تلقي الرواية ظلالًا على حياة امرأة مثقلة بالحزن والفقد، تمضي في متاهة بحثًا عن طريق للخروج، تروي في رسائلها عن طفولتها وعلاقتها بأمها وجسدها، عن أمومتها والخيارات المرعبة التي تضطر كل يوم أن تواجهها لتنجو بأطفالها، عن الحبيب الذي بدا نافذة للحرية لكنه كان هو الآخر قيدًا محكمًا للروح.
كما تتناول الرواية فترة الوباء والإغلاق التام لأنوار الحياة داخلها وحولها، وعن محاولاتها المستمرة لحماية أطفالها من الألم رغم مكر الحياة وقدرتها على الوصول لقلوبهم الصغيرة.
وتحكي البطلة في رسائلها عن الفقد الذي يبدو حاضرًا ومهيبًا، في حكايتها الجارة التي ماتت وبيت قديم اعتادت أن تراه كل صيف، وبشر مروا في حياتها تسببوا في جروح غائرة ثم غادروا. تحاول أن تنجو بدورها كأم وألا تخفق كحبيبة وصديقة وأن تمضي في رحلة الماضي ربما تتصالح مع كل ما أوجعها لتجد طريقًا نحو النهار الذي تنتظره بأمل.
اتجاه عكسي.. رحلة امرأة تشبه نساء كثيرات يمتلئن بالحيرة، ويغمر الضباب الأفق الذي يمررن عبره نحو المستقبل.
نسرين البخشونجي كاتبة وصحفية مصرية مهتمة بالشأن الثقافي. صدر لها: كل شيء سيرتي..كل شيء خيالي اتجاه عكسي..رواية باليرينا.. نصوص تفاصيل.. مجموعة قصصية عطرشاة.. رواية غرف حنين.. رواية بُعد إجباري.. مجموعة قصصية
بعد غياب نحو عشر سنوات عن الكتابة الإبداعية، تعود الروائية نسرين البخشونجي للكتابة الروائية في روايتها الجديدة (اتجاه عكسي) الصادرة مؤخرًا عن دار المحرر للنشر والتوزيع
منذ السطور الأولى، التي اختارت أن تسميها "مفتتح" يدرك القارئ أنه إزاء كتابة حميمة، شديدة البساطة والصدق، وما إن ينتقل إلى الفصل الأول "مقاومة الوحدة" ويدرك أن الكاتبة اختارت تقنية الرسائل لكي تحكي لنا من خلالها مشكللاتها وتكشف من خلالها عن عالمها، حتى يتيقن من طبيعة تلك الحالة الخاصة التي سكنت الرواية من بدايتها حتى ترنيمة الختام.
تحكي نسرين على لسان بطلتها، التي حرصت على إغفال اسمها، وتركنا أمام حكايتها مباشرة، حتى يشعر القارئ وكأنها تتحدث معه، وليس فقط إلى صديقتها، حكاية تبدو بسيطة في بدايتها وتفاصيلها، رغم كل ما بداخلها من صراعات ومشاكل وآلام، لكنه البوح للصديق الذي يأخذ ربما ينحو تجاه التأمل، وطريقة "الفضفضة" عبر "تيار الوعي" التي تجعلنا شركاء لهذه الزوجة والأم التي تسعى للحصول على أبسط حقوقها بدءًا بزواجها بذلك الرجل الذي يبدو ملائمًا لها، مرورًا بمفاجأة الحمل الأول وصراعها بين القدرة على توفير بيئة مناسبة للأطفال وهربها من تلك المسؤولية، وصولاً لمشكلة بتوفير بيئة دراسة مناسبة لأبناءها بمجرد وصولهم لسنوات التعليم الأولى، يتزامن كل ذلك مع ذكريات الثورة 2011 حينًا، ثم تمر بها سنوات عزلة كورونا 2020 وكيف أثرت عليها وعلى أسرتها الصغيرة، وبين هذا وذاك تكشف لنا نموذجًا لمعاناة امرأة من الطبقة المتوسطة عاشت فترة من حياتها في أسوان وانتقلت أخيرًا للقاهرة.
(( وحيدة أبكي، لم تعد لدي رغبة في الحديث أو لقاء أحد. صديقاتي بالكاد يلتقينني. أشعر أني حبيسة غرفة مظلمة أو بئر أريد أن أخرج منها ولكن اليد الوحيدة التي ستساعدني هي يدي أنا. أنظر كثيرًا للخلف، أشم رائحة الزمن الذي لا يتوقف. الحنين للماضي يفتح بوابة الفقد، ذلك الشعور المباغت الذي يقتل إحساسي بالأمان. ومع آخر نفس في حياة شخص أحبه، تنطفئ نقطة نور في روحي. لذا أغبط من لديهم القدرة على التخلي ولا تتوقف حياتهم على شخص، زمان أو مكان. كل تغيير يحدث حولي يشعرني بالقلق والحزن، إلا حلم تغيير الوطن، ذلك الحلم الوردي البعيد الذي أود أن ألمسه بيدي))
بين القاهرة وإسكندرية وأسوان، وبين ذكريات الماضي وآلام الحاضر نتنقل مع بطلة نسرين البخشونجي وطفليها "ياسين" و"مسك" اللذان تسعى قدر استطاعتها لجعل حياتهما أفضل، ولكنها تواجه بعقبات في كل خطوة، ما بين مدرسة ترفض التعامل مع الولد لأنه أكثر نشاطًا وذكاءً، وبين مدرسة أخرى لا تستطيع الإيفاء بمصاريفها السنوية، حتى تخوض تجربة "التعليم الحر" التي لا يبدو أنها تنجح أيضًا رغم كل ما كانت تعد به من استقرار واحترام للأطفال! ........ مقالي عن الرواية على موقع الرواية 👇 . https://alriwaya.net/post/reviews/atg...
هذا الكتاب ذكّرني بأخرٍ شبيه له، نفس الموضوع؛ المرأة الأم المُتعبة وزوجها اللامبالي، نقرأ فيه حديث المرأة مع نفسها الذي يشوبه التكرار والضياع. الفرق أنه هنا مملٌ جدًا، بلا هدف، ولا يحرك القصة إلّا قليلًا. لم أستسغ حضور الوباء في القصة، ولا كثرة الحديث عن انتقال اطفالها من مدرسةٍ لأخرى، وحتى تكرارها للأمور التي تضايقها جعلت القراءة عملًا شاقًا لكونه بلا رمزيةٍ أو معنى. أو هكذا أرى. للأسف، وجدتها بلا طعم، ولم أحس بما أحست به البطلة إلّا نادرًا. لم تعجبني.
بإيقاع هادئ وسرد عذب، تأخذنا الكاتبة في رحلة مع الأمومة والصداقة والخذلان وأنواء الحياة. وما بين يوميات تتنقل فيها بين المدارس وتنقل لنا من خلالها معاناتها مع تعليم أولادها، وخطابات تكتبها لصديقتها لتزيح فيها عن صدرها ما لا تستطيع البوح به لشخص أخر، تقص علينا حكاية امرأة وزوجة وأم تشبه الكثيرات مننا.. وحيدة، قوية وهشة في آنٍ واحد، يحدوها الحنين لماضٍ ولَّى ولأعزاء رحلوا، تتقاذفها أمواج الحياة فتتشبث بأطفالها وتقاوم قدر استطاعتها، تأتي كتابتها كاستغاثة مكتومة ولوم صامت بلا كلمات وتعبير عن قسوة الحياة التي عز فيها الأمل والرحمة. وتختتم الرواية بصرخة تمس القلب من فرط صدقها: "يا لقسوة الأمل حين يملأ روحنا بغير الحقيقة!" فلا نملك إلا التفكير في معانٍ جسدتها بسلاسة وبكتابة شديدة العذوبة.
(وقال لي: أعرف من أنت، فمعرفتك من أنت، هي قاعدتك التي لا تنهدم، وهي سكينتك التي لا تزول)
عن معرفة الذات، واستدراك ما مضى من الحياة، ومحاولة السيطرة على الأمور، والفقد، والمواجهة، والأمومة، والحلم، والرغبة في الحياة، و و و كان لنا موعد مع هذه الرواية. والتي أظن في نظري أن أجمل ما فيها هو بساطتها، وأسلوبها الحي النابض الذي صيغت به الرواية، وقدرتها على تصوير واقع معاش بكل مرارته، فالواقعية والصدق العاطفي والعمق النفسي ودور الصداقة عناصر تسير معنا طوال الرواية.
وهذا ما ساستعرضه بالتفصيل: .
*الأمومة بين الرفض والتميز. دائماً ما يتأثر الإنسان بأحداث الطفولة سلباً أو إيجاباً، وكثيراً ما يكبر الأبن ويقرر أن يخلع رداء ماتربى عليه على باب البيت، ويربي ابنائه بطريقة حُرِم منها صغيراً، كي لا يقع في نفس الخطأ وقد ينجح وقد يكون على خطأ ولكن هنا بطلتنا التي كانت ترفض الزواج والأمومة صغيرة، قد يكون لإحساسها بقسوة والدتها عليها، أرادت أن لا تكون أماً ثم تصبح شابة جميلة تتزوج وتنجب ابناً وابنة، وها هي تتحول لكل شئ عكس ما تربت عليه وتعوض ابنائها ما حُرِمت من، بل وترعاهم رعاية قد تكون زائدة عن الحد من أجل إسعادهم، لدرجة أنها تنازلت عن أحلامها واهتماماتها لأجل أحلامهم. (تمنيت لو أستطيع أن أخبئ الأولاد في حضني وأتلقى كل الأفكار الغريبة التي تحاصرنا من كل اتجاه وكأنها رصاصات تخترق رأسي وروحي بدلًا منهم حلمت كثيرًا أن أدخلهم داخل فقاعة ليكونوا في أمان لكني أدركت بعد فترة أنني مهما حاولت حمايتهم من تلك الأفكار عليهم مواجهتها، دوري الوحيد أن أساعدهم على تكوين وجهة نظر خاصة بهم، وهو أمر لو تعلمون عظيم!) أرادت أن تكون لهم عالماً سعيداً ينمون فيه بطريقة سوية، ولا يتعرضون للتنمر أو الإساءة، بل حتى في تعليمهم، لا ترضى لهم بالقليل، ولا تقبل بأي إساءة، فتخوض صراعات جمة من أجل العثور على المدرسة المناسبة. فهل تنجح أن تعبر بهم بر الأمان؟
*الزواج والأبوة، علاقات شائكة من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض الأزواج، هو أنهم يكونوا أزواج جيدين إلى أن ينجبوا، وبعدها يتحولوا لأباء وأمهات جيدين، ويعتقدون أن هذا هو التطور الطبيعي للحياة الزوجية، متغافلين أن العلاقات الزوجية السوية أيضاً تُنشأ أطفالاً أسوياء، وأن كونهم جيدون مع أبنائهم لا يتعارض مع كونهم جيدون مع بعضهم البعض والنماذج كثيرة، من الأب الحنون لأولاده المجافي لزوجته، والأم المهتمة بأبنائها المهملة لزوجها. ولأن الرواية تعبر لنا عن وجهة نظر الزوجة فقط، فهذا يجعلني احاول أن اتبنى وجهة النظر الآخرى، وأقول أن من الممكن أن حدث فيما بينهم اتفاق غير معلن، على أن اهتمامهم سينصب فقط على الأبناء، فكان من الطبيعي أن يجافي الزوج زوجته ويتنمر عليها ولا يبالي. فهو أصبح أباً جيداً !!!! وهي حياتها تمحورت في حياة ابنائها فلم تحتوي الزوج. فقد أصبحت أماً جيدة!!! فكان النتاج أن يهرب الزوج للسفر بعيداً وترتاح الزوجة من وجوده، في اتفاق آخر غير معلن للإنفصال بلا طلاق.
*دور اللجوء للعلاج النفسي في تحقيق التوازن المطلوب. من الجيد أن زاد الوعي لدى الكثير على أهمية الصحة النفسية والطبيب النفسي المعالج، عند الشعور بالإعتلال النفسي والإكتئاب أو أن هناك شيئاً خطأ ومن الجيد أيضاً أن البطلة قد سارعت لهذا الأمر، ولم تنكر، واعتقد أن جانباً منه راجع إلى حرصها على سعادة ابنائها، فكانت لا تريد أن تؤثر على هذه السعادة بل من جانب آخر، هي - وإن انكرت في البداية- ولكن عندما أدركت حاجة ابنها لمساعدة طبية لوجود شئ من التوتر والعصبية الزائدة عنده الناتجة من اعتلالٍ ما لم تتردد في مساعدته. وهي لفتة هامة للتركيز على أهمية الطب النفسي في تحقيق التوازن الداخلي واللجوء إليه عند الحاجة مثله مثل أي علة آخرى.
ما بين تيار الوعي والتداعي الحر. في كثير من الأحيان يكون لإسلوب الكتابة والتكنيك دوراً في توصيل المعاني التي يريد الكاتب تمريرها وهنا قامت الكاتبة نسرين البخشوانجي، بشكل صائب تماماً، في إستخدام إسلوب التداعي الحر وتيار الوعي للتعبير عن كل ما يجيش به صدر البطلة، وذلك باستخدام تكنيك المراسلات، لمراسلة صديقتها الحاضرة الغائبة، التي لن تقرأ يوماً ما كتبته لها، ولكن البوح هنا كان المقصود، والإحساس بحضور هذه الصديقة كمحاولة أخيرة لانكار رحيلها. فاستطاعت أن تعبر عن مشاعر الفقد وقسوة الأم وجفاء الزوج والخوف والقلق على الأبناء وعدم القدرة على المواجهة ومحاولاتها الدؤوبة للسير عكس التيار، كل هذا في شكل تداعي لأفكار غير مرتبة ولا متسقة مع بعضها، غير مقيدة بزمان أو مكان منتظم، تبوح بكل ما يتبادر لذهنها ، فتخلط أيام الكورونا بطفولتها، وتستعيد ذكريات زواجها بعملها، وتناقش مشاكل أبنائها بحالة صديقتها لقد أخذتنا بكل سهولة داخل عقلها، المرتبك المشوش، الذي تموج فيه الأفكار، وتختلط فيه الحكايات، فالجميل هنا أن الكاتبة استدعتق اللاوعي لتكشف عن أعماق شخصية بطلتها. هذا الأسلوب يمنح القارئ فرصة للتعمق في عالم البطلة، وفهم دوافعها وأفكارها بعمق
وأخيراً، هي قررت أن تخلِّد سيرة هذه الصديقة الراحلة وتحكي قطوفاً من روحها البريئة كمحاولة منها لأن تجعل سيرتها أطول من عمرها القصير فلنحيي معها إيمان خيري شلبي ولروحها السلام.
أهم الإقتباسات: *تمنحنا المعرفة الأسئلة لا الإجابات، هكذا أقول لنفسي كلما قرأت كتابًا أو مقالًا. كل شيء حولنا قائم على الاحتمالات، الشيء الوحيد المؤكد أن عالمنا الذي يقع في ماضي الكون السحيق مجرد حبة رمل في صحرائه. *أغبط من لديهم القدرة على التخلي ولا تتوقف حياتهم على شخص، زمان أو مكان . *بالأمس قرأت موضوعًا عن حالة الأرض عام 2050، يقولون إن الإسكندرية الجميلة ستغرق تمامًا وإن الجو سيكون حارًّا، حيث ينبغي على كل إنسان أن يرتدي ما يشبه الخوذة المكيفة على رأسه وإلا سيسقط صريعًا. *ما يؤلمك حقًّا هو خوفك من المستقبل وغضبك من الماضي، ونسيت أن تعيشي حاضرك. *لا أعرف لماذا صرت حساسة لكل أغنيات المناسبات، أبكي حين أسمع أغنية «رمضان جانا»، حين أسمع «والله لسة بدري يا شهر الصيام»، «يا ليلة العيد»، أبكي ولا أعرف من أين تأتي كل هذه المشاعر. ربما من الحنين لأوقات سعيدة عشتها مع أهلي وراحة البال تسكنني؟! ربما الحنين لذكرياتي أو الحنين لحياة لم أعِشها أصلًا.
* اتجاه عكسي * تأليف نسرين البخشونجي * نشر سنة 2024 128* صفحة * المحرر للنشر والتوزيع التقييم أربع نجمات **** &&& مفتتح الرواية يخبرنا أننا أمام حكاية شديدة الحساسية لكن مع تتابع الصفحات كانت اغنية جلوريا جاينور I Will Survive تدور في رأسي كموسيقي تصويرية للأحداث المليئة بالألم والأمل خاصة مع قصها لشعرها وصبغه في كناية عن التحرر والتمرد علي الواقع المؤلم الذي تعيشه البطله في ظل غياب زوج كل همه تحقيق ذاته في العمل هذه ليست رواية عادية! انها مونولوج نفسي, تنفيس, فضفضة, صراخ في وجه الحياة ومشكلاتها وبالرغم من صغر الرواية الا انني أخدت وقت طويل في قراءاتها ليس لأنها سيئة بالعكس بل لأنها جميلة جدا ولأن كل حكاية وكل موقف يذكرني بمواقف حياتية مررت بها تندرج الرواية تحت تصنيف أدب الرسائل لأن الكاتبة تكتب رسائل لصديقتها, نري الانتقال بين الماضي والحاضر ونتطلع للمستقبل القريب والبعيد من خلال عرض المشكلات التي تواجهها وتفكيرها فيها الرواية مليئة بمشكلات وقضايا مهمة جدا مثل مشكلة صراع الأجيال بين الأم والإبنة خاصة مع سفر الأب ومعاناة الابناء في الانتقال من بلد لأخر وعدم تقبل ابداء الرأي والتأخر خارج المنزل أو اختيار قصة شعر او فستان جديد أو التحكم في اخيتار الأصدقاء أو المحتوي الذي ننشره علي صفحات التواصل الاجتماعي. قضايا كثيرة لفتت نظري أهمها مرحلة النمو ومشكلاتها وطريقة معالجتها بين الأم العنيدة وبين الأم الصديقة التي حاولت أن تداوي جروح ماضيها في معاملة ابنائها بطريقة مختلفة, طريقة تمنت لو انها حصلت عليها من والدتها وهذا واضح جدا بعلاقتها بـ مسك وياسين أكثر ما ألمني هو ما قالته البطله عن معاناتها مع المؤسسات التعليمية ويمكن انا متأثرة بحكم عملي بالتربية والتعليم وعلمي بمشكلات هذه المؤسسات للأسف المونولوج ينتقل بينا لسنوات جائحة كورونا وفترة الحظر ومعاناتنا معها _ أيام الله لا يعيدها_والاصابة بالمتحور ومعاناة الأم كالعادة في مداواة الأسرة _موقف الاخصائية الاجتماعية او النفسية في المدرسة عندما ذهبت لتخبرها" أنها لا تريد ان تتزوج أو تنجب " اعتقد ده موقف مكرر لجيل الثمانينات عندما كان كل سؤال مختلف يذهب بنا لخانة انه" حرام اللي بتقوليه ده ده ضد العرف والتقاليد" _مشكلة اختلاف الأبناء ومعانتهم من التنمر داخل المؤسسات التعليمية وطريقة معالجة الأم لمشكلات اولادها, دور الأب كان معدووم في اغلب المشاهد وده بيوضح انه للأسف التربية وكل ما يخص الأولاد تقوم به الأم فقط عجبني مواقف الأم مع ابنائها ومحاولة النجاه بهم وجعل حياتهم تسير بشكل آمن سواء في المدرسة أو الحياة بشكل عام _ في بداية الرواية كانت البطلة تريد الانفصال عن الزوج ولا نفهم السبب ولكن مع مرور الوقت نري ان الإختلاف هو السبب أو كما قالت " تمنحنا المعرفة الأسئلة لا الإجابات" هي عرفت ما كان خفي في علاقتها بزوج بارد المشاعر مختلف سياسيا عنها وهذا واضح في رأيه في ثورة يناير ونظرته لها وليس مختلف فقط بل متعنت ايضاً, لذا كان التفكير في قرار الإنفصال والبعد والنجاة بنفسها وابنائها هو الحل. _ مشكلة مهمة جدا طرحتها الرواية هي العلاج النفسي والجلسات الجماعية او الفردية وتعامل أسرتها وزوجها بمبدأ سائد في مصر للأسف ألا وهو " طب بما انك رايحة تفضفضي لثيرابست طب ما تفضفضي معانا ونوفر الفلوس" وكانت جملة المعالجة النفسية " لو بقيتي كويسة, أولادك كمان هيبقو كويسين" هي طاقة النور لأي شخص يريد النجاه بنفسه من ضغوط الحياة التي لا تحتاج إلي فضفضة صديق فحسب بل لـ يد تعرف كيف تأخذنا للطريق الصحيح الأمن هذه الرواية من أجمل وأهم القراءات هذا العام بالنسبة لي لأنها مكتوبة بحميمية واسلوب الكاتبة عفوي راقي يجعلك تشعر بكل معاناة البطلة في كل المشكلات التي واجهتها والتي هي مشكلات وقضايا مهمة جدا نعانيها جميعا في حياتنا منها قضايا جدلية كُتبت في الرواية بشكل راقي مثال قول زميلة مسك لها أن الفن حرام. نهاية الرواية لم تفاجئني كثيراً بل توقعتها في النهاية انا سعيدة بأني قرأت هذه الرواية التي أثر في بشكل خاص من نواحي كثيرة عملت اقتباسات كتير علي أبجد وكنت حابة اعمل اكتر واكتر قبل ما انسي عاوزة اقول ان غلاف الرواية معبر جدا وكأنه بيحكي عن اللخبطة اللي جوه دماغ البطلة , والعنوان مناسب جدا للحكاية _ أخيراً وليس اخر ده مجرد انطباعي واحساسي بالرواية مش نقد عمل أدبي # اقتباسات «أحاول أن أصنع رائحتي الخاصة ليذكرني بها الأصدقاء، ربما ستكون مزيجًا من نعناع الشاي وتحويجة القهوة الصباحية مع قليل من زهر الياسمين والفل أو زهور مسك الليل التي تفوح في المساء فقط». «القلب يتغير وقلب القلب لا يتغير والحزن قلب القلب». "قمة القهر أن نشعر بالحقيقة داخلنا ويكذّب من حولنا إحساسنا!" «وقال لي اعرف من أنت فمعرفتك من أنت هي قاعدتك التي لا تنهدم وهي سكينتك التي لا تزل». "تمنحنا المعرفة حالة البين بين.. فلا يقين." "انا ابنة الثمانينيات بكل جمالها وأحلامها التي عشت طفولة سعيدة في المدرسة." «الحياة ليست عادلة!». «لكل شيء سر: إذا وقفت عليه، حملته ولم يحملك، ووسعته ولم يسعك». "غريبة هي الحياة، تفاجئنا كل مرة بخطة بديلة!" "كل أشكال المصائب موجودة منذ القدم. كل أنواع الحزن ذاقها البشر منذ آدم. ما الجديد إذن؟ الجديد هي مواقع التواصل الاجتماعي التى صارت مثل اليد العنيفة التي تنبش،" "لا شيء يمكن أن يمنحنا السعادة كالتي تمنحها لنا الشوارع والمقاهي." "تمنحنا المعرفة الأسئلة لا الإجابات،" «بين النطق والصمت برزخ فيه قبر العقل» "أشعر كثيرًا بأني أريد أن أتكور، أن أختبئ من الجميع، ومن نفسي ربما."
اسم الرواية: اتجاه عكسي اسم الكاتب: نسرين البخشونجي دار النشر: دار المحرر سنة النشر: 2024 نوع القراءة: أبجد نوع الرواية: اجتماعية عدد الصفحات: 128 التقييم: ⭐️⭐️⭐️ تاريخ القراءة: 25/12/2024
في البداية نظم الرواية عبارة عن أحداث متسلسلة برتم بطئ ولكن مع التقدم في قراءتها تجد أنها عبارة عن مجموعة من الرسائل ترسلها البطلة إلي صديقتها.. تخبرها بأمور متفرقة يطفو عليها شعور القلق والخوف بشكل واضح، أثار بداخلي الكثير من المخاوف المتعلقة بتعليم الأبناء مستقبلًا.. يشغل بالي دائمًا الجانب التربوي المتعلق بدروس في حياتهم كيف شاكون هل سأكون لهم كما يتمنون أن أكون؟ لم يسبق لي أن فكرت في الجانب التعليمي واختيار المدارس وكيفية تكيفهم معها ومثل هذه الأشياء تثار بداخلي للمرة الأولى.. وجدت نفسي بين تفاصيل تلك البطلة التي لا أعرف اسمها حتى الآن.. طريقة السرد تنقلية الزمان والمكان بدون ترتيب، فتارة تجد نفسك تنتقل من القاهرة لأسوان في غمضة عين لزمان ومكان مختلف.. اللغة سلسة بسيطة تخلو من التراكيب المعقدة.. اقرب لسيرة ذاتية بسيطة للبطلة، او كلام فضفضة عشوائي تخطه البطلة على الورق.. المفاجأة تبدأ تظهر في طيات صفحاتها الأخيرة وهو ما تعمدت عدم التوضيح له في الريفيو..
1️⃣ مقدمة عامة عن العمل والكاتبة . 2️⃣ مع الروايــــة وعنها وفيها . 3️⃣ اللغة والســـرد والحــوار . 4️⃣ الحبكة والبناء الدرامي. 5️⃣ الغلاف والعنـــوان . 6️⃣ البداية والنهاية. 7️⃣ الملاحظات . 8️⃣ الخاتمة .
1️⃣. مقدمة عامة عن العمل والكاتبة:
رواية "اتجاه عكسي" هي أحدث إصدارات الكاتبة _نسرين البخشونجي_، والتي صدرت عن دار المحرر عام 2024، العمل يُصنف ضمن الروايات القصيرة التي تتميز بأسلوبها التأملي والنفسي العميق ، حيث يتداخل فيها السرد الذاتي مع السرد المجتمعي، الكاتبة تطرح من خلال هذا العمل أسئلة وجودية كبرى حول الذات، الحرية، والمواجهة، والمرض ، والحياة، والموت ، معتمدة على أسلوب سردي مبتكر يقترب من تيار الوعي ، الرواية تكشف، بذكاء، عن مشكلات الأفراد داخل المجتمع المصري الحديث، متناولة أبعادًا إنسانية تتجاوز السياقات المحلية والداخلية ، لتلامس العالمية والخارجية.
2️⃣ . مع الرواية وعنها وفيها:
الرواية تستند إلى تقنية السرد عبر الرسائل، إذ تكتب الساردة ، بلا إسم في اتجاه عكسي لتعبر عن كل امرأة مكانها ، بطلة الرواية رسائل إلى صديقتها المصابة بمرض خطير، هذه الصديقة، رغم غيابها الجسدي، تتحول إلى محفز للبطلة للغوص في أعماق ذاتها ولإعادة تقييم حياتها، الرسائل تبدو كأنها مونولوج طويل يحمل في طياته محاولة للبوح والتخلص من ثقل الماضي وقيود الحاضر.
الرواية ليست مجرد سرد لأحداث ووقائع، بل هي بحث عن الذات ومحاولة لفهم تعقيدات الحياة، البطلة، التي ولدت في أسوان، تجد نفسها عالقة بين أعباء الأمومة، العمل، ومحاولاتها المستمرة لتحرير طفليها من قيود المجتمع التقليدي، من خلال تيار متدفق من الوعي، تستعيد البطلة ذكريات الماضي، وتحاول مواجهة حاضرها المرتبك ومخاوف المستقبل.
النص يتناول قضايا مجتمعية مهمة، أبرزها التحولات التي طرأت على الطبقة الوسطى في مصر، خاصة بعد ثورة يناير وفي ظل جائحة الكورونا، البطلة تعكس بصدق قلق الأمهات المعاصرات في تربية الأبناء وتوفير تعليم جيد لهم وسط التحديات الاقتصادية والاجتماعية، كما تلقي الرواية الضوء على الفجوة بين الأحلام والواقع، بين الرغبة في التحرر والخضوع للقيود الاجتماعية، وبين مواجهة الذات والهروب منها.
3️⃣ . اللغة والسرد والحوار:
لغة الرواية تميزت بكونها بسيطة، ل��نها شديدة العمق والشفافية، مما جعل النص قريبًا من القارئ، نسرين البخشونجي اعتمدت على تيار الوعي الذي أتاح للساردة التعبير بحرية عن أفكارها وهواجسها ، الحوار في الرواية قليل، لكنه مؤثر، ويعكس بشكل دقيق مشاعر الشخصيات، كما أن النص حافل بالاقتباسات من كتاب "المواقف والمخاطبات" للنفري، مما أضاف طابعًا تأمليًا وفلسفيًا على السرد.
4️⃣ . الحبكة والبناء الدرامي:
الحبكة تتسم بالانسيابية والتلقائية، إذ لا تعتمد على ترتيب زمني صارم للأحداث، بل تأخذ شكل تيار متدفق من الذكريات والمشاعر، هذا الأسلوب ساهم في خلق حالة من الحميمية مع النص، وجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش داخل وعي الساردة، البناء الدرامي يعتمد على المواجهة الذاتية للبطلة، وعلى تطور علاقتها بصديقتها المريضة، زوجها، وأبنائها، هذه المواجهة تعكس تطورًا داخليًا مستمرًا في الشخصية ، يقودها نحو ذاتها ، مما جعل الحبكة متماسكة رغم غياب عنصر التشويق التقليدي، وإن كنت أراه ليس حتمياً في عمل اجتماعي هادف وذو رسالة خاصة.
5️⃣ . الغلاف والعنوان:
الغلاف جاء أبيضاً دالاً على المكنون ، بسيطًا ومعبرًا عن المضمون في الرواية، بينما العنوان "اتجاه عكسي" يعبر بذكاء عن رحلة البطلة في العودة إلى ذاتها، واختيار مسار مغاير لحياتها التقليدية، العنوان يحمل دلالات رمزية تتعلق بالتحرر، المواجهة، وإعادة البناء، والتمرد ، والمرونة ، والقوة، والصبر.
6️⃣ . البداية والنهاية:
بداية الرواية جاءت قوية وجذابة، حيث تبدأ البطلة بقص شعرها في لحظة رمزية تعبر عن رغبتها في التمرد على القيود ، النهاية مفتوحة، مما يعكس فكرة أن الحرية والمواجهة هما أفعال يومية مستمرة، رغم أن الرواية تنتهي بفقدان الصديقة، فإن النص يترك أثرًا إيجابيًا عن قدرة الإنسان على استرداد ذاته.
7️⃣ . الملاحظات:
1. تطور الشخصيات: الشخصيات جاءت مرسومة بعناية، خاصة شخصية الساردة التي تمثل نموذجًا واقعيًا للمرأة المعاصرة ، ومع ذلك، كان من الممكن تعميق شخصية الصديقة إيمان، خاصة أن وجودها كان محوريًا في النص ، وكذلك الزوج النصف الآخر من العلاقة والأعباء والمواجهة ، فقد كان يجب التطرق اليه كثيراً والى دواخله .
2. السياق الزمني والمكاني: النص يدمج ببراعة بين أحداث الماضي والحاضر، ويخطط للمستقبل ، لكنه أحيانًا يتوه في كثافة التفاصيل اليومية، وذكر دقائق الأمور ، مما قد يضعف تركيز القارئ على الفكرة الأساسية.
3. التقنيات السردية: استخدام تقنية الرسائل أضاف بُعدًا نفسيًا وشخصيًا قويًا للنص، وهو قرار جريء ومكثف المعاني ، لكنها جعلت الرواية تبدو أحيانًا كأنها مذكرات يومية أكثر منها عمل روائي، متكامل البنيان والأركان .
4. الموضوعات المطروحة: الرواية تناولت قضايا هامة، مثل السلطة الأبوية، التحرر النسوي، تأثير التعليم، والتحولات الاجتماعية ، ومع ذلك، فإن بعضها كان يحتاج إلى مزيد من العمق والتحليل ، وعدم التعويل على عقل القارئ لتخيل وتبني وجهة معينة خلاف مجريات العمل مما يؤثر على فهمه الكلي .
5. الإيقاع السردي: النص يحتفظ بإيقاع هادئ يناسب طبيعته التأملية، فقرات شاعرية ولغة فلسفية أحبها جدا ، لكنه قد يبدو بطيئًا بالنسبة للقارئ الباحث عن أحداث متسارعة أو حبكة تقليدية مشوقة، والتوفيق بين الأمرين هو الخيار الأفضل ، لتوسعة القاعدة القرائية والجماهيرية .
6. النهايات المفتوحة: النهاية المفتوحة منحت النص واقعية وعمقًا، لكنها قد تترك بعض القراء في حالة من التساؤل والارتباك حول مصير الشخصيات ، فيضطر أن ينهيها على الوجه الذي يرضيه ، وقد يكون الأخير مخالف لمعنى ورؤية العمل من الأساس .
8️⃣ . الخاتمة:
والحق فإن رواية "اتجاه عكسي" هي رواية تستحق القراءة بفضل عمقها النفسي، وقدرتها على طرح أسئلة وجودية، ومزجها المبدع بين الخاص والعام ، نسرين البخشونجي تثبت مرة أخرى أنها كاتبة تتمتع برؤية متفردة، تجمع بين الشفافية الإنسانية والنظرة الناقدة للمجتمع، الرواية تظل تجربة أدبية جديرة بالتأمل، رغم بعض النقاط التي كان يمكن تحسينها.
1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية 2️⃣ العمل : رواية "اتجاه عكسي" 3️⃣ التصنيف : نفسي ـ اجتماعي 4️⃣ الكاتبة : Nesrein El-Bakhshawangy 5️⃣ الصفحات : 128 Abjjad | أبجد 6️⃣ سنة النشر : 2024 م 7️⃣ الناشر : المحرر للنشر والتوزيع ـ Ali Rashed 8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐
♦️ عن العمل:
ـ في روايتها "اتجاه عكسي" الصادرة عن دار المحرر للنشر والتوزيع لعام ٢٠٢٤ ، تلعب الكاتبة نسرين البخشونجي مع القارئ لعبة متقنة ، فهي تحكي عن امرأة ضاق زرعها من الوجود ، بين فقد وجمود ، وقد ضاق بها السبيل ، وانقطع الأمل الطويل ، وجدت ملاذاً لها من وحدتها ، ومن شدة وطأتها ، في الرسائل التي تكتبها لصديقتها .. والتى بالاتجاه العكسي تخاطب نفسها ، أو تقصدك أنت أيها القارئ :
ـ ولذا فإن ذلك القارئ المستمع أحد نوعين:_ الأول : صاحب الإحساس المرهف الذي سيستمع ويتأثر بهذه القصة ، ويتفاعل معها فرحا وحزنا ، وضيقا وفرجا ، وكبتا وانفراجا ، وموافقة واحتجاجا .. و .. ولن يخرج هذا القارئ عن بوتقة النساء .
ـ والثاني : وهو ذلك الذي سيشعر بتململ من هذه الحكايات ، التى لا أول لها ولا آخر ، ولا تسمن ولا تغني من جوع ، غير كونها يوميات أنثي تغضب من الماضي ، وتغيب عن الحاضر ، وتخاف من المستقبل .
ـ وقد تقمصت القارئين في هذه المرة ، فجاء مني الإعجاب والتقدير ، وجاء مني النقد والتقرير ، وذلك في إطار الأدب والإحترام ، والمقال يدل على الحال ..
♦️القصة:_ ـ فتاة صعيدية نشأت في أسوان لأب طيب حنون ، أخذته الغربة وطناً ، وأم قوية الشخصية ، تود إخراج نشإها على درب الإستقامة ، دونما نظر إلى دواخل ابنتها ، التي خلق ذلك التسلط عليها ، والتحكم فيها ، نوعاً من الكبت والوحدة والضيق ، خفت وطأته مع الرحيل والزواج ، وتثاقلت أكثر مما كان ، مع تقلبات الزمان .
ـ زوج محب عميق في البداية ، سطحي في النهاية ، والد زاهي ، وزوج واهي ، يرى كل مشاكلها توافه ، ومع تأزم الضغوط والدخول في اكتئاب ، فتحت لنفسها باباً منه تروح وتغدوا ، وله تغرد وتشدوا ، رغبة في النجاة ، وأملاً في السلام ، تجد في الكتابة غايتها ، تدون رسائل لتلك الصديقة " إيمان" .
ـ تستجلب فيها ذكريات من الماضي بحلوها ومرها ، وخيرها وشرها ، ومواقف ولطائف ، وأحوال وأقوال من الحاضر ، بين الحياة الشخصية ، والعلمية والعملية ، ومشاكل الأمومة والتربية والتعليم ، والتنشأة والنفقات ، والوباء والسفر ، والغلاء والغربة ، والجيران والأصدقاء ، والزوج والأبناء .
ـ تجمع في الخطابات مزيجاً هائلاً من المتناقضات ، بين أحلام وأوهام ، وآمال والآلام ، وأفراح وأحزان ، إيمان وكفران ، جمع وهجران ، مرونة وجمود ، إعتراف وجحود ، ضعف وقوة ، أُلفة وهوة ، وصحة ومرض ، دائم وعَرَض ، وقمة وقاع ، ووجود وضياع ، واستقلال وانصياع ، ارتواء وخواء ، قدرات وأعباء ، وكثير وكثير ...
ـ وفي محاولة منها لتحدٍ جديد ، ومواجهة لزمن عنيد ، تجد فيها نفسها ، وتستكشف فيها ذاتها ، وتتمرد على المفروض ، وتغير من المعروض ، وتقف في اتجاه عكسي ، تناكف لتحقيق الأحلام ، وتحارب من أجل السلام ، فهل تجد الرغبة والإرادة ، طريقاً لتحقيق الأهداف المرادة ؟
♦️ اللغة والأسلوب:_ ـ بلغة عربية فصحى مضببة بعامية ، مثيرة للضيق من تداخل العامية بالفصحى في الجملة الواحدة ، الأمر الذي يعد خللاً في العمل من ناحية اللغة والضبط .. جاور ذلك هذا الأسلوب الشاعري والذي صور شخصية الساردة ببراعة ، وأضاف لها رونقاً خاصاً وطابعاً نفسياً محبباً للبعض ، والعكس للآخر.
♦️السرد والحوار:_ وأما السرد بصوت البطلة الثابت ، كان سرداً جديداً بإحساس عالي ؛ لأنها تخاطب القارئ ، تشكو له وترنو إليه ، وتستند عليه من وطأة الضغوط ، وله في هذه ميزة ، وعليه كونه متقاطعاً بصيغة الرسائل والتقارير .. خلواً من الحوار تماماً ، وإن ورد - ونادراً ما يكون - ففي ثنايا السرد ، يُبعد عن الواقعية في تخيل الشخصيات ، والحضور الذهني في سماع الحكايات ، ويسلب التفاعل مع القصة ، والتأثر بها .
♦️ الحبكة الروائية:_ أما الحبكة فقد بدأت شبه متماسكة ، ثم تشوشت وتداخلت فيها الأزمات والمشكلات ، والتواريخ والحكايات ، والماضي بالحاضر ، والقريب بالبعيد ، والخروج عن المسار إلى مسارات ، وعرض الذكرى بذكريات ، والاختصار في جانب فخلل ، والإطناب في آخر فملل ، كيف لا وقد استحوذت مشكلة واحدة "تعليم الأولاد وتنقلاتهم من المدارس " على قرابة نصف العمل أو يزيد .
♦️العرض والتشويق:_ تبدأ كل فصل باقتباس من كتاب " المخاطبات والمكاتبات للنفري " إمعاناً في توصيل المعني المراد ، لكن لم تعتمد الرواية على تصعيد درامي تقليدي ، بل جاء العرض خلواً من التشويق والإثارة ، متقطع ومرتبط برحلة استبطانية ، كل فصل يحمل مواجهة جديدة مع الماضي أو الحاضر ، مما جعله أشبه برحلة تأملية ، تنتهي باستعادة البطلة ذاتها.
♦️ الثيمات الأساسية والرسائل:_ 1- قضية تسلط الأمهات على البنات ، وفرض الرأي وأثره السلبي على الأبناء .
2- قضايا التعليم الخاص ، وكشف بواطنه وخفاياه .
3- مشاكل المرأة المصرية المتعددة والتى جسدتها البطلة .
4- خواء العلاقة الزوجية والشعور بالوحدة مع وجود الزوج .
5- الغربة وأثرها على المرأة وحياتها ومواجهتها منفردة للحياة .
6- قوة الصداقة ، وكونها ملاذ من لا يرى ملاذه في أهله وزوجه .
7- الكتابة وكونها متنفس من الضيق وخروج من الواقع وفرصة للنجاة .
8- مواقع التواصل الإجتماعي بقدر ما هي جامعة افتراضياً ، فهي مانعة حقيقياً .
9- كشف اللثام عن مدعي الحرية في أوروبا ، وبيان زيفهم ومعاييرهم الإزدواجية .
♦️رأي نهائي: هذه الرواية ليست موجهة للجموع ، كتبت بمداد الدموع ، وأملاها القهر والألام ، وشجعها الأمل والأحلام ، وشكلت بأحرف الأوجاع ، وسطرت بقلم الوحدة والصراع ، وتلونت بالفقد والهجر والشجن ، ومقيدة بحبال الضعف والوهن ، على ورق مصنوع بالتسلط ، ومجموع من شجر المرار ، رويت بماء النار ، فأرسلت للقارئ كماً من الشرار .
♦️ اقتباسات:_ ∆❞ مؤلم أن ننشغل عن أبنائنا ونحن مشغولون بهم❝
∆❞ مهم أن نعرف ما يدور حولنا في هذا العالم، ولكنه مؤلم لأننا لا نملك قرار تغيره. ❝
∆❞ كل أشكال المصائب موجودة منذ القدم. كل أنو��ع الحزن ذاقها البشر منذ آدم. ما الجديد إذن؟ ❝
∆❞ أحب أمي وأحتاج إليها. وكأي بنت، أردت دائمًا أن أرضيها، لذا لم يكن لي رأي وكل شيء يسير حسب إرادتها، حتى ظننت أني امتداد لحياتها! ❝
اسم الرواية: اتجاه عكسي اسم الكاتبة: نسرين البخشونجي اللغة: الفصحى/العامية دار النشر:المحرر للنشر والتوزيع عدد الصفحات:128 ابجد التقييم:⭐⭐⭐⭐ بعد غياب نحو عشر سنوات عن الكتابة الإبداعية، تعود الروائية نسرين البخشونجي للكتابة الروائية في روايتها الجديدة (اتجاه عكسي) الصادرة مؤخرًا عن دار المحرر. تلقي الرواية الضوء علي حياة امرأة وزوجة وأم تشبه نساء كثيرات مع الامومة،مثقلة بالحزن والفقد وحيدة وقوية وهشة في آن واحد،التي حرصت على إغفال اسمها، وتركنا أمام حكايتها مباشرة، حتى يشعر القارئ وكأنها تتحدث معه، وليس فقط إلى صديقتها، وخطابات تكتبها لتزيح فيها عن صدرها ما لا تستطيع البوح به لشخص آخر. حكاية تبدو بسيطة في بدايتها وتفاصيلها ،رغم كل ما بداخلها من صراعات ومشاكل وآلام، لكنه البوح عن طريقة "الفضفضة" عبر "تيار الوعي" التي تجعلنا شركاء لهذه الزوجة والأم التي تسعى للحصول على أبسط حقوقها بدءاً بزواجها بذلك الرجل الذي يبدو ملائما لها في البداية الذي بدا نافذة للحرية لكنه كان هو الآخر قيدا محكماً للروح،وعلاقتها بأمها المتسلطة تمارس القهر والتحكم في كل خصوصيات الابنه من اختيار الملابس الي المطالبة بحذف منشوراتها التي تعبر عن آرائها الخاصة علي الفيس بوك ،مرورا بصراعها بين القدرة على توفير بيئة مناسبة للأطفال وهربها من تلك المسؤولية، وصولاً لمشكلة بتوفير بيئة دراسة مناسبة لأبناءها (ياسين ومسك )بمجرد وصولهم لسنوات التعليم الأولى الذي تسعي قدر المستطاع لجعل حياتهما أفضل ولكنها تواجه عقبات في كل خطوة ما بين مدرسة ترفض التعامل مع ياسين لأنه أكثر نشاطاً وذكاء وبين مدرسة أخري لا تستطيع الإيفاء بمصاريفها السنوية، يتزامن كل ذلك مع ذكريات الثورة 2011 حينها، ثم تمر بها سنوات عزلة كورونا 2020 وكيف أثرت عليها وعلى أسرتها الصغيرة، وبين هذا وذاك تكشف لنا نموذجاً لمعاناة امرأة من الطبقة المتوسطة عاشت فترة من حياتها في أسوان وانتقلت أخيراً للقاهرة. ولعل المهم في الرواية أنها بقدر ما تقدم هذه المرأة وتوضح موقفها من الناس والمجتمع والأصدقاء، لم تلجأ إلى المأساوية في عرض حالتها، ولكنها في الوقت نفسه تملها بقدر من التصالح وبمحاولات جادة للتجاوز، بل إنها تتوقف أكثر من مرة عند مصيبة الموت التي يبدو أنها تطاردها مرة عند جارتها التي اعتبرتها أما بديلة، ومرة عند صديقتها التي تفتقدها فتسعى لكي توثق لها أحداث سنوات الغياب، بطريقتها الخاصة التي تسميها رسائل بجناح واحد. من خلال تسعة فصول مكتوبة بتقنية الرسائل، انتقلت فيها بين ذكريات الماضي وآلام الحاضر، وتنقلت بنا انتقلات بسيطة من مصر الثمانينيات إلى العصر الحالي، بين القاهرة واسكندرية وأسوان، يبدو انتماؤها كل مكان حاضراً. غير أن المميز الذي فعلته الكاتبة يكمن في أن رسائلها التي تشكل فصول الرواية التسعة كانت إرسالاً من البطلة الساردة في اتجاه سردي واحد دون أن تجاوبها برسائل موازية من الصديقة المخاطبة بصيغة "صديقتي" فقط دون ذكر اسمها، لكننا ندرك مع آخر سطر في الرواية أن المخاطبة المجهولة طوال صفحات الرسالة تسمى "إيمان "فنعود سريعاً لنأخذ اتجاها عكسيا من النهاية للبداية لنلتقي بالإهداء: ” إلى جميلة الروح مكتملة الإنسانية إيمان خيري شلبي” صديقة الكاتبة وليتأكد لنا أيضا أنها الصديقة المسرود لها، تشير لنا علي عمق علاقة الصداقة والمحبة . شكرًا لنسرين البخشونجي على هذه التجربة الصادقة والجميلة، وتحية لروح صديقتها التي تهديها هذه الرواية "إيمان خيري شلبي" قضايا تناقشها الرواية: 1- قضية عدم ترك مساحة للبنات لتعبير عن رأيهم وفرض الرأي عليهم، والأم المتسلطة في كل شيء وأثره السلبي عليهم. 2- مشاكل التعليم الخاصة والمدارس والمدرسين وغلاء المدارس. 3- عدم تقبل المجتمع اي اختلاف في قدرات الأطفال. 4- الصراع بين الرغبات الشخصية والقيم المجتمعية . 5- المشاكل الزوجية والغربة وأثرها علي حياة المرأة . 6- عمق الصداقة وكونها مهمة في الحياة لتخفيف ثقل الأيام . 7- دور مواقع التواصل الإجتماعي في معرفة ما يدور حولك وفي نفس الوقت أثرها علي حياتنا . 8- البحث عن الذات في عالم مليء بالتناقضات . اللغة : كانت اللغة بالعامية والفصحي،والجملة الحوارية كانت بالعامية والسرد كان باللغة العربية، ووجد هذا مناسبه اكتر من أن يكون بالفصحي كاملاً وجدت هذا منطقيا أكثر لأنه الحوار كان بين مختلف الأعمار بين كبار في السن والأطفال . السرد : السرد كان بسيطا وسلسا، استخدام الكاتبة الوصف بطريقة تعكس مشاعر الشخصيات وأفكارهم، مما يجعل القارئ يعيش التجربة وكأنه جزء منها. الحبكة: نجحت الكاتبة في الرابط بين الماضي والحاضر بطريقة تعزز من الحبكة . الغلاف : مميز ومعبر جداً باللونه الأبيض الذي يعطي الأمل،وبشخصية بدون ملامحه واضحة لتترك لنا مساحة لتخيل الخبطة اللي في شخصية البطلة وأفكاره في آن واحد. الإسم: وجوده ملائمة جداً للرواية ومناسب له. النهاية: هذا الرواية من أجمل ما قرأت هذا العام لانه تتناول مواضيع مهمة يغفل عنها الكثيرون وأسلوب الكاتبة كان راقية في طرح الموضوع بحيث تشعر بكل معاناة والمشكلات التي واجهتها التي هي قضايا مهمة جداً نعانيها جميعاً ولا يطرح آحد أو يعترف المجتمع بها . اقتباسات اعجبتني: 1- "اوجاعنا تكفينا ولسنا بحاجة لتحمل المزيد من الألم " 2- "غريبة هي الحياة تفاجئنا كل مرة بخطة بديلة " 3- "انا وحيدة!... ربما إحساسي جعلني أتابع بشغف القضايا المثارة علي مواقع التواصل الاجتماعي ،هذه العادة كلفتني الكثير من صحتي واعصابي، فصرت أكره ما يدور حولي من جهل ،ظلم ، عنصرية وفقر " 4- "تمنيت لو أستطيع أن اخبئ الأولاد في حضني واتلقي كل الأفكار الغريبة التي تحاصرنا من كل إتجاه وكأنها رصاصات تخترق رأسي وروحي بدلاً منهم حلمت كثيراً أن ادخلهم داخل فقاعة ليكونوا في أمان لكني أدركت بعد فترة أنني مهما حاولت حمايتهم من تلك الأفكار عليهم مواجهتها، دوري الوحيد أن اساعدهم علي تكوين وجهة نظر خاصة بهم، وهو أمر لو تعلمون عظيم !" 5-"قال لي طبيبي النفسي : أن الأنثي تبقي علي طبيعتها حتي يغيرها المجتمع بعاداته وأفكاره ،فتتحول من أنثي حقيقية إلي أنثي مزيفة" #اتجاه_عكسي #حكايات_نقوش
اتجاه عكسي Nesrein El-Bakhshawangy 128 صفحه صدرت عن دار المحرر للنشر والتوزيع صدرت سنه 2024
❞ جميل أن يكون للإنسان آثر، أثر يُذكّر الجميع بأنه كان هنا ذات يوم. هل لديك هذا الهاجس؟ أعترف بأني أطمع في أن أترك أثرًا. ❝ اما هذا فأثر تركته الكاتبة بداخلى
تكون العمل من تسع فصول زينت كل فصل بما يشير الى ما يحتويه هذا الفصل لكي تجهزك نفسيا لما انت مقدم عليه وبين مقاومه الوحده وترنيمه الوداع الاخيره نتعرف على الامومه الواقعيه وعلى المشاعر التي تعتصر قلوب الامهات ولا ندري سبيل لحروفها لنشرح ما يعتمر قلوبنا من قلق
فتترك الراويه اسمها متعمدة عدم الإفصاح عنه لتوضح لنا انها اصبحت عباره عن أجزاء..... بعض من "ياسين" وبعض من "مسك" ❞ أولادنا هم السند والانكسار. ❝ ومع الوقت تتخلى عن علاقتها الحميميه ايضا المُشَّكَله في زوج غائب بسبب ظروف اقتصاديه جُبر عليها او جُبرم عليها جميعا وهو "احمد" وتعترض على حياه تريد اجبارها على تكرار نفس تفاصيل حياة امها "سعاد"
وكأن كل اسم في حياتها ذات معنى حتى الصديق الغائبه الحاضره "ايمان" اما عن الراوية انما هي تلك مزيج من كل اسم مر في حياتها فترك فيها ما ترك وأخذ منها ما أخذ
رمزيه الاسماء ف"ياسين" قلبها و"مسك" عطر يومها و"ايمان" روحها الغائبة عن لقياها وحاضره بداخلها و"احمد" قناعتها وحمدها ومحاولة إصلاح لا تستطيع اتمامها وحدها اما "سعاد" فظلمها لسعادتها التي تحاول الفرار منه بخلق سعاده حقيقيه لحياه لم تجد فيها السعاده سوى بضع لحظات في عمرها
لغه العمل لغه عربيه فصحى لم اشعر ببعض عميتها الراقيه التي اضافتها الكاتبه في بعض الجمل لتغمسنا زياده في العمل
ناقشه النوفلا كثير من القضايا بحرفيه شديده وغمرتها الكاتبة بالمشاعر لتترك بداخل القارئ اثر لا ينسى
مثل قضية السوشيال ميديا وكيف تترك أثر سلبي وايجابى على حسب استخدامك لها وكيف يفرق التقنين فيها عند استخدام اولادنا لها ولابد من ان نوعيهم جيدا فى سبل استخدامها
و قضيه التربيه السلبيه عند الام السنجل (زي ما بيقولوا) في حالة امها وفي نفسها حينما قررت ذلك
وقضيه التربيه القديمه والحديثه والفرق بينهم ولما يتعمد اغلبنا او اغلب من تربى التربيه القديمه الى الاتجاه الى التربيه الحديثه في تربيه اولاده
وقضيه السفر في العلاقه الزوجيه والبعد بأي شكل كان
وعلاقه البنت بأمها في مراحل تطورها ونموها من طفله حتى الزواج
ونظره المجتمع من خلال نظره ابائنا لهذا المجتمع وهو يرانا وكيف يتم تحجيم كل ما نريد فعله فقط لمجرد ان لا يتكلم الجيران علينا
قضيه الوعي عند الام عندما تريد تربيه اولادها تربيه سليمه ،صحيه ،نفسيه جيده وما يمكن اللجوء اليه من اماكن للمساعده في هذه القرارات
صله الصداقه وكيف تكون مؤثره جدا في حياه الامهات بالاخص ،لعدم توافر وقت كافي للقائات الدائمة ❞ كل العلاقات الإنسانية التي انتهت فجأة دون إرادة مني، شكلت ندبة في روحي وصارت قطعة من غرفة الوحدة التي بنيتها وارتضيتها لنفسي. ❝
واشارت الى المنظومات المختلفه للتعليم داخل مصر واسعارها دون التطرق للاتفاصيل بالرغم من حاله الاقتصاد في البلد خصوصا تلك الفتره وهي فتره الوباء
وايضا تكلمت عن فتره الكورونا الذي لم نتخلص منها حتى الان ويظل يطاردنا شبحها المرعب خصوصا عندما يأتينا ليمس اولادنا
وتكلمت ايضا عن ضغوطات الامومه خصوصا عند مرض الأم فلا يصح للأم ان تمرض للاسف حتى وان كان هذا في وجود أب المنزل خصوصا لو كان هو ايضا مريض ...
الغلاف مميز جدا بلونه الابيض والوانه التى تدل عن البحث عن أمل دائم
اقتباسات راقت لى
❞ حين يلتقي الأزرقان، صوت الموج يملأ روحي، أحك قدمي في الرمال دون ملل. تصيبني القشعريرة حين يلمس الماء البارد جلدي، سرعان ما أعتاد، أغطس لثوانٍ فيحتويني البحر، أرفع رأسي وكأني أتخلص من أحزاني مع كل قطرة ماء تسقط عني. ❝
❞ قمة القهر أن نشعر بالحقيقة داخلنا ويكذّب من حولنا إحساسنا! ❝
❞ تمنيت لو أستطيع أن أخبئ الأولاد في حضني وأتلقى كل الأفكار الغريبة التي تحاصرنا من كل اتجاه وكأنها رصاصات تخترق رأسي وروحي بدلًا منهم. حلمت كثيرًا أن أدخلهم داخل فقاعة ليكونوا في أمان. لكني أدركت بعد فترة أنني مهما حاولت حمايتهم من تلك الأفكار عليهم مواجهتها، دوري الوحيد أن أساعدهم على تكوين وجهة نظر خاصة بهم، وهو أمر لو تعلمون عظيم! ❝
❞ يا لقسوة الأمل حين يملأ روحنا بغير الحقيقة! ❝
❞ يريحني أن أحلم بالموتى، أصحو وقد امتلأ قلبي بالفرح لرؤيتهم. ❝
الفقد ألم حتمي يمتد با متداد أعمارنا، تظن أنك نجوت منه أو تمكنت من تخطيه ولكنه يعود ليذكرك بضعفك وهشاشة روحك.
أما الفقد هنا كان باعثا على المضي قدما، على التغيير، كان ملهما وموجعا، ينير لك دروبا ويصوب أخطاءا ظننت يوما أنك لن تستطع عليها قدرا.
فحياة الأم زاخرة بالأحلام لصغارها، لتأتي رياح الحياة دوما عكس ماترجو وتتمنى، تداعبها حينا، وتعاركها أخرى وتتحداها أحيانا كثيرة، فيبدو الانهيار وشيكا لتعود الذكرى والحديث مع الأحباب، وإن كان حديثا من طرف واحد، كفيلا باتقاد شعلة الأمل من جديد، فتتجدد الحياة بداخل الأم، ويتجدد الأمل، وتتجدد المساعي والقرارات لتنتهي بتحقيق أصعب وأبعد الأمنيات.
في روايتها اتجاه عكسي، استعرضت الكاتبة جزءا أصيلا وعميقا يعكس حجم الصراعات التي تعيشها المرأة في مجتمعنا، خاصة لو كانت أما، تسعى كل السعي لتحقيق أبسط أشكال السعادة لأبنائها وأكثرها عمقا وتأثيرا.
كان اتجاه السرد يسير بعكس خط الإلهام، الذي سيؤكد مع الوقت أن الألم والرحيل كان دوما داعما وملهما، وأن أصحاب الشخصيات المؤثرة الملهمة لا تنمحي آثار أياديهم البيضاء برحيلهم، بل تعش وتمتد لتلهم، لتصلح، لترمم الآلام.
تناول العمل الكثير من القضايا والمشكلات، وإن كنت قد تأثرت كثيرا بقصة الإبن ومدي معاناته مع تعدد وتغير الأنظمة التعليمية المتاحة وحجم التخبط الذي مرت به الأم لتوفر له مايستحق من فرص متكافئة كغيره من الأطفال. لكن العمل لم يغفل، مشكلات أخرى كنظرة الكثير من الرجال لزوجاتهم في مجتمعاتنا واصرارهم على تهميش دور الأم وإن كانت تحمل العبأ الأكبر.
كذلك اللجوء للطب النفسي أو السلوكي الذي أصبح ضرورة لابد منها في زمننا هذا، كانعكاس طبيعي لكل مامر به جيلنا من صدمات وتخبطات كان من شأنها أن ترهق روحه، فيصبح اللجوء للطب النفسي أمرا لا جدال فيه.
أما الصداقة فكانت صاحبة الأثر الأكبر والصوت الأعلى بالعمل، فاستعرضت الكاتبة رحلة صداقتها منذ بدايتها وحتى النهاية، حتى رحل الطرف الآخر ليؤكد برحيله حجم الأثر، وأهمية ووقع الصداقة الحقيقية على الروح والنفس، ومن ثم على الحياة ب امتدادها...
لغة العمل جاءت سلسة تخاطب كل قارئ وقارئة دون الحاجة لاستعراض لغويات معقدة ومقعرة ماكانت لتوفي العمل حقه، لتصل رسالته
اتجاه عكسي، عمل هادئ، راق، سلس يلامس قلب وعقل كل قارئ يبحث عن واحة للاسترخاء من ضغوطات الحياة، ومصدرا للأمل يبدل كل مخاوفه من الغد لمنازل من أمان.
🔹️️اسم الكتاب : اتجاه عكسي 🔹️️اسم الكاتب : نسرين البخشونجي 🔹️️نوع الكتاب : دراما / اجتماعي 🔹️️اصدار عن : المحرر للنشر والتوزيع 🔹️️عدد الصفحات : ١٢٧ صفحة
🔹️️كم من مرة شعرتي بصراعات داخلك بين رغبة أهلك ومجتمعك ورغباتك الشخصيه ! كم مرة شعرتي بالحاجه للهروب في الإتجاه العكسي !
🔹️️ عن العمل /
هنا رحلة إمرأة في الأربعين ، رحلة زوجة وأم ، مشتته بين هويتها وتربيتها ، وبين أحلامها وتربية أولادها ... تنقسم الرواية لأربع أجزاء رئيسية : الجزء الأول : حياتها وتربيتها وطبيعة علاقتها مع والدتها . الجزء الثاني : المدارس الدولية ومشكلاتها ، ومحاولة تربية أولادها في بيئة سليمة ، وعلاقتها القوية بهم . الجزء الثالث / علاقتها مع زوجها الغير متواجد دائما بحكم العمل ، وحبها وكرهها لوضعها معه . الجزء الرابع / رسائلها لصديقتها وحبيبتها المصابة بمرض السرطان ... في مشاهد متنوعة ننتقل من مكان لمكان ، وذكريات ومستقبل على هيئة رسائل على لسان البطلة ... فهل سترسوا مركبها على شاطئ يريح قلبها وعقلها فالنهايه !
🔹️️ ما لم يعجبني فالعمل /
-لست من محبي الأغاني فشعرت بالضيق لتكرار مقاطع غنائية كثيره بطول العمل وان كانت تناسب شخصية البطلة وجائت لإكمال الحالة التي تعيشها .
- أحسست بالملل لتكرار فكره التنقل بين المدارس ووجدت بها الكثير من المبالغة والإعادة .
🔹️ الغلاف /
جذاب ملفت يمثل المرأة النوبية بحرفية عالية مع اسم يمثل الحالة العامة للعمل فمني تحية شكر للمصمم أحمد الصباغ ..
🔹️️ اللغة والسرد /
كتبت بلغة فصحى سهله ، تخللتها عامية في جمل لسياق العمل ، مع كلمات انجليزية للسياق أيضاً . وغلب السرد الحوار لطبيعة العمل كرسائل تحكيها البطله ...
🔹️️ النهاية /
جائت حزينة متوقعة من جانب ، ومربكه محيرة من جانب ان الوضع يبقى كما هو عليه !
📌❞ ما يؤلمك حقًّا هو خوفك من المستقبل وغضبك من الماضي، ونسيت أن تعيشي حاضرك. ❝ نمضى مع البطله فى رحلة حياتها من معاناه لأختلافها وتناقضها مع الأم ثم رحلة اكتشاف اسباب ابتعادها هى وزوجها فمن الحب للهجر ومن ثم نمضى مع الام للبحث عن مدرسه لياسين ومسك أبنائها وعانها كأم فى البحث عن الافضل لابنائها وخوفها عليهم ومن ثم اشتياقها إلى صديقتها التى عانت من السرطان.
📌❞ لو بقيتي كويسة، أولادك كمان هيبقوا كويسين. ❝ وفى ظل كل هذه الاحداث يتبين لنا كم تتأثر النفس البشريه وكم هى حساسه وبحاجه للرعايه والاهتمام اعجبنى كثيرا لجوء البطلة للعلاج النفسى فالتراكمات تولد الانفجرات حتى لو ذهبت من اجل أبنائها.
📌❞ لدي أفكار يستحيل أن أناقشها إلا مع صديقاتي أثناء لقائنا الأسبوعي؛ لأنها غير مقبولة على الإطلاق في عائلتي الصغيرة والكبيرة ❝ الظاهر ان ده شئ بسيط وحاجه منتشره جدا ولكنه شئ صعب للغايه الا يستطيع الانسان ان يعبر عن نفسه وعن افكاره مع عائلته فيحترس ويكون خائف من كل كلمه وما يمكن ان ينتج عنها فرغم قرب المسافات يوجد بعد مؤلم كائنه نوع من انواع التعذيب النفسى. 📌ولا يوجد نهايه فمازالت الرحله مستمره. 📌اللغه والسرد:اللغه كانت مزيج بين فصحى بسيطه سلسه والعاميه. وجاء السرد على لسان البطله مفعم بالاحساس والمشاعر الصادقه. 📌الغلاف:بسيط وجميل ومعبر للغايه فالروايه عن أمرأة وعلى الغلاف أمرأه ولون الغلاف الابيض يزيده بساطه وجمال 📌رآى:تأثرت للغايه وهذا ان دل على شئ فهو يدل على براعة الكاتبه حيث جعلت روايتها تلمس النفوس مما بها من مشاعر صادقه.
📌أقتباسات: 📌❞ «أكتب من أنت لتعرف من أنت». ❝ 📌❞ الآن أقول لك، أنا وحيدة لأني قررت أن أسكن المنطقة الرمادية. ❝ 📌❞ «أحاول أن أصنع رائحتي الخاصة ليذكرني بها الأصدقاء، ربما ستكون مزيجًا من نعناع الشاي وتحويجة القهوة الصباحية مع قليل من زهر الياسمين والفل أو زهور مسك الليل التي تفوح في المساء فقط». ❝ 📌❞ قمة القهر أن نشعر بالحقيقة داخلنا ويكذّب من حولنا إحساسنا! ❝
عزيزتي نسرين، كيف حالك الآن؟ أتساءل بعدما أخذتي قلبي عنوة ورميتي به وسط بحر الحياة الهائج.
أخاف الأمومة يا عزيزتي، أفكر دائما هل أستحق؟ هل سأكون أماً لائقة تجازف بكل شئ من أجل سعادة أطفالها؟ ومع هذا أجنحة قلبي ترفرف فور رؤية أي طفل، تنهمر دموعي وأنا أداعب وجناتهم الصغيرة. كيف تلاحقين؟ العجلة تدور وانت معها في الزحام، هل يراك أحد؟ أم أن جميع الأمهات متشابهات يرتدين نفس الثياب بالمعركة؟
بائسة هي الحياة التي نعيشها ومع هذا نُصر كل يوم الاستيقاظ بإبتسامة وسماع الأغاني مع رشفات الكافيين التي تُغلق بما لديها من قوة ما تبقى من جروح الأيام الماضية. أتعلمين أحب الرقص في الأوقات التي أقضيها بالمطبخ كما تحبين الغناء. اعتقد أن أرواحنا تتجسد أمامنا وتطير في تلك اللحظات قبل أن ترتد للجسد مرة أخرى وتنطفئ أنوارها في صراعنا اليومي، صراع كل أنثي مع الحياة.
كيف تحملت كل هذا؟ أهذه أقدارنا التي ولدنا من أجلها! لن أتحدث عن المرض، لا أحبه، لا أطيق المستشفيات، تذكرني بكل الراحلين، أتعلمين أنني لا أحب الإمساك بيد الموتى.
أسمع استغاثتك المكتومة، أنينك الذي ينبض من بين السطور أرى شريط حياتك وما تفعله بك الأيام. هل نستطيع أن نمضي؟ هل تأخذ بأيدينا الصداقة والأغاني؟ أتمنى..