بياضٌ على مد البصر

by محمد عبد الرازق علي

هذه رواية جارحة، إذ يبدو محمد عبد الرازق كمَن يغرس سكينًا في جرح مفتوح، لكن القسوة ليست دافعه، بل الحنان والتعاطف. فما يقوده إلى هذا التشريح الفني الدؤوب، اكتراثه بالخاسرين والضحايا وتعاطفه معهم. كأن هذا التشريح وحده هو ما قد يؤدي إلى الشفاء. ولعل الموازنة بين التجرؤ على مواجهة أدران الواقع، وبين السعي لمقاربتها برغبة في الفهم، هي ما يحقق للعمل أصالته، ويبقيه في ذهن القارئ بعد الانتهاء منه. إذ سيرافقه طيف ياسمين، المهيمنة على فضاء الرواية وإن رحلت، والحاضرة عبر الغياب. فهي من فئة الشخصيات التي لا تُنسَى، شأنها في هذا شأن شخصية الأم والجدة وشخصيات أخرى عديدة في هذه الرواية التي يبرع مؤلفها في التحكم باقتدار في حركة الزمن، دون أن ينفلت منه الخيط الواصل بين ماضي الشخصيات وحاضرها المتمثل في يوم واحد تدور فيه الأحداث.
منصورة عز الدين

184 pages, Paperback

Published January 1, 2024

About the author

محمد عبد الرازق علي
طبيب أسنان مصري. مهتم بالأدب والرواية العربية، يكتب القصة والمقال بانتظام، نشرت قصصه في عدة صحف ومواقع عربية مختلفة مثل أخبار الأدب، المصري اليوم، مجلة ميريت الثقافية، مجلة الثقافة الجدية، المنصة، إضاءات، أراجيك، الكتابة وغيرها.
فازت قصته "يومية كابوس" بالمركز الأول لمسابقة القصة القصيرة في جامعة الأزهر.
اختيرت قصته "حكاية بأربعة أرواح" ضمن القصص المختارة عن ورشة "خمس مرايا" المقدمة من معهد "سيلاس" للعلوم الإنسانية بالأسكندرية.
وصلت مجموعته القصصية "عن تشوهات القفص الصدري" إلى القائمة القصيرة في مسابقة "يحي الطاهر عبد الله" في دورتها الأولى للقصة القصيرة.

Reviews

[Pakinam Mahmoud · Rating 4 out of 5]

من أول صفحة في الرواية وحتحس إنك مش علي بعضك...
متوتر...ضربات قلبك سريعة...عاوز تقوم تشوف اللي وراك بس مش قادر تسيب الكتاب...
وصدقني إنت مش حتعرف تسيبه و لا القصة دي حتسيبك في حالك لمدة طويلة:)

رواية من الريف المصري..جريمة قتل أو انتحار لفتاة صغيرة السن...هل انتحرت ولا اتقتلت؟
حتعرف كل حاجة ...بس مش علطول..كل شوية حتعرف حتة..كل شوية حتفهم شخصية من الشخصيات و كل شوية حتبدأ الحقيقة تبان...

مش بس حقيقة اللي حصل ولكن أيضاً حقيقة المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه...
حقيقة القهر والظلم الذي يقع علي زوجة أجبرت علي زيجة لم تختارها...
حقيقة إن الست دايماً هي المجني عليها حتي لو كانت بريئة...
حقيقة الخوف من الفضيحة...تلك الكلمة اللي بيحكمها الكثير من العادات والتقاليد الخاطئة و لكنها للأسف تشكل حياة الكثيرين سواء في الريف أو حتي في المدن...

رواية تدور أحداثها في يوم واحد و لكن الكاتب يتنقل بك في الازمنة بخفة و مهارة كاتب ماهر ولا يمكن تصدق إن هذه الرواية هي روايته الثانية....

في تعريف الكاتب محمد عبد الرازق في نهاية الكتاب مكتوب إنه يحب الكتابة و يشك إنها تحبه بالمثل:)
لا..مش عاوزينك تشك خالص..هي بتحبك و إحنا كمان علي فكرة❤️
ينصح بها جداً جداً جداً:)
التقييم ٤.٥

[Manar · Rating 4 out of 5]

❞ لم تفهم لمَ تنتحر البنت كما قال مسعد! لقد كانت تحب الحياة، وتأخذها بالحضن كأنها خُلقت لتعلمهم كيف يعيشون. ❝




في مرة سألت والدي قولتله هو لقدر الله يا بابا حصلي حادثة اعتداء جسدي ، هتساعدني اخد حقي من المجرم ولا هتخاف عليا وعلى صورتنا قصاد المجتمع
بدون تفكير قالي "ازاي اسيب حقك ، ده ابقى ماعنديش ذرة كرامه لو ماخدتش حقك ووطيت راسي مايتحرق المجتمع على الناس وفي تييييت كده مش هكتبه"😂😂😂حسيت فجأة الحمد لله ياربي انك خليت الحاج علي ده ابويا♥️♥️
‏

كتبت مسبقاً أثناء قرائتي لها اني شعرت أنها مزيج من رواية الحرام ليوسف إدريس ويوميات نائب في الأرياف لتوفيق الحكيم
ولكن هنا محمد عبد الرازق رسم شخصيات بشكل مختلف وأحداث مختلفة
تدور الرواية حول مقتل الفتاة الصغيرة شابة ، وردة ،زهرة مليئة بالحيوية والأمل ، يجدوا جثتها منتحرة بسلك تلفون حول
رقبتها أو هكذا زعم أخيها رضا !

