Jump to ratings and reviews
Rate this book
Rate this book

326 pages, Paperback

First published January 1, 1982

1 person is currently reading
30 people want to read

About the author

محسن محمد

28 books36 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
0 (0%)
4 stars
0 (0%)
3 stars
4 (100%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 of 1 review
Profile Image for أحمد.
Author 1 book404 followers
February 3, 2014

عن سنوات المندوب السامي البريطاني «اللورد جورج لويد» في مصر، أو من منتصف عام 1925 إلى حين إقالته عندما خسر حزب المحافظين (الذي ينتمي إليه) في انتخابات البرلمان الإنجليزية لصالح حزب العمال في منتصف عام 1929، وعنوان «الشيطان» جاء لأن المؤلف صحفي أولاً في مهنته وفي أسلوبه، ولأن هذا اللقب قال المؤلف إن فلان الإنجليزي قال في مذكراته إن المصريين أطلقوا على ذلك المندوب السامي لقب الشيطان كما أطلقه عليه أيضًا البريطانيون العاملون معه أو الذين عرفوه في مصر!، وباستثناء هذا المصدر لم أر سببًا وجيهًا لإطلاق لقب الشيطان عليه

description

ليس دفاعًا عنه وإنما العكس فهو - حسب سيرته - لا يستحق الترقية إلى تلك الرتبة الرفيعة التي تطلق على أعتى دهاة البشر، وإنما هو - حسب سيرته أيضًا - استعماري عتيق، رجعي، مغرور، مصاب بجنون العظمة، مندفع (قليلا)، ومن المؤمنين بجدوى القوة وحدها لتحقيق المراد، فكل هذه الصفات جائزة فيه ولكنه ليس بشيطان بل إن حتى وزير الخارجية البريطاني - الذي أرسله - كان أدهى منه بما لا يقاس وأبعد نظرًا ومكرًا في تحقيق مصالح الإمبراطورية الاستعمارية وبنجاح، فكان اللورد يرسل تقريره إلى وزير الخارجية مسهبًا فيه بيان ضرورة معاقبة مصر عسكريًا وتحريك السفن البريطانية الرابضة على الميناء وإن عدم فعل ذلك يعطي صورة بإن بريطانيا تفقد السيطرة على الحكومة المصرية وتسمح لها بأن تتحداها وتساومها وتظهر على حسابها بمظهر البطل الشعبي أمام شعبها، وقال في تقريره هذا إلى وزارته:


وإذا سمحنا ذات مرة لحكومة مصرية أن تعلم أن بمقدورها أن تساوم بنجاح - حتى مع إنذار رسمي من الحكومة البريطانية - فلست أرى كيف يمكننا في المستقبل أن نأمل إقناعهم بمراعاة أي احتجاج عادي يمكن أن تقدمه حكومة صاحب الجلالة حول المسائل الأخرى


وكانت كل أسبابه وجيهة صراحة، لدرجة إن كاتبها رآها مُحكمة ولا ينفذ الماء منها وإن الوزير سيجيبه إلى طلبه ويقول له افعل ما تشاء، فاستعجل رد الوزير قبل وصوله وطالب السفن البريطانية الرابضة في الموانئ المصرية أن تتقدم (قليلاً) للأمام، لأنه كان على ثقة بأنهم سيعجبون بصحة رأيه وسيأمرونه بالمضيّ قدمًا فيه، فكان ينتظر فقط إذن الوزير بالموافقة (المفروغ منه!) لكي يبدأ تفعيل الإنذار البريطاني لحكومة مصطفى النحاس، ولكن جاء رد الوزير ليوقفه بحزم فيما اعتزم السير فيه، وقال المؤلف إن الوزير كان أذكى من المندوب السامي وأوسع أفقًا، فجورج لويد كان يريد (ركوع النحاس) بهذا الإجراء البريطاني العنيف، بينما وزيره أراد خيرًا من ذلك، أن يرغم النحاس على الاستقالة!، فإن ذهبت الحكومة تحت ضغط الإنذار البريطاني فسيتعاظم رصيدها لدى الشعب المصري، وتصبح إحتمالية الثورة مرة أخرى قائمة، فأرسل إليه الوزير يخبره بخطة الأيام القادمة، وبأن هذه الحكومة ستتشوه صورتها أمام الشعب في القريب العاجل، وستنهار عاجلاً .. وهو ما حدث بعد أشهر قليلة من هذه الواقعة ليأتي بعدها أحبّ حكومة لدى بريطانيا منذ بداية الاستعمار إلى نهايته، حكومة القبضة الحديدية

