رحيل من كانوا معنا، يعني أننا فقدنا أملَ احتمالية أن نلتقيهم في أيّ صدفة مقبلة، أو فقدنا فسحةَ ذلك الأمل. هكذا يجيب الموت عادةً: "كانوا هنا، والآن قد رحلوا"، ولكن حين كانوا بين ظهرانينا، هل كنا منشغلين بهم إلى الحد الذي يجعل رحيلهم مفجعًا لنا؟ هذا سؤال آخر، لكنَّه سؤال قاسٍ قد يتبادر إلى الذهن بسهولة. الأمر في هذه الحالة لا يتعلَّق فقط بغيابٍ مقابل حضور، إنما بالأمل، فمع الراحلين تُرك كلُّ بصيص أمل وراءنا وإلى غير رجعة، على الأقل في الحياة التي نعيش. في هذا الكتاب، تتبادل الحضورَ أسماءٌ من أزمنة وأعمار مختلفة، لكنهم جميعهم يشتركون في حال الغياب، غياب يقترن بحضور وحياة الكاتب ومدى علاقته بكلٍّ منهم مباشرة أو من خلال القراءة أو استعادة الذكريات.
محمود الرحبي كاتب من عمان ولد في أواخر عام 1969 بقرية سرور بعمان، درس الإجازة في الأدب العربي من جامعة الملك محمد الخامس بالمغرب. أصدر أربع مجموعات قصصية وروايتين. فازت مجموعته القصصية "لماذ لا تمزح معي؟" بجائزة أفضل إصدار قصصي في معرض مسقط للكتاب للعام 2008 ونالت مجموعته "أرجوحة فوق زمنين" بالمركز الأول في جائزة دبي القثافية عام 2009