ولكن هل يمكن لهذه الفتاة حقًا الانتحار ولماذا ؟ أم قُتلت الفتاة وهي ضحية وهناك جاني يتجول في الارجاء؟

الكاتب رسم صورة لشخصيات بحاضرهم وماضيهم وصف دقيق و رائع ، رسم سلوكهم وتشكيل شخصياتهم بناء على ماضيهم وتجاربهم وطفولتهم ، كل الشخصيات جناة بشكل أو بآخر لا يوجد برئ فيهم ، ولكنهم ضحايا ايضًا كل منهم ضحية وعبد لشهوة ما
الرواية حزينة وبها مشاهد فجة ربما تثير غثيان بعض منكم (يعني بصراحة في مشاهد تجيب مغص)



‏ما يصيبك بالاحباط في هذه الرواية رغم علمي أنها رواية ولكن للأسف هي رواية مأخوذة من واقع مرير خاصة واقع الأرياف والقرى ، كم ياسمين قتلت ضحية اغتصاب أو قتل عمد ، او محاولة في إجهاض ،او ختان ونزيف يؤدي للوفاة؟! او انتحار خوفا من فضيحة ليس لها أي ذنب كونها بنت او سيدة او زوجة !! الكثير من ياسمين في هذا المجتمع للأسف ! :"(

❞ في المدينة كانت الحياة عكس توقعاتها، صغيرة جدًّا، وكئيبة جدًّا، لا حركة فيها تميزها عن قريتها، ولا مكان للاختباء من عيون الناس، كلهم يعملون في المصنع، أو المشغل. الخيوط والأنسجة هي حياة سكان المدينة، يفرغون منها ليشبكوا النميمة في آذانهم. ❝


تمّت 3/10/2024 ♥️📖

[إبراهيم عادل · Rating 5 out of 5]

وضعني عبد الرازق في مشكلة أو أزمة حقيقية بروايته هذه،
ففي الوقت الذي أجد نفسي مندمجًا فيها ومتأثرًا بمشاهدها ورسم شخوصها، أجد مشكلة كبيرة في ترشيحها للأصدقاء القراء، أو حتى الكتابة عنها والإشادة بها، رغم أنها تستحق بالطبع كل إشادة وتقدير، بل وتمنح القارئ شعورًا بالفخر أن كاتبًا هذه روايته الثانية فقط، ولكنه يمتلك هذه القدرة على رسم الشخصيات وتصوير المشاهد بدقة، بل إن بعض مشاهدها لاتزال عالقة في ذهني حتى الآن، بل وأكاد أرى ياسمين وأسمع صراخ أمها من موقعي هذا!
الرواية كما وصفتها الأستاذة منصورة عز الدين رواية "جارحة"، بل إنها تنكأ كل الجراح، وتقتحم كل الشخصيات وترسم عالمهم ومافيه من هزائم وانكسارات، لم ينج أحد من مشرط عبد الرازق وتفاصيله، كلهم شخصيات مأزومة، والغريب أنك لا تملك إلا أن تتعاطف معهم إنسانيًا مهما كانت الجريمة التي تورطوا فيها!
في النهاية هذه الرواية تنتمي لأدب الجريمة، وأرى أنها (ويبدو أن كل من كان معها في تلك الورشة) تفتح بابًا جديدًا لأدب الجريمة المكتوب بعناية بالغة، وتقول بصوت واضح أن الكتابة الجيدة هي العمدة والأساس،
أحببت في هذه الرواية الكثير من التفاصيل، ولعل أبرزها ذلك العنوان الذكي، بياض على مد البصر، الذي يشير إلى مزارع القطن التي كانت، بكل ما تحمله من دلالات النعومة الهدوء والسكينة، والبياض ..الخطيئة في عالم موحش مثل عالم اليوم، وكيف ينتزع من هالة ثم من الابنة ياسمين، وكيف يتحول بهم الأمر جميعًا إلى هذه الورطة التي لا نجاة منها، أحببت شخصية رضا الولد المسكين، المقهور المغلوب على أمره، الذي يستكشف أوائل حياته كمراهق، ولكنه يتعثر بتلك الحادثة التي قد يفقد فيها حياته، .. وهالة، وحليمة، وحتى مسعد

وكالعادة، أحب أن أنقل مقطعًا من الرواية،
كانت هالة تعشق زهرات القطن بلونها الأصفر الزاهي، ثم لوزاتها ببياضها الناصع والوبر الناعم المتشابك والملتف حول البذرة الدَّكْناء، تهيم في تلك اللوزات البيضاء وهي تتفتح على العيدان، ثم وهي تنتفش وتتساقط في أيدي جامعيها، ثم وهي تُكبس في الأجولة وتُشحن إلى مصنع الغزل في المدينة. كان موسم القطن هو موسم شعورها بالحياة، وانطلاقها في كل حقول القرية، لتجمع هنا وهنا، وتداعب خدها بنعومة الزهرات
.
.
شكرًا يا محمد رغم كل هذا الألم والقسوة،
وشكرًا لورشة الجريمة الأدبية بقيادة الأستاذة منصورة عز الدين

[Fatma Al Zahraa Yehia · Rating 3 out of 5]

تترك الروايات الكابوسية مثل تلك الرواية أثراً بالصدمة لا ينمحي بسهولة من نفس قارئها.
حكاية ينعدم فيها أي أمل في ضمير الإنسان ورحمته، فبمعظم شخصيات الرواية قسوة ووحشية. يذهب الجهل والفقر والضياع بكل أثر لإنسانيتهم، ويُبقيهم مجرد كائنات حيوانية يفترس بعضها البعض لمجرد البقاء على قيد الحياة.

أدان كل من قرأ الرواية الأب "مسعد" والأخ "رضا"، فكلاهما تدنى لمرتبة بهائمية مُحي معها أي معنى لكلمة أب أو أخ أو ابن.
وأرى أن كاتب هذا العمل لم تكن تلك هى فكرته الأساسية-الكراهية العميقة للشخصية الشريرة-بل أن تفهم بذور هذا الشر والانحطاط.

ما صدمني في هذه الرواية لم يكن مجرد بشاعة الحدث وكينونة فاعليه وبراءة الضحية. ما صدمني هو أنك تجد نفسك في النهاية تتساءل:
ما الذي يمنعني أن أكون مثلهم؟

إداركك بأن "حظ" وجودك في كيان اجتماعي أكثر رُقياً قد يكون حصنك الوحيد ضد سقوطك في المنحدر الذي انتهوا إليه.
المخيف هو شعورك بأن طاقة الشر الكبرى الموجودة في تلك الرواية ليست بعيدة عنك، فالأب "مسعد" لم يُخلق وحشاً، بل كان مجرد شخص مسالم يريد أن يعيش في دعة وخمول. تحتقره في البداية كمدمن يعبد أقراصه المخدرة غير عابئ بدمار العالم من حوله.
حتى تعرف بداية قصة إدمانه وانحداره السريع في تلك الهوة. وتجد أنه ليس من الصعب أن يحدث لك ما حدث له لو عايشت حياته.

