها عن باقي الخلق وله تقديره الخاص ومزاياه ولا أحد ينكر ذلك، المسألة كلها في عدم التوكل على العقل أكثر مما يجب..


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


الكتاب رائع أكثر مما توقعت، أنصحكم بها بشدة (هذا إن إستطاع أحدهم أن يقرأ هذه المراجعة إلى آخرها !! )،، خاصة لمن يهوى أن يبحث في مسألة الإيمان وقضايا العقل والفلسفة..

تحياتي..
Profile Image for فيصل.
61 reviews118 followers
December 1, 2018
يعجبني المؤلف الذي ينتهج نهجاً واضحاً ومفهوماً في تناول لقضية كتابه، إلياس بلكا هنا يقدم وجهة نظر بصبغة إسلامية في موضوع العقل والغيب، النصف الأول من الكتاب يستعرض الآراء الفلسفية المتعلقة بمحدودية العقل على مر التاريخ، من فلاسفة اليونان وحتى كانط، بالإضافة إلى موقف الغزالي وابن خلدون من هذه القضية. الهدف من هذا التمهيد هو تقرير قصور العقل تجاه بعض المواضيع وبالذات تلك التي لاتتعلق بتجارب حسية. أما النصف الثاني من الكتاب فهو يتناول مفهوم الغيب، يحاول الإحاطة بهذا المفهوم وأسباب عدم قدرة العقل على مقاربته، والطرق الأمثل للتعامل مع الغيب (أو الميتافيزيقا ربما؟)
كتاب جيد وقراءته سلسة.
Profile Image for عمر الحمادي.
Author 7 books704 followers
June 22, 2016

يحيط الغيب بالإنسان من كل ناحية فنحن نعيش وسط غابة كثيفة من الغيوب.... في عام ١٩٨٠ انتهى مجموعة من العلماء رالفلاسفة في ندوة قرطبة إلى أنه لا توجد عقلانية واحدة بل عقلانيات متعددة ومختلفة... لا يستطيع العقل مهما بلغ من السمو والتجريد أن ينشيء فكرة بسيطة جديدة من غير مصدري الحس والفكر ولذلك يقول جون لوك مهما بدت فكرة ما موغلة في التجريد فلابد أن ترجع في أصلها إلى أحد هذين المصدرين، وقال هيوم أن الأفكار نسخ لاحقة للانطباعات لذلك كان مستحيلا أن تفكر في شيء لم يسبق أن أحسست به، ولذلك لو دققت في أدب الخيال العلمي لرأيته دائما ينطلق في تصوراته من صور قديمة في الأرض.

يرى المؤلف إن توجيه العقل بعيدا عن الغيب ليس حجرا عليه، فعقل الفيلسوف كاد أن يتحول إلى وحي حين طلب منا الاحتكام إليه، لكن من الغرابة أن يقول إن الفلاسفة الإسلاميين لو صرفوا جهدهم نحو العلم بدل الغيبيات والإلهيات لسبقوا أوروبا إلى الثورة العلمية التي حققت��ا باكتشافات غاليليو ونيوتن لا بتأملات أفلاطون وأرسطو، لكن أليس ذلك التخلف عن ركب العلم جاء كنتيجة طبيعيةً لتكفير الفلسفة التي مهدت لظهور العلوم التجريبية؟

رفض أفلاطون رد المعرفة إلى الحس لأن الإنسان معرض للأحلام والأمراض والجنون فرأى الحواس عاجزة عن إدراك الحقائق باستثناء حواس الفيلسوف التي تحررت روحه وتمكنت من تأمل المُثل، وانطلقت المدرسة الشكية تهدم الدعاوى العريضة للعقل البشري إلا أنهم انتهوا إلى خيبة أمل في العقل نفسه، ولعلهم أقرب إلى نظرية المعرفة الإسلامية حيث لا تقديس مطلق للعقل ولا يعتبر أداة مطلقة لمعرفة كل الحقائق، وصار الإلحاد ن��يضا للشكية لأنه يشكل موقفا قطعيا لا مجال للرجعة فيه.

