"سوف أتحدث عن تجربتي دون أن أنزلق إلى إعطاء الدروس .. لن أروى من الوقائع إلا ما رأيته بعيني أو سمعته بأذني، ولن أعمد إلى تبييض صفحتي أو تلويث خصومي.. لي بالطبع أصدقاء طوقتهم دوامة الزمن، كما أن هناك من اختاروا أن يعادوني لأنني أخالفهم الرأي، لكنني أرجو أن أكون منصفاً لأصدقائي عادلاً مع غرمائي، إذ ليس في نيتي الإنتقام، وليست لدي رغبة عارمة فى تسجيل هدف فى مرمى أحد.. يعرف رفاقي أنني قابض على قناعاتي حتى لو اشتعلت جمراً، لكنهم يعرفون جيداً أنني لا أميل للعراك، كما أنني - دون أدعاء- لا أود أو أعمد للإساءة إلى أحد، إلا إذا كان فى قول الحقيقة ما يسئ"
بهذه الكلمات يقدم لنا الإعلامي القدير حمدي قنديل سيرته الذاتية بصراحة نادرة وأسلوب حميمي شائق، فيحكي لنا عن الشخصيات المثيرة للجدل التى قابلها وعمل معها من ساسة وحكام ومثقفين ومفكرين، والتجارب التى شكلت وعيه ومواقفه، منذ تأسيسه لأول قسم أخبار فى التلفزيون المصري فى الستينات، ومشاركته فى تأسيس القمر الصناعي العربي وقنوات فضائية عربية مختلفة، مروراً بتقديمه برامج هامة مثل "قلم رصاص" و "رئيس التحرير"، وحتى دوره فى الجمعية الوطنية للتغيير، لنتعرف عن كثب على حياة أحد أهم رواد الصحافة التلفزيونية
وقنديل، من مواليد 1936، ومتزوج من الفنانة المصرية الكبيرة نجلاء فتحي
كان لـ"قنديل" حضورا إعلاميا لافتا وكان برنامجه "رئيس التحرير" له شعبية كبيرة، لا سيما ببعديها العربي والسياسي، قبل أن يتوقف ويعود مجددا للظهور في برنامج "قلم رصاص"، بروحه النقدية، لسنوات عدة قبل أن يتوقف أيضا، وفق معلومات أودرتها تقارير محلية.
وظهر قنديل متحدثا باسم "الجبهة الوطنية للتغيير"، والتي كان أحد مؤسسيها البارزين السياسي المصري البارز، محمد البرداعي، في عام 2010، وهي جبهة ساهمت بشكل لافت في التوجه نحو ثورة شعبية في عام 2011، والتي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد نحو 30 عاما من حكمه.
وفي مايو/ أيار 2013، فاز قنديل بجائزة "شخصية العام الإعلامية" التي تمنحها جائزة الصحافة العربية الشهيرة.
الكتاب فى مجمله فعلا ممتع جدا جدا رغم انه كان مليان تفاصيل، بس بالنسبالى كانت كل التفاصيل قيمة خصوصاً الفصول اللى اتكلم فيها عن الدول العربية زي: اليمن - الكويت - العراق - الجزائر - سوريا .. الخ كل دولة كان ليها فصل لوحدها، بيتكلم فيها عن تطور العلاقة بينها وبين مصر من أول الستينات لحد عصر مبارك تقريباً، وازاي وصل التدهور فى العلاقات دي فى عهد مبارك بعد ما كانت فى منتهى القوة مع عبد الناصر
ومن الفصول الممتعة برضه فصله "رئيس التحرير" .. برنامج حمدي قنديل الشهير على التلفزيون المصرى وصدى البرنامج وقت اذاعته، ومدى المضايقات اللى اتعرضلها، ودور صفوت الشريف وقتها فى التحكم فى الإعلام تفاصيل كتير بتخليك تشوف العصر على حقيقته بدون أي تجميل أو تزييف او حتى مبالغة في الحقايق
وكان فيه فصول صادمة وجيدة جدا بالنسبالى، اللى هي الفصول التلاتة الأخيرة اللى اتكلم فيهم حمدي قنديل عن الثورة والجمعية الوطنية للتغيير والنخبة السياسية والأهم .. عن فشلهم فى تحريك الأمور ايام الاخوان والمجلس العسكرى وانهم ملهمش اي سلطة او سيطرة على الشارع رغم ان كلهم قامات وطنية كبيرة .. لكن كانوا تقليديين اكتر من اللازم اعتراف حمدي قنديل بده شئ جرئ ويتحسبله
الكتاب حلو فعلاً انصح بقرائته واقتنائه .. لأنه شاهد حقيقي على العصر
انهيت الكتاب في ثلاثة أيام لشدة اندماجي باسلوب هذا الرجل الذي لا اقدر على نعته الا انه الرجل "الموقف"، ولم يخيّب ظني به، استطاع الكتاب أن يجيب على أسئلة مهمة منها سبب إيقاف برنامج "قلم رصاص" الذي كان يبث من دبي، ومن هو البرادعي السياسي، وأضاء لي فترة حكم عبد الناصر إضاءات جديدة.
