تؤثر وسائل الإعلام في الجمهور بطريقة مبرمجة, أطلق عليها خبراء الدعاية مصطلح: "هندسة الجمهور". لكن هل جربت يوماً أن تجلس أمام التلفاز متحفزاً مترقباً متيقظاً, متحدياً أن يؤثر فيك الإعلام, أو يتلاعب بأفكارك وردود أفعالك؟ جرب أن تفعل ذلك يوماً, لكن أعدك أنك في أحسن الأحوال لن تستطيع النجاة من تأثيرها إلا بنسبة قد لا تتجاوز 20% في أحسن الأحوال. إذن ما العمل؟ كيف يحصن الإنسان نفسه من أن يتحول إلى شخص "تهندسه" وسائل الإعلام بالطريقة التي تريدها؟ هذه السلسلة - التي تتكون من ثلاثة أجزاء- تساعدك على ذلك وتعرفك بأهم الوسائل والأساليب التي يتبعها الإعلام ليعيد صياغة أفكارك, وليدفعك للقيام باستجابات معينة.. دون أن تشعر.
كتاب يتحدث عن التأثير الإعلامي، مبيناً أهم النظريات الإعلامية والنفسية الموظفة في مجال التأثير على الجمهور، وذلك ليبين للقارئ أهم الأساليب المتبعة في خداعه والاستحواذ عليه إعلامياً ثم التحكم فيه فكرياً وسلوكياً.
"الإعلام المحايد"- "الإعلام الموضوعي"- "الإعلام النزية"، كلها عبارات تبدو خيالية نوعاً ما، كونها تحلق في عالم آخر لا علاقة له بعالم الماديات والرأسمالية والمصالح والعولمة الذي غرقنا فيها، فإن المهمة الحقيقية للإعلام بحسب الأمر الواقع، هي إعادة تشكيل الواقع، وإعادة تغليفه، ثم تقديمه للناس في صورته الجديدة. فبالتزامن مع ظهور البث الإذاعي في أمريكا عام ١٩٢٠م، برز إلى عالم الدعاية والإعلام رجل غير وجه التاريخ، إنه "إدوارد بيرنيز" رائد العلاقات العامة، الذي يعتبر العراب الحقيقي للخداع الإعلامي، فجاء محملاً بنظرياته عن اللاوعي، وإمكانية برمجة الجمهور، وإعادة صياغته عن طريق غرائزه ودوافعه اللاعقلانية، بما يتفق مع مصالح النخبة الأكثر حكمة وعقلاً.
وأهم الأفكار التى دار حولها الكتاب:
》الإعلام في غالبه يتحرك من دوافع تتعلق بمن يُموله وليس بمن يشاهده، لذلك يُقدم للمشاهد صورة محرفة عن الواقع، ويتمثل التحريف في اتجاهين: ١- تبسيط الواقع أو تضخيمه بحسب الغاية والمصلحة. ٢- تقديم واقع خيالي بعيد تماماً عن الحقيقة.
》هناك ثلاثة أنماط من التعامل مع النخب المؤثرة في الرأي العام: أولاً: المنع .. تتبع بعض الحكومات مبدأ السلامة، فتقوم باستراتيجيات قاسية في فلتره قادة الرأي من المنبع، فلا تسمح بداية ببروز أي شخصية تتبنى توجهاً معارضاً لدرجة أن تصبح ذات تأثير على الرأي العام. ثانياً: الإحتواء .. تستند على فكره إخضاع قادة الرأى فكرياً، ليتحولوا إلى منصات للتعبير عن وجهات نظر مختلفة عما يتبنونه بالفعل، وهذا التحول قد يحدث بسبب إغراءات مادية أو تهديدات بإفشاء أسرار أو إيقاع الأذى أو غير ذلك من طرق الإحتواء. ثالثاً: الزرع .. تنطلق من فكرة تحقيق الاكتفاء الذاتي في تصنيع النخب والرموز، فالمنع قد لا يحقق المستوى المرجو، كما أن الإحتواء يخضع لعوامل كثيرة وتأثيره لا يكون تاماً، بخلاف زرع عناصر داخل النخب المؤثرة والتى تتبنى رؤى متطابقة.
》النظام الإدراكي المعرفي للإنسان. لا تصدر الاستجابة من الإنسان كرد فعل للواقع المادي بشكل مباشر، وإنما كرد فعل للواقع كما يدركه هو بكل تركيبته، نظراً لأنه لا يستجيب للواقع المادي مباشرة وإنما يستجيب له من خلال إدراكه له. فالأشخاص ينظمون معتقداتهم وأفكارهم في أشكال ذات مغزى ومعنى معين، ثم يدركون ويفسرون العالم الخارجي في إطار هذا المعنى أو المغزى، وهذا ما يفسر عدم تطابق الفهم والاستجابة بين الأفراد بالنسبة للرسالة الإعلامية الواحدة، وهذا الارتباط القوي بين الإدراك والسلوك مع التطور الهائل الذي طرأ في مجال العلوم النفسية والاجتماعية كانت نتائجه المباشرة هي إمكانية التحكم في سلوك الجمهور عن طريق التلاعب بنظامة الإدراكي أو ما يمكن تسميته "هندسة الإدراك" وهناك ثلاثة استراتيجيات مختلفة للتعامل الإعلامي الدعائي مع الخريطة الإدراكية للجمهور وهي: أولاً: توظيف الخريطة الإدراكية يمكن عن طريق تحليل الخريطه الإدراكية للجمهور صياغة الرسالة الإعلامية بحيث تتناسب مع تلك الخريطة، لتكون أكثر تأثيراً، ولتحقق مستوى مرتفعاً من الاستجابة، وأيضا لتهميش القدرات الدفاعية لدى المتلقي العادي بدرجة كبيرة ثانياً: تعديل الخريطة الإدراكية يسعى الإعلام الموجه إلى تعديل النظام الإدراكي بسرعة مستمرة من خلال ترسيخ بعض المزاعم وتحويلها إلى مسلمات، ومن خلال حذف وإضافة بعض المكونات والأفكار لاعطاء صورة مزيفة عن الواقع. "من المهم أن نلاحظ أن الإعلام لا يهدف فقط إلى توليد تصرفات لدى الجمهور، بل ربما يهدف إلى منعه من التصرف، ودفعه إلى تقبل كل الأفعال التي يقوم بها طرف أو جهة ما، وبالتالي قد يكون المستهدف من الجمهور من خلال تعديل نظامه الادراكي، هو أن يبقى ساكناً، ذلك أنه إذا لم يتقبل ما يحدث فقد يعترض أو يتمرد أو يمارس ردود أفعال خارج السيطرة، وبالتالي يصبح دور الإعلام هنا توليد سلوك الصمت أو السلبية ومنع أي ردود أفعال أخرى" ثالثاً: تنميط الخريطة الإدراكية يسعى الإعلام في الدول الشمولية إلى إعادة تشكيل الأنظمة المعرفية لأفراد الشعب، بما تتضمنه من ثقافات وخبرات وقيم وعادات وتقاليد، بغية الوصول إلى مجتمع متجانس في تصوراته، يتكون من نماذج نمطية متشابهة تعطي الاستجابات نفسها تجاه متطلبات النظام، ولعل أبرز النماذج التي تعد سابقه في التاريخ البشري هو نموذج كوريا الشمالية.
》الإنسان يتابع وسائل الإعلام من أجل إشباع مجموعة من الحاجات والدوافع، وعلى أساس ذلك يحدد نسبة تعرضه لوسائل الإعلام كماً وكيفاً. وقد قسم بعض العلماء الحاجات التي يمكن إشباعها من خلال الإعلام إلى مجموعات خمس هي: ١) الحاجات المعرفية .. وتشمل الحاجة إلى المعلومات والمعرفة، وفهم ما يدور في الواقع والبيئه المحيطة، والاستكشاف ومتابعة الجديد والإجابة على التساؤلات. ٢) الحاجات العاطفية .. وتشمل الحاجة إلى الترفيه والتسلية والشعور بالبهجة والسعادة وإشباع العاطفة والغرائز ٣) حاجات الاندماج الشخصي .. وتشمل تقوية الشخصية والشعور بالسيطرة، والاستقرار والأمن والثقة بالنفس، والتوازن والمصداقية ٤) حاجات الاندماج الإجتماعي .. وتشمل تقوية التواصل مع الآخرين، الإنتماء إلى جماعة أو أصدقاء، المشاركة في الحياة العامة. ٥) الحاجات الهروبية .. وتشمل الرغبة في التخلص من التوتر، والهرب من الضغوط، وملء الفراغ والابتعاد عن صخب الآخرين ومشكلاتهم.
》في بعض الدول القمعية تنمو لدى شرائح من الجمهور مشاعر غاضبة تجاه السلطات لأسباب مختلفة منها الفساد أو الظلم الإجتماعي وغيرها، وهذه المشاعر تولد رغبة للتعبير عن الغضب والاحتجاج والتمرد، هنا يقوم الإعلام بلعبة "الاشباع البديل" أو بتعبير أدق "التنفيس عن الضغط والاحتقان"، فعندما يغضب الجمهور وتحتقن مشاعره ويوشك على الانفجار، يبادر الإعلام بالتدخل ليقوم بدلاً منهم بالنقد العلني للحكومة وتقديم "الينسون" للشعب.