ثم جاء موتيني في بداية عصر النهضة ليعطي دفعة لهذه المدرسة مجدداً مع سقوط العديد من التظريات الفيزيائية والفلكية في عصره، وطالب بعدم التعامل بجدية مع فلسفات أفلاطون وأرسطو لأن كثيرا مما قالوه هو مجرد افتراضات، وقال أن الإنسان قد يكون محروما من حاسة خاصة بإدراك أشياء لا يدركها الآن تماما مثل الحيوانات التي لا تسمع أو لا ترى وهي لا تعلم ذلك، ثم جاء ديكارت وأعاد الاعتبار للعقل، و رغم كونه شكاكا إلا أنه هدف إلى تصفية العقل من الأوهام ولم يكن شكه كالشك اليوناني الذي جعل من الشك موقفا نهائياً من المعرفة، ثم جاء باسكال وجعل العقل عاجزاً عن الإجابة عن الأسئلة الكبرى ورفض الاستدلال العقلي على قضايا الإيمان حيث أنه وحده القلب بإمكانه الوصول إلى الله.

ثم جاء جون لوك وأبطل أفكار ديكارت بطرحه فكرة الأفكار الفطرية التي تولد مع الإنسان، وأفكارنا تعود إما حس أو إلى عمليات العقل الداخلية التي تستند إلى المعطيات الحسية، والتي تصنع منها معلومات مستقلة عن الحس مثل الشك والاعتقاد والإرادة، فالمعرفة الإنسانية تنتهي إلى الحواس، وكان لوك يرى أن العقل هو أداتنا لفهم الوحي الذي من المستحيل أن يتعارض معه، وهو بذلك يشبه في كلامه كلام الغزالي، فالعقل هو من يقيم المعرفة الدينية، ولخص كانط حالة العقل بقوله (أستطيع أن أصف كيف يبدو لي العالم لكنني لا أستطيع أن أصفه كما هو في الواقع) وبذلك يكون قد فرق بين عالم الظواهر وبين عالم الأشياء، ووجود الله عند كانط لا يخضع لأي شكل من الحدس الحسي، ولذلك يخطيء الإنسان حين يبحث هذه المسائل انطلاقا من أفكاره المسبقة، فالمفاهيم تنطبق على عالم الظواهر لا الأشياء كما هي في نفسها، وتحدث كانط عن نقائض العقل الخالص الأربعة والتي هي بداية العالم،وارتباط العالم بواجب الوجود، وافتراض علة حرة لتفسير الظواهر، وكون كل جوهر مركب من أجزاء بسيطة تنتهي إلى أبسط الأشياء، ورأى كانط أن هذه الأمور ونقائضها إما فوق قدرات العقل وإما دونها ولذلك يعجز عن استيعابها، فمثلا كيف لك أن تتصور سرمدية الكون والعقل يعجز عن متابعة اللانهائي أو كيف يتصور للكون بداية ويصعب عليه تصورها وتصور ما قبلها؟ فالعقل عاجز عن البرهنة على عدم وجود هذه الموضوعات.

يرى مؤرخ الفلسفة الفرنسي "روفل" إن الفلسفة انتهت وجميع مدارس الميتافيزيقية لم تستطع إثبات حقيقة واحدة تحظى بإجماع لأن العقل يتوهم الإحاطة بموضوع ما لمجرد أنه صاغ نظرية تتعلق به، ولعل الفيزياء أنجزت في مئة عام مالم تنجزه الفلسفة في ألفي عام، فالعقل يدخل في عالم من الظلمات بمجرد تجاوزه حدود ما هو تجريبي، ويرى كانت أن الدعامة الأساسية للنظام الأخلاقي هي الإرادة الحرة والتي لا تتحقق إلا إذا كانت النفس خالدة وكل ذلك مشروط كائن أسمى يكون هو خالق نظامي الطبيعة والحرية وضامن لتوافقهما.

