عدد صفحاته: 164، ترجمة عبد الحق الزموري يتفتق الكتاب عن معاني ورموز والعمق التاريخي لعلم المملكة المغربية، علم معلوم معروف للغادي والبادي "لواء أحمر يتوسطه نجمة خماسية الفروع متشابكة"، نرفعه في كل المناسبات الدينية والوطنية وفي كل لحظات التسامي والفخر بإنجاز وطني؛ علميا أو فنيا أو رياضيا أو غير ذلك، بل وفي كل احتفاء أو ندوة أو تجمع أو تظاهرة لأي سبب كان، ارتبط معه الكثير من المغالطات أبشعها في نظري؛ التصاقه بالاحتلال الفرنسي وصنعه بأياد أجنبية لأغراض مختلفة. وقد تتبع الكتاب تطور الألوية والأعلام منذ الفتح الإسلامي لبلاد المغرب الأقصى، وما قبل ذلك عند الحضارات المختلفة حسب ما تم التوصل إليه في الأبحاث التاريخية والأثرية، مرورا بدولة المرابطين صاحبة اللواء الأسود يتوسطه دائرة مذهبة خط في وسطها كلمة الشهادة والتوحيد، ثم العلم المنصوري المعروف بلونه الأبيض يخط عليه بالذهبي آيات قرآنية والشهادة؛ ثم الشعار الموحدي-المريني الأندلسي "لا غالب إلا الله"، عند دول الموحدين والمرنيين والزيدانيين (السعديين)، مع ألوية وأعلام مختلفة التصاميم والأشكال مزخرفة بطابع مغربي أصيل ويخط عليه آيات قرآنية وغيرها، ثم مع الدولة العلوية التي رفعت ألوية خضراء ترمز للوحدة الدينية؛ فهو لون لصيق بالزاوايا والشرفاوية، وألوية حمراء الذي نجده عند الكثير من الجماعات على رأسها البحرية ومن تقلد الجهاد البحري والقرصنة خاصة مدينتي تطوان وسلا، والذي أصبح لونا يدل على السيادة والسلطة، أما النجمة فلها دلالات دينية وأخرى أسطورية ما بين خاتم سليمان (خماسية وسداسية) والثمانية أبواب الجنة وحملة العرش، والنجمة لها جلالة النور الإلهي المنبثق في السماء، فهذه النجوم بأشكالها الثلاث نجدها منبثة في الزخرفة المغربية-الأندلسية في الزليج والزرابي وأيضا في المسكوكات منذ عهد الفتح الإسلامي، وفي سنة 1915 ولظروف تاريخية توحدت الأعلام والألوية للعلم المعروف حاليا ليشكل رمزا وحدويا للمغرب الأقصى، رغم ما نجد اختلافات طفيفة للأعلام التي رفعها قواد المقاومة المسلحة شمالا وجنوبا، ومع سنة 1933 أصبح العلم رمزا وطنيا محترما رفعته الحركة الوطنية واجتمع عليه المجتمع المغربي قاطبة ... رمزا للاستقلال والوحدة، ثم للتقدم والازدهار والسيادة. فالكتاب مزدان بصور توضيحية وتفكيكية للأعلام التاريخية للمغرب الأقصى، وبعدها الديني والثقافي والسياسي، يوضح ذلك ويدحض المغالطات التي يروجها الكثيرون حول العلم الوطني المغربي، من أمثال كونه صنيعة استعمارية أو ماسونية أو صهيونية، وتبخيس رموزه بل واستبداله بأعلام قبائلية ومحلية تاريخية. كتاب موفق عموما يستحق القراءة والتمعن وفهم أبعاد العلم المغربي بعيدا عن مغالطات المقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي.
Un excellent travail de recherche historique, renforcé par une bibliographie très dense et un choix d'images très soigné. L'édition et la réalisation du livre est très raffinée