》تتعرض الرسائل الإعلامية إلى معوقين يمنعان وصولها إلى المُستَقْبِل بالصورة المستهدفة، وهما: التشويش والفقد. وقد عالج المتخصصون هذه الإشكالية عن طريق تكرار الرسالة الإعلامية، ويهدف التكرار إلى تحقيق عدة أهداف وفوائد دعائية من أهمها: ١) تمرير الكذب .. فأغلب الناس لا يملكون القدرة على مقاومة التكرار، فقد يكذبون مضمون الرسالة في أول الأمر لكن مع التكرار يتحول التكذيب إلى شك ثم إلى حيرة ثم يستسلمون ويتعاملون معها كأمر مصدق. ٢) جذب الانتباه ومنع النسيان. ٣) العرض المستمر وتبدل الحاجات .. ففي بعض الحالات تكون الرسالة الإعلامية متعلقه بظرف متغير لا يناسب كل الجمهور، فلا يتقبلها بعضهم ويقبلها آخرون كل بحسب ظروفه، فتكون فائدة تكرارها هنا ترقب تغير الظروف لاكتساب شرائح جديدة بصورة مستمرة. ٤) الاستفزاز الدافع للمتابعة .. إذ يثير التكرار نوعاً من الهاجس لدى الجمهور الذي يأمل التخلص من إزعاج هذه الرسائل، لكنه في الوقت نفسه يتابعها ويكون السؤال المسيطر ذهنياً هو متى ينتهي ذلك؟ ٥) كسر التقاليد وتوليد اللامبالاة .. تستهدف بعض وسائل الإعلام كسر التقاليد المحترمة في المجتمع بهدف تغييرها واستبدالها أو تستهدف توليد سلوكاً معيناً، فإن المتلقي يتأثر بالعرض المتواصل لمضامين معينة لا ينتبه لها لكنها تسقط لديه احتراماً لشيء معين أو تشجيعه على تخطي محرمات معينة أو أن يواجه انحرافات سلوكية أو غيرها بلامبالاة. ٦)استعراض القوة .. فكثير من الناس يحكمون على جودة المنتج أو جهة الحق أو صواب القضية عن طريق ملاحظة قوة الدعاية المتعلقه بها.
》السبب الأهم في ممارسة الإعلام للكذب هو اكتشافهم المخيف قابلية الجمهور لتصديق أمور مجانبة للصواب بدرجة مذهلة، وبشيء من التحليل نلاحظ أسباباً كثيرة لقابلية التصديق من أبرزها: ١) افتقاد القدرة على النقد ٢) الكسل عن التثبت ٣) الأطر المرجعية .. يرتبط قبول كثير من المعلومات بالإطار المرجعي الذي يستخدمه كل شخص في تصنيف المعلومة أو تقويمها، فإذا كانت تنسجم بصورة مباشرة مع هذا الإطار زادت فرص تصديقها، لذلك على الجانب الآخر تمارس وسائل الإعلام إطلاق المعلومات المضللة بصيغة تتوافق مع الأطر المرجعية لفئات الجمهور المستهدف. ٤) الكذب المخلوط .. فمن الصعب الوصول إلى الحقائق الكاملة في كل مجال مهما بلغ مستوى المتابعة الإعلامية، فما نصل إليه غالباً هو جزء من الحقيقة يكون مخلوطاً في أحيان كثيرة ببعض الكذب.
كتاب ثري جداً جداً بالنسبة لي على صغره ، يتميز ببساطة أسلوبه وما سهل الأمر عليّ وأمتعني صراحة ، هو ضرب الكثير الكثير من الأمثلة ..
أوافقه فيما كتبه وشرحه ولكنَّ الكتاب في النهاية أوقعني في مصيدة " نظرية المؤامرة " ..
ماذا نصدق ؟ لمن نسمع ؟ الأخبار كلها كاذبة الشاشات كلها خادعة .. العالم كله يتأمر علينا أشعر في النهاية بأننا أصبحنا مجرد عرائس مارونيت تتحكم بنا جهات وسلطات عليا وسلسلة لا أعلم لها إنتهاء .
الكتاب جملة أفادني صراحة .. جزى الله كاتبه خيراً على تبسيط الأمر بهذا الشكل فالكتاب أشبه بمقدمة جميلة لما سيأتي بعده إن شاء الله تعالى .
*** العنوان الفرعي للكتاب هو: كيف تغير وسائل الإعلام الأفكار والتصرفات؟ ، ومنه يمكننا توقع الموضوع الرئيسي للكتاب ، فالمؤلف هنا يتتبع الوسائل التي تستخدمها وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة وتلفزيون وصحافة لتغيير فكر الجمهور ووعيه وبرمجته بما يناسب مصالح أصحاب النفوذ ، ثمة كتب كثيرة تناولت دور الإعلام في السيطرة على البشر أو التلاعب بالعقول كما يصفه "بيير بورديو" في كتابه المهم "التليفزيون وآليات التلاعب بالعقول" لكن ما يميز هذا الكتاب الذي بين أيدينا أنه سهل الأسلوب واضح الأفكار مزود بالأمثلة الكثيرة_ من واقعنا العربي خاصة_ التي تدعم أفكاره. يركز الكتاب أكثر على الجانب النفسي والاجتماعي في تحليله لسلوكيات وسائل الإعلام ، فيعرض محاولاته لتعديل الخريطة الإدراكية للجمهور وتنميطها وتوظيفها لصالحه، كذلك يعرض أساليب الإعلام في خلق الرغبات للجمهور وإيقاعه في حبائل الإثارة والتشويق و قصر وقته على برامج الترفيه والتسلية وتمرير مفاهيمهم وأفكارهم عبر هذه البرامج لتتغلغل في وعي الجمهور وتشكل تصوراته وآراءه . يعتمد الإعلام في ذلك على الكذب وخلط الحقائق به وتكراره لفترات طويلة ليتحول إلى بديهيات كما يعتمد على انخفاض الحاسة النقدية لدى الجمهور وكسله عن التثبت مما يعرض عليه ليجعله يتبنى رؤيته لشخص ما أو طائفة كصديق أو عدو ، يعرض كذلك الكتاب استراتيجية التخويف التي تعتمدها السلطة للسيطرة على الشعب وضمان انقياده لها وخضوعه التام لقوانينها مهما بدت ديكتاتورية ومتسلطة . في الحقيقة الكتاب زاخر_رغم قصره_ بالأساليب التي يستخدمها الإعلام وتفاصيلها والأمثلة عليها لذلك يصلح كبداية للقراءة في هذا المجال والمعرفة حوله. وأخيرا أحب أن أذكر أبي هنا فقد كان رحمه الله دائم التوجيه لنا بالحذر من التليفزيون والإعلام كله والاستقلال بعقولنا وتفكيرنا عنه وعدم الثقة بأي من توجيهاته، رحمه الله وغفر له.
هو كتاب عن كيفية تلاعب وسائل الاعلام -التي تغرقك بسيل من الاخبار طوال اليوم واللية منذ سنوات- بك، تصوغ ذهنيتك، تصوراتك، و حتى تصرفاتك لتجعل منك عضوا في قطيع وأنت تحسب انك تحسن صنعا.. الجميل في الكتاب ابتعاده عن اللغة الاكاديمية الجافة و ضربه للعديد من الامثلة اثناء شرح نظريات علوم الاعلام والاتصال..
كتاب جميل ومهم في مجال الوعي؛ الوعي بسبيل المجرمين، والوعي بالواقع، والوعي بكيف تُصاغ وتُسبك وتُوضع الأفكار. فيه ثلاث نقاط رئيسية مهمة لفت إليها الكاتب وتستحق أن تُثار ويُهتم بها من الناس.
النقطة الأولى هي عمق تأثير هذه الوسائل الإعلامية، سواء من تلفاز وقنوات أو وسائل تواصل اجتماعي، تُحرّك وتُدار بطريقة معينة لتُشكّل الآراء بالشكل الذي يريده الشخص الحاكم أو غيره. والتوعية بهذا مهمة، لأن كثيرًا من الناس يُنكر أو لا يعرف حقيقة أثر هذه الأمور عليه، فيظن أن ما يشاهده أو يسمعه أمر عادي ولا يؤثر، بينما هو في الحقيقة يُشكّل قناعاته وتصرفاته بشكل تدريجي ومنهجي دون أن يشعر، وهذا التأثير الخفي هو ما يجعله أخطر مما يتصور كثير من الناس.
وهذا يقودني إلى النقطة الثانية، وهي أن من الأمور المرعبة في هذا الموضوع، أو لنقل المخيفة، أن هذا التأثير يتم على الشخص بعمق لدرجة أن هذا الشخص يظن أن هذه الأفكار التي تبناها من الإعلام هي من بنات أفكاره. لأن التأثير ليس تأثيرًا مباشرًا يقول له: "قل كذا" أو "افعل كذا" أو "لابد أن تعتقد كذا"، بل هو تأثير ناعم، تحاول فيه هذه الوسائل أن تزرع الفكرة التي تريدها عن طريق عدة أساليب، أشار إلى بعضٍ منها هذا الكتاب، مثل التكرار، والتضخيم، والتهويل، وخلط شيء من الحق بشيء من الباطل، وغير ذلك من الوسائل. ويتم ذلك عن طريق المسلسلات، والأفلام، والنشرات الإخبارية، والبرامج المختلفة وغيرها من الأدوات الإعلامية. فتتشكل قناعات الإنسان وتتغير أفكاره وتصوراته بشكل ناعم، وهو لا يشعر أن أحدًا أثّر عليه أصلًا، بل يظن أنه هو من توصّل لتلك الآراء أو تبنّاها من تلقاء نفسه، بينما الحقيقة أن تلك القناعات قد صيغت له بعناية وتراكمت عليه من خلال وسائل التأثير الناعم.
