"لماذا نحكي؟"، قلتُ من قبل أن ثمة نزعة خلال العقود الأخيرة إلى اعتبار الحكي أمرًا غاية في البساطة والأولية، وإذا كان سؤال "ماذا نحكي؟" قد بدا في وقتٍ ما، هو الأكثر أهمية، فإن سؤال "كيف نحكي؟" اعتبر تطورًا جماليًّا يتحلَّل من الالتزام الأيديولوجي، متفرغًا للأداءات وطرق الحكي المسلية والذكية. وهذا منطقي بالطبع وفق تصوُّر مفاده أننا "كلنا يلعب". لكن في كلا الحالين لم يُطرح بالجدية نفسها -إلا في اختصاصات أخرى غير أدبية- سؤال "مَن يَحكي؟". يتتبع مهاب نصر في هذا الكتاب، مفهوم "السرد"، لا بصفته السرد الأدبي فحسب، بل بالمعنى الأوسع للكلمة. تبدأ رحلة المتتالية الطويلة بحكايات الأطفال التي تُروى لهم قبل النوم، أي البدء بالوظيفة الأوليّة والبدائية للحكي، ومن ثم مقارنتها بالحكي الروائي الحديث، الذي يختلف عنها في نقطة محورية هي الهدف إلى كشف الغطاء عن الحياة الواقعية المعيشة، أي هذا الفعل المعرفي المتعلِّق بـ "هنا والآن"، والذي يرتكز على موقع الفرد في الحداثة وإضفاء المنطق على قدريّته، وبالتالي يكون مرآة لضميره الداخلي، لأنه هو الذي يحدِّد هذا القدر. لتعود بعدها الحكاية الآن، في نكوص عن هذا الفعل المعرفي، إلى بدائية حكايات النوم التي تهدِّد الصمت في رهبة من الظلام والنوم.
نقد شديد الذكاء للسرد، وللسارد وموقعه، ومن خلال ده بيتحرك لنقد للحداثة الأوروبية بشكل عام، ويمكن ده بيبدأ يبان في الآخر، بشكل يحل التساؤل عن سبب التركيز شبه الحصري على الرواية الأوروبية، في الفصلين الأخيرين الرائعين عن التابع ورواية الشعوب المستعمرة.
الكتابة شديدة الكثافة ومش سهلة، ولكن الموضوع يستحق إعادة القراءة مرة واتنين فعلاً لأن الأفكار المراد التعبير عنها نفسها ما هيّاش سهلة أو جاهزة. وإن كنت أتمنى إن الكتابة كانت تبقى أكثر تفصيلاً لحساب التكثيف الشديد.. وأعتقد إن كتابة مهاب التانية، عن الرواية العربية، لو قدر ليها إنها تجمع في كتاب، هتبقى على نفس مستوى الذكاء والاستبصار، وهتبقى أكثر وضوحاً في نفس الوقت لأن الإحالات هتبقى أقرب للقارئ.
حديث عن السرد ، أبدع الاستاذ مبنا في ترتيب تسلسل المقالات تبعًا لأفكارها اذ أن الكتاب نًشر بعد الرحيل المفاجئ للشاعر والصحفي مهاب رحمه الله
شعرت بينما أقرأ ان عمق فكر الراحل ، ربما ما اودت بحياته! الطرح الكبير يذهب ويجئ في الكتاب عن الحكي! لم نحكي ونروي؟! ولم نفعل إن كنا لن نحكي الحقيقة ، وإن من خلال التخييل ؟
النجمة الناقصة لقصور فهمي افكار عدة ☺️ صراحة رحمه الله كثف تفكيكه لمفهوم السرد عبر أمثلة غربية، مركزًا على مغزى الكلمة وأهميتها
النجمة الرابعة للفخم مينا ناجي والعمل الوفي الناجح الذي قام به في تحرير الكتاب، تجميعه واخراجه للنور
▪️إن رواية حقيقية هي رواية لا تنتهي، ولا تعرف ماذا ستكون فيها ولا بعدها
العنوان مدهش .. رحمه الله .. حكى قبل ذهابه للنوم الأخير
ارفع القبعة لمينا ناجي، أسعدني مصافحة قلمه هذا العام يكتب من القلب حتى وهو يقدم ويحرر وقاء لصديق