والأخ رضا، مجرد كائن مسكين يحدث له ما يحدث لعشرات من الأولاد في المدارس الإعدادية والثانوية "معامل تفريخ كائنات المجتمع المشوهة" وقصة اضطهاده من قِبل عصابات المدرسة هى مجرد حادث يومي عادي يتكرر خلال اليوم الدراسي مرات ومرات.
فما الذي يمنع كائن مغلوب على أمره مثله أن يفعل ما فعله؟ كيف يبقى الإنسان بعقله في المقام الأول بعد كل هذا الإمتهان لإنسانيته؟

ما يؤلم في هذا العمل هو غياب الرحمة، والأكثر إيلاماً أنه "غيابٌ حاضرٌ" في حياة كل منا. نرى أمام أعيننا كل يوم كيف تدمر قسوة الحياة المتزايدة أنفسنا وتقتل أرواحنا. وكيف ندرك يوم بعد آخر أننا إما أن نتحول لوحوش، أو نُبقي على إنسانياتنا فننتهي مُفترَسين.

ما يؤلم أنه ليس خيالاً، بل حقيقة تجعلك تتساءل، من هو الإنسان؟ وأن تدرك أن الأخلاق والقيم والفكر هم ليس ما يجعلنا نقف على قمة هرم المملكة الحيوانية، بل قدرتنا على "تغليف" حيوانيتنا بأقنعة متعددة.

محمد عبدالرازق كاتب موهوب بحق. أصابتني الدهشة عندما عرفت عمره الذي لم يتعد الثلاثين عاماً. فمستوى الكتابة في هذه الرواية هو مستوى محترف في أواخر ثلاثينياته على الأقل. وأعرف أن كتابة الجريمة بشكلها "التجاري" ليست بالعمل الهين، فما بالك بمن يحاول أن يصل بها إلى هذا المستوى الأدبي المتميز؟
عمل يستحق الإشادة برغم سوداويته، أُقيمه بثلاث نجوم ونصف عشان الاكتئاب اللي جالي وانا بقراها

[محمد خالد شريف · Rating 4 out of 5]

"لم تتوافق الحياة أبدًا مع خيالها."

بمُجرد أن انهيت هذا الكابوس المُسمى رواية، شعرت بالراحة لأنني لم أعشه، ولكن سرعان ما تملكني الكدر والحزن، لأنه يحدث للكثير، وحتى لحظة كتابة هذه السطور، وهذا ليس مجرد تكهن، وإنما واقع سوداوي يقطر دماً، وإنه أيضاً لا يقف على حدود مجتمع الريف المنغلق على نفسه، والذي يعد فيه أي غلطة بمثابة وصمة عار كبيرة كما تابعنا بالأحداث، بل امتد ذلك الكابوس ليكون في كل بقاع الأرض، فهذه الرواية التي يدور في فُلكها كل المساوئ التي تجعل الرجال تكره الرجال، يُحذرون ذويهم من النساء، ويخافون عليهن، لأسباب مُتعددة وواسعة، أهمها على الإطلاق، أننا كرجال نفهم بعضنا أكثر من اللازم، ولن أحاول شيطنة جميع الرجال في العالم، فمن يعرفني جيداً، يعرف كم أمقت تلك الفكرة، وربما تلك من النقاط التي أخذتها على الرواية، إنه لم يوجد ذكر واحد يتحدث بعقلانية، وإن كنت أتفهم أن طابع المجتمع الذي نشأوا فيه يُبرر ذلك تماماً.

لا يخدعك العنوان، فالرواية مليئة بالسواد، ولكنه سواد أفهمه، ذلك السرد الممزوج بالحزن، والجنائزية التي بدأت منذ أول صفحات الرواية، بإدعاء أن الطفلة "ياسمين" قد انتحرت، وما يلي ذلك من تبعات تختلط بالخوف والجهل والتخلف والخرافات، ونحاول البحث عن الحقيقة من خلال الشخصيات، هل انتحرت فعلاً؟ أم قُتلت؟ وإن قتلت، فمن قتلها؟ فتصبح رواية جريمة من الطراز المعقول، ولكن، أدعي أنه لم يكن ذلك هدف الكاتب على الإطلاق، وإن كانت كرواية جريمة، مُتماسكة وجيدة، ولكن المواضيع التي ناقشتها أهم، لأنها متجذرة في المجتمع بشكل يجعل من إقتلاعها مهمة صعبة وشائكة وتمس العديد من الثوابت والأصنام، وينقلنا ذلك لأحد أهم عوامل الرواية من وجهة نظري؛ ألا وهو الشخصيات.

شخصيات مرسومة بعناية هائلة، كلما ظننت أن وجوده هذه الشخصية مُجرد ظهور عابر، اتفاجئ بتاريخها الشخصي المُقنع، والملائم لتصرفاته، رُبما يجعلك ذلك التاريخ تتعاطف مع شخصيات دنيئة وحقيرة، ولو قليلاً، ولكن منذ متى أصبح ما نمر به يجعلنا نتصرف بشكل دنيء وقميء؟ كل الشخصيات كانت ضحايا بنسب مختلفة، منهم من وجد نفسه في مجتمتع يُعلب أفراده، ومنهم من حاول الفرار ولكن ظلت أفكاره كما هي، لم تتغير بتغير المكان، ومنهم المؤمن بتلك الأفكار ويُبشر بها، وتنوع تلك الشخصيات مع العناية بماضيهم، كان عاملاً جذاباً، جعلني أتوقع منهم أي شيء وكل شيء، حتى النهاية.

ختاماً..
رواية كابوسية، تناقش قضايا شائكة في إطار جريمة قتل، دون الإخلال بأي عنصر من روايات الجريمة أو مناقشة القضايا، تجعلنا نُلقي نظرة لا بأس بها على وحشية التخلف والخرافات، والإيمان بها حتى تتجذر في عقولنا ووعينا الجمعي، وتعدنا بكاتب مهم، ننتظر جديده بترقب حقيقي، فكل هذه المواضيع سُردت في أقل من مائتان صفحة، وبسرد مكتوب بسلاسة، وأحداث شيقة، وشخصيات لديها عمق حقيقي طبقاً لخلفياتهم.
لا أستطيع أن أرشح هذه الرواية تماماً، فهي مليئة بالسواد المُستمد من الواقع، ووجود هذا النوع من الروايات لهو مهم، لزيادة التوعية نحو المآسي والجرائم التي تحدث بسبب أن هذا ما وجدنا عليه آباءنا.

