"إن أكبر فخ يقع فيه الناس هو ظنهم بأن الدين يمنعنا من التفكُّر.. فالدين هو التفكُّر في حد ذاته! هنا... ستعرف عن علاقة الدين بالفلسفة وبالمنطق وبالعلوم الإنسانية التي تحكم العيش بين الطبقات المختلفة. سنمر على كل حقبة اختلف فيها منظور الناس في التدين وفي المظاهر الاجتماعية التي تبرزه وتقويه. في هذا الكتاب رؤى ومناقشات عن تغيُّر طبيعة الإنسان المعاصر وعلاقته بالدين في السنوات الأخيرة، عن كل ما يؤثر في إنسانيتنا وفي ديننا وفي نظرتنا إلى الغير والحكم عليه، عن علاقة الإنسان بربه ومن أي شيء يستمد قوته وقدرته على المواصلة في سلام وأمان لقلبه وعقله، عن سمات العصر الحالي والظواهر شديدة الغرابة التي تم ربطها بالدين وهي لا تمُتُّ إليه بصلة. بقلمٍ فلسفيٍّ ونظرة تحليلية دقيقة يحاول المؤلف استكشاف المناطق المحيطة بفكرة التدين وما يحدث حولها من ظواهر وتأويلات. "
وتزداد الصورة التي يحاول الشيخ علاء رسمها لما يراه أنه النسق الكلي للإسلام وللحياة وضوحًا وجمالًا ! أكثر ما يعجبني في كتب ودروس الشيخ هو نظامه ومحاولته الدائمة لترتيب أفكارك وجذبك من الفروع للأصول حتى ينبني عندك المنهجية العلمية المتسقة.
التدين هو رحلة الإنسان إلى الله عبر الدين، فالمحاور الكبيرة هي الله والدين والإنسان والتدين. والتدين له واقع نعيشه نراه في سلوكيات ظاهرة مدفوعة من أفكار باطنه محركة، وله أيضًا مستقبل أفضل يرجوه الكاتب ويرى أنه الأقرب للكمال المستطاع الذي يخاطبنا به الله في دينه.
والكتاب الذي بين أيدينا يركز في معظمه على محور التدين حيث سلوك الإنسان في ميادين الحياة المختلفة، وهذا بعد أن يبدأ الكتاب بخلاصات حول محور الإنسان والإشارة خاصة لتأثير أفكاره ومشاعره على كل سلوكياته.
والخلاصة التي يدعونا الكاتب لها هي أن تكون غاية الإنسان في هذه الحياة هي السير لله بالله، فيكون تديننا عن بصيرة متحررين من أوهامنا، والذي يسير بالله سيخرج من سجن هواه الضيق الأناني المتعلق بالدنيا لسعة عبودية الله تعالى والتعلق بالآخرة، والذي يسير إلى الله سيطلب الكمال والجمال وسيمتلئ تعظيما وحبا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. . الكتاب جميل جدًا وبإذن الله سأعود مرة أخرى لمراجعه أطول ألخص فيها محاور الكتاب الرئيسية فهو يستحق تكرار النظر والتأمل.
المراجعة من منشور على الفيسبوك آثرت نقلها هنا لذا فأعتذر عن اللهجة العامية فيها المراجعة طويلة نوعًا ما ___
كتاب التدين كما أفهمه (مراجعة مطولة طويلة كبيرة فيها كلام كتير) فلو مش مهتم عدي البوست محدش هيكتبك غياب والله مش لازم تتفاخر بإنك مش بتحب تقرا بوستات طويلة لأنه محدش مهتم والله ___ الحمد لله للسنة المش فاكر كام نبتدي قراءات المعرض بكتاب للشيخ علاء وده أمر مبارك من عدة وجوه أولها إنه بيكتب عن موضوع شريف عظيم (الدين وفهمه) ثانيها إنه شيخنا واحنا بنحبه ثالثها إنه أصلًا كل كتب الشيخ علاء ممكن تتحط في قائمة (كتاب تقرؤه ليغير حياتك) و(كتاب لا ينبغي قراءته مرة واحدة) ___ الكتاب عبارة عن مقدمة و3 أجزاء في المقدمة يبسط الشيخ لأول مرة (علاما أتذكر) منهجه في الكتابة كاملًا والدايرة اللي بتكتمل شيئًا فشيئًا بالتدريج عشان تكتشف خبر سار جدًا .. على هذا النسق في الغالب خلال سنتين أو تلاتة إن شاء الله يصح أن نقول إنه عندنا (مشروع فكري متكامل) يقدمه الشيخ علاء عبد الحميد .. شيء يفاخر بيه الجيل ده من (مجتمع الإقبال على دراسة العلوم الشرعية) اللي تكون بعد 2012 .. مش بس تلاميذ الشيخ وسامعو دروسه .. بل الجميع المنهج باختصار إنه الدايرة بتكتمل بـ4 نقاط يكتب عنها الشيخ (الله والإنسان) نقطتين مركزيتين .. والدين (طريق موصل من الله إلى الإنسان) والتدين (طريق موصل من الإنسان إلى الله) وكل كتابات الشيخ واقعت تحت نقطة من النقاط الأربعة واو أما الأجزاء الثلاثة فهي (ما الإنسان؟ - التدين في الواقع اللي أعتقد أكتر جزء من الكتاب مثير للجدل - التدين كما أفهمه وده الجزء المفضل بالنسبالي ____ هبتدي بالأشياء اللي مش هقول معجبتنيش .. لكن الجديرة بالنقد .. والنقد هنا أعني بيه شيء مخالف جزئيًا لعدم الإعجاب .. ممكن تكون أسئلة أو استشكالات .. حلوة نسميها استشكالات ليه هبدأ بيها؟ لأنها أقل .. ولأنها أهم في رأيي ____ 1. الكتاب من عنوانه بيتكلم عن (حالة التدين) مش عن (الدين) والكاتب كان واضح في النقطة دي والكلام عن حالة التدين في الجزئين الثاني والثالث متعلق بـ(رصد الكاتب لواقع التدين وأحوال الناس فيه - ثم تبيانه عن منظوره الشخصي في التدين) كونه كتاب عن (التدين) لا ينزع عنه إنه كتاب (ذا نسب وصلة وثيقة بالشريعة) الشريعة اللي هي مفيهاش رأيي ورأيك فيها صح وغلط لكن كمان في شق لا بأس بيه ربما يكون معظم الكتاب الكلام هنا عن (رصد اجتماعي - تحليل للرصد ده - نقد لما حللناه من منظور غير شرعي) ثم (النقد الشرعي) بييجي في الآخر وهو المكون الأقل واللي بيقدم الحاجات دي لينا هنا مش (الشيخ) علاء عبد الحميد دارس ومدرس علوم الشريعة .. لكن (الأستاذ) علاء عبد الحميد .. وبيعرف نفسه هنا في المقدمة إنه بيتكلم في الجوانب دي من حيثيات زي (خبرته الشخصية في العمل العام وملاحظته لسلوك الناس واستشارة الناس ليه - عقله ورأيه الشخصي - استشارته لمجموعة من الأصدقاء المتخصصين ولم يسمهم - كتب قرأها وكتبها إجمالًا بلا تفصيل في آخر صفحة من الكتاب .. وبقول إجمالًا لأنه حسب كلامه قرأ الكتب دي واعتمل في نفسه بعض معانيها فأعاد إنتاجها كليًا أو جزئيًا من غير ما يقول الحتة دي من الكتاب ده تحديدًا) وهنا احنا قدام حالة جديدة (بالنسبالي) على الشيخ علاء جديدة لأنه معنى الكلام ده كذا حاجة ____ أولًا .. بما إني حضرت كذا مناقشة لكتبه في كذا مكان .. فلأول مرة الأسئلة اللي