السعادة الزوجية وبوليكوشكا

by Leo Tolstoy, ليو تولستوي, سامي الدروبي (Translator)

"قال: ما ذهب لا يعود، ولن يعود أبداً.
وقد رقَّ صوته أثناء نطقه بهذه العبارة.
قلت وأنا أضع يدي على كتفه: بل عاد كل شيء منذ الآن.
فأمسك يدي يشد عليها وقال: الحق أنني أتحسر وأبكي على ذلك الحب الذي زال ولن تدبَّ فيه الحياة ثانية. من المذنب! لا أدري. لا يزال هناك حب، لكنه ليس ذلك الحب الماضي. ولا يزال مكانه باقياً، لكنه ليس الآن إلا ألماً.
من الحديقة كانت أشذاء الليل العبقة تصّاعد الينا أجمل أرجاً، وكانت أصوات السكون الساجي تصل إلى أسماعنا أشد مهابة، وكانت النجوم تطلع في السماء أوفر عدداً. ونظرت إلى سرجي، فإذا أنا أشعر بتخفف وتروّح، كأن نفسي قد تحررت فجأة من عصب مريض كان يسبب ألماً شديداً. وأدركت أن الحب الماضي قد ذهب إلى غير رجعة، كالزمان نفسه الذي لا يؤوب الى وراء، بل أدركت أن عودة ذلك الحب ليست مستحيلة فحسب، بل هي أيضاً مربكة متعبة مؤلمة. حتى لقد تساءلت: هل كان ذلك العهد الماضي سعيداً حقاً الى الحد الذي كان يزينه لي خيالي؟ وما أبعد ذلك العهد! ما أبعده!... "

Genres: Novels, Russian Literature, Classics, Fiction

255 pages, Paperback

First published January 1, 1859

About the author

Lev Nikolayevich Tolstoy (Russian: Лев Николаевич Толстой; most appropriately used Liev Tolstoy; commonly Leo Tolstoy in Anglophone countries) was a Russian writer who primarily wrote novels and short stories. Later in life, he also wrote plays and essays. His two most famous works, the novels War and Peace and Anna Karenina, are acknowledged as two of the greatest novels of all time and a pinnacle of realist fiction. Many consider Tolstoy to have been one of the world's greatest novelists. Tolstoy is equally known for his complicated and paradoxical persona and for his extreme moralistic and ascetic views, which he adopted after a moral crisis and spiritual awakening in the 1870s, after which he also became noted as a moral thinker and social reformer.

His literal interpretation of the ethical teachings of Jesus, centering on the Sermon on the Mount, caused him in later life to become a fervent Christian anarchist and anarcho-pacifist. His ideas on nonviolent resistance, expressed in such works as The Kingdom of God Is Within You, were to have a profound impact on such pivotal twentieth-century figures as Mohandas Gandhi and Martin Luther King, Jr.

Reviews

[نورة · Rating 4 out of 5]