النقطة الثالثة تتمثل في أن الاستمرار في التعرض لوسائل الإعلام دون امتلاك التفكير النقدي يؤدي، مع مرور الوقت، إلى تآكل قدرة الإنسان على التمييز بين الحق والباطل. وأرى أن هذا من أخطر ما يمكن أن يصيب الإنسان، لأن غياب هذه القدرة النقدية يجعل الشخص عرضة للتأثر بأي محتوى إعلامي، بل وقد يغيّر قناعاته دون وعي. أما إذا كان يمتلك مناعة فكرية وقدرة على التمييز، فإنه سيكون أكثر حصانة، ولن ينجرف بسهولة في هذا الفضاء الواسع من التضليل. لكن في حال غابت هذه الأدوات، يصبح الإنسان غير قادر على التحقق من المعلومات أو تمييز الصواب من الخطأ، حتى لو حاول ذلك. وهذه مشكلة كبيرة، لأن الإعلام يستغل ضعف المناعة الفكرية ليبث أفكارًا ومضامين قد تكون مناقضة للدين أو القيم أو المبادئ. ولهذا نلاحظ اليوم تغيرات لم نكن نتوقعها في مجتمعاتنا، مثل تقبل بعض المسلمين لفكرة التطبيع، أو التساهل مع قضية الشذوذ. وكل هذا نتيجة تأثير إعلامي ضخم ومنظم، لا يُقدّم الأمور كما هي، بل يغلفها بأسلوب جذاب وبريء، في حين أنها تحمل أهدافًا خفية وخطيرة
ونقطة أخيرة ممكن أن أضيفها، مما ميّز هذا الكتاب هو أنه مدعّم بكل شيء يقوله بأمثلة حقيقية من وحي القنوات العربية أو من وحي القنوات الأجنبية، وهذا جهد جبار يُشكر عليه الكاتب. كذلك فيه الكثير من التوضيح والكشف عن سوآت الإعلام في تضليل الناس، والآن بعدما مضى الزمن على بعض هذه الأحداث، يقف الإنسان ويتساءل: كيف للناس أن يصدقوا في ذلك الوقت؟ والواقع أن الناس في زماننا اليوم قد يصدقون ما هو أكبر من ذلك وأكثر من ذلك، بنفس اللعب الإعلامي، وبنفس الخداع، وبنفس الغش، وبنفس الأساليب. ولكن هذه النظرة البانورامية التي تأتي بعد زمن مهمّة ومفيدة، وتعطي للكاتب وعيًا عميقًا بهذه الأساليب، وتُظهر لنا كيف يُعاد استخدام نفس الأدوات لإنتاج نفس النتائج مع تغيّر العناوين والشعارات فقط.
الكتاب أنصح به، فهو سهل، ولغته سهلة وبسيطة، وأسلوبه مناسب لعامة الناس، وأنصح به كل من عنده اهتمام بهذا الموضوع، أو يريد أن يُشكّل لنفسه مناعة فكرية، أو يتعرف كيف لوسائل الإعلام أن تغيّر الأفكار والتصرفات. جزى الله الكاتب خيرًا
بما أننا صرنا في زمان نعتمد فيه على وسائل الإعلام في إطلاق الأحكام، وتبني الآراء، وربما تبني فكر جماعة من الجماعات..لا بد لنا أن نقرأ هذا الكتاب..لتعلم كيف يعمل الإعلام على برمجتك في كل ماسبق.. ولتأخذ حذرك نوعا ما وأنت تتناول حقن الأخبار.. كتاب جميل ومفيد.
حين أُخبِر «سمبا» بالحقيقة القاتلة -وهو على وشك السقوط في الجحيم- قفز من جحيمه الذي ينتظره لينقضَّ على «سكار» -جاثمًا بقدمه على عنق عمه الخائن- قائلًا: "قُل لُّهُم الحقيقة" فردَّ سكار -كإعلامي محترف-: "سمبا.. الحقيقة دايمًا نسبية" . .
كيف تُغيِّر وسائل الإعلام الأفكار والتصرُّفات؟!
في مرحلة ما قبل «إدوارد بيرنيز» -رائد "العلاقات العامة" والذي يُعتبَر العرَّاب الحقيقي لـ "الخداع الإعلامي"- كانت الدعاية تتركَّز حول جودة ومزايا "المنتج" سواء كان منتجًا تجاريًّا أو سياسيًّا أو اجتماعيًّا. بعد «بيرنيز» لم تعد صفات المنتج هي الأهم، فقد اكتشف الرجل أن (إعادة صياغة الجمهور) ربما تكون أسهل من (تغيير المنتج)! يقول إدوارد: "لو أننا فهمنا آليات العقل الجماعي ودوافعه، أليس من الممكن السيطرة على الجماهير وإخضاعهم لنسق موحد حسب رغبتنا دون أن يدركوا ذلك؟!"
وهذا بالضبط ما حدث ويحدث! فوسائل الإعلام -اعتمادًا على نظريات العلوم التي تختص بدراسة السلوك الإنساني- استطاعت النجاح في "التموضع كمرجعية راسخة" داخل المجتمع، ليس معلوماتيًّا فقط، بل أيضا للقيم والتصورات والمواقف. كما تُساهم بدرجة كبيرة في تشكيل إدراك الناس للواقع. وإذا قلنا أن الإنسان يتفاعل مع الواقع بحسب تصوُّره له، فإن الجهة التي تُشكِّل إدراك الإنسان لواقعه، تتحكم فيه حرفيًّا! ، ،
هكذا يوضِّح الكتاب بأسلوب مُبسَّط أهم الوسائل والطرق التي تتبعها وسائل الإعلام لتعيد صياغة أفكار الجمهور؛ فيقوم -على إثر ذلك- بتصرُّفات أو استجابات معيَّنة تُناسب أهداف الأداة الإعلامية.. وذلك دون أن يشعر. نعم.. دون أن يشعر!
كتابٌ جيِّد.. وبدايةٌ مشجِّعة للقراءة أكثر في هذا المجال. .
القاعدة الأولي: من يدفع للزمار يختار اللحن.. من خلال هذه القاعدة استطعت تحديد مجال الكتاب، الكتاب يتحدث عن قواعد عامة وملومات اصبحت معروفة لكل مهتم بالشأن الإعلامي، ولكل مهتم بسلامة المحتوي الذي يستقر في عقله مثلما يهتم بسلامة المحتوي الذي يدخله في بطنه. القاعدة الثانية: الإعلام يتعلم من بافلوف، يقصد نظرية المثير الاستجابة، هذه أضا صارت معلومة عامة وانتهي العلم بها إلي درجة أن العامة الذين لا يعرفون من هو بافلوف عرفوه من خلال اهتمامهم بالمعرفة عن الإعلام و خططه في التسويق السياسي وخططه ف السيطرة علي عقولهم. القاعدة الثالثة: الاستعانة بصديق، وهذه يعرفها الجميع، فالساسةيستخدمون المشاهير في التسويق لآرائهم وخططهم. كيف يسيطر الإعلام علي العقول؟ يتم ذلك عن طريق توظيف الخريطة الإدراكية أو تعديها أو بتنميطها. كيف يحدث ذلك؟ غالبا يكون بخطة ممنهجة تعتمد علي الألحاح الشديد علي العقل المتلقي. كتاب يعتبر ممتاز لمن لم يقرأ في موضوعه، لكنه كان عادي جدا بالنسبة لي.
لا بأس به إجمالًا، أبدع في اختيار أمثلته وكذلك في الاختصار. إلا أنه يميل كثيرًا لإرسال الكلام بلا مصادر، كما أنه اختصر كثيرًا في الجانب النظري التأسيسي. أعني علم الاتصال ومكوناته. كان ينبغي أن يشرح بعض المفردات المصرية، لأن لغة الكتاب هي الفصحى وليست العامية، وقراؤه يتوقعون أن يفهموا هذه المرادفات إما بأنفسهم أو بشرحه. (الخدعة الأولى: الإعلام لا يكذب) لم يذكر أي خدعة بعدها، فكان العنوان منقطعًا عن سياقه الذي ورد فيه. وكذلك في (القاعدة الأولى) التي كانت قاعدة وحيدة لا يتبعها شيء. لم يكتب هذا الكتاب للتفصيل والاستيعاب وأنا أتفهم ذلك إلا أنني شخصيًا أفضل أن يك��ب على طريقة (مقدمة قصيرة جدًا). أعني سلسلة أكسفورد الشهيرة.