الأستاذ حمدي قنديل قامة إعلامية ووطنية كبيرة والحمد لله أن مد الله في عمره حتى سطر هذه المذكرات التي سيكون لها إضافة في تاريخ مصر الإعلامي والسياسي الحديث.
يتذكر أبناء جيلي جيداً اسم حمدي قنديل كنموذج للرجل المحترم. الرجل الذي تعرفنا عليه من خلال برنامجه الشهير (رئيس التحرير) الذي كان يُعرض على التليفزيون المصري، حاملاً لخطاب لم نعهده من قبل في التليفزيون الرسمي، ومتشبعاً بروحٍ مهتمة بهموم وجروح الأمة العربية، وخصوصاً أن البرنامج كان معاصراً لانتفاضة الأقصى، واحتلال العراق. لم يعرفه أبناء جيلي قبل ذلك، لم نكن نعرف بدايته كصحافي بعد أن ترك دراسة الطب، وتعرفه على مدرسة الفبركة الصحفية، وبدايته في آخر ساعة، بتشجيع من مصطفى وعلى أمين. لم نكن نعرف كذلك أنه من رواد العمل في التليفزيون، ولا أنه كمذيع غطى جنازة عبد الناصر هو وزميله جلال معوض، وكانا يبكيان، حتى سماهما الجمهور: جلال معيط وحمدي منديل. لم نكن نعرفه لأنه أمضى 10 سنوات كاملة في باريس يعمل في اليونسكو، بخلاف سنوات أخرى أمضاها وهو يسعى لتدشين مشاريع إعلامية مختلفة، وعمل في وسطها في محطات فضائية مختلفة، وبالتالي لم يكن يعرفه وقتها سوى من توفر لديه (دِش). أما شهرته وانتشاره الحقيقي فكان مرتبطاً ببرنامج رئيس التحرير، ولأنها أهم محطة في تاريخه المهني، أفرد لها مساحة لا بأس بها من كتابه، بدايةً من كيف بدأت فكرة البرنامج، ورغبة التليفزيون المصري الرسمي في إطلاق برنامج بسقف حريات مرتفع رسمياً، بحيث يعيد شد انتباه الجماهير التي اتجهت لمتابعة المحطات الفضائية وعلى رأسها الجزيرة. لم يكن النظام يسمح لنا سوى بحرية النباح، إلى أن ضاق حتى بهذه الحرية، ولهذا كنت أؤمن أن سماح النظام في البداية بعرض هذا البرنامج، هو مجرد استخدام البرنامج كواجهة لتبييض وجه النظام، ووجدت أن هذا ما ذكره حمدي قنديل في كتابه. من جانبٍ آخر، كنت أؤمن أيضاً أن خطاب هذا البرنامج له دورٌ في التنفيس، لأن الإنسان بطبعه يستريح إذا سمع مخاطبه يتكلم بما في عقله ونفسه، وبالتالي فإن الإنسان المصري أو العربي المقهور يجد أمامه خطاباً عاطفياً حماسياً يلخص كل ما يعتمل بداخله، يسمعه فيستريح لفكرة أن ما بداخله قد خرج على الهواء، والأمر ليس أكثر من تفريغ لشحنة الغضب، بدون فعلٍ يذكر، لأن الشعوب مقيدة بقيود وهمية، نتيجة لسنين من القهر والديكتاتورية. ذكر قنديل في كتابه أنه أثناء فترة عرض البرنامج قابل إمرأة بسيطة في الشارع، فقالت له أنه الوحيد الذي يقول نفس الذي تفكر فيه وتريد أن تقوله، أزعم أن عبارة هذه المرأة البسيطة كان لسان حال الجماهير التي تتابع البرنامج، ليس في مصر فقط، ولكن في الوطن العربي كله. ناقش هذا البرنامج قضايا كثيرة، داخلية وخارجية، وكان على رأسها أهم