[شيماء هشام سعد · Rating 4 out of 5]

رواية جميلة ومؤثرة للغاية، حبكة رائعة، بناء متقن للشخصيات، تصوير دقيق لحياة الريف كأنك تعيش فيه، ثم تصوير لحياة المدينة كأنك تنقل إليها مع الشخصيات، وعرض ذكي لمشاكل الحياتين والمُشترك بينهما.

من الروايات التي يخرج منها القارئ بانفعال يدوم طويلا ولا ينساها، هناك مشاهد بعينها ما زالت في عقلي ولا أعتقد أنني سأتخلص من أثرها سريعا، أهمها على الإطلاق مشهد تمدد جثة ياسمين على طاولة الغسل، والتفصيل العبقري الذي أرى الكاتب جديرًا بالتحية عليه هو جعل كل هذه الرواية تدور حول الجثة الممددة في تلك الغرفة، لتكون الجثة هي بطلة الحدث رغم سكونها، بالنسبة لي صاغت الجثة هذا النص بسكوتها القهري، وهذه مفارقة مؤلمة وفي غاية التأثير.

أيًّا كان ما حدث في الغرفة التي تمددت فيها الجثة، من دخول الجدة ودخول الأب والخالين ثم استجواب الضابط للجميع، وحتى في الأوقات التي لم تُلمَس فيها، فقد كانت محور تركيزي واهتمامي، ولا أعتقد أن ذلك كان ليحدث لولا براعة الكاتب.

الشيء الذي نغَّص عليَّ الرواية هو تدجيجها بالألفاظ والمشاهد الجنسية، أفهم طبيعة الرواية واقتضاء السياق، لكنني لا أعتقد أنه كان ينبغي أن أتعرض كقارئة لكل هذه الجرعة من الوصف الفج بشكل متكرر لكي أفهم.

[نهى داود · Rating 5 out of 5]

رواية شديدة الجمال والرهافة. مكثفة لا مكان للملل فيها، تدور أحداثها في ليلة واحدة وأنا أنهيتها في جلسة واحدة من فرط حلاوتها. رواية حزينة وأبطالها بائسين إلا أنها مؤثرة جدا وتترك المرء يفكر في الكثير من الأمور وهو ما أحبه في الأدب. لم أقرأ منذ مدة عمل أدبي عربي بهذا الجمال فتحية للكاتب. أنا فخورة به وبالرواية.

تبدأ الرواية بجثة صبية يحملها أبوها وأخوها عودة إلى القرية مسقط رأسهما لدفنها... كيف ماتت الصبية؟ وكيف كشف موتها سوءات الجميع؟ رواية قاسية ومؤلمة.. بالنسبة لي هي مغرقة في السوداوية وخالية من أي نقطة ضوء..
أغلب الشخصيات مفعول بها وتساءلت أين إرادتهم خاصة ان ذلك لا ينطبق على شخصية او اثنين بل أغلبهم..

تساءلت أيضا أين الطيبون من رواية محمد عبد الرازق؟ فالكل مدنس بشكل ما..

كما كانت هناك بعض النقاط غير المجابة بالنسبة لي ويمكن أن يكون فيها حرق أحداث لمن يقرأ المراجعة، مثل:
- كيف عرف عبد العظيم عن هالة والمشرف برغم أن ما حدث بينهما لا يكاد يعد ولا يذكر.
- كيف سكت حسام علي ما فعلته به الفتاة ولم ينتقم؟ أقل واجب يرسل بلطجية ترمي وجهها بمية نار مثلا..
- ما حدث من عبد النبي عادي وغير مشين لدرجة أنه يظل محرجا من

لكن هذا لا ينقص من روعة الرواية شيء ❤️

[يـٰس قرقوم · Rating 3 out of 5]

لا يمكنني تصوّر أن بإمكان حدثًا واحدًا فقط أن يكون سندًا للرواية كلها وتستطيع من خلاله أن تصلب طولها، لكن الكاتب قد فعل ذلك ببراعة.

في موضوع لا يمكننا أن نعتبره جديدًا خصوصًا في إرثنا العربي، لكنّه هنا بزاوية أخرى أكثر قتامةً وتعاسة. العمل بمثابة كاميرا تتنقل بخفّة وتحطّ في كلّ مرّة حول شخصيّة مختلفة، وبزاوية مختلفة. عمل بسيط، لكنّه ذلك النوع من البساطة التي تسقط عليك تأثيرًا بشكل ما.

محمد عبدالرازق كاتب شاب،
وأتوقع منه الكثير لاحقًا.

[Nadia]

لي عودة بعد مناقشة العمل مع نادي صناع الحرف .

[Esraa Bahy إسراء باهي · Rating 4 out of 5]

فتحت الرواية أمس، وكان نيتي ابدأ فيها بناءً على ترشيحات الأصدقاء وآرائهم المشجعة، واتفاجأت دلوقتي أني خلصتها.
أحب الأعمال التي تكشف المجتمع المصري خاصة الثقافة الريفية والقروية، وبالنسبة لي محمد تناول القضية بشكل متكامل ومعالجة الفكرة كانت رائعة.
لغة الحوار كانت الحاجة الوحيدة اللي لفتت نظري، لسان الشخصيات قاهري مش قروي وريفي، رغم أن الكاتب استخدم مصطلحات ريفية دقيقة جدًا في السرد إلا أن لسان الأبطال كان قاهري وعادي جدًا لدرجة أن حسيتهم جداد على القرية، أو مش منها.

[Doaa · Rating 3 out of 5]

رواية تقييمها كان محيرني مش عارفة اقيمها بإيه ولكن ب ٣ نجوم اعتقد كفاية لأن موضوعها مستفز وماعجبنيش..

