لقد كانت أعواما في غاية الثراء. كم من مقالات كُتبت وكم من تصريحات أطلقت وكم من كلمات اشتهرت وملأت الدنيا ضجيجا وعراكا على إثرها ثم هدأت الأمور ونسي الناس ما حدث ومرت العاصفة إلى حين.. ثم تتفجر بعده من جديد ويقع الناس معها في نفس الأخطاء ونفس ردود الأفعال التي كانت في العاصفة السابقة ولا يلتفتون إلا لذلك الحدث الذي تحت أقدامهم، ودون أن تشعر تجد نفسك محاصر داخل أسوار المحدودية الآنية وتنظر من حولك فلا ترى إلا جدران صندوق صرت أنت وقلمك حبيسا بداخله. صندوق معتم به فتحات لا ترى من خلالها إلا ما يراد لك أن تراه ولا تخرج منه إلا نتاجا قصير الصلاحية رغم إثاريته إلا أنه يفقد طعمه وصلاحيته للاستعمال الآدمي والفكري بمجرد حدوث عاصفة جديدة. وبعد انقضاء تلك الأعوام والأحداث أعدت النظر في كل ما كتبت فوجدت كثيرا منها لم ينته تاريخ صلاحيته. وجدت العديد من الأفكار والتنظيرات والخواطر والأطروحات المطلقة لم تزل بعد صالحة للاستعمال الفكري. ستجد بين يديك في هذا الكتاب تأملات لأحداث جسام، وستجد ردود على شبهات، وستجد نقدا لمشكلات وآفات فكرية وأخلاقية رأيت أنها ظهرت وعمت لدرجة احتاجت لعلاجها. ستجد هنا تنهيدات حزينة وزفرات مهمومة، وستجد ابتسامات متفائلة وآمال طامحة. هذه الوريقات التي بين يديك تحمل عصارة فكرية لأعوام ثرية امتلأت بالسعادة والحزن والخوف والأمل، ربما قد لا يجمعها إلا شيء واحد فقط؛ أنها لم تزل بعد صالحة للاستعمال الآدمي.
رائع ، كتاب رائع.. يعجبني قلم الدكتور محمد بشكل عام، وكتابه هذا جمع مواضيع متنوعة تناولها بشكل سلس وجميل.. كل المواضيع المتناولة تلامس واقعا عشناه ونعيشه حتى الآن ذلك لأنها نابعة من وحي الثلاث سنوات الماضية.. كثيرا ما كنت أقول: "المقالة دي مهمة وفيها حاجات كتير تلامس واقعنا الحالي، لازم أبقى انقلها" :)
كتاب مقبول، لم يضيف شيئًا جديدًا كمعرفة، توقعت يكون المحتوى أكثر ثقلًا لكن الكاتب اكتفى بالتركيز على كل ما كان وما هو "TREND" فكريًا من بعد 25 يناير. وشخصيًا لا يعجبني -الحياد- أو محاولة التخفي خلف الأراء المتزنة في حين أن لك قضية وخلفية تؤيدها ولا عيب في أن تعبر عن ذلك بكل وضوح.