يعود فؤاد الساعاتي إلى بلده لتسلّم ميراث غامض من جده، ليكتشف أنه صار مالكًا لدار عرض صيفية قديمة أُغلقت منذ سنوات، يعشش فيها العنكبوت، ويقول حارسها العجوز إن فيها شبحًا، يخرج كل ليلة ويعبث بها، وإن أحدهم قُتِل ودُفِن في المساحة الواقعة أمام الشاشة.
الآن على فؤاد أن يواجه شبح السينما، وأن يواجه أيضًا أشباح ماضيه، وأشباحًا أخرى حوله، لم يتخيل وجودها.. عليه أن يعبُ0631 المسافة بين الواقع والخيال، وأن يحاول الإجابة عن السؤال المتكرر: «لماذا تتحول أحلامنا إلى كوابيس؟»."
محمود عبد الشكور، ناقد سينمائي وأدبي مصري من مواليد ديسمبر 1965، تخرج في كلية الإعلام قسم الصحافة عام 1987، وكان أول دفعته شعبة صحافة... تدرب في جريدة «الوفد»، وعمل في مكتب جريدة «الأنباء» الكويتية، نشرت مقالاته في عدد كبير من الجرائد والمجلات العربية والمصرية، مثل «القبس» الكويتية، «اليوم السابع» الباريسية التي كانت تصدر في نهاية الثمانينيات، جريدة «روز اليوسف» اليومية، مجلة «روز اليوسف»، جريدة «التحرير»، مجلة «السينما الجديدة»، مجلة «الهلال»، جريدة «اليوم الجديد»، موقع «عين على السينما»، وموقع «الكتابة»... اشترك في لجان المشاهدة لمهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الإسماعيلية للأفلام الوثائقية، وكان عضوًا في لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، وهو عضو نقابة الصحفيين، وعضو جمعية نقاد السينما المصريين، ويشغل الآن منصب نائب رئيس تحرير مجلة «أكتوبر»، له مؤلفات أدبية وسينمائية مثل: «كنت صبيًّا في السبعينيات»، «كنت شابًّا في الثمانينيات»، «سينمانيا»، «ونس الكتب» بجزأيه، «داوود عبد السيد سيرة سينمائية»، «محمد خان سيرة سينمائية»، رواية «حبيبة كما حكاها نديم»، ورواية «ألوان أغسطس» الصادرة عن دار دوِّن عام 2022
رواية صغيره الحجم تدور أحداثها فى النصف الثاني من عام ١٩٩٢ تتحدث عن هوية جيل التسعينات فى مصر والمشاكل التي صادفها فى التعبير عن ذاته أما الاشباح فهى اشباح نفسية نتيجة الوحدة والإحباط. كواحد من هذا الجيل فقد استمتعت بالقراءة.
أول قراءة روائية لأستاذنا محمود عبد الشكور الناقد الفني والأدبي والصحفي الكبير بعد قراءات طويلة لكتاباته السينمائية المدهشة كانت لهذا العمل الصادر عن دار دون. تدور الأحداث في تسعينات رحلة بحث لفؤاد الساعاتي عن ذاته بعد اغتراب طويل عن بلده يمر بها أثناء تسلمه إرثه من جده الذي تضمن دار سينما صيفية مهجورة (مرجانة) التي يسكنها شبح غامض، فهل الشبح فعلا داخل السينما أم داخل فؤاد الساعاتي، وكيف واجهه ؟ وهل سينتصر عليه؟ شممت طوال الرواية رائحة حي المنيل الذي ولدت وعشت فيه حتى المرحلة الثانوية، ولاسيما من صورة سينما مرجانة على الغلاف التي كانت تشبه سينما الجزيرة الصيفية في المنيل التي أذكر فيما يقال أنها بني في مكانها مسرح الجزيرة الذي عرضت عليه مسرحية (حزمني يا) فترة طويلة وأصبح مكانه الآن حديقة عامة. #أشباح_مرجانة #محمود_عبد_الشكور
رواية ( أشباح مرجانة ) للكاتب محمود عبد الشكور ، الصادرة عن دار دون عام ٢٠٢٤ و التى فازت بجائزة القلم الذهبى لمسارات الواقعية، فى دورتها الأولى هذا العام ٢٠٢٥ فى بداية تسعينات القرن الماضى نتعرف على ( فؤاد الساعاتي ) الشاب القادم من دبى للقاهرة بعد وفاة جده لأبيه ( بهجت الساعاتي ) ليستلم ميراثه عنه و الذى يتضمن سينما صيفية مهملة من سنين اسمها ( مرجانة ) اسماها الجد على اسم شخصية الفنانة سامية جمال في فيلم ( عفريتة هانم ) حارس السينما ( فرج ) و