«شاءت المقادير أن أحقق هذا العام أمنية طالما جالت بخاطري فحسبتها خيالًا: هي أن أقوم بجولة حول الكرة الأرضية عابرًا المحيطات الثلاثة الكبرى: الهندي والهادي والأطلنطي، متجولًا فيما أحاط بالمحيط الأعظم من قارات وجزائر، ما خلا شواطئ آسيا التي طفنا بها في عام فائت. ولقد تبين لي بعدما حَللتُها أنَّا لا نعرف عن حقيقة الحياة فيها إلا القليل؛ لبُعْد الشُّقَّة بيننا وبينها. جُبْتُ كثيرًا من بقاع أستراليا وزيلندة وجزائر المحيط الهادي وأمريكا الشمالية، فألفيت الحياة فيها متقاربة متشابهة، وتُغاير كل المغايرة ما رأيته في بلاد أوروبا وآسيا وأفريقية. وهي في جملتها تتخذ الولايات المتحدة مثلًا تحتذيه وتقفو على آثاره، فسُنَّة التطور فيها تسير بخطًى جبارة؛ حتى فاق العمران هناك سائر البلاد، واستحقَّت تلك الجهات أن تُسمَّى بالدنيا الجديدة.
تحميل هذا الكتاب مجانًا http://www.hindawi.org/kalimat/26914282/
رحلة دامت 110 يوم حول العالم كانت البداية جميلة من مصر إلى الهند ثم أستراليا فنيوزلندا اللتان انبهرت بهما كثيرا وبجمالهما من خلال البحث عن أبرز ما ذكره في غوغل ... بعدها اتجه إلى فيجي وهونولولو وهما جزيرتان خلابتان .... ومع وصوله لقارة أمريكا بدأت الحضارة والتحضر ففقد الكتاب رونقه ...
ما أثار دهشتي أنّ الكتاب مؤلف في 1936 ففي جولة في ربوع أفريقية ظننت الكاتب قام بجولة في بدايات هذا القرن .. فوجدته يذكر أمورا متعلقة برحلة أفريقية في هذا الكتاب بمعنى أن كتاب ربوع أفريقية كان قبل 1936 😂😂😁😁
من أجمل الأشياء في قراءة أدب الرحلات هو التعرف على تفاصيل حياتية لدى الشعوب الأخرى في فترة زمنية معينة, و الفترة التي تقع فيها أحداث هذا الكتاب هي ثلاثينيات القرن العشرين -عام 1936 تحديداً - و لم أملك إلا أن أقارن بين رؤيته و رؤية كلٍ من أنيس منصور الخمسينيات و الستينيات, و محمود عوض السبعينيات, و مخزنجي التسعينيات :) انطلق الكاتب من مصر بالباخرة ليقف في ميناء عدن أولاً ثم مومباي بالهند ثم كولومبو بسيرلانكا و منها إلى أستراليا, ثم نيوزيلاندا, ثم بعض جزائر المحيط الهادي, ثم هاواي, ثم أمريكا و كندا, و من ثم العودة إلى مصر يكفي أن أقول أن جسر (جولدن جيت) في سان فرانسيسكو كان ما زال في طور الإنشاء في هذه الرحلة :), أما مشاهدات الرجل فهي على إيجازها تنقل صورة جيدة عن هذه الحقبة...لكن لا تزال رحلات أنيس منصور هي أفضل ما قرأت في هذا الفن من الكتابة من حيث الأسلوب
يعتبر الكتاب من ادب الرحلات.. وصف جميل لقارة شبه مجهولة عند العرب وقبل اكثر من ٨٠ عام.. يشمل أيضا بعض مدن الولايات المتحدة وكندا.. والجزر.. بشكل عام وجدت متعة في قراءته.
لمْ يُعمِّر محمدُ ثابت كثيرًا فقد اخترمتُه يدُ الدهرِ إثرَ نزيفٍ دماغي وهو في صبوةِ شبابه، ومعَ هذا فقدْ عاشَ حياةً ممتلئةً عشقًا للسفرِ إذ طافَ على قاراتِ العالَم أجمع فحققَ ما لم يتوفرْ لمعمريي المئاتِ. هذا هو الكتابُ الثاني الذي أقرأهُ لرحلاتِ محمدِ ثابت بعدَ كتابِهِ الأولِ جولةٍ في أوروبا، وتبقى ميزةُ هذا الكتابِ أن رحلتَه أتتْ في خواتيمِ رحلاتِه ليبرزَ المقارنةَ بينها وما سبقَها. عجيبٌ أمرُ هذه الرحلةِ فهو وإن أسماها في ربوع أستراليا إلا إنَّها رحلةٌ وطأَ بها كلَّ قاراتِ العالَمِ آسيا وأستراليا وأمريكا وأوروبا وأفريقيا وطافَ على ثلاثةِ محيطات في رحلةٍ استمرت ١١٠ أيام يحكي لقائِه عن عجائبِ ما صادفَه في وصفٍ تفصيلي أدبي باذخٍ، على أننا نجدُ شيئا من نظرتِه للآخر فعندما مثلا يصفُ سكانَ أستراليا الأصليين يتبنى نظرةَ مستعمريهم فهم همجٌ فاقدو العقولِ أقربُ للعصورِ الوسطى. استمتعتُ كثيرا مع ثابت في رحلتِه وتعجبتُ أنَّه يصفُ أحوالا مرَّ عليها ثمانونَ عامًا.