هتوجهله (بفترض) مش هتكون .. (وضح - اشرح - اثبت) وتتحول المناقشة بعدها لكاتب يرد بإجابة علمية على سائل أعتقد إنه اللي هيحصل واللي محتاج أوطن نفسي على تقبله .. إنه السؤال هيكون (أنا شايف كلامك في الجزء الفلاني غلط في غلط) .. وممكن تنتهي الجلسة ولا يتم إثبات إن المعترض مخطئ لأن دي طبيعة المعرفة المنتجة بشكل (ذاتي) جدًا زي ما الشيخ علاء بيعد ___ ثانيًا .. بالتأكيد كتير جدًا بل يكاد يكون معظم الكتاب يا إما أنا موافق كاتبه في المسائل دي (بصفة مبدئية) يا إما عمري ما فكرت في الموضوع ده أصلًا (عمره ما كان من الأسئلة الملحة عليّ) فتمام هعتمد رأي شخص أعقل وأعلم مني كالشيخ علاء لحد ما أهتم بالموضوع أكتر وأهتم أبني رأي أوسع بس في الحقيقة أنا حتى الكلمة دي (متفق - موافق - مختلف - شايف رأي تاني) أنا مقدرش أقولها في معظم مواضيع الكتاب الكتاب بيتناول قضايا مش بس شائكة أو غير مريح الكلام فيها (بالنسبالي) أو مثيرة للجدل الكتاب بيتناول قضايا يدخل في القضية الواحدة منها ألف عامل وعامل .. كل عامل من العوامل دي ممكن تأمله منهجيًا والوصول لنتايج موضوعية فيه ببحث اجتماعي متخصص أو نقاشات موسعة بين أهل التخصص أو كده الشيخ علاء حسم الجدل في القضايا دي بشكل يبدو من طريقة الكلام حاسمًا (الاحتمال الأكبر إنه مش حسم بمعنى إنه ده الحق والصحيح قد ما الإنسان بيعبر عن وجهة نظره أحيانًا كثيرة بطريقة تبدو حاسمة) بتخيل إنه الكلام في المواضيع دي في بوستات على الفيس أو بودكاست ودي أو حتى مقالة رأي في مواقع التدوين شيء يقبل ده لكن تحويل مجموعة الآراء دي (لكتاب) .. إقرار بالمنهجية دي ابتداءً في تبني الآراء في المواقف المركبة ومع كل ووافر احترامي وتقديري وأدبي بين يدي سيدنا الشيخ علاء .. بس أنا لا أجدني مرتاحًا لأن أفعل ذلك أبدًا لست مرتاحًا إنه أصلًا المسائل دي تكون محل إبداء الآراء حتى من أعقل العقلاء اللي زي الشيخ علاء نفسه لكننننننننننننننننننننننننننن .. ___ من منظور تاني وبعد تأمل .. وبكثيييير من المجهود إنك تنسى إن اللي كاتب الكلام ده (شيخك) ممكن جدًا جدًا .. تعتبر طرح المسائل دي في كتاب (مقدمة) للنقاش المجتمعي ده وباب للأخذ والرد وإنه أصلًا الكاتب نفسه لما أشار إنه استشار في الآراء دي أصدقاء من المتخصصين كان يقصد بده دعوة مبطنة لمثل هذا إني أنا اهتميت بالمسائل دي (وهي مهمة طبعًا) ثم اجتهدت في تكوين رأي فيها ما استطعت بتأملي وتحليلي الشخصي وباستشارة من أثق بهم من أصدقائي .. وده رأيي ويالا نخضع الرأي ده لمزيد مناقشة وتنقيح ونوصل لرأي تاني وتالت ورابع .. وبالتالي نفتح النقاش في الموضوعات دي وقتها هعتبر إنه الكتاب ده أعظم ما كُتِب في العالم .. وظني إنه كذلك فعلًا ________ 2. لازم نتكلم عن الطول أنا بشوف الكتب العلمية (الـscientific) وبشوف الكتب الأدبية .. وبشوف الكتب العلمية المكتوبة بقلم أقرب للأدبي (وأعتقد ممكن نحط في القايمة دي كتاب أو 2 أو أكتر من كتب الشيخ علاء) لكن الكتاب ده باعتبار العنوان وباعتبار حاجات تانية كتير هو من قسم رابع غير الأقسام دي قسم (الرأي) و(التأملات) .. في القسم ده .. أجود الكتب وأعظمها أقصرها وأقلها ألفاظًا .. لأنها في الغالب بتكون كتب (مركزة) وقوية ومليانة خلاصات بشكل محتاج قارئه ياخده حقنة كده فكرة إنه كتاب من النوع ده يوصل لـ480 صفحة .. ثم يزخر بالكلام عن قضايا متنوعة في مجالات متنوعة لا يهتم كل الناس بكلها (وده باعتراف الكاتب نفسه في المقدمة) أنا بشوف دي نقطة كان ممكن تتعمل بطريقة أحسن شخصيًا قرأت الكتاب في 3 جلسات .. موصلتش للقسم التالت (اللي هو عنوانه عنوان الكتاب نفسه والمفروض يكون أهم ما في الكتاب) إلى في الجلسة التالتة .. الكتاب 480 صفحة .. القسم ده بيبدأ في الصفحة 344 .. انت بتوصل للجزء الأهم من الكتاب وانت بتلهث .. هتكون قرأت في الصفحات اللي فاتت آراء في الجمال وفي الطبيعة وفي النفس البشرية وفي الحجاب وفي نقد التيارات الدينية وفي مسألة الذكورية والنسوية .. والمفروض توصل للشق ده صافي الذهن جاهز ثم الشيخ علاء في غير موضع من الكتاب بيقول إنه أصلًا كان أكبر من كده وهو قصره بحذف مواضيع لكتب لاحقة أو بالاختصار في بعض المقالات ليه؟ الشيخ في المقدمة رشح خطتين لقراءة الكتاب من خلال إنه تقريبًا قسمه نصين وقال إنك ممكن تبدأه من الأول وممكن تبدأه من بداية النص التاني طيب طالما كده .. أنا معرفش الإمكانية اللوجستية .. بس أظن قبل كده الشيخ علاء نزل كتابين في نفس السنة ونفس المعرض والناس راحت اشترت كتابين عادي مكانش فيه إمكانية الكتاب ده يتقسم كتابين؟ .. نفرد الجزء التالت الأهم بإنه يكون كتاب منفصل ونعالج القضايا في أول جزئين في كتاب تاني؟ أو حتى حتى حتى نسمي الكتابين (التدين كما أفهمه 1 - 2) وننزلهم سوا؟ عندي ألف تصور وتصور .. كل التصورات دي كلام فاضي طبعًا لأنه ببساطة وارد يكون فيه غرض مقصود يخفى عليّ شخصيًا في إن الكتاب يكون كده _________ نيجي بقى للمميزات: 1. للمرة الألف .. بحس إنه مثل الشيخ علاء ومثل باقي مدرسين العلوم الشرعية (قاطبةً) نفس الفرق بين ب��وفيسور الجامعة ومدرسين الكتاب والابتدائية هذا ليس تقليلًا ولا غضًا من طرف مدرسين الكتّاب والابتدائية وباقي مدرسين العلوم الشرعية .. بل إنه الأصل إنه في معظم السياقات المدرسين للمبتدئين أهم وأخطر بكتير من أساتذة الجامعة لكن .. خليني أقول إنه فكرة رفع سقف التحدي على (الطالب/القارئ) وعرض الحقائق أو المادة من رصيف مفارق .. يدفع القارئ إنه يفكر ويتكلم (بينه وبين نفسه) ويناقش الكاتب ويفكر ويبحث .. ده شيء عظيم عظيم عظيم (بالنسبالي) وده نمطي المفضل ونوع المادة المفضل بالنسبالي في أي مجال من مجالات الحياة أنا مش بحب اللي يديني أي معلومة بالمعلقة .. وإن كان ده الأصلح لمعظم الناس بس أنا بتخيل إنه الإنسان اللي بيفضل يتعلم بالطريقة دي طول عمره هيفضل طول عمره تلميذ .. وزي ما اللي عايز يبقى أستاذ من أول لحظة ده شخص متمرد أحمق .. فاللي عايز يفضل تلميذ طول عمره ده خايب .. بل وبيهين أستاذه أول ما بيهين إنه يفضل رهينه طول حياته تلميذ ليه فالشيخ علاء (كحالة) ثم (كمدرس) ثم (ككاتب علمي) ثم أخيرًا بقى (ككاتب يعرض لأفكاره وتصوراته في القضايا) .. هو اقتراح عالمي يقول للناس "أيها الناس تحرروا من إصر التبعية الفكرية والوصاية على مشاعركم وأفكاركم .. اعرفوا ما يجب معرفته بأن تعرضوه على عقولكم .. ثم سيحوا في الأرض مسلمين متعلمين فاهمين .." ولعمري ده أعظم شيء في الدنيا .. وخصوصًا .. إنه اختيار إنك تقدم محتواك بالشكل ده أمر فيه مكابدة وصعوبة شديدة جدًا .. السهل والمريح إنك تسيب كاريزمتك تسيطر على الناس وتسيبهم يقتنعوا بآراءك لأنها آراءك .. المزعج والأصعب والأكثر مشقة في التحضير وفي العرض وفي النقاش وفي الحياة إنك تختار إنك تتحكم في كل كلامك وكل تصرفاتك بشكل يحجز الناس عمدًا عن إنهم يتدلقوا الدلقة دي .. والحقيقة الشيخ علاء نموذج في الموضوع ده صعب صعب صعب ياخد حقه من التقدير ____ 2. الكتاب مستفز ومش مريح .. وهو ده نوعي المفضل من الكتب الكلمتين دول متعلقين أكتر شيء بالجزء التاني من الكتاب مستفز لأنه بيقولك أنا هكلمك عن قضايا عندك عليها تصورات انت راقد عليها بقالك 20 سنة من حياتك .. هبوظهالك في 10 صفحات (متوسط المقالة) .. التبويظ ده منهجي وبيفند كل اللي هيطرأ على ذهنك قبل ما يطرأ على ذهنك كأنه بيقرا أفكارك .. وفي اللحظة اللي هتحس إنك عريان هقولك إنه الصح كذا كذا .. ولما هتعترض هعمل نفس الكلام هقرا اعتراضاتك وأرد عليها قبل ما تعترضها .. وبعدين؟ هسيبك مع نفسك يسلمك الكتاب لمجهود مكابدة شخصية في إنك تمر بالمراحل الخمسة للصدمة (حرفيًا) تخيل في قعدة قريت 10 مقالات .. هتمر بـ50 مرحلة .. الموضوع مرهق جدًا .. بس إرهاقق لذيذ تعالى بقى لقضايا انت عمرك ما اهتميت بيها ولا حسيت إنها مشكلة أصلًا .. ممكن تكون مرة سمعت حد كاتب إنه عنده مشكلة فيها على النت فمطيت شفايفك استنقاصًا لإن حد يكون عنده مشكلة في ده وخلاص فتقرا .. فتكتشف إنه الموضوع كبير .. وإنه الناس دي عندها نوع وجاهة في الاستشكال .. ثم تكتشف (أحيانًا) إن اللي زيك أصلًا ممكن يكونوا جزء من مشكلة خلق الله .. وبعدين؟ مع نفسك إرهاق والله أنا لا أظن الشيخ علاء شخص يحب للناس الإرهاق والاستفزاز .. حاشاه لكن .. حقيقي لو مخضتش الخبرة دي لحظة في حياتك .. وتقبلت ده .. انت شخص بتبص للدنيا من خرم إبرة .. ومهما ظنيت في نفسك إنك مش كده فيه احتمال كبير تطلع كده .. فـــــ جرب .. جرب مش هتخسر .. من أجل قناعات جديدة أكثر مرونة وأكثر صلابة في نفس الوقت _____ 3. رغم حرص الشيخ عمومًا على وضع حاجز الموضوعية بينك وبين ما تقرؤه عشان تعرف تتفكر فيه ففي الجزء الثالث الحاجز ده اتخلخل شوية فكتب الشيخ مقالات بديعة شديدة الرقة في مسائل زي (الحب - النبي صلى الله عليه وسلم - مضامين الرحمة والرفق في بداية التدين) رقة وقرب تجعلك تقرأ الآيات والأحاديث كأنك أول مرة تقرأها .. لما تختمر الفكرة في ذهنك من استدلال الشيخ ثم يستشهد بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم بتلاقي نفسك بتبتسم وتصلي عليه بحب حقيقي إنه صلى الله عليه وسلم كان رحمة مهداة فعلًا مش عارف ممكن نعمل إيه وإزاي عشان نشوف من ده كتير في كتب الشيخ القادمة ______ 4. الفائدة الأصلية البسيطة للكتب اللي زي دي .. جمع إجابات (محترمة) و(مقنعة) عن أسئلة كتير بتشوفها .. بعضها ملهوش عندك رد .. بعضها ردك عليه مبني على قناعات كلية كده لكن مش حاجة ممسوكة .. بعضها ردك وإن كان مقنع لكن لما حد بيقولك قولي كتاب أقرأه في المسألة دي مبيبقاش عندك إجابة مسائل التدين مؤرقة للناس .. الناس بتعاني فيه نظرة للتدين سادت مصر والعالم الناطق بالعربية لمدة عقود وجه كساح داس على النظرة دي وشتت شملها وبعثرها في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد لطيف يبقى المكتبة العربية يكون فيها كتاب بيتناول القضايا دي بلسان يفهمه أي قارئ من غير مجهود ___________ آخر حاجة .. أتمنى إيه بعد ما قرأت الكتاب ده؟ 7 حاجات 1. كتب أكتر للشيخ علاء 2. نقاشات كتير على الأرض للكتاب ده .. لو ده حصل أنا هحرص قدر المستطاع أحضرها جميعًا 3. نقاشات كتير مش على الأرض (على النت سواء مسجلة أو حية) للكتاب ده .. وتكون تجربة متعوب في التحضير ليها مش مسلوقة زي التجربة اللي كانت من كام رمضان دي 4. بعض مقالات الكتاب (معظمها للدقة) تتنشر منفردة بصور مختلفة وقت ما يكون ده متاح ومفيهوش انتهاك لحقوق دار النشر .. مقالات كتير منه جديرة تتسجل وتتنشر صوتية أو فيديو 5. قراء أكثر .. مراجعون أكثر .. يتفقوا ويختلفوا 6. فلوس عشان بالوتيرة دي هنبيع أعضاءنا عشان الكتاب الجاي 7. توقيع الشيخ علاء على كل الكتب اللي عندي حالا بالا
كتاب جدير بالقراءة يجمع بين الفلسفة والروحانية بأسلوب بليغ وعميق. المؤلف يسلط الضوء على مفهوم التدين من منظور شخصي وتجربة حياتية، مما يجعله قريباً من القارئ. الكتاب ليس مجرد سرد للأفكار، بل هو رحلة تأملية تدعو القارئ للتفكير و يعكس مدى تعقيد وتنوع تجربة التدين وكيف يمكن أن تتغير عبر الزمن.
شعوري نحو الكتاب: أنّه من الكُتب القليلة التي شعرت بحزن وأنا أغلق آخر صفحة منه. كانت رحلة رائعة عشتها مع الكتاب، مليئة بالتأمّلات والنقودات لتصحيح طريق السيّر إلى الله سبحانه وتعالى حتى يكون سيراً على بصيرة وهدى لا تيهًا وتخبطًا.
ليس هذا تقييمًا وإنما مجرد معاني أو خواطر خطرت في ذهني سواء قبل أو بعد أو أثناء قراءة الكتاب.