الذى يبيت فيها أخبره أنه يسمع أصوات غريبة ليلا تصدر من شاشة السينما ، و عند قراءة مذكرات الجد يكتشف فؤاد مفاجأت أخرى غريبة و مثيرة . قد تعتقد من اسم الرواية انها رواية رعب أو جريمة و لكنها ليست كذلك ، مع حكى فؤاد عن ذكريات طفولته ، نشأته ، الجامعة ، شلة الأصدقاء ، الحب الأول ، الأحلام المجهضة نتعرف على أحلام و أفكار جيل التسعينات . الظروف السياسية في البلد و الإشارة إلى بعض الأحداث مثل إغتيال رفعت المحجوب ، ظهور الجماعات الإسلامية و التدين الظاهري ، شراء دور السينما من قبل مؤسسات تهدف إلى إغلاقها و تغيير نشاطها . أفكار مثل الغربة في الوطن ، فقدان الأمان ، الوحدة ، التوق إلى فهم الذات و الآخرين قبل فوات الآوان . أشار الكاتب بحكم كونه ناقد سينمائي بارع إلى أهم أفلام و مخرجى فترة الثمانينات و التسعينات ، بعض أغانى أفلام هذه الفترة المميزة ، جو المقاهى الثقافية في وسط البلد و مثقفيها من شتى المجالات ، الأغانى و المطربين المشهورين في هذه الحقبة ، مما خلق جوا فنيا متنوعا و شاملا ، غلف الرواية و أحداثها بغلاف ساحر آخاذ نبهني أثناء القراءة لذكريات فنية لزمن جميل بمنتهى السلاسة و الجمال . الفصل الأخير ( فؤاد الساعاتي ) فى غاية الجمال و الفلسفة البسيطة التى تصف روح حائرة بحيرة معانى الحياة المبهمة . السرد بالفصحى و الحوار بالعامية ، أعجبنى تجمع الأصدقاء بعد سنين و البوح بكل ما فى داخل عقولهم و قلوبهم تحت البدر فى ساحة السينما و أمام شاشتها البيضاء و كأنها مرآة تعكس أرواحهم التى و ان تعبت من الحيرة لا تخشى عفريت السينما المزعوم . أعجبتنى و أرشحها للقراءة ، قرأتها على تطبيق أبجد و اخترت لكم منها هذه الإقتباسات : أنا فؤاد الهارب من الوطن إلى الغربة ، و العائد إلى غربة الوطن. لا شيء يتثق مع الدفاع عن الحياة سوى أن تحب الحياة . المرأة هي التي تعطي للحياة معنى ، تجعلنا نقف على أرض صلبة بعد أن كنا معلقين في الهواء . مرجانة ليست سينما ، و لكنها الحلم المفقود الذي عثرنا عليه وسط العاصفة ، فإذا تخلينا عنه فنحن المسؤولون عن ضياع الفرصة الأخيرة للنجاة . الجمود والسكون وهم ، كل شيء ممكن يتغير جذريا ، حتى تفكيرنا و نظرتنا للحياة .
ترددت قليلاً في تقيمي للرواية.. من جهة تتمتع بلغة جيدة و أحداث لابئس بيها لو تم توظيفها بشكل سلس و أكثر وضوح لفكرة الكاتب. و من جهة أخرى تفتقر لعنصر التشويق بين طيات أحداثها. على سبيل المثال شخصية "فؤاد الساعاتي" عانت من فقد الوالدين في مرحلة مبكرة من العمر، الوحدة، الغربة على أرض الوطن، فقدان الشغف و عقبات أخرى، تمنيت لو تم تسليط الضوء على أثر وقعها النفسي في المقام الأول ثم على مجرى حياة الشخصية؛ بشكل مفصل يجعلني أنا كقارئة متفاعلة شعوريًا مع الشخصية و متشوقة لمعرفة ما انتهت عليه.
بهذه الرواية كان أول لقاء لي مع الكاتب و أعتقد إن لم يكن الأخير فسأكون أكثر انتقاءًا لمنشوراته!.
استوقفنى منشور عن الرواية ذُكِر فيه أنها حازت على جائزة القلم الذهبي في الأدب، فساورني الفضول لقراءتها وهأنذا لا يساورني إلا الندم. رواية ليس لها أي محور أو مغزى أو قصة أو حبكة، مجرد "حكاوي" عشوائية عن شخصيات من هنا وهناك، أسلوب الكاتب لا بأس به، واصف جێد ويمتلك شىء من القدرة على التعبير انعكست في بعض الفقرات، لكن ما جدوى الأسلوب في إيصال العبث؟ مُستَنفَرة للغاية من قراءة الأدب وما كنت أُحُبُّ مثله، لا أدري على أيَّ معايير يُعتمد عليها كي تفوز هذه الصفحات بتلك الجائزة، ولكنه -في رأيي- عمل لا يستحق القراءة.