الرقص على ذرى طوبقال

by سليمان القوابعة

لم يكن في مخيال الطفولة والصبا أن تحملني طريقي الى جانب قصي من وطني الكبير بعيداً عن مطارح الفتها في الأردن وبقايا فلسطين .

وبعد سنين من دراسة لأبعاد الوطن على الورق ، وسؤال حط على البال من امتحان الثانوية العامة في مادة الجغرافيا

( سافر .. الى شمال افريقيا وحتى سواحل المملكة المغربية ، ثم اذكر موانئ الدول العربية التي تمر بها وما هي صادراتها ....

وبعد سنئين تهيأت لدينا فرصة للسفر نحو أمداء قصية كمعلم في مغرب الوطن يدرس طلابه مادتي التاريخ والجغرافيا في معهد ( محمد الخامس ) بمدينة هي منبثق الدولة السعدية ... إنها تارودانت / تابعة إقليم أغادير، فأقمت فيها لسنوات (١٩٧٦) - ۱۹۸۰) بين تلطف الأهل والأصدقاء مع طيب معشرهم الذي لا أنساه ما حييت ... وما زالوا يتواصلون معنا وبإصرار ومن خلال السفر والترحال هناك حيث ركائز كريمة من تاريخ رائع وإطلالة لقمة جبل طوبقال الصاعدة من الأطلس الكبير وهي أعلى قمم الوطن، فطاف بنا المخيال وكأننا نشاهد أبعاد الوطن من رأس الخيمة شرقاً وأبعد .. الى المغرب حيث المحيط الأطلسي وجزر

الخالدات التي هي جزر كناري عند غيرنا .

ومع الزمن ومن المغرب توجهنا الى الجزائر وذاكرة التحرير الدامية ومدن لها سيرتها في نضال مشهود، ومنها مدينة قصنطينة فجمعتنا، بأهلها مناسبة احتفال بمحاربين قدامى في معهد المناضل عبد الحميد بن باديس رحمه الله، فأشعرتنا

المناسبة بالعزة ونحن نقرأ عبارة للرجل مثبتة على أبواب المعهد

(( أنا أمازيغي .. لكن عربني الاسلام .. ))

ومع رحلة تابعة الى تونس أخذنا قسطاً من الراحة في مدينة القيروان ونحن نشارك ضمن مهرجان ثقافي وكان العام هو ١٩٧٦ م .

وبعد مراحل السفر وتباعدها عدنا الى الأردن والطفيلة مسقط الرأس ، عدنا وبين أوراقي مخطوطات ثلاث عما سبق، هي مادة لروايات طبعت في سنوات متباعدة، وهي )) شجرة الأركان - Argan - ۱۹۷۸ / والرقص على ذرى طوبقال ۱۹۹۸ / ثم حلم المسافات البعيدة (۲۰۰۷ )) .

216 pages, Paperback

First published January 1, 1998