الأحداث التي تعرضت لها الأمة في مطلع الألفية: انتفاضة الأقصى، واحتلال أفغانستان، واحتلال العراق، وكان للبرنامج دور كبير في تشجيع حملات المقاطعة للمنتجات الأمريكية. وكان من الطبيعي أن يضيق النظام ذرعاً بالبرنامج، ويكثر من التضييق عليه، ومن الحذف في محتوى الحلقات، إلى أن توقف البرنامج تماماً. ومن الواضح أن النظام قد وجد أن الخسائر التي ستعود عليه وعلى رعاته من قبل البرنامج أكثر من الفائدة التي ستعود عليه من السماح بعرضه. انتقل حمدي قنديل ببرنامجه لقنواتٍ أخرى، إما بنفس الإسم، أو بإسمٍ آخر، فعمل في قناة دريم، وتوقف البرنامج مرة أخرى، ثم قدم برنامج (قلم رصاص) في دبي لسنوات، ولم يوضع له سقف يحجمه، وظل كذلك إلى أن توقف البرنامج مرة أخرى بدون سابق إنذار. وهلم جرا. وكان من الواضح أن كل من سعى لأن يبث قنديل برنامجه من عنده، أو لينضم إلى كيان سياسي، أو جماعة، أو حزب، فإنه كان يبحث عن قنديل كما رآه في رئيس التحرير، وهي العباءة التي لم يستطع قنديل أن يخلعها أو يغيرها. من أهم أجزاء الكتاب هو الجزء المتعلق بانضمام قنديل للجمعية الوطنية للتغيير، وهو أمرٌ طبيعي أن يكون في مقدمة الشخصيات العامة المدعوة للإنضواء تحت هذا الكيان. ويسرد قنديل مرحلة التواصل مع البرادعي، ويعرض الكثير من التفاصيل التي توضح عن كثب الجوانب السلبية في شخصية البرادعي، والذي كان دائم الانشغال عن هذا الكيان بحجة الارتباطات الدولية والمحاضرات التي يُدعى لإلقائها في الخارج، ولعلنا نتذكر جيداً أن البرادعي لم يكن موجوداً في مصر يوم 25 يناير، وأذكر جيداً التصريح العفوي لجورج إسحق: هو فين البرادعي، الله يخرب بيته. ووصف قنديل يوم 25 يناير كما شهده، والذي توقف فيه على جانب الطريق ليبكي وهو يرى حشود الشعب وهي تهدر بسقوط مبارك. ولكنه برغم ما أورده من تفاصيل عن شهادته في مرحلة الثورة والفترة من 2011 وحتى 2013، إلا أنني كنت أتمنى أن يسهب أكثر من ذلك. وهو في مواقفه السياسية من بعد 2012 يبدو جلياً أنه يتحرك كرد فعلٍ على إحساسه بالحرج بسبب دعمه للإخوان في مؤتمر فيرمونت أثناء انتخابات الرئاسة، والذي كان دعماً مقابل تعهدات رأى وغيره أن الإخوان لم يفوا بها بعد وصولهم للرئاسة. وفي علاقته بالإخوان ورؤيته لهم عموماً، فإن طبيعته الناصرية تغلب عليه. وللأسف فقد غلبت على موقفه في 2013، وحتى تعليقه على المذبحة كان باهتاً، وكأنه مجرد (تقضية واجب). خلاصة هذا الكتاب، أنه تجربة حياة ثرية، لإعلامي كبير، سيطوف بك في كواليس الصحافة والتليفزيون والإعلام الحكومي والخاص والقنوات الفضائية ومشاريع الاتصالات، والكثير من المشاريع الناجحة والفاشلة، بالإضافة إلى المشاريع التي لم يُكتب لها أن ترى النور من الأساس. رحم الله حمدي قنديل وسامحه وغفر له.