طبعا ده لا يعني ان الرواية سيئة بالعكس الرواية كانت جيدة والشخصيات كانت مكتوبة بشكل جيد.. وكان فيه تشويق لأخر فصل ف الرواية وتجسيد لكل الخصال الدنيئة اللي ممكن يتصف بها الإنسان.. ولكن موضوع الرواية نفسه مؤذي بالنسبة لي..

الرواية المفروض يكون عنوانها القهر او السواد على مد البصر لأن هذا هو كل ما رأيته خلال قراءتي للرواية
من أول تزويج هالة ومسعد وكل منهما ليس راغبًا في الزواج أو حتى ناضجًا كفاية ليعي مسؤليات هذا الزواج ولكنها العادات والتقاليد التي توجب الزواج ما إن يُلمح أي تغيرات جسدية ع البنت أو الولد .. وللأسف ده واقع وبيحصل..

الحياة القميئة (وآسفة ع الوصف) في الريف والقرى الغير عادلة بالمرة والتي يتخفى كل من فيها تقريبا تحت قناع الوقار والفضيلة ووعظ الناس وماهو غير إنسان تحركه رغباته وشهواته خلف كل شيء.. متخفيين تحت قناع أن تفعل ما تشاء طالما الناس لا يرون وغير مدركين وطالما أنك في وضح النهار شخص لا تشوبه شائبة.. والكثير الكثير من القهر والضغط تحت سطوة (الناس هاتاكل وشنا)!

القهر للمرأة بشكل فج أولا تجبر ع الزواج وتجبر ع الحمل وتجبر ع معايشة زوج لا يطاق وتجبر على تجرع مرارة وصمها بعار الخيانة كذبًا لأن الزوج قرر أن يسلم دماغه للإدمان و للشائعات.. وتجبر على ان تبقى في حيز قطعة لحم فقط في عيون أي رجل.. بشكل مقزز ومستفز للقراءة عنه..

ونموذج الرجل القروي السمج والرجل الذي يريد الخلاص من كل وأي دليل على أذى امرأة تخصه فقط لينتهي من الشوشرة والفضائح ضاربًا بعرض الحائط إحقاق الحق او إحترام حرمة الميت والدين الذي يتمسكون به ظاهريًا فقط .. حاجة في منتهى القرف الحقيقة..

الرواية كلها احداثها بتدور عن "حادثة" بنت هالة اللي ماتت وكلهم موجودين في عزائها.. ياسمين اللي ماتت مقتولة بدون وجه حق في لحظة شك مع إنها طفلة.. مجرد طفلة!
وملابسات الأحداث التي جرت وأدت لوفاة الفتاة. تناقش قضايا زي إدمان المخدرات وإدمان الإباحية والشك ووصم الفتاة بالعار من مولدها وحتى بعد موتها والسرقة والنفاق والقهر.. كان الشعور الغالب عليّ أثناء القراءة هو القهر ولهذا جزء مني يكره براعه الكاتب في وصف هذا الشعور من خلال شخصيات روايته والجزء الآخر معجب بالكتابة لنفس السبب.. سوف تترك فيك شعورا بالاستفزاز اظنه سيبقى طويلا.. لهذا لم أقيمها العلامة الكاملة.

[Heba Trabia · Rating 4 out of 5]

رواية قصيرة في عددٍ الصفحات بس غريبة في قدرتها علي جذب القارئ مش عايزة اصنفها أدب جريمة بالرغم من انها بادءة بجثة و غموض في سبب الوفاة لانها في السياق بتكشف عن مآسي في مجتمعنا سواء في الريف او في الحضر و طبعا المآساة الكبري في الذكورية و اساءة معاملة النساء بس الحقيقة صعب انك تلاقي شخص من شخوص الرواية مش متهم و مش مظلوم في نفس الوقت او انه الظروف ما أثرتش عليه.

الكتاب متقسم لفصول كل فصل بيتكلم عن حد من أركان الرواية و ازاي وصل لليوم الي بدأت بيه و انتهت فيه كمان و الجانب النفسي لكل شخصية واضح.

ممكن يكون في بعض حاجات في اللغة و الوصف يصنفوا ب 18+ و الحقيقة هما مؤلمين بس في الواقع العنف بجميع أنواعه موجود و بنقرا عنه في صفحة الحوادث للأسف، بس لزم التنويه.

ا��كاتب مواليد ١٩٩٦ و دي تاني رواية له و في رأيي انه هيقدر يحجز لنفسه مكان مع الادباء الواعدين و كتابته فكرتني جدا بالدكتور محمد المنسي قنديل.

[MuHammad Ahmed El-WaKeel · Rating 4 out of 5]

رواية "الوقوف على العتبات" بالنسبة لهذه الرواية تعتبر كتابة هاوية.. إنما الرواية دي هي اللي فعلا بتقول إنه كاتب محترم ومحترف وفنان.

[طارق عبد الغفار · Rating 4 out of 5]

-الفضيحة؛ رقصةٌ على جمرة العار، لحنٌ نشازٌ يتلف الآذان، ظلٌ كثيفٌ يغطي نور الشمس، سوطٌ يمزق ظهور الأبرياء!
في قريةٍ ريفية بعيدة، بين بيوتٍ طينية ونسيم عابر، تُرسم قصة ياسمين، فتاة كالعصفور المغرد، وضحكتها شمسٌ دافئة، زهرةٌ يافعة آخذةٌ في التفتُحِ والنمو، لكن يد الموت سرعان ما تقطفها.

-بياضٌ على مد البصر؛ حكايةٌ ريفيةٌ قاسية، ينكأ فيها محمد عبد الرازق الجِراح، ويضع القارئ أمام مساوئ الريف المصري، يتناول فيها العديد من القضايا الاجتماعية الشائكة، مثل العنف ضد المرأة والتقاليد البالية، ويفنِّد فيها مفهوم الفضيحة، وكون البنت مجلبة العار والذكر معصومٌ من الخطأ.

كتابةٌ واضحة سلسلة. سردٌ متقن. شخصياتٌ معقدة مرسومةٌ ببراعة، ولكلٍ منها دوافعه الخاصة. قدرةٌ عاليةٌ في التحكم بالزمن، مع استخدام الفلاش باك بإحكام، فلا يقطع الخيط الواصل، رغم أن الأحداث كلها في يومٍ واحد!
يخلق فيها جوًا من التشويق والغموض، وجعلني منتظرًا بفارغ الصبر لمعرفة القاتل.
يكسوها الألم من اللحظات الأولى، ولا فرار منها حتى بعد إنهائها!
روايةٌ متقنة، تبرهن على ميلاد روائيٍ فذ.
شكرًا يا محمد على هذا الكم من المتعة والألم.