كيف يغير الإعلام من أفكارك ويدفعك للقيام باستجابات معينة دون أن تشعرهذا ماستتعرف عليه بهذه الدراسة الممتعة يتحدث الكتاب عن أهم الوسائل والأساليب المبرمجة التي يستخدمها الإعلام لهندسة الجمهور للأمانة الكتاب فاق توقعاتي المسبقة عنه .. (كنت أعتقد أنه سيكون ذات طابع ديني بحكم توجه الكاتب والدار ) !الكتاب مهم ويستحق الإطلاع .. يعيبه تسميات بعض الفصول مثلا هناك فصل يعنوان الخدعة الأولى الإعلام لايكذب !حسناً ماذا عن الخدعة الثانية والثالثة ؟ لا وجود لها أيضاً الكتاب يعتمد كثيراً على أمثلة من الإعلام المصري بالمجمل أعجبني واستمتعت بقراءته
4.5 بعض مما قرأته في هذا الكتاب درسته في تخصصي واستفدت من الامثلة على النظريات كثيرا اما الجامعة لا امثلة من الواقع ولا من التاريخ ولا حتى امثلة على كيفية الاستفادة من هذه النظريات
مثل هذه الكتب التي تشرح الاسئلة بصيغة كيف ولماذا لا تنتهي بالإجابة على السؤال الأهم وهو كيف نتصدى لمثل هذه الأمور؟ راق لي الكتاب بسبب الأمثلة التي تم طرحها سواء على الشركات ودعاياتها أو على الإعلام وسياسته وكذلك الصحف ومواضيعها بشكل عام آمنت منذ زمن أن كل ما يتم عرضه على التلفاز أو ما يكتب في الصحف والمجلات أو حتى ما يقال في شبكات التواصل الإجتماعي من قبل من يصنفون أنفسهم بـ ( المشاهير) واقعون تحت تأثير سلطات عليا تقوم بتوجيه أفكارهم وحشرهم في صناديق الولاء والتغافل وتغذيتهم بكل ماهو تافه حتى لا يخرج لنا من أفواههم إلا كل ماهو غث وسمين - إلا من رحم ربي طبعا - وهذا يقاس أيضا على كل التمثيليات التي نراها من الحكام وما يقولونه في قممهم ومؤتمراتهم فكل ما سيخرج منهم يجب في المقام الأول ألا يضر بمصلحة الأخ الأكبر وما عدا ذلك فليأخذهم الشيطان ..
كُتيب صغير في أقل من ٢٠٠ صفحة يشرح بإسلوب مبسط وجذاب أهم استراتيجيات ووسائل الإعلام في التأثير على الجمهور المتلقي، وكيف تقوم الحكومات خصوصًا في استخدام هذه الخدع في هندسة شعوبها. أعجبني تحديدًا الفصل الذي تحدث فيه المؤلف عن ثقافة الرغبة والحاجة، الفرق بينهما وكيف يقوم الإعلام بشكل مستمر -عن طريق الإعلانات غالبًا- في خلق الرغبات لدينا لأشياء غير ضرورية بدلا من الاحتياجات الفعلية، مما يدفعنا لسلوكيات معيّنة تخدم المصالح الاقتصادية أو السياسية لقادة الإعلام. كذلك أعجبني تنوع الأمثلة التي ذكرها المؤلف مابين المحليّة والعالمية، وتمنيت لو تضمنت على أمثلة من وسائل الإعلام الحديثة -الشبكات الإجتماعية مثلًا- بدلا من اقتصارها على التلفاز والصحف الورقية. أيضًا استخدام الألفاظ والاقتباسات باللغة العاميّة أضعف الكتاب بنظري.
في وسائل الإعلام اليوم.. لم تعد صفات المنتج هي الأهم، فقد اكتشف الإعلاميون والعلماء أنّ تغيير صفات الجمهور ربما تكون أسهل من تغيير المنتج نفسه! ولذا فإنّ هذا الكتاب يتطرق لأهم النظريات العلمية والحِيَل النفسية التي تستخدمها وسائل الإعلام اليوم للتأثير على الناس، أو ما يُعرَف ب"هندسة الجمهور"، ومنها قضية الخريطة الإدراكية، وكذب الإعلام، والتلاعب بالعواطف وإثارة المخاوف ونشر بعض التوجهات من خلال الأجندة. كتاب عظيم، يقودنا للاستنتاج بأن ما يصلنا اليوم ما هو إلا نتاج لتدافع ثلاثة أركان ألا وهي: المال - السياسة - الإعلام و كيف أنّ الإعلام لا يُمكِن له أن يسير دونما تمويل من أول اثنتين، ليصبح حاملا لمصالحهما المتعددة، فيكون الجمهور هو الضحية لتلك السياسات دون أن يكترث أحد لمصلحته.
كثيرا ما نقرأ عن تحييد الجمهور أو دراسات تعنى بسلوكيات الجماهير وتسييرها في نمط معين وتحريف مبتغاها إلى جانب آخر لأهداف فئة معينة، وفي كتابه (هندسة الجمهور: كيف تغير وسائل الإعلام الأفكار والتصرفات؟) يقدم مؤلفه [أحمد فهمي] العديد من الأمثلة في عالم السياسة والدعاية والمجتمع لكيفية هندسة الجماهير، وكيف تفرز هذه الهندسة لجماهير تصدق ومن ثم تحلل خبرا أو مجموعة من الأخبار بثتها إحدى وسائل الإعلام المعروفة؛ ليتبين لاحقا زيفها، هذا التزييف لدى بعض الجماهير المتلقية للخبر لا ينتهي بمجرد اتضاح زيفه بل يبقى عالقا في مخيلة بعضهم على أنه حقيقة من خلال تكرار الخبر أو الموضوع نفسه، وربما يكون هذا التحليل واضحا علينا بوصفنا متلقيين للأخبار والمعلومات في عالم اليوم من خلال ارتباطنا النفسي ببعض الجهات الإعلامية التي تمدنا بالخبر والمعلومة على أنها جهة موثوقة وشفافة في تقصيها للحدث، ويشير [فهمي] إلى سهولة تصديقنا للخبر، ولجهة معينة تعتبر موثوقة حينما قامت شبكة (CBS) الإذاعية عام ١٩٣٨ بقطع حفل موسيقي كان يتم بثه من أحد الفنادق الفخمة بنيويورك لتغطية خبر عاجل عن هبوط مركبة فضائية غريبة الشكل على أحد أطراف المدينة لتعاود الإذاعة بثها للحفل الموسيقي، ومن ثم تقطعه مجددا لتغطية أخبار عاجلة جديدة للمركبة الفضائية، وقامت الإذاعة أثناء تغطيتها للحدث، بالحديث مع شهود عيان و خبراء مختصين بالفضاء عن هذا الحدث الخطير الذين أكدوا أنه مقدمة لغزو فضائي لكوكب الأرض، تابعت الإذاعة تغطيتها من خلال شبكة مراسليها الذين حاولوا الاقتراب من المركبة بصحبة علماء الفلك والأحياء وكبار القادة العسكريين ومن الصليب الأحمر وغيرها من الجهات، أصيب الناس بحالة هلع شديدة وقاموا يتلون الصلوات وهم يبكون، بينما قام آخرون بالهرب في سياراتهم وحمل ما استطاعوا من أمتعتهم، وتلقت مراكز الشرطة ووسائل الإعلام الآلاف من الاتصالات للاستفسار والاطمئنان، ليتبين أخيرا أن كل الذي حصل هو عبارة عن عمل فني مستوحى من رواية بعنوان (حرب العوالم) كان العمل على هذه الخدعة متقنا للغاية حيث أصيب حوالي مليون إنسان من الستة ملايين الذين كانوا يتابعون الحفل الموسيقي عبر الإذاعة بالصدمة، وتعاملوا مع الأخبار الواردة على أنها حقيقة، وقد تحولت هذه الحادثة إلى موضوع مهم لعدد ضخم من الدراسات والأبحاث في مجالات مختلفة نفسية واجتماعية وإعلامية، وحينما نفحص أدوات الإعلام سابقاً ونقارنها بما لدينا اليوم من أدوات للإعلام الحكومي والإعلام الخاص، وما تضج به شبكات التواصل الاجتماعي سنجد أننا أمام هندسة جماهير أكثر وبطرق أسرع وأعمق، فرغم أن المعلومات اليوم أصبحت أكثر غزارة وسرعة في تداولها إلا أنه يمكن كذلك تفنيدها بالأدوات نفسها المستخدمة في الهندسة الجماعية للجماهير، وهو في رأيي يؤدي رغم إيجابية تنوع الأدوات المتوفرة إلى التشكيك في أغلب الأخبار و المعلومات الواردة لنا، فلنا أن نلاحظ قوة الإعلام المعاصر حينما يتبنى قضية، ويحاول تسويقها رغم سخافتها أو عدم منطقيتها ويظهرها لدى شريحة معينة مستهدفة بالمجتمع على أنها أم القضايا وأكثرها تشويقا و إثارة، ولربما يلتف العقل الجمعي للجماهير في تمجيد رمز سياسي منقذ للبلد أكثر من غيره من الرموز في المجتمع مثل لاعبي كرة القدم أو الفنانين وغيرهم، وهو ما يدلل عليه [فهمي] بقوله ("...عندما يتبنى الإعلام – كمثال – أحد المرشحين لبرلمان أو رئاسة أو غيرهما من المناصب، فإنه يبدأ بإسباغ صفات إيجابية عليه، ولأن المجتمعات عادة ما تضم فئات وشرائح متنوعة متضادة في مصالحها ورغباتها، فإنه يمكن عرض المرشح بوصفه رجل المرحلة، وجامع الكلمة، وأنه مرشح كل الشعب، وأنه وحده القادر على حل التناقضات، وإرضاء الجميع، وإشباع الرغبات، لكن في هذه الحالة لا يتحدث الإعلام عن حاجات تفصيلية للشعب حتى لا يورط المرشح في وعود، بل يذكر أمورا عامة اعتمادا على قلة الوعي وضعف الذاكرة، كأن يعد بالرخاء أو توحيد الوطن أو تحويل البلد إلى قوة عظمى.. إلخ، ويكون التركيز هنا على صفات المرشح الاستثنائية، وليس على ما هو قادر على إنجازه لكل مواطن، فهو البطل وهو الفرصة وهو الزعيم، الذي قلما يحظى الوطن بمثله...") إن المتتبع اليوم لعالم الإعلام بكل ما يحتويه من أدوات وأفكار وخداع للجماهير المتعطشة لمعرفة تفاصيل حدث معين أو خبر ما يعي سهولة توجيه الجمهور وهندسته وفق أهداف معينة، وحينما نتحدث عن سهولة هندسة الجماهير إعلاميا وفي هذا العصر تحديداً نجد على المستوى نفسه صعوبة تمرير كل المعلومات المراد تدفقها للجماهير بغية هندستها بدون تدقيق بسبب كثرة الأدوات المتاحة كذلك، التي تعطي الفرد مساحة أكبر للتحليل والمقارنة في الخبر نفسه، ولكن رغم أن ما نمتلكه اليوم مقارنة بالماضي من المفترض أن يساعدنا على عدم الاستجابة الفورية للهندسة الإعلامية للجماهير أن صح التعبير، إلا أننا وللأسف الشديد ما زلنا نعاني من دمج الخبر الذي يصل إلينا مع تبنينا لفكرة أو معتقد أو عُرف اجتماعي ونختار الخبر بما يتناسب مع ما نتعاطف معه أو نؤمن به وهو ما سهل عملية هندسة شرائح معينة من الجماهير، من خلال فهم أنماط كل مجتمع وهو ما أدى إلى أن يكون علم الاجتماع من أهم العلوم الإنسانية التي حاولت الاقتراب أو فهم سلوك هذا الكائن البشري الذي ما زال في كثير من سلوكياته لغزا كبيرا.