عجيب هذا الشعور الذي يلامسني عند قراءة الروايات الروسية، هنالك خيط خفي يمسنا كمجتمع عربي لم أكتشفه بعد، هنالك دقة في وصف أنفسنا ومجتمعاتنا لا تكاد توجد في غيره من الآداب، ورغم أن بعض القضايا التي يتحدث عنها لا تمسني ولم أفكر يوما فيها أو أختبرها إلا أن ذلك الأدب يصفها بطريقة تجعلني أذهل من دقة وصفه، ويوصل المشاعر وخلجات النفس لي بطريقة تجعلني أشعر بها، وأتخيل نفسي مكانها، وأعي مشاعرها ومكنوناتها.
لامستني “السعادة الزوجية” أكثر من “بوليكوشكا”، وقد تحدث فيها عن أمرين في رأيي: الأول: علاقة الحب المنتهية بزواج بين شخصين مختلفين في العمر -تحديدا وقوع امرأة صغيرة في حب رجل كبير والعكس-، والثاني: استمرارية السعادة ومفهومها بعد الزواج بين المحبين.
في رأيي أنه هنا أحسن الوصف وأجاد عرض تفاصيل التفاصيل لما قد تشعر به امرأة في مقتبل العمر ممتلئة شبابا وحيوية مع رجل راشد في السن قد هذبته الحياة فأصبح الهدوء والتعقل سمته، عن كل ما يمكن أن يحدث بين هذين المتناقضين، بين برودة الجليد وحرارة اللهب، بين عاطفية الفتاة وتعقل الرجل.
الحقيقة وأنا أقرأ الرواية لا أعلم لم طرأ على بالي العزيز في قصة يوسف -عليه السلام- وتعامله مع زوجته، ما حدث لامرأته الجميلة الصغيرة، المليئة بالحيوية، والقريبة من الزلل، والعطشى للعاطفة، وكيف تعامل معها بعد ذلك، هدوءه وشعوره بكبر سنه وعدم كفاءته لإشباعها وكيف أدى ذلك لتعامله البارد والغريب إبان خيانتها كان مشابها لشخصية روايتنا.
وصف تولستوي لمشاعر الحبيبين ونوعيتها وطريقة تعبير كل شخص من شخوص الرواية كان دقيقا حقا، فليست مشاعر الحب واحدة، ولا طريقة التعبير عنها ذات شكل تقليدي معتاد، هنا الصورة التي ركز عليها تولستوي استطاع حقا أن يرسمها لنا كما يجب أن تكون، بكل ما يعتريها من رياح وتغيرات واختلافات حادة بين الشخصيتين وتباينهما واختلاف أعمارهما، طريقة تعامل كل شخصية مع المواقف التي حدثت بينهما تعبر حقا عن شخصية الرجل المحب لفتاته كطفلته، والفتاة المحبة لزوجها كمتيمة، حتى التغيرات التي أحدثها الزمن على حبيهما كانت منطقية وواقعية بشكل يشعرك بأن تولستوي عاشها.
“كنا كأننا نتعرف إلى حديقتنا وأشجارها وممراتها وأوراقها” أصاب هنا في وصف شعور المحب في صحبة حبيبه، كيف أنه ينظر للحياة من حوله وهو بصحبته وكأنه ينتبه لها لأول مرة، فكل شيء يلفت نظره، ويثيره للحديث حوله، والتساؤل عن وجوده وكيفيته، ويفتح شهيته للاستمتاع بالتفاصيل من حوله وتأملها، وهذا كمثال على بعض العبارات الرائعة التي يصف بها شعورا ما أو إحساسا داخليا للنفس البشرية.
كذلك وصفه لشعور المرء بعد صلاته لربه والعودة إليه: “حتى لكأن شيئا من الضياء والدفء قد نفذ إلى قلبي على حين فجأة”.
حينما وصف مشاعر ماريا بعد حصولها على مقصودها، وتحقق رغبتها بزواجها ممن أحبته، وفي اللحظة التي تحقق فيها الحلم، وكانت قريبة منه كل القرب شعرت فجأة بشعور غريب حين قالت :”هذه اللحظات التي طالما انتظرتها لم تجئني بشيء كثير” هذا الشعور الغريب يبدو لي مشكلة أزلية لكثير من الأحلام التي نلح للحصول عليها، حتى إذا ما تحققت شعرنا بإحباط غريب، وكأن لذة الانتظار والترقب ورسم الحلم وتخيله كانت أكبر منه عند حصوله، وهذه أظنها معاناة تعمم على كل حلم تنطبق عليه نفس المعايير.
حين قالت ماريا :”حقا إنني لا أفهمك. تزعم أنك لا تفقد هدوءك أبدا” ثم حدثت نفسها بأن الحق أنه لم يزعم هذا في يوم من الأيام، أضحكتني هذه العبارة، وأثارتني هذه الدقة في تولستوي في وصف حواراتنا الداخلية، وكيف أننا نفترض أحيانا آراء لأشخاص، ونتصور انطباعا في أفهامنا عنهم، ثم نحاكمهم عليه بعيدا عن عرض ذلك على واقعهم وتصرفاتهم وما بدر منهم، وأظن أن كثيرا من مشاكلنا منبعها محاولاتنا السلبية لاستنطاق أفعال الأشخاص ومحاولات تفسيرها تفسيرا يتراءى لنا ولم نتأكد بعد من صحته، حتى نكون صورة ظالمة عنهم، ونحاسبهم عليها ونحاكمهم.
في نهاية الرواية ينهي تولستوي قصته بتأكيد رأيه وفلسفته عن الحب الزوجي والسعادة الزوجية، والذي أتفق فيه معه بشكل ما وإلى حد كبير، فيقول على لسان البطلة :”في ذلك اليوم انتهت قصتي مع زوجي.. ونشأت عاطفة جديدة، هي حب ابنيّ وأبيهم، فهذه العاطفة الجديدة تقوم عليها حياة أخرى وسعادة مختلفة ما أزال أعيشها إلى هذه اللحظة”.
هنا يؤكد تولستوي رأيه وبصراحة أن لا وجود للصورة الكلاسيكية للحب الدائم والأبدي بين زوج وزوجته بالصورة التقليدية، أي أن ما يحدث هو انتهاء الحب بالصورة النمطية الذي يشوبه الوله بين الحبيبين وتغلفه الرومانسية، ليتجدد بحب الزوجة لزوجها كأب لأبنائها والعكس صحيح، أو بأي صورة أخرى كصورة السند أو احتراما لسنين العشرة وغيرها من دواعي استمرار المحبة والألفة بين شخصين، أما الحب الذي تشعله عاطفة العشق، وتصوره الأفلام والروايات فما هو إلا عتبة الوصول لعش الزوجية وملحها، والمعتبر في استمرار العلاقة هو ما يعتبر من الأخلاق والطبائع الداعية لذلك، وهذا ما يصدقه الواقع وأشاهده في الناس من حولي، حتى عبارات الأمهات تجدها في تعليلها لحب زوجها تربط ذلك بأبنائها كقولها :”أبو عيالي” ونحو ذلك من عبارات تربط سبب المحبة بثمارها، على عكس المتزوجات حديثا أو المقبلات.
رسالة الرواية وبيت قصيدها أن السعادة الزوجية لا تحمل صورة واحدة، وهذا يقاس على غيرها كذلك، فاستمرارها لا يعني وجوب استمرار الصورة نفسها واشتعالها، وإنما يعني تنوع الصور وشكل المحبة، فالتعبير عن الحب بين شابين وفي مبتدأ العلاقة له شكل لا يعقل أن يقبل أو يظن أنه هو ذات الشكل بعد أن يعريهما الزمن والظروف، والعاقل من استوعب أشكال السعادة وتلذذ بكل شكل لها ولون، دون أن يحتكر ذلك على صورة أو مثال.

بيت الختام:
“كان المتمرد ينشد العاصفة
كأنه فيها سيجد الهواء”.

[Tariq Alferis · Rating 3 out of 5]

. إنّ أدب تولستوي يعتبر خطوةً إلى الأمام في مضمار التطور الفني للإنسانية جمعاء.‏
فلاديمير ايليتش لينين
.
‎السعادة الزوجية ... بوليكوشكا روايتان في كتاب للكاتب الروسي ليو تولستوي بترجمة الدكتور سامي الدروبي
‎تولستوي يكتب عن كل شىء العدالة، الأمانة، الحرب، التضحية شعب من أجل ‫"‬كلب‫"‬ يدعّى قيصر، في الرواية الأولى يتحدث عن الحب وفارق السن، يسرد كيف يبدأ الزواج بالحب الخيالي لينتهى بالود الصافي وصداقة التعايش لاغير‫…‬وهكذا تعمق تولستوي كالعادة في العمق الإنساني لعائلة ما، واختلاف الطبقات المجتمع الروسي انذاك‫.‬

. قبل أن تصدر الحكم على الآخرين احكم على نفسك.

في الرواية الثانية بوليكوشكا يتحدث الكاتب عن معاناة العبيد والفلاحي الروس تحت حُكم وقدر "السادة"، والتضحية العائلات بآبنائهم لحروب القيصر، محزن امر بوليكاي العربيد السكير خسر كل شىء، ولكن عندما أضاع الأمانة لم يحتمل الفكرة فقرر الإنتحار!!..المال ، المال هو أصل شقاء الإنسان..! عبثية الموقف مؤلمة وكانت رواية بوليكوشكا أفضل من الاولى.

