هذا الكتاب يبدأ من اللحظة التي تخرج فيها من عيادة الطبيب بتشخيص مرض جديد تعلم عنه أقل مما تجهل، أو من اللحظة التي تشعر فيها بألم غريب دون أن تدرك سببه، ودون أن يختفي بعد بضعة أيام أو حتى أسابيع. نحاول معًا تعقب تلك الرحلة التي تبدأ رغمًا عنك، وتؤثر على مسار حياتك الذي تعودت عليه، لنخبرك بأفضل طريقة لتقبل ذلك التغيير، وتقليل آثاره السلبية على حياتك وصحتك النفسية قدر المستطاع. لنصل معا لحياة مستقرة تقبل المرض المزمن كجزء منها دون أن تدعه يبتلعها ويحرم الإنسان من الاستمتاع بحلاوتها.
"لا يؤلِمُ الجُرْحُ إلا مَن بِه ألمُ" لا يغيبُ هذا الشَطْر عن ذهني ساعة؛ أذكره كلما تأوهت وكلما ألم بي أو بعزيز لديّ خطب واستصعبت مواساته. أنظُرُ إلى الخطوب كافة -على اختلاف شدتها- فأجدها تتشابه فيما تُحدِثه في نفس المرء من وَحشَة وخوف وألم. واتأملُ المرءَ إذ أصابه بلاء طويل وقد صار في وادٍ غير وادينا، فأراه حبيسَ بلائه يصرخ ألمًا ولكن بلا صوت ويركض هربًا ولكن بلا قدمين. اسألُ نفسي كثيرًا، أين يفِر المرء من آلامه إذا كان منبعها نفسه، وإذا كان الألم قرينًا لوجوده؟ لم انتظر طويلًا حتى وقع بين يدي هذا الكتاب. ما أن رأيتُ غلافه وقد ارتسم فوقه صاحبنا الحبيس هناك، حتى أدركتُ أنني سأجد فيه إجابة أو عزاء.
"إلى من يُشبه لاعب خفة معلق في الهواء.. لا يدعي الطيران لكنه ينجح في التوازن.. إلى صاحب المرض المزمن" هكذا ودون مقدمات وبتشبيه بديع قصير، تُهديك المؤلفة كتابها، تخبرك بأنها تراك، بأنها تسمع آهاتك الآتية من أعماقك، تعرِفُ ما يجول بصدرك من خوف، وتضع يدها على موضِع العِلّة كطبيب بارع، وتخبرك بأنك لست وحدك، وأن ثمة ضوء في نهاية النفق. بلغة سهلة بسيطة لا تخلو من الدفء تقدم لك آلاء دليلًا متكاملًأ لفهم مشاعرك ومخاوفك للتعايش مع المرض أو الألم المزمن، لتحطِّم أغلالك بيديك، وتمنحك أملًا في الإمساك بزمام أمورك من جديد بنبرة لا تخلو من الواقعية؛ فالكتاب لا يعِدُك بشفاءٍ تام أو العودة إلى سابق عهدك، ولكنه يدعوك إلى التعايش السلمي مع وضعك الجديد دون الاستسلام التام له. ستجد بين طيّات هذا الكتاب قصصًا هاربة لأشخاص يعانون مثلما تعاني ويتألمون مثلما تتألم، وستجد في كل قصة بصيصًا من الأمل واقتراحًا لجعل حياتك أسهل وأخف وطئًا.
يروقني قصر الفصول وبساطة اللغة وسلاستها وإن كان موضوع الكتاب نفسه غير بسيط، بل لا يسعني إلا أن أُبدي إعجابًا خالصًا باختيار هذا الموضوع دونًا عن سواه؛ فما أكثر المتألمين الذين لا يلقون لشكواهم صدى، وما أحوجنا إلى من يلقي الضوء على هذه المساحة المَنسيّة من الصحة النفسية.
هذا الكتاب يبدأ من اللحظة التي تخرج فيها من عيادة الطبيب بتشخيص مرض جديد تعلم عنه أقل مما تجهل، أو من اللحظة التي تشعر فيها بألم غريب دون أن تدرك سببه، ودون أن يختفي بعد بضعة أيام أو حتى أسابيع. نحاول معًا تعقب تلك الرحلة التي تبدأ رغمًا عنك، وتؤثر على مسار حياتك الذي تعودت عليه، لنخبرك بأفضل طريقة لتقبل ذلك التغيير، وتقليل آثاره السلبية على حياتك وصحتك النفسية قدر المستطاع. لنصل معا لحياة مستقرة تقبل المرض المزمن كجزء منها دون أن تدعه يبتلعها ويحرم الإنسان من الاستمتاع بحلاوتها.
هذا الكتاب هو جزء من روحي. أتمنى أن يصل لمن يحتاجه ليكمل حياته بأفضل صورة ممكنة رغم المرض الذي ربما يرهقه أكثر مما يتحمل وحده. فنأخذ بأيادي بعضنا نحو التعايش، والسلام النفسي والجسدي.