[Aliaa Mohamed · Rating 4 out of 5]

رغم كون القصة بعيدة عن الحداثة إلا أن أسلوب المعالجة الأدبية والقدرة الشيقة على الانتقال بين الشخصيات والغوص في أعماقهم وربط الأواصر بينهم، لتصبح كل شخصية مؤثرة على الأخرى بشكل ما بطريقة تشبه الدومينو، كل ذلك جعل من الرواية مثارًا للإعجاب المخلوط بالحزن الناتج عن أحداثها السوداوية المخلوطة برائحة الموت المهيب

[Amr · Rating 4 out of 5]

< صار كل شي أقوى منها. حاولت أن تقول:
"ما عملتش حاجة"، لكن الكلمات تمزقت تحت الكماشة على رقبتها. حاولت أن تقول: "والله يا بابا ما عملت حاجة" لكن الكلمات تبخرت، صارت شيئًا بعيدًا لا يمكن إمساكه، ككل الأشياء التي تخيلت أنها ستفعلها عندما تكبر، الجامعة، والحب، والخروج من الشقة. >

الرواية صادمة بجد والكاتب فضل سايبنا لخيالنا لأخر لحظة عشان نتوقع اسوء حاجه ممكن تكون حصلت بس في الاخر عرفنا الحقيقة الي صدمتني بسبب رد الفعل الي عليها وعبرت عن قد ايه البطله تعرضت لظلم.
الرواية كرهتني في حاجات كتير اوي بجد

< لم تفهم لم تنتحر البنت لقد كانت تحب الحياة، وتأخذها بالحضن كأنها خُلقت لتعلمهم كيف يعيشون. >

[youmnaa teleb · Rating 3 out of 5]

في قرية ما وسط حقول مليئة بالقطن نجد منزل الحاجة "حليمة" الذي لم نسمع عنه شيئ من قبل حتى وصول تلك السيارة وبها جثة حفيدتها "ياسمين" لنكتشف أسرار هذا المنزل والأسرار المدفونة داخل الشخصيات

نتعرف من خلالها على الريف المصري والعادات التي كانت شائعة في تلك الفترة مثل: خلفة البنات تجلب العار كما قالتها الحاجة حليمة:"فالبنات يقسمن الدار، ويجلبن العار" والختان والنميمة المنتشرة في كل بيت من بيوت القرية والقادرة على تدمير مستقبل فتاة وحتى أن كانت هذه الأحاديث ما هي إلا كذب.. والكثير.

قرأت الرواية بسبب اول صفحة في الكتاب وأنها شدتني جدًا أن انا أقرأها.. رواية حلوة وسريعة تخلص في قعدة

[Selim Batti · Rating 4 out of 5]

