مالك بن نبي (1905-1973م) الموافق ل(1323 هـ-1393 هـ) من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين يُعدّ المفكر الجزائرى مالك بن نبي أحد رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين ويُمكن اعتباره امتدَادًا لابن خلدون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر الإسلامي الحديث وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة، سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك. وكان ابن نبي أول باحث يُحاول أن يُحدّد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض، وكان كذلك أول من أودع منهجًا مُحدّدا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ"
كم يحز في نفسي ويدمي قلبي رؤية هذا الجبل الجزائري الشامخ المتشبع بالروح الإسلامية والغيرة على شعوب العالم الإسلامي، المفعم بالحيوية، الذي واجه الوحش/الاستعمار عن قرب وجها لوجه وأحس بقبضته الخانقة، وعايش عن قرب العقلية الاستعمارية التي فتنته في مصيره وفي عمقه حتى أدرك المعنى الحقيقي للاستعمار!! يُواجه في الأخير التهميش والتعتيم والنفي إلى ذاكرة النسيان!! هذا المرارة التي أحس بها في حلقي الآن، وهذه الدموع التي تتجمع في عيناي، وهذه الابتسامة التي تصاحبها مرارة، وتلك التنهيدة الطويــلة التي أطلقتها عند انتهاء الكتاب كنوع من التفريج عن شحنة من السخط التي أكنها في صدري، كل هذه الأشياء مجتمعة هي نوع من التفريج الذاتي والتعبير عن واقع نتجرعه ونتحمله بمرارة! ذكريات شاهد للقرن، وهذه المذكرات المعنونة بالعفن، قد يقرأها أشخاص من أوطان عدة، وقد تتفاوت نسبة تأثرهم بها، ولكن أجزم أن الجزائري الذي يقرأهما ويقلب ذهنه فيهما، سيجد نفسه يُصدر استجابة تلقائية: ياااه... وكأن مالك يتحدث عن حالنا اليوم، لم يتغير شيء!! حقيقة أجدني الآن أكثر من أي وقت مضى مطالبا بفهم تاريخ بلدي ومحاولة دراسته بطريقة ذكية بعيداً عن الإعجاب الساذج بالأبطال المزعومين! رحم الله مالك وأسكنه فسيح جناته، إنه على ذلك لقدير.
القراءة الأولى عجز الكلام عن الكلام وأظن أن العنوان كافي العفن
... شكرا يا الهي القراءة الثانية متعب أنت يا بن نبي أتعبت ماسينيون وليس هو من أتعبك وتقول أن هذا الكتاب وثيقة لنا فأتعبتنا به شكرا لك الفوضى التي أنا فيها أو حالة عدم الفهم أو ايجاد تبرير للشخصيات التي تناولها الكتاب ستجعلني ألتزم الصمت ثانية وسأكتفي بما سجلته من نقاط هنا أو على المذكرة الى قراءة ثالثة وأعيد الكرة العنوان كافي العفن
كم هو عفن و قذر ذلك المحيط الذي احتوى هذا الرجل العظيم و الذي لم تقدره الأيام حق قدره . هذا الكتاب عبارة عن جزء صغير من مذكرات المؤلف عرض فيها تلك المؤامرات التي حيكت من أجل أن تضيق الخناق عليه و تمنعه من نثر بذور أفكاره و سط تربة الأهالي القاحلة .. إنها خيوط العنكبوت الذي كان يتفرسه في كل خطوة من خطواته في محاولة منه لاصطياده و وضع حد لطنين كلماته . لكن السؤال الذي يطرح نفسه _ و الذي نعرف إجابته بلا شك _ .. هل زال العفن ؟! و هل هناك أمل في أن يزول ؟! _____________________ بعد قراءتي لهذا الكتاب .. أظنني في حاجة ماسة لإعادة برمجة معطياتي التاريخية !
يسطر هنا مالك بن نبي مذكراته الممتعة (العفن)، وكنت أظنها سابقا أنها نفس مذكراته المشهورة (مذكرات شاهد قرن)، ولكن تبين لي أنها مختلفة، فهي مستقلة ولم تنشر إلا بعد أكثر من ٥٠ عاما وترجمت للعربية فقط في ٢٠٠٧، ومع ذلك فالأسلوب الذي كتبت به مختلفة عن الأولى، فهنا مالك يسترسل وكأنه ينفث ما يعتلج في صدره من الهموم والتآمرات وانسداد السبل في وجهه ومستقبله، كل ذلك بترتيب وإيعاز من ماسينيون فبعد دراسته وتخرجه كمهندس رفض بأي مكان يتقدم له، إذ كان من المغضوب عليهم بما يحمل من أفق فكري يفهم سر الأساس الفكري الذي يجعل من الاستعمار خلق قابلية الاستعمار لدى المستعمرين، قلت في الأعلى أنها مختلفة فهو يعيد أحكامه ورأيه حسب ما عاشه مع عديد من الشخصيات التي كان ينظر أليها أنها حاملة لهم نهضة الشعب الجزائري، على حين يظهر مقدار السخط الذي يكنه مالك، واليأس والكمية الكثيفة من الاكتئاب مما حوله.
مرعب هذا التغول الاستعماري، واستشراؤه في أرواح "الأهالي"، والأشد إرعابا وإيجاعا أنه لم ينقضِ بعد ونرى في أيامنا هذه موجات استعمارية جديدة، وخورا روحيا للمستعمَرين بلغ بهم العجزَ عن تصور العالم بغير معايير الآخرالمتغلب.
