أعتقد اليوم أن الحقيقة كانت مزيجًا من كل هذا. كنت قد وُهِبت عند ولادتي منحة نادرة: حضورًا طاغيًا أو ما يُعرف بالكاريزما. كنت ذا طبع مرح، أوحي بالود، وكانت لديَّ سهولة بالغة في اجتذاب الآخرين والتأثير عليهم مهما كان شأنهم؛ بفضل قوة أحاديثي، وصوتي الذي كانت محظياتي يصفنه بالرخيم. كانت لقامتي الطويلة هيبة لا تقل عن تلك التي توحي بها أحاديثي، وكنت قد تعلمت أن أبذل قصارى جهدي لأبدو وكأنني وُهِبت قوًى خارقة للطبيعة لا يمكن للبشر العاديين الوصول إليها". *** اختار د. زاهي حواس تقنية تعدد الأصوات أداة لكتابة أولى رواياته، وقد برع حقًّا في استخدامها؛ فكل شخصية تتحدث بلسانها ولا تتجاوز حدود معرفتها ولا طبيعة لغتها ولا حتى القيام بنشاط يفوق قدراتها الجسدية
تجربة معقولة مع التاريخ الفرعوني وقصة خوفو بطريقة سردية في اطار قصة بس مش عارفة ليه ما حستش بالتفاصيل لدرجة انه كنت حاسة اني مش في العصر الفرعوني قوي، مش مندمجة بالتفاصيل في البيوت او القصور او كده بس في نفس الوقت عرفت قصة خوفو اللي تقريبا مكنتش اعرف منها غير انه صاحب الهرم الاكبر
لوهلة، خُيّل إليّ أنهم أمامي، أرى حيواتهم الفرعونية بأدق تفاصيلها حتى حلت أزمة منتصف الصفحات ورتابة الورقات إلى أن تشكّل ذلك الصرح وفقاً لِـ لغز لم يُحل حتى الآن خوفو.
انتهيت للتو من قراءة هذا الكتاب ولا أزال تحت تأثيره. لقد أخذني في رحلة مذهلة إلى عالم الفراعنة والأهرامات، حيث شعرت وكأنني أعيش بينهم. تخيلتهم وهم يعملون بجهد ودقة على بناء هرم خوفو ، وشهدت على قصة الحب الرائعة بين خوفو وحنوت سن. تفاصيل حياتهم اليومية، ملابسهم الملكية، وطقوسهم كانت حاضرة في خيالي كأنها مشهد حي.
ما جعل التجربة أكثر واقعية هو أن الكتاب يحتوي على صور للفراعنة وخرائط للأهرامات، مما ساعدني بشكل كبير على تخيل الأماكن والشخصيات واستيعاب عظمة تلك الحضارة. كان هذا الكتاب نافذة إلى الماضي، مليئة بالدهشة والجمال، وأعاد إحياء الحضارة المصرية القديمة في قلبي وعقلي.