في بداية كل عدد أكتب لكم "أولنا"، وأحيانًا أكتب بابًا آخرَ بعنوان "يعني إيه دين"، ولا أدري لماذا يصعُب عليَّ كتابة "أولنا" أكثر من غيرها؟! رغم أن "أولنا" قد يتخطاها القارئ، ولا يلتفت إليها، ولكني أجدها هي المُحرِّك الذي يُحرِّك القارئ ليقرأ العدد؛ حيث أنها الكلمة الافتتاحية، أو ممكن تبقى الكلمة الختامية اللي تخليك تقفل المجلة في وشنا! يصعب عليَّ أيضًا توجيه تلك الطاقة من أول ورقة لقراءة باقي العدد، ولكن أهو بحاول... ادعولي! وأنا أكتب "أولنا" في العدد الأول، لم أكن أتصور أني سأستمر في الكتابة حتى العدد الخامس، ولكن الله الكريم أمْكَن لمجلة "ممكن" أن تستمر، بل وتتطور ويحبها الكثير من القراء، بل وصاروا يجتهدون في البحث عنها، وأساله سبحانه - لو أمدَّ في عمري - أن يجعلني أستمتع بكتابة العدد الخمس مئة لممكن... معرفش ساعتها هيكون عندي كام سنة! المهم بقى علشان ماطوّلش، العدد ده هنتكلم عن الإرادة... الإرادة مش "الإدارة" هاه... ركز وركزي معايا كده: الإراااادة .. والإرادة تعني أن يتحول الحُلم الذي بداخلك إلى طاقة كبيرة تنمي عندك تلك الإرادة؛ لتحقق الحلم، فينقلب هذا الحلم إلى حقيقة، وواقع ملموس، وهدف يتم تحقيقه. الإرادة ببساطة شديدة هي المُحرك الداخلي الذي يَصنع العجائب إذا اكتشفها الإنسان بداخله، وعمل على تنميتها. ومن ليس له إرادة يَتحدى بها، ويعمل على تحقيق حلمه، هو إنسانٌ عاجز مكسور. ونحن في مجتمعنا وأمتنا نبحث عن أصحاب الإرادات لا العَجَزَة المُنكسرين... فكن مِن هؤلاء الذين يُحققون أحلامهم بإرادتهم القوية، وكن من هؤلاء الذين تعجزُ الكلمات عن وصفهم ووصف إرادتهم، كن مِمن يُشار إليهم بالبنانِ، ويَتخذه الناس قدوةً حسنةً، ممكن؟