[Batool · Rating 4 out of 5]

أسلوب تولستوي يتناول فكرة بسيطة وهادئة ثم يصدمك بحادثة غير متوقعة في المنتصف تعصف بكل توقعاتك لنهاية القصة!

قصتان جميلتان لكن أعجبتني بوليكوشكا أكثر.

[هالةْ أمين · Rating 3 out of 5]

أتسائل كثيرا مالخط الفاصل بين أدب تولستوي وأدب دوستويفسكي ؟
لكن عندما تقرأ لأحدهما تتجلى لك بعض الفوارق
لكنك ماتلبث أن تحتار من منهم فهم الإنسان ومشاكله وعواطفه ومن كان أكثر قربا وصوابا في تحليله ؟

[Zainab Alrifai · Rating 4 out of 5]

أولى قراءات العام 2015
وأول قراءة لتولستوي
راائع بحق

[Alshimaa Mou · Rating 5 out of 5]

أول كتاب في تحدي 2015

لهؤلاء الذين يشعرون بالذنب لأنهم سعداء
ولأنهم لا يشاركون سعادتهم البالغة مع الأشقياء من حولهم
إلي الحياري الموقنين الخاضعين في صلواتهم
إليهم يكتب تولستوي هذة الرواية

أن أجمل ما تحمله كتابات تولستوي لا يُقدر في سطور
إستحضاره للمشهد الموصوف يجعل القارئ داخل الرواية لا خارجها
فإذا ذكر الليل تنسمنا من مجالسنا وإن مر بقرية من القري فنحن الراكبون علي متن عربة بسيطة وافدين إليها مستطلعين لها
القدر الجميل يجمعني في بداية السنة بهذا التولستوي الفذ

فإذا بنظرته توقظ في نفسي الفكرة التي يتوقعها هي نفسها . جميع أفكاري وجميع عواطفي حينذاك لم تكن أفكاري أنا وعواطفي أنا , وإنما هي أفكاره وعواطفه التي صارت أفكاري وعواطفي علي حين فجأة ونفذت الي حياتي فأضاءتها .ومن دون أن اشعر اصبحت أري جميع الأمور رؤية جديدة .

وقد أنهض أحيانا لأصلي , مرتجلة صلواتي , فأحمد الله علي ما خصني به من سعادة عظيمة

أغفر لي يا رب إذا كنت مذنبة , وأعد إليّ كل ما كان في نفسي من جمال عظيم ,أو ارشدني إلي ما يجب عليّ أن افعله , كيف ينبغي لي أن أحيا الآن ..


بوليكوشكا, رحلة إلي ربوع أخري لا نعرفها ولا يعرفها الأسياد

[Sara Abdulaziz · Rating 4 out of 5]

- السعادة الزوجية :
من السهل جداً أن يحظى المرء بسعادة الحب ، إذ أنها متعلقةٌ باللحظة ، و اللحظة وحدها .
و لكن هل من الممكن أن يحاول المرء أن يجعل منها متعلقةً بعمرٍ بأكمله عن طريق زواج ، دون أن يُفقد لحظة الحب سعادتها ؟
حاول كلٌ من ماريا ألكسندروفانا و سرغي ميخائيلوفيتش الحفاظ على هذه السعادة ، فتزوجا بعد ترددٍ
و عاشا مثل الكثير سعادة عش الزوجية الأولى ، و لكنهما في حالتهما - كما الكثير مجدداً - لم تدُم لهما هذه السعادة .
طغت عليها روتينية الزواج ، و الإعتياد و ... الخ
كتب كهذا عادةً ما تُعيدني إلى سؤالٍ واحد :
كيف للمرء أن يعيش عمراً بأكمله مع شخصٍ واحد دون أن يكرهه ؟

. .

- بوليكوشكا :
كانت خليطاً من كل شيء ، كل فكرةٍ فيها تدل على أخرى ،
كل كلمةٍ تحتضن الأخرى . لتقول لي كقارئة : ليست الحياة استحقاقاً !

[أحمد الحمدان · Rating 4 out of 5]

السعادة الزوجية

الرواية تتكلم بإختصار مُخل؛ على زواج ريفي بين زوجين من الطبقة الارستقراطية، هذا الزواج هو نتاج إعجاب متبادل توّج لاحقًا بالزواج، هذا الإعجاب تحول أقصى ذروات الحب والتجانس، ولكن انحدر ... فكيف أنحدر؟! الرواية أعطتنا نموذج للمثل الدارج: أن أجمل أيام الزواج هي أوله، ويُستفاد من هذه الرواية عدة أخطاء يقع بها الزوجين وتؤدي هذه الأخطاءُ في النهائية الى تفكك الأسرة والعلاقة الزوجية، منها:

1) عدم المصارحة، أو كما تقول "ماريا ألكسندروفنا" في الرواية: (كل منا يصدر حُكمًا في حق الآخر بينه وبين نفسه)، وعدم المصارحة هل علة تتفاقهم بسببها الأمور، قد تخطأ الزوجة وهي لا تعلم أن ما فعلتهُ خطأ، فالزوج يكون بين خيارين، إما أن يُصارحها فتوأد المشاكل في مهدها، وإما أن يَحملُ في نفسه وينعكس ذلك على سلوكهِ مع زوجته، وسوف تقول الزوجة حينها: أنا لم أفعل خطأ ومع ذلك يعاملني ببرود أو بتجاهل، فتعامل الزوج بالمثل! فتَكبرُ المشاكل وتتوسع، وحينها لو حصلت المصارحة وانفجر أحد الزوجين في وجه الآخر، سوف يقابله الآخر بنفس الحدة وكل طرف سوف يحمل الآخر المسؤولية لما آلت إليه الأمور، بينما كان بالإمكان إنهاء هذا كله منذُ البداية بالمصارحة المبكرة.

2) الكبرياء المزعوم، قد يخطأ أحد الزوجين في حق الآخر، ثم بعد فترة يكتشف المخطأ أنه قد أخطأ، فيريد الأعتذار والصفح من الطرف الآخر وإرجاع المياة الى مجاريها، ولكن الطرف الآخر يتجاهل هذه المبادرة، حتى يتأدب الطرف الأول ولا يُعيدها مرة أخرى –بزعمه-، ولكن هذا التعنت له إنكاسات سلبية، فتجعل الطرف الأول يقول: انا إلي علي عملته، وأما إذا لم يرد أن ترجع الأمور كما كانت فاليكن! وأحيانًا يكون هذا التجاهل هو أسلوب عقابي مؤقت ولكن شيء فشيء يصبح هو الأصل في العلاقة مابين الزوجين.