في المجمل ... الكتاب جيد و مختصر . وسهل الهضم ... اسلوبه بسيط وواضح .و يعطيك خطوط عريضة عن كيفية التﻻعب بالعقول اعﻻميا سواء عبر الصحف او المحطات التلفزية .. كما ان الكاتب أحمد فهمي استشهد بالعديد من اﻻمثلة التي بﻻ شك تحضر الى ذهن القارئ الكتاب اساسا كان معد كمقرر لدورات تدريبية .. حبذا كان فيه تفصيﻻت اكثر و اﻻساليب المتبعة في التوجيه اﻻعﻻمي .. عندما تنتهي من قراءة الكتاب تشعر انك بدون ادنى شك قد وقعت ولو مرة بالتﻻعب اﻻعﻻمي .. وفعﻻ لن تجد المعلومات الصادقة .. ﻻن الكل يبحث عن مصالحه سواء كفرد او مؤسسة او حزب او حاكم .. الضخ اﻻعﻻمي المستمر يولد ثأثير كبير على عقل المشاهد او المستمع او القارئ .. ﻻشك ان الشعوب العربية واقعة الى اليوم ضحية اعﻻمها الذي يشبه في الكثير منه عصا تحرك صناديق القاذورات .. الكاتب ايضا استرسل في امثلته عن اﻻعﻻم المصري منذ عهد جمال عبدالناصر حتى اليوم وحجم الزيف واﻻكاذيب التي سيقت للشعب المصري .. ونجد ايضا اعﻻميين يتماهون اعتباطا مع كل مرة .. هناك مثل يقول كل دولة ورجالها .. ولكن في اﻻعﻻم غالبا ما نجد اعﻻميين لكل دولة او مرحلة ضرب الكاتب باعﻻميي مصر في مرحلة مع مبارك وفي مرحلة مع الثورة وفي مرحلة ضد الثورة .. وغريب ان الشعب يصدق بسهولة هؤﻻء المتلونين .. ربما ذاكرته قصيرة .. في الختام الكتاب يفتح لك باب لﻻطﻻع بعد ذلك على كتب مستفيضة بعد ان اعطاك فكرة ولو نبسطة ولو انها ذات فائدة دون شك ..
• بحث خفيف وشيق ومختصر ومركز ، يمكن أن يكون بداية لمنهج التلقي الإعلامي ، وكان يمكن أن يكون أكبر من هذا • الكتاب يطرح سؤال : “لماذا يجب علينا أن لا نسلم عقولنا للإعلام المعاصر ؟” ، ولكنه لا يجيب على سؤال : “كيف نفعل ذلك ؟” ، هذا برأيي أنه لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيداً ، ويضيف عبئاً ثقيلاً على مقاومي برمجة وغسيل الأدمغة عن طريق الإعلام ، ولذلك أقترح أن يكون الجزء الثاني من هذا الكتاب عبارة عن أمثلة لمقاومة هذا المد . • الكتاب لايذكر مصادر العلومات المذكورة ، وهذه نقطة ضعف ، في الغالب يفترض أنك تثق فيه وفي مؤلفه بالمستوى الذي تستغني به عن المصادر ، وهذا يوقع الكاتب في نفس المشكلة التي يتناولها ، لكن تظل الفكرة الحاضرة أن على أي متلق جهداً كبيراً في الاستقصاء سواءً ذكرت المصادر أم لم تذكر . • أغلب الأمثلة المأخوذة من المنطقة العربية - إن لم تكن كلها - مأخوذة من الحالة المصرية ، وكان يمكن أن تتنوع مصادر الأمثلة من عدة دول مما يثري الكتاب ، ويجعل القارئ قادراً على تطبيق الأمثلة على نطاق أوسع
كتاب عظيم ومهم لابد ان نفهم تأثير الاعلام علينا حتى نعرف كيف نخرج من سلطته , ولابد ان نعرف كيف نستخدم العقل حتى نستطيع ان نميز بين التاثيرات الجيدة والسيئة وكيف نتعامل معها بطريقة صحيحة ولا نتعرض للخداع
تذكرت كتاب : محمد ناصر - القانون العقلي للسلوك من افضل ما كتب في كيفية استخدام العقل بأن يعصمك من وقوعك في اخطاء في السلوك ومن ضمن هذه الاخطاء انخداعك بعواطفك من تعرضك للمؤثرات انصح بشدة مراجعته
"إذا كان الجمهور يُصدِّق؛ فلماذا يتوقف الإعلام عن الكذب؟!" - أحمد فهمي
يكشف هذا الكتاب لنا "الجمهور" حقيقةَ ما يحدث خلف الستار، ففي عصرٍ لا يخلو من وسائل الإعلام بقوالبها المختلفة، ويعظُم فيه تأثيرها ونفوذها على أفكارنا وتصرفاتنا وآرائنا، وجبَ على المشاهد أن يعي الكيفية التي يعمل بها هذا القطاع الكبير، والاستراتيجيات المختلفة التي تقومُ عليها وسائل الإعلام في استقطاب الجمهور وهندسته، وهذا باختصار هو ما ناقشه المؤلف في لغةٍ أصفها بالبسيطةِ والجاذبة. قام المؤلف بطرح العديد من النظريات النفسية والسلوكية التي يتّبعها الإعلام في التأثير على الجمهور، كقاعدة "من يدفع للمزمار.. يختار اللحن" فالإعلام يتحرك من دوافع تتعلق بمن يموّله، لا من يشاهده، كوجود مصالح سياسية وثقافية واقتصادية، يرى أصحابها أنها تستحق المبالغ الطائلة من أجل التحكم في الرأي العام، فيدفعوا ما يحقق تشغيلها، في مراوغةٍ لإعادة التوجيه، وتوليد السلوكيات، وتغيير القناعات الذي يستهدفنا كجمهور بشكل أولي. ومن أحد ملاعب الإعلام الأساسية هو الإقران بين شيء صحيح وغير صحيح، وتسمية الأمور بغير مسمّاها الأصلي، وإظهارها في القالب الذي يهواه الممولون، والمؤسف أنه من المؤكد -بغض النظر عن مدى وعي الجمهور- أنه سيتأثر أخيراً بهذا التحوير، كربط الإعلام الغربي المسلمين بداعش وغيرها من المنظمات الإرهابية. وأخطر تأثير للإعلام يكمن في أنه يساعد بشكلٍ أساسي في تشكيل إدراكنا للواقع، ونظراً لأن الإنسان يتفاعل مع الواقع بحسب تصوّره الشخصي له ولمكوناته، فإن الجهة القائمة على تشكيل واقع الشخص تتحكّم فيه حرفياً، لذلك يشتدُّ تأثير الإعلام على الجيل الناشئ، فأصبح الإعلام للبعض منهم مصدراً للقيم والأخلاق لا يقل في قوته المرجعية عن الأسرة والمؤسسة التعليمية، متحكّماً بذلك في العديد من معتقداتهم ومبادئهم. وادّعاء البعض أن هذا لا ينطبق عليهم وأنهم ذوي أفكار ركيزة وثابتة غير قابلة للتأثر من الإعلام أبداً فيه نوع من المثالية المزيّفة، لأن تأثير الإعلام يطال الجميع، فهو أعمق من أن يكون واضحاً يحدث في ليلة وضحاها، بل أن الإعلام يستخدم العديد من الطرق ليصل إلى الجمهور ويلامسه بطريقة بطيئة ومدروسة، فالتكرار مثلاً يجبر المشاهد على التقبل والرضوخ، فكل غير مقبول بالبداية هو غير مألوف ومعرف، فإذا أُلِفَ نتيجةً لكثرة التكرار، يصبح فجأة ليس سيئاً تماماً، ويخف الاستنكار تجاهه، ومن إحدى الوسائل أيضاً هو اختيار المشاهير وذوي السلطة الاجتماعية كواجهة إعلامية، مما يساعد للوصول إلى المشاهدين بقوة أكبر، وخلط الحقيقة بغير الحقيقة "دسّ السم بالعسل" لأنه كي تحقق المعلومات المضللة قدراً أكبر من النجاح، تُخلط بمعلومات أخرى صادقة، فتكسب نوعاً من المصداقية المزيّفة، واستراتيجية تحويل ثقافة الرغبة إلى ثقافة الحاجة بحيث أنه يتم إيهام المتلقي بافتقاره إلى حاجات غير حقيقية من أجل دفعه إلى تبنّي سلوك معيّن، يترتب عليه مصلحة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية يرمي إليها الإعلام الذي يعتمد على انخفاض الحسّ النقدي لدى الجمهور وميولهم للتسليم بدلاً من تحكيم الأمور والتثبّت منها. وأيضاً، تطرَّق الكاتب عن كيف أننا كبشر ننقاد وراء عواطفنا، فيستغل الإعلام هذا ويستدرجنا بالعواطف والمشاعر، فإذا امتلك الإعلام الشخص عاطفيًا، امتلكه كله. أُعجبت حقاً بمحتوى الكتاب الذي يتميّز بالوضوح وتماسك الأفكار واسترسالها، واللغة السهلة البعيدة عن المصطلحات المعقدة والمتحذلقة، وأرى أن أحمد فهمي وُفِّق في طريقة طرحه، حيث اعتمد ذكر أمثلة معاصرة يبيّن فيها الاستراتيجيات التي شرحها، ممّا يقرّب المعنى ويسهل فهمه، فكان الكتاب موجّهاً إلى عامّة الناس ومخاطباً لهم. لعلَّ ما ينقص الكتاب قليلاً هو إجابة عن كيفية تفادي هذا السيل من الخداع، فلم يطرح أحمد فهمي أي طرق لنا كجمهور نستطيع بها التصدّي لتأثير الإعلام وغزوه الفكري، وأعتقد أن إضافةً كهذه في نهاية الكتاب كانت ستضيف لقيمته وتُتم رسالته، ثمَّ أن الأمثلة التي طرحها الكاتب كانت أغلبها مأخوذة من الإعلام المصري، أرى أنه كان من الممكن أن تتنوع الأمثلة في مصادرها من إعلام عدّة دول مختلفة، مما كان ليثري الكتاب ويزيد تأثّر القرّاء به باختلاف جنسياتهم، عموماً أستطيع القول بأني حقاً أُثريت بمحتوى الكتاب، وساعدني لأرى الإعلام من جانبٍ مختلف، أوصي الجميع بقراءته، فهو زاخرٌ بالمعلومات المهمة رغم قصره، ويُعد بدايةً جيّدة وموفقة للقراءة في هذا المجال، لما يحويه من معرفة قيّمة وأهمية جمّة.