نقطة بيضاء أولى يمكن العثور عليها في صفحات «عشت مرتين» (دار الشروق - القاهرة)، ألا وهي حرص حمدي قنديل الشديد على المرور بحوادث ومناسبات لا يزال شهودها على قيد الحياة. يأتي ذلك على عكس سير ذاتية تاريخيّة مصرية كثيرة تعتمد على قصص شهودها من الموتى. يظهر الصحافي محمد حسنين هيكل هنا مثالاً بارزاً في هذا السياق حيث تنعدم فرصة الرجوع إلى أي مصدر لتأكيد صحة ما تمّت روايته.
كما هناك نقطة بيضاء أخرى تتمثل في اختفاء نبرة الانتقام أثناء مرور صاحب هذه السيرة الذاتية على وقائع تخص شخصيات سياسية بارزة لم تتوقف عن فعل الأذية في حقه، رغم كونها نزيلة السجون اليوم، بدءاً من حسني مبارك، وصولاًً إلى وزير الإعلام السابق صفوت الشريف ومن كان بينهما. «إذاً ليس في نيّتي الانتقام» وفق ما جاء في تقديم السيرة. يُمهِّد الإعلامي المصري لرواية حياته التي يعتقد أنه عاشها مرتيِّن، مؤكداً أنه شخص محظوظ رغم أنّه لم يُنجب ولداً وأنّ الحياة لم تهبه فرصةَ أن يكون أباً. مع ذلك، نستشف دموعاً كثيرة تسيل على مساحات كثيرة من أجزاء سيرته «عشت مرتين» حيث يبكي نفسه ووطنه الكبير. وبسبب تلك الدموع التي كان يذرفها أمام الشاشة كما خلفها، أطلق عليه المصريون اسم «حمدي منديل». في هذا السياق، يحكي «رئيس التحرير» حين كُلِّف بالتعليق على مشاهد نقل جنازة جمال عبد الناصر على شاشة التلفزيون المصري. مهمّة حاول التماسك خلالها، «لكنّ البكاء كان يغالبني كلما هيئ لي أنني تماسكت». وعلَّل ذلك بأنه كان يرى «كأن القاهرة أمامي غارقة في الدموع». كما ستأتي سيرة الدموع مجدداً، لكن بعد وقت طويل وقد صار قنديل إعلامياً غير مرغوب فيه في بلده «أمّ الدنيا» ومحروماً من الظهور على أيّ شاشة مصرية. هذا ما دفعه إلى ال��جوء إلى قناة «دبي». أتاحت له الإقامة الإماراتية (2004-2008) مقابلة وزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحّاف الذي تجمعه علاقة صداقة ممتدة منذ سبعينيات القرن الماضي: «كان لقاؤنا بالأحضان، وأظن أنّ الدموع اغرورقت في العيون. لست أدري أسى لما أصبح عليه حالنا، وكل منا طريد بلاده، أم حال أوطاننا». هي حرقة تبدو هنا مرتفعة وطاغية على نبرة حمدي قنديل وهو يُظهر همّاً عربياً شاملاً في طريقة متابعته للشأن السياسي. يبدو في حالة شفاء من عِلّة الشوفينية التي تبدو سِمة غالبة على مشتغلين كثر في حقل الإعلام المصري. حالة عروبية ستكون محطّ استفسار الرئيس السوري بشّار الأسد الذي طلب من قنديل أن يزوره في مكتبه الخاص في دمشق. خلال اللقاء، بادره بسؤال «لماذا تؤمن بالعروبة إلى هذا الحدّ؟». هذا اللقاء الشخصي سيكون مفتاحاً لإجراء مقابلة تلفزيونية رسميّة سمحت لقنديل بأن يسأل الأسد الابن عن الأسباب التي تمنعه من فتح باب المشاركة أمام معارضة الداخل «التي قاومت قمع النظام من الداخل سنوات طويلة، بعيداً عن الأوركسترا الغربية وأعوانها».
