يضم الكتاب مقالات نقدية تطبيقية عديدة، عن روايات عربية وعالمية من مختلف الموضوعات؛ الفلسفي والاجتماعي والديستوبي والنفسي والتجريبي.
وينتمي الكتاب إلى فئة أسمتها الكاتبة “القارئ الناقد” وهي فئة ظهرت في عصر الثورة المعلوماتية، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيقات التي تهتم بالقراءة مثل تطبيق “جودريدز” إذ بات بمستطاع أي قارئ مشاركة الآخرين نقده وقراءاته في كتب بعينها.
يتكون الكتاب من قسمين؛ القسم الأول بعنوان ما يشبه السيرة القرائية وتحدثت فيه الكاتبة عن خطواتها الأولى في عالم القراءة، وأنواعها، ومستوياتها، ومقاصد القراء، والقراءة التفاعلية، وطرحت تساؤلات عديدة وناقشتها مثل: هل يحق للكاتب أن يشرح مقصده؟ ولماذا يحب الناس قراءة الروايات؟ ثم تطرقت إلى أهمية قراءة الأدب، وموت الناقد، والقارئ الناقد.
القسم الثاني من الكتاب يضم ثلاثة وعشرين مقالا عن أهم الروايات التي أسهمت في تشكيل فكر الكاتبة مثل رواية: كائن لا تحتمل خفته، لميلان كونديرا، ورواية الأبله لدويستويفسكي، ورواية الصخب والعنف لوليام فولكنر، وفقهاء الظلام لسليم بركات، والأفق الأعلى لفاطمة عبد الحميد وغيرها من الروايات.
كنت اقرأ الروايات مستمتعة بإحداثها واجاهد نفسي احيانا افهم مغزى كل رواية وكل حدث وكل شخصية لكن بعد قرائتي لكتاب الروايات التي كونت وجهي اصبح من الممكن واليسير. علي فهم لغز الروايات ومتعة قراءة الرواية صار بإمكاني ان أضع حكمي على اي رواية اقرأها
يُجمع معظم القرّاء على حب الكتب التي تتحدث عن الكتب وهذا أحد الكتب المهمة في هذا المجال، ، في البداية لا أخفيكم أنني تخوفت من قراءة كتاب يتحدث عن روايات أنوي قراءتها ولم أفعل بعد،لذلك بدأت بقراءة ما كتبته رائدة عن روايات أعرفها وسبق أن قرأتها وهنا عرفت كيف تكتب رائدة.
الكتاب هو مقاربة بين النقد الأدبي و القراءة الانطباعية للقارئ هي محاولة لتقصير المسافة بين هذين الاتجاهين والمزج بينهما وهي تجربة تستحق الاشادة حيث نفتقر لهذا النوع بل ونحتاج إليه في ظل انتشار وسائل التواصل التي فرضت شكلاً جديداً هو مراجعات الكتب ، فالرأي الذي لايستند إلى مناهج وأدوات نقدية يبقى رأيا انطباعياً والنقد القابع في برجه العاجي بمصطلحاته ونظرياته الغارقة في التخصص لا يصل لفهم واهتمام معظم القراء .
تجاوزت الكاتبة هذه العقبة بربط الروايات بتجربتها الشخصية فالحديث هنا ليس استعراضا كاملاً لمحاور الرواية بحيث تدرك كل تفاصيلها وإنما هو حديث عن أثر تلك الروايات وصداها عند رائدة كقارئة وتداعيات هذا النص وربطها له بقضايا وأفكار إنسانية ووجودية أثارها الكتاب كالأمومة أو الوباء أو الهوية أوالرقابة وغيرها من الأفكار .
فالكاتبة إذاً تنطلق من نظريات نقدية مختلفة في كل رواية ووتحدث عن فكرة ما أو ثيمة معينة وتبني عليها تأويلات حول الرواية بشكل عام رابطة إياها بغيرها من الكتب والروايات في ذات السياق الذي اختارته.فرواية مزرعة الحيوان مثلاً تتحدث فيها عن منطق إفشال الثورات ، وفي رواية صحراء التتار مثلاً كان الحديث عن رمزية وتأويل الانتظار في الرواية .