3) مهما فترت العلاقة، فيجب على الزوج –بالتحديد- أن يُعطي زوجته الحد الأدنى من الاهتمام والمتابعة، هذا الاهتمام هو الذي يحفظ العلاقة ويقطع حبائل الشيطان أمام زوجته، فالمرأة إن لم تجد الاهتمام من زوجها سوف تبحث عنه عند آخر، وهذه باكورة الخيانات الزوجية، وهذا الذي جعل ماريا تتماهى مع إغواء ماركيز لها.

4) التقارب العُمري عامل مهم في ديمومة العلاقة الزوجية، لإن الاهتامات والرؤى والتصورات تختلف باختلاف العمر، فكلما يكبر الشخص يَنضج عَقله، فالزوجة كانت بعمر 22 والزوج كان بعمر 40! وهذا الذي يجعله لا يشاركها بعض مشاريعه أو أعماله أو مشاكله، لأنهُ كما تقول الزوجة: (لأنه يعدني طفلة عاجزة عن فهم ما يشغل باله)، وبعد سنوات من الزواج وأختلفت الأولوليات بين الزوجين، فقال لها: (أنتي في ريعان الصبا، وأنا شيخ هرم لم يبق عندي ما تبغين، لماذا يغش المرء نفسه؟!). فالزواج قد بلغ الأربعين وربما زاد، وأصبح لديه أولاد، ولازالت الزوجة تحن الى شخصه الذي كان عندما تزوجتهُ! لازالت تشعر ان لديها طاقة الشباب بخلاف زوجها الهرم.

5) إن أردت ان تنبه زوجتك الى فعل خطأ فلا يلزم ذلك أن تجعلها تقع فيها حتى تعي بنفسها أنهُ خطأ، فالزواج في القصة حذر زوجته من حياة مجتمع الأغنياء والسادة، وأن هذا المجتمع قذر، ولما ذهب بها الى هذا المجتمع أُعجبت به حتى صارت تفضله على زوجها وعائلتها، ولكن بعد سنوات أكتشفت مدى سفول هذا المجتمع! ولكن بعد أن خسرت حب زوجها لها. وكان من الاولى أن يجنبها زوجها هذا المجتمع منذ البداية، فالوقاية خيرًا من العلاج!

هذه نقاط على عُجال، ولفتت انتباهي أيضًا مقولة لماريا ألكسندروفنا إذ قالت: (الكتب التي كانت حتى ذلك الحين لا أقرأها إلا دفعًا للضجر ومنعًا للسأم أصبحت فرحًا من أكبر أفراح حياتي، لا لشيء الا لأننا تبادلنا بعض الأحاديث عن الكتب أو قرأنها معًا، أو جاءني ببعضها). [ص30]

فلاحظ كيف أن بسبب الحب تغير هذا الطبع من حال الى حال فأصبح ما يُكره هو نفسه ما يحب تِباعًا لطبع الحبيب، وهذا تمامًا ما نصَّ عليهِ ابن حزم في طوق الحمامة (ص62) إذ قال: (ومن عجيب ما يقع في الحب طاعة المحب لمحبوبه، وصرفه طباعه قسراً إلى طباع من يحبه).

وكذلك أعجبني المؤلف عندما بين أثر الزمن على تغير الأشياء، وذلك لما رجعت الى مسقط راسها في نهاية الرواية، فكلما دخلت غرفة تتذكر مواقف حصلت مع زوجها في هذه الغرفة في بداية حياتهم ثم تقارن بينها وبين ما أصبح حالهم عليه الأن! حقيقةً هذه أبدع فيها المؤلف أشد الإبداع، تقيمي للرواية (8/10).

رواية (بوليكوشكا):

تتكلم الرواية عن قرية لابد تنتدب أُناس يتطوعون للحرب مع القيصر الروسي (كان آنذاك لابد أن تنتدب كل قرية بعض رجالها ليقاتلوا في حروب القيصر ضد خصومه)، ورئيسة القرية محتارة تنتدب من، فكل عائلة تتذرع بأوضاعها حتى لا ترسل أحد أبنائها، فمن الذي سوف يُرسل في النهاية؟!

فوائد الرواية:

- من فن الحوار، أنت تعرف النقاط التي تؤثر بها على الطرف الذي تحاورهُ، فتعرف كيف تجلب إستعطافه دون أن يشعر أنك تريد ذلك فعلًا! فتورد جملة عرضية ولها واقع مؤثر لمعرفة مسبقة بهذا الشخص، فمثلًا لما حصل قضية التجنيد الإجباري أراد الوكيل إيجور ميخائيلوفتش أن يؤثر على قرار السيدة التي هي من تختار الشخص، وكانت هذه السيدة متدينة جدًا، فتكلم عن أحد المُجنّدين فقال إنه يُدبّر أملاك الكنيسة منذ ثلاثين عامًا ولا ينقطع عن حضور قداس قط! وهنا يضع تولتوسي ملاحظة بعد إيراد هذا النص فيقول: (كان الوكيل يعرف النقطة الحساسة في نفس السيدة)، حتى قالت السيدة أنها لن تفعل ذلك وأنها لا تريد الضرر لهذه العائلة!

وروائي مثل تولستوي عُرف عنه إضافة البعد النفسي في استقراء مكنونات شخصيات رواياته، وقد سمعت هذا من أحد أشد القارئين له أن هذا الطرح بارز في روايته (آنا كارنينا) بشكل أكبر من سواها من الروايات.

لذلك لو ركزت كثيرًا حول الحوارات والتعليقات الجانبية الموجودة في الحوارات فربما تستفيد أمر قد تُعملهُ في حياتك الشخصية! وليس لقراءة من أجل المتعة كحال الكثير ممن يقرأون الروايات.