قبل وجود هؤلاء الفلاسفة وجد الغزالي الذي وافقت فلسفة هيوم بعض فلسفته، ولقد انتصر الغزالي لمبدأ نسبية المعرفة البشرية ويمثل ذلك بقصة العميان الذين سمعوا عن حيوان في بلدة مجاورة يسمى الفيل، ولم يشاهدوا صورته ولا سمعوا باسمه يوما، فلما تلمسوه تلمس كل منهم جزءا منه وقدم كل واحد منهم وصفا مختلفا للفيل عن الباقين، فكانوا صادقين من وجه لكنهم لم يحيطوا بصورة الفيل الكاملة، وكذلك هي المعرفة البشرية.
Profile Image for داوود بن موسى.
5 reviews2 followers
November 15, 2012
يطوف الكاتب بصورة سريعة للأراء القديمة والمتوسطة التي تعرضت لموضوعين هما "العقل" و"الغيب"
ولعل إختيار الغيب هنا كثنائية للمناقشة أنه هو محلة المشكلة بذاته كما أن العقل هو مشكلة بذاته"تعريفا،وحدودا"بكلمات أخرى هو المشكلة الممتدة لمشكلة العقل
ولأن الكتاب ليس مسهبا بالأساس فلا أستطيع أن أأخذ عليه تماما أنه وضع حلولا استباقية في العديد من المسائل كما أننا سنصادف أخطاء دلالية لبعض الأمثلة المضروبة لتحديد العقل وعلاقة بصورة أولى بالنص المقدس عند الغزالي
لكن الكتاب بصورة مجملة شيق وإضافة جيدة لمكتبة المهتمين بهذا الموضوع
57 reviews3 followers
Read
November 17, 2017
كتاب باذخ ممتع في حدود العقل ونسبيته بل وعجزه المطلق عن إدراك ما وراء المادة والعالم الغيبي ...
ولم يعجز الإنسان من المحاولة أبدا في سبر أغوار المجهول والغامض وهو يفكر باستمرار لكشف الألغاز القابعة وراء عالم المحسوسات غير أنه لم يرجع بذلك إلا بعجز واضح وترهات ونقائص هي نقائص العقل ذاته ..
ولقد قدمت الفلسفة الإغريقية نموذجا لهذه المحاولات واتفقو على التشكيك في المحسوسات منذ أفلاطون، وأنها لا يعول عليها في إثبات الحقائق والماهيات ولا سبيل إلا للعقل وعلاقاته المتواصلة بالمعقولات حتى الوصول إلى العقل الأكبر!!
وكذلك ظهرت الشكية القديمة بنفس المبدإ حيث أكدت ارتيابية بيرون أن الإحساس بالبرودة والحرارة ليست خصائص للشيء الملموس وإنما هو إحساس الفرد فقط .. وحجج أناسيداموس في نفس المعنى بشكل أدق وبضوابط منهجية في نقد الحس ...
وصولا إلى فلسفة ديكارت الشكية والكوجيطو المعروف (أنا أفكر إذا أنا موجود) وأنه لا يمكن الوثوق بأي شيء إلا الفكر ثم العقل والذي هو قسمة متساوية بين البشر، وأنه هو الضابط الوحيد لما تراه الحواس ...وذكر باسكال وما اصطلح عليه بالمعرفة القلبية ...
وزعيم الحسيين جون لوك والتعريج على فلاسفة الأنوار باقتضاب ثم فلسفة ديفيد هيوم في نفس العنى ..