منذ أن عرفت بالكتاب وبموضوعاته ومن قبل أن أقرأه كنت أتوقع أن يدخل الكتاب في اشتباك ونقاش حد ونقد لاذع لبعض أنماط وأفكار التدين الحالي .. ولكنني فوجئت بأنه أنه ينتقد تلك الأنماط والأفكار باشتباك فكري ونقاش هاديء ونقد هاديء تقبله النفس أو تقبل الاستماع إليه على الأقل لأنه ليس المطلوب أن نظل في نزاع دائم ولكن محاولة تأليف النفوس والقلوب والتفكير بشكل هاديء في الأفكار. لذلك كان من المهم الكلام في بعض النقاط التأسيسية في بداية الكتاب عن طبيعة الإنسان من أفكار ومشاعر وعلاقته بالبيئة والمجتمع الذي يعيش فيه .. كنوع من وضع أرضية مشتركة للتفاهم حولها ثم البدء في قراءة بعض أنماط وأفكار التدين المعاصر من خلال هذه النقاط والأرضية المشتركة.
ومن أهم ما يمكن أن تتعلمه من الشيخ علاء والذي يظهر جليًا في هذا الكتاب هو أن تقبل على الدين والتدين بنفس سوية .. بل أعتقد أن الكتاب كله يدور في فَلَك تلك الفكرة الرئيسة .. فكل الأنماط والأفكار التي تعرض لها الكتاب بالقراءة والتحليل والنقد تشترك فيها فكرة واحدة وهي عدم سواء النفس .. لذلك كل شطط نجده قديمًا وحديثًا في كل المذاهب والتوجهات والفئات في الأغلب يكون راجعًا إلى تلك النقطة. وكل الأفكار التي تعرض لها الكتاب في القسم الثالث (التدين كما أفهمه) تشترك فيها فكرة واحدة وهي سواء النفس. لذلك تذكرت ما قاله القاضي عياض في كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى ﷺ :(وحسن الخُلُق هو الاعتدال في قوى النفس وأوصافها والتوسك فيها دون الميل إلى منحرف أطرافها). فكلا طرفي الأمور ذميم. وهذا السواء النفسي لن يكون إلا بإدراك كل الحقائق على ما هي عليه دون تزييف أو خداع وقبول تلك الحقائق من طبيعة الإنسان والمجتمع الذي حوله. لذلك مرة أخرى أرى أن القسم الأول من الكتاب هو أهم جزء في الكتاب لأنه تعرض لتلك الفكرة وهي كيفية تحقق السواء النفسي في الإنسان من خلال قراءة طبيعة الإنسان وعلاقته بما حوله كما ذكرت. فكان القسم الأول بمثابة الرابط الذي يجمع كل وحدات الكتاب التي تأتي بعده .. وبدون هذا القسم قد تشعر أن الكتاب يتكلم في مواضيع شتى دون رابط واضح يربطها.
ومما لاحظته أن الكتاب يأخذ بيدك برفق ويسير معك في رحلتك وينير لك بعض الزوايا التي يجب أن تعالجها في نفسك دون أن تقبل نفسك بكل ما فيها ودون أن تكره نفسك وتذمها بالكلية .. ولا يتعامل بنظرة فوقية واستعلاء تأنف منه النفس لذلك كان كثيرًا ما يتناول فكرة ما ثم يتبعها بالكثير من الاحترازات حتى لا يساء فهم كلامه أن ما يقصده هو النقيض أو عكس ما يقول حرصًا على القاريء .. ونظرًا لأن هناك الكثير من الناس من يتعامل بعقلية (إما - أو ) تلك الثنائة الحادة والتي يحاول الكتاب الخروج من ضيقة إلى سعة تعدد الأطروحات والتفسيرات نظرًا لتعقيدات النفس وتشابك الأفكار مع المشاعر مع المجتمع.
وختامًا عندما علمت أن الكتاب يقترب من ال٥٠٠ صفحة كنت أستعظم حجمه ولكن بعد أن وصلت إلى منتصف الكتاب وجدت أنه يحتاج إلى أن يتضاعف حجمه .. خاصة في بعض القضايا والموضوعات لشدة تشابكها وتداخلها مع بعض البعض .. فقضية ما تلقي بظلالها على تلك القضية وهما معًا يؤثران في قضية ثالثة وهكذا.
كتاب جميل جدا و قيم جدا يشرح و يحلل واقع التدين المعاصر بأنماطه المختلفة مع محاولة فهم أسباب ظهور هذه الصور المتعددة من التدين المغلوط و الأفكار المستبطنة فيها و التي ظهرت تعبيرا عن أزمات يعيشها الإنسان في مجتمعه و أفكاره و مشاعره و الحث على التفكير للوصول للمعنى الحقيقي المراد البحث عنه و التأمل فيه و السعي للوصول إليه كجزء من محاولة الإنسان لفهم نفسه و نواقصه دوت تزييف في رحله سعيه إلى الله
الكتاب ساعدني كثيرا في فهم أسباب ظواهر دينية و أفكار تم إلصاقها بالدين و ما هي إلا تعبير عن أزمات و مشاكل نفسية بالأساس مع توضيح الموقف الحقيقي للدين منها و وضعها في حجمها و مكانها الصحيح كما أني وجدته حافز جيد للتأمل في العبادات المختلفة و التحقق بالمعاني الحقيقية وراء التكاليف الشرعية. فجزى الله خيرا الشيخ علاء على سهولة أسلوبه في طرح هذه المواضيع
إن أثمن الكتب تلك التي ترى أثرها عليك في عقلك وفكرك وفلسفتك وأفعالك حديث يحترم الإنسان ، يفهمه ، يقدر شخصيته، وطبائعه ، لا يريد منا الاسلام ان نكون كلنا في قالب واحد ! ليس التدين هو الحديث كلنا بشكل واحد ، وتبنينا لطباع واحدة، والادعاء بما ليس منا وفينا ، لنصبح فجأة كلنا نسخة مزيفة من بعض ، ادراك حقيقة المشاعر والافكار حقيقة سلوك الانسان الذي هو نتاجهما حقيقة النية وهل هي فعلا امر نفسي؟ او فعل ؟ ذلك الكتاب ببساطة يقول لك من أين تبدأ ، أن تبدأ بفهم نفسك ، وفهم علاقتك بالله، وماذا يريد الله منك.. زخم من المعلومات ولفلسفة والفكر والمفاجآت التي قد تجعلك مبهورا، او مصدوما أحياناً .. بارك الله في الشيخ علاء وبارك في قلمه وقلبه ونفع به وتقبله في عباده الصالحين
مراجعة طويلة ورثاء للواقع لعل هذا الكتاب القيم جاء متأخرا عشر سنوات على الأقل. فأغلب الأفكار التي يعالجها الكتاب قد رسخت وتركت أثرها في المجتمع بالفعل، وأصبحنا نعالج توابعها ومآلاتها. ولكن على كلٍ، فالكتاب ليس محض تحليل لأنماطنا الدينية المعاصرة، بل رصد دقيق للكثير من الأمراض المجتمعية والنفسية التي أصابتنا جميعا. من القلق وجفاف المشاعر وعدم القدرة على تذوق الفن والجمال والانعزال والاغتراب عن الآخرين بل عن نفوسنا التي بين جنبينا، ما ظهرت أوضح آثاره في الزيادة الحادة في معدلات الاكتئاب والأمراض النفسية بعامة. وما ظهر في كثير من الأنماط الاستهلاكية التي لجأ لها الناس هروبا من أنفسهم وعلاجا لهذه الامراض، ما زاد الطين بلة! وقد جاء الكتاب في قسميه الأولين كتشخيص طبي لانسان يوشك المرضُ أن يقعده محله، فبلور له الأعراض وأسبابها. ما يجعل الكتاب جديرا أن يكون بداية نقاش مجتمعي لهذه الأفكار والظواهر، عسانا نتدارك ما في وسعنا تداركه.
