"Plusieurs écrits autour de la pensée arabe contemporaine ont été publiés. Historiquement, ils la traitent à partir du dernier quart du XIIIème siècle de l'ère de l'Hégire correspondant au dernier quart du XVIIIème siècle (ap. J.C). Il y a deux sortes de penseurs : ceux qui s'appuient sur l'Islam et ses sources et ceux qui tirent argument de l'expérience Européenne, il s'agit des laïcs. La majorité des écrits se sont penchées sur la pensée laïque, ils n'ont que peu traité la pensée islamique. Ce livre est consacré à l'étude de la pensée islamique contemporaine sunnito arabe. Il expose les solutions proposées par cette pensée ainsi que les révolutions et mouvements islamiques. "
الأستاذ منير شفيق مفكر فلسطيني عربي إسلامي و عضو في مجلس امناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ولد في القدس لأبوين مسيحيين عام 1934م، انخرط في العمل السياسي والحزب الشيوعي الأردني، عمل في حركة فتح حتى بداية السبعينات، واعتنق الإسلام في أواخر السبعينات. كان يسارياً ثم تخلى عن تلك التوجهات واتجه نحو الفكر الإسلامي، وبرز في الأخير كمحلل سياسي، ولكنه ينتمي إلى مدرسة التحليل الراديكالي الثوري.
"تقول الدولة للثورة ((أنا الثورة)) .. بدلاً من أن تقول الثورة للدولة أنا الثورة و أنتِ الدولة و عليكِ أن تتبعي لي. أو بكلمات آخرى تبدأ الدولة بعد الإستيلاء على السلطة السياسية من قِبَل الثورة بعملية إستيعاب متدرج للوضع الجديد. أو قل تحاول أن تفعل ما تفعله الأفعى حين تستبدل جلداً بجلدها بحيث يتغير الجلد و يبقىَ الهيكل و المحتوىَ على حالهما. و يصبح الجديد في خدمة الهيكل الأساسي و يتحرك ضمن حركته فرجال الثورة الأقوياء حين يصبحون على رأس أجهزة الدولة يظنون أن أجهزة الدولة من تحتهم أصبحت مثلهم و هي تطيعهم. ولكنهم سرعان ما يكتشفون أن الوضع أكثر تعقيداً. بل سيكتشفون أن الكرسي الذي تحتهم ليس آلة صماء فحسب و إنما له أيضاً متطلباته و مقتضياته من الجالسين عليه..
و من هنا تمضي أجهزة الدولة و هي تتأقلم مع الوضع الجديد تعمل على التلون بلونه، لتصل في النهاية إلى الإعلان ((أنا الثورة)) و تصبح مصلحتها و نظرتها و قوانينها السابقة واللاحقة هي الثورة في مرحلتها الجديدة أي بناء الدولة. و هكذا تمضي عملية إبتلاع الثورة من قبل الدولة. و يتم هذا الأمر بسهولة بالرغم من النيات الثورية النقية لأولئك الثوريين الذين يصبحون الدولة. فمن جهة هم مضطرون أن يمسكوا بأيديهم أجهزة الدولة و مؤسساتها لئلا تبقى السلطة بيد غيرهم. و يتصورون أنهم إذا لم يفعلوا ذلك لا يكونون قد فعلوا شيئاً حين أطاحوا برأس السلطة. و لكنهم من جهة آخرى سيجدون أمامهم قوانين و أعرافاً تحكم سير تلك الأجهزة بالنسبة إلى علاقاتها بالمجتمع و قد أُرسيت تلك القوانين و الأعراف على أساس إحكام سيطرة الدولة على المجتمع و من ثمَّ تصبح المحافظة على تلك القوانين و الأعراف أو تشديدها أكثر أمراً مغرياً و مقنعاً جداً، ما دامت تحقق سيطرة الدولة الجديدة على المجتمع. و عندئذ لا بد من أن تنسىَ كل الموضوعات التي تتعلق ((بالبيروقراطية)) أو المطالبة ((بتسهيل معاملات الناس))، و ((التخفيف من الروتين الحكومي))، ليحل محلها العمل الحثيث لتثبيت سلطة الثورة (الدولة الجديدة-القديمة)، أي تبقى الدولة السابقة من حيث الجوهر على حالها في كثير من الأمور و لا يتغير إلا اسم المسؤول و صورة الرئيس التي يرفعها على الحائط خلفه بينما يبقى الجوهر نفسه فيما يتعلق بتحقيق سيطرة الدولة. أما بالنسبة إلى الناس فعليهم التعود على إطاعة السلطة الجديدة و من ثمَّ عليهم المضي في كل المراحل و العذابات السابقة مضافاً إليها مراحل و عذابات أشد من أجل تسيير أمورهم."