وكرد فعل طبيعي ظهرت فلسفة أوغسط كونت المادية الوضعية فبدلا من تتضيع الأوقات والأعمار في الميتافيزيقيات لماذا لا نوجه العقل فيما يحسن فعلَه : البحث في التجارب المادية والاستفادة من الحياة ومعطياتها بدلا من الجلوس والتفلسف الفارغ في أحضان أرسطو !!
وجاء كانط في نقد العقل الخالص وأصاب الفلسفة في مقتل وبين عجز العقل الاستدلالي المحض عن كشف ما وراء حدوده واقترح نظرية العقل العملي الأخلاقي كخروج من مأزق التفلسف المجرد...
وفي الفصل الثاني نجد التجربة الحية لأحد أكبر العقول الإسلامية وهو الغزالي وكتابه المنقذ من الضلال وتجربة البحث عن اليقين والانتقال من نقد الحسيات والعقليات إلى الارتماء في أحضان التصوف الوجداني . والتسليم لمصدر الإلهام الرباني والكشف الالهي كمصدر موثوق في تحديد الحقائق ..
وفي كل هذا خبر الغزالي الفلسفة والمنطق وعلم الكلام.. ومقولات أصحاب كل فن. فجرد الفلسفة في (مقاصد الفلاسفة ) وبين تهافتها ...في ( التهافت ..) موضحا أن منشأ الخلاف معها بل وتكفيرها في بعض ما وقعت فيه من المقولات راجع إلى مبحث الإلهيات وليس مباحثها في الرياضيات ولا السياسة ولا في الأخلاق ولا حتى في آلة المنطق ..
وكذلك ذكر بن خلدون ونظريته المعرفية باقتضاب ...
وفي الفصل الثالث الحديث عن الوحي والعقل وأن المصدر الوحيد للغيب هو الدين والعقل وإن كان من هبة الله غير أنه لا يستطيع التوصل إلى الكثير مما أخبرت به الأنبياء من مثل عالم الجن والملائكة والآخرة وأن هذه الأمور لا ينفيها العقل المحض ولا يثبتها لأنها ليست من اختصاصاته أصلا !
وذكر الكاتب بعض المواضيع التي تدور في فلك إثبات عجز العقل وضعف قدرته : من مثل الحديث حول : ( المتشابه وكونه ابتلاء للعقل وتمحيص لقوة الإيمان والتسليم بهذه المتشابهات كما في – رأي-.. وأن دور العقل هو التفكر في صفات الله وآثاره في خلقه وليس التفكر في ذاته ..
وكذلك ضعف العقل عن التجريد وأنه لا يبني معارفه إلا متأثرا بظروف وحيثيات معينة ثم مشكلة الرمزية عند الصوفية وعجز اللغة عن إدراك الماهيات أو ما سبق لابن تيمية الحديث عنه في المنطق بما يسمى بالحد .. وأن اللغة هي رموز لما انطبع في أذهاننا عن الأشياء وليست تثبت ماهيتها وحقيقتها الذاتية ...
وفي الأخير أشار إلى بعض الأمور التي لا تزال ترمز إلى ضعف العقل وقصوره في تفسير الكثير من الظواهر والحوادث من قبيل : (الروح ، ميثاق الذر ، سر القدر ، لغز الزمن ونسبيته ، الرؤيا ، وحكمة الموت ..) ولم يفض الكاتب القول في في هذه المواضيع ومن فرهست المراجع يكتشف القارئ سعة الاطلاع لدى المؤلف أو كثرة نقولاته واستشهاداته وقصه ولصقه و إعادة ترتيبه لبعض ما جمعه في عناوين فقط لا أكثر !! والله أعلم