التدين وأنماطه تعرض الكتاب في قسمه الثاني للعديد من أنماط التدين بالعرض والنقد، لكنّه في رأيي تجاوز بعض الانماط والحيثيات ذات الاهمية، التي سأحاول تناولها سريعا. وأول هذه الأنماط ما أحب أن أسميه "التدين المعرفي". فالتدين عند أصحاب هذا النمط هو معرفة دقيق المسائل وتحرير غوامض الفروع والرد على المخالفين. حتى أننا نجد من يدعي المشيخة، وكل دروسه ما هي الا ردٌ على هذا وسخرية من ذاك. وإن كان هذا موجودا عند كل التيارات، لكنه يتجلى كأوضح ما يكون في المولعين بغوامض علم التصوف، الذين لا شغل لهم سوى المسائل المشكلة والكلام في الرموز والأحوال وفهم عبارات القوم، وهم بعدُ ما أصلحوا الاعمال الظاهرة! وبالهم مجموع على كل شيء سوى الله عز وجل. ولا أظن التدين الشللي او الانتمائي (كما أحب أن اسميه) الا نتيجة لهذا النمط المعرفي. فإن لم يكن التدين متمحورا حول الله عز وجل سهُل على الدجالين والجهّال أن يُمَحوروه حول أنفسهم. فيصير الدفاع عن شيخ بعينه او تيار بعينه (كالدفاع عن "علماء السنة" عند السلفيين او "أولياء الله" عند المتصوفة) هو محور تدين الانسان ووسيلة تقربه الى الله. فيتعسف التبريرَ لمشايخه ان خالفوا الشريعة، او يهملها رأسا لانشغاله بما هو أهم (في وهمه) من دفاعه عن شيخه وتياره. وينتهي هذا الانغلاق إلى أحد أمرين: اما ان يؤلِّه ذلك الشيخ او التيار، ويعتبره معيار الحق والباطل. وإما ان يكفر بالدين كله إن ظهر له لاحقا أي فساد من ذلك الشخص او اختَلف معه في قضية اخرى، لأنه حصر الدين فيه ابتداءا.
ويضاف الى ذلك انفصال أصحاب التدين المعرفي عن الواقع بالكلية، ولا أعني بذلك ان الواجب عليهم ترك ساحة الدرس والانشغال بفرعيات لا آخر لها. بل أن ينشغل بما جد من قضايا متعلقة بعلمه. خاصة ان كان ذلك فرضَ كفاية لم يقم له أحد. كيف لا، ودعاة الإلحاد والتحلل من الشريعة يعملون على قدم وساق ولا يجدون أدنى تحدٍ او مجابهة؟ وكيف يهاجم ويحمل هؤلاء العلماء فيما بعد على دعاة اليوتيوب من الشباب ومن ليس له باع في العلم ويرمونهم بالتعالم الخ.؟ فكيف تلومه أنه قام لفرض فرط انت فيه؟! فللأسف لا نرى منهم سوى انفصال شعوري عن الواقع. ولا أقول عن واقع المسلمين بعامة فقط، بل عن واقع مجتمعهم هم. فجُل جهدهم محصور على بعض طلبة العلم وبعض المشجارات العلمية هنا وهناك. وكأن العلم يُتعلم ليضَن به لا ليتعلمه ويقوم به الناس. ولا يدرون ان انفصال العلم عن الواقع هو سبيل ضعفه وانحساره أصلا. فيبتعد عن الناس ويبتعد الناس عنه جيلا بعد جيل، حتى تصير ابسط دروس العقيدة وفقه الطهارة طلاسم وأزمات فكرية تحتاج من يعالجها.
ولا اخفي اني اكتب هذه السطور والحال في غزة مهيمن على فكري. فالعلماء والمعممون في صمت غريب عن هذا الحدث الجلل الذي لم يُرى مثله منذ الحروب العالمية، بل لن نبعد إن قلنا لم يرى مثله في التاريخ. ولا اقول صمت تام، فكلامي هنا خصيصا عمن يتحفوننا بدقيق المسائل وإبطال مذاهب الآخرين والدفع والرد على الطاعنين. ولا نجد ادنى عبارة او اشارة عن هذه الأهوال التي فاقت قدرة الإنسان على التصور والتخيل، فضلا عن محاولة جادة لاحداث اي تغيير. بل والواقع ان الاسلام والمسلمين يُستأصلون - حقيقةً لا مجازا - على ايدي دول الشرق والغرب يوما بعد يوم، اما هؤلاء فلا يعنيهم ولا ينبسون ببنت شفة!
التيارات الدينية وأجد اختلافا واضحا بين هذا "التدين المعرفي" وبين التدين الشائع عند التيار السلفي والحركي (والكلام هنا عن عامتهم لا علمائهم، فالكثير من علماء السلفية مشمولون في النمط السابق)، اذ أن تدينهم في الغالب مبني على اختيار من الشخص ورغبة حقيقية في التقرب الى الله، بخلاف تدين الكثير ممن ينتمي للكليات والمؤسسات الشرعية الذي يغلب عليه الطابع الصناعي، فهو عالمٌ او باحثٌ او داعيةٌ لان هذه مهنته (التي أوصله إليها مجموع الثانوية في الغالب) لا لأنه اختار ذلك عن رغبة شخصية وسعي لله عز وجل.
والحق أننا لا يمكننا ان نُغفل ما للمجتمعات المتشابهةِ الأفكار من اثر في على كل فرد من أفرادها بغض النظر عن كون تلك المجتمعات مغلقة او غير مغلقه. فان كنت اوافق الشيخ فيما قرره من ان الإنسان لا يلزمه الانصهار في مجتمع ما ليكون متدينا، ولكن للمجتمعات البديلة أثر ملموس لا يخفى على دين الإنسان. وتحقق الانسان بمجموعة من الأفكار والممارسات أسهل كثيرا ان كان له دائرة مجتمعية تشاركه إياها، بغض النظر عن صحة هذه الأفكار في ذاتها. والإنسان ابن بيئته، وما أكثر ما يسمع الناس مقاطع تحث على تقوى الله او تحذر من أنماط حياتية سيئة فيقنتع أيما اقتناع، ولكن ما أن يعود لروتينه اليومي حتى ينسى ذلك كأن لم يكن. فأجد بعض الحرج في اعتبار انعزال التيارات الدينية أمرا سلبيا في حد ذاته، ولكن السلبي هو انعزالهم على ما لا يستلزم الانعزال. واجد حرجا ايضا في حصر انتماء الناس للتيارات الدينية الحديثة في رغبتهم في ملء الفجوات الاجتماعية الحداثوية. بل ما اميل اليه انها -كما قرر الكتاب- خرجت في البداية كرد فعل على ازمة واقعة او موهومة, ولكنَّ سبب انتشارها كان تلبيةً لشعور وعاطفة ايمانية لم تجد لها مسارا في الواقع المعاصر. ولا غريب أن ظهرت كل هذه التيارات عقيب سقوط الخلافة، اذ اصبحت الكثير من تشريعات الدين وشعبهِ نصوصا لا تَمثُل لها في الواقع. فخرج كل تيار ديني بحثا عن تلبية شعبة من هذه الشعب. ولكن لمّا كان هذا الخروج محض رد فعل مفتقدًا للتأصيل العلمي، كان الحال كما رأينا.