- الأمر الثاني المُستفاد، وهو أمرٌ قد لا تَكسبهُ من خلال قراءتك لهذه الرواية وإنما في حياتك العادية عامًا ومع الإختلاط بالناس والمجتمع الصغير (القرية أو الحي)، وهو: أنك شخص كورقة بيضاء، فأحرص أشد الحرص على أن لا تلطخ هذا البياض الموجود في صفحتك، أي أحترز في أعمالك وشغاواتك وليكن دائمًا لديك حد لا تتجاوزه!

فالشخص مثل الورقة البيضاء واعماله هي ما يُكتب فيها. فلو تمت الشخبطة على هذه الورقة البيضاء (أي فعل أفعال سيئة) ثم ندم وتاب فهذه الأفعال لن تمحى ولو استخدمَ مزيل الحبر عليها فسوف يبقى هذا الأثر موجودًا على الصفحة، ولن يكون بنفس البياض السابق!

وفي الرواية عندما كان بوليكاي معروفًا بالسرقة فقرر الإقلاع عن هذا نهائيًا، وبدأ مرحلة جديدة، لم يشفع لهُ هذا! (فكان الناس ينظرون إليه نظرتهم إلى السارق، حتى إذا جاء موعد التجنيد أجمع رأيهم على اختياره).

فالثقة إن أهتزْت لدى الناس فمن الصعب أن تعيدها وسوف تكون الناس دائمًا في موطن التوجس منك مهما تغيرت!

وفي مجتمعاتنا على وجه الخصوص نجد هذا الأثر الرجعي (ففي الرواية أرادوا عزل بوليكاي عن المجتمع برمية في إتون الحرب)، ولكن في المجتمعات العربية أو المحافظة ترى أنهم يعزلون الشخص في أمور أخرى، مثلًا لما يكون هنالك مدمن مخدرات عُرِفَ بين العامة أنه كذلك! وأن صاحب شر، فلما يتوب هذا الشخص أيضًا يحاول الناس عزله بعدم تزوجيهم بناتهم، وذلك لان الثقة قد أهتزت بفعلهِ السابق، فيقولون: كيف نزوج شخص كان بالأمس تجار أو مدمن مخدرات ما لضامن أنه لن يرجع من جديد كما كان؟! فيعيش هذا الشخص أحيانًا حياة من العزلة تجعلهُ يَسخط على المجتمع الذي لا يريد أن يندمج معهُ من جديد لغلطة قد فعلها وهو طائش!

وهذه التجارب الإنسانية تُعرَّف الشخص أن الأثر السيء الذي تتركه بين الناس من الصعب أن يُمحى! وإن عرف الإنسان حقيقة هذا الأمر، فسوف يثمن أعماله ويحتاط في تصرفاته.

وتوجد نماذج مستفادة من الرواية ولكن هذه النماذج سوف أتطرق لها بشيء من الحذف؛ أي لم أُستدل بما في الرواية، لأن مجرد الاستدلال وبيان الموقف يعني أني حرقت الرواية على القارئ!

- ومن الفوائد أيضًا: وهو أن سعادتك أحيانًا قد تُبنى–ودون أن تعلم- على حساب تعاسة غيرك! ولن أتعرض للمثال الموجود في الرواية؛ ولكن سوف أكتفي بنماذج موجود في الحياة الحقيقة، فمثلًا عندما يَعملُ شخص –دون الكفاءة المطلوبة- في عمل معين من خلال الواسطة ويُقدّم على المستحق الكفؤ الذي يملك المؤهلات دون أي وجه حق وإنما فقط بسبب معرفة الفلان المسؤول له، فالسعادة التي حصلت عليها جراء الوظيفة والراتب والمكافأة والعلاوات هي تكون على حساب الشخص العاطل المستحق الذي يُعاني جراء تعطله عن العمل!

- ومن الفوائد أيضًا:
وهي فائدة تتعلق بالمبالغة والاحتراز في إيصال الأمانات التي لا تتعلق بك، فلو أضعت ماهو لك، قد تتحسر بشدة، ولكن لو أضعت ماهو لغيرك، فسوف تتحسر
وتعيش في رحلة من القلق والعذاب النفسي مما سوف يحصل جراء فعلتك هذه من قبل الشخص الذي ائْتَمَنَكَ!

وأنا شخصيًا مُصاب بفوبيا من هذا الأمر، وهو اذا نقلت شيء ما هو أمانة أضع عدة حلول وافتراضات وخيارات قبل أن أقوم بنقل هذه الأمانة، ولا أجازف ولا أتعامل بتسيب وأخذ كافة احتياطاتي، وبالأخص الامانات التي تتعلق أو ترتبط بالمال؛ فضياعها أو فقدناها يعني أنك سوف تفقد معهُ سمعتك، والذي سوف يفقد ماله بسببك لن يقول: هذا قضاء وقدر أو خطأ من الناقل، بل سوف يقول في نفسه أنك أنت من سرقتها وتظاهرت بأنها ضاعت! وأردت أن تستعطفنا حتى تنفذ بالمال وتنفقه على نفسك!

فبوليكاي وضع ظرف المال في قبعة ممزقة! وأنت عندما يكون لديك موضع مثل هذا لابد تضع كافة الاحتمالات وتقيم هل تصلح القبعة أو لا تصلح، ويسأل الشخص نفسه ماذا لو استمرار الحصان في المش�� ومع كثرة اهتزاز الجسم أن تنفك خياطة الموضع الممزق؟! ثم اذا كان ولابد من المجازفة بوضع ظرف المال في هذه القبعة المهترأه لابد من وضعها في موضع تستطيع أن تتحسسها من حين الى آخر، لا أن تدخلها في العمق بحيث يصعب التأكد هل لازالت في مكانها أم لا.

والخطأ الثاني أن ضمن مسيرة بوليكاي إلى المكان الذي سوف يأخذُ فيه المال، كان يُحدث بعض الذين يعرفهم أو يراهم أثناء مسيرته بأنه ذاهب لأخذ المال! وهذا خطأ وخطر، لان من الاحتمال أن يقوم هؤلاء بكمين لك حين عودتك ويسلبون منك المال، وتستطيع أن يروي الشخص ويقول أنه ذاهب لأجلب البضائع أو أن تذكر أنك ذاهب لجلب جزء معين من البضائع ويكون هذا الجزء غير مرغوب فيه عادةً من الناس.