سيبقى لهذا الكتاب ميزة أنه كتاب جاء ليواكب ما يقتضيه واقع القراءة بأهمية دور القارئ الناقد وهو ما صرحت به رائدة في المقدمة ضمن ( مايشبه السيرة القرائية) حين تحدثت عن أنواع القراء وأنواع القراءة وأهمية النقد في تفسير النصوص وفي نفس الوقت يحمل بصمة التجربة الشخصية في التفاعل مع الأدب الحقيقي.
في هذه الحياة،، قد تجد صعوبة في إيجاد صديق ،،رفيق،، تأنس بالجلوس معه ،، وتستفيد،، يُلقي بكلماته دون تكلف ،، ُتُصغي بكل حب وهدوء،، لما يحاورك به،، خبرات حياة ،، او ضجيج حروف ،، فكيف إن كان صاحبك ((ناقدٌ أدبي )) ،،
لا تقرأ (( رائدة )) الكتب كما نقرأها نحن،، ستتأكدون من ذلك من كتابها،،
شعور غريب جميل أن تعرف المؤلف،، تتخيله جانبك وهو يحاورك بكلماته،،
الكتاب جميل جداً ،، وستجد في جعبته الكثير مما فاتك من أفكار وتحليلات لكتب قرأتها،، اقتباسات ستقف عندها ،، قد تلخص لك الكثير،،، وقد تشعر أن الكلام لك ،،ويصفعك ،،
في مَثل شعبي عندنا: "العين ما تِعْلا على الحاجِب" ونحن معشر القرّاء عيناً تُنقّل بصرها بين السطور لتلتقط ثمة معنى وروابط؛ لكن "رائدة نيروخ" الناقدة الأدبية هي الحاجب!
الكتابة عن الكتب هي فعل تقييم بالدرجة الأولى، إخضاع النصّ لمعاييرنا الشخصية. وإذ أكتب الآن شيئاً لائقاً بالمتعة التي بين يدي، أملي ألا تتخذوها كتابة نقدية بل كتابة انتقائية عن جواهر الأدب.
عبر ٢٤مقالة تأخذنا الكاتبة نحو مواضيع أدبية، لكل مقالة كتاب رئيسي يلمع اسمه في العنوان ويتصدّر النصّ، بينما تنتظم بين الفقرات عشرات الكتب العابرة التي تؤدي أغراضاً وظيفية تعزز فكرة النصّ، بالإضافة إلى اقتباساتٍ تستعيرها المؤلفة من كتب أخرى تمارس من خلالها وظيفة بلاغية وبيانية. وهذه الخيوط المتداخلة من الاقتباسات والمراجع والقصص الهامشية في المقالة الواحدة كان لها مغزلاً يشدّ انفلاتها ويلفّها ببراعة حول جوهر المقالة.
بعض المقالات كانت عن كتب صدف أن قرأتها، وقد أبصرتُ زوايا جديدة للتحدّث عن الكتب أو أسلوباً فريداً للكتابة عنها. وبصفة عامة، كانت المقالات منظّمة وبديعة من ناحية الإخراج الفني المريح للنظر والقراءة، استخدَمتْ فيه الكاتبة عناويناً عريضة وأخرى هامشية، تساؤلات متشظيّة، استهلالات متنوعة في أسلوبها، وخواتيم لا تشبه إلا نفسها. وهذا التنوّع الخلّاق في التبديل والتحوير، الانتقال والعودة، الاستفتاح والإنهاء، هذا اللعب على الكلمات بخفة أعجبني!