في سياق هذا الانشغال العروبي، لا يبدو قنديل حريصاً على أن يظهر كما لو أنه يقف وحيداً في هذا الهمّ، بل هو جزء من انشغال شعبي أصيل لم تترك له الأنظمة العربية فرصة للظهور إلى السطح مُعبِّراً عن نفسه. يحكي هنا عن واقعة أتت في أشدّ فترات الحصار الرسمية التي فُرضت على «حزب الله» أثناء حرب تمّوز 2006. يومها، تمّ تشكيل وفد شعبي مصري للسفر إلى لبنان من باب إعلان التضامن. في مطار القاهرة، «اقترب مني أحد لواءات الشرطة وهمس في أذني: قل لحسن نصر الله إن مصر كلها معه». خلال كل هذا، كان قنديل، الذي لم يوفق في دراسة الطبّ فانتقل إلى الصحافة، حريصاً على أن يكون ممسكاً بمبدأ الاستقلالية كشرط لا يقبل المساومة عليه كي يواصل عمله الإعلامي. مسألة كّلفته أثماناً باهظة، وهو يجد نفسه اليوم عاطلاًً من العمل. لقد تم إيقاف برنامجه «رئيس التحرير» في التلفزيون المصري بسبب موقفه من العدوان الأميركي على العراق عام 2003. برنامجه «قلم رصاص» في دبي تعرّض للمصير نفسه بعد احتجاج النظام السعودي عليه، وكذلك تم إيقاف أكثر من برنامج كان يقدمه على قنوات سعوديّة خاصة منها الـ art التي أجرى على شاشتها حواراً مع العقيد القذافي، فقامت الدنيا في القصر الملكي السعودي. يومها، أخبروا قنديل بأن «الجماعة زعلانين في الرياض» لأنه ترك القذافي «يهذي» من دون أن يحاول إيقافه أو التعقيب عليه. والمعروف أنّ تلك القناة ممولة بمجملها بمال ملكي من الباطن يقوم الشيخ صالح الكامل بتشغيله باسمه. من هنا، يعترف قنديل بأنّ غياب الاستقلالية عن العمل الإعلامي العربي هو السبب الأول الذي أسهم في تخلّف هذا الإعلام وانحطاطه، إضافة إلى غياب الحرية. يقرّ وهو الذي يختزن فكرة نقيّة عن فترة حكم عبد الناصر، بأنه لم يكن يمتلك إعلاماً نزيهاً تماماً. في واحدة من الوقائع، عمدوا إلى إيقاف برنامج «أقوال الصحف» الذي كان يقدمه لأنه كان يقوم بإيراد أخبار عبد الناصر في نهاية البرنامج. كما لا ينسى أن يعتذر لأنه أجرى في برنامجه «عنفوان الشباب» عام 1965، حوارات في السجن الحربي مع معتقلين من الإخوان المسلمين. يقول: «أيقنتُ أنني ارتكبتُ خطأ مهنيّاً وأخلاقيّاً باستجواب معتقلين قُيدت حرياتهم». كان لا بد من مرور «عشت مرتين» على أحداث «25 يناير» وإسقاط حسني مبارك، راصداً الأخطاء التي وقعت فيها وكذلك الأخطاء التي لحقتها. مثلما كان غياب الحرية عاملاً في زوال حكم مبارك ومرسي بعده، يأتي النظام الحالي ليكرر الأمر نفسه. وسط حديثه عن «الثورة»، يستعرض موقفه من محمد البرادعي الذي كان معولاً عليه للعب دور مؤثر في سياق التغيير الذي حصل في مصر. لكنه ظهر بشخصية بورجوازية سلبية لا تصلح لتكون مساهمة في أي تغيير. كما يرفض عقد أي مؤتمر جماهيري (هل لأنه ينفر من الجماهير أم لأنه يخشى منها، أم لأنه يحتقرها؟). يمكن اعتبار هذا اعترافاً منه ولو بشكل ضمني بأن «ثورة يناير» لم تحقق ما كان مأمولاً منها. يستذكر هنا واقعة حدثت معه وكان شاهداً عليها في اليمن عام 1963 خلال وليمة دُعي إليها مع عدد كبير من ضباط الثورة اليمنيّة. وقتها، وقعت مشادة كلامية بين الضبّاط تصدّرتها الشتائم المتبادلة، ما دفع أحدهم إلى رفع صوته قائلاً بأنهم وقعوا في المحظور حين اعتقدوا بأنّهم أنجزوا مهمّة الثورة يوم قاموا بها واكتفوا بذلك. يعلّق قنديل على هذه الواقعة، متحسراً «إن هذا هو بالضبط ما فعلناه نحن بعد إسقاط مبارك في 2011».