فالشخص لابد أن يأخذ أو يبذل كافة الأسباب التي تجعل رحلته سليمة مع جلب المطلوب منه أن يجلبه! وهذا ما فشل فيه بوليكاي.

[صفا · Rating 5 out of 5]

قصتان كل واحدة فيهما أجمل و أعظم تأثيرا من الأخرى ! عن الحب ، الوفاء و الكثير من القهر و الحرمان تتحدث هاتان القصتان .
ابداع العظماء هو هذا . .
ليف تولستوي♡

[Radwa Abdelbasset · Rating 4 out of 5]

حسنًا وتلك كانت المرة الأولى التي اقرأ فيها إلى الكاتب " ليو تولستوي" ، وكم كنت سيئة الحظ لتأخري للقراءة له!

كم تثيرني الغِبطة حين اقرأ عملًا يجعلني أُجاهد الوقت والنوم لأحظى بالنهاية ،لأرى الجمال في ما تقع عيناي عليهِ.

" السعادة الزوجية" ذلك العمل الذي أربكني وأذهلني كيف أنه تعمق إلى النفس وسرد لنا كيف بالصمت والتجاهل يتحول حب الصبا وحماسة العِشق إلى أشياءٍ لن تعود وتُصبِح الحياة سائرة بالألفة والود ..حياة هادئة عاقلة محكومة بالمفروض ؟!

النهاية رغم أنه ربما تنال الإعجاب إلا أنّي بكيّت لأني فتشت في ما اقرأ عن ما أرغب أن يحدث
وأنا لا أرغب إلا ببدايات للحب التي لاتغفو أبدًا .

" بوليكوشكا" شقاء أن تقرر أن تكون إنسانًا بعد أن كنت فاشلًا سكيرًا ويؤلمك القَدر فيصفعك بالخيبات فتجد أنه لامفر إلا الموت ..!
أغضبتني ،آلمتني أكثر من الأولى
ولكن الأولى نالت اعجابي بصفائها ورقتها .
أربع نجمات
تمت :)

[hope mohammed · Rating 4 out of 5]

الروايتان رائعتان االاولى قبس من واقع الحياة الزوجية قصة حب تحول الى روتين والاخرى تتابع حياة الفقراء الاوقات الصعبة البرد والحاجة للتجنيد ومحاولة لاثبات الذات لبوليكوشكا انتهت بالنسبة له بمأساة وعادت على آخرين بخير

بالنسبة لي احببتهما الاثنتان لكن الاخرى شدتني اكثر لانها رغم قصرها عالجت عدة شخصيات وحيوات ف ..
الفقر ملعون والمال ايضا واحببت نهايتها ... كثيرا


لمن احب قراءتها تتوفر الكترونيا على حساب @ketab_n في تويتر

[حسين العُمري · Rating 5 out of 5]

بعقلية الروائي والأديب الكبير تولستوي يمكن تفسير ذلك التغير الذي يصيب الحب بعد الزواج ويمكن أن يفهم الإنسان كيف تغير الأقدار مسار الحياة وكيف تكون مصائب قوم عند قوم فوائد ،، روايتان بديعتان في مجلد واحد

[Wafaa Darwich · Rating 3 out of 5]

لو كنت من هواة الكلاسيكيات لكنت أعطيتها ٤نجمات
لغة راقية وأسلوب رائع
استمتعت بها جدا

[Omima Ashraf · Rating 3 out of 5]

أعجبتني الرواية الأولى أكثر، أو ربما قد لمستني فلسفتها بشكل أكبر ..

[saja · Rating 4 out of 5]

روايتان في كتاب واحد

الرواية الأولى يتطرق تولستوي للحب قبل الزواج والحب في بداية الحياة الزوجية وقوة اندفاعه و في قمته، وويتطرق عن تغير هذا الحب إلى حب آخر يشمل العائلة كلها، حب يتغير مع تغير شخصية الزوجين .

[Nayef Al-mansouri · Rating 5 out of 5]

روايتين بسيطتين لكن فيهما من الروايه والبساطه الكثير

[Fatima · Rating 5 out of 5]

أعتقد أن تولوستوي هو الكاتب اللذي يناسبني ... عبقري ورائع، أتوق لقراءة ملحمتيه آنا كارنينا والحرب والسلم وبقية أعماله

[Nada]

قرأتها بعد ما شوفت فيلم into the wild.

"I have lived through much, and now I think I have found what is needed for happiness. A quiet secluded life in the country, with the possibility of being useful to people to whom it is easy to do good, and who are not accustomed to have it done to them; then work which one hopes may be of some use; then rest, nature, books, music, love for one's neighbor -- such is my idea of happiness. And then, on the top of all that, you for a mate, and children perhaps―what more can the heart of man desire?"

الquote المفضل من الفيلم والرواية ⁦❤️⁩

[Буаро · Rating 3 out of 5]

السعادة الزوجية هي رحلة نفسية عميقة تتناول العلاقة بين الشابة ماريا (ماشا) ووصيها الأكبر سناً، سيرغي ميخائيلوفتش. تبدأ الرواية باكتشاف ماشا للحب في الريف الهادئ، وتتزوج من سيرغي رغم فارق السن. سرعان ما تتحول سعادة البداية إلى ضجر داخلي، وتغرق ماشا في إغراءات المجتمع الراقي. تستكشف الرواية صراع الحب الرومانسي الشغوف مقابل الحب الهادئ العميق القائم على الصداقة والتضحية، وتنتهي بنضج ماشا واكتشافها لـ "سعادة أخرى" تتجاوز الشغف الأولي...

[رؤى · Rating 3 out of 5]

حبيت قصة السعادة الزوجية وهي اللي لامستني أكثر

[Hussam · Rating 4 out of 5]

ما ذهب لا يعود، ولن يعود أبداً

[Salma · Rating 4 out of 5]

إن أكبر سعادة في هذه الحياة هي أن يعيش الإنسان في سبيل غيره..

[Febronia · Rating 1 out of 5]

لولا انني احب اذا بدأت بقراءة كتاب فلابد لي أن انهيه...ماكنت اكملت
كتاب ممل وأسلوب السرد قمة الملل والقصص ليس بها مايجذبك

[Hind · Rating 4 out of 5]

يجمع الكتاب بين روايتين قصيرتين: «السعادة الزوجية» و «بوليكوشكا». أدهشني تولستوي يكتب عن أبسط التفاصيل وكأنه يعرّي النفس البشرية أمام مرآتها..