عن هندسة الشعوب وصناعة الإعلام عن صناعة تبدو للوهلة الاولى في أرقامها خاسرة؛ فما يُنفق فيها أكثر بكثير من أرباحها ومع ذلك يستثمر الجميع فيها، ليس الجميع بمعنى حرفي؛ ولكن جميع الحكومات وكثير جداً من الشخصيات السياسية هذه الوسيلة التي تبدو من بعيد أنها مجرّد (نقل للخبر بشفافية) لكنها بعيدة كل البعد عن هذا "فبالله.. أين ذلك الكائن الأسطوري الذي ينقل _فقط_ عبر شاشاته ما يحدث دون تغيير أو تحريف؟!!" الكتاب رائع جداً غير أنه يتحدث عموماً عن الإعلام ويخص في موضوعه التلفاز وربما الإذاعة فلم يتطرق بشكل كبير إلى الإنترنت لأنه كتب قبل انفجار ثورة الانترنت التي نعيشها حالياً، وينطبق عليها ما كُتب عن التلفاز وأكثر.. وما عايشناه أيام الجائحة والحجر المنزلي من سيول المعلومات المغلوطة خير مثال على كلامه أنصح بقراءته
كتاب مثري للغاية وجدت الكثير من الأفكار التي وجدتها بكتب جورج أورويل يتحدث عن تأثير الإعلام على الجمهور وأمثلة عديدة جدا بأسماء معروفة ومحاولاتهم لبرمجة الجمهور على شيء معين أو التحكم بهم بشكل عام . الكتاب رائع للغاية اقتباسات :
"وسائل الإعلام لا تتوقف عن خداع الجماهير لحظة واحدة"
"إذا كان الجمهور يصدّق، فلماذا قد يتوقف الإعلام عن الكذب؟ "
مواضيع الإعلام وخداعه قريتها بشكل مفرق ومختصر عالسوشال ميديا كل ما طلعت إشاعة أو قضية تشغل الرأي العام. فهذي قراءة موسعة ومفيدة ليا. اللغة واضحة والشرح كذلك. الكاتب له آراء برضو اتضحت من خلال بعض الأمثلة اللي تناولها لذلك أظن أي وسيلة إعلامية في النهاية لها رسائلها حتى اللي يكتب عن كيف الإعلام يخدع الآخرين. قدرت ألقى أمثلة لكذا نقطة من نقاط الكتاب ففعلًا سهل الفهم مرة.
*** تلخيصي لكتاب هندسة الجمهور للكاتب احمد فهمي .... يطرح الكتاب نقاشا موضوعيا حول قضية الاعلام وتأثير الاعلام المرئي على الجمهور وكيف يتم تشكيل وعي الطبقة العريقة في المجتمع عن طريق ما تقدمه المحطات الفضائية من محتوى تدخل في صياغته محددات السلطه والمال ... فتناول كيف تغير وسائل الاعلام الافكار والتصرفات وحاول احمد فهمي ان يعرض الاستراتيجيات التي يمارسها الاعلاميون المحترفون في سبيل ايصال افكارهم الى الجمهور ويبين العلاقه القائمة ما بين المال والسياسه والاعلام وكيف يدعم كل منهم الاخر ويسانده مع شرح اهم التقنيات التي تساعد الاعلاميين في اقناع الجماهير ما يريدون وكيف تمكن هؤلاء من السيطرة المطلقه على ادراك الشعوب وتزييف وعيها ...يتناول الكاتب في كتابه مواضيع منها هل للاعلام دور في تقديس الشعوب لذواتها وعناصر عملية الاتصال الجماهيري ..هل يكذب الاعلام ؟وفن الوصول للزبون وغيرها الكتاب يبين كيف ان الاعلام قادر على اصابة الملايين بطلقة واحده ... ويدعم الكتاب الطرف الذي لا يدرك حتى ان هناك من يخطط للاستخواذ عليه الطرف الاول الاعلام والذي كما يقول الكاتب يعلم ما يفعل وكيف يفعل ... فصول الكتاب تعرض اهم النظريات الاعلامية والنفسية الموظفه في مجاب التاثير على الجمهور واهم الاساليب المتعلقة في خداع الجمهور والاستحواذ عليه ثم التحكم فيه فكريا وسلوكيا ... * في المقدمة ذكر الكاتب حادثة عام 1938 صدقها نحو مليون شخص من ستة ملايين متابع الحادثة كانت قطع البث اذاعة خبر عاجل على برامج شبكة CBC الاذاعية يقول الخبر هبوط مركبة فضائية على اطراف مدينة نيوروك فصدق الناس الحدث وبعضهم حمل امتعته ثم تبين انه عمل مسرحي ... ** اهم ما ورد في الكتاب :- - في مرحلة الاعلام المطبوع كانت استجابه الجمهور او ردود افعالهم لا تتسم بالتزامن لانهم يتلقون الرساله الاعلامية في اوقات مختلفه على الاقل يمتد النطاق الزمني لتلك الاستجابات الى نحو 24 ساعه هي مرحلة صدور الصحيفة اليومية الوسيلة الاسرع في تلك المرحلة لكن مع الاذاعة والبث المباشر على الهواء اكتشف الساسه ورجال الاعمال وذو النفوذ معنى التزامن في الاستقبال التزامن في ردود الافعال فالجماهير تستقبل الرساله نفسها بالوسيلة نفسها بالتوقيت نفسه ... بسبب هذا التأثير كتب جوي المر مورجان احد مسؤولي الاذاعة الامريكية في حقبة الثلاثينات يحذر (اذا تركزت السيطرة على الاذاعة في ايدي قلة من الناس فلا يمكن لاي أمة ان تكون حرة ) - استخدم ادوارد بيرنز مصطلحا بات من ركائز الدعاية والاعلام وهو هندسة القبول او هندسة الجماع جعله عنوان لمقالة مهمه ثم تحولت لكتاب يقول فيها (لو اننا فهمنا اليات العقل الجماعي ودوافعه أليس من الممكن السيطرة على الجماهير واخضاعهم لنسق موحد حسب رغبتنا دون ان يدركو ذلك .... فلم يقتصر تاثير بيرنز على توظيف علم النفس في خدمة الدعاية والاعلام فحسب بل ان تأثيره الاهم هو تحويل الجمهور الى مفعول به قابل للخداع خاضع للتاثير موضوع للتلاعب ولا يزال هذا الاتجاه السائد في مختلف انحاء العالم حتى الان .... - ظهور وسائل الاعلام الالكترونية مع استخدام علم النفس في هندسة الجمهور ساهما بشكل مباشر في انتقال الشعوب في صراعها مع النخب المسيطرة الى مرحله جديدة تماما من الخداع والخضوع ... ما الذي يمنع ان تكون سلوكياتك وردود افعالك في مجالات متعددة متاثرة لا شعوريا بما تتلقاه يوميا من رسائل اعلامية صيغ اكثرها بعنايه فائقة لتحقيق هدفا واحدا هو اعادة صياغتك على النحو الذي يتوافق مع مصالح النخبة المسيطرة .... - اوبااااا شو صحيحة العبارة : لا يوجد اعلام محايد اعلام موضوعي اعلام نزيه لان هكذا اعلام يحلق في عالم اخر لا علاقة له بعالم الماديات والراسمالية والمصالح والعولمة الذي غرقنا به .... - مهمة الاعلام النزيه هي نقل الحقائق والوقائع كما هي بينما ما نراه هو مجرد تحريف وتزييف لتلك الوقائع والحقائق فاين ذلك الاسطورس الذي ينفق ملايين من اجل فقط ان ينقل للناس عبر شاشاته ما يحدث دون تزييف ... - ان المهمة الحقيقية للاعلام (بحسب الامر الواقع) هي اعادة تشكيل الواقع واعادة تغليفه ثم تقديمه للناس في صورته الجديدة وهذه الفرضية تنطبق على اغلب وسائل الاعلام وتشمل كل ما يقدم عبرها من الصابونه الى الرئيس .. - الفريق الاعلامي لا يصارع الامواج بل يتماهى معها ويدعمها ..