الكتاب نزل ع هيئه حلقات ف جريدة الشروق قريتها طبعا بغض النظر عن الأتجاه السياسي و المواقف السياسيه للكاتب اللي ممكن تتفق أو تختلف معاها إلا إن سيره الذاتيه تستحق القراءة لأنها ممكن نعتبرها تأريخ صحفي مشاكس لفتره مهم ف التاريخ الحديث و لو أن الحلقات مختزله جدا و تحس أن متنقح منها جامد و أتمني ده و أن الكتاب يكون مختلف و أكبر و أكتر عمق :)
مذكرات ثرية وسياسية جدًا متكلمش فيها عن حياته الشخصية غير ف سطور بسيطة
فعلًا تحس حد عاش مرتين .. عاش كتير من كتر الحاجات اللي شافها وعاصرها
فاكره كنت بشوف ليه برنامج زمان ع التليفزيون المصري مش فاكره اسمه ايه .. بس مكنتش متخيله أنه حد قوي كده ف المجال لدرجة ف وقت مبارك وصفوت الشريف كان بيشيلوا اجزاء من برامجه وساعات البرنامج كله
بس كان غريب أنه يروح يقول رأيه لأي حد ف السلطة ف وقت مرسي من غير ما حد يطلب رأيه وكأنه شخصية الناس كلها هتسمع كلامها يعني..
كعادة المذكرات اللي بتطلع صاحبها دائمًا صاحب حق ومبيغلطش ...
مع حبي للكاتب انما الكتاب ممل جدا ... اغراق في التفاصيل والاسماء لدرجة الملل . الكتاب نادرا ما يضيف جديد من المعلومات عن العصر الذي عاش به الكاتب. معظم الاحداث من منظور ورؤيه شخصية للغاية لدرجة تصل بك الي عدم الاهتمام بقراءة الحدث الي الاخر سعرة مرتفع جدا
صادق وعفوي ولكن بيمر على أحداث مهمة مر الكرام هوه سرد لتنقلاته واسفاره ومن حوله وايضا من نقده ومن وقف معه. ولكن لا وجود لرأيه في أحداث كثيرة مهمة ولا حال البلاد وقتها رحمه الله كان من الشخصيات القلائل المحترمة في مصر
سيرة غير شخصية للإعلامي المصري حمدي قنديل. عاش حياة متشعبة وكثيرة الأحداث وخاض معارك إعلامية شخصية ووطنية لا أول لها ولا آخر. كان ممن ساهموا في تأسيس قنوات عربية كثيرة مثل قنوات ART. تحدث عن تجربته في حرب 1967 وذهابه لليمن أيام الناصرية وعمله في سوريا أيام الاتحاد العربي، وألتقى بشخصيات ورؤساء دول مثل ياسر عرفات والقذافي وبشار الأسد وحسني مبارك وبوتفليقة ورجال أعمال كثر.
حمدي قنديل تجنب التحدث عن حياته الشخصية وآثر الكتابة كمؤرخ ربط تجربته الإعلامية بالأحداث العالمية والسياسية والعربية بشكل خاص. كانت هناك تفاصيل كثيرة وتشعب زائد عن الحاجة في بعض الأحيان كحديثه عن تأسيس القنوات والشركات والدعوات القضائية. إلا أن الكتاب في بعض أقسامه كان جميلا كحديثه في العمل في سوريا وذهابه للكويت واليمن.
سيرة ذاتية لا بأس بها إلا أني أحذر القارئ بأنها طويلة ومملة في بعض أجزاءها.