لماذا ينتسب الناس لتيارات دينية؟ أرى والله أعلم، ان المتدين العامي الذي لا يحركه للدين سوى عاطفة او حرص ان شئت التسمية، يجد بونا شاسعا بين نموذج الإنسان المسلم الذي يسعى اليه وبين واقعِ مجتمعٍ قد وضع الدين على الرف في كثير من الامور سواء أقر بذلك ام لا، يتمثل ابسطها في التفريط ببعض الشعائر كالصلاة، فضلا عن الامور الباطنة. فالحالة الطبيعية ان يَبحث عن مجتمع يشاركه افكاره وعاداته لا ان يخوض تحديا يوميا في تفاصيل لا اخر لها، ما يحتاج درجة عالية من السواء والقوة النفسية الذين اصبح تحقيقهما تحديا في حد ذاته. فلا يبقى أمام ذلك الشخص الساعي للتدين سوى خيارين: 1- إما ان ينصهر مع مجتمعه الاصلي ويتجنب مخالفته (ومن ثم يقع في المحظور الشرعي). 2- او ان يبحث عن مجتمع بديل (وهو ما حصل).
وهذا في رأيي -خلافا للكتاب- عينُ ما أثرى الاتجاه السلفي والحركي في العقود القليلة الماضية، فهما المجتمعان الوحيدان الذين بديا مخلصين لما وعدا به. فالمجتمع السلفي وعد بتمثل تام للسنة النبوية المشرفة ولِما ادعوهُ منهج الصحابة والسلف بلا ابتداع ولا تغيير. وبغض النظر عن مدى موافقة هذا المنهج للسلف ولكنه كان مخلصا لما وعد به، وقلما نجد التيار السلفي متصالحا مع التقصير في الشريعة الظاهرة مثلا، وان كلفهم ذلك انعازلا اجتماعيا شديدا. والمجتمع الحركي وفا ب"سعيه" نحو تمثل حضاري للشريعه الاسلامية وإنقاذ الأمة من الضعف والهوان. وهو ما ظهر عمليا في حرصهم على العمل والانتاج (تحت شعار الاصلاح وعمارة الأرض)، وفي العديد من الفتاوى التي تجتنب التصادم مع المجتمع وبنية الدولة الحديثة، سواء في الشرق او في الغرب! ولكن للأسف ترتب عليه أن الحضارة الغربية عند هؤلاء كانت من افضل تمثلات الدين، وان كان ينقصها الايمان بالله. وهو ما أعتبره امتدادا للعبارة الحمقاء "وجدت اسلاما بلا مسلمين" (ويمكن الرجوع لفتاوى علماء المهجر من أبناء هذا الاتجاه).
بل ازيد واقول ان هذه المجتمعات من أهم أسباب حفظ الدين وشرائعه في المجتمع الحاضر. بعاطفتها الدينية المتوارثة من الآباء والمشارَكة مع الأقران. ولا نفتأ نراهم أول المتصدرين لأي عمل ذي نفع عام للأمة، وأول المتصدين لدعوات السفور والتحلل من الشريعة، مع صمت مريب من غيرهم (وهو ما يسهل لحاظه في أيامنا هذه خصيصا). ومما يشهد لهذه المجتمعات ايضا، أن حافظت على هويةٍ وانتماء فكري مرتبط بالدين في الاخير وان غلب عليه الطابع السطحي، ما كان له عظيم الاثر في ظل صعود الهويات والانتماءات القومية العلمانية، التى آل الأمر بمعتنقيها ان اصبحت ممياوات الفراعنة عندهم اهم واقدس من دماء المسلمين! فنعم، قد تكون تصورات ذلك الانسان عن الدين شديدة البساطة والسطحية، لكنَّ ارتباطه النفسي شديد بكل ما هو ديني. والمتابع لطلاب المدارس والجامعات في هذه الأيام، يرى أن التدين الفردي (في مقابل التدين المجتمعي) اخرج لنا مواطنا غربيا خالصا في احسن الاحوال، ومسوخا من مشاهير التيكتوك في أسوأها.
وكل هذا لا يهوِّن ما لهذه المجتمعات من سلبيات، من التعامل مع الاخرين كأغيار او حصرهم الحق او السنة في انفسهم، وهو ما يعتبره المسيري احد صور حلول المقدس في غير المقدس وألمح اليه الشيخ في اكثر من موضع من الكتاب. أو من تبنيهم لأفكار ومناهج باطلة في تناول الدين والشريعة أو شديدة السطحية على أقل تقدير، ساهمت في ايجاد ارض خصبة للمشككين او اصحاب الإشكالات والتساؤلات. ولكن من حيثية إحصائية محضة، ففشل هذه التيارات العملي (نظرا لمسألة التدين والممارسة الدينية) كان محدودا مقارنة بفشلها الفكري.
بين التيارات الدينية والت��ين الفردي اما على الناحية الاخرى، فالتدين الفردي لا يفتأ يتماهى مع الواقع بما فيه، ويتماشي مع ما عليه سواد الناس -حابلهِ بنابله- اذ ليس عنده واقع حي يتمثل فيه قيمه وشرائعه. وليس الكلام هنا عن المثل العليا التي ينبغي لمن يدعي التدين ان يتمثلها بالشكل المناسب ايا كان المجتمع، ولكن الكلام عن المساحة التطبيقية لابسط العبادات والشرائع التي يجد الانسان تحديا كبيرا في تمثلها إن كان وحده. ومسألتا الحجاب والربا مثال جيد على ذلك. فالمتدين "المنفرد" لن يستصعب ايجاد عالم يحلل له الربا بكل صوره ويريحه من عبئ المسألة وينتهي الأمر.
هل التدين الفردي مستقل بالفعل؟ ولا اظن ذلك التدين يصح تسميته "فرديا" بشكل مطلق على اي حال. فالتدين الشعبي في مصر مثلا، يعتمد مصادر بعينها لتلقى الدين والاحكام ويستبطن العديد من الافكار والفلسفات التي تتجلى واضحة في اي قضية مجتمعية او فكرية. فعامة الناس يبحثون عن الاتجاه الديني المألوف الذي لا يصطدم كثيرا بواقع الناس.. ويتعاملون مع غير المألوف باعتباره "متطرفا". فما بالك ان كان هذا التدين متحكَما به من مصادر خارجية وليس افرازا مجتمعيا طبيعيا، فالمَعين الذي يسقي هذا التدين الشعبي هو برامج تلفزيونية لا تُعلم دينا ولا دنيا، وموجهةٌ ولها اغراض. بل ها قد وصل الحال بان نرى الزندقة على شاشات التلفاز متداولة مقبولة، يتعامل معها البعض باعتبارها "الدين الوسطي المعتدل".
بين التيارات الدينية والعلماء التقليديين فلنقلها بوضوح، الغائب الرئيس في كل محاولات التجديد المعاصرة وبناء منظومة تجمع المسلمين وتسعى لمصالحهم، كان علماء أهل السنة التقليديين من المنتسبين للمذاهب الأربعة الذين ورثوا العلم بالسند المتصل، ولم يتصدر أحد منهم للشأن العام الا بعد أن نزع عن نفسه ثوب التحقيق العلمي وراح يدّعي الاجتهاد تارة ويعيد اختراع العجلة وانشاء العلوم تارة، أو خاض عملية تأويلٍ سوسيوسياسي للدين ليثبت للناس أن واقعهم -الذي لا يرضى الغريب قبل القريب- موافق لما يرضي الله والرسول! ولا أظن كل الحركات او التيارات المعاصرة الا ردة فعل لمجال قصر فيه العلماء، فلما أوغل العلماء في التفريعات والحواشي خرج من ينبذ المذاهب ويدعو لتناول القران والسنة مباشرة، ولما وُلع الكثير منهم بغوامض التصوف والغيبيات خرج من يكفر الجميع ولا يثبت الا الأمور الحسية، القريبة التصور، ولما تم تطبيع الظلم، خرج من يكفر الظالم والمظلوم، ولما سُمي التعاون مع العدو حنكة وحكمة خرج من يغلو في مسألة الولاء والبراء، ولما كثر الدجالون والمدعون للأحوال خرج من يقلل من أهمية العلوم الباطنة ويحصر الاسلام في شعائره، ولما لم يشتبك علم الفقه بالواقع ظهر من يغير الأحكام لتناسب الواقع، ولما لم تشتبك الفلسفة الاسلامية بتحديات العصر وفلسفات الاخرين ظهر من يُلبس الشريعة ثوب الفلسفات الغربية. وليس الهدف هنا التعميم والعياذ بالله، والشيخ علاء خير مثال للعالِم الذي اشتبك بالواقع وقوّمه في شروحه للفقه والعقيدة والسلوك، ولكن الكلام عن التيار السائد والغالبية العظمى.