وهذا لا يقتضي ان الخداع عمل تمارسه كل وسائل الاعلام في كل وقت ... كما لا يعني ان وسيلة الاعلام المخادعة تفعل ذلك في كل ما تبثه وتنشره بينما يحرص بعضها على تنظيف ذيله وتبييض صفحته ببعض الحلال والعبرة بتلك الانماط المتكررة التي تصنع المنحنى وتحدد اتجاهه فالشيطان نفسه يفتح للناس ابوابا من الخير ليوقعهم في باب من الشر... - لا نستطيع القول بان الدول التي حصلت على مستويات الذكاء والتي تتمتع بدرجة مرتفعة من حرية الاعلام تكون اقل وقوعا في برائن الخداع الاعلامي لان وسائل الاعلام في تلك الدول المتقدمة الذكية اكثر تعقيدا واعمق وصولا واعظم تاثيرا وبالتالي اكثر قدرة على الخداع ... - الفرق بين المجتمعات التي تتسم بالحريات وبين اعلام الدول المحرومة منها يتضح في اربع سمات رئيسية ... 1- مستوى التناقض بين الحقيقة والافتراء . 2- مستوى الحبكة الاعلامية للاكاذيب والمتناقضات . 3- وجود النخبة المؤثرة المعارضة للخداع . 4- توفر البيئة القانونية الداعمة للحريات . - الخداع الاعلامي يكاد يكون لغة عالمية متفق عليها بين وسائل الاعلام بغض النظر عن مستوى الذكاء والحريات ... وهناك نظريات ومفاهيم واستراتيجيات تستخدم في ممارسة ( الخداع )او ما يطلق عليه اكاديميا التاثير الاعلامي ... - الاعلام احد تطبيقات وفروع علم الاتصال بمعناه الواسع واشكال الاتصال هي :- الاتصال الشخصي والاتصال بالجماعات الصغيرة والاتصال الجمعي والاتصال الجماهيري - الرساله الاعلاميو تنتقل من مرسل (الطرف الذي يطلق الرساله الاعلامية للمتلقين وقد يكون الوسيلة الاعلامية نفسها او من يتحكم بها او يستخدمها او من يعمل بها او يظهر من خلالها ... - الرسالة الاعلامية والتي يجب ان يتم تحديدها بدقة مع حمايتها من تشويش وتقدم بسياقات مختلفة قد تتسم بجدية وقد تتسم بالفكاهة ... - وسيلة نقل الرسالة للمتلقين وتشمل تحديد وسيلة الاعلام المستخدمة او القالب الاعلامي المستخدم والمتلقون ( الجمهور الذي بتلقى الرسالة )ما هي سماتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ما هي خصائصهم السلوكية والديمغرافية وانماط حياتهم واخيرا التاثير وهو : الاثر الذي تستهدفه الرساله من المتلقين وما هو شكل التفاعل المطلوب من الجمهور هل هو التأييد ام الدعم المباشر ام الرفض ام تستهدف الحث على اتخاذ سلوك معين ... - للاعلام قدرة هائلة على توليد سلوكيات متعددة لدى الجماهير فضلا عن تغيير قناعاتها وافكارها من النقيض الى النقيض في احيان كثيرة وربما التلفاز هو الوسيلة التي لعبت اكبر دور في اضفاء هذا الدور الحيوي للاعلام ... - كشفت دراسات متعددة ان الاجيال الناشئة تحديدا تنظر الى الميديا كمصدر للقيم والاخلاق لا يقل في قوته المرجعيه عن الاسرة او المؤسسة التع��يمية وربما الدينية احيانا .... - في دراسة ميدانية حول تاثير التلفاز على الاطفال تبين ان 87% من العينة المستهدفة في سن 11 عاما اكدو انهم يثقون بالتلفاز اكثر من ثقتهم باي مصدر اخر وعندما طولبوا بالاختيار بين التصديق بما يقوله الوالدان او المدرسة او التلفاز اختار 54% تصديق ما يقوله التلفاز ... التاثير الاخطر للاعلام يتمثل في انه يساهم بدرجة كبيرة في تشكيل ادراكنا للواقع واذا قلنا ان الانسان يتفاعل مع الواقع بحسب تصوره له فان الجهة التي تشكل ادراك الانسان لواقعه تتحكم فيه حرفيا ... - التلفاز بوصفه الوسيلة الاعلامية الاكثر تاثيرا يزاحم كل من المؤسسة التعليمية والاسرة في التاثير التربوي على النشئ ... - في محاولة لقياس مستوى الارتباط بالتلفاز اجرت جامعة نبراسكا دراسة وجهت فيها سؤالا لعينه من الاطفال ماذا تفضلون الاحتفاظ بابائكم ام اجهزة التلفزيون اكثر من نصف العينه اختارت التلفزيون هذا (التموضع المرجعي ) جعل من الصعب جدا ان يتقبل الجمهور اتهامات للاعلام لو صدقها فسوف يقع في مأزق شديد وفراغ معلوماتي ونفسي ... - الجمهور مضطر للتصديق لانه غير قادر داخليا على التعامل مع حالة فقدان المصداقية وهذا مفهوم كارثي ... - الاعلام في غالبه يتحرك من دوافع تتعلق بمن يموله وليس بمن يشاهده لذلك يقدم للمشاهد صورة محرفة عن الواقع ويتمثل التحريف في اتجاهين .... الاول : تبسيط الواقع او تضخيمه بحسب الغاية والمصلحة ... الثاني : تقديم واقع خيالي بعيد تماما عن الحقيقه ومع ان الاعلاميين نفسهم لا يخفون مرضهم المتعلق بممارسة الكذب والخداع الا ان الجمهور يصر على اضفاء مصداقية عالية من ما يتلقونه من رسائل اعلامية مبرمجه ... الاغرب من ذلك ان يتحول الكذب الى عقيده وتتحول ممارسة الكذب الى حق اصيل لا يعاقب عليه القانون ..... صدر قانون في ولاية اوهايو يعاقب رجال السياسة اذا مارسوا الكذب في اعلاناتهم اثناء حملات الدعاية لكن في ابريل 2014 على نحو مفاجئ صدر من المحكمة الامريكية العليا حكم الغاء ذلك القانون ومنح السياسين حرية ممارسة الكذب في الخطاب العام او عن طريق وسائل الاعلام صدر الحكم باغلبية خمسة اصوات ضد اربعة وجاء في حيثيات الحكم اي محاولة لتقييد او معاقبة سياسي بسبب كذبه هو انتهاك دستوري لعقيدة سياسية مارسها السياسيون لعقود طويلة كما صرح جون روبرتز أحد قضاة المحكمة الثقة بالقول ( بالنسبة للسياسين الكذب شعيرة دينية تماما كالذهاب الى الكنيسة الفارق الوحيد انهم يمارسونه سبعة ايام في الاسبوع ) ... الاعلام لا يتوقف عن خداع الجماهير لحظة واحدة سواء كانت تلك الوسائل صفة للحكم يتحكم بها السياسيون ام رجال الاعلام كأن الكذب اصبح مباحا بحكم دستور دستوري من محكمة عليا .... -اوبااااا شو صح العبارة : من يدفع للزمار يختار اللحن .... - يكمن الخداع في الاعلام في تحقيق مصالح اقتصاديه وثقافية وسياسية يرى اصحابها انها تستحق ان يدفعوا لتحقيقها المبالغ الطائلة من اجل التحكم في الراي العام اذا نحن نتحدث عن اعادة توجيه عن توليد سلوكيات لم تكن موجودة عن تغيير قناعات ... وهذه العملة تسير حسب بوصلة الممولين وليس خريطة مصالح الجمهور او هويته او قيمه وهذا هو الخداع .... - السر وراء الاعلام يكمن في مزيج ثلاثي يضم ثلاث اركان : المال السياسة الاعلام .... - المال يصنع الاعلام ويصنع السياسه وكذلك يفسدهما ... كشفت شارلوت بيرز مسؤولة العلاقات العامه في وزارة الخارجية الامريكية في تعاملها مع الاعلام العربي فقد تحدثت بيرز امام نادي الصحافه الوطني عن فشلها والصعوبات التي تواجهها في اعادة توجيه الراي العام العربي ليصبح ودودا تجاه الولايات المتحده ...