Profile Image for Farah.
39 reviews
November 28, 2015
ملخّص الفكرة التي يدور حولها الكتاب هي أن العقل محدود، غير قادر على الخوض في الأمور الغيبية والحسم فيها..
وهنا يأتي دور الدين الذي يقوم بتوجيه العقل إلى المجالات التي تناسبه وإبعاده عن الغيبيات التي لن يستطيع إدراك حقيقتها والبتّ فيها..
لذلك إن كل قضايا الغيب يتوجب ردها إلى الدين وعدم التبحر فيها لأن ذلك سيكون تعباً بلا جدوى،

مع أنني في الفصل الأخير لم أشعر بأن الدين قد فسر شيئاً أو أعطى أجوبة واضحة عن الغيبيات..
وإنما اكتفى برسم تشابيه سطحية لبعض الأمور أو الامتناع عن النقاش في أمور أخرى والبيان الصريح بأنها ستبقى غيباً لن نجد له تفسيراً..
...
الفصل الأول كان الأكثر غنىَ بالنسبة لي لما احتواه على آراء ونقاشات فلسفية..
أما باقي فصول الكتاب لم تأت بجديد.. فكل ماجاء فيها كان تأكيداً على الفكرة الأساسية التي ذكرتها..
الغريب أني بعد الانتهاء من قراءته أشعر بخيبة أمل لا أعرف سببها ومازلت أحاول تفسيرها!
كتاب محبط!! ..
Profile Image for Mohamed Shahat.
6 reviews1 follower
February 21, 2015
السؤال هل العقل قادر على الاحاطة بكل شىء موجود او غيبى ؟
اكيد العقل غير قادر على هذا والحواس واللغة نفسها تعجز عن ان تحيط بالكون المادى نفسه
ومن اممثلة عجز العقل عن الفهم مسائل الروح والموت والزمن والسببية الاولى وماالى ذلك
لكن طالما العقل غير قادر على ادراك الغيب فكيف يؤمن بالله غيب الغيب ؟
الحقيقة العقل عاجز عن تصور الغيب وتصور واضح للذات الالهية .الا انه _العقل _ هو البوابة الرئيسية لادراك انه يوجد عالم فوقى غيبى وان الاديان كلها تخاطب هذا العقل فى النهاية
معروف ان الحداثة فى اهم صورها تضع العقل والعلم مركزا للكون ..والعقل والعلم هنا لايعترفا الا بالتجربة والمادى وتنكر ماهو غير قابل للقياس وبالتالى فان العقل نفسه عاجز عن بناء نسق اخلاقى لان الاخلاق فى النهاية غير مفهومة عقليا
Profile Image for Aya hosni.
45 reviews25 followers
December 20, 2021
الغيب هو العالم الآخر الموازي لعالمنا الذي نعرف( الشهادة)، والشهادة هو كل ما تشهده حواسنا و تطوله أبصارنا و أسماعنا و نلامسه بأيدينا، أما الغيب فهو ما لا نطوله بأجسادنا و حواسنا، ولكننا نستشعر وجوده على الدوام، وما الميثولوجيا الإنسانية و الاساطير و الخرافات وذلك الهوس بالعالم الآخر إلا تعبيرًا صارخًا بحجم الشعور العميق و الخوف الدفين من الإنسان تجاه الغيب الذي يحيط به من كل جانب و لا يستطيع إليه سبيلا في الوقت ذاته.
و بما أن للعقل حضورًا طاغيًا في عالم الشهادة برغم تغيبه عن البصر فقد نشأت بين العقلو الغيب علاقة وطيدة بين التهويل و التهوين من شأن الغيب وصلت حد الإنكار التام و تحمّل الفراغ الغيبي المتوهم و العيش مع وحشة هذا العالم الفاني!
هذا الكتاب هو دراسة أكاديمبة شيقة وممتعة عن رحلة العقل في الفكر الإنساني على مر التاريخ، وقيمة هذا العقل المفكر و حدوده و إمكانياته في ما يمكن إدراكه و ما لا يمكن.
ينقسم الكتاب إلى بابين الأول بعنوان : (حدود العقل) انقسم إلى فصلين الأول في
هو استعراض أهم المفكرين وأصحاب المدارس الفلسفية ( الغربية )التي تكلمت في العقل منذ أفلاطون،مرورًا بمونيني وديكارت وباسكالوصولًا إلى جون لوك، ثم الفصل الثاني وهو استعراض لاثنين من مفكري الإسلام الحنيف الإمام الغزالي (أبوحامد) وشيخ الإسلام ابن تيمية و ذلك كما قال المؤلف بسبب ضخامة وغزارة إنتاج الحضارة الإسلامية الفكري في هذه القضية مما اضطرت الكاتب إلى اختيار أهم المهم.
وقد كانت رحلة الإمام الغزالي التي سردها في كتابه (المنقذ من الضلال) بحق عظيمة ومؤثرة فقد عانى الإمام كي يستنقذ نفسه من الضلال الناجم عن( عقلٍ فذّ) وجاءت مقاطع الإمام التي استعان بها المؤلف عن العقل وعن القضايا الغيبية مثل قضية ( الموت) بليغة أعتبرهاأرقى ما قيل على لسان مفكر أو عالم تم الاستعانة به في الكتاب.
الباب الثاني و ينقسم إلى خمسة فصول
الأول: في قيمة الغيب و تحرير مفهومه في الدين، ثم بيان حاجة البشر إليه على لسان غير المتدينين و المسلمين ، ثم إظهار دور الغيب في حياه المرء و إبراز خطر و كارثية تنحية الغيب واعتماد العقلانية المفرطة وخطرها على نمو العلم والكائن البشري.حتى و إن كان هذا الاعتماد جزئي بما إن الإنسان كائن (ميتافيزيقي) لا يستطيع التخلي التامّ عن الغيب بحال من الأحوال.

