كُتبت هذه الرواية في أوقات متباعدة، نتاج جلسات كثيرة في الصيف الأول في الأعراس. كُتبت محاولةً لتوثيق ما يحدث داخل خيام الأعراس المغلقة، ووصفا لحياة بعض من نساء ليبيا وما يدور في بيوتهن.
عن دار ومكتبة الشعب، بمدينة مصراتة، صدر للقاصة الليبية خديجة رجب رفيدة باكورة أعمالها القصصية، المعنونة (بداية)، بلوحة غلاف للتشكيلية كاميلة أبورويص، وبمقدمة للناقد عبدالحكيم المالكي، أما اللوجحات الداخلية فهي للتشكيلي عبدالحكيم الطليس.
الجدير بالذكر إن هذه المجموعة كانت ضمن منشورات الدار المشاركة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخيرة؛ الـ53، ضمن جناح عرض اتحاد الناشرين الليبيين.
(إعمار، استثناء، إكمال، إنصاف، اختفاء، إقصاء، إيلاف، إرساء، ارتعاب، استغناء) كلمات عنونت بها خديجة فصول روايتها، كل فصل فيها يجعلك تعرف تماماً ويصف سبب الاختيار، لرواية نسويّة بامتياز.. ولهذا النوع من الأدب مكانة خاصة في قلبي.
دائماً ما تساءلت عن السبب الذي يدفع النساء في الأعراس لسرد سيرة ذاتيّة موجزة عن من ستتقدم للرقص في الحلقة، وعن علاقة أهازيج الأفراح بتذكير النساء إما بالوجع، أو نشر واقع حياتهن الخاص سواءاً كان فرحاً أو حزناً أو ترقباً وغيرها من المشاعر، أو التنغيص الغير مقصود في وسط يبدو بهيجاً لأول وهلة، حتى هذه الرواية لم تجبني لكنها أرضتني لحد ما أو لنقل أنصفت كل بطلات هذه الحلبة الراقصة، بالحديث عنهن بصوت مسموع، عن واقع هذه البيوت المسكوت عنه، وعن التناقض ربما في إظهار واقع مغايرا ً لحياتهن وهذا سؤال آخر قفز إلى ذهني أثناء قراءة العمل.
هذه الرواية هي نموذج بسيط لواقع النساء في بلادنا، حتى السعيدات منهن، السعادة التي لا تخلو من وجع، المكانة الاجتماعية، الأدوار، التمييز بين الجنسين، تجربة فقد الزوج، الحروب، البيئة، العُرف، التخلي، سلب حرية الاختيار، الحرمان من أبسط الحقوق، والخ.. كلها مُجسدة بطريقة سيرالية في مشهد تظنه بهيج لنساء يرقصن من فرط الألم.
قراءة في عرس خديجة رفيدة عن مكتبة ودار الوليد صدر حديثًا للكاتبة خديجة رجب رفيدة رواية عرس، يشدك العنوان بداية لتفتتح مثلما فعلت كاتبته كرنفالك الخاص. الذي ستصاحبك فيه الرواية بشخوصها المثيرة لتحاكي عادات وتقاليد وطقوس الأعراس في بيئتنا المحلية المصراتية. التي ربما تشابهت بعضها مع غيرها من المدن ولكن يظل لكل مدينة تقاليدها المختلفة بهذا الشأن. ومن خلال مائة صفحة ونيف يأخذك زمن السرد بأبجدية اللغة بين أهازيج النساء اللواتي يحيين يوم الرمي وتحديدًا بعد ذهاب الرجال بكسوة العروس إلى أهلها. واتخذت لكل شخصية في روايتها فصلا عنونته بعنوان يوضح لنا بعد إتمام قرائته، سبب اختيارها للعنوان وإن اختلفت العناوين فقد اتفقت في ألفها إعمار ،استثناء، إكمال، استغناء، اقصاء، ارتعاب، إرساء ...إلخ.. كل هذه الشخصيات التي وقفت وراء ستارة المسكوت عنه تعرت لنا من خلال شتاوة أو أهزوجة. طرقت الكاتبة العديد من المواضيع الاجتماعية التي تتقاطع مع دواخل العