يمثل هذا الكتاب وقفة هامة على فن الكتابة في لحظة تاريخية سائلة، لا تؤمن بالكتابة كفن، لكن تسعى لتحويلها كسلعة استهلاكية. يجنبنا عادل عصمت هذه السيولة، يأخذنا ناحية الإيمان بقوة الكلمة، والتصديق بمدى تأثيرها في الوعي الفردي والوعي الجمعي الإنساني. ينطلق من سؤال هام وهو " هل سنموت لو لم نكتب، أي سر في هذا الفن يجعلنا نضحي بكل شيء لأجله..." ويصرّ على هذه الضرورة التي تعادل ضرورات الإنسان الأول للبقاء وتحمل الحياة.تحت عنوان " كتابة القصص وبناء الأعشاش" يأخذنا عادل عصمت إلى تأملاته العميقة وخلاصة تجربته حول فن الكتابة، بدأب الطيور التي تبني أعشاشها متحدية الرياح والليل والعواصف، في مجاز واضح عما يحتاجه الفنان الكاتب من صبرٍ واشتغال وإيمان بالحرية ليحفر عميقا في نفسه ليجد سؤاله الأصيل، وينطلق إلى خصوصية أسلوبه وخلاصة تجربته الإنسانية التي تمس الآخر، يرشدنا ذلك الكتاب إلى الأصالة ويجعلنا نقف لنبحث عنها في كل ما نكتب. هذا الكتاب المكثف، يطرح أسئلة هامة تدور في رؤوسنا جميعا عن الكتابة؛ ما هي القصة؟! ما هي الشخصية الروائية؟ كيف يدور الصراع ولماذا نكتب؟ يقف الكاتب المصري عادل عصمت ليتأمل تلك الأسئلة معنا، يستحضر في تأملاته سيرة بعض أهم الكتاب مثل تشيخوف وماركيز ونجيب محفوظ، بروست وجويس ويحي حقي وغيرهم الكثير. بصبرٍ وحكمة، لا يقدم وصفات بعينها للكتاب أو نصائح سهلة، لكنه يغور في جوهر الكتابة نفسها كفن ضروري للإنسانية.
"الكتابة في حد ذاتها، قد تساعد البعض على الحياة، إن لم ينجحوا في خلق الكتب، فسوف تعلمهم كيفية فهم أمزجة البشر، وتنبههم إلى ثراء التنوع في طباع الناس. القصص بالأساس تُحكى لكي نفهم انفسنا، ونفهم الحياة التي تعيش فيها."
إضافة قوية للكتب التي تتحدث عن الكتابة، كتاب ممتع وثري وجميل.
"إننا طول الوقت نحول ما نعيشه إلى كلمات"
"أنت تود أن تعيش، أليس كذلك؟ تكلم إذن واسمعنا صوتك. احك لنا قصتك".
مفيد وينصح به لأي حد بيكتب حتي لو "عارف" الكلام المكتوب هنا، الكتاب بيتكلم عن أهم المواضيع التي تخص الكتابة في ١٠٠ وشوية صفحة، يعني جرعة مكثفة جدا او حصة مراجعة نهائية
تتوفر لدينا كتب كثيرة تشرح لنا طريقة كتابة القصة أو الرواية من حيث التقنيات والفنيات والأدوات الفنية والإبداعية بصورة عملية، لكن هذا الكتاب ينحو نحوًا آخر. في هذا الكتاب يُقدّم لنا الأستاذ عادل عصمت خلاصة خبرته في الكتابة، ممزوجة بنظرته الإبداعية والإنسانية، ويشرح لنا جوهر الفعل الإبداعي في كتابة القصة والرواية من منظوره الشخصي. كتابة رقيقة وحميمية تقدم لنا مفتاحًا بعينه نحو عالم الإبداع؛ ألا وهو البحث عن الصوت الخاص. يشرح لنا أستاذ عادل كيف تمكن من إيجاد صوته الخاص في الكتابة، ويشير إلى المسار الذي يمكن أن يتخذه الكاتب بحثًا عن هذا الصوت. هذه الفكرة تكتنف الكتاب كله، حتى عندما يتحدث عن الفنيات والزمان والمكان والشخوص وما إلى ذلك، تظل هذه الفكرة تتردد بتنويعات مختلفة وأعماق متنوعة. أحببت نبرة الصدق والتجربة الشخصية الذاتية في هذا الكتاب. بعض الكتب تدفعك إلى الكتابة وتشجعك عليها، وبعض الكتب الأخرى تضيف إلى هذا الدفع تخوفات إبداعية، وتضيف إليك وعيًا بأهمية الأمر. لا يمكن أن تقرأ هذا الكتاب وتنظر إلى الكتابة بوصفها حرفة فنية أبدًا... هذه النوعية من الكتابات تركز على الجوهر الإبداعي والإنساني فلا تعود ترى الكتابة بعدها مجموعة من الأدوات الفنية، بل تراها أمرًا أعظم بكثير... تراها طريقة للتعبير عن فهمك للعالم والوصول إلى وجهة نظر أوسع وأعمق تجاه الشخصيات التي تراها يوميًا... تجعلك ترى الكتابة وسيلة للتعمق في فهم الدوافع وإرجاء الأحكام والتحلي بالتأمل والهدوء وإدراك أهمية الذاكرة والملاحظة. كتابة جميلة وشجية. شكرًا للأستاذ عادل عصمت ولدار الكتب خان.
كانت بدايات الوصل ما بيني وبين الكاتب اللطيف عادل عصمت ، عندما شرعت في قراءة صوت الغراب ومخاوف نهايات العمر ، كانتا أول ما قرأت له ، اجتاحني سكون ما ، وربط ما ، وكأني فتحت نافذه على همسات رقيقه ، آتية من سنوات تتخطاني ، تعلمني ماذا سأقول وكيف سأفكر لاحقا ، عندما أبلغ مبلغا من العمر يأذن لي بالكتابة ! أذكر رغبتي الشديدة فى الإلتحاق بأول ورشة كتابة للكاتب والتي أعلن عنها منذ سنوات فى الكتب خان ، وإن لم يحالفني الحظ وقتها على لقائه والإلتحاق بتلك الورشة ، إلا أني تمنيت أن تنتهي حكايات اغترابي وأن أتعلم كيف أكتب ما أحسه يوما ما بالتتلمذ على يد عادل عصمت بالذات. هذه الأطروحة المتماسكة القصيرة هي طرح لما يعتري الكاتب حين يفكر في أركان الرواية ، وهي بمثابه حكاية وصل جديدة معه خارج إطار الروايات ، وهي اطروحة هادئة لم تخل من حس أدبي ممتع واسلوب لطيف ، احسبها أفضل ما قرأت لكاتب أعاصره يتحدث عن فن كتابة الرواية .
كتاب جميل ومفيد وثري، ليس فقط للمهتمين بالكتابة ولكن للمهتم بتأمل نفسه وما يحدث حوله، بعد قراءة الكتاب سوف يصبح كل شيء تحت مشرط التأمل الهادىء والمعمق ليس لاستخراج منه حكمته ولكن لمحاولة فهمه وهذا يكفي، تكفي محاولة الفهم للخروج من أسر التنميط والنسخ.
اكتشاف جميل لكتابات عادل عصمت غير الأدبية، تجربة جيدة وهادئة، هي فعلًا تأملات حول الكتابة والأدب تتجاوز بالكاتب حيز تعليم القارئ إلى الأخذ بيديه والتعلُّم سويًا، كتاب رحلة تعلم للكاتب والقارئ ما معنى القصص، ولماذا نكتبها، ولماذا نقرؤها!
كتاب رائع يهم كل من يكتب . وقد جاء من روائي له تجارب كثيرة في فن الرواية مما يجعل كلماته تأخذ بُعدا يقوم على تجارب حقيقية كتاب يهم كل من يعنى بالأدب عامة والرواية بصفة خاصة