كان من اسباب الفشل صعوبة تقرير المواد المنتجه امريكيا في هذا السياق عبر وسائل الاعلام العربيه في حديثها طرحت بيرز الحل هو ( لدينا خيار واحد في عالم الشرق الاوسط المنطقه الجنوبية الشرقية يجب ان تشتري اجهزة الاعلام نفسها الحديث عن الشراء هنا ليس حرفيا بالطبع المقصود هنا التمويل يعني فلنمولهم ولندعهم يحققون الاهداف بطريقتهم الخاصة .... - تغيير الاعلام لا يقتصر على الاعلاميين فقط بل يشمل وسائل الاعلام نفسها .... - خلاصة ما استفاده الاعلام من نظريات التعلم الشرطي هو تحديد الطرق الرئيسية التي يستجيب بها الانسان تجاه المثيرات الخارجية وهي :- 1- تداعي المعاني : الربط بين مثيرين احدهما حقيقي والاخر اضافي يؤدي الى امكان استثارة نفسها ردود الافعال بمجرد التلويح بالمثير الاضافي ... 2- التعزيز او التدعيم (انهم يبرمجون خارطتك السلوكية دون ان تشعر) ... 3- المحاكاة : يميل الانسان لتصديق ما يكون مصحوبا بمثال عملي او تجربة شخصية فهو يكتسب سلوكيات معينة بطريقة اسرع من خلال محاكاته للاخرين .... والمحاكاة في الاعلاك تاتي على انماط مختلفة او استخدام المشاهير للترويج لسلوك او لاختيار او موقف معين فيندفع الناس لمحاكاته او استخدام اشخاص غير معروفين للترويج للاختيار من خلال ممارستهم له بطريقة ترغيبية ...... ووظيفة الاعلام ان يجعل الامر المستهدف بالترويج سهل التخيل حاضرا في الذهن وهذا الاسلوب اكثر انتشارا .... - يمكن ملاحظة ثلاثة انماط في التعامل مع النخب المؤثرة في الراي العام .. اولا : المنع .... فتقوم بعض الحكومات باتباع استراتيجيات قاسية في (فلترة) قادة الرأي من المنبع فلا تسمح ببروز اي شخصية تتبنى توجها معارضا لدرجة ان تصبح ذات تاثير على الراي العام وقد كان القذافي يتبنى هذه الطريقة .... الخلاصة محاولة التحكم في الدور المؤثر لقادة الرأي في تدعيم ما يبثه الاعلام دعما او رفضا .... ثانيا : الاحتواء : الاستراتيجية الثانية تستند على فكرة اخضاع قادة الرأي فكريا ليتحولوا الى صفات للتعبير عن وجهات نظر مختلفة عما يتبنونه بالفعل .... هذا التحول قد يحدث بسبب اغراءات مادية او تهديدات بافشاء اسرار او ايقاع الاذى او غير ذلك من طرق الاحتواء وهذا ما كشفت عنه الكاتبه الامريكيه فرنسيس سوندرز في كتابها المهم (من الذي دفع للزمار) الذي شرحت فيه تفاصيل مهولة عن الجهود الامريكية المبذولة اثناء الحرب الباردة لمواجهة اي مضمون اعلامي او اجتماعي يضاد الرؤية الامريكية في مختلف انحاء العالم وبخاصة في اوروبا وقد تولت السي اي ايه مهمة الاشراف على هذه المهمة اتبعت المخابرات اساليب كثيرة لتحقيق اهدافها منها تاسيس عدد كبير من المنظمات ووسائل الاعلام التي احتوت في صفوفها اعداد كبيرة من المثقفين والنخب المؤثرة جماهريا .. ثالثا : الزرع : وتنطلق من فكرة (تحقيق الاكتفاء الذاتي) في تصنيع النخب والرموز فالمنع قد لا يحقق المستوى المرجو كما ان الاحتواء يخضع لعوامل كثيرة وتاثيره لا يكون تاما بخلاف زرع عناصر داخل النخب المؤثرة تتبنى رؤى متطابقة .... كان جمال عبد الناصر سباقا في بناء النخب المؤثرة داخل المجتمع وزرع العناصر الموالية واعتمدت استراتيجية في البناء على ثلاثة مصادر رئيسيه ... 1- الضباط العسكريين المتقاعدين الذين انتشروا في مختلف وسائل الاعلام . 2- رموز الغناء والتمثيل الذين لعبوا دورا في بناء زعامة عبد الناصر ودعم سياسته وترميم كوارثه . 3- التنظيم الطليعي تلك الكارثة النخبوية العابرة للعقود . في حالات معينة تمارس بعض الاجهزة تحكما في اختيار مادة الرأي الذين يستضافون على شاشات الفضائيات كان ذلك يحدث في عهد ميارك كاجراء اساسي حيث يتم الدفع باناس ليست لهم سابقه في الظهور او التاثير من اجل ملء فراغ او التشويش على الرسائل الاعلامية المناوئه ولو بطرح قضايا غير ذات اهمية وهذا الاسلوب لا يتقيد بعهد معين ... وفي بعض الحالات ترى ظهورا مفاجئا لبعض الفنانين او الفنانات ليدلوا بارائهم السياسية او الدينية بصورة مقحمه وهذا ما يمكن ان نسميه (زرعا نسبيا) حيث يتم تحويل احد الرموز الشهيرة ليمارس تاثيرا في مجال يختلف عن مجاله الاصلي اعتمادا على شعبيته ... - ما يجعل الاستجابه متنوعة ومتفاوتة اتجاه الشيء نفسه هو النظام الاداركي المعرفي للانسان وهذا ما يفسر اختلاف وجهات النظر حول نفس السؤال مثلا .... - الارتباط القوي بين الادراك والسلوك مع التطور الهائل الذي طرأ في مجال العلوم النفسية والاجتماعية كانت نتائجه المباشرة هي امكانية التحكم في سلوك الجمهور عن طريق التلاعب بنظامه الادراكي او ما يمكن تسميته (هندسة الادراك ) وهناك ثلاث استراتيجيات مختلفه للتعامل الاعلامي الدعائي مع الخريطه الادراكية للجمهور وهي التوظيف والتعديل والتنميط ... بعض الحالات يحدث خطأ في قراءة المخزون الادراكي للفئة المستهدفه فتخفق محاولات التأثير .... - يسعى الاعلام الموجه الى تعديل النظام الادراكي بصورة مستمرة من خلال ترسيخ بعض المزاعم وتحويلها الى مسلمات ومن خلال حذف واضافة بعض المكونات والافكار لاعطاء صورة مزيفه عن الواقع .... -نجح الاعلام في مرحلة ما قبل هزيمة يونيو 67 في ابراز عبد الناصر بوصفه زعيما لا يشق له غبار يسخر من زعماء الغرب ويهددهم ويتوعدهم كما نجحت في تصوير القوة العسكرية المصرية في ذلك الوقت على انها لا تقهر بينما الواقع كان يكشف عن تدهور اقتصادي بسبب الحرب الخاسرة في اليمن وتدهور عسكري بسبب فوضى الادارة والحرب اليمنية وفوضى داخل أروقة الحكم بسبب الخلافات المتزايدة بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر .... - هناك استراتيجيه في الاعلام عبارة عن اجراء تقليدي يلجأ له الكثير من رؤساء العرب حيث يقوم بما يمكن تسميته تصفير العداد فيتخذ عدة اجراءات للتطهر الشكلي ثم يطلق اعلامه ليعلن مرحلة بدء جديدة (على نظيف) متخليا عن اعباء واخطاء المرحلة السابقه التي يتحملها السيئون السابقون .... - يطلق الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وصفا معبرا على خداع الشعوب بالوهم اذ يسميه (الحقن بالحلم) اي لقاء الجماهير في عالم الاحلام الجميل لتنساب مشاعرهم وتتفكك ارادتهم سعيا وراء السراب .... - اختراع مهام اساسيه للرئيس تشعر الجمهور ان الرئيس حاضر ومنهك ومنجز فيطمئن الى ان مصالحه في إيد امينه ..... - اوبااااا العبارة : الناس لا يتحملون الحقيقة مطلقة فلا بد من خلعها بشئ من الاكاذيب ... - الاعلام لا يهدف فقط الى توليد تصرفات لدى الجمهور بل ربما يهدف منعه من التصرف ودفعه الى تقبل كل الافعال التي يقوم بها طرف او جهة ما....