الثاني: في سعة عالم الغيب
يبدأ الفصل بعرض اتساع عالم الغيب ثم يعرض نماذج متطرفة في إنكار الغيب و الأسباب التي تؤدي إلى هذا الإنكار والحكمة الإلية من إنكار الغيب.
ويتناول الفصل الثالث و الرابع: تأصيلات علمية وشرعية يناقش فيها الكاتب مصدرية الغيب و مم تؤخ، ويستعرض العلاقة بين العقل و الغيبب و كيف أن العقل أقل بكثير من أن يدرك الغيبيات ومن أن يعتبر مصدرًا لها.
و يتناول قضية محدوديية اللغة وقصورها في التعبير الكامل عن حقيقة الأشياء وبخاصة ما يتعلق بالتعبير عن ما هو " غيب " ويعتبر القصور اللغوي في التعبير عن أحوال المتصوفة من جنس القصور في التعبير عن الغيبي .
و أخيرا الفصل الخامس وهو الأجمل على الإطلاق وفيه استعراض لطيف لبعض الأحاديث النبوية عن عوالم غيبية و أسرار للوجود تلك التي يتشوق إليها الإنسان أبد الدهر.

الكتاب جميل و مهم جدًا لكل مسلم و لكل من يريد الاقتراب من الغيب وعلاقته بالعقل، بذل فيه مؤلفه جهدًا كبيرًا و حرص في الوقت ذاته على أن تخرج لغته يسيرة وغير مجهدة للقارئ حتى لا يصبح مقصورا على القارئ المتخصص.
Profile Image for Ray.
14 reviews
April 26, 2016