من مقالي في صحيفة العربي جديد


"بياضٌ على مدّ البصر" لمحمّد عبد الرازق علي: حكاية مصريّة تنتصر للإنسان

ليست قراءة رواية "بياضٌ على مدّ البصر" للكاتب والطبيب المصريّ الشاب محمّد عبد الرازق علي (1996) هيّنة، وهنا لا نقصد على صعيد اللغة أو الفكرة المعقّدة أو حجم الرواية، فالعمل الصادر حديثًا عن "دار العين للنشر"، والواقع في مئة وثمانين صفحة، يمتاز بلغةٍ مباشِرة خالية من التعقيد والتكلّف من جهة، ومن أُخرى جاء مكثّفًا من حيث المضمون الفكري وما أراد الكاتب أن يقوله لنا.
يهدي عبد الرازق روايته الثانية، بعد "الوقوف على العتبات" (2022)، إلى البراءة، ليضعنا مباشرةً قبالة عتبة النصّ الأولى التي تتلاحم وتتقاطع مع الغلاف الذي توسّطته صورة فتاة مُجلبَبة بالخَضار بعينين غائبتين، ليعكس الغلاف باتّحاده مع الإهداء القهر الذي سيرافق القارئ طيلة أحداث الرواية.
بعد قراءة الفصل الأوّل تشعر أنّك قبالة حكاية جريمة قتل، وهذا قد يكون صحيحًا إلى حدّ ما. لكنّ الرواية أوسع وأشمل من مجرّد مقتل ياسمين الذي أفصح عنه الكاتب مبكّرًا، وهنا تأتي تقنية "الميتا-قص" في السرد. أيّ أنّ النص يُخبر شيئًا عن ما وراء السرد – ما وراء القص. فماذا أراد الكاتب أن يقول لنا؟
هذه ليست فقط قِصّة ياسمين التي راحت ضحيّة التخلّف والذكوريّة، بل هي قِصّة تحدث كلّ يوم في بيوت كُثر. هذه حكاية نساء ومراهقات، وحتّى طفلات، قُتلن بدمٍ بارد بحجّة "الشرف" و"الدفاع عن العِرض" في مجتمعٍ بطريركي ضاعت فيه مفاهيم العفّة بين ضوضاء العادات والتقاليد والجهل. هل هي صرخة لمن لا صوت لهم؟ هل هي دعوة لتجريم القاتل اللاثي تحت قناع جريمة "الشرف"؟ هل هي رسالة توعويّة للآباء وللأمّهات لفهم أبنائهم، للحوار معهم، لاستيعاب مخاوفهم وضعفهم؟ أعتقد أنّ الكاتب أراد أن يعالج كلّ هذه الأمور تحت ستار جريمة قتل ياسمين.
اشتغل الكاتب على روايته بلغة بسيطة، فنادرًا ما تُطالعنا جملة أدبيّة تستوقفنا بلاغتها، وفي واقع الأمر هذا لا يعيب هذا العمل تحديدًا، فعلي كان يلعب على عنصر الشحن العاطفي بلغة مُعاشة تستطيع تصديقها من دون أن تسأل: مِن أين أتت هذه اللغة البليغة لامرأة ريفيّة بسيطة كهذه؟ لذلك كان الكاتب يحصّن روايته بجمل قصيرة، كلمات أليفة، وتعابير، على بساطتها، تصيب القارئ بمقتل.
قسّم الكاتب الرواية لفصول قصيرة، مُعنوِنًا كلّ فصل باسم شخصيّة من شخصوص الحكاية، فتوزّعت الفصول بين الشخوص الرئيسة، أي حليمة (جدّة ياسمين)، ورضا (شقيقها)، وهالة (الأُمّ)، ومسعد (الأب)، والدكتور عبد المنعم، وبالطبع ياسمين الشخصيّة المأزومة الأساس. هل نجح الكاتب بهذا التقسيم الذي نسمّيه في النقد الأدبي "القصّ الانزياحي"؟ أدبيًّا ونقديًّا لا ضير في ذلك، لكنّ، ومن وجهة نظر شخصيّة بعيدة عن النقد الأكاديمي، كان من الأفضل لو لم تكن الفصول على شكل خلق سيرة ذاتيّة لكلّ شخصيّة، ذلك أنّ الشخوص تتقاطع حيواتهم في ما بينها، وتتناضح قِصصهم لتخطّ مسار العمل، فلا يمكن للقارئ أن يُتابع فصل حليمة مثلًا من دون احتكاك روايتها مع رواية هالة أو ياسمين، فكان ثمّة ظلم لبعض الشخوص على حساب أخرى.
ونبقى مع أسلوب الكاتب، حيث تقنية تحرير السرد من التتابع الزمني والتي كانت موفّقة جدًّا. فالرواية تعتمد اعتمادًا كلّيًّا على "الفلاش باك" وتشظّي الزمن، وإن كانت أحداث الرواية تقع في يومين تقريبًا، إلّا أنّنا نعود لسنوات ماضية لندرك ونبرّر سلوكيّاتهم في العمل. وبالطبع لا يمكن للقارئ فهم ماهيّة الحدث من دون تحليل دوافع محرّكيه. لذلك أرى تفتيت آليّة السرد زمنيًّا كانت موفّقة جدًّا.
لكن في مقابل هذه الجماليّة، يُهيمن الراوي العليم على حساب أصوات أبطال الرواية. كان من الأجدر، هنا، لو أفرد الكاتب مساحةً لكلّ شخصيّة لتتحدّث بلسانها، خصوصًا إن سمح حيّز الرواية الزمكاني بذلك. ربّما تدارك الكاتب قليلًا هذه المشكلة بتضمينه بعض الحوارات عن لسان الشخوص، لكنّ تلك الحوارات لا تُشبع نهم القارئ لسماع منولوغات كلّ شخصيّة بمعزل عن الراوي العليم.
عنصر المكان كان حاضرًا بقوّة في العمل، سواءً المكان الخارجي الذي تمثّل بالقرية... الحاضن الأساس للحدث، أو الداخلي الذي تجسّد بعدّة أماكن كفضاء الإنترنت (السايبر)، ومنزل ياسمين، ومنزل الجدّة والمدرسة. المكان الداخلي كان أكثر سطوةً على الشخوص من المكان الخارجي حتّى وإن اتّفقنا أنّ جميع الأماكن الداخليّة هي جزء من المكان الخارجي إذ أنّها جمعاء في القرية.
تظهر أهمّيّة "السايبر" من خلال تأثيره في التكوين الجنسي للمراهق رضا، شقيق ياسمين. فهو الذي فتح عينيه على عالم الأفلام الإباحيّة وشكّل رغباته غير السويّة تجاه الجنس الآخر، ولم يكن تأثير فضاء الإنترنت عليه أقلّ تأثيرًا من المدرسة، حيث خطّ تنمّر الطلبة عليه وعلى شكله أثلامًا صدّعت كينونته كرجل. ناهيك بالطبع عن منزل ياسمين، مسرح الحدث الأساس الذي نترك للقارئ متعة اكتشافه بنفسه.
تترك الرواية قارئها مشدوهًا؛ الكثير من الأفكار والمواقف، كمفهوم "الفضيحة"، والخوف الدائم من الطلاق كأنّه وصمة عار في حياة الزوجة تحديدًا، والشكّ غير المبرّر الذي قد لا يقود للطلاق فقط بل للجريمة في الكثير من الأحيان، والختان وكيف كان هَمّ الجدّة الوحيد وهي تغسل جثّة ياسمين أنّها غير مختونة أو هل هي "بنت بنوت". كأنّ سلطة "الشرف" أشدّ تأثيرًا من سلطة الموت.
في ما يخصّ الشخوص، فكانت جميعها مرسومة بحرفيّة، حتّى الثانويّة منها. لكن الشخصيّة اللافتة، رغم دورها المحدود في الرواية، هي شخصيّة الضابط حسام، فهو رمز للضعف البشري الذي خلق إنسانًا متسلّطًا.
في "بياضٌ على مدّ البصر" نحن قبالة رواي�� أنيقة لكاتب واعد يعرف ما يكتب، ولماذا، ولمن يكتب في "فوضى النشر" التي نعيشها.

ملاحظة: استضفنا الكاتب في نادي صنّاع الحرف للقراءة

[أحمد لطفي · Rating 4 out of 5]

قوة الرواية الأساسية تتركز في الشخصيات، كل الشخصيات تقريبًا تمتلك حكاية كاملة تشكل رافد مهم من روافد قصتنا الرئيسية، كل الشخصيات رئيسية، حتى أن الضابط -الذي ظهر متأخرًا جدًا- له حكاية قوية. وتلك الحكايات الفرعية هي الرواية، وليست قصة (من القاتل).
..
من مميزات الرواية وضوحها وبساطتها وبعدها عن الفزلكة، شخصيات واقعية. حتى بعض الشخصيات التي بدأت بشكل شديد النمطية -مثل شخصية الشيخ- اكتملت صورتها في نهاية الرواية ببساطة ودون حزق أو تكرار.
..
كتابة محمد عبدالرازق شديدة العذوبة حتى في المأساة، ولو أتقن كل كتاب العالم صنعة الرواية وبناء الشخصيات والأحداث، فلن يمتلكوا تلك الروح التي يكتب بها محمد. في النهاية أقول ما قلت في مراجعتي لرواية محمد الأولى: هذه الرواية أدب حقيقي.

