تعلمنا كتابة القصص وضع أنفسنا مكان الآخرين.التسامح معهم و تقبّل الاختلاف,تمنحنا سعة أفق و مرونة أكبر في التفكير,تجعلنا أكثر قدرة على ضبط أعصابنا و على تقبّل تنوع وجهات النظر,أن نتعاطف مع الآخرين و أن نفهمهم , ذلك , لأننا حين نقص نكتب عن شخصيات قد لا نتفق معها في شيء,نضطر لتقمصها أثناء الكتابة. للإحساس بها و تفهم دوافعها,فنحن نكتب عن المجرم كما البريء.و عن صاحب الرذيلة كما صاحب الفضيلة,القصص هي البوابة الأكثر عمقا ً و صدقا ً على حقيقة الوجود الإنساني,دائما ً و قبل كل شيء تعلمني كتابة القصص أن أكون إنسانا
هل يجب ان تعرف الكاتب اولا ام كتابه؟... وهل يكون لزاما اذا احببنا كتابا ما ان نحب شخص كاتبه؟ او ان نحب كتابا لشخص نحبه ؟
انا احب سارة كرم...اعترف اني احبها جدا كشخصية...حتى من قبل ان التقيها...ليس فقط لاني احترمها واحترم فكرها واشهد ببرهانيته وقوته...ليس فقط لاني منبهرة باخلاقها...بل لاني اتمنى ان اكون مثلها في امور كثيرة حدث ان اهدتني هذه االصديقة الرائعة كتابها ونتاج ايامها لكن نسخة الكتاب ليست الهدية في حد ذاتها...الهدية الحقيقية كانت في كلمات سارة...كان في فكر سارة...كان في انسانية ورقة سارة المنبعثة من كل صفحة في الكتاب
من بداية وقوع عيني على العنوان شعرت اني امام مجموعة مختلفة من السهل ان تعجبني رواية...من السهل جدااااا ان يعجبني كتاب شعر او خواطر...لكن من الصعب ان تعجبني مجموعة قصصية
احببت هذه المجموعة...اولا لانها راقية...ثانيا لان بها العديد من الفقرات والجمل والوصف اعجبني واستفدت منه...ثالثا لانها من الادب الهادف....ومن الادب النظيف....وهو شئ نادر جدا هذه الايام اشيد به وكأني وجدت كنزاً ( مع ان الادب اساسا يجب ان يكون على هذه الشاكلة) المهم ان لدي ملحوظة بعد انتهائي من هذا الكتاب
هو اني شعرت ان سارة بالأصل روائية...بداخلها روائية قوية...اسلوبها يشي بهذا...وطريقة سرد حكايتها توحي بهذا....
معظم القصص مكتوبة بضمير المتكلم...وهو شئ استغربته بعض الشئ فالسرد قليل احببت القصص القصيرة جدا في اواخر الكتاب اكثر من الحكايات الطويلة.
رأيي بصدق في كل قصة على حدى: ارتطام: كانت تلك البداية التي اذهلتني وجعلتني ادرك اني في حضرة كاتبة غير عادية قصة مدهشة منذ سطورها الاولى وحتى نهايتها المفاجئة (واذ اننا نتجرأ حين لا نتجرأ على فعل اشياء معينة على فعل اشياء اخرى ربما تشبهها احيانا, وهذه هي احدى المفارقات التي تحكم افعالنا كبشر)
الأرجوحة: اعجبتني السطور الخاصة بتسريحة شعرها
حالة برد: حزينة ووصفها جيد
بطاطس: شعرت ان هذه الحكاية بلا معنى يستحق ان يكون في قصة وحده
التصميم: لم افهم المغزى من هذه الحكاية لكني احببت نظرية تصميم المدونة
السقطة: قصة رمزية جيدة المحتوى والمعنى
الوصمة: لم احب هذه القصة مع الاسف
انثى الفسيفساء: من اروع القصص في المجموعة
في المصعد: توقعت المنحنى الذي ستأخذه القصة من البداية لكني لم استسغ النهاية
مجلات: لم استوعب المغزى منها ولم احبها.
هذيان قاص قبل النوم: ناموا ممسوسين بحروفهم...اعجبتني هذه الجملة...هي قصة حوار داخلي بين الكاتب ونفسه...فيها استرسال جاء على هواي لانه مس افكار بداخلي
وجع: (خاصة بفلسطين) بدايتها خاطرة مباشرة من الكاتبة للقارئ
انتظار: قصة تصف مآسي عديدة معقدة ومتداخلة...احببتها واحببت فقرات فيها وصف اكثر من رائع لكني لم احب النهاية
الشهادة: قصة رائعة جدا في فكرتها...لكن طريقة تناول الفكرة لم يعجبني
مهدئات: قصة فيها رمزية تمثل اسرائيل...تمثل حقيقة الضمير...اعجبتني
الكلمات: غريبة جدا
عواطف: ليست بحكاية شعرت انها راي وموضوع بشكل مباشر
ذكريات تسعينية: مشاعر الجيل...نهايتها اعجبتني
لافتات: (على غرار احمد مطر) الكلمات في حد ذاتها جميلة...ولو اني لم استوعب المغزى منها
كانت تحفة " سارة " الأولى هي أول ما أقتنيته من معرض الكتاب :)
تبدأ الكاتبة مجموعتها القصصية برسالة منها لأديبها المفضل ,الذي يأتي ردّه مقتضباً كما توقعت , أعتقد أنها بداية لطيفة ..
تتدرج القصص بعد ذلك في مشاهدات يومية , بعضها جاء بسيطا ً و البعض حمل لفتة ذكية ولّدت داخلي شيئا ً من الدهشة .. أحببت منها : الوصمة - أنثى الفسيفساء-في المصعد - مجلات - الشهادة - الموعظة - شغل.
و رغم إنشغال الجميع بمشاكل بلاده , إلا أن هناك قلائل ممن ما زالت فلسطين حيّة داخلهم ,و قد ترجمت الكاتبة ذلك ببضعة قصص تنبض بالواقعية عن مواقف في حياة الفلسطينيين.. ربما لا تكون القصص بتلك القوة , لكن ما ميّزها هو أن كاتبتها في مقتبل العمر,أي أنها لم تتشرب القضية بحكم سنّها , إنما باختيارها ..
تختتم الكاتبة مجموعتها بأقصوصات بسيطة , أعتقد أيضا ً أنها خاتمة جميلة ..
_ كاتبة شابة مبتدئة، يعني علي أول الطريق، أجادت في بعض القصص، وبعض ما كتبت لا يسمي قصة أصلا _ حسب قراءاتي في الفن القصصي طبعا ونتمني لها التقدم في أعمال أخري.