جمال البنا (ولد 15 ديسمبر 1920، البحيرة، وتوفي 30 يناير 2013 القاهرة) هو مفكر مصري. وهو الشقيق الأصغر لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمون إلا أنه يختلف مع فكر هذه الجماعة.
ان أردت القراءة لهذا الرجل المثير للجدل فابدأ بهذا الكتاب و لن تندم
كان هذا الكتاب بدايه جيده في معرفة فكر جمال البنا و لم يكن الكتاب الاخير فقد تبعته بكتابين أو ثلاثة قبل أن أقرر أن أتوقف عن القراءة له بعد أن استوعبت فكره تماما و وجدته يكرر نفسه كأغلب رجال الفكر
الكتاب عن فكرة التعايش فالتعددية هي عكس التوحيد الذى لا يكون إلا لله و لذا فقد وجبت التعددية فيما عاداه و يدلل بأدلة قرآنية كثيرة على فكرة التعايش بين مختلف الأديان و المذاهب و الأفكار و نبذ التعصب و استمرار الإنفتاح على الأخر و الإندماج في الإنسانية بدلا من التقوقع في ظلمات التفرد و الإختلاف الذى نظن أن الله حبانا به.
الحقيقة أن الكتاب يحتاج لوقفات كثيرة عند أكثر من موضع و قد جعلني أشعر بصداع نصفي، يحسب لجمال البنا طرح الموضوع لكن المحتوى مصاب بالذهان.
أثار استغرابي جدًا أن جمال البنا هو أخو حسن البنا كيف لهذان الشخصيتان المختلفتان أن تكونا قد نشئتا في منزل واحد، كنت متحمسة جدًا لموضوع الكتاب؛ لأني أؤمن أن المجتمع المسلم هو مجتمع منفتح وليس جامدًا أو منغلق على نفسه، و أتفق أن التعددية داخل المجتمعات أنجح ما تكون و تتناسب مع مجتمع مسلم لأنها سوف تكتسب طابعًا يميزها مثلًا عن التعددية في وسط غير مسلم لأن خصوصية الدين الإسلامي و تطبيق أحكامه بطرق سليمة تحول دون أنحراف المجتمع أو طمس شخصيته.
و على هذه الحماسة و الإيمان بالفكرة فقد خذلني الكاتب جدًا لأنه دعوته تقوم على أسس ضعيفة جدًا أولها أن توحيد الله يتطلب التعددية في كل ما عداه و هذا سبب مضحك و غريب ولا يستند على أي قدر من الصحة، فهل التفرد لله بالعبادة يقتضي منا أن نفهم أن كل (حالة تفرد شرك بالله) هل يعقل؟! و مثال الشخص الذي يختار ألا يتزوج (و هي صورة من صور الفردانية) فهل بذلك يصير في معصية، و قد كفل الإسلام حرية أختيار الزواج أو التعفف.
هكذا كانت بداية القصيدة. ! استفزني عدة أمور منها أنه كتب "أن الأغراق في العبادة و شدة الحرص على تجنب صغائر الذنوب قد أضاع على المسلمين حياتهم الدنيوية، و جعلهم يشقون على أنفسهم" فهل لم يمر بهتين الآيتين!
الكتاب كان مملاً ، لم أستطع إكمال قراءته ، طرح ليس بجديد ولا بعميق ، حول مسألة التعددية و حرية الاعتقاد و نبذ الخلاف و مشروعية الاختلاف والتي طرحت كثيراً في مواضع و كتب بشكل أعمق و أدق و أفضل من هذا الكتاب