نعيش في مجتمعاتٍ تريد أن تقنعنا أنّ استنزافنا لأنفسنا في سبيل الآخر طيبة، وأنّ كل ما هو عكس ذلك ينبع، ولا بدّ، من نفسٍ شرّيرة. صرنا مُقتنعين اقتناعًا تامًّا بأن لا خيار أمامنا سوى تلبية طلبات محيطنا والالتزام بالواجبات التي يفرضها علينا لأنّنا، وببساطة، طيّبون. وإذا لم نلبِّ تلك الطلبات ونلتزم بتلك الواجبات يصيبنا الأرق والتوتّر من شدّة الإحساس بالذنب، إلى أن نعود ونقوم بتلك الأشياء للتخلّص من هذا الإحساس الذي يثقل كاهلنا، ولو كان ذلك على حساب مصلحتنا أو راحتنا، حتى نضمن قبول الآخرين بنا. لكن هل نحن، إذا ما قمنا بتلك الأمور وتخلّصنا من إحساسنا بالذنب، نشعر حقًّا بالتحرّر والراحة؟ هل مساعدتنا للآخرين وإنجازنا للمهام بدافع الواجب يجعلان منّا حقًّا أشخاصًا طيّبين و
الإنسان الطيب له في العقلية العامة أو في ثقافة الناس العامة أوصاف محددة بدقة، وهي اوصاف لابد أن من حددها بهذه الطريقة هم أناس مستفيدون من طيبة هذا الإنسانا لطيب او علي الأقل، قاموا بتعريفه بهذا التعريف المحدد للاستفادة من الإنسان الطيب واستغلاله دون أنيكون لهذا الإنسانا لطيب أي رغبة داخلية في التمرد علي هذا الإستغلال، ربما لأنه لن يدرك اصلا أنه يتعرض لاستغلال طيبته الموهومة. هذا الكتاب يدور حول وهم هذا الإنسان الطيب الذي يحرق نفسه لأجل الآخرين، وهم سعداء جدا باوخهامه، بل يغذونها كييستمر في أوهام الطيبة حتي يبقي كما هو، تحت الطلب. يتحدث الكتاب عن الطيبة كوهم يجب علي الإنسان الذي استقر مجتمعه علي تعريفه بأنه إنسان طيب أن يتخلص من طيبته حتي ينتهي عقد الاستغلال الغير مكتوب بينه وبين من يغذون فيه صفة الإنسان الطيب. يقدم الكاتب الكثير من الأمثلة الواقعية للناس الطيبين وكيف كانت حياتهم مشغولة بدورهم تجاه الآخرين، كيف كانت حياتهم تنتقل من سيء إلي أسوأ؛ لأنهم خافوا علي نظرة الناس إليهم أن تتغير ويتحول تعريفم من ناس طيبين إلي تعريف مختلف. كثير من هؤلاء الطيبين تجرأوا وقرروا التوقف عن لعب دور الناس الطيبين، حياتهم تغيرت لكن ليس إلي صورة سيئة كانوا يخافون منها، بل تغيرت من حياة مملوءة بالتعب والمشقة لمراعاة كل من حولهم إلي حياة فيها الكثير من الراحة والرضا. خلاصة الكتاب توقف عن لعب دور الإنسان الطيب أمام من يستغل طيبتك واهتم بنفسك أولا وبعدها اهتم بغيرك
لا يقتصر فهم هذا الكتاب على التجارب الذاتية المسجلة وانما على الكثير منم نماء الروح اوالتغير الذي يتم لاي قارئ لهذا الكتاب في ععملية التحول الكبرى النفسية التي عليه ان يقضي على ما يتم من روح غير حقيقية وانما لظهور الروح الطبيعية كما نسميها بدلا من التصنع الذي غلب في العادة على صفات الناس في جميع احوالهم وفي جميع الاماكن. نعيش في مجتمعاتٍ تريد أن تقنعنا أنّ استنزافنا لأنفسنا في سبيل الآخر طيبة، وأنّ كل ما هو عكس ذلك ينبع، ولا بدّ، من نفسٍ شرّيرة. صرنا مُقتنعين اقتناعًا تامًّا بأن لا خيار أمامنا سوى تلبية طلبات محيطنا والالتزام بالواجبات التي يفرضها علينا لأنّنا، وببساطة، طيّبون. وإذا لم نلبِّ تلك الطلبات ونلتزم بتلك الواجبات يصيبنا الأرق والتوتّر من شدّة الإحساس بالذنب، إلى أن نعود ونقوم بتلك الأشياء للتخلّص من هذا الإحساس الذي يثقل كاهلنا، ولو كان ذلك على حساب مصلحتنا أو راحتنا، حتى نضمن قبول الآخرين بنا. لكن هل نحن، إذا ما قمنا بتلك الأمور وتخلّصنا من إحساسنا بالذنب، نشعر حقًّا بالتحرّر والراحة؟ هل مساعدتنا للآخرين وإنجازنا للمهام بدافع الواجب يجعلان منّا حقًّا أشخاصًا طيّبين وصالحين؟ وبالتالي أشخاصًا جديرين بالتقدير؟ وما هي الطيبة أصلًا؟ ألا يختلف تعريفها من فردٍ إلى آخر، من ظرفٍ إلى آخر، ومن ثقافةٍ إلى أُخرى؟ إذًا كيف نقيس جدارتنا على أساسٍ مُتحرّكٍ غير ثابت؟
يستعرض هذا الكتاب أمثلةً مفيدةً جدًّا من خبرة ماثيوز في المُعالجة، ويقودنا في رحلةٍ عميقة الأثر نحو الشفاء من وهم الطيبة الذي غالبًا ما تختبئ خلفه مخاوفنا وضعفنا و"الإيغو" الذي يتحكم بصورتنا، حتى نتمكن من أن نعيش من خلال ذاتنا الحقيقيّة. تساعدنا ماثيوز على التنبّه إلى الأدوات الكامنة في داخلنا التي تحاول باستمرارٍ إرشادنا على الطريق نحو السلام الداخلي، والتي لا تحتاج منّا سوى إلى الالتفات نحوها والإصغاء إليها