سيرة حمدي قنديل الذاتية .. كتاب سياسي بالدرجة الأولي لكنه ممتع و خفيف فيه مرور سريع علي الاحداث الهامة في تاريخ مصر و العالم العربي بداية بثورة يوليو مرورا بالنكسة و حرب اكتوبر و ثورة اليمن و موقف مصر منها و حتي نهاية حكم الأخوان ينصح بقراءته
كتاب أكثر من رائع وإن كان الجزء الأخير فيه ممل بعض الشيء ومحبط إلى حد كبير. استفدت كثيرا من حياة الأستاذ حمدي ومن مواقفه وطريقة تفكيره العميقة لكثير من الأمور. أعجبت كثيرا بمواقفه الشخصية وما تعرض له.
مذكرات توثق تجارب ثرية لقامة صحفية و إعلامية كبيرة وشعرت بالدهشة لكثرة ماعمل في حياته وحقيقةً كما قال عشت مرتين فلا حياة وحدة تكفي لكل تلك القصص والأحداث والإنجازات.
لم أر حمدي قنديل أبدًا في غير صورة الفارس!! فارس جريء وبطبقة صوت مميزة للغاية ومحببة للسماع وهيئة تليق بباشا حقيقي من الزمن الماضي.. مازلت أتذكر حلقات رئيس التحرير والتي كانت تُعرض أحيانا مكتومة الصوت فنشاهده وهو يتحدث وينفعل ولكنهم يمسحون الصوت عنه أو يقطعون من الحلقة نفسها حتى وصلت إحدى الحلقات لعشر دقائق أو مايزيد!! حمدي قنديل كان رجل مباديء وزيجته من الممثلة نجلاء فتحي بعد تركها للتمثيل كان مكمل لهيئته الطبقية بالنسبة لي لأن نجلاء فتحي بالذات كنت أراها كممثلة من عصر آخر ببرائتها وطريقتها التمثيلية ومشاهدها!! فشعرت صغيرا بأن الإثنان فعلا يليقان ببعضهما!! لن أتحدث عن ذكرياته نفسها لأن الكتاب مكتوب بطريقة سردية صرفة ليعلم القاريء كيف كانت الأحداث تدور في تلك الفترة ويعلم بعض الأحداث الخفية حول الأستاذ حمدي، وأنا أُفضل السيرة الذاتية المكتوبة بشكل أدبي في الحقيقة وأعشق التجارب الذاتية وليس السيرة المكتوبة كمرجع تاريخي ... لكن يظل الأستاذ فارس من زمن فائت، رحمه الله.
اسلوب حمدي قنديل المعتاد في مقالته و برامجه الذي احبه كثيرًا الكتاب فعلا مهم جدا خصوصا في شهادته على اخر ايام مبارك و الثورة و الجمعية الوطنية للتغير و تاريخ التليفزيون و ماسبيرو عموما
يصح القول أن الكتاب عبارة عن سيرة مهنية لا ذاتية صادر عن قلم الإعلامي الراحل حمدي قنديل ، بالرغم من أنه تحدث بشكل موجز عن بعض مراحل حياته الشخصية .
كُتب الكتاب بروح قنديل التي شاهدناها في برامجه التي قدمها على شاشة التلفاز ، بلغة عربية سهلة يتخللها بعض الحديث باللهجة المصرية .
بحكم عمله الإعلامي كان هناك حضور كبير لشخصيات عامة التقى بها قنديل في فترة دراسته و عمله ، و أسفاره المتعددة لغرض الدراسة و العمل أيضا .
يتحدث قنديل عن كواليس العمل الإعلامي التي لا يعرفها الجمهور عادة ، عن بداية تأسيس القنوات الفضائية ، و تحدث بشكل مستفيض عن تقييد الحريات التي يواجهها الإعلاميون المهتمون بمناقشة الأوضاع العامة في بلادنا العربية ، و القضايا السياسية ، و التي دفعت قنديل أو أجبرته على الإنتقال من قنوات فضائية إلى أخرى .
قد أكون شعرت بالملل في بعض المواضع فهناك الكثير الكثير من التفاصيل التي تحدث عنها قنديل و التي يبدو أنها لا تعبر إلا أن شيء يسير من حياة غنية بالتجارب .