** السعادة الزوجية ليست قصة حب تقليدية، بل رحلة داخلية عن تحولات العاطفة بعد الزواج. من نشوة الحب إلى برود الصمت، من انبهار المدينة إلى حميمية الريف… نصّ نفسي عميق وهو انعكاس لتأملات تولستوي نفسه في معنى الزواج. عمل صادق، يحمل مرارة لكنه أيضًا حقيقي جدًا. أكثر ما شدّني هو واقعيته شعرت أني أقرأ اعترافًا صريحًا لا رواية فقط.
** بوليكوشكا على الجانب الآخر، قصة قصيرة مأساوية تفضح قسوة المجتمع الطبقي على خادم بسيط انهار تحت عبء خطأ صغير يغرقه في العار واليأس حتى الإنتحار .يصور تولستوي هشاشة حياة الفقراء وقسوة وظلم النظام الطبقي .
(السعادة الزوجية و بوليكوشكا …الأولى تجربة عاطفية وفلسفية غنيّة، والثانية شهادة إنسانية حزينة) .

الاقتباسات:
⸻
** "كان منزلنا واحداً من تلك المنازل الريفية العريقة التي تعاقبت عليها عدة أجيال يملأ قلوبها الحب والاحترام. ففي هذا المنزل تشيع ذكريات عائلية نبيلة أصبحت ذكرياتي أنا منذ حللت فيه الأثاث والترتيب الذي أقامته تاتيانا سيميونوفنا يذكران بالأزمنة القديمة".
** " جاء الربيع. انقضى حزني ، وحل محله استسلام لأحلام الربيع، ونوع من حنين زاخر بآمال ورغبات..".
** "جميع أفكاري وجميع عواطفي حينذاك لم تكن أفكاري أنا وعواطفي أنا، وإنما هي أفكاره وعواطفه التي صارت أفكاري وعواطفي على حين فجأة، ونفذت الى حياتي فأضاءتها. ومن دون أن أشعر أصبحت أرى جميع الأمور رؤية جديدة…".
** "الكتب التي كنت حتى ذلك الحين لا أقرأها إلا دفعاً للضجر ومنعاً اللسأم أصبحت فرحاً من أكبر أفراح حياتي ، لا لشيء الا لأننا تبادلنا بعض الأحاديث عن الكتب، أو قرأناها معاً، أو جاءني ببعضها ".
** "منذ طفولتي كان كل شيء حولي يبدو لي أخرس، والآن يكفي أن آراء حتى ينطق كل شيء بليغاً كل البلاغة، فينبجس في نفسي ألف شعور ويفيض قلبي سعادة".
** " إن لكل امرئ كلمات خاصة به. فإذا وجدت العاطفة عرف كيف يعبر عنها ".
** "لا تفسدي ما أنت فيه من حالة نفسية، فموسيقى روحك الآن هي أجمل موسيقى في العالم ".
** " أنا أعلم أن القلق يعذب كثيراً، فقد عشت كثيراً فعرفت هذه الحقيقة. وأنا أحبك، فأريد أن أجنبك القلق. وهذا ما يجعلني أتمسك بالحياة، فأنا لا أحيا الا بحبي لك .فيجب
عليك من جهتك أن لا تمنعي عني الحياة".
** "ما هكذا كنت تحدثني عن السعادة في الماضي. كنت مهما تبلغ من سعادة، تظل ظامئاً غير مرتو، وتظل تكلمني عن رغباتك. وها أنت ذا الآن راض هادئ، بينما أنا تزخر نفسي بندم لم أعبر عنه، وتمتلئ عيناي بدموع لا تطلب إلا أن تنسكب".
** " إن هذه الصلات الزائفة يمكن أن تفسد الصلات الصادقة ، وأنا ما زلت آمل أن ترجع الصلات الصادقة ".
** "كنت تفكر بالعقل، بالعقل كثيرًا وكان ينبغي أن تحب أكثر.
** "لا يملك المرء إلا أن يحزن مهما يكن من أمر. يا لهذا المال كم يورث من خطايا وذنوب ! .

[Hassan Al-bahrani]

انتهيت من الرواية الأولى "السعادة الزوجية" قد تحتوي هذه المراجعة على حرق للأحداث.

من المصادفة ، قبل قراءة هذه الرواية كنت في نقاش خفيف و ظريف حول دور المرأة في حياتها الزوجية ... فكان الطرف المقابل لي مؤيد لجلوس المرأة في منزلها و عدم التدخل في شؤون الحياة ، فقط تأكل و تشرب و تمارس الحب و تربي الأبناء ، أي بمعنى آخر تحبس بين أربع من الجدر و لا تتدخل في شؤون الرجل. هذه الحالة تولد نوع من الملل و الرتابة في العلاقة الزوجية بين الرجل و المرآة مع توسع في الرقعة الفكرية بين الزوجان ... فحياة الرجل عبارة عن مزاحمة للأكتاف و بحث عن لقمة عيش ، و المرأة تعيش في حالة من الملل و تبحث عن التجديد في حياته بشكل قد يكون في اتجاه ترف و سذاجة ، فلا هي تعمل و لا هي تدرس و لا يوجد لديها ما يسد فراغ هذا الروتين.
أن المشكلة الأولى في علاقة هذان الزوجان البائسان هي أن الرجل في بداية الزواج رفض مساعدة زوجته و هي الشابة اليافعة التي لم تخبر الحياة في إدارة الأملاك. سبب لديها نوع من الفراغ الكبير و لتسده انجرفت مع حفلات الطبقة الماجنة الارستقراطية لتغير من معيشتها و تستكشف الجديد مع شعور بالنشوة من معاكستها من الماجنين.

الرواية بشكل عام جميلة و بناء الشخصيات فيها رائع ، تقرأ ١٤٣ صفحة لتصل إلى النتيجة في الصفحة ١٤٤ ، و لولا المئة و ثلاث و أربعون السابقون تفقد الصفحة الأخيرة معناها. قد تكون الرواية رتيبة و مملة ، لكن ما تحمله من هدف جميل. مفهوم الزواج يكون بالمشاركة بين الزوجين لا الإتكال على أحد الطرفين ، فمن أحب شخصا يشركه همومه و لو كانت فوق طاقته.