هل للعقل حدود؟ وإن كانت موجودة فما هي؟ كُتب الكتاب للإجابة على أسئلة من هذا النوع. ينقسم الكتاب إلى بابين: الأول بعنوان حدود العقل، والثاني في الغيب. في الأول استعرض الكاتب تاريخ الفكر الغربي في نظرية المعرفة؛ ابتداءً من أفلاطون ومُثُله، مرورًا ببيرون ولا أدريّته وما تفرع عنها من المدارس اللاأدرية التي لم يعد لها حضور قوي كما في السابق لأسباب لم يذكرها الكاتب، ثم عصر النهضة والاسمية فجون لوك فهيوم ففلسفة الأنوار، انتهاءً بكانتْ ونقده للعقل المحض. وفي الفصل الثاني من الباب استعرض شذرات من الفكر الإسلامي في نظرية المعرفة. أما الباب الثاني فقد كان مرتكزًا على ما استنتجه الكاتب من الباب الأول؛ وهو أن العقل "لا يمكن" أن يعرف إلا القليل القليل من هذا الوجود الواسع؛ فضلًا عن أن "يعرف" القليل. فاستعرض في هذا الباب حاجة الإنسان إلى الغيب، أيًا كان هذا الغيب، كما يقول هايدجر: الإنسان كائن ميتافيزيقي. كما ناقش "العقلانية المطلقة" وانتهى بتهافتها في الفكر الحديث واستبدالها بـ "عقلانيات متعددة". وكان الفصل الثالث من الباب بعنوان "الغيب بين الوحي والعقل"، وذكر أن العقلانية يجب أن تكون في "إثبات الغيبيات" لا في الغيبيات ذاتها، فما ينطبق على عالمنا لا ينطبق على عالم الغيب. اختُتم الكتاب بنماذج من عوالم الغيب كالروح والزمن والرؤيا.
الكتاب يهدم صرْحَي "العلم" و"العقل"، ويهدم معهما الدعوى القائلة بأن ما سواهما ليس إلا خرافات تناقلتها الأجيال بالتلقين.
يعيب الكاتب أنه في بعض المواضع يصبح حديثه عاطفيًا (يقلب مطوع-سلفي-مود) فيدغدغ قلوب البعض، وفي الوقت نفسه يسبب التماسًا كهربائيًا في أعصاب البعض، وهازا ما زين :)
Profile Image for إيمان عبد المنعم.
469 reviews462 followers
September 28, 2017
كتاب ممتع ، موضوعه يهمني كثيرا وسررت أن وجدت من يطرحه بهذا العرض الشيق و الأسلوب السلس الذي لخص نظريات كثيرة في العقل وآلياته وحدوده والغيب ومعناه وأهميته في حياة الإنسان والعلاقة بين الغيب والعقل ، خاصة أن هذه النظريات تنوعت بين الفكر الغربي والفكر الإسلامي .
أجمل مافي الكتاب أنه عرض أعقد الفلسفات والتأملات بأبسط الأساليب وأوجزها وأمتعها ، أما أكثر ما أعجبني فهو تناول المؤلف لمفاهيم العقل والغيب من خلال الوحي وحكمه على كل منهما بنصوص الكتاب والسنة .
كتاب يستحق القراءة .
Profile Image for عبدالموجود.
100 reviews18 followers
August 4, 2015
دراسة رائعة في محدودية المعرفة بالنسبة للعقل البشري، وكما أقر الكاتب فهي تعتبر مدخل ومقدمة للموضوع إلا أنها بحق مقدمة مهمة جدًا في رسم خريطة منظمة للبحث والدراسة للمهتم بالأمر.
الباب الأول ثري جدًا،أما الباب الثاني فضعيف؛ اللهم إلا فصل: مظاهر وأسباب قصور العقل.
في المجمل الكتاب رائع وأنصح بقرائته.
Profile Image for إيناس علي.
23 reviews1 follower
October 17, 2022
كتاب جد رائع في موضوعه، وفي معالجته لذلك الموضوع؛ تناول فيه المفكر إلياس بلگا العقل وعلاقته بعالم الغيب، وكان موفقا في تقسيمه لموضوعات الكتاب، حيث قسمه لبابين؛ الأول: حدود العقل؛ وتناول فيه الحدود المعرفية للعقل الإنساني في كل من الفكر الغربي والفكر الإسلامي، والثاني: في الغيب؛ وعالج فيه في خمسة فصول؛ قضية من أعقد قضايا الفكر البشري؛ قضية الغيب مفهومه وسعة هذا المفهوم وقيمة الإيمان بالغيب بالنسبة لحياة البشر، وأسباب عجز العقل عن الإحاطة بالغيب، والغيب بين الوحي والعقل ثم عرض لنماذج من عوالم الغيب
ما يميز الكتاب بحق عرضه لأكثر الفلسفات انتشارا وأهمية التي تعرضت لقضية العقل وعلاقته بالعالم غير المحسوس وموقف تلك الفلسفات ونظرتها للعقل سواء في الفكر الإسلامي أو الغربي وكل ذلك في أسلوب سهل ممتع لا تعقيد فيه ولا إغلاق، وأكثر ما أثار اهتمامي عرضه لنقد مفكري الإسلام لأسس العقلانية القديمة أو ما يسمى في علم المنطق البديهيات العقلية
