بدأت فكرة المجموعة القصصية بعد مرور أكثر من أحد عشر عاما على إصدار روايتي الأولى "سبتمبر" والتي نشرت عام ٢٠١١. خلال هذه الأعوام، تنقلت كمراسلة صحفية في محطتين إذاعتين دوليتين في وقت حاسم وخطير سياسيا واجتماعيا، وهو ما عطلتني عن إتمام عمل أدبي متكامل, وبعد أن توقفت إذاعة بي بي سي عن بثها باللغة العربية -وهو المكان الأخير الذي عملت فيه كصحفية ومذيعة- كنت قد بدأت في الشهور الأخيرة قبل الإغلاق في مسودة الكتاب والذي أصفه بأنه قصص متفرقة لمشاهدات طويلة خزنتها في ذاكرتي وقلبي دون أن أقوى على البوح بها. كان اسم الكتاب هو أول ما خطر لي " كاتب بلا رواية" والذي تغير بعد ذلك ل "نسوة المدينة" فأنا أعيش واكسب قوت يومي من الكتابة، فعل اعشقه وامارسه يوميا، لكنني اليوم كاتبة دون أن أملك رواية كاملة كما اعتدت أن أكتب سابقا.. رواياتي هي مجرد بنات أفكار تؤرقني كوخز الدبابيس.. اريد طرحها كاملة وأشعر أنني ألهث في الحياة فلربما لن املك من العمر ما يجعلني اكتب إحدى عشرة رواية.. لا اريد التخلي عن أي فكرة، وأشعر أن الرواية لا تطاوعني. لهذا خرج الكتاب بهذه الفصول القصيرة، لقصص كنت قد تركتها على عتبة الزخم الثوري، وعلى عتبة إجهاد الأمومة، وخذلان الصداقة، وضغوط الصحافة، وضبابية منتصف العمر، جاء ليصنع خندقا صغيرا في قوالب اسمنتية تربينا عليها وتوارثنا دون أن نقدم لها تعاطيا عصريا فباتت قديمة وكالحة وكئيبة.. وأصبح طرح تساؤل حولها أكثر إلحاحا. كإرث أنوثة سيدات الشرق في عصرنا الحالي مثلا واللاتي ضاعت ملامحهن وسط المد العالمي والثقافة الغربية. حاولت خلال هذه المجموعة أن استعر سلاسة الصحافة كأسلوب لعرض الأفكار دون التخلي عن الجماليات الأدبية، لأن هدفي كان الفكرة في حد ذاتها أكثر من الاستعراض البلاغي. بدأت من حيث أقف، جردت نفسي من كل المسميات التي حصلت عليها طوال حياتي ونظرت لأكثر نقاطي ارتكازا وأصالة، وكانت نظرتي لنفسي أنني امرأة وأم قبل أن أكون أي شيء آخر، ومن هنا انفرطت الكلمات،من أكثر ينابيع روحي خصوبة. وقد اتخذت من الصراحة ميثاقا بيني وبين القارئ لأطرح تساؤلاتي ورؤاي -وحلولي في بعض المواقف- دون خوف من حكم او نظرة او قولبة لشخصي ككاتبة او انسانة. في كل فصل كنت انطلق من ارتكاز شعوري عشته بنفسي، وهو ما جعل التجارب الذاتية حاضرة وبقوة في كل فصل من فصول الكتاب، تساؤلات تمر علينا كنساء وزوجات وأمهات ومواطنات دون أن نملك جرأة طرحها، او حتى الاستفهام حول سبب حدوثها، لأننا ببساطة لا نملك احيانا رفاهية التساؤل وسط حياة تتغذى على النساء كوقود لاستمرارها..
كتاب مميز بمشاعره الدقيقة الدفينة بالقلب والعقل. محاولات من الكاتبة أن تقتحم عمق الإحساس بكل شئ. مشاعر إنسانية في المقام الأول قبل أن تصنف نسائية أو ذكورية.
لدى الكاتبة قدر غير عادي من التأثر والتحسس من كل فعل أو نظرة بالمحيط مما أعطى بعد دافئ لأفكارها المختلفة التي تطرحها.
ميزة إضافية في الكتاب أن كل جزء أو مساحة أو مقالة أو قصة إن جاز التعبير في بعض الفصول، قادر أن يتسلل داخلك ليلامس نقطة مختلفة.
محاولات جيدة جدا من الكاتبة أن تعانق الجرأة و تقتحم مناطق محظور الكتابة عنها ولكنها تدور داخل الكثيرين جدا مما يجعله فرصة كي يجدوا من يعبر عن مناطقهم السرية أو على الأقل أن يجدوا تفسيرا لبعض مشاكلهم خصوصا تلك التي تقع على خط التربية منذ الصغر وعواقبها على النفسية والعاطفة.
الكتاب ليس مع المرأة ولكنه يقف مع حقها في أن تكون ضعيفة. وليس مع الرجل ولكنه يتودد إليه كي يسامح طفولته ويكتشف مكنون رقته ومنابع مشاعره كي يمنح المرأة ما تتمناه ولا تستطيع أن تُشبع نفسها بنفسها دونه.
كتابات إنسانية ذات مستوى رائق وواع جدا وحكيم.
بين أسطر الكتاب، اقتباسات لكتب كثيرة ومتنوعة متضافرة بأناقة وسط الحكايات، جديرة بالبحث عنها وقراءتها. الكتب المذكورة أعطت للكتاب عمقا جديدا.
لامس الكتاب أشياءاً عندي ، حين عبرت الكاتبة عن حيرتها كيف تنتهي من مسودات مشروعات روايات تمتلك أفكاراً لها وهي معاناة شخصية لي ككاتب ، وحين كتبت عن مدينتها طنطا ، التي أنتمي إليها أنا أيضاً. **** يمر الكتاب في فصوله بأركان الرواية ، الأشخاص والزمان والمكان ، لتحكي الكاتبة في الفصول الأولى عن بطلاتها ، نسوة المدينة ، كيف صادفتهن في الحياة واستشعرت معاناتهن ، ولم تنس الكاتبة نفسها لتحكي جوانب من حياتها على هوامش القصص أو في صفحات الكتاب الأخيرة ، وكيف تعاني هي بحثاً عن "حبكة" لتجد لبطلاتها مكاناً على الأوراق. يصف المحلل النفسي إدموند بيرجلر معاناة الكُتّاب بالسكتة الكتابية أو قفلة الكاتب ، ويرى أن الروائيون يعانون من اضطراب مزاجي يصل حد الاكتئاب يقف عائقاً أمام قدراتهم على التعبير عن أفكارهم. وهنا نجد الكاتبة تحاول الخروج من هذا المأزق بمشاركتنا أفكارها ، كأنها في جلسة حكي مع صديق ، تقارن بين حيوات بطلاتها وقصص في مرويات لكتاب أستطاعوا الخروج بأبطالهم من حيز التفكير إلى صفحات روايات مشهورة ، لكنها في كل مرة تجد أن أبطالها يستحقون تسلسلاً مختلفاً للأحداث أكثر عمقاً أو مخرجاً إبداعياً مغايراً يوافق ثقافتنا العربية. ولأن الرجل هو القطب المقابل لنسوة المدينة ، تمحورت معاناتهن حول هذه العلاقة في غالب الحكايات ، وإن ظهر بعض الرجال بإضاءات خافتة بين السطور ، وفي محاولات لفهم طبيعة الرجل من المنبع وهي تتابع تطور ولدها الصغير. وهنا انتظرت صراعاً من نوع آخر ، صراع داخلي بين نسوة المدينة بعضهن مع بعض على سبيل المثال ، ربما هو جانب على الكاتبة البحث فيه ربما تجد فيه خطاً درامياً لإحدى بطلاتها.
ثم يأتي الزمان في فصلين قصيرين ، حين تحدثت عن الحب عن بعد "زماناً ومكاناً" والانتظار ، وقد بديا لي هذين الفصلين أكثر هدوءاً ، لم تستعرض فيه قصصاً لواحدة من نسوة المدينة ، لكنها في مقطع صغير تحدثت عن علاقة الزواج العادية. أقتبس منه.. "فالزواج لفظ برع الناس في إسقاط لعنات خيباتهم عليه، لكنه يحتاج إلى شخص يرسم تفاصيله «العادية» ويضعها في برواز ليتأمله الناس، ويعودون إلى علاقتهم ويحاولون تسليط الضوء على جمالها. أب يشتري حلوى لطفله، زوج يضع هاتفًا على أذنه في السوبر ماركت يحادث زوجته لأنه نسي بعض الطلبات، زوجة تقدم القهوة لزوجها عقب الإفطار في رمضان، زوج وزوجة يشاهدان فيلما بعد نوم الأطفال، رجل بملابس العمل يتذوق الطعام من الطنجرة بعد عودته من العمل جائعًا، رجل يحمل الملابس وينتظر زوجته خارج غرفة تغيير الملابس في أحد المحلات، وهكذا...." انتهى الاقتباس.
والمكان ، في الحب عن بعد ، أو في فصل اغتيال الظل لما حكت عن المدينة البطلة في روايات عالمية ، ومنها إلى الحكي عن مدينة طنطا ، تلك المدينة العادية أيضاً والتي سُحق جمالها بإسم التطوير ، ولأنني أحمل ذكريات مشتركة مع هذه المدينة لنفس الأسباب التي روتها الكاتبة أحببت هذا الفصل من الكتاب. ***** في النهاية أجمل ما في الكتاب هو الحكي ، وأتصور أن لدى كل كاتب رغبة تدفعه للتوثيق ، شعور بأن موهبة الكتابة تنطوي على أمانة النقل ، أو الشهادة على العصر ، ولأن هناك بشراً حولنا يختفون في الزحام دون أن يروي أحدٌ حكاياتهم ، أحببت هذا الجانب من الكتاب ، حتى لو قالت الكاتبة في مقدمته "توجد قصص لن أحكيها أبداً!" ، أتمنى أن تخرج إحدى بطلاتها في رواية مكتملة لأن بعض القصص يجب أن تُحكى.
طبعا في ظلم واقع علي شريحة كبيرة من النساء لكن في المقابل فيه بالمثل ظلم كبير واقع علي الرجال فالأفضل نتكلم عن الطرفين و نحلل المشاكل وأسبابها و حلولها وليس شكوي لمجرد الشكوي ولعب دور الضحية وان الراجل هو الجاني واننا نحتاج لمنقذ !!!
القصص فيها انحياز للمرأة بصورة كبيرة و بنات كتير لو قرأوه هيعيشوا في دور الضحية وانهم مظلومين والمجتمع جاي عليهم و يسقطوا الإحساس دا علي حياتهم
*يعني من القصص اللي علقت معايا ان البنت بتكون أم و بتكون مسؤولة وان الامومه مش سهلة دا أكيد بس في المقابل الراجل يجوز ويخلف و يلاقي نفسه قدام مسؤلية كبيرة لا تقل عن مسؤلية الزوجة و في وسط الظروف المادية بيشتغل أكتر من ١٢ ساعة فبيُستهلك ماديا ونفسيا و جسديا...
*و عن قصة دبح البنت في الشارع في جرايم الستات فيها بتقتل الرجالة بأبشع الصور و في رجالة يُمارس عليها العنف والضرب...
*و في قصة الحياة الجنسية للزوجة وانها لا تستطيع البوح بما ترغب فيه لزوجها اعتقد الراجل عنده نفس المشكله وانه لا يستطيع الزواج في سن مبكر فيلجأ للأفلام الإباحية و بعد الزواج يصطدم بالواقع الغير مثالي بالنسبة ليه والبنت بنموذج الأفلام والمسلسلات...
*و في قصص الستات المقهورات بالعمل والزوج يتعاطي او لا يعمل موجود العكس ان الزوج يعمل ليل نهار والزوجه تصرف الفلوس علي ال شوبينج وخلافه دون حساب...
*قصة البنت اللي من الأقاليم ممكن نظرة الآخرين زي ما الكاتبة قالت و إنها عقد نقص للبنات الآخريات ومحاولة إثبات انهن أفضل أو صورة مستمدة من الإعلام أو تجربة لأني كما يقال فتاة من -الأقاليم- و عيشت تجربة المدن لم ألحظ ما تقوله الكاتبة...
*قصة عاملة المنزل وأنها أفعال رجال كتير منهم مرتبطات بصيادين او شيالين او مزارعين و برده يشتغلوا اكتر منهم فهنا ممكن اللوم علي الدولة وعلي ما وصلنا إليه من إهمال صحة و تعليم و فرص عمل وغلاء أسعار و قلة التأمينات و المعاشات...
في العموم لا أحب لعب دور الضحية وان الستات مظلومه!!! اللي وصلنا له دا بما كسبت أيدينا إحنا الإثنين سواء راجل أو ست و في وجهه نظري هو البعد عن الفطرة و البعد عن الشريعة و الدين الإسلامي
ما أعجبني في الكتاب هو آخر فصل عجبني جدا التغذي علي الآخرين لأنه يعرض قضية عامة تمس كل الأطراف
This entire review has been hidden because of spoilers.