يتغير الحب الأول للزواج ، فلا يعود كما كان " ما ذهب لا يعود و لن يعود" بل يصبح حب أعمق من وجهة نظري.
إقتباس:
(أصبح الحب السابق ذكرى عزيزة و زال إلى الأبد. ونشأت عاطفة جديدة هي حب إبني و أبيهم. فهذه العاطفة الجديدة تقوم عليها حياة آخرى و سعادة مختلفة ما أزال أعيشها إلى هذه اللحظة.)

وصف الحالة النفسية لشخصيات الرواية رائع و عبقري يدل على فهم لطبيعة النفس البشرية. أيضا جميل عكس الكاتب لما يؤمن به من حب للسلام و مساعدة الناس و نشر الخير على جميع الشخصيات الرئيسية للرواية.

أخيرا منذ زمن لم أكتب مراجعة ... الأفكار غير متناسقة و قد تكون و غير مرتبة :)

[Nour El · Rating 3 out of 5]

قرأت السعادة الزوجية فقط و لم أقرأ بوليكوشكا ..أعجبني كالعادة أسلوب تولستوي و لغة سامي الدروبي و استمتعت كثيرا بأوصاف تولستوي للطبيعة البديعة و سبحت بخيالي معها في الريف الروسي القاسي ..و لكن نهلت منها العديد من الدروس و العبر في الحياة الزوجية و الحب أهمها :
1- الحب معرض لإنطفاء جذوته وخبو لهيبها لو كان هناك قصر في الإعتمام و قلة الحديث و المشاركة بين الزوجين في الحياة اليومية ، لكنه ليس أمرا مستحيلا فهاهو رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب عائشة أمد الدهر و كان يصف حبهما بالعقدة الموثوقة و كانت تسأله امنها عائشة رضي الله عنها عن حال العقدة فيخبرها أنها لا زالت على حالها ♥
2-الإختلاط بين المرأة و الرجال الأجانب و إظهار زينتها أمامهم يجعلها عرضة لمطامعهم و يسهل من عملية الخيانة و لو كانت المرأة أو الرجل يحب زوجه حبا جما ففي حالة ضعف قد يتمكن الشيطان من أحدهما ..فالحمد لله الذي نهى البشر عن الاختلاط السافر حماية لحرمة و قدسية الزواج من دنس الخيانة و في الأخير صرحت ماشا لزوجها أنه صاحب الذنب لأنه تركها تسرح و تمرح كما تريد و لم يمارس عليها سلطته الزوجية .
في الأخير أختم بمدح فكر و بعد نظر تولستوي في خبايا النفس الإنسانية فلا يفتأ يدهشني بأشياء لم أحدث فيها إنسانا و كانت مخفية بيني و بين نفسي لكنه إكتشفها مما يدل على التشابه الكبير بين طبيعة الإنسان النفسية .

[Waleed Alfakih · Rating 4 out of 5]

روايتان من الحجم الصغير للأديب الروسي العظيم ليو تولستوي بترجمة العملاق الدكتور سامي الدوربي.
السعادة الزوجية (١٤٤صغحه) اختصر فيها تولستوي فلسفته ورؤيته عن الحب وأطوار الحب ، فالبداية في الحب بين العاشقين ومن ثم اول سنين سعادتهما الى ان يقتل هذا النوع من الحب بالتعود وبالغيرة وبحقيقة اختلاف المحبين ومحاوله سيطرة كل منهما على الاخر ومن ثم الابتعاد فالانتقال الى حب من نوع جديد هو الحب الاسري للزوج والزوجه والأطفال الذي له سعادته المختلفه ، رواية جميلة بأحداثها ونهايتها الرائعه والاهم برؤيتها للزواج والحب .
بوليكوشكا (١١١ صفحه) فكرة الروايه عن المال وعن الشرف والظلم ، حكاية بوليكاي وأسرته والذي قُذف من المجتمع وشوهت سمعته الى ان أتى وقت وثقت فيه السيدة اكثر من الجميع وبسبب حادث في الطريق وضياع الامانه وفقدان امله في إيجادها انتحر بوليكاي ولكن النهاية مفاجئة للقارئ وغير متوقعه . بشكل عام انا من محبي وعشاق تولستوي وتتأكد لي عظمته كل ما قرات له اكثر .

[أروى · Rating 3 out of 5]

هذه أول مرة أقرأ لليو وقد أحببت أسلوبه. الكتاب به روايتان الأولى تحكي عن الحب بفارق عمري وكيف للحب أن يتغير بعد الزواج، أعتقد أن الحب يكون مختلفا اذا كان الفارق كبير فالزوج سيعاملها كطفلة .. المشاكل التي حدثت بنيهما غالبا لان ماشيا تعتقد أن ماتفكر به صحيح أو أن زوجها سرجي لم يفهم مشاعرها .. الرواية الثانية تتحدث عن الفقر والفلاحين والفقراء والمشاكل التي تحدث بسبب المال المال شيء ملعون حقا !..هذه الرواية عميقة

[خالد · Rating 2 out of 5]

رواية السعادة الزوجية

الرواية تقوم على تحليل العلاقة بين امرأة في مقتبل العمر وزوجها الكهل -الذي أحبته وأحبها-، وما تتسببه فجوة العمر من سوء فهم، وتحليل خاطئ للتصرفات، وصاغ تولستوي تطور العلاقة تقاربًا وتباعدًا، وحرارةً وبرودةً، بمنطقية فذة، وتوازن بارع.

رواية بوليكوشكا

تدور أحداثها في قصر يعمل فيه فلاحون لدى سيدة طيبة القلب، والرواية فيها نوع من الكوميديا البريئة، وبعض الأحداث المترقبة، وتصوير لبساطة الفلاحين، وأحلامهم وطومحاتهم اليسيرة.

[Mohsen Al-muallem · Rating 3 out of 5]

روايتان بلغة سهلة
في الأولى المسار الواقعي للحب والتعامل من المتغيرات الطارئة

والثانية عنوانها الفقر والتضحية

مع تولستوي الفكرة تنفذ بدون تعقيد

تصوير التفاصيل جميل.