في هذا الكتاب يتحدث لؤي حمزة عباس عن سؤال الكتابة، هو الهاجس الذي يطغى على معظم محاور الكتاب فتحضر الكتابة بما هي أسئلة وهواجس وأحلام ومعاني، عند أكثر من كاتب قرأهم المؤلف وقارب تجربتهم كنوع من النظر النقدي المستند إلى خلفية معرفية نظرية وممارسة تطبيقية، في مقاربة أعمال الآخرين وطريقتهم في الكتابة وكيف يروون وماذا يروون لعلهم يضيفون إلى رصيد كل قارئ وكل كاتب فتحاً جديداً في هذا المجال يفيد ويمتع. عند قراءة هذا الكتاب ستعرف الكثير عن تجربة فرجينيا وولف وهانز جورج غادامير وإميل سيوران وإرنست همنغواي وميلان كونديرا ووهرمان هيسه وغابريل غارسيا ماركيز ومذكرات كازنتزاكي، وإدوارد سعيد وتأملاته في المنفى، ورحلة فؤاد التكرلي في تاريخ محتدم وبالغ المرارة والتعقيد، وكتابات أخرى عن الحرب وعن المدن وعن الموت والحياة وأشياء أخرى تشكل مخزوناً ثقافياً ومعرفياً دسماً لايملك مفاتيحه إلا كاتب مثل لؤي حمزة عباس أراد أن يشرك القارئ في هذه الرحلة يأخذه معه إلى كواليس كتابة أهم الأعمال العالمية في أكثر من مكان وزمان.
يقول الكاتب: ليست الكتابة موتاً ولا حياة، إنها تمرين موصول في السير على حبلٍ مشدودٍ بينهما. كم أخذك الظن لأحدهما وأنت تنظر، مع كل كلمةٍ، لتقلب الكتابة بين الموت والحياة، عليك أن تفكر بهما معاً وأنت تواصل السير على الحبل، ثمة ما يتخفى وراءهما دائماً فعل الكتابة الذي يسبق نفسه متعالياً على الموت، متعالياً على الحياة
الروائي لؤي حمزة عباس من مواليد البصرة ، دكتوراه آداب، ويعمل في التدريس الجامعي، واصدر اكثر من عشرة كتب من بينها أربع مجموعات قصصية وروايتان، وأربع كتب نقدية، وقد فاز بجوائز عديدة منها جائزة مجلة الأقلام القصصية للقصة القصيرة عامي 1992-1993، جائزة الدولة التشجيعية عام 1997 عن مجموعته على دراجة في الليل، وجائزة الإبداع القصصي في العراق لعام 2009.
مشكلتي مع هذا الكتاب التأنق المبالغ فيه! أعني اهتمام الكاتب باللغة، أفقده المعنى رأيي الشخصي صحيح انني إؤكد دوما على متعتي باللغة لكن هنا جمل منمقة بشكل ملحوظ لدرجة يفقد القاريء تتبع الفكرة
مع ذلك يبقى كتاب عن الكتابة، لذا هو جدير بالقراءة لمن يحتمل تصنع المعنى مع احترامي للأستاذ لؤي :)
غرقت اللغة هنا والله :) #الدهشة معدن الكتابة، جوهره الذي لا يستعاد وهو يكتشف مغاور النفس في كل مرة #الكتابة هي التعبير الأمثل عن فردية الفرد، عن وجوده كائنا فاعلا في فضاء اللغة، يمضي في رحابتها قافزا من كلمة إلى أخرى كما لو كان يعبر نهرا سريع الجريان، كل قفزة له اقتراب من ضفة لا يراها سواه
❞ أن تكتبَ يعني أن تمنحَ الوقتَ شكلاً، تجعل له ملمساً، وتركّب له طعماً ولوناً ورائحةً، تسبح فيه مثل سمكةٍ متخيلة. الوقتُ، خارجَ الكتابةِ، وقتٌ عابرٌ، زورقٌ هائمٌ في بحر، نقطةُ لونٍ في أفقٍ يمتدُّ أو ينحني، يميلُ موهوباً للفناء. نقطةُ اللون، مع الكتابة، تبدو كوناً من الألوان. الوقتُ، في الكتابةِ، وقتٌ عاقلٌ، هو البحرُ في قطرةٍ، والقطرةُ في جملةٍ عابرة. ❝
❞ سيبدو الصمتُ أول جدران الإنسان وأكثرها قِدماً، مثلما تبدو كتابته أقدمَ أنواع الكتابة، لحظةَ ينقطع الإنسان عمّا حوله ليُنصتَ لصوته الخاص، يستمعُ ولا يقول، مثلما ستكونُ الظلمةُ جداراً تُقيمه كائناتُ الليلِ لتفصل العالمَ عن مياه النهار❝
❞ ربما ستكتشف ذات يوم، بعد أن يجهدك الحنين لشيء لا تعرفه، أن ما عرّض ذاكرتك للخطر هو انشغالك الطويل بجمع المراثي من شواهد القبور القديمة❝
# كتاب_أنصح_به من كل قلبي من أجمل الكتب التي تدور عن الكتابة. لغة الدكتور لؤي حمزة عباس عذبة وأفكاره رائعة وحبّه للكتابة لا حدود له. قرأته على أبجد ♥️🌻