تكلمنا في العدد السابق عن الإرادة، وقلنا أن الإرادة القوية تصنع المعجزات... ولكن بغير تحمُّل المسؤولية فتلك الإرادة لن تؤتي ثمارها. ولذلك في هذا العدد نتكلم عن المسؤولية. كل شخص مسؤول في جانب من جوانب الحياة التي يعيشها؛ فالأب مسؤول عن البيت، والرجل مسؤول في وظيفته وعمله، والأم والأب مسؤولان عن تربية الأولاد، وبناء بيت متكامل، وخَلْق بيئة صحية لتربية الأولاد، والراعي وولي الأمر مسؤول عما استُرعِيَ... وهكذا. ومن عِظَم معنى المسؤولية في الإسلام ذكَرها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحث عليها عندما قال: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته؛ الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته» [رواه البخاري]. ولهذا حثت شريعتنا السمحة على المسؤولية، وأعطت كل واحد من تلك المسؤولية نصيبًا. والمسؤولية هنا مسؤولية كاملة للمجتمع ولكل من يعيش فيه، ومن ذلك المسؤولية الإعلامية؛ فالفنان أو الإعلامي مسؤول أن يوصل الصورة السليمة عن القضية التى يتعرض لها دونما إفراط أو تفريط، وهذا ما نفتقده كثيرًا في الأعمال الفنية أو في نشراتنا الإخبارية وبرامجنا الحوارية، لابد أن يُدرك الإعلامي مسؤولية ما يُقدِّم ومدى تأثيره على عقليات الناس وتوجيههم، وأن يتذكر دائمًا أنه مسؤول أمام الله - عز وجل - على ما قدَّم. إنها مسؤولية خطيرة لابد أن يدرك كل من تعرض لها أهميتها ووزنها. وعلينا أن نعلم كذلك أن تلك المسؤولية تحتاج إلى مهارات وصفات، وسمات شخصية؛ حتى يتمكن كل واحد من حمل المسؤولية. فما تلك الصفات؟ وما تلك المهارات؟ تعالوا نتعرف عليها معًا في هذا العدد، ونعمل على رفع معنى المسؤولية في مجتمعاتنا العربية التي نحن في أمَسّ الحاجة لها. وإن خلصت مجلة "ممكن" من السوق من غير ما كل صحابك يشتروها أنا مش "مسؤول"، وعلى رأي حمادة حبيبي بتاع الفول: "إن خلص الفول أنا مش مسؤول".