- يستكشف كتاب "سيكولوچية السياسة" مدى أهمية العواطف التي تقوم عليها حياتنا اليومية في فهم ما يحدث على المسرح السياسي. وهو يعتمد على أفكار التحليل النفسي لإظهار كيف يشكل الخوف والعاطفة المجال السياسي في مجتمعاتنا وثقافاتنا المتغيرة، ويفحص قضايا وأحداث اجتماعية ذات صلة بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والطبيعة المتغيرة للديمقراطية، والنشاطية، وظاهرة ترامب في أمريكا، ليمنحنا مفاتيح لفهم السلوك السياسي.
Barry Richards is professor of Political Psychology in the Faculty of Media and Communication at Bournemouth University. Richards was previously a Clinical Psychology lecturer for NE London Polytechnic.
كتاب لاستاذ علم النفس السياسي باري ريتشاردز بعنوان " The Psychology of Politic " الصادر في سنة ٢٠١٩ وقد عني بنقله الى العربية الاستاذ أحمد سمير بترجمة متواضعة الجودة، بعنوان "سيكولوجية السياسة"، علما أن الكتاب هو جزء من سلسلة اصدارات بعنوان "سيكولوجية كل شيء".
يحاول باري ريشاردز هاهنا ربط التحليل السياسي والمظاهر الاجتماعية الناتجة عن السياسة بمفاهيم علم النفس السريري أو/و مفاهيم علم النفس في سياقها الأعم، عبر اسقاطها على الحالة السياسية للتيارات السياسية الرئيسية، حركات المعارضة (أو الثورة) الراديكالية وصولا الى الارهاب (بحسب المفهوم الغربي)، فبحسبه يكون سلوك الفرد/الجماعة السياسي هو نتيجة (أو أحد نتائج) الظواهر والمشاعر النفسية التي يختبرها الطفل أثناء نشأته وترسخ عنه في اللاوعي لتتمظهر عنده عبر سلوكه وانحيازاته/تفضيلاته السياسية ويمكن عبرها (اضافة الى الاخذ بالعتبار العوامل الأخرى) تفسير وفهم سلوك الأفراد/الجماعات السياسي.
ويعد المؤلف كل من الأمان (الاحساس به أو الاحساس بفقده) والكرامة (أو المهانة) المؤثران النفسيان الرئيسان على الانسان وخياراته السياسية، والتي في أحيان كثيرة تتجلى عبر "دفاعات نرجسية" فردانية أو جمعية، تناولها المؤلف ضمن ثلاثة أوجه: الزعامة، الأوطان والأيديولوجيا، ليبين تأثيراتها السلبية والمقاربة التي من خلالها يمكن تجاوز السلبي وتسخير الايجابي (فيما يتعلق بأنماط النفاع والفكرة القومية) لتعزيز مشاعر الانتماء والاحتواء.
أما بعد، فأرى أن المؤلف جانبه الصواب في طرحه ككل (وان كان ضمن الطرح بعض الأفكار الجيدة التي يعتد بها كاستشهاده بالدراسات التي تعزز فكرة أن التطرف وتدهور الوضع الاجتماعي العام يزداد بزيادة اللامساواة الاجتماعية والاقتصادية) الا أن الفكرة الرئيسة من اتخاذ علم النفس (السريري أو العام) مدخلا لفهم وتفسير السلوك السياسي دون اعتبار لعوامل أخرى أهم وأقدر على تفسير السلوك السياسي، لا يعتد بها ولا تستند على حقائق علمية أو نظريات واقعية لها أصل ملموس، وان كان بمقدور علم النفس تفسير (جزئيا) الانحراف السلوكي لأفراد بعينهم (ضمن النخبة السياسة أو من جموع الشعب) الا أنه لا يرقى كأداه، للتحليل العام لطبيعة المشهد السياسي ومحركاته.
أما الجزء الآخر الذي اضعف الطرح حتى من ناحية التحليل النظري المنطقي، فقد كان انحياز المؤلف الواضح لأيديولوجيته الليبرالية الرأسمالية الغربية، التي فك ارتباطها عن مفهوم الأيديولوجيا كليا أو جزئيا، كونه ذو دلالة سلبية، واقتصر فقط على نقد متواضع ل "أيديولجية" النيوليبرالية، بينما وصم كل من الاشتراكية والشيوعية والفاشية والاسلاموية بالأيديولوجيا الشمولية وبأنها سلبية وهدامة وخيالية في الواقع وانها تقهقرت أو/وانتهت، دون أن يكون عنده الحد الأدى من الفهم، خصوصا للاشتراكية والشيوعية أو أدنى مستوى من مستويات الموضوعية، وهو ما حاول أن يتداركه في فصله المعنون بالأيديلوجيا، غير أنه فشل برأيي فشلا ذريعا بالاستدراك مرسخا بذلك انحيازه الأيديولوجي ورؤيته المستندة كلية على الرؤية المركزية الغربية الاستعمارية، الأمر الذي أفقد الطرح الكثير من قيمته الاعتبارية.
وأخير، وليس آخرا، حينما أراد استحضار الحركات الارهابية و الشمولية والعنصرية، استبعد المثال الصارخ في هذا القرن بامتداد يزيد عن السبعين سنة، مثال يجمع ما بين العقيدة الفاشية العنصرية المبنية على القومية العرقية العنصرية، وبين الأيديولوجيا الثيولوجية/الدينية الإرهابية وبين ابتداع الخيالات المثالية واستثمار دور الضحية والمظلومية في ارتكاب أبشع جرائم الابادة الارهابية، ألا وهو الكيان الصهيوني، في حين أنه استحضر أمثلة أكثر قبولا غربيا (بل يحبذ ذمها وتشويهها غربيا من قبل الليبراليين) ، كنازية هتلر، وشمولية شيوعية ستالين، و"الارهاب الاسلاموي" لداعش (الذي خلقه واقعا وبدرجة كبيرة الاحتلال الأمريكي للعراق، والاستخبارات الأمريكية، والتدخلات الغربية لتعزيز النفس الطائفي والعرقي واستثمارهما في تحقيق المكاسب السياسية والعاطفية).
قد يكون ل "رأس المال العاطفي" ومفاهيم/حالات علم النفس المجرد دور هامشي في توجيه عدد من العاملين في السياسة وتشكيل ثقافة وانحيازات عدد من أفراد المجتمعات، لكن الدور الأهم والأبرز يبقى لمنظومة الافتصاد السياسي المهيمنة، ولتفاصيل الصراع الطبقي وانعكاساته الاجتماعية ولأيديولجية/ثقافة/مصالح الطبقة المهيمنة على الحكم وأهدافها المعلنة والأهم الغير معلنة.
I was impressed with the ideas explored in the book, such as how individual psychology influences crowd psychology and which deeper expectations do citizens have regarding the State. I certainly wish everyone would read this short book for the fact that it not only gives more knowledge about the sociopolitical system but also about what matters to the human mind and what determines it to engage with the political dimension of life. What makes a good State leader? What makes a toxic State leader? Should they be diagnosed at all before the election process? This book can be eye opening and I will be looking for more writings involving the psychology of politics. The downsides to buying this are that the book is short, it is just an introduction proposing further matters to research, as well as that it was surprisingly difficult to read, for me at least. My impression is that it had something to do with the style of the writer, who is very academic in his way of describing and seems unaware of the fact that not every reader is used to the more complex terms. Another natural cause of this is that there really is a lot to process and integrate mentally and ethically for oneself when reading this book. There are disturbing, dark issues brought into discussion and there are questions that encourage careful pondering as the reader moves from page to page. It is not something that I would read lightly before bedtime.