ثمة سرد جذَّاب وحركة خارجية وداخلية، وثمة ما هو حقيقى أيضًا. لا شيء مُفتعَل أو مُصطنع، والكتابة من لحم الحياة وسخونة الواقع، وبها مشاهد رائقة وساحرة، وهي مُبشرة بكاتب جيد. كما أنه نص يكشف عن تطورات سياسية واجتماعية كثيرة من دون الإشارة إليها بشكل مباشر، بل من خلال تطور الشخصية/ الشخصيات». من حيثيات وصول الرواية للقائمة القصيرة بجائزة خيري شلبي _________________ قبل وفاة أبيه بأيام يكتشف يحيى هاشم المأمون عالمًا كان محجوبًا عنه. فبعد علاقة مبتورة امتدت لسنوات، أتت حكايات عن البيت والعائلة والأسْر لتستعيد أشخاصًا وأزمنة، وترسم بهم خرائط للذات وللعالم، ولتتقاطع مع كل تفاصيل حياته؛ ليقفَ حائرًا عند قبر أبيه مُتسائًلا: كيف يمكن صياغة أوراق العمر المهدرة؟
عمل مقسم الى فصول تتوزع بين سرد متصل و تداعيات مفتوحة من الماضي و الحاضر للأب و للإبن . العمل قائم على ثيمات الأبوة و الوحدة و الأحلام الضائعة. العمل مكتوب بلغة سلسة مع وجود اللهجة المحلية على مستوى الحوار . العمل كرواية أولى للكاتب تحمل عفوية و صدقا في رسم الشخصيات و المشاعر 👍👍👍
❞ لكني تأزمتُ وحزنتُ وتألمتُ كثيرًا لفراق أبي، فقاومتُ الموت بالكتابة، كلما كتبتُ استشعرتُ بقرب أبي مني في تلك اللحظة. الكتابة فعل مقاومة، وأنا أكتب لأقاوم موته ورغبة الانتقام، وليستمر وجوده. ❝
أحب كثيرًا جملة "الكتابة فعل مقاومة" كما أحببت تلك الرواية
"كان حديثه فى المستشفى فى ايامه الاخيره جميلًا ومُنمقًا، ورغم الإجهاد الذي كان يتخلل الحكي، إلا أنه لم يفقد أبدًا ملكته في أَسْري وجذب انتباهي"
من هنا تبدأ اوجه التشابه بين علاقه الكاتب بوالده وعلاقتى بوالدى كان والدى عذب الحديث ايضا .. لاتمل من الحديث معه نسير متجاورين .. نتكلم فى كل شئ و سيأخذنا الحديث الى مواضيع شتى .. فجأه اجدنا وصلنا لوجهتتا ومازال الحديث لم يصل لنهايته
يحكى الكاتب عن العلاقه الجافه بينه وبين والده، ذلك الذى يعيش عالمه الخاص المنعزل عن ابنه لكنه من حين لاخر يضطر الى التدخل لالقاء النصيحه ثم ينسحب تاركا ابنه يقرر مصيره
"الكتابه هو فعل مقاومه وانا اكتب لاقاوم موته " التقى مرة اخرى مع الكاتب هنا .. ظللت مده بعد وفاة والدى اذكر اسمه فى اى حديث .. اكتب عنه .. احكى عن طيبته .. عن هدوءه عن قدرته على الاستماع للكل .. كل ذلك كان فعل مقاومه منى لابقاءه حيا وحاضرا فى اذهاننا
طلبت منى امى يوما ان اكبر صوره له لكى نعلقها لكنى تباطأت عن هذا وجود الصوره امامنا بشكل مستمر ويومى هو اعتراف صريح مننا بوفاته وبأنه لم يعد موجودا فى حين ان الحديث عنه سيحييه ..سيجعل ابنتى التى لم تراه يوما تراه ..!!
يتحدث الكاتب عن يأس والده .. عن حياته المليئه بالفشل تلو الاخر لكنى على العكس لم ارى هذا !! وجدت رجلا مكافحا يحب المحاوله والمغامره .. دافع عن "الدكان " عن "البيت " دافع وحاول وقاوم ان يفقد ماافنى عمره من اجله .. ليس هذا يالفشل اطلاقا !!
❞ ما زلت أملك حنينًا. حنين من نوع آخر إلى كل ما كان يحن له أبي: إلى بيتنا القديم، والقعدة في البلكونة، وشرب الشاي، إلى الدكان، بكربه ومشاكله، إلى صوره وأوراقه الخاصة، إلى الكويت، إلى خاتمه بفصه الأسود، إلى قبره، وإلى أي رابط مادي بيني وبينه، بعدما لم يبقَ لي سوى الحنين للذكريات. ❝
احيانا اشعر بانى احمل جزءا من والدى داخلى.. اجدنى كلما تقدمت فى العمر ازددت شبها به .. فى وحدته .. فى هدوءه .. فى حنينى لاشياء لم اراها .. لكنه هو من حكى لى عنها .. قهوتى التى اشربها باردة مثله وحنينى وسماعى لنفس مفضلاته فى الموسيقى والالحان !!