طلب العلم كنموذج وسط ومن نماذج التدين الجديرة بالذكر، ما أسميه "التدين الفردي العلمي". وهو السعي لتمثل الدين بلا انتماء لجماعة/تيار بعينه مع تحصيل الحد الأدنى من العلوم الشرعية ليكون الإنسان على بصيرة من أمر دينه وليقوم بالكثير من فروض الاعيان التي أُهملت او قل العلم بها. وهذا النموذج هو الاكثر سدادا في ظل واقعنا المعاصر، وهو ما يدعو اليه الشيخ في الكتاب. ولكنه ما يفتأ يلقى الكثير من التحديات. فما أن تبدأَ دراسةً علمية لعلوم الشريعة حتى تقابلك العديد من الاتجاهات والمذاهب والآراء، وما تفتأ تستقر على مدرسة بعينها حتى تجد الوضع العلمي في حالة يرثى لها (ايا كانت تلك المدرسة)، من الناحية العلمية والدينية كليهما. ومن ثم تأتي علاقة هذه العلوم (الفقه خاصة) بحياتنا المعاصرة، ومعضلة التحقق بها في الواقع، سواء من الناحية الافتائية او في معرفة ما يحتمل الاجتهاد والتجديد من تراثنا وما لا يحتمل. فسريعا ما يجد المرء نفسه محتاجا للتبحر اكثر واكثر في العلم ليقدر على معالجة مختلف القضايا التي شابت العصر. بل ولهذا النموذج سلبيات اخرى لاحظتها في دائرتي الاجتماعية مما يتعلق بالناحية العملية للتدين، ولكن لا أطيل اكثر من ذلك بذكرها.
طرح بديل لما كان الانسان ابن بيئته ومجتمعه كما أسلفت، فالمجتمعات لا تواجه الا بالمجتمعات. لا اقول مجتمعات منعزلة، تشيطن الآخر وتعتبره عدوا تواجهه. بل مجتمعات مغلقة مفتوحة في آن. مغلقة من حيث مشاركتها لافكار تميزها عن غيرها، وتتمثل هذه الافكارَ عمليا. ومفتوحة من حيث اشتباكها مع الاخرين بل وقبولهم والتعاون معهم في كل ما يشتركون فيه من افكار وعادات.
عن مفهوم التدين التدين كما افهمه انا، هو رغبة وسعي. سعيٌ للصلة بمالك الملك ذي الجلال والإكرام ورغبة في نيل رضاه. قد لا تضمن هذه الرغبة وهذا السعي الاصابة في كل خطوة نخطوها، ولكنها ستضمن الوجهة. ستضمن ان الاخرة خير من الاولى، وان ما عند الله خير وابقى. فيكون حينها الله اكبر من شهواتنا وانتمائاتنا وتحسيناتنا. ستضمن ان الله هو المركز وان النبي هو السراج الذي ينير سعينا، لا الجماعة الفلانية او التيار الفلاني او الولي الفلاني او المذهب الفلاني. فلا ينتهي بنا الامر في دوائر مغلقة نحصر الدين فيها، او مكان ثابت يتوقف فيه السعي وتزكية النفس وتقويم الافكار ونسميه "وصولا". كما لن ننتهي الى ما انتهت اليه الأمم السالفة، من اتخاذ الاحبار والرهبان اربابا من دون الله.
جميل جدا وفتح في دماغي أسئلة كتير ، شايفاه مناسب أكتر لحد متابع منهج الشيخ علاء ممكن لو حد ميعرفش منهجيته يكون بالنسباله غريب شوية ويفتحله أسئلة تحيره أو ميكنش عارف الصح ايه بعد ما قرأ الأسئلة
كتاب جميل ومهم جدا من وجهة نظري لأي انسان في العموم والمسلم طبعا بشكل خاص..
عشان بيرتب أولويات الواحد بدل مايكون مسحول مع نفسه أو مع الموجة اللي بتنتشر وبتتغير كل شوية..
أحلى حاجة عجبتني إنه بيورينا الصورة كاملة مش بيحصر الدين في افعل ولا تفعل.. الدين أكبر وأوسع من كدا .. وغالبا بالنسبة لي على الأقل لما بشوف وأفهم الصورة الكبيرة دي تلقائيا بيكون سهل عليا جدا اتعلم العبادات اللي هي افعل ولا تفعل وابقى عاوزة اعرفها من نفسي والتزم بيها على قد ما اقدر..
بحب جدا طريقة أو اسلوب إعادة وضع المعاني والمفاهيم عشان نبقى بنتكلم عن نفس الحاجة، وعشان ساعات بمجرد توضيح المصطلح أو المفهوم المشكلة بتتحل لوحدها..
كتاب يستحق يتقري أكتر من مرة .. عشان هو بالظبط بيشيل الغلوشة والتشتت اللي على الانسان والدين..
وبيشيل التشنج والتنشنة .. اللي هو الدنيا بسيطة وواضحة بس الدوشة اللي في الحياة ودماغ الواحد اللي مش مترتبة على أسس سليمة.. هو بقى بيرتب النعكشة دي كلها..
أحلى حاجة لما الواحد يبتدي يفهم ويشوف أولوياته ودوره ومكانه وتأثيره .. ومين بيأثر فيه وازاي .. ومعرفة تخليه يتحرك بوعي أكتر مش علم لمجرد العلم وتخزين المعلومات .. أو اثارة المشاعر وخلاص..
الكتاب بشكل أساسي يتناول ظاهرة التدين بمنظور مراقب اجتماعي ويحللها يحاول ان يفصل بين للتطبيق البشري الحالي للدين وبين مفاهيم الدين نفسها لكنه لا ينظر لمفاهيم الدين باعتبارها مفاهيم نظرية جامدة لكن باعتبارها تطبيق عملي يجب السعي لتطبيقه قدر الاماكن
بعض فصول ومواضيع الكتاب أحسست فيها بتفصيل كثير كان يمكن اختصاره وبعضها الآخر أحسست باختصار في عرض الفكرة وكنت أفضل السرد أكثر فيها ( لكنها تظل تفضيلات شخصية )
أفضل ما يميز الكتاب: - تم عرضه في شكل مقالات فيمكن في كثير من المواضيع قراءة المقال فقط - إنه حاول عرض شكل لكيفية تطبيق التدين ( افكار الدين ) ليس بصورة خطة عملية تحتوي خطوات تفصيلية ولكن بصورة مفاهيم يمكن تطبيقها عمليا ولست مجرد مفاهيم نظرية -
القسم الاول من الكتاب ( ما الانسان ) اقرب لمحاولة رصد بعين المراقب المحلل لظواهر نفسية واجتماعية في الإنسان وكيفة تكويين أفكاره ( وهو قسم نظري) ربما لا يستهوي البعض لما يحتويه مر جانب يغلب عليه الطابع الفلسفي
الكاتب وضح في بداية الكتاب أنه يمكن تجاوز الجزء الاول خاصة أنه ربما يكون ممل بعض الشيء لمن لا يهتم بطرح الاسئلة الفلسفية بعض الشيء
القسم التاني. ( أ/التدين …أنماط التدين ) هو رصد لظواهر التدين بشكل اجتماعي وتحليلي ، ربما تستهوي أكثر الشخص المهتم بدراسة التدين كظاهرة اجتماعي في اخر ٢٠ عاما
القسم الثاني (ب/ التدين …أفكار التدين ) هو ربما يمكن اعتباره لب الكتاب وهو تصحيح لو لنقل مناقشة واقعية لافكارنا عن الدين
كعادة كتب الكاتب مش كتب بتطبط على النفس لكنها أوقات بتكون ثقيلة على النفس ( خاصة في مقالات مثل إله العقل والحكمة ) مش لأنها بتدعوا للاصطدام مع مشاعر الانسان لكنها بتدعوا للتأمل والتفكير في الافكار اللي كونت هذه المشاعر، وبتدعوا لتقييم هذه الافكار بشكل منطقي وصادق أفكار بتتكون لاننا بنضع تصورات عن الإله وعن دوره وعن هدف التدين والدين وعن الوجود والحياه … ثم نحاكم الإله والشرع والدين بناء على أفكارنا دي فالاولى قبل محاكمة الدين وفق أفكارنا ، هو مناقشة مصدر هذه الافكار والمشاعر .
