أحمد بن يوسف السيِّد (ولد 1985 م) داعية ومفكر سعودي، وباحث ومؤلف، والمشرف العام على أكاديمية الجيل الصاعد والبناء المنهجي، وله العديد من المؤلفات والأبحاث المطبوعة. رسالته الكبرى في الحياة تحصين الشباب فكريًّا وإيمانيًّا وصناعة الدعاة المصلحين.
ولد أحمد بن يوسف بن حامد السيِّد بمدينة ينبع في السعودية، عام 1985م، وفيها نشأ حتى نهاية المرحلة الثانوية، ثم انتقل إلى المدينة المنوَّرة. ابتدأ بطلب العلم الشرعي بعناية والده من صغره فحفظ القرآن الكريم والأربعين النووية ونظم عُبيد ربه في النحو بمرحلة مبكرة. ثم حضر في المرحلة المتوسطة دروس الشيخ إبراهيم العجلان في مدينة ينبع في كتابي عمدة الأحكام للمقدسي وعمدة الفقه لابن قدامة. وفي المرحلة الثانوية انضمَّ إلى دروس الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى في حفظ السُّنة بمكة، فحفظ الصحيحين وزيادات الكتب الثمانية في دورتين. ودرس في هذه المرحلة كتاب مقدمة التفسير لابن تيمية على الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشِّنقيطي، وكتاب البيوع للشيخ عبد الله البسام، ودرس البيقونية للبيقوني على الشيخ خالد مرغوب، وعلى الشيخ فؤاد الجهني، كما حضر له في تلك المرحلة دروسًا في عمدة الأحكام للمقدسي، وفي البرهانية وفي الفرائض، ودرس منظومة القواعد الفقهية لابن سعدي على الشيخ مصطفى مخدوم.
ثم انتقل للدراسة الجامعية في القصيم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحضر دروسًا على عددٍ من المشايخ؛ ففي الفقه درس على يد الشيخ خالد المشيقح من كتاب زاد المستقنع وهداية الراغب ومنار السبيل، كما درس عليه بعد ذلك كتاب قواعد الأصول ومعاقد الفصول. وفي العقيدة درس على يد الشيخ يوسف الغفيص في العقيدة الطحاوية، وفي كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلّام. وفي الحديث درس على يد الشيخ تركي الغميز من بلوغ المرام من أدلة الأحكام، ونزهة النظر شرح نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني. وحضر مجالسَ ودروسًا علمية للشيخ سليمان بن ناصر العلوان، والشيخ عبد الله الغنيمان، والشيخ أحمد الصقعوب وغيرهم.
سفر قصير بعدد صفحاته، عظيم بموضوعه ومكانه على الساحة التربوية اليوم. تنبع قيمة هذا الكتاب من سمة يتميز بها الشيخ المربي أحمد السيد عن غيره من الدعاة، وأزعم أنها سمة جعلت منه مجدداً في دعوته، تتمثل هذه السمة بعينيه اللتان تسيران بخطين متوازيين، عين على الوحي وسبيل الأنبياء ومضامين الشريعة الأصيلة وعين على الواقع وحاجاته وتغيراته، وعمق الوعي بهذا أنتج لنا خطاب حقيقي يبحث عن أسباب ومآلات وعلاج مشكلة مركزية في واقعنا اليوم مثل مشكلة التفاهة. ولا أظن ان شخص يتماس مع الجيل الصاعد في المدارس أو في المنزل أو في أي مكان آخر ينكر تغلغل مشكلة التفاهة ودنو الأحلام وسفاهة الاهتمامات في هذا الجيل أو في كثير من أبنائه. والوعي العام بوجود هذه المشكلة من خلال حالات فردية عايشها المرء لا يكفي بل يحتاج إلى الأمر إلى أوسع من ذلك، كالتماس أكثر مع فئات مختلفة من المتأثرين بهذه المشكلة، وكذلك النظر فيما تنتجه قنوات ومصادر التفاهة اليوم وما تصدره من مضامين وأفكار، وما يمكن أت تؤول إليه. وغيرها من الأمور التي لابد من الوعي بها في سبيل معالجة التفاهة؛ جمعها لنا الشيخ المربي في هذا الكتاب الصغير. أنصع به المربين والآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات، وأنصح به الجيل الصاعد ممن هو فوق 15 سنة.
واحدة من أجمل الصدف تلك التي جمعتني بأحد كتب الشيخ الشاب المبارك أحمد السيد و هو رجل بأمة حسب رأيي المتواضع
إنه أحد أكبر المصلحين و المؤثرين الايجابيين في هذا عصر على مستوى أمة الإسلام قاطبة كيف لا و هو صاحب برنامج البناء المنهجي المبارك باذن الله و مشروع صناعة المحاور الذي يهدف للقضاء على شبهات الالحاد و مشروع عالم و اكاديمية الأحاديث و كتب و بحوث و قناة على اليوتيوب نافعة ماتعة و مهمة جدا لكل مسلم
و بعد هذه المقدمة الطويلة نوعا نعود لموضوع الكتاب
نبذة من أعظم المشكلات المحيطة بالجيل: ظاهرة التفاهة وهي ظاهرة متنامية واسعة الانتشار، عميقة التأثير، لها منابر لا تُعد، وأشكال وصور لا تحصى، ومآلاتها المستقبلية على الأمة وأجيالها بالغة الخطر، عظيمة الضرر
ويأتي هذا الكتاب ليسلط الضوء على هذه الظاهرة، مخاطباً شباب الجيل الصاعد والقائمين على تربيتهم، لبيان كيفية التعامل مع المشكلة والوقاية منها
الكتاب لا يتجاوز 80 صفحة لكنه مهم لكل مسلم بسبب موضوعه اذ يقوم الكاتب بتعريف ظاهرة انتشار التفاهة و توصيفها بدقة و شرح كل شيء متعلق بها و كيف تمكن التافهين من التأثير على العقول و صناعة الراي العام و الذوق و المعايير و في آخر فصل من الكتاب يقدم لنا بعض الحلول للظاهرة مع نصائح جد هامة و عملية و ما يحسب للكاتب هو حسن وصف الظاهرة و مآلاتها مع الصراحة الشديدة في التعبير و دقة الفهم للواقع و الغيرة على الاسلام
كتاب جيد وصغير انصح بقراءته غالب ما ذكره الشيخ حفظه الله سهل الملاحظة لغير الغارق في بحر التفاهة ، وهم قلة ويلاحظ أن كثير من التافهين ينفون عن نفسهم التفاهة كنت أتمني ان يضيف باب عن "تبرير التفاهة" فهذه مسألة مهمة لابد ان يسلط الضوء عليها
من كتب معالجات قضية محورية واقعية هامة طالة بظلالها الكبير والصغير من المسلمين لاسيما الشباب والنشء فمآلاتها وخيمة فيهم. بحث صغير الحجم كبير النفع والموضوع منهجية علاجية حول مشكلة التفاهة وصناعة المحتوى التافه، وصف المشكلة وأسبابها ومألاتها مع نهج للتعامل مع تلك القضية والوقاية والمعالجات لها.
من أكثر ما كتب في هذا الموضوع ملامسة للواقع الذي نعيشه ، و كيف أننا محاطون بالرويبضات. عالج في هذا الكتاب "ظاهرة التفاهة" بعرض نماذج من واقعنا المعاصر موجها من خلالها رسالة لشباب الجيل الصاعد في كيفية التعامل مع هذه الظاهرة ورسالة للمجتمع ككل في سبل محاربتها. حيث يقع الكتاب في قسمين: الأول يصف فيه الشيخ المشكلة و يبين أسبابها و ما ستأول عليه ، و الثاني يشرح فيه كيفية التعامل مع هذه المشكلة و الوسائل التي نتخلص بعا من هذه المشكلة .
لن أبالغ أن قلت أن هذا الكتاب على صغر حجمه، وقلة صفحاته، يُعتبر من أهم الكتب في الفترة الحالية، بل ومن أوجبها وأفرضها على كل مؤمن سليم العقل، نظيف القلب، نقي السريرة، قلة هم من المفكرين والدعاة والمؤثرين الذين يتطرقون لمشاكل العصر الحديث القاتلة والمهلكة، فالدين وحفظه وصيانته لا يقف عند حدود الصدقة وبر الوالدين، بل يتجاوز ذلك ويدخل في كل آفة ومشكلة حتى في شسع النّعل، فالألعاب الإلكترونية على سبيل المثال تأثيرها يوازي تأثير المنافقين في الأرض، والمسلسلات والأفلام كالمجرمين والقتلة يقتلون الأرواح والنفوس دون الأجساد، فالأدوار تغيرت، والصور تبدلت، والتفاهة بشتى صورها وأشكالها كالجيوش الغازية المدمرة وإن لم تحمل طائرات ودبابات، فإبليس له وسائل أخرى غير الرصاص والبارود، والدجال له خصائص أخرى غير الكتب والأقلام، فلا أدري لماذا كثير من الدعاة غافلين عن هذه المهلكات الكبرى، ولماذا هم مازالوا يسبحون في فلك البديهيات! فالمعركة اليوم ليست فقط في الشبهات والحجاب، بل تجاوزت ذلك وأصبحت في الجوالات والتطبيقات فأين أنتم عن أقوى أسلحة الشيطان في هذا العصر؟
كتاب مهم جدًا، وأتمنى لو كان أوسع من ذلك فالمشكلة تستحق جلد كبير للقضاء عليها من الجذور، وأختم بهذه الجملة العظيمة للعز بن عبد السلام "ﻣﻦ ﻧﺰﻝ ﺑﺄﺭﺽ ﻗﺪ ﺗﻔﺸﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻓﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻥ الله ورسول الله" .
صراحة أن عمل ملخصات لكتب قرأتها ليس من اختصاصي و كثيرا ما أتهرب من هذا الامر خصوصا في بعض الكتب القيمة التي لا بد للقارئ أن يقرأ الكتاب كله لكي يستفيد أكثر،أما بخصوص الروايات فإنني لا أكتب بتاتا ملخصات لها لأنني أعتبر قراءتها متعة و ترفيه عن النفس و إن كتبت ملخصا لها فهذا فقط من أجل تذكر أحداث الرواية بعد أن يمر عليها وقت من قراءتها.أما بالنسبة للكتب العلمية و التاريخية و الدينية فإنني أحيانا أتردد من مجرد التفكير في تلخيص الكتاب بأكمله في بضعة سطور و لأنني أخاف أن لا أستطيع أن أعطي لكل نقطة مهمة حقها في التخليص.و لكن هذه المرة بقراءتي لكتاب "مقاومة التفاهة "وجدت نفسي لا اراديا ألخص كل نقطة اقرأها لكي يستفيد غيري ممن لن يستطيعوا قراءة الكتاب لسبب من الاسباب أو من أجل ترغيب القراء في قراءته لأني صراحة استفدت كثيرا منه لبساطة لغته و عمق فائدته و أثره فيني خصوصا و انه الكتاب الأول الذي أقرأه للكاتب و الداعية "أحمد السيد ",و صراحة هذا الكتاب حمسني لأقرأ كل مؤلفات الكاتب بإذن الله. أولا اختيار الكاتب لموضوع الكتاب بحد ذاته ملفت و يعتبر من أعظم المشكلات التي نعيشها في عصرنا و في هذا الكتاب نجد أن الكاتب سلط الضوء على هذه الظاهرة من عدة جوانب بذكر الاسباب و الظواهر التي ساعدت على انتشارها و قدم في الاخير حلولا لهذه المشكلة. _ظاهرة التفاهة :هي ظاهرة متنامية واسعة الانتشار ،عميقة التأثر و لها منابر و صور لا تحصى و مآلاتها على الأجيال و الأمم القادمة بالغة الخطر و الحديث عنها لا يعني إلقاء اللوم على الجيل الصاعد و إنما للتنبيه و التوعية و لإدراك مدى خطورة المشكلة و العمل على بذل كل السبل لإصلاحها.في البداية كلمة "التفاهة "تعني القلة و الخسة و الأمر الحقير الذي لا قيمة له فعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن بين يدي الساعة سنين خداعة :يصدق فيها الكاذب ،ويكذب فيها الصادق ،و يؤتمن فيها الخائن ،و يخون فيها الأمين ،و ينطق فيها الرويبضة "(قيل يا رسول الله :و ما الرويبضة ?قال:المرء التافه يتكلم في أمر العامة ). _سمات ظاهرة التفاهة :من أبرز سماتها أنها قائمة على تصدر التافهين الذين يقودون التأثير على الجماهير المتابعة لهم ،و هؤلاء المشاهير هم من يغذي التفاهة و يروج لها و يعدون هذه المنابر من منصات التواصل الإجتماعي وسيلة ربحية لزيادة أرصدتهم المالية عبر الإعلانات و الدعايات المتنوعة ،و المتأمل لأحوال هؤلاء التافهين أو صناع التفاهة يجدهم لا يمتلكون أدنى موجبات التصدر على مستوى مختلف المستويات العلمية و الثقافية و الاجتماعية و يصل تأثيرهم الى درجة الترويج للشبهات المشككة في الدين و ثوابته و نشر الافكار الهابطة و محاربة المصلحين و الدعاة و الانغماس في الملهيات و الحياة المادية و ترسيخ ثقافة الإستهلاك فالاشكال في مثل هذه الحالات ما يصنع من معايير جديدة للأجيال الناشئة تدور حول المتعة و الترفيه و الالتفاف حول التفاهات و الحياة القائمة على الاستهلاك حتى يصبح هذا المشهور التافه معيارا و نموذجا عاليا للنجاح يتمنى الكثير من أبناء الجيل الصاعد الوصول لمنزلته دون جهد يذكر. و من سماتها أيضا أنها ذات نمط تأثير يتسم بشدة الجاذبية و المتعة و التجدد الدائم و التحديث المستمر من حيث المحتوى و الأدوات هذا ما يجعل المشاهد لا يمل من مشاهدة هذا المحتوى التافه.و كذلك عالم التفاهة يصنع القدوات و يؤسس المعايير و مقدار عكوف الجيل على مشاهدتها جعلها منابرا تشكل لروادها عالما خاصا يستغنى بها عن الواقع بما في ذلك العلاقات في العالم الواقعي ،فعالم التفاهة فيه هيمنة مسيطرة على الذهن و الوقت و العلاقات الى درجة أنها وصلت الى حد الادمان في بعض الحالات _أسباب انتشارها :هناك ثلاث جهات °الجهة الاولى :المصادر المولدة للتفاهة °الجهة الثانية :قابلية الجيل الصاعد للتأثر بالتفاهة °الجهة الثالثة :ضعف الجهود المضادة للتفاهة
_المصادر المولدة للتفاهة :الكثرة و التنوع في مصادر التفاهة -الدعم المستمر للرموز المصدرة للتفاهة من بعض المؤسسات الكبرى و القنوات التلفزيونية الكبرى -اسهام أصحاب الشركات التجارية في ترسيخ مكانة هؤلاء التافهين عبر استجلابهم للترويج _قابلية الجيل الصاعد للتأثر بالتفاهة :غياب المعنى و الهدف -اختلال الهوية و اضطرابها -ضعف التدين و التعبد -الفراغ و الخواء الحسي و المعنوي -كثرة البيئات المشجعة على التفاهة و قلة البيئات التربوية الحاضنة. _ضعف الجهود المضادة للتفاهة :محاربة المشاريع الاسلامية من خلال ابعاد المصلحين و عزلهم عن التأثير في المجتمع -التناقص التدريجي في دور الأسرة -ازدياد شعور الكثير من أبناء الجيل بأن الاجيال السابقة لا تفهمهم -شيوع النظرة الاستحقاقية لدى كثير من أبناء الجيل الصاعد.
آثار و مآلات ظاهرة التفاهة : _تعزيز حالة الوهن و الغثائية في الأمة الإسلامية. _استثقال التكاليف الشرعية _التأثر بالشبهات المتعلقة بالإسلام و ثوابته ،و مزيد انتشار للموجة التشكيكية _الدلال المعرفي _اضعاف عقيدة الرضا بالقدر و تعزيز السخط _تدني المستوى الأخلاقي _اضعاف الروابط الاجتماعية و الاسرية _ذوبان المبادى و ترسيخ النفعية _نشوء حالة عامة من الضعف المعرفي _صناعة جيل قادم من الآباء التافهين _ازدياد مستوى الهشاشة النفسية في أفراد الجيل الصاعد _اختلال المعايير و اختلال مقاييس التقييم و التقديم و التأخير.
كيف نتعامل مع مشكلة التفاهة و معالجها : _التفكير في الوقاية و الحلول الاستراتيجية و عدم الاكتفاء بالمعالجات السريعة _محاور التعامل مع مشكلة التفاهة و معالجتها :اقامة الحملات الاعلامية المكثفة حول المشكلة و عواقبها و كيفية التخلص منها و التركيز على المدارس و النشاطات -ايجاد البيئات التربوية التي تحتضن الشباب و تصرف مواهبهم و ترفع هممهم -تثقيف المعلمين و الآباء و ارشادهم إلى كيفية التعامل مع أبناءهم و طلابهم. _وسائل عملية لمعالجة مشكلة التفاهة :حث الأبناء على التسجيل في البرامج التعليمية و التربوية -القيام ببرامج جماعية داخل البيت لقراءة السيرة النبوية و حفظ القرآن -غرس شعور الحب و التعظيم لله و دينه و كتابه و شعائره و غرس شعور المحبة و الإقتداء بالنبي ص -تعزيز الهوية الاسلامية لدى الأبناء و تعزيز المناعة الفكرية تجاه ما تتضمنه عوالم التفاهة من أفكار-صناعة المربين و ايجاد المناهج المناسبة و صيغة العلاقات المثمرة -التحذير المباشر من آثار مشكلة التفاهة و مآلاتها و بيان سبل التخلص منها _العناية برفع المستوى الايماني في الشباب و الحرص على تربيتهم و تزكيتهم.
مقاومة التفاهة كتاب تمكن فيه السيد أحمد السيد من الإحاطة بمشكلة التفاهة وتقديم مقدمة عنها وعن أسبابها وكيفية معالجتها وذلك في عدد صفحات قليل. كل جزء قدمه لنا تميز بالسهولة وسلاسة اللغة وباستدلال واضح يهدف إلى تبيين أن مشكلة التفاهة أكبر مما نتصوره ولها نتائج تعكس الواقع الحالي و تناول أيضا طرق يمكن للفرد سواء كان شاب أو شخص له تأثير تحسين هذا الواقع مشكلتي الوحيدة مع الكتاب هي عدم التعمق في المشكلة من الناحية الفردية وتأثير هذه الظاهرة على الفرد نفسه حيث ركز الكتاب على الآثار الاجتماعية أكثر، وربما يعود ذلك إلى أن الكتاب موجه لفئة الشباب والراغبين في التأثير في المجتمع وليس بحثًا تحليليًأ حول هذه الظاهرة
كتاب صغير لكنه ثري ونافع ومهم ..موجّه لفئة الشباب والآباء والأمهات مقسم لقسمين -الأول:وصف المشكلة وأسبابها ومآلاتها -الثاني :كيف نتعامل مع مشكلة التفاهة وددتُ لو قرأه كل شباب المسلمين ليدركوا حقيقة المشكلة ومدى تأثيرها علينا كأمة وكأفراد. بارك الله في الشيخ المصلح أحمد بن يوسف السيد وفي جهوده ونفع به وأعانه على الإصلاح والتمكين
This book is a really good one for those who are unfamiliar with the dangers of the internet, and frankly, I dont think anyone is part of that demographic nowadays. In the beginning of the book, he kept explaining what “al tafaha”(I do not know how to say that in english) is and how its represented it todays world, and this part was really boring to me because I already knew about the stuff he was talking abouf, and Im a 14 year old kid! The second part of the book was what really captured my attention, which was when he started talking about the solutions to this problem, and he gave very good advice to parents, teachers, and many more people who are held accountable to the uprising of this problem. To be honest, It would have been better if he just made most of the book about solving this problem. Overral though, not a bad book.
قال نبينا ﷺ : «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة» رواه ابن ماجه وأحمد،
يعرض لنا الداعية والمفكر أحمد السيد مشكلة التفاهة في جيلنا الحالي، متناولًا أسبابها، نتائجها، والتحديات التي تترتب عليها. كما يطرح سبلًا عملية لتمكين الشباب من مواجهة موجة التفاهة التي نشهدها يوميًا في أوساط الأمة. ورغم أن الكتاب موجهٌ بشكل أساسي للشباب، إلا أنه مفيد لجميع فئات المجتمع، نظرًا لأن مشكلة التفاهة لا تقتصر على فئة بعينها، ولا تنبع أسبابها من الشباب وحدهم.
أرى أن الكتاب كان مختصرًا نوعًا ما، وكنت أتمنى لو توسّع الكاتب أكثر في تناول هذا الموضوع.
كتاب خفيف يضع بدايات المشكلة وأساسها ونتائجها بطريقة سلسلة مناسبة للجميع وفي النهاية يذكر الحل
"إن من أبرز سمات ظاهرة التفاهة أنها قائمة على تصدر التافهين الذين يقودون التأثير على الجماهير المتابعة، وخاصة من الجيل الصاعد، وهؤلاء الرموز والمشاهير هم من يغذي التفاهة ويروج لها ويزينها، فيمكننا أن نسمي ظاهرة التفاهة بظاهرة الرموز التافهة، أو ظاهرة تصدر الرويبضات."
كتاب مجمل حول التفاهة يتناول بعض من تجلياتها على الفرد ثم على الجماعة و يبرز مضاعفاتها ما إن لم تعالج و يضع منهاجا طويل الأمد و قصير الأمد لاجتثاتها . ينصح بقراءته مع وعي و توقف في كل مرحلة و يستحسن تكراره بين الفينة و الأخرى
كشاب عشريني من الجيل الصاعد وأحد طلاب الأكاديمية (مسار غراس 3) استفدت من قراءة الكتاب وجعلني أنظر لمشكلة التفاهة نظرة شمولية، ولعلها خطوة خير لأن أجتنب قدر استطاعتي مواطن التفاهة وأن أشغل نفسي في الأعمال والمشاريع النافعة، مع تنبيه أقراني ومعارفي عن الخوض والانغماس في ماجريات شبكات التواصل.
كتاب صغيرٌ هامٌّ مُكَثّف الفائدة على صِغر حجمه! نويتُ قراءته في جلسةٍ أو جلستين، وأنهيته في أسبوع.. مسم على الإنجاز
يُناقش الشّيخ أحمد السيّد فكرةً غاية في الأهميّة في عصرنا هذا، فكرة (التّفاهة) أو (الغُثائيّة) كما وصفها رسولنا -صلّى الله عليه وسلّم- وتصدُّر الرّويبضات.. لماذا هي فكرة شديدة الأهميّة؟ لأنّ وجودها وانتشارها تمسّ كلّ بيتٍ -باختلاف درجة التّأثير-، ولأنّ آثارها على الفرد والأُمّة الإسلاميّة - مُدمِّرة!
يأتي الكتاب ضمن محاولات شيخنا معالجة مشاكل الجيل الصّاعد، والتي لَم تكُن موجودةً -أو بنفس انتشارها- سابقًا، ويوضِّح في بدايته أنّ هذا لا يعني النّظر بتشاؤمٍ لهذا الجيل أو تحميله مسؤوليّة هذه المشكلات وحده، وإنّما للوعي بها والعمل على إصلاحها.
في الحديث: "لا تقوم السّاعة حتّى يكون أسعد النّاس: لُكع بن لكع" = أسعد النّاس في الدّنيا.
ظاهرة (التّفاهة) هي ظاهرة تصدُّر التّافهين-الرّويبضات، والذين لا يمتلكون مِن موجِبات التصدُّر سوى شريحةٍ واسعة من الجماهير، وهؤلاء يُسهِمون في تغيير معايير الحياة والمعنى لِتَتمحور حول اللذّة السّريعة والتّرف المُبالَغ فيه والاهتمام بالتّفاهات والاستكثار مِن الممتلكات وتعزيز الحياة الاستهلاكيّة.. وتأثير ظاهرة التّفاهة عميق، فهي تصنع القدوات وتضع المعايير، وكما قال: (مَن يضع المعايير، يظفَر بالتّأثير).
يتناول بعد ذلك شرح أسباب انتشار ظاهرة التّفاهة: 1- أسباب من جهة المصادر المُلِّدة للتّفاهة: (الكثرة والتنوّع في مصادر التّفاهة، الدّعم المستمرّ لرموزها، ترسيخ مكانة ناشري التّفاهة عن طريق استجلابهم للتّرويج للمنتجات ونحوها، انتشار المواد التّافهة يعتمد على اجتذاب الجمهور دون اعتبارٍ لمبادئ). 2- أسباب من جهة قابليّة الجيل للتّأثُّر بها: (غياب المعنى والهدف، اختلال الهويّة الإسلاميّة واضطرابها، ضعف التديُّن والتعبُّد، الفراغ والخواء الحِسّي والمعنوي، كثرة البيئات المُشجِّعة على التّفاهة وقلّة البيئات التّربويّة الحاضنة). 3- أسباب انتشار التّفاهة من جهة ضعف الجهود المُقاوِمة لها.
ويُردِف ذلك بتوضيح آثار انتشار هذه الظّاهرة، لأنّ معرفة حجم الآثار المترتّبة على مشكلةٍ ما يجعلنا ندرك مدى شدّة خطورتها، ومن ذلك: تعزيز حالة الوَهْن والغُثائيّة في الأمّة الإسلاميّة، واستثقال التّكاليف الشّرعيّة التي تحتاج مجاهدةً للنّفس وتقوم على احتمال المكاره، والتّأثُّر بالشّبهات المتعلّقة بالإسلام وثوابته، والدّلال المعرفي = تعوّد العقل على المعلومات المُعَلَّبة السّريعة الجاهزة، وإضعاف عقيدة الرّضا بالقضاء والقدَر وتعزيز السّخط وترسيخ التطلّع نحو التّرف، وتدنّي المستوى الأخلاقي، وإضعاف الرّوابط الاجتماعيّة وتعزيز الفَرْدانيّة، وذوبان المبادئ وترسيخ النّفعيّة، ونشوء حالة عامّة من الضّعف المعرفي، وصناعة جيل قادم مِن الآباء التّافهين، وازدياد مستوى الهشاشة النّفسيّة في أفراد الجيل الصاعد، واختلال المعايير ومقاييس التّقييم والتّقديم والتّأخير (وهي من أخطر آثار مشكلة التّفاهة: بناء المعايير الخاطئة).
ثمّ يوضّح الشّيخ أحمد السيّد بعد ذلك كيفيّة التّعامل مع هذه المشكلة، وأنّ المعالجات السّريعة المباشرة وحدها لا تكفي، بل إنّ هذه المشكلة -وأمثالها مِن المشكلات العميقة مثل الشّـ..ـذ..و.ذ والنّـ..ـسـ..ـويّـ.ـة والإلـ..ـحـا..د تحتاج إلى إلى علاج مباشر ووِقاية وعلاج مُستقبلي واسع المدى. يوضح أنّ مِحور العلاج المُباشر يقوم على: التّعامل المُباشر مع المتأثّرين بالتّفاهة، وإقامة حملات إعلاميّة مُكثّفة عن المشكلة وآثارها وكيفيّة علاجِها (عن طريق مُختَلَف الوسائل المرئيّة والمكتوبة ومواقع التّواصل الاجتماعي). وأمّا مِحور الوقاية: فيشمل ما سبق في محور العلاج، مع إيجاد البيئات التّربويّة الحاضِنة (وهي أعظم سُبل الوقاية). أمّا مِحور الحلول المُستقبليّة فيشمل: صناعة النُّخَب الواعية المُصلِحَة من الجيل الصّاعد، والتي تكون قدوةً للجيل وتستطيعُ مُخاطبة أقرانِها والتّأثير عليهم. وميزة الحلول الاستراتيجية أنّها تهدِف إلى صناعة مناعة فِكريّة وحَصانة ذاتيّة للأجيال القادمة أمام مصادر الإشكاليّات المُختلفة، وليست مشكلة التفاهةِ وحدها. ثمّ يوضّح بعد ذلك أنّ مشكلة التّفاهة لا يمكن أن تُعالَج بفئة واحدةٍ مِن الفئاتِ المُصلحة، بل لا بُدّ مِن أن يشترك في علاجها: الأُسَر والدُّعاة والمعلّمون والمُثقّفون والكُتَّاب ومشاهير شبكات التواصل.. فأمّا المقترحات العمليّة المُوَجّهة للأسرة لمُعالجة مشكلة التّفاهة: 1- حثّ الأبناء على التّسجيل في البرامج التّعليمية التّربوية المُوَجَّهة للجيل الصّاعد. 2- القيام ببرامج تربويّة جماعيّة داخل البيت تتمثّل في قراءة السيرة النّبويّة ونحوها. 3- مشاركة الآباء والأمّهات بأنفسهم في البرامج العلميّة الإلكترونيّة المُوَجهة لفئاتهم العُمريّة. 4 غرس شعور الحبّ والتّعظيم لله وكتابه وشعائره، ولنبيّه -صلى الله عليه وسلّم- وسُنّته، وتثبيت قيمة الاعتزاز بالدّين في نفوس الجيل الصّاعد. 5- إيجاد مساحات تواصل حُضوريّة ثابتة للعائلة يحضر فيها الآباء وجميع الأبناء، ويكون مجلسًا هدفه تعزيز المحبّة والتّواصل بين أفراد الأُسرة. 6- تعزيز الهويّة الإسلاميّة لدى الأبناء، وتعزيز المناعة الفكريّة تجاه ما تتضمّنه عوالم التّفاهة. 7- الحرص على التّشجيع والدّعم النّفسي للأبناء. ثانيًا، على مستوى المُرَبّين والمُرَبّيات، والمقصود بهم: المصلحون الذين اتّخذوا من التّربية للأجيال ثغرًا إصلاحيًّا لهم، فإنّ هؤلاء أجدر مَن يمكنهم العمل على المحاور الثّلاث (العلاج، والوِقاية، والحلول المُستقبليّة) وذلك عبر المحاضِن التربويّة. ثالثًا: المعلّمون والمعلمات يجب عليهم العمل عن طريق بيئة المدارس، لأنّها البيئة الأوسع للفئة المُستهدَفة بالتّفاهة، وهي أقلّ البيئات التي تنتشر فيها الجهود الإصلاحيّة. وأهم ما يجب أن يكون في كل مَن يهدِف إلى الإصلاح على مختلف السّاحات: هو الإخلاص، ثمّ الرّفق والحرص على المَدعُوِّين، لإيصال الرّسالة إليهم بأفضل الطّرق.
يختم الكتاب بتوضيح كيفيّة تقوية مناعة الشّباب تجاه ظاهرة التّفاهة: 1- العناية بِرَفع المستوى الإيماني في الشّباب، والحرص على تربيتهم وتزكيتهم وتثبيت مركزيّة الآخرة، ودوام استحضارها. 2- تعزيز الانتماء للأُمَّة الإسلاميّة لدى الشّاب، ورفع اهتمامه بقضاياها وآلامها، ومسؤوليّة أن يكون له دور تجاهها. 3- تكوين الشّاب بالبناء العِلمي الجامع بين العلوم الشرعيّة والمتطلبات المعرفيّة الوِقائيّة. 4- تقوية التّفكير النّاقِد. 5- بناء السّويّة النّفسيّة الإيمانيّة للشّاب. 6- إحياء الهِمَم والعزائم. 7- تحميل الشّاب المسلم هَمّ العمل للدّين، وهَمّ الإصلاح والدّعوة. 8 تنمية المهارات، وتمليك الشّاب أدوات التّعامل مع واقعه المعيشي. 9- بناء المعايير الصّحيحة التي تجعله قادرًا على تقييم الأفكار والمُستجدات والمُدخلات بناء عليها.
الكتاب هامّ جدًّا، حيثُ يناقش فكرة هامة ومُشكلة عميقةً ومؤثّرة، لأنّها تؤثّر على المعايير التي هي ما يُسَيّر الإنسان في حياته، والتي كانت مَوْضع اعتناء الوَحْيَيْنِ لتقويمها، وهي مَوْضِع إصلاح المُصلحين؛ وهي -هذه المشكلة- على تأثيرها وانتشارها يندُر الاهتمام بها رغم ذلك! أنصح بقراءةِ الكتاب بشدّة لِما فيه من فائدة عظيمة.. ورضي الله عن شيخنا أحمد السيّد، وبارك أثره، وأصلَح به.
يُعتبر كتاب مقاومة التفاهة تعليقًا بسيطًا من الشيخ على كتاب نظام التفاهة للكاتب آلان دونو، وهو مما ينفع، لأن كتاب نظام التفاهة كتاب ماتع، لكنه ينظر إلى العالم بنظرة مادية غربية. فكان هذا الكتاب بمثابة الفصل الناقص في نظام التفاهة. ولم يكتفِ الشيخ بعرض المشكلة فقط، بل تطرّق أيضًا إلى عرض بعض الحلول. ولا يخفى على أحد مجهودات الشيخ في باب الإصلاح. نفع الله به وبعلمه وعمله. كتيب قصير أنصح بقراءته بعد كتاب نظام التفاهة.
- ”موجة التفاهة لا تنتشر إلا في مساحة من الفراغ“. ثم: - ”لا تتمدد الموجات التشكيكية في فضاء أفضل من فضاء التفاهة الذي من شأنه إسقاط الحواجز والسدود“.
- ”الانغماس في عالم التفاهة يصنع حالة من مزاحمة "الهيمنة الإيمانية" التي يريدها الإسلام على النفوس“. الفكرة ذ��رتني بالشيخ السكران بطريقة ما، وما أصدقها من فكرة! تلمس قلبك قبل أن تدخل تايملاين تويتر وبعده!
- ”من آثار مشكلة التفاهة: تدني المستوى الأخلاقي، واكتساب نمط الهزل في التعامل والعلاقات“. ماذا تذكرت؟ نعم، صديقك الذي يستعمل ٣٦ ريآكشن في محادثتك ذات الثلاث دقائق، هزلية تجعل المرء يتحرق امتعاضا.
- ”المدخلات المتناقضة في شبكات التواصل تنتج: إما حالة من الشتات النفسي الكبير، وإما حالة من جمود المشاعر وبرود العواطف واستواء المتناقضات“.
- ”كلما انعدمت الأهداف اختلت بوصلة السير، فيتشتت الإنسان، وينشغل بكل شيء يلهيه أثناء الطريق، حتى تنتهي حياته دون أن يصل إلى غاية تستحق السير أصلا“. ومن هنا تتبين ضرورة تربية الجيل على وضع الأهداف العلية والسمو إلى الآمال الرفيعة.
- ”الإشكال في مثل هذه الحالات:… التركيز على معنى الدهشة والانفعال الشعوري تجاه أحداث صغيرة لا تستدعي أي انفعال أو اهتمام“. ماذا تذكرت هنا؟ أغلفة مقاطع اليوتيوب ذات المظهر:😱
- ”لا تتحقق [المنفعة المرجوة] بمجرد إيجاد المحاضن التربوية، وإنما يتحقق بإذن الله تعالى إذا كانت الأهداف التي تبنى عليها المحاضن أهدافا كبيرة عالية، وإذا بني المربون وهيئوا لهذا الميدان“. ماذا تذكرت أيضا؟ ذاك المحضن ذو الأهداف المبهمة غير واضحة المعالم فضلا عن أن تكون ذات أثر في القلب والعمل، أو ذاك الذي يختار المربون فيه بناء على العلاقات الاجتماعية والمواجيب والواسطات.
أفكار عديدة مهمة أخرى ناقشها الكاتب جزاه الله خيرا، منها مثالا لا حصرا: إشكالية العجز عن منافسة مصادر التفاهة (هل نخفض المستوى العلمي أم نرفع الطلاب للمستوى المطلوب/هل نكثف الترفيه حتى نجذب الطلاب…)، وكذلك إصابته في وصف المشكلة ووصف سمات الجيل وشمولية الحلول المذكورة.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وبعد:
كان هذا الكتاب حبيس المكتبة لفترة طويلة، ولطالما قلّبته، وتأملت في جمال غلافه. ولطالما أخذته عازما على قراءته فصرفني صارف، أو سوّفت.
ويا ليتني بكّرت بقراءته!
أحسب أن الشيخ في هذا الكتاب أتى بسردية مركّزةٍ جدًا! لم أعهدها منه.
كتيّب في ٨٠ صفحة، تنهيه في أقل من ساعة، يتناول مشكلة التفاهة بالصورة (العملية)، حيث إن بلية المصنفين هي الحشو والتنظير، وأحسب أن الشيخ سلم منها.
إلى كل مربٍّ لم يأل جهدًا في اقتناء الكتب التربوية وجردها: إليك بغيتك! لا يستطيع المربي وصف لذته حين يجد كتابًا واقعيًا جدًا، عمليًا جدًا، واضحًا في توجيهاته القابلة للتطبيق.
من الكتب التي تأسف لانتهائها، وتتمنى لو أنها مجرد مقدمة لموسوعة مطولة في الموضوع.. من الكتب التي تعاد قراءتها مرارًا وتكرارًا - ولا شك -.
كتاب "مقاومة التفاهة" لأحمد السيد يثير الانتباه بمجموعة من الأفكار العميقة والملفتة، أبرزها تحليله لكيفية تحول التفاهة إلى ثقافة سائدة في المجتمعات الحديثة، حيث لم تعد مقتصرة على سلوك فردي بل أصبحت جزءًا من المنظومة الاجتماعية والإعلامية. يبرز الكاتب دور وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في تشكيل هذا الواقع، من خلال التركيز على المحتوى السطحي الذي يستهدف الإبهار المؤقت على حساب القيم الجوهرية. كما يناقش التأثير السلبي للاقتصاد الاستهلاكي، الذي يدفع الأفراد للانشغال بالمظاهر والاستهلاك المفرط، بدلًا من التفكير الإبداعي والإنتاج المعرفي. أكثر ما يثير الانتباه هو تركيز الكتاب على أهمية استعادة الوعي الفردي والجماعي، من خلال تعزيز التفكير النقدي والتربية الفكرية، وخلق منظومات تعيد الاعتبار للقيم العميقة والجماليات الحقيقية.
كعادة كتب وبرامج التربية التي يقدمها أحمد السيد، يهتم بعرض المشكلة من زوايا مختلفة، ولا يقتصر على عرضها وتقديم حلول سريعة لها. بل على العكس، يعرض المشكلة وأسبابها، ويطرح حلولًا على مستوى الفرد، والأسرة، والأهم على مستوى المربين والمصلحين. فهو يضع منهجًا متكاملًا لمعالجة المشكلة.
وكعادة كتبه وطريقته في التربية، فإن أسلوب الكتاب سهل وواضح ومنظم. ومن الجوانب الجميلة في هذا الكتاب أنه تطرّق إلى دور الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، ودورهم في مواجهة التافهين والمؤثرين السلبيين، وتنبيه الشباب إلى مشكلة التفاهة.
الخلاصة: الكتاب جميل وصغير، يمكن قراءته في أقل من أسبوع. أنصح بقراءته لكل من يريد أن يبتعد عن التفاهة، ويركّز على معالي الأمور، أو لكل مربي ومصلح يسعى للإصلاح والتأثير الإيجابي