لاأعتبره كتاباً للمتعة وحسب، ولا يجدر بنا أن نصفه بالكتاب النقديّ ولو أنّه ينطلق من هذه النقطة ويتقدّم وفقاً لهذا الاعتبار، هو من وجهة نظري كتاب يُقرَأُ مرات عدة، لأنه محتوى متخصص لغير المتخصصين. كتابة تتخفف من جمود اللغة الأكاديمية وتُخضعها، بكلّ رقّة وحِنيّة، إلى ذاتية التجربة، تجدها تُبدي رأياً وتتعاطف مع بطل أو تُسائلُه بعتبٍ إنساني، وهو ما لا يحدث في النقد الموضوعي الذي يتسم بالحيادية والتعبير بصوتٍ فنيّ يخرج وفقاً لكيمياء السبب والنتيجة، كما يليق بكتابةٍ نقديّة خالصة. هذه أيضاً كتابة نقديّة تخصصية وليست أقل من ذلك؛ لكنّها كتابةٌ تتخفف من سمتها المعرفية وتمتحن تأثيرها في بلورة وتغيير أفكار الكاتبة.
لو انتقلنا لعتبة من عتبات النص، وهو الغلاف الأمامي، سنجد امرأة لاتكاد تلتقط لها ملمحاً من فرط تعاقب صفحات الكتب، فالكتب حاجبةٌ للرؤية وهي في الوقت ذاته عينها التي ترى من خلالها العالم. وأما السرعة في تقليب الصفحات فهي سباقنا مع فائض الكتب وشُحّ الزمن؛ شئ لايفهمه إلا القراء! "كوّنت وجهي" أي شكّلت ملامحي الفكرية.
سوف أدّخره لأسترشد به لكتابة مراجعاتٍ أدبيةٍ لا تُنسَى!
كتاب رائع تعرفت من خلاله على كتب جديدة أغنت قائمة الكتب التي أزغب بقراءتها، وتحليل جميل لروايات قررت إعادة النظر فيها وإعطائها فرصة جديدة والأهم من كل ذلك تعرفت على كاتبة سأنتظر جديدها دائماً بشوق.
📝الكتاب:الروايات التي كونت وجهي. 🕵️الكاتبة رائده نيروخ. 👀عدد الصفحات:٢٩٦ 🎬النوع:القارئ الناقد. 🚦التقييم:🌟🌟🌟✨ تجربه ممتعه ان نقرأ كتاباً تستطيع سماع صوت كاتبه يخرج من السطور... هذا ليس كتاب عادي يتحدث عن بعض الروايات ويوجز بعض احداثها ويحللها بروح نقديه مختصه تحليلا بسيطا وددت لو ان الكاتبه اطلقت ل نفسها العنان أكثر له؛ لمعرفتي انها قادره جدا على ذلك. لم أفهم التفاوت الكبير في مراجعة بعض الروايات.. الا عندما عدت مجددا لقراءة المقدمه التي اسمتها الكاتبه مايشبه السيرة القرائيه... هذه تجربه انتظرتها ووعدت نفسي بها منذ بدايه لقاءات نادي فتيات الرياض للقراءة.. لقارئه استثنائيه حاضرة دائمآ ولو غابت احيانا في كل النقاشات والمراجعات... الثرثرة التي لم نملها يوما ودوما تملؤنا بالكثير من الإضافات و التساؤلات واحيانا الاعتراضات. والان اعد نفسي بكتاب اكثر تخصصا بمابرعت به دوما رائدة التحليل والنقد المدهش للنص الذي تقرأه وحدها دائما بين سطور وجدناها عاديه واحيانا غير ذات اهميه او معنى... نمط الكتب التي تتحدث عن كتب أخرى محبب جدا لي وهو المرشح الأول لاهداءه لقاريء مهما كان تاريخه مع القراءة... استمتعت بطرحها للروايات التي قراتها بقدر تلك التي لم اقراها بعد.. فلا حرق للأحداث ولا تفرض تصورات عنها... "*وأنا ابنة الكلمة وانزياحاتها، تأسرني الكلمات حين تتلاعب بي، وتضل طريقها عن جادة مباشرية المعنى*." وشكرآ 🦋 سجى محمود 🇵🇸
قد تكون شهادتي مجروحة في هذا الكتاب لأنه للصديقة القارئة والكاتبة الأستاذة رائدة نيروخ.. ولكن باختصار أقول إنه قراءة في أعمال روائية متنوعة عالمية وعربية مهمة ورؤية فنية للكاتبة فيها قراءة وتحليلا ونقدا.. أنصح بقراءته بكل تأكيد..