:(




وكان أجمل ما في الكتاب تصويره لعامي 1926 و1927 من حياة سعد زغلول حتى وفاته في أغسطس من ذلك العام الأخير، لأنها جاءت بأسلوب يحبس الأنفاس، ولن تجدي معك معرفتك بالوقائع مسبقًا فإنك - رغم هذا - تؤمّل خيرًا في كل صفحة، حتى لو كنت على يقين إن سعد زغلول لن يقبل رئاسة الوزراء مرة أخرى وسيفقد كثيرًا من سيطرته على حزبه وسيمرض قريبًا جدًا ويموت ويذهب التمزق بحزب الوفد كلَّ اتجاه وسيتخبطون في الظلماء، وسيعود الداهية الأريب عبد الخالق ثروت من مفاوضاته خالي الوفاض، وستموت روح ثورة 1919 رويدًا رويدًا أمام خلافات الأحزاب السياسية، وسيخمد كل هذا الحماس


ولكنك - مع هذا - ستتابع بشغف أخبار الأيام الفارقة، وأسوأ ما في الأمر فقط، إنك ستطوي الصفحات طيًا وتقول: كل هذا الجهد .. عقيم!، لا أصدق! >> deal with it



.


.



وأطرف ما في الكتاب رسالة المندوب السامي جورج لويد، إلى صديق له واصفًا له (متاعب المهنة!!)، فقال فيما قال:


ولإننا أعلنا أن مصر دولة مستقلة، فلابد أن أبقي على الاستقلال المصري واحترمه، ومع ذلك يجب أن أبرر بقاء جيش الاحتلال الخاص بنا، ويجب ألا أتدخل في الشئون الداخلية، مثل الري، ولكن بفضل التزامي بحماية كافة المصالح الأجنبية، فإن عليّ أن أتأكد من أن كل شركات الأراضي الأجنبية الكبيرة تُعامل - بصورة عادلة - من حيث نصيبها من المياه، ويجب أن أؤمّن تحركات قواتنا، وفي نفس الوقت لا أتدخل في السكك الحديدية، ويجب أن أضمن كفاءة منائر البحر الأحمر، ولكن لا سلطة لي على الإدارة التي تنظم هذه الخدمات



ويستمر في هذه المتناقضات السياسية التي يجب فيها إن أراد السلامة فيها أن يسير على الحبليْن!، ثم يستمر في رسالته:


كل ذلك بالنسبة للجانب السياسي، أما بالنسبة للأمور الاجتماعية لابد أن أكون أكثر حذرًا، فإذا لم أحضر مناورات الجيش المصري فإن الصحافة ستتشنج أمام هذا المثال الواضح على افتقاد التعاطف والاهتمام من جانب بريطانيا (لأنها مسؤلة عن تطوير الجيش المصري!)، وإذا ذهبت إلى مناورات الجيش البريطاني فإني استعرض قوى بريطانيا العظمى في وجه شعب مستعبد، وإذا لم أذهب فإن الجالية البريطانية بأسرها ستعتبر ذلك من علامات الضعف والانقياد للكيان المصري؛ وحيثما يذهب الملك (المصري) يجب أن أذهب، وإذا ذهبت فإني أُتهم بالميل إلى السراي (أو التأثير الدائم عليه) وبالمحاولات الخفية لقلب الدستور، وإذا لم اذهب فسيصبح واضحًا (لدى الصحافة) إن المندوب السامي قد أهان العاهل





وتوفى اللورد عام 1941، وبالتأكيد ولأن المؤلف يراه من شياطين الإنس، فقد سرد خبر موته (وسنواته الأخيرة كذلك) بشكل قاتم سوداوي، كأنه يريد أن يقول لنا انظروا إلى نهاية ذلك الشيطان الرجيم بعد ما فعله!، قال المؤلف في ختام تلك الصفحات السوداوية الأخيرة من حياة المندوب السامي الذي مات في بريطانيا عن 62 عامًا:


ومات لويد في فبراير 1941 وهو يرى بلاده تحارب وحدها، وهتلر يتقدّم وينتصر، والجزيرة البريطانية محاصرة، والقنابل تنهال عليها كل ليلة، مات وبلاده تُجرّد من المستعمرات .. بالحرب



ولا حول ولا وقوة إلا بالله، إن للموت حرمة

:D


Displaying 1 of 1 review

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.