يمثل حمدي قنديل بالنسبة لي الصحفي المخضرم، نشأت أسمع برنامجه في خلفية طفولتي، ومن ثم قرأت بعض من مقالاته في بدايات قراءاتي، لم أعلم عنه الكثير ولكن كان له مكانة من التقدير والاحترام كثيرا لدي لمواقفه الشجاعة والقوية، جذبني الكتاب بعنوانه الآسر لأقرأ مذكراته واتعرف أكثر على حياته ولكني لم أكن اتصور مقدار حبي لهذا الكتاب. أولا أنا أراه شخص محظوظ للغاية وقد عاش حياة ثرية وفريدة تستحق تشبيه أنه قد "عاش مرتين" فقد حضر رؤساء مصر جميهم بما يتضمن ذلك من تاريخ حافل، بالإضافة لصداقاته الثرية وعمله في اليونيسكو وحضوره في قلب أحداث كبرى كالنكسة وغزو الكويت وبعدها العراق وتحرير دول شمال إفريقيا، والأهم هو حضور بدايات كل شئ يداية من ماسبيرو إلى الربيع العربي، وأكثر. وجدت الكتاب شيق ويوثق لفترة شديدة الأهمية في تاريخ مصر والعالم العربي، تستطيع من خلال حياته هو فقط ملاحظة تطور وتدهور الأحوال في بلادنا. كتاب يبعث على التفكير وطرح تساؤلات ويملأ صفحاته الكثير من المآسي والأفراح عاشها العالم العربي خلال ٧٠ عام.. رحم الله حمدي قنديل، أتمنى من الجميع قراءة مذكراته فهو يستحق الذكر والثناء، وإن لم تكن من محبيه فالمذكرات مهمة في حد ذاتها كتوثيق لفترة شديدة الأهمية.
لا أجد في جعبتى من كلمات تعبر عن مدى إعتزازى وتقديرى بشخصية حمدى قنديل ... هذا الرجل أسطورة بمعنى الكلمة عاش حياة ثرية مليئة بالصراعات والحروب والمفاجات والانتصارات... وأقوى ما حققه من إنتصارات في حياته هو محبه الناس له، فهذا الرجل عَلق في أذهان من رأوه وتعامل معه ومن رأه ولم يتعامل معه ومن لم يراه ولم يتعامل معه لكن سمع عنه ... على مدار رحلة أستغرفت منه 592 صفحة وأعلم أن ورائها المزيد لم يسرد ، أستطاع قنديل أن يجتذب كامل إستيعابي وإنتباهي لندور معا في فلك حياته الآثرة. ( عشت مرتين ) من أعظم السير الذاتية على الإطلاق ... أرشح قرائته والتمعن في أحداثه وكلماته بكل قوة ... قلما نجد كتاب يحوي من موضوعاته أعمق مما يشير إليه. لا يسعنى الآن سوى الدعاء له بالرحمة والغفران، راجية من المولى عز وجل أن يلحقنى بيه على خير.
قرأت الكتاب على حلفات تم نشرها بجريدة الشروق... كنت أتوقع أحداث أكثر، و لكن قد يكون الكاتب قد أثر الاحتفاظ ببعض التفاصيل لنفسه، أو انه لم يكن في الواجهة أو بالقرب من الأشخاص المهمين بقدر يتيح له التعرض لأكثر مما ذكر. يلقى الكتاب بعض الضوء عن طريقة تعامل الأنظمة القمعية الديكتاتورية (مصر، ليبيا، سوريا) و كيف تدار هذه الأنظمة... تكية باختصار! وجود حمدي قنديل على الساحة السياسية و في كثير من المبادرات على الرغم من عدم تمثيله لتوجه أو تيار معين يجعل شهادته جزء من تأريخ الثورة و ما تلاها من أحداث
كتاب جيد لا ينقصه الصراحة و الجرأة في ابداء الرأي في الاشخاص او حتى في الاعتراف بالاخطاء. و ان عاب عليه التفاصيل المملة في احيان كثيرة. يمجد في العصرالناصري ...يكره السادات جدا...يكره مبارك (مش بنفس درجة كرهه للسادات) يحكي الكثير عن تضييق الحريات و المحظورات المفروضة على الاعلام باختلاف العصور و سيطرة الانظمة بالتهديد على رجال الاعمال اصحاب الفضائيات الخاصة. تستنبط من خلال الكتاب كيف ان علاقة السلطة بالمال و الاعلام علاقة معقدة للغاية مليئة بالشد و الجذب. تجربة حياتية ثرية..تستحق القراءة