تلك قراءتي الثانية للكتاب واحتاج لقراءته مرة أخرى- وربما أكثر- كي أستطيع هضمه
Profile Image for Mohammed Alsalik.
43 reviews14 followers
May 2, 2016
يمكن اختصار الفكرة العامة للكتاب في أن العقل الإنساني محدود ولا يمكنه اثبات وجود الله أو الغيب وبأن الإنسان لوحده عاجز عن معرفة الحقيقة عن قضايا كبرى وليس له من سبيل إلى معرفتها إلا بالرجوع إلى الله والإيمان . ويستعين المؤلف بأقوال الفلاسفة والمفكرين من الشرق والغرب لكي يثبت حقيقة محدودية المعرفة البشرية , لكن موقف الكتاب من العقل موقف مزدوج بل ربما يكون متناقضا فهو من جهة يرفض أي استدلال عقلي في أمور الدين والغيب ومن جهة أخرى يثني على العقل عندما يستخدمه الإنسان لإثبات وجود الله , فهل يكون العقل كاملا وعظيما فقط عندما يتوصل للإيمان بالله ويكون قاصرا ومحدودا اذا توصل الى العكس ؟! أليس من المفترض أن يقف العقل موقفا حياديا أمام القضايا التي لا يمكنه اثباتها ولا يمكنه نفيها ؟
النتيجة الذي خرجت بها من الكتاب أن المؤلف لم يناقش محدودية العقل لأسباب علمية أو معرفية بحثة وانما لإعتبارات أيديولوجية وفكرية ضمن ما يزعم أنه قيادة للعقل وحماية له من الخطأ والزلل .
Profile Image for Hussa Bunyan.
20 reviews11 followers
Read
November 9, 2015
اغلب الاحاديث اللي استند عليها الكاتب ضعيفه او حسنه،
لو فكرت بإعادة قراءته راح ابدأ بالباب الثاني مباشرة.
الخاتمة (اخر صفحة) اختصرت الكتاب بالكامل.
Profile Image for عمر  عمار .
82 reviews3 followers
April 21, 2017
كتاب الغيب والعقل لإلياس بلكا ، بحث فلسفي متميز، وليد وقته وظروفه نظراً للّغط والجدل الكبيرين السّائدين في مجال الفكر والإنتاج الثقافي في الإطار الفكري العربي والإسلامي حول المكانة المطلوبة لكل من الدّين والعقل في الحياة العامة كالسّياسة والأخلاق والحياة الخاصّة كالفكر والسّلوك وقضايا الإيمان في منظورها الفردي الضيّق . من عنوان الكتاب ومن خلال القراءة المتأنيّة يتضّح بان الكاتب لم يحد عن موضوعه ولم يقع في التحليل الفضفاض حمال الاوجه ، بل كان عميقاً وواضحاً ، ناماً عن فكر إسلامي ثقيل بعقلانيته العقلانية الواقفة حد التفويض في ماغَلُض استشكاله أو استعصى فهمه معقولاً إن صح هذا التعبير ، لا المتبجحة المؤلهة لآلة العقل كما كانت شاكلتها في الفكرالفلسفي الغربي ، خاصة ، داخل نسق ما يسمّى بالحداثة والتّي انطلق فيها العقل من عِقالهِ السكولائية الرجعية غير آبه لأي منطق آخر مشدوهاً بإنتاجاته العلمية والوضعية التي ما فتئت حتى أفرزت نزعات أقل ما يقال عنها أنّها رافضة لكل ما وراء العقل ، بل رافضة لما وراء مفهومها الفلسفي للعقل الذّي شكلته سياقات فكرية واجتماعية منذ العصور الوسطى إلى عصور النهضة حتى أخر تجلياته مع الفلسفة الحديثة وما تلاها أي – الفلسفة الحديثة – من مذاهب ونزعات عقلانية متطرفة على غرار الوضعية المنطقية والتي أفرزت فيما بعد نزعةً من أشد النزعات تطرفاً وهي العِلموية .. وهكذا دأب ديدن العقل في نسقه الغربي حتى نيتشه والذّي يمكن أن يسمى بالمنعرج الحاسم في تحوير العقلانية المعاصرة إلى عقلانية مادية ترتاب بموقف حاسم وثابت عكس سابقتها ( الحداثة) في المطلقات والكليات بما فيها الميتافيزيقا والأخلاق وما تلاه من الفلاسفة ماكان إلا متتلمذاً حتى باغت عصر النسبية وما تبعه من لامعقولية لمبدأي اليقين والحتمية فزعزع تلك التصورات السطحية لنيتشه والحداثيين والمابعد حدايين من الفلاسفة ولازالت الأبحاث تفيض في هذا المجال في الغرب وما نحتاجه حقاً هو بحث على منوال هذا البحث ، كثر الله منه ، فنحن في عصر تتوافد فيه إلينا مطبوعات الحداثة وقد تجاوزها واقع العالم اليوم إلى ما بعد الحداثة ولازلنا مكفهرين آنسين بتداول ما فات والعالم قد بدل مفاهيمه جلها .

Displaying 1 - 18 of 18 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.