القسم الثالث: التدين كما أفهمه واللي أقرب ما يكون انه بيعرض فيه خطوط عريضه او الملامح العالم لاشكال التدين .
هو في القسم ده مش بيدي جدول عملي ولا check list بقدر ما بيحاول يعرض بعض الافكار في بعض الموضوعات اللي سبق مناقشة اجزاء كثيرة منها في القسمين السابقين
لكن اصعب ما في الموضوع هو الحقيقة البسيطة….ان رحلة التدين واصلاح النفس والسير إلى الله هي رحلة تبدا ولا تنتهي إلا بالموت.
ربما يعيب الكتاب ( ان موض��عاتها الانتقال من فكرة لأخرى ليس سلسل كليا وان كنت أظن أن الكاتب أشار أن هذا بسبب طبيعة الموضوع ورغبته في مناقشة أفكار مختلفه دول استفاضة أكثر مما يجب )
وكالعادة لم أندم على قراءة أي كتاب من كتب الكاتب حتى الآن
المراجعة مش للكتاب ده بوجه الخصوص، هو انطباع أشعر به في نهاية كل كتاب قرأته لشيخنا
أحلى ما في كتب الشيخ علاء أنها قريبة وكأن الشيخ في مجلس وبنتناقش معاه، يطرأ على الذهن سؤال من حديثه فتلاقي إجابته بعد صفحات، كتاباته للقراءة أكثر من مرة لأنها ببساطة شديدة فلسفة أو طريقة للعيش بمرجع ديني دون الانفصال عن الواقع.
1. التحليل الموضوعي: الكتاب يتميز بطابع تحليلي عميق لظواهر اجتماعية وأنماط التدين الحالية في مجتمعنا، ونجح بشكل كبير في تشريح دوافع هذه الظواهر بموضوعية. هذه الخطوة تعد مهمة جدًا في معالجة الكثير من الإشكالات المتعلقة بهذه الظواهر، خاصة إذا كان الهدف هو الإصلاح الاجتماعي والديني.
2. الإلمام بطبيعة النفس البشرية: العديد من المقالات لمستني بشكل شخصي بفضل فهمها العميق لطبيعة النفس البشرية وضعفها. الكتاب أظهر بوضوح دور الدين في التعامل مع هذا الضعف المركب، كما أبرز مساحة الرحمة والجمال والسعة في الدين، وهي جوانب غالبًا ما يغفلها الخطاب الديني الجاف أو السطحي المنتشر حاليًا.
#### الأشياء التي يمكن تحسينها:
1. حجم الكتاب وتنوع المواضيع: الكتاب كبير نسبيًا ويحتوي على مقالات في مواضيع مختلفة، مما قد يصيب القارئ بالتشتت أو الملل أحيانًا. كان من الممكن تقسيم الكتاب إلى عدة أجزاء كجزء من سلسلة عن التدين في مجتمعنا. هذا التقسيم كان سيوفر وقتًا كافيًا للقارئ لهضم الأفكار والتفاعل معها بعمق بدلاً من المرور السريع عليها.
2. إضافة حلول ورؤى بديلة: على الرغم من الطابع التحليلي للكتاب، كنت أتمنى وجود بعض الحلول أو الرؤى البديلة في نهاية بعض المقالات حول كيفية تغيير هذه الظواهر، حتى لو كانت مجرد إشارات لمواطن البدء. هذا كان سيعطي القارئ توجيهات عملية يمكن اتباعها.
3. تكامل الأفكار في المقالات: نظرًا لطول الكتاب، شعرت أن بعض المقالات لم تكتمل أفكارها وانتهت بشكل مفاجئ. ربما يكون الحل لهذه المشكلة هو تقسيم الكتاب، مما يتيح مساحة أكبر لتفصيل الأفكار.
#### ملاحظات عامة:
1. ملاءمة الكتاب لشريحة أوسع: أغلب أفكار الكتاب قد تكون مألوفة لمن حضر دروس الشيخ، وهذا قد يشكل تحديًا للقارئ الذي لم يتعرض لفلسفة الشيخ من قبل أن يتعرض بشكل مكثف لهذا الطرح في كتاب واحد. الكتاب قد يبدو موجهًا بشكل أكبر لطلبة الشيخ، وهذا قد يقيد وصوله إلى شريحة أوسع من الشباب الذين يبحثون عن فهم أعمق للدين كعلم وليس كبضاعة يُزايد بها.
2. مراعاة طبيعة الجيل الحالي: الكتاب ثري جدًا بأفكاره وطرحه، وأتمنى فعلاً أن يصل للشباب الذين لا يجدون من يقدم لهم الدين كعلم. لتحقيق ذلك، يحتاج الكتاب أن يُخرج بشكل مختلف بعض الشيء، بمراعاة طبيعة الجيل الحالي وتشتته وقلة صبره على القراءة الطويلة.
#### الخلاصة:
في المجمل، "التدين كما أفهمه" هو كتاب ثري بالمحتوى ويقدم نظرة تحليلية مهمة للتدين في مجتمعنا. على الرغم من بعض النقاط التي يمكن تحسينها، إلا أن الكتاب يقدم إسهامًا قيمًا في فهم طبيعة التدين الحالية وأثرها على الأفراد والمجتمع. هو كتاب جدير بالقراءة لمن يسعى إلى فهم أعمق وأشمل للدين وظواهره الاجتماعية.
وصلت إلى صفجة 200 ولم أملك إلا أن أكتب عن ما قرات .. كتاب جميل أسمع فيه صوت الشيخ علاء كما هو .. كأنه يجلس بيننا في جلسة خاصة ليستخلص تفاصيل الأشواك التي نشبت بين فكرة التدين و العبادة ... وعلى الرغم من أن صياغة الكتاب سردية بسيطة إلا أن وراءها فكرعاقل يميز أين يضع النقد بين معاني هي في الأصل شكل من أشكال التدين .. __ العجيب في هذا النقد أنه عندما يخلصك من صورة ذهنية عن التدين يتركك أيضاً مع ضورة صافية للعبادة التي يمكنك من خلالها بناء صورة لعلاقتك بالدين من خلالها . الأمثلة التي صرفها الكتاب معظمها تعبر عن لحظة نماذجية تبلورت و تباينت بعد الثورة في أوج " التحرك المجتمعي " المتخبط تجاة الدين والأفكار عامة .. الأمر الذي جعلني أتأمل في غياب الخطاب الدعوي بل والفكر الإسلامي الذي كان يجب أن يكون جاهزاً أو على الأقل مؤسساً قبل هذة المرحلة .. و كان دعائي أن أسأل الله أن يجعل لأمور الإسلام رجال .. يجددون لها دينها ويحافظون على قيمها الحقيقية لا الصورية . وأن يجزي الشيخ على كتابته ويكتب لها القبول .. جزاك الله خيراً ..