❞ هتفضل حاسس إنك عيل لحد ما أبوك يموت، وقتها بس هتحس إنك كبرت ❝ جمله صادقه .. دايما اقولها لصحابى "انا كبرت يوم مابابا مات 💔"
روايه محمله بالمشاعر عن علاقة الابن بوالده .. سرد ممتع ولغه واضحه ..
"سميتك يحيي كمحاولة لمقاومة الموت والتودد إلي الحياة...كبحتُ نفسي عن التقرب منك لأكثر من عشرين سنة وهذه هي وصيتي الوحيدة لك، ابتعد عن كل ما يخصني، لا تتذكر ولا تحن إلي شئ"
رواية ممتعة حنينية مختلفة تجعل القارئ يعيش في وسط احداثها كأنه احد الاطراف التي تتناولها الرواية. وصف العلاقة المتوترة بين الاب والابن والحديث عن تفاصيل تلك العلاقة والسلطة الابوية وغربة الاب رغم وجوده تضع امام القارئ آلام ومخاوف ربما يكون قضي عمره باكمله يحاول ان ينكرها، الرواية تتقاطع مع حياة القارئ في مرحلة معينة لا محال لكونها واقعية وصادقة ومن لحم الحياة.
"قاومت الموت بالكتابة، كلما كتبت استشعرت بقرب أبي مني في تلك اللحظة، الكتابة فعل مقاومة، وأنا اكتب لأقاوم موته ورغبة الانتقام، وليستمر وجوده"
الرواية بها حنين وألم وشعور دائم بالمقاومة والمعافرة لتجنب الخيبات والفشل يجعلك تتفاعل نفسياً معها وتغوص في اعماق المشاعر الموصوفة بها. هناك تناول قوي للموت بتفاصيله يجعلك تشعر بمرارة الفقد اثناء القراءة بسبب قوة الوصف وعذوبة اللغة وسلاسة الحكي، رواية رائعة تنبئ ببداية مبشرة لكاتب مميز.
ثلاث نجمات ونصف سنتين وانا افكر كيف ساكتب الريفيو حتى اني نسيت خطوط الحكاية الكتابة حلوة والقلم سلس وجميل لكني اصبت بصدمة الكاتب لم يهيئني الصراحة لهاته الصدمة فما بدأ رواية عائلية اجتماعية هادئة رغم حزنها انتهى برواية عن القاع وليس أي قاع بل قاع خيري شلبي في وكالاته وهنا حصلي بلوك وصدمة الصراحة فحرفيا لم اكن مهيئة لكم ذلك الحزن والتعب و الوجع بداية لم افهم الخط الزمني لرواية والنقلات بين الشخصيات وما كدت اتعود ذلك حتى قفز بي لعالم اخر موجع ومرهق ولكنه موجود وحقيقي ذاك العالم الذي نفضل نحن المحظوظون قليلا الا نراه لاننا نعجز امامه وننصدم ونتوه اليوم اجمع شجاعتي لاكتب هذا الريفيو بعد سنتين تقريبا او سنة من البلوك لكتابة اي ريفيو الرواية صادمة لكن ايجابيا تلك الصدمة التي تتركك متأثرا ومفكرا وحزينا و متألما انا في العادة افر من نوع هاته الكتابات لانه يجعلني أكتئب لكن قلم الكاتب خفف وطأة ذلك اثناء القراءة كل تشجيعي لعصام فقلمه واعد و بما انها روايته الاولى فقد أبلى بلاءا حسنا وارجو مصافحته في قراءات اخرى على ان لا يصدمني مرة أخرى 😂😂
رواية حلوة وأسلوبها سلس تدل على أن الكاتب متمكن من أدواته. حبيت جزء الابن أكتر من الاب وحسيت أن تجربته ثرية وكانت محتاجة مساحة أكتر من حصرها في حدود علاقته مع الأب ومستني أقرا لخالد في المستقبل حاجات كتير تانية
الرواية حزينة ، بيها كمية مشاعر جبييرة! مشاعر الابوة - الوحدة - الفشل - والغُربة مابيها احداث هواية ، تتلخص كُلها بقصة حياة " هاشم " والد " يحيى " الي يسردها وهوَ بفراش الموت ، بقى هاشم يعتقد انهُ ابتعادة عن يحيى حيكون السبب بأنهُ يخلصة من الفشل الي جان يحيط بحياتة .. ___ " رأيتهُ يبكي ، فانتابني احساس بالشلل ، وعلقتُ في تلك الأزمة ، مَن منا يربت على كتف الآخر ؟ ابن يبكي لحزن ابيه ، أم رجل يبكي لضياع عمره ؟ لكننا لم نتكلم ابداً. "
___ الشيء الوحيد الي معجبني ؛ اكو مقاطع قليلللة جداً بالرواية مَتناسب جميع الاعمار ..