[Shimaa Allam · Rating 4 out of 5]

#قراءات_٢٠٢٤

جرعة مركزة من الواقعية المؤلمة ، قهر ، ظلم ، هواجس و أفكار تحرك الجميع ، دائرة مرعبة الكل فيها جاني و مجني عليه .. و إن بقي واقع الحياة أكثر رعبًا و سوءًا .

شخصيات مرسومة بإتقان ، أحداث متقاطعة ما بين حاضر و ماضي ، جاءت بتصاعد لا تستطيع معه سوى أن تنهي الرواية بجلسة واحدة ، أحداث صادمة و نهاية هي الأشد وجعًا .

لا يُنصح بها أصحاب القلوب الضعيفة .

تقييم ٤ نجوم و نص .


#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب
#روايات_عربية #روايات_مترجمة
#بياض_على_مد_البصر

[لميس محمد · Rating 4 out of 5]

عمل موجع و جميل جدًا مكتوب بأسلوب سلس،مشوّق
تدور أحداث العمل بين الريف المصري والمدينة من خلال عائلة عشعش الجهل و التخلّف فيها و أصبحت الخطيئة والإثم وصمة على كل فرد فيها
أكبر هموم هذهِ العائلة السمعة والشرف
الذي سيجعل العائلة ترتكب الجريمة في سبيل الحفاظ عليها
أحداث الحكاية تدور في يوم واحد يتنقل فيها الكاتب بين الماضي والحاضر
ليعرض لنا لمحات من حياة كل شخصية لنتعرّف عليها عن قُرب
لن تستطيع التعاطف مع شخصيات العمل
فجميعهم جُناة
مجرمين
أحببت العمل ويستحق القراءة
لكن ملاحظتي عليه بعض المشاهد المزعجة والغير لائقة في بعض الأجزاء منها.

[Nora Khalid · Rating 4 out of 5]

رواية من الريف المصري قصيرة وتُقرأ بمدة وجيزة رغم ثقل المعاناة التي تصوّرها. مقسمة لفصول بأسماء الشخصيات. كيف تواطأ العالم الذكوري من أعلى سلطة لأصغرها ضد الفتيات وأحلامهن واستباح قتلهن بدم بارد يرضي الايغو الذكورية.
لفت انتباهي براعة المؤلف رغم صغر سنة وحداثة تجربته الروائية. رواية قابلة لأن تُحوّل فيلما أو مسلسلا دراميا.

[amira Mahmoud Yusuf · Rating 4 out of 5]

حكاء ماهر لحكاية قاسية

[ghada MarȜe · Rating 5 out of 5]

تدور الاحداث فى ليلة واحدة و لكنها ليلة مليئة بالكشف عن دواخل الإنسان
من اولى صفحات الرواية لن تستطيع الهروب منها فى محاولة اكتشاف ماذا حدث
انهيتها فى جلسة واحدة

[Mahmoud Ezzat · Rating 5 out of 5]

الروايه ديه حاجه عظيمة واستثنائية بسبب حجمها والقضايا الي بين سطورها، وحرام بحد تتصنف كارواية بوليسية بسبب الجريمة الي هي اساس الرواية، لغة وسرد وحوار ومشاهد فوق العظمة
رواية كلها بتدور في يوم واحد وتخلص برده في يوم واحد ، فيلم سينمائي صغير في روايه
هي ترشيح إبراهيم عادل ربنا يكرمه ❤❤

[Rehab saleh Flower Violet · Rating 5 out of 5]

رواية بديعة
لا تستيع ان تتركها
قرأتها في جلستين في يوم واحد
بدايةمشوقة وحزينة
وتتسلسل الاحداث كأنها لحن حزين لا تستطيع الفكاك منه

بالرغم من انها صغيرة الحجم الا انها كبيرة في المشاعر
مشاعر الخوف والحب و الظلم والقسوة
القرية المصرية بكل ما فيها من قسوة علي الفتيات
ليس هناك فرصة للتافهم او الشرح
وفي النهاية يموت شخص ظُلم ولن يأخذ حقه ابدا
ابدعت يا دكتور محمد

[رميصاء]

فيه حاجات بعد ما أقرأها بحس إني عايزة أختفي، أو لو إني ما كنتش موجودة أصلا.. الرواية دي واحدة منهم.

[Habiba · Rating 4 out of 5]

بعد إكمالي للرواية لا يدور في بالي إلا خاطر واحد "ليتني لم أكن أعلم"
رواية قاسية بقسوة الأحداث والقصص الحقيقية للريف المصري، تبدأ الرواية بافتتاحية صادمة "في الصباح كانت ياسمين لاتزال حية" ونبدأ بمعرفة هوية ياسمين والشخصيات التي أحاطت بحياتها وموتها كذلك، "ياسمين" جثة هامدة لا تملك من أمرها شيء ويحرك الأحداث من حولها أشخاص مدنسون لا يعرفون فضيلة ولا شرف ولكنهم يزعمون أن هذا هو همهم كله، خضعوا لمفاهيم وعادات وتقاليد الريف حتى أهلكتهم فتحولوا لجناة بدورهم والضحية ممدة أمامهم بسحجاتها التي تدينهم جميعا، رواية حقيقية جدًا ذات مشهدية عالية وبناء شخصيات احترافي ولا يعيبها في رأيي إلا ثغرة واحدة.

[Shaden Shaltoot · Rating 4 out of 5]

جميل جميل جميل.
كاتب شاطر قدر يشدني من اول صغحة لاخر صفحة، و علي الرغم من فقداني الشفف مقدرتش اسيب الكتاب غير و انا مخلصاه.
كمان الكاتب كان شاطر و ذكي كفاية إنه يخليني اتعاطف مع اسوء شخوص الكتاب، و انهم كمان بشكل ما ضحايا.

[Randa Hakem · Rating 4 out of 5]

باسلوب رائع سلط محمد عبد الرازق الضوء على مساوئ الريف المصرى .روايه قاسيه جدا فالانثى هى التى تدفع الثمن لمجرد كونها انثى .الحقيقه صدمت من النهايه وكرهت ذلك المجتمع المتخلف الذي يعتبر المرأة هشه ومنكسره ودائما هى التى تدفع الثمن بدون اى ذنب