"تعيش محتميا في عالم هش مصدقا أنك تحيى،ثم تقرأ كتابا أو تذهب في رحلة وتكتشف أنك في سبات ولم تعش حياتك حقا" ( أناييس نن ) . تطلق أولى صرخة تحت سماء الجزائر معلنا عن قدومك للكون ، تخطو أولى الخطوات ، تنطق أولى الكلمات وتترعرع فيه ،تدرس مناهجه، تحفظ تاريخه عن ظهر قلب وترصف أحجار حياتك حجرا حجرا لتقرأ أخيرا "العفن" فتدرك أنك نسجت بيت عنكبوت فيه من الوهن ما يكفي أن تخترقه قبضة مالك بن نبي فتخلعه تماما . من هو مالك بن نبي ؟ لا يمكن أن تمر على تعريفه إلا مرور الكرام لأن الكرام إذا مروا استوقفوا " لا يمكن لدارس فكر مالك بن نبي أن يغض الطرف عن مولده وحياته وشخصيته التي كان لها دور كبير في بناء معالم فكره " ( أسامة خضراوي ). و كتعريف أدق فإن مالك ولد من رحم المعاناة في وسط المأساة ،رضع من أمه الاستهجان والازدراء الممارس من طرف الفرنسي المتحض- الذي يبكي لموت قطة ولا يتردد في إبادة أمة - وبلغ أشده ليواجه المستعمر وجها لوجه ، اكتوى بجمرة ولهيب العلم وتحمل الحرب النفسية التي شنت ضده والتي أعدت في مخابر السموم السيكولوجية. فهل انزوى في غرفته يائسا يبكي حظه العاثر؟ أم آثر أن يعيش واهما سعيدا بدل أن يكون واعيا حزينا ؟ كلا بل أبى إلا أن يكون { العقل البراغماتي والعلمي الذي لا يمكن لواقعيته ودقته إلا أن تفاجأ عقولا تعودت على عدم الدقة وغياب الواقعية } , لقد كان مثالا عن الإنسان الحر المتمرد الذي تخطت طموحاته الحدود التي رسمها الاستعمار, والفيلسوف الراغب في إشاعة هاجسه العميق الذي رافقه طيلة حياته ، إنه هاجس الحضارة و مشكلاتها ، إنه علامة فارقة في تطوير آلية التفكير والبحث عن بعد حضاري في كل مشكلة من مشاكل المسلم .إنه " منظر بحق للصراع الفكري وخفاياه وأخطاره في البلدان المستعمرة " (نور الدين خندودي). "اقرأ لواسع الذهن تصبك عدوى فكره" غير أن التأمل وحده لا يرجى منه الكثير والقراءة غالبا ما تنقلنا من الجهل الى الوعي بالجهل وفقط ... فكيف نوفي إذن لشخص رهن حياته في سبيل وطنه و أمته وحمل لواء الإصلاح حقه ؟ حتما يكون ذلك بالتطبيق الواقعي وتظافر الجهود وقراءة الخريطة التي رسمها لنا بشكل جيد و محاولة ترميمها كما فعلت دويلات آسيا الشرقية – تعتبر مالك الأب الروحي لنهضتها - فآثاره تحوي تلك الدفعة المحركة التي سيكون لها في بلاد العرب أولاً وفي بلاد الإسلام ثانياً أثرها المنتج وقوتها الناهضة . أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام: 90')
هذا كتاب العفن للأستاذ مالك بن نبي رحمه الله و هو يتناول جزء من مذكراته ما بين 1932 و 1940 اختار الاستاذ مالك عنوان العفن لهذه المرحله الموثقه من حياته كي يصف مدى خراب العقول و النفوس فهو يصف الحاله سياسيه التي مرت على البلاد وحالة الجمهور الذي اتبع الشعارات او كما سماها البوليتيك يعرض لنا خلافه الفكري مع قادة الشعب في ذالك الوقت كابن باديس الحاج مصالي وبن الجلول و فرحات عباس تطرق خاصة الي خلافه مع فرحات عباس وابن جلول تبعا الي اختيارهم فرنسة الجزائر .بطريقه جد محترمه غير شخصيه فكريه بحته وهذا ما اعجبني اما عن ابن باديس فهو يرى ان جمعية العلماء المسلمين في ذالك الوقت كان ينقصها الكثثير من الجشاعه وحلل وضعها بطريقه ممتازه في سيرورة الاحداث السياسيه يروي معانته مع وضعه الاجتماعي كا اهلي متعلم يبحث عن وضفيه محترمه في مجال دراسته فبعد دراسته وتخرجه كمهندس في بار يس رفض بأي مكان يتقدم له، إذ كان من اشخاص المراقبين و المغضوب عليه من احد اهم الرموز الاستعمارالفكري ماسينيون فقد عمل على غلق جميع الابواب في واجه استاذ مالك بطريقه جد مستفزه قابلها الاستاذ بقوة صبر اجدها الحقيقه غير عاديه تتسم بالحنكه وعزة النفس من المواقف التى وجدها جد مخزيه وعفنه هي عندما قرر مالك بن نبي الهجره الى الحجاز بغية الحصول على فرصة عمل مي مجاله تعرض في مكتب الجوازات الى موقف اقل مايمكن ان اقول عنه هو العفن تلتها رغبته في سفر الى مصر وكالعاده رفض طلبه و الكثير من التفاصيل والمواقف العفن
الحقيقه وجدت في الفصل الاول بعض البرود في اسلوب فكسيره ذاتيه توقعت ان اجد الكثير من العواطف لكن مع وصولي ال صفحة 100 بدأت الاحداث .تشدني وكانت رحلة مالك مميزه اصفها بالحكمه والصبر
من المقولات التي اعجبتني
"فعند اول لقاء لي بتلاميذي ادهشتي الهيئه الوحشيه التي كانت تتسم نظراتهم بها و تطبع قسمات وجهوهم ثم لاحظت ان نظراهم تهذبت واكتسبت طابعا انسانيا تتجلى الفكرة من خلالها و اكثر تأثيرا هو ان الطلعه ذاتها تغيرت "
قاسية كانت حياة هذا الرجل. وعفنٌ جدا ذلك الوسط الذي كان يُفرِز سمومه السيكولوجيّة. و في سطور هذه السيرة يبرز " الصراع الفكري" كأقصى أنواع الاستعمار فتكًا.
الكتاب:العفن (مذكرات) الكاتب: مالك بن نبي(الجزائر) ترجمة: نورالدين خندودي (الجزائر) كتاب العفن هو "اعترافات" او "مذكرات" كما يقول عنها مؤلفها مالك بن نبي، وثق فيه جزء من حياته (1930-1939) وهو ما يطابق الجزء الثاني من مذكرات شاهد للقرن حسب مصدّر الكتاب عبدالرحمن بدوي .. كتاب العفن يضعنا أمام ذلك الشاب الشاب المتفوق، القادم من بلد خاضع للاستعمار و حكم الخونة إلى بلد جلاده و تحت رحمة الاحسان المسيحي، شاب لا يملك سوى منبته وثقافته الاسلاميتين و ذكاءه ونباهته للوقوف ندا أمام هذا الاحسان المبطن .. -يحوي الكتاب شهادات عن بعض العلماء و القادة أقل ما يقال عنها أنها صعقة بالنسبة لطالب جزائري تشبع بدراسة التاريخ في المدرسة الجزائرية!! -في ثنايا هذا الكتاب تتجلى روح هذا الرجل العظيمة، الحاملة لهَمّ الأمة ، التي جابهت الصعاب من طرف الأعداء و خذلان الاخوة !! -إن بن نبي لهو ملهم في مبدأ الفكرة و تطبيقها و تجلى من خلال الحلول العملية التي كان يقوم بها في سبيل فكرته.. رأي الشخصي: إنه العفن ببساطة ،لقد وصفة أدق الوصف ، أصبت بصدمة الخيبة من هول تلك الاعترافات ! و شعرت بمرارة الحزن لصعوبة حياة هذا الرجل الفذ ، أما الشعور الذي يبدو أنه سيلازمني طويلا فهو : أين نحن كجزائريين من هذا الرجل ؟!! اقتباسات: " وأنا ألخص هذه الحالة اليوم، فأقول أن قابلية الاستعمار عند الأهالي هي أهم وسيلة في متناول الاستعمار" " يجب أن أقول الآن وعلى ضوء تجربة طويلة، أن علماؤنا كانوا دوما على قدر من الجهل يحجبهم عن إدراك الأفكار و على قدر من الجبن لتطبيقها إذا كانت ثمة بعض الأخطار، إنهم يحبون الجنة طبعا، على شرط وصولها بتأن و ببطن شبعان و بفكر خاو و أن ينتظرهم ملك يقول لهم ( ادخلوا الجنة أيها السادة ، أنا أعلم أنكم تعبتم كثيرا في الحياة الدنيا، غير أن فرشا ناعمة تنتظركم )" " الفكر يضع قناعا خاصا على الوجه".
ما مرّ به بن نبي ليس بالأمر السهل. إنتاجه الفكري في ظل تلك الظروف حتما هو معجزة.تضييق رهيب . خيانة من المثقفين . الخيانة التي لا زالت لدى مثقفينا ...عموما العفن سيحبط القارئ خاصة انها ليست كاملة . مع ذلك جديرة بالقراءة لأخذ العبرة .
بعض من حياة في مذاكرات مالك بن نبي التي اختار لها عنوان (العفن) وهي قصة كفاح وإحباط ومعاناة مؤلمة بكل المقاييس. يتناول الكتاب بعض من حياة مالك بن نبي الجزائري ما بين عام ١٩٣٢ وعام ١٩٣٩م. أرشح القراءة عن مالك بن نبي لانه نموذج فريد في زمانه. ولن تكون هي تجربتي الوحيدة له وسوف اسعي بإذن الرحمن لقرائه المزيد من كتبه.
أُعيب علي الكتاب الصادر عن دار حكاوي للنشر والتوزيع.ط.١. عام ٢٠٢٤، الكثير من الأخطاء الإملائية.
مجموعة من الحقائق رواها لنا مالك بن نبي من خلال مذكراته ..قد تصيبك بالخيبة من بعض الشخصيات التي كنا نحسبها نظيفة فعلا ..أما ما يؤلمك حقا هو أن المستعمر عرف جيدا نقاط القوة و حاربها بينما ساعه جهلنا آنذاك في حربه عليها
كتاب "العفن" لمالك بن نبي يعتبر كتاب العفن لمالك بن نبي جزء أول من مذكرات الرجل (الجزء الثاني سمي بمذكرات شاهد على القرن) فهو يغطي المرحلة الممتدة من 1930 الى 1939 من حياة الرجل. حيث يروي مالك بن نبي في مذكراته هاته جزءًا من حياته الخاصة ، الدراسية و العملية بعد ذلك ،و يعرض فيها تفاصيل مهمة من حياته و قد اسماها (بالاعترافات) على نحو ما ، يقول انه اختار لها عنوانا(العفن) فهو يلخص بدقة البيئة التي عاش فيها الرجل ،حيث ساد العفن على حد السواء بلد المستعمر و المستعمر ، فكما يقول لقد حاصره العفن في واقعه المرير زمنا طويلا و عايش زمنا عاث فيه المستعمر فسادا في الخلق و الحرث و حول شعب مستعمراته الى (اهالي) حسب مصطلح بن نبي ،و هم مخلوقات باهتة ،فاترة هجينه و حولها الي ادوات في يده ،حتى اصبحوا خونة واضحين و خونة مترفين ،فلم يستثني منهم بن نبي لا دعاة السياسة البوليتيك و لا دعاة الدين كالمشايخ . فكما قال الدكتور بن عمارة في تصدير هذا الكتاب "اكتب بدمك و سترى ان الدم عقل " هكذا هي مذكرات بن نبي لقد كتب بدمه قبل قلمه ، كما سماها بنفسه مأساة و ربما ليست مأساته وحده لانه حمل هم بلد بأسره . يحوي كتاب العفن ، توطئة و مقدمة ثم مرحلتين من مراحل عايشها بن نبي ،مرحلة أولى عنونها بالطالب و مرحلة ثانية أخيرة تحت عنوان المنبوذ.
لقد واجه بن نبي المستعمر الوحش عن قرب فقد كان طالبا في مدرسة الميكانيكا في فرنسا و عاش في الحي اللاتيني الذي يعج بشباب شمال افريقيا جزايرين ،توانسة و مغاربة بل حتى سوريين و مصريين ،و لم يسلم من قبضة العنكبوت ماسينيون الذي احكم قبضته عليه طالبا و بطالا بل لم يترك هذا الاخير و لو فرصة واحدة لكسب أجر يومه ، حتى ان بن نبي أقر انه حاول الانتحار او جالت فكرة الانتحار بباله جراء سموم هذا العنكبوت رغم ان جناحيه لم تكفا عن التحليق في سماء الوعي و جاهدة في توعية محيطه بهذا الوعي ، لكن و أمام تخاذل المعارف و حتى الأهل من جهة أخرى لما رجع الي بلده الجزائر. يؤرخ بن نبي في هذا الكتاب على غرار مذكرات شخصية للرجل ،الي مرحلة ما عاشتها الجزائر ، فقد نجح الاستعمار في خلق و عجن طبقة من شعب اسماها بن نبي الأهالي او indigenises ، طبقة اتسمت بالخيانة الفكرية و الجبن و الابطاح تحت أرجل فرنسا ، و لم يستثني بن نبي رجال الدين من هذه الصفة الشنعاء عن جهل او عن نية حيث خدموا مصالح الاستعمار. شعرت بالمرارة و لازلت اثار الاشمئزاز و الخيبة تلازمني على الأهالي اللاهثين نحو كرسي منصب في دولة استعمار اكل الاخضر و اليابس في بلاهم ، بالمقابل شعور الشفقة مع اجلال لشخص بن نبي المكافح الظارب بجناحيه خيوط العنكبوت الصغير (ماسنيون) و العنكبوت الاكبر (الاستعمار).
اقتباسات : "لماذا ولدت في الجزائر حتى أكون أحد ارهاصات النظام الجديد ،و أصبح إنسانا يواجه وحوش القابلية للاستعمار و الاستعمار؟ لا ادري و انا مسلم مؤمن بالقدر و متقبل للمصير الذي منحني إياه الله خالقي الذي اعبده و أذكره"
"الا تعتقدون أن تدهور العالم الإسلامي مرده ،فضلا عن أسباب أخرى ،الى أن التفسير القرآني محشو بالخرافات الاغريقية وبالاسرائيليات ؟
"ان ما اثار انتباهي في أوروبا هو روح العلم l'esprit de la science أكثر من العلم نفسه ، ....ثم ادركت ان هذه الروح تمر دون ان ينتبه إليها احد من غالبية الطلبة المسلمين الذين يسعون عند قدومهم أوروبا الظفر بشهادة جامعية فقط "
"...ادركت للتو ان السياسة التي لا تبدأ بتكوين الإنسان ،و تنشط ذكائه و وعيه ليست الا "نطحة" ضد شيء خفي" "...هذه العناصر تترتب في ذهني و كأنها أجزاء من عقيدة ترى في اليهودي المحرك الخفي للحروب الصليبية و الاستعمار مرورا بمحاكم التفتيش "
"يجب أن يواجه المرء الوحش عن قرب وجها لوجه و أن يحس بقبضته الخانقة ،يجب ان يفتن في مصيره و في عمقه ليدرك ما معنى الاستعمار '"
"يا ارضا عقوقا !تخصين الرجل و تهنينينه ، يا أرضا قاسية! تقتلين أبناءك و تتركيهم للجوع و تطعمين الأجنبي! أتمنى ان لا اراك و لن أعود إليك أبدا حتى تصبحين حرة! امنحه النجوم الخمسة لرجل سبق زمانه
"العفن" كتاب ذو عنوان مناسب إلى حد بعيد لفحواه. كان كتابا مليئا بالأحداث المتسلسة والتفاصيل الشائقة التي تشد القارئ وتجعله يتعطش لقراءة المزيد، كأنه يقرأ قصة لطيفة ماتعة... تناول الكتاب _باختصار_ حياة هذا المفكر ورؤيته الخاصة للمجتمع من حوله منذ بداية دراسته التي لاقى فيها ثلة من ا��أشخاص كان منهم الحكيم كبن ساعي وبن أحمد، واللئيم كماسينيون وبو منجل... وقد تبلور فكر بن نبي في هذه الفترة من نقطة الصفر، حيث لم يكن يدري ما يجري حوله وما يحبك من خلفه من مؤامرات كان قائدها الفرنسي ماسينيون وأذرعه وجواسيسه المنتشرة في كل مكان يحل به. ولا نخفي دور العائلة الذي ساعد مالك كثيرا في ثباته وصبره، وخاصة زوجته الفِرنسية خديجة ووالدته اللتان كان منحتاه الدعم النفسي والمادي لصلابته وتشبثه بالمبادئ التي حارب لأجلها. هذا وقد قدم بن نبي كثيرا من الرؤى العميقة المبنية على فكر نبيه ومهتم بمجالات عدة كالفلسفة والفكر الإسلامي ومعايشته للمجتمع الغربي المسيحي، فمثلا أفكاره عن جمعية العلماء المسلمين وقيادتها والرسالة التي تؤديها، وكيف أنه رأى أنها قد جانبت الطريق المستقيم الذي أسست من أجله، وقد حاول فعلا تنبيه بعض قياداتها لكنه لم يحظ بالترحاب الذي كان يتوق��ه، فانبرى يعدد ويفسر سلبياتها مقدما الحلول الممكنة التي كانت دائما ما تقابل بالرفض في كل مرة يحاول نشرها وإيصالها لأصحابها... وغير بعيد عن التضييق الذي كان يعانيه في بلده، فإن مالك بن نبي قد لاقى أضعافه في فِرنسا من ذم ونبذ تشويه للسمعة، رغم تفوقه في دراسته التي كانت في مجال الهندسة الكهربائية بتقدير مشرف، لكنه حرم من استلام شهادته، كما حرم مرارا من الهجرة للمشرق بشتى الطرق التي جربها، وكل ذلك كان بأوامر من ماسينيون الذي كان يراقب تحركاته بدون كلل لينال من عزيمته، كما فعل من صديقه بن ساعي... لكن بسبب الدعم النفسي _كما ذكرنا سابقا_ بقي بن نبي متمسكا بمبادئه كلها وحارب لأجلها بكل ما أوتي من قوة كإنشائه لدورات تعليمية مجانية كانت أو زهيدة الأجر مراعاة لظروف الجزائريين آنذاك داخل البلاد، وكذا ترتيبه لدورات في التربية والتعليم في فِرنسا والتي كان من خلالها يقدم أفكاره ورؤاه بطريقة بسيطة وسلسة لطلابه المبتدئين. وعموما فقد حوى الكتاب نظرة بن نبي المأساوية للأمة الإسلامية عامة والجزائرية خاصة، وهي التي ما فتئت تتحلل وتبتعد لتغرق شيئا فشيئا في ما سماه الكاتب ب:"القابلية للاستعمار".
This entire review has been hidden because of spoilers.
العفن .. كلمة ستبقى عنوانا لواقعنا الإسلامي العربي ما دام أصحاب الفكر في اضطهاد. من عادتي أن أسعى دائما قبل الخوض في أعمال مفكر معين أن أمر على سيرته الذاتية إن وجدت حتى تتشكل في ذهني صورة عن حياته و صراعه من أجل رسالته و حتى أفهم السياق التاريخي و النفسي الذي ولدت فيه أعمال ذاك المفكر. نفس الشيء مع مالك بن نبي من مدة لا بأس بها و أنا أؤجل الغوص في كتبه حتى أتعرف على سيرته و لم أجد بين يدي سوى كتاب العفن كنت أعلم آنفا أنه يوثق مرحلة واحدة من حياته مع ذلك أردت التعرف عن مالك بن نبي من خلاله لكن الحاصل أنني لم أتعرف على بن نبي فحسب بل تجاوزت هذه الوثيقة التاريخية ظاهر الأحداث و الشخصيات و كشفت لنا بؤس البوليتيك كما أطلق عليها بن نبي ذلك الشاب الذي لم يعي قيمته و قيمة فكره سوى ألد أعدائه : ماسينون. في البداية استغربت عنوان المذكرات لكن بعد قراءتها أدركت أنه أنسب عنوان لها فالعفن السياسي كان منتشرا في الواقع الذي عاشه بن نبي. في كل مرة نصدم بدرجة من الخيانة و من القابلية للاستعمار التي كانت تحملها الطبقة السياسية في تلك الفترة و التي كانت من المفروض أنها تمثل الطبقة المناضلة ضد الاستعمار بل إن العفن انتشر أيضا في صفوف العلماء حيث عبر بن نبي عن خيبته بقوله " و أدركت من يومها أنه لا يرجى خير كثير من الأزهر و الزيتونة و كلية الجزائر" في المقابل لم يستسلم بن نبي و بقي يصارع من أجل خلق الوعي لدى الأهالي و التصدي للسياسة العقيمة التي تغيب فيها الفاعلية و تبنى على الكذب و الخداع و الدجل و قد كلفه موقفه هذا الكثير و لعل مرحلة "المنبوذ" كانت أقسى الفصول في هذه المذكرات حيث تتجرع مرارة القهر في كل سطورها. انتهى بن نبي من توثيق هذه السنوات (1932- 1940) من عمره و هو لا يزال منبوذا يبحث عن لقمة العيش و لكن التاريخ في النهاية خلّد هذا المنبوذ و نبذ كل الخونة حيث لا مكان لهم. و كما قال بنفسه في شروط النهضة :
- وها هم أولاء قد أقاموا المسارح والمنابر للمهرجين والبهلوانات، لكي تغطي الضجة على نبرات صوتك.
- ابذر يا أخي الزارع. من أجل أن تذهب بذورك بعيدًا عن حقلك، في الخطوط التي تتناءى عنك.. في عُمق المستقبل.
أشعر بالخجل و أنا أضع تقييمي لكتاب من كتب "مالك" من أنا كي أقيّم تجربة إنسانية و ظاهرة ثورية في عالم الفكر و فلسفة وجود الإنسان ؟ السيّد مالك كغيره من المفكرين الّذين كانت أفكارهم تسبق زمانهم و بمراحل ، مالك الّذي كانت حياته هي الثمن الذّي دفعه مقابل أفكاره فهو لم يجلس في مجالس فارهة و لا سكن فيلات و لا لبس رولاكس و جلس ينظر على الناس بشأن حياتهم و دينهم ، كما هي عادته كتابه كان قاسيّا جدا على إن صح التعبير "أعدائه" أو على الأقل الّذين يجلسون على الطرف الآخر أظن أن معظم التساؤلات الّتي طرحها لازالت قائمة الى يومنا هذا مشكلة فهم الإسلام ودور العلماء و الأئمة و الفرق بين الإسلام و الثقافة الإسلامية . مشكلة الثقافة و مفهومها و الصراع الفكري ، كما أن المشهد السيّاسي لم يتغير كثيرا ، مالك الّذي أقسم على أن لا يعود إلى هذه الأرض العاقة ، أن لا يعود إلى أن تتحرر فهل أصبحت الجزائر حرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و يسقط القناع مرة أخرى من على وجه التاريخ المليء بالتلفيقات و الأبطال الكاذبين معانات عظيم من عظماء الأمة الإسلامية تمت خيانته من الكل بسطاء و مثقفين رحمك الله يا مالك و جعل كل ذلك في ميزانك لعل معاناتك ستكون لنا درسا نافعا و ان شاء الله لن تذهب سدى
أول انطباعٍ راعني و تملكني بقوة، أسجله عن هذه المذكرات، هو عن مدى إيحائية العنوان "العفن" لما عاشَه بن نبي بكل تفاصيله، حتى خامرني شكٌّ أحيانا في أن الرجل لابدّ أنه كان يعاني وهمَ الاضطهاد القهري ! لكن ما فتئ الشك أن استحال ليقين و انا اقف مشدوهاً على سياق الأحداث و المواقف..يقينٌ دعّمته الحقائق التي يعيشها كل جزائري يحسب نفسه مسلماً يُضمر في عقله ووجدانه أملاً بحضارة إسلامية متجددة، في أن ماسينيون ليس مجرد شخص ظهر على ساحة التاريخ مرة و انقضى بانقضاء أجله، ماسينيون الذي كان يقف بالمرصادِ لأي محاولة لبن نبي في التحرّك من هامش تفكير و إدراك "إنسان الأهالي، indigen " المُستلب إستعمارياً في وعيِه و تاريخه و دينه، كان يجد ماثلا في أبسط معاملة إدارية ! كان هذا قبل الاستقلال، بعد الاستقلال خرجت فرنسا بجيوشها لكن "ماسينيون" مازال هنا و لازال يتكشّف لكل "بن نبي" مخلِّص يحمل وعياً مستقلاً عن فرنسا و ثقافة فرنسا و حضارة فرنسا ! كثيرون كبن نبي و منهم من ذكرهم هو ذاته كبن ساعي الغريب في قومه و لازال أشباههما يُنسون أحياءا و كثيرون كذلك كبن جلول و فرحات هؤلاء الذين يخرجون من عباءة ماسينيون...يتحدثون بلسان بن نبي و مِن جلدته، المفارقة أن الأهالي لازالوا لحد الساعة يرجمون بن نبي و يصدّقون بمنتهى الدروَشة بن جلول و ماسينيون و فرحات.
This entire review has been hidden because of spoilers.
قال مالك بن نبي : “استهوتني عناوين كثيرة أسم بأحدها هذا الكتاب، غير أنني اخترت عنوانا يلخصها جميعا (العفن)، ويوافق هذا العنوان بالفعل الانطباع الأكيد الذي أحمله معي من متحف أو معرض يحويان وجوها وأشياء أعرفها منذ عشرين سنة، وأجدها مرتبة ومصنفة بطريقة استذكارية معززة بشروحها وبطاقاتها الخاصة”.
لم تكن تلك اللوحات التي رمز لها ابن نبي في الفقرة السابقة إلا لوحات لوجوه جزائرية كثيرة رأى ابن نبي أنها كانت تخون الوطن وتبيعه بثمن بخس
بعد قرائته اكثر من مرة و هذا لقول الاستاذ و نبه له في كل كتبه و هو تسليط الضوء على جزء من المشهد يغطي على الصورة الكاملة، وربما يسيء لمسار التاريخ ... المهم .
الكتاب يعود لسنة 1951 و لا أدري لماذا لم ينشر لغاية الاعوام الاخيرة فقط يعني في 2006 و لا سبب لذلك حتى ترجمة الكتاب . المهم الكتاب يحكي سيرة و حياة بن بني رحمه الله و الوحيد الذي أثنى عليه المفكر حمودة بن ساعي و المبارك الميلي رحمهما الله .
حياته كانت صعبة جدا من تبسة لباريس و عن عائلته من والديه و شقيقاته و غير ذلك ماسينيون هذا الشخص الذي هو سبب بلاء و كل ما حدث له من مشاكل عائلية عملية و حتى دراسية لعدم حيازته على شهادة مهندس و ظل يتابعه هو و أصدقائه لما كان يرى فيهم من خطر كبير اكثر من البقية و هنا يتحدث عن الجمعيات التي أسست و النادي المسيحي و غيرها ..
يتطرق الاستاذ لكلامه في ميصالي الحاج و أنه رجل ثقة مرة و ذكي مرة أخرى و يتردد في مرات عدة . يروي قصة و يقول انه يفضل كثيرا الشيخ العقبي على عبد الحميد بن باديس رحمهما الله و لان الاول من المدينة و الاخر بدوي و يعي جيدا ما يفعل ، ثم يعود بعدها و يقول السبب كان بسبب لقاء معهما في قسنطينة و كانت برودة كبيرة من بن باديس و لم يقيمه و يقول ان روبما هذا السبب ، ثم يعود مرة أخرى و يصف الجمعية بالتخاذل و عدم قول الحقيقة و حقيقة الاسلام و غيرها ، ثم يتكلم عن فرحات عباس و شلته و يقول انهم لا يأمنون الا بالجزائر فرنسية و الجزائر لا وجود لها أصلا .
يتكلم عن معاناته في إيجاد عمل في الحجاز و يروي كيف رفض أكثر من مرة من دول مسلمة يذكر مصر و السعودية لا لسبب سوى انه من الاهالي حتى لو كنت مهندسا او غير ذلك . و يقول رغم اني وهابي و ارى ان الوهابية هي السلفية الصحيحة و يثني على العالم محمد عبد الوهاب .
يروي قصة زيارة مجموعة من جمعية العلماء المسلمين لباريس الى فندق معمر بالعاهرات و غير ذلك و يتعجب كيف لعلماء مثلهم يحجز لهم في هذا الفندق و كيف قبلوا بها و كيف وجه وابل من ال��جريح للجمعية و يخص بن باديس و الابراهيمي كيف تحاشوه بالرد و ... الخ .
ثم يعود بعدها و يقول ان بن باديس علامة و ذو نوايا حسنة و عالم جليل .
عودته لتبسة و حقيقة نكل تنكيلا كبير حسب الكتاب بالشيخ العربي التبسي رحمه الله و أنه منافق و غير ذلك و سبب مشاكله في تبسه و مشاكله مع والده بحكم ان والده تزوج بإبنة العربي التبسي بعد وفاة والدته رحمهم الله . شخص آخر تكلم عليه بالخير في آخر كتابه و المبارك الميلي رحمه الله و أنه شخصية رائعة و ... ما لاحظته ايضا كلامه كثيرا ب "أنا" و انا ذكي و انا من النخبة و انا كنت اعلم كل شيئ كان يحاك ضدنا و الاهالي بأميتهم لا يعلمون و انا كانت عندي مشاريع و غير ذلك ..
نظرتي للكتاب بعد قرائته أكثر من مرة إفتجأت(بن غبريط) حقيقة من هذا الكتاب لأني من محبي كتب مالك بن نبي رحمه الله و كتبه فيها كثيرا من الرزانة و الحكم الجيد و عدم التجريح الواضح و ثقافة الأنا و كأني قرأت كتاب لغير المفكر و هو ما داعاني لاطرح بعض الاسئلة كيف بمن كتب كل هذه الكتب و النهضة و غير ذلك و لهم قراء بالملايين ان يصل به الكلام بثقافة الأنا و تجريح كل شخص جاء في طريقه و كيف به و هو المسلم الواعي المثقف ان يطعن في أخاه المسلم .. او ممكن هي مرحلة شبابه و كانت وجهة نظره وقتها و هو في صغره .
ما أشبه اليوم بالبارحة حقيقة ما وصفه الأستاذ مالك رحمه الله -إن صح إسقاطها- على ما نعيشه فى فترة ما بعد الربيع العربى وما ظهر جليا فى أحوال النخبة من المدارس المختلفة وطنيين وعلماء ومن احوال الاهالى "الانديجين " سكان المستعمرات وغياب الوعى مع وجود حماسة زائفة وكيف تراقب الإدارة الإستعمارية الكبرى وادواتها ورجالها فى بلادنا حال المستعمرين -بفتح الميم الثانية- ولاترقب اى محاولة لتوعية او نشر ثقافة مناهضة إلا وسلطت رجالها وسخرت ادواتها لقمعها ووأدها منذ البداية والذى إختلف فقط هو قوة الإدارة الاستعمارية بادواتها الحداثية عن الفترة التى يرويها الاستاذ مالك بن نبى رحمه الله وما وصفه الاستاذ بالعفن نعيشه الآن فمسلسل العفن نراه وندور فى فلكه مع مستعمرين ومستعمَرين النقطة الاهم وهى موقف الأستاذ مما يسميه "الثقافة الإسلامية " ورجالاتها أبناء الازهر والزيتونة من "العلماء" وكيف يغيب عنهم وعى الصراع الفكرى القائم وكيف ينشئون اجيالا من المثقفين الإسلاميين التى يصفها بأنها ""تلوث الأرواح وتذل الطبائع وتضعف الضمائر وتخنث الفضائل " وهو ما استشفه من معاملته مع مع العلماء كالشيخ العربى التبسى وما برهن عليه كيوم التضامن الذى أقيمت الاحتفالات في مقابر الجزائر ضد الاحتلال الايطالى لألبانيا وهو يوضح له أنه يريد الحضور فى مثل هذا الحدث لأنه مراقب من الإدارة .. على النقيض مع هذا النقض القاسى للشيخ ولمجموعة العلماء ولمنبع تشكيل العلماء"الأزهر والزيتونة" يفرق الأستاذ رحمه الله من موقفهم فى إطار الصراع الفكرى مع المستعمر مع إحترامهم لأشخاصهم ومكانتهم العلمية ويصفهم بكل طيب وحسن ... وهذا حال الموحدين لا المؤدلجين ..
أحببت هذا الكتاب القيم لما احتواه من لمحة بسيطة عن شخصية أحد الكتّاب المفضلين و الأثيرين لدي ، و لم يزدني ذلك إلا فرحا و ابتهاجا لما اكتشفته في شخصه من إخلاص و صدق و حب جم للعمل و التغيير ، لقد كان مثالا حقيقيا للشخصية التي تقول و تفعل ..
العفن .. كتاب لخصت كل أحداثه في كلمة واحدة و هي حالة العفن التي كانت منذ عام 1939 إلى يومنا هذا الذي تمثل فيه كل شيء قد كتبه الكاتب لكن بطريقة أكثر عصرية و دناءة و إثارة للإشمأزاز ..
لا يزال الإستعمار موجودا ، و لا يزال المستعمَرين أحياء يرزقون و يفسدون ما يمكنهم إفساده ، لا تزال " الثقافة الإسلامية " منتشرة عوضا عن الإسلام الحق و لو أن هناك تطورا ملحوضا في ذلك الأخير ... و لا يزال الخلل في الإنسان و سيبقى كذلك ، و لا تزال شماعة الحقوق تعلق بها كل فضائحنا و تجاوزاتنا و دمائنا و كل شيء ... و لا تزال الواجبات مجهولة حيرى تبحث عن من يضيء لها الطريق ..
و لكننا سنكون يوما كما أرادنا الله أن نكون ، بالعلم و العمل و الإخلاص لله عز و جل .. و لن يستطيع اليأس أن يبتلعنا في متاهاته ، فأن نموت وسط أضواء أحلامنا خير من الموت وسط ظلمة الجهل و الخوف .. و أسأل الله أن يعيننا على أن نفيد هذه الأمة و نغير الإنسان فيها و نغير أنفسنا قبل كل شيء .. " و ليس ذلك على الله بعزيز "
Récit autobiographique d'un écorché vif tenaillé entre ce qu'il appellera les forces de la "colonisabilité" et de la "colonisation"... Il couvre la période de 1932 à 1940 qui correspond à la période l'étudiant et du paria dans les mémoires d'un témoin du siècle. Particularité du livre: plus politiquement incorrect que les mémoires qui ont dû être adaptés à l'édition, il y tire à boulets rouges sur ce qu'il nomme avec ironie les "héros nationaux" (Messali, Fethat Abbas, ulema, Moufdi Zakaria...), telles des fusées éclairantes qui jettent une lumière inédite sur les personnalités et les idées du mouvement national entre les deux guerres.
في ختام قراءتي المتأنية لمذكرات المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمه الله.. اكتشفت فيه "الإنسان" الذي يعيش حياته مسددا ومقاربا.. محاولا ومجتهدا.. مخطئا ومصيبا.. مؤيدا ومعارضا.. مؤثرا ومتأثرا..
ربما خلصت في النهاية إلى ثلاث عبر أساسية ألخصها في:
1- ليس كل ما يلمع ذهبا (ليس المقصود هنا المفكر كما فهمه البعض.. إنما شخصيات تاريخية وردت في مذكراته كنا نرى فيها غير ماهي على حقيقتها)
2- الحق مر، والحقيقة قاسية (لا تتوقع أن يعترف بها الجميع)
والثالثة أحتفظ بها لنفسي، وقد أفصح عنها في مذكراتي إن تيسر لي نشرها يوما ما.. 😊
مذكرات مؤثرة .. رغم أني لم أتفاعل معها كثيرا .. ربما لأني قرأت حوادثها العامة الكبيرة في مذكرات شاهد للقرن .. لكن الكتاب جيد .. ويوضح نقاطا عدة .. روح الجزائري الفقير المقهور من سلطة استعمارية ظاهر في الكتاب .. أعجبني الكتاب ..