وتتم « تغريبة العبدي » ثلاثية نصية لهذا المبدع، من مواليد أسفي، والتي تتوج مرحلة هذا الحراك الروائي الذي بدأت تشهده المدينة والجهة السنوات الأخيرة على مستوى الإصدارات.الروائي عبدالرحيم لحبيبي والذي انشغل سنوات بالتربية والتدريس تفرغ السنوات الأخيرة للكتابة الروائية، وخاض مغامرة نص روائي يحتفي بالمكان وبمتخيله، وعليه أسس وانطلاقا من نصه الروائي الأول « خبز وحشيش وسمك » أسلوبه الخاص في الكتابة الروائية. وتختلف الرواية الثالثة عن سابقتها بدرجة النضج الفني الذي كتب بها المبدع نصا روائيا ينطلق من مخطوط كي يبني نصا رحليا يبحث في ثنايا الأمكنة وعوالم المقدس. مخطوط الرواية انتشله السارد من الضياع من « سوق العفاريت » بأسفي ليعيد نسج تفاصيله على القارئ وليتحول الى مطية لنسج الحكاية الأساس. ويحاول النص الروائي « تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية »، تقع الرواية في 256 صفحة، أن ينسج نصا روائيا تاركا « للعبدي » ملأ بياضاته لكن، هذه المرة في قالب روائي حاول الخروج على الطابع التقليدي بتجريب قوالب جديدة تتماهى مع تيمة الرواية والتي تتميز هذه المرة بالجدة في طرحها ومنظورها السردي. ------------------------------------------------------- نعتوا لي هناك رجلا مجذوبا يجلس عاريا أمام خرابة. عاريا كما ولدته أمه، كان يمشي بالأسواق كذلك، حاسر الرأس، مكشوف السوأتين، تحكي عنه كرامات مطلعا على المغيبات يقرأ ما بالقلوب والنفوس وما تهجس به... أقرأته السلام والتحية وجلست أمامه، رفع رأسه نحوي ووضع يده على فرجه، فاستغرب ما فعل، نظر في عيني وقال: انتظرتك طويلا أيها المغربي، قلت: وما أدراك أنني من بلاد المغرب؟ قال: العلامات، قلت مستوضحا: أية علامات. قال: العلامات تظهر وتختفي، لكنها تتكلم... تابع كلامه، سافرت طويلا وجبت الآفاق، رأيت أناسا وديارا وبحارا وقفارا، أنا لم أرحل إلى أي مكان، لكنني سافرت بعيدا، أبعد مما تظن، صادفتك، لكنك لم تتعرف عليّ، ما تبحث عنه لن تجده هنا، ربما كان هنا ذات يوم، قد يعود أو لا يعود... قلت له دون أن أفكر: جئتك لائذا خائفا مذعورا، قال: أعرف، الخوف يجمع الأحباب، كلنا نخاف الله لكي نحبه، أما هؤلاء، فلا خوف منهم ولا عليهم، فدعهم في عماهم يعمهون، وفي غبائهم ينعمون..."
- روائي مغربي من مواليد أسفي٬ المغرب عام 1950. - رحل إلى مدينة فاس عام 1967 حيث حصل على الإجازة في اللغة العربية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية سنة 1970. -عمل أستاذا للغة العربية وآدابها بالتعليم الثانوي من العام 1970 إلى 1982 ومفتشا تربويا ومنسقا للبرامج الدراسية من 1984 إلى اليوم. - أصدر ثلاث روايات: خبز وحشيش وسمك (2008)٬ سعد السعود (2010) و تغريبة العبدي المشهور بابن الحمرية - رشحت روايته تغريبة العبدي للقائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية
أول ما يلفت نظر قارىء هذه الرواية هو الرصانة اللغوية التي يتمتع بها الكاتب وهذه الرصانة لم تأتي من فراغ فالكاتب كان موجها للغة العربية ويبدو جهد الكاتب واضحا في محاولة منه لجعل اللغة تتناسب مع نهاية القرن التاسع عشر ولعل المطلع على رحلات ابن جبير يجد تشابها كبيرا في الروح والمفردات ولا أشك أن لحبيبي أطلع على الكثير من كتب أدب الرحلة التراثية والتي كتبت في تلك الفترة الزمنية حتى يخرج لنا بمخطوط العبدي !
قصة الرواية تبدأ بمخطوط لرحالة وقع في يد طالب دراسة ووجدها فرصة لأن يكون محورا لدراسته وأن يعمل على تحقيق المخطوط مع جماعة من أساتذة الجامعة إلا إنه رُفض واضطر أن يقوم بتحقيقه بنفسه وهاهو يعرض علينا المخطوط محققا وهنا الكاتب ينهي دور الراوي لتبدأ بذلك حكاية العبدي وحكاية العبدي يختلط فيها أدب السيرة بأدب الرحلة وبظني إن ذلك كان من الأمور اللافتة والتي اختلفت في سياقها وشكلها ولغتها عن الروايات زميلاتها ، و المرشحات لجائزة الرواية العربية كما إن الزمن والمكان يلعبان دورا هاما في هذه الرواية الرصينة ..هذا ويبدو أن الرحلة في ظاهرة رحلة للحج والتعلم وفي باطنها رحلة للبحث عن الذات واكتشاف الحقيقة والشعور بالسلام !
نتعرف على شخصية العبدي من خلال كتابته ليومياته والعبدي رحالة كان يهدف للوصول إلى مكة من أجل الحج والتعلم على أيدي شيوخها ولكنه لمرات عديدة يحيد عن أهدافه ويتوقف مرات ومرات وهذه الفواصل تظهر طبيعته الإنسانية المتقلبة والمتناقضة والتي قد تغلبها أهوائها وشهواتها ولعل الضياع في الصحراء وهيامه في هذا المكان أو ذاك لا يعبر سوى عن حالة الضياع التي يعيشها العبدي وحالة التخبط ما بين مأمول وماهو واقع ومن الغريب أن تجده يتحدث عن أمور بينما يفعل أمور أخرى تناقضها وتبعده عن هدفه ويظهر ذلك جانبا لايمكن أن يخفى عن القارىء وهو طيش العبدي وخضوعه لأهواءه كأي إنسان بالرغم من أهدافه الدينية وهذا ما يجعل العبدي شخصية تكاد تكون حقيقية فليس من المفترض أن يقع القارىء في غرام العبدي بل أن يصدق بوجودمثل هذا الإنسان !
ما أعجبني في هذه الرواية نبض الحياة وروحها اليومية والتي كان ينقلها العبدي عن نهاية القرن التاسع عشر بمساجدها وأحيائها أناسها ونسائها في تمبكتو وفي الأسكندرية ومكة بساطة المكان وروح ذلك العصر إلى جانب إن الكاتب أظهر إنسانية العبدي الذي بإمكانه أن يرتكب الأخطاء ويصرح بها دون أن يشعر إنها كذلك إنه يرويها كما كان يفكر رجال ذلك العصر كما نفعل نحن حين نسوق المبررات لأفعالنا كما نظن إننا على صواب دائما .. بظني أيضا أن لحبيبي أجاد في نقل تلك الروح خاصة وهو يتعرض لبدء التوغل الإستعماري وظهور المبشرين والمستشرقين في المنطقة هذا ونص العبدي برأيي غارق في احتمالات كامنة وقد يقرأ برؤى مختلفة
بالرغم من أن حضور المرأة في نص العبدي كان جليا سواء بالشريفة أو المرأة الحلم التي لم يتعرف عليها القارىء إلا في أوهام و أحلام العبدي فبدت كالشبح تطارده بينما هو من يبحث عنها .. إلا إن دور المرأة كزوجة لم يكن مختلفا عن دور كل إمرأة تزوجها العبدي وذلك في أي مكان ذهب إليه وأحسب أن المرأة كان وجودها محصورا برغبات العبدي وشهواته ولا يمكنني أن أعيب ذلك على الكاتب لأنه كان يرى بعين بطل الرواية !
أعتقد أن هناك جماليات كثيرة في هذا النص هذا غير الطبيعة الأدبية السلسة واللغة التي تحتفل في نص لحبيبي ، إلى جانب استخدامه للآيات والأحاديث في مواضع مختلفة ومناسبة ويتماشى مع فكر تلك المرحلة كذلك استقراء لحبيبي للوحات بعض الفنانين للوقوف على الحياة الإجتماعية والإقتصادية كان بارعا حتى وإن جاء في الهامش والذي يعتبر جزءا هاما من الرواية إلا إن هذه الرواية التي تخبأ في بطنها نصا من نصوص أدب الرحلة قد لاتنال حظوة لدى غير المعجبين بهذا النوع من الأدب لكن حسب ظني إنها لا تقل حظا عن الروايات الأقرب للجائزة فرانكشتاين طشاري وطائر أزرق
تلك الرواية التي أجبرتني على إكمالها رغم صعوبة لغة أوائل صفحاتها... أكملت القراءة عملا بنصيحة قرأتها هنا تحث على مواصلة القراءة مهما استغلقت على الفهم الكلمات وأن لا بأس من ذلك :) كانت الكلمات هنا مغربية عامية كما اعتقد فلم ابحث عنها في قواميس المعاني ... فقط أكملت آملة في تغير اللغة وقد كان ... باقي الرواية كتب بلغة عربية رصينة وكانت هوامش المفردات والمعاني والمقصود بالمصطلحات المختلفة وافيا وجامعا سواء للكلمات العربية الفصحى أو للعامية مما جعل القراءة سهلة
رواية جديدة علي نوعا ما رغم كونها معتمدة على حبكة العثور على مخطوطة تقتفي أثر أحد الأولين ... ربما قرأت وقرأ الكثيرين مثل ذلك في عزازيل مع اختلاف المضمون وباقي الحبكة ... أحببت إصرار بطل هذه الرواية الأول ... الأكاديمي الذي وجد المخطوطة بحسب الرواية وأعجبني أن تقمص الؤلف شخصيا روح هذا البطل وتلبسته فصارا واحدا ... هل كتب التراث والتاريخ كتبت هكذا؟ تلك الكتب التي أتجنبها دائما شاعرة بأنها صعبة وأراقب الأصدقاء والصديقات يقرؤونها فأسعد لهم وبهم ولا أقربها وأكتفي بقراءاتهم ومراجعاتهم ... هل تستحق مني هذه الكتب محاولة ؟ وهنا اتساءل لا عن قيمتها بل عن قدرتي على قرائتها
هنا مخطوطة وأكاديمي يحقق هذه المخطوطة - وهي فكرة ساحرة بالنسبة لي، وقد وجدت تشجيعا من صديقة جميلة أحبها وأقدرها كثيرا لكي أحاول قراءة مخطوطة وأمدتني بكرمها بطرق الحصول على مخطوطة للإطلاع :))
هي رحلة عجيبة ... قيل أنها كانت للحج ولكنني رأيتها رحلة غير خالصة ولا موجهة لهدف معين
هذا الشيخ الحاج الذي كنت أقول لنفسي أحيانا ده حاج ده؟؟ ده حج على قطة!! بمعنى أن آخر المأمول منه هو محاولة ركوب قطة كدابة للحج وهو المستحيل :) ما يعني عدم قيامه بأي شيء يخص الحج وابتعاده عن أخلاقيات الحجيج المحمودة -هذا القول عن جدتي والدة أمي ^_^ ورحم الله هذه الجدة التي كان لها من الأقوال ما يثير الغرابة
وكنت أقول أحيانا الشيخ أبو لمعة نسبة لبرنامج قديم اشتهر فيه شخص أبو لمعة بالخيال الخصب ورواية الأكاذيب كأنها حقيقة
وقد ذكرني أحيانا بالراحل الرائع أحمد زكي في فيلم "البيضة والحجر" بعد أن امتهن الدجل
تعجبت من كثرة زيجاته وظروف الزيجات وتسريح الزوجات!! لن أفهم أبدا فكرة النساء وما ملكت الأيمان والإماء في هذه الأزمان العجيبة!!
يتمتع الكتاب بوفرة في المعلومات وعدد هائل من الإحالات على كتب مختلفة ومعاني ومفردات لغوية غزيرة استمتعت بها جميعا بمنتهى الأمانة
ولعل أهم ما يميز العمل وما أعجبني هو أنه تناول فترة في تاريخ بلادنا العربية والإسلامية اتسمت فيها بالقلاقل والاضطرابات وتوالت عليها المحن، تناولها بشكل سلس وغير مقبض للنفس بعكس كثير من الكتابات والأعمال الدرامية التي تناولت نفس الفترة وفترات سابقة عليها أو لاحقة لها بشكل كئيب قد ينفر البعض من محاولة القراءة عنها كما أن كثير مما في الرواية من أفكار وحديث نفس يعبر عن حالنا فلا اعتقد أن التاريخ قد تغير كثيرا!!
أحببت هذا الكتاب بحق وسعيدة به ولكنه قطعا كتاب لا يعبر عن مزاج ومناخ البوكر العام
رواية الكاتب لحبيبي تصنف تحت أدب الرحلات، وأدب السيرة الذاتية، لشخصية لا نعرف هل كانت حقيقية أم خيالية!. يعرض الكاتب في نهاية الكتاب صورة لصفحة من مصحف “القرآن الكريم” الذي يُعتقد أن العبدي قد أملاه على طلبته بزاوية العبابدة!.
تبدأ الرواية عندما يجد أحد الباحثين مخطوط في سوق العفاريت بمدينة أسفي المغربية. ويقرر أن يجعل منها أطروحة جامعية، لكنه يفشل في إقناع الأساتذة بقبولها كون المخطوط غير مكتمل، ولا يُعرف من هو صاحب المخطوط. فيضع الباحث اسم للمخطوط ويضع اسم المؤلف بناءً على ما ورد اسمه في المخطوط.
تجري أحداث الرواية في عام 1859 عندما يقرّر العبيدي أن يسافر إلى مكة للحج والسعي وراء العلم. لكنه يصلها في عام 1885. ثم يتوجه إلى مصر ومنها يعود إلى بلاده المغرب عن طريق الأندلس حيث تنتهي الرواية هناك. في أثناء رحلته يكتب كل مشاهداته وآرائه، ويصف الدول الذي زارها، ويصف عادات وتقاليد وحضارة شعوبها.
يقول الكاتب في صفحة 29: “يقدم نص العبدي صورة مغايرة للعالم وموقفا إنسانيا وحضاريا يمزج بين الذات والآخر ويسائل الماضي كما يسائل الحاضر والمستقبل ويضع الحقيقة موضع الشك، والظن محل اليقين، باحثا عن أفق جديد يتصالح فيه الإنسان مع ذاته وعصره وتاريخه”.
النهاية مفتوحة في آخر الرواية مما يجعل القارئ مرتبك وحائر في تقييمها. لكن رسالة الكاتب لحبيبي واضحة ومفهومة “لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا؟”.
اقتباسات
“طرقنا تتقاطع حتى ولو كانت عشرات السنين تفصل بيننا، نحن لا نتقاطع مع الأحياء وحدهم، بل مع الأموات بشكل أو بآخر”.
“كثرة التحريم طريق للخمول والجمود والتقاعس، فكل أمر عجزنا عن مجابهته وتحديه أو لم نقدر عليه حرمناه ومنعنا الناس عنه”.
“لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا؟”.
“إياك أن تجمع يومًا بين الذهب والسلطان، فبينهما تجري وديان الدم”.
“حيث يكون الكذب، ثمة توجد الحقيقة”.
“عرفت متأخرًا أن شر البريّة هم المسلحون، وأن سبب تعاسة الإنسان وبؤسه، يوم تعلم رفع السلاح في وجه أخيه من أجل تركيعه وإخضاعه”.
“ما أجمل العُري أمام الصحراء والسماء وعيون الملائكة، وما أقبح الثياب التي تخفي النفاق والمكر والخبث، وعورة مكشوفة ولو تسترت”.
”لم أندم على الصمت، ولكن ندمي المرير على الحياة التي ضيعتها في الكلام”.
“إذا أردت أن لا تفقدني، فلا تبح لي بسرّك”.
“لكي أعرف الشرق عليّ أن أعرف الغرب، وقد تكون أوروبا مفتاح فهم ومعرفة ما نحن عليه من تأخر وتدهور، وما أصابنا من تحلل وانحلال، ألا تُريك المرآة وجهك، وسيمًا كان أم قبيحًا؟ هل يستطيع وجهك أن يُريك نفسه دون مرآة؟ كذلك الأمر بالنسبة للشرق والغرب، فلتكن المرآة آخر كشّاف لعيوبنا وأخطائنا علّنا نجد الطريق الصحيح”.
“أحبيني، ثم ارحلي إن شئت، سيان عندي.. أقمتِ أم غادرتِ. أحبيني، كالشمس مشرق�� آفلة، كالقمر بدرا ومُحاقا، أحبيني، ثم ارحلي. وإن طالت الغيبة، فأنتِ هنا، في ركن من قلبي، قابعة ساكنة. يكفيني أنك تُحبيني، حتى وإن لم تكوني طوع يميني. أحبيني، فقد أحببتك راحلة وبعيدة ومستحيلة، كالجنة، لن نلحقها إلا بعد الممات، أما الجحيم، فهو الحياة. أحبيني، لأنك النعيم، لأنك الحياة بعد الممات. أحبيني، لأن كل من عاشرتهم، أو رافقتهم، أو أحببتهم، ما أحبوني، أحبيني”.
. رواية لحبيبي ،المترشحة لجائزة البوكر (2014) رواية غريبة فـي الأسلوب السردي، تتميز من ناحية الفكرة ف الرواية تحكي عن مخطوطة مخطوط الرواية انتشله السارد من الضياع من "سوق العفاريت" بأسفي ليعيد نسج تفاصيله وتتحول إلى أدب الرحلات ،وكأنه الوازن نفسه ، المميز أيضا أنه كان عفريت فـِ اللغة ،عظيم جدا ،اأجبتني لغة السرد بشدة وتُعتبر الأفضل من ناحية اللغة من كُل الكُتب المترشحة فـ القائمة . مضمون القصة مش غريب كأنه يحكي عن واحد من الأنبياء يبحث عن السر الخلق ، يبحث عن سر لي إعادة أمجاد المسلمين ، في بعض محطات لاحظت أنه يتحدث بنبرة السخرية وعدم وجود نية طيبة فـِ النص (زي مانقولوا احنى يلقح من تحت لتحت)
كانت النهاية مفتوحة، ومع وجود الكثير من الهوامش والمعلومات الغير مفهومة ، مع هذا تعتبر الرواية ممتازة وعندها فرصة للفوز .. .
حسنا من أنى لي أن أبدأ هذا العمل !.. لقد كان أول عهدي بأدبِ الرحلة و الذي ظهر هنا أن " عبد الرحين لحبيبي " أراد أن يُخرج روايته بشكل يُماهي سردا واقعيا ، بما أنه شحن بحثا كثيفًا فيما يخص التواريخ و الأزمنة و اللهجات و حرث الصحراء إلى أن وجد البئر التي سترويهِ استمرارية الأحداث . بشكل أو بآخر لم أجد إحراجًا و لا مللا يتسربل إلى قريحتي كقارئ ، فقد دخلتُ بركبتي إلى قعر القصة ، إلى الزمن الذي كان يرفل فيهِ المغرب بزخرفاتهِ و دار القرويين التي أصبحت الآن هامشا يُزار من قبل السياح بعدما كانت منارة الشرق و الغرب ، " الحبيبي " قدم وليمة متناقضة إن جاز التعبير ، فأنت لست بشبعان و لا أنت بمتقرفص جوعا ، تكتشف عند كل فصل و مشهد أمورا لربما غابت عنك من فرط التعلق بالحاضر و المستقبل ، تعي أن الإنسان مهما كان متدينا فإن له نزوات تقعيهِ مجبرا أحيانا و مخيرا أحايين أخرى ، ليبقى تائها يبحث عن كُنههِ - غادته - يستملي أيامه و سنواتهِ لتمضي بهِ الحياة إلى أن يُشارف على قضاء النحبِ مجعدا بذكرياتٍ لا تبلى . هل قابل رحمة الله و علم الحق أم أنه كمن سار ألف ميل على النار و لم يتعظ !!هنا أجد أن " لحبيبي " أراد خارجيا أن يُبين أنها مخطوطة رجل رحالة ، لكنها لُبًّا متاهة الإنسان التي تحوم على كبدهِ و عقلهِ من الولادة الفكرية إلى الموتِ الجسدي ، أي بشكل فلسفي و فكري يحث المتمعن على التساؤل : هل - حقا - تلك الرحلة التي أخذت أربعة عقود تستحق كل هذا العناء و الهجر و التغريبة و الوحدة و الألم ؟؟ . في الأخير لا ندري كيف وصلت المخطوطة إلى المغرب و لا من قام بحفظها ، نعلم - فقط - أن العبدي ولد الحمرية رجع - و بقي على حدود بلده الأم - من جولتهِ السحيقة مريضا و موبوءً و على قدر ما من الوجع الذي لا يبوء ، ذكرتني قصته برواية الخيمائي ، حين يُصبح البحث بعد أن يأخذ مجراه في ضرب قعر الأرض مطولا ، إلى بحث داخلي أصله و مركزه في المرء عينهِ ، لكن غباءه و سذاجته هي من جعلته يشد التنقيب عن كنزه إلى ماوراء الجبال و الفيافي . تشابه في الفكرة و المغزى لكن هذه المرة أتت على شكل مخطوطة و بلغة عربية فُصحى كان يتميز بها على الخصوص أقلام المغرب العربي القديم . عمل يظهر أن صاحبه قد تعب بحثا و تنقيحا ، لذا أعطيهِ نجمتين من أجل الفكرة و التسلسل التاريخي الثري و نجمة واحدة للغة من أصل خمسة .
كانت تغريبة العبدي إحدى الروايات المنافسة على بوكر العام الماضي، يصعب علي تحديد مدى أحقيتها بالبوكر، فأنا لم اقرأ كل الروايات المنافسة، ولكنها برأيي أفضل من (فرانكشتاين في بغداد) - الرواية الفائزة -، ولكنها على جودة بنائها وقوة اللغة المستخدمة فيها، تفتقر لتلك اللمسة العبقرية التي ينهي بها روائي ما روايته بحيث يجعلها لا تنسى.
تعتمد الرواية على مخطوط غريب، يروي فيه العبدي وهو رجل مجهول عاش في بدايات القرن التاسع عشر رحلاته في أفريقيا والمصاعب التي واجهها في تلك المجاهل، وزيارته لمصر بعد ثورة عرابي، الرواية مكتوبة بنفس تراثي مبهر، ولكنها للأسف لم تمنحنا تلك اللمسة التي تحدثت عنها.
ترحال عبر مخطوطة متناثرة مجهولة عثر عليها بسوق العفاريت مخطوطة لنا ان نصفها بالقديمة الحاضرة فلبّها متاهة الانسان وكيف لا يتوه من عبر الصحاري ومارت الرمال من تحت اقدامه وجهل مسار الرياح ترحال بطعم مغربي ونكهة سودانية تتحللها احوال الامة الاسلامية في القرن التاسع عشر عبر العبدي رجل فقيه وطبيب وعليم بالنفوس وعلم الافلاك والنجوم واسقاط احداثها على حاضرنا عبر الراوي تبدأ من دار القرويين منارة الشرق والغرب كان البدء من دار القرويين وصولاً الى الازهر (ماضيهما وحاضرهما)وتطرقه للمستشرقين بعداً ومغزى في روايته ارتكز عليه في سرده بنهاية الرواية وكأنه يلقي خطاباً عم وصل اليه حال الأمة كان بامكانه حيث انه يملك لغة غنية ثرية ان يطوع الخطاب ويتخلله بالرواية بشكل افضل مما فعل ويجعلها مترابطة اكثر
الجمال في هذه الرواية هوالعبور والبحث والاستكشاف وتتبع الاماكن التي ذكرها والبحث عنها وعن ماضيها وحاضرها وعن اللوحات التي ذكرها في الهوامش قد اعطت بعداً حسياً وتفاعلاً والمعارك ووضع البلاد
"قلت الا تجيش نفسك باشواق الرحيل الى الينابيع الاولى لتكتشف الدين القيم ونعرف اسباب تأخرنا نحن العرب والمسلمين؟ قال متنهداً متحسراً بلى ...فنحن معاً على طريق واحد... وان سار كل واحد منا على جادة لا يضر ان سرت انت يميناً وسرت انا يساراً ما دمنا نسير على نفس الطريق"
كانت رحلة جميلة مع الرحّالة "العبدي" لغة وأدب وأسلوب سردي يصف احوال الأمة الاسلامية وبعض القبائل الافريقية والمدن والصحاري وكذلك يصف تقلبات الرحّالة العبدي بين أحلامه وأوهامه وأهدافه ،في القرن التاسع عشر . تزامنت قصة العبدي مع قيام بعض الرسامين والفنانين الأوروبيين بتأريخ احوال الشعوب بلوحات فنية رائعة ، التي ذكرها الكاتب في الهوامش . الامر الذي أنعش المخيلة وقرب الصورة وأعطا الرواية روحا مختلفة. عندما خرج العبدي لرحلة البحث والتزوّد بالعلم والحكمة قاصدا الحج -وكان السفر في ذلك الزمن عبر القوافل ويمر بالمدن والصحاري القافلة - لم يكن يعلم ان العلم نفسه توفر في كل مكان وتم تناقله ولكنه خاض تجاربا زادته علما بقدر الجهالة والانحطاط عند الأمة وعلمته الحكمة . كانت النتيجة هي نفسها للقبائل التي دخلها وتعلّم منها ، والقبيلة التي قام هو بتعليمها، ويمكن ان نقول الدولة التي أسسها .النتيجة هي نفسها من الانحطاط والجهالة رغم العلم والتعلّم والتدين والتمدّن. فالمشكلة ليست بالانتماء والدين والعلم ، إنما بالنفس الضعيفة الامّارة بالسوء ..... الشعوب يجب ان يستمر الإصلاح فيها من الداخل حتى تتوالى مع الزمن اجيال أفضل . وكم جيل سيحتاج العالم العربي؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا ان كان الإصلاح حقيقيا لا مزيفا . أضعف الرواية الإطالة بكثرة التفاصيل والوصف.
في مواضع كتير من الكتاب كنت بقول لنفسي "ايه دا لون جديد في الإنتاج العربي في السنين العجاف دي!" وكنت كتير برد علي نفسي واقول "ما اشبها بـ عزازيل!" مع اختلاف الحبكة والبُعد الفكري
عموماً نقدر نقول في ملخص سريع
انه الكاتب عرف فعلاً يحسسني انها مخطوطة قديمة احسن استعمال اللغة نجح فعلاً انه يكسي الرواية بتوب ادب الرحلات الرواية نوعاً ما مرهقة الكاتب اثقل الرواية بمعلومات واضح انه بحث فيها كفاية هي جيدة ولكن مش من النوع الي بيترك بصمة في القلب الاحداث بطيئة جداً
اظن فرصتها في حصاد الجائزة مش قوية ومستغرب جداً انها اترشحت للقائمة القصيرة في حين أن في حضرة العنقاء والخل الوفي فشلت تترشح!
الرواية من الناحية الفنية لم تأت بجديد، هي ذات الفنيات التي وجدناها، في "جسر بنات يعقوب" "عزازيل" وروايات أخرى انطلقت من ذات الشكل. ، وهذه التقنية من فوائدها إخفاء العيوب والسقطات السردية، لهذا سوف نغض الطرف عن الحواشي، والترهل والإستطراد، والوصف، وغيرها. بالنسبة للمضمون هو سرد تفاصيل رحلة العبدي في البلدان، مكتوبة بلغة متجانسة مع الظرف الزماني والمكاني، وهو أمريستحق الإشادة. في النهاية الرواية جيدة رغم طيغان أجواء أدب الرحلات عليها. لم تقدم لي ما كنت أرجوه، لكنها بلا شك عقدت بيني وبين الكاتب رغبة في قراءة ومتابعة ما يكتب.
رواية " تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية " للكاتب المغربي عبدالرحيم لحبيبي
الإرهاق والإستنزاف اللامبرر يبدأ مع القارئ من عنوان العمل و يمتدّ لأحداثه ، هذا التمطيط في الكُنية الذي يعتبره الراوي بطاقة هوية جديدة لمخطوط قديم يشتريه من سوق العفاريت بأسفي لا يحمل اسمًا( و المُسمى الخالي يشحذ القريحة لدى القارئ / نقطة لصالح العمل ) ولكي لا يبقى هذا المولود غير شرعي يقوم الراوي بتسميته بتغريبة العبدي ولد الحمرية لنسب كاتب المخطوط للعبابدة ، الرواي طالب يجد في هذا المخطوط فرصة ذهبية لتقديم أطروحته الجامعية وهذا ما لا يلقى الدعم والتشجيع ممن حوله من أساتذة و أصدقاء، خالف الكاتب توقعي فرغم كون مسألة المخطوط دارجة في الأدب العربي وفكرة مستهلكة ومطروقة لكن المخطوط الغير محدد الهوية بذرة فكرة جميلة توقعت منه استغلالها بشكل أفضل .. كيف؟ المخطوط المجهول تحول لمخطوط عام وبالتالي لم تعد خصوصيته تحدّ من إنتماؤه فهو يعبر عن توجه وتفكير وهموم شريحة من الناس عاصرهم كاتب المخطوط وليس عن همومه وتفكيره لوحده .. وهذه نقطة لصالح الرواية لم تستغل جيدًا . إسقاط هوية كاتب المخطوط في حالة هذا المخطوط كان رحيمًا في نظري فلقد تجاوز هذا العبدي الشخص المتدين الذي خرج لإداء فريضة الحج من مرحلة العقل إلى مرحلة الحمق و الفجور والدجل حتى تجاوز كل الخطوط الحمر و بات مخطوطه يحمل شخصية متناقضة لربما يتمنى القارئ من مثل هذه الشخصيات عدم كتابة مذكراتها يومًا ،، لحبيبي مزّق العبدي /شخصيته التي ابتكرها /
فكر الشخصية متقشف و ماجن / زاهد وطامع بمقدوره أن يؤم الناس للصلاة فجرًا و يبيت ليله يحلم بامرأة متزوجة ، بمقدوره أن ينصب على الناس ليحصل على ثرواته و بمقدوره أنكار فضل الآخرين رغم علمه من قرارة نفسه بأنهُ على خطأ ( كما حدث مع الطبيب النصراني دانيال الذي انقذه من الموت في الصحراء وتعلم شيئاً من الطب على يديه ) العبدي يخرج من بلاده متوجهًا لأطهر البقاع مكة ..محملّ بحلم الغادة الشقية التي يلهث خلفها ، فتجده بعد مقابلته للشريفة في القافلة ينصاع لشهوات الدنيا ، يسافر معها ل ( جيني ) في منطقة تنبكتو وهي جزء من السودان وهنالك يتعرف على زوجهاالحاج محمد بن المدني و يعمل معه في تجارة الذهب ولكن لكساد التجارة وخطر غارات النصارى على تلك المناطق يرحل المغاربة ويجد العبدي نفسه في قافلة تتجه ناحية النيجر وتهلك القافلة وينجو العبدي بصعوبة حيث ينقذه الطبيب النصراني دانيال الذي يعتني بقبيلة إفريقية بدائية ويتعلم منه العبدي فنون الطب ثم يعتزم الرحيل خلسة لأنه يرى خطر هذاالتواجد النصراني اللطيف والمتعاون في المنطقة من باب التمهيد للإحتلال في المستقبل ، يجد المسير وحيدًا في الأراضي الإفريقية حتى يتعثر بقرية يترقبون رجل إسطوري مغربي الساحر الذي يستخرج لهم الخبيئة مقتنعين تماماً بأنه المنقذ المبروك وقد قام العبدي باستغلال وضعهم لمدة طويلة إلى ان انكشفت حيلته وفرّ منهم خوفاً من أن يقتلونه ، توجه لقرية مأساوية سودانية أخرى حيث يقل عندهم المتدينون و قام بتأسيس جماعة دينية أسماها " الزاوية" بمعاونة الصادق وجعل ابراهيما سكالا زعيمًا للقرية وبين المساعي للتوفيق بين السلطان والدين أخفق العبدي مجدداً و ترك القرية خوفاً من بطش الزعيم ابراهيما ، وتقوده الرحلة مجددًا لمناطق نائية و ينتهي به المطاف بمصر ، ويطيب له المقام فيها لفترة وجيزة بعد عودته من الحجاز ولكن حنينه للمغرب ولأسفي يرجعه لأرضه الأم شاعرًا بوطأة الصراعات التي تمزق الشرق كما الغرب من الوطن العربي والتقهقر في الحضارة الشرقية و العربية عمومًا أمام التقدم في حضارة الفرنجة أو الكفار :) ليتهاوى جسده وتتأخر صحته وهو يشتهي إعادة أمجاد ذكرى الأندلس وهو ينهي مسيرته الصحراوية .
نكهة الفصحى فيها رائعة و لكنها رواية مزدحمة الشخوص و هنالك / خلل في السرد وإقحام للصور والتشبيهات / بشكل ملحوظ وهذا يجعل من منافسة الرواية على البوكر ضعيفة من وجهة نظري .
للجهد الكبير و لكن الغيرمترابط أقيم هذا العمل بثلاث نجوم
الاجابة ببساطة لأن هذا النص عبقري ومحبوك بمهارة مرعبة ، هذا نص استطاع أن يجعلني أدخل اللعبة الفنية وأصدقها حتى آخر نفس ، وأن أعيش مع بطله و أحزن لوفاته ، و هو أمر لم تستطع ساق البامبو فعله في العام الماضي !
نص محبوك برصانة لغوية مذهلة ، تكاد لا تجد أثرا لمفردات القرن الواحد والعشرين ، لغة القرن التاسع عشر بامتياز ، و الشخصية التي نقلت يومياتها وراوحت بين البحث عن الخلاص و بين المغامرات المجنونة قليلا و بين المغامرات الخطرة والصحراء وما أدراكم ما الصحراء .
هذا النص جعلني أعطش وأنا أقرأ العبدي وتوهانه في الصحراء وجعلني أراقب بحذر مثله و أبحث معه عن سبب سقوط الأمة .وأفكر فيه بعد كل هذه المشاهدات . ببساطة إنه واحد من النصوص المذهلة والتي تحرم عقلية القارىء . ولا تقع في الزلل. ونص لم يقع في فخ مديح الاستعمار وذم تخلف العرب ، ولم يقع في فخ النمطية التي تعالج بها الكتابات ذلك الزمن بل وازن بشكل جميل ما بين وصف وقائع الرحلة و بين معالجة الهدف الأساسي منه و هو البحث عن خلاص لضعف الامة و دواء لها .
لا أدري لماذا لم يفز النص بالبوكر وأرجح أن للأمر علاقة بكلاسيكيته .
رواية معقدة ومرهقة تبدأ بمخطوط عثر عليه شخص من مكان يُسمى " سوق العفاريت " فيغوص ف أعماقه ويقرر أن يكون أساس رسالته الدراسية فيعرض علينا ذلك المخطوط بشكل حكائى عن " العبدى " الذى يقرر السفر من بلاده ويمر بعدة أماكن للحصول ع المزيد من الإيمان العقائدى وتوطيد صلته بالخالق وتعلم المزيد من الحكم الكونية والإلهية متتبعا ف ذلك غادته الغامضة التى تشجعه تارة وتتذمر منه تارة آخرى وكأنها تجذبه ناحية الهاوية ! الرواية ف بدايتها تجدها غريبة ولكن بمجرد مرور الصفحات تنغمس مع حكاية العابدى ورحلاته وإن كانت الصفحات الأخيرة بها بعض الملل إلا أنها ف المجمل جيدة وإن كنت أشعر ان فرصتها ف الفوز بجائزة البوكر ضعيفة وربما يكون ذلك عائدا إلى عدم سلاسة موضوعها الأساسى وقلة وجود قراء لتلك النوعية من الأدب .
حكاية العبدي هل ندرجها في اطار الأسطورة ،من قرأ لالبيرتو كويلهو روايته الواسعة الانتشار "الخيميائي" سيجد ان هناك شبه تشابه الى حد ما مع كتاب عبد الرحيم الحبيبي الطويل العنوان "تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية" ولكن الاخير أقوى لغتا وسردا ومضمونا ! كبداية الغلاف وان كان يلمح الى ان هناك رحلة عبر الرمال بادراج صورة الجملين الا انها لم ترق لي رغم أصابتها الهدف بشكل من الاشكال ! الحكاية تدور حول شخص وجد مخطوطات قديمة في سوق الاشياء المستعملة اقتناها وقادته الظروف ان يعرضها كبحث جامعي لكنه قوبل بالرفض فقرر ان يعاود البحث والتنقيب عن صاحب المخطوطات لكن كل جهوده ذهبت سدا ليقرر في النهاية ان يعرضها في كتاب كما ورد ! لحد ما ذكرت فإن الكتاب سيبدوا كأنه منقول فقط ولكن ماذا ان قلت ان المخطوط المعروض في الكتاب هو من تأليف الكاتب ،لم أكن لأعرف ذلك لولا مشاهدتي لحوار له على قناة فضائية مغربية . المخطوطة عن رحال جال الصحراء باحثا عن العلم ،مر من المغرب الى السودان والحجاز وصولا لمصر ثم العودة الى ارضه ... اللغة المستعملة قديمة وتلمس أن كاتبها ليس من عصرنا البتة كما ان هناك عمل كبير قام به الكاتب من بحث جلي عن تاريخ المنطقة الصحراوية واناسها ،هذا ليس بالأمر الهين بتاتا ... كتاب وصل للقائمة القصيرة هذه السنة لجائزة البوكر العربية ،بصراحة كان يستحق الفوز :) انصح به بشدة
مع إتمام قراءة هذه الرواية أكون قد أنهيت جميع الروايات في القائمة القصيرة للبوكر ...كل الشكر لمدونة كتاب لتوفيرها جميع الكتب إلكترونيا... إذاً يا لها من نهاية ويا لها من رواية... فعلاً ختامها مسك. عند بدأت في قراءة الرواية كان عندي إحساس بأنها لن تعجبني... بسبب أنها تجربتي الأولى مع لحبيبي وعنوان الرواية غير مشجع وطويل... الغلاف أيضاً غير مشجع بدأت في القراءة لم تعجبني المقدمة... أحسست أنها مشابهة لرواية عزازيل... ثم عند بداية الفصل الأول بدأت تشدني وبدأت أستمتع برحلة العبدي :) لغة الرواية رائعة وقوية...أثناء القراءة تشعر بأنك تشاهد فيلم تاريخي.. أعجبت بتأثر الكاتب الكبير بكتاب الله حيث لا تكاد تخلو فقرة من الرواية فيها إقتباس من كتاب الله.. السيئة الوحيدة هي كثرة الهوامش... كثرة الهوامش ترهقك أثناء القراءة عدا ذلك الرواية رائعة وتستحق القراءة .. إذاً لمحبي أدب الرحلات ولمحبي الفائدة هذه الرواية هي مبتغاكم :)
رواية رائعة لم أكن أتوقع أن يكون أسلوب الكاتب بهذا المستوى اضافة الى المعجم الغني والمعلومات الجغرافية و التاريخية التي زادت الأسلوب الروائي جمالية ذكرتني برواية عزازيل ليوسف زيدا�� من خلال فكرة المخطوطةأريعة نجمات للرواية النجمة الخامسة للنهاية التي لم تعجبني
"الصحراء ،الصحراء وما أدراك ما الصحراء نار الله الموقدة نهارا وقر الثلوج والصقيع ليلا كلما نسيت هول الرمال وجهدها وذئابها وثعابينها ورعبها وأصواتها الرهيبة المخيفة إلا وعدت ثانية اليها كأنني من المقصودين بالآية الكريمة (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب)"
في أشد الأيام حرا من شهر تموز قرأت ملحمة العبدي وصراعه مع الصحراء ربما جعلني هذا التوقيت بالذات الأقرب لفهم معاناته .
شاب مغربي من القرن التاسع عشر يحفظ القرآن وبعد تخرجه من جامعة القرويين يشد الرحال إلى البيت الحرام طلبا للحج وبحثا عن الإجابة عن سؤال طالما ارقه لماذا تقدم الغرب الكافر وتأخر العرب المسلمون؟؟ في فترة من أكثر الفترات ظلاما من تاريخنا لتبدأ رحلته التي استغرقت منه عمره كله يجوب أفريقيا والجزيرة العربية باحثا عن ظالته المنشودة وكله أمل أن يجدها في المكان الذي ظهر منه نور الاسلام اول مرة مسجلا يومياته في مخطوطة تشاء الصدفة أن يجدها شاب مغربي من القرن ال21 مهملة في سوق العفاريت .
الأحداث والتشويق في كفة واللغة في كفة أخرى أنها العربية ولكنها بنكهة العبدي فما الذها من نكهة اقصد بالعبدي (عبد الرحيم لحبيبي) فهو عبدي يكتب عن العبدي . فعندما يعطي الكاتب اللغة حقها سوف تخرج هذه اللوحة إلى النور مرسومة بمزيج من الشعر والنثر والقرآن .
بالتأكيد ليس الهدف من هذه المراجعة سرد الأحداث والتفاصيل فلن أفسد الرواية على من أراد قرائتها ولكني أود تسجيل بعض الملاحظات
1. موضوع المخطوطة المفقودة لم يكن بالجديد علي قرأتها سابقا في رواية ( اخناتون الاله اللعين ) وفي ثلاثية حسن الجندي ( مخطوطة ابن اسحق ) إلا أنني احببتها هذه المرة أيضا .
2. بطل الرواية ( العبدي) كان رجل ملتزم دينيا ويرد في كل الفصول أخبار عن ورعه وقيامه الليل ولكن يرد في الصفحة (89) حديث له مع امرأه ( الشريفة) يطلب منها أن تسقيه الخمر !!!!
3. رغم كثرة زيجات العبدي في كل بلد يقصدها إلا أنه لم يرزق بطفل ولم يرد ابدا انه أراد ذلك .
4. مما ورد في النص عن أسباب تخلف العرب علميا في تلك الفترة هو الفتاوى التي أصدرها علماء الدين بتحريم كل ما يأتي من الغرب وحتى العلوم والأدوية وأهمالهم الترجمه مما أدى إلى كثير من الناس إلى الإتجاه للدجالين وابتعادهم عن دينهم.
5. في أحد الفصول أورد الكاتب حديث عن النبي صراحة اشك في صحته والله أعلم خاصة وأن الكاتب لم يورد المصدر الذي أخذ الحديث عنه. ( أدخلت الجنة فرأيت ذئبا. فقلت :أذئب في الجنة؟ فقال أكلت أبن شرطي فقال ابن عباس هذا وان اكل ابنه فلو أكله _ أي الشرطي _ رفع في عليين) فالمعلوم أن الحيوانات لا تدخل الجنة ولماذا هذه العداوة للشرطة ؟ وما المقصود بالشرطة بالحديث ؟ وهل كان على عهد النبي شرطة اصلا ؟؟؟
6. ما ورد عن نساء مكة ( نساء مكة جميلات فاتنات صالحات عفيفات يكثرن التطيب ويأتين الحرم في أحسن زي يسبقهن العطر الزكي ويبقى ريح الطيب بعد رحيلهن عبقا) فكيف لنساء مكة أن يتعطرن خارج بيوتهن وهذا محرم شرعا؟؟
رواية رائعة ، فعلا استمتعت جداً بقراءتها احترت في أمري كثيرا فقد عرفت لغة الكاتب طفرة غريبة ، وتغير انطروپولوجي ، الرواية تبدأ بأحد الباحثين الذي وجد مخطوطة نادرة بإحدى الجوطيات بمدينة آسفي والتي فتحت شهيته لبناء أطروحة دكتوراه عليها ، هنا كانت لغة معينة ، وعند البدأ في سرد ما تحتويه المخطوطة تغيرت لغة الكاتب 180 درجة مما جعلني ولحد الآن مرتابا في حقيقة المخطوطة وحقيقة الشخصية الرئيسية في الرواية العبدي ، وهذا شيء يحسب للكاتب
وجدت في الرواية شيئا من رواية عزازيل ، وشبهاً في رحلة العبدي ورحلة الخميائي ، وشيئاً من روح شمس الدين التبريزي تجري في جسد العبدي،
كانت رحلة العبدي "المعروف بولد الحمرية" مليئة بالمغامرات ، خرج من المغرب ووجهته منبع الاسلام للبحث عن أسباب تدهورالأمة الإسلامية راجيا أن يجد جوابا مشفيا لغليله في أرض المشارقة ، رغم عدم وجود من يُجلي الإبهام عن أسئلته الا انه توصل إلى الإجابة بأسئلة أخرى انطلاقا من الآية الكريمة: "وما كنا مهلكي القُرى إلا وأهلها ظالمون" هل ظلمنا أهلنا وبلداننا ومن ثم نفسنا ؟ وما نوع الظلم وصفته ؟ وكيف السبيل إلى محاربته والقضاء عليه ؟ وكيف العمل على ألا يعود مرة ثانية سواء كان سافرا او متنكرا ؟ هذه هي المسألة ، كيف نرفع الظلم عنا وعن بلداننا، ثم كيف نتعلم أن لا نكون ظالمين ؟ أن نكون سواسية وأن نحكم بالعدل والقسطاس، أحرارا كما ولدتنا أمهاتنا، لا تمتهن كرامتنا ولا تداس مروءتنا ... لا عبودية ولا استعباد، لا استبداد ولا احتلال، أحرار في بلاد حرة
أعجبتني في الرواية تلك الغادةالفاتنة الساحرة الغامضة التي تلوح للرحالة كلما تأهب للرحيل.. هي رمز الأمل في العثور على الحقيقة، بل هي الحقيقة نفسها. كانت دائمًا تحضه على مواصلة البحث والسير.. ولم تتوقف أن تتراءى له حتى بعدما أن وصل الحجاز والحج، وهذا لأن الحقيقة الوحيدة التي يخبرها الإنسان هي البحث ومواصلة طلب الحكمة. وكل غير ذلك هو جمرة تخبو سريعا، لتعاود تلك الفاتنة لتتملكنا من جديد..إلى أن نصل أبواب الشيخوخة والموت، فتتسرب الغادة من بين أصابع مخيلتنا، وتحفر لها مكانًا في قلبنا،آملين ألا تضيع منا الحكمة، وألا نضطر أن نبدأ من جديد، هناك على عتبات الموت
ولم يعجبني في الرواية الدور الذي أوسعه للمرأة في واقع حياته، وارتباطها بأساطير بالية، كمقارنة الشريفة بالمرأة التي أغوت يوسف. أضف إلى ارتباطها بالشهوة وحسب، ولم تكن المرأة على طول الرواية شريكا في الرحلة أو شخصًا يمكن أن يتعلم الرحالة منه، مع أن قوته تكمن بحبه للمعرفة وفضوله. بالرغم من كل شيء استمتعت بقراءة الرواية و رافقتني عدة أيام بعد إنهاء قراءتها. فلقد نجح الكاتب بخلق أجواء الصحراء والقواقل في القرن التاسع عشر. لغة الكاتب كانت دافئة أصابتني بالفضول للتعرف على المزيد من كتابات تاريخنا.
اعرف اني قضيت وقتا طويلا في قراءة هذا الكتاب. و لكن ظروف اخرى جعلتني كذلك .. مع ان الكتاب شيق جداً وانا أحب ادب الرحلات. هذا الكتاب له مذاق خاص . خط فيه العبدي معاناته و آلامه مع كل حرف من حروفه من اليوم الاول الذي خرج فيه من آسفي حتى آخر يوم عندما كان يحاول العودة اليها .. وأتوقع انه قضى نحبه في المحجر الصحي وهو يحاول الدخول للمغرب .. كل من يقرأ سيرة رحلة العبدي يعرف أنه رجل مختلف. حفظ الله فحفظه. و ميزه بكرامات و ميزات عن غيره من البشر. كتب العبدي سيرته بأسلوب بديع و لغة راقية باذخة
رواية أخرى عن رجل يبحث عن شيء لا ندري ما هو وتنتهي القصة دون أن نفهم ما الذي يبحث عنه بالضبط، ولكن ما يجعل الرواية جيدة هو أن المخطوط الذي استندت عليه هو في الحقيقة من خيال الكاتب، ومن المثير للإعجاب قدرته على كتابة هذا المخطوط بلغة قديمة واستنادا على الكثير من الحقائق والأحداث التاريخية.
تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية، هكذا سماها الكاتب: تغريبة لأنها هي مجموعة اسفار و رحلات غربت العبدي عن بلده الذي اختار له الكاتب اسم العبدي المشهور بولد الحمرية ناسبا إياه لأمه كما ذُكر في المخطوطة التي أنقدها الراوي من عفاريت سوق العفاريت بأسفي. يسافر العبدي بغية العِلم و المعرفة، خاصة معرفة نفسه كما يقول في الصفحة 255 " من عرف نفسه، كان عند الناس ذليلا، ومن عرف ربه، كان عند الناس مجنونا، وأنا عرفت نفسي وعرفت ربي، فمن أكون؟! الله أعلم." هو سفر في الذات و في الأرض يكتب الرحالة او الفقيه " العبدي" من خلال سيرته الذاتية هذه، وهي سرد غني بالمعلومات الصحيحة سواء في ما يتعلق بتاريخ المغرب او البلدان الاخرى، قراءة الهوامش ضرورية ومفيدة جدا. اي نعم الكتاب هو رواية لكني شخصيا أراه كموسوعة جمعت التاريخ، التصوف، الفقه، الفلسفة، الشعر، فن ( لوحات لرسامين تُعرّف ببعض الأحداث في السرد.) اسلوب سلس ومشوق، رواية عظيمة وهي من بين اجمل ماقرأت، تستحق فوزها بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية القائمة القصيرة لسنة 2014، وراء كتابتها مجهود كبير، دراسة وقراءة لعدة كتب استدل بها الكاتب في أحداث السرد خاصة ما يتعلق بالتاريخ والتراث. ---- رواية تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية عبد الرحيم لحبيبي 255 صفحة اقتباسات " كثرة التحريم طريق للخمول والجمود والتقاعس، فكل أمر عجزنا عن مجابهته وتحديه أو لم نقدر عليه حرّمناه ومنعنا الناس عنه، وكم حاجة قضيناها بتحريمها.." ص 68 --- ".. خطر لي أن أقلد نباح الكلاب وأن أستنبح في الليل، لعل كلابا قريبة مني تستجيب لنُباحي، دليل قوم تحرسهم كلابهم وتمنع عنهم وعن أموالهم وماشيتهم اللصوص والسباع و الذئاب. وقد كنت ممن يلتمس القِرى فلم أر بالليل نارا، نبحتُ و عويت آملا أن لا يقع لي ما هجاه الشاعر بقوله: قوم إذا ما استنبح الأض��اف كلبهم قالوا لأمهمُ بولي على النار " ص 111 ----- "... ولستُ أدري هل سيصدق أحد من الناس بالمغرب إن قُلتُ إنني وجدت عشبة أشبه ما تكون بعشبة الكِيفْ في الأرض المجاورة للبركة المائية الواقعة خارج القرية وإن كانت قليلة، فاستعملتها للتخدير حتى لا يحس المريض بألم أو وجع عند قلع السن، وكِدت أقْدم على نشرها بينهم كدخان، لكنني أشفقت عليهم من الوباء العظيم الذي سيحل بهم عندما وجدتهم يستعملونها كبخور مقدسة في طقوس-لعلها من جاهليتهم الوثنية- حفلات الزفاف وأيام الخصب وفيضان الوادي. " ص 140 ---- " ليس كل من رقد حَلَم بما يُريد، ولا كل من مدّ يده نال ما طلب، ولا كل من دعا أُجيب، ولا كل من قرع الباب دخل، في الغيب عجائب، وفي العجائب أيضا عجائب، فلا العلم باختلاف الأحول نافع، ولا الجهل به ضار، بل ربما ضرّ العلم، وربما نَفَع الجهل." ص 203 --- " كان أحد الفقهاء بالقرويين عندنا يقول عندما تحل الجوائح و الأوبئة: الخبز عمود الدين، ثم عقب جادا مقطبا، أي إذا جاع الناس كفروا." ص 224 ---- الكرنطينة. أي الحِجر الصحي لبثنا بالكرنطينة أربعين يوما هي المدة الواجبة لحفظ الصحة والاحتراز من العدوى، ولذلك سموها الكرنطينة بلغتهم اي الأربعينية،.. وكانوا عند دخول الوباء بيتا أو بلدا لا يدخل فيه ولا يخرج منه أحد، ومن مات تحرق ثيابه إلا التي على بدنه، ولا يدفنون الموتى في التُرَب (المقبرة) القريبة من المساكن، لكن في المقابر البعيدة، وإذا دفنوا بالغوا في تسفيل الحفر. " ص 248 --- " الفرار من أرض الوباء بمثابة استعمال الدواء. " ص 250 --- " قال لقمان لابنه ناصحا: " أي بُني،إني قد ندمت على الكلام، ولم أندم على السكوت" ليس لي عقب، لمن أهدي هذه النصيحة؟! للأبكم الذي يحيا من أجل أن ينطق ذات يوم بكلمة واحدة. " ص 253 __ " تراب يمشي فوق تراب، تراب يُدفن في جوف تراب، تراب يلد ترابا، ستدروكم الرياح يوما، ذرات ذرات، غبارا خانقا، تتفتتون مستحثات،غدا ترون التراب، وكل ما خلق من تراب، غبارا مسافرا راحلا نحو السماء. " ص 254
القراءة سفر في الزمان و المكان و السفر قراءة في أحوال الناس و عاداتهم و طرائق عيشهم و معاشهم لكن القراءة بالسفر تبقى أبلغ و أوقع في النفس ، ليس راء كمن سمعا ... أول ما يشدك في رواية كتغريبة العبدي عظم المجهود الذي بذله الكاتب في التأليف بين الشخوص و الأحداث و التواريخ لينظم كل هذه المعلومات في في سلك واحد ، أضف إلى كل هذا الغوص في كتب التاريخ و الفقه، و على وجه الخصوص تاريخي المغرب و إفريقيا و استخراج الهوامش المناسبة ليرسم بها ملامح السجال الدائر بين الفقهاء و الحكام إزاء موجة الحداثة الأولى و اتلاف آراء أغلب الفقهاء و السلاطين على رفض مخرجات الثقافة الغربية بما فيها ( حرب النظام ) أي استخدام العدة الحديثة المصنوعة في دار الكفر ( كالبمبات و الطبنجات و الكرناد ) على الرغم من الهزيمتين المزريتين أمام كل من فرنسا و إسبانيا في كل من معركتي تطوان و إسلي كنتيجة لتأخر الجيش المغربي عن ركب التحديث ..... و يضيف الكاتب أمثلة كتحريم بعض الفقهاء التداوي بأدوية الغرب لما يمكن أن يدسوه فيها من سموم تذهب بنفس المسلم !!!! ..... لكن الكاتب لايقف عند استعراض هذه النصوص بل يجمع بطل روايته العبدي بالفرنسي دانييل لينقذ هذا الأخير حياة صاحبنا في مجاهل أفريقيا و يضعه بذلك أمام سؤال أخلاقي ( لماذا أنقذني هذا الرجل الذي لا يرجو الله و اليوم الآخر ) و يتساءل عن مدى صحة ما تعلمه من شيوخه و ما درسه عن أساتذته بجامع القرويين ، و يطلع بطل روايتنا على ما عند الفرنسي من معرفة بالطب الحديث و يقارنه بما تعلمه هو في بلاده المغرب من فنون التداوي بالأعشاب فيخلص لفكرة التعلم من الفرنسي و الجمع بين المعرفتين و كذلك كان ...... الرواية زاخرة بالأحداث محشورة بالمواقف و المشاهدات و أفضل ما فيها روية صاحبها و عدم استعجاله باختصار : رواية مطبوخة على نار هادئة أتمنى لكم قراءة ممتعة
" تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية" رواية مغربية عظيمة. هذا أقل ما يقال عنها. وقد كانت تستحق من وجهة نظري جائزة البوكر العربية بامتياز، بعد أن دخلت في القائمة النهائية للجائزة لعام 2014م.
أبهرتني في الرواية فخامة اللغة التي استعملها الكاتب، والتي تشتم من كلماتها وحروفها عبق التاريخ وتراث الأجداد، وكأنه بعث من زمانهم ليروي لنا ما عاشوه من أحداث ووقائع بلسانهم ولغتهم.
إنني أتساءل بإلحاح شديد عن سبب إخفاق الرواية في نيل جائزة البوكر العربية ؟!! ذلك أنني قرأت أعمالا روائية فازت بهذه الجائزة لكنها لم تكن أبدا بقيمة وجمالية ( تغريبة العبدي ). فهل من جواب لسؤالي ؟!
إنني لا أبالغ اذا قلت بأن الرواية بلغت من الاتقان والإبداع غايتهما، وحازت شرف الإمتاع الروائي أقصى ما يتمناه القارىء، فالكاتب استطاع بطريقة إبداعية قل نظيرها أن ينقلنا من الحاضر إلى الماضي لنعيش في عوالم عاشها أسلافنا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
الرواية تتمحور حول مخطوطة قديمة حصل عليها طالب باحث من أحد الباعة في سوق شعبي بمدينة آسفي المغربية، فقرر إنجاز رسالته الجامعية من خلال تحقيقها، لكن مساعيه من أجل تسجيلها في الجامعة فشلت، فدفعته همته إلى القيام بتحقيقها بشكل شخصي، وهنا تبدأ رحلة أخرى جميلة تنقلنا إلى زمن الفقيه العبدي المشهور بولد الحمرية الذي سيشد الرحال من فاس متوجها إلى الحجاز من أجل أداء فريضة الحج، مرورا بالصحراء الكبرى ثم مصر. وكان خلال هذه الرحلة يسجل في أوراقه مشاهداته وما يحدث معه، ويحاول أن يعرف السبب الذي أدى إلى تأخرنا نحن المسلمين، وتقدم الأوروبيين، وتغلبهم علينا، واحتلالهم لكثير من بلاد الإسلام.
شحال مابقيت قريت شي حاجة بقات شادني لاخر سطر..ماعرفت واش بسبب الحمية القبلية ولا روعة كلمات الكاتب .. تيبدا الكاتب روايتو بكيفاش لقا المخطوطة في سوق العفاريت ..السوق الشعبي المعرف بمدينتي العزيزة..وانا تنقرا تنتخيل سوق العفاريت والفراشة لي كانو تيكونو تماك وفيهم وحدين تيحطو كتب ومجلات للبيع بتمن بخس... السوق كنت كل نهار أحد تنمشي ليه مع بابا ..كيرت ومابقيتش تنمشي..كبرت وحيدوه اوحولوه من بلاصتو ومابقاش تيعمر كيف كان ... ونتا تتسارا مع الكاتب في سوق العفاريت وفي اسفي ..حتا تتلقا راسك وسط الرواية ونتا في اسفي في القرن التاسع عشر.. الرواية ولي هيا مخطوطة لرحالة عاش في ديك الوقت وسافر من اسفي الى فاس بعدها ارتحل الى اماكن عدة بحتا عن الايمان و سبب تخلف المسلمين عن ركب التطور والحضارة ...سرد جميل للكاتب حتى انك تعتقد ان هناك مخطوطة حقيقية بسبب تطابق الشخصيات والاحدات والتواريخ..أكيد ان الكاتب بدل جهد كبير جدا ،لا من جهة التدقيق التاريخي والهوامشي لي وصل كتر من ربعمية هامش وفيهم معلومات دقيقة وقيمة ،ولا من جهة الأسلوب لي كتب به ولي تتحس به اسلوب قديم تيشبه الفترة لي منها المخطوطة رواية أكتر من رائعة ..
تعجبت كيف ﻻ تفوز هذه الرواية بالبوكر، و عجبت أكثر لعدم تسليط الضوء على هذا الكاتب، و مؤلفاته قبل ترشيحه لنيل هذه الجائزة. أكثر ما شدني هو عبقرية الكاتب، التي تتجلى واضحة، في تحول لغته من سارد ﻷخر، فلغة العبدي تختلف عن لغة الطالب المحقق للمخطوطة، و كما قال عبد الرحمن لحبيبي ليست الصعوبة في أن تقول وجدت مخطوطة لكن الصعوبة تكمن في أن تكتب مخطوطة من القرن 19 بلغة أهلها. عشت مع العبدي تغريبته و رحلته الحجية، التي استغرقت 14 عاما لتوقفها عدة مرات، لأسباب متعددة، و التي انتهت دون أن يعثر العبدي على ضالته و غادته، و دون جواب لسؤاله، لماذا تأخرنا و تقدم غيرنا؟ و هل أفلت شمس المسلمين و لن تشرق ليوم الدين. هوامش المحقق نقطة أخرى جذبت انتباهي، فقد عرفتني على أصل بعض المفردات المستعملة في دارجتنا المغربية.
احترت في تقييمي لهذه الرواية.. ما بين اربع نجمات او خمس
مع انها حازت علي اعجابي.. الا انني تماطلت في انهائها.. اجزاء من الرواية كانت رائعة.. شدتني كتيرا.. الا ان اجزاء اخري وجدتها مملة او مكررة او لا جديد فيها من حيث الاحداث
في ما يخص العنوان وجدته غير مغري البتة..
كان هناك عناوين اجمل واظبط مع المضمون اكتر من العنوان الطويل الذي اكيد لن تتذكره الذاكرة لمدة طويلة.. متلا لو عنونها ب: مخطوطة سوق العفاريت.. او تغريبة العبدي فقط ..
اكيد ابدع الكاتب في تقمص دور الروائي فالقرن الماضي.. صدقت ان الروائي هو العبدي .. عشت معاه كل ما عاشه..
التجربة كانت جميلة .. والمعلومات كانت علي طبق من ذهب :)
تغريبة العبدي تحكي قصة اكتشاف مخطوط غريب في سوق شعبي بمدينة اسفي بالمغرب المخطوط يصنف كأدب رحلات يصف رحلة طالب علم من زمن غابر يرحل عن طريق القوافل من المغرب للحجاز لأداء الحج ولطلب العلم ولملاحقة الغادة الفاتنة، يمر بمغامرات وأحداث غريبة ولها حكمة ويقابل كل أنواع البشر تستغرق الرحلة كل حياته وينتهي غريبا شريدا كما بدأ القصة جميله والسرد ممتع واللغة رائعة بحق الهوامش كثيرة لكن فيها معلومات قيمة الكاتب بلغة وأسلوبه قادر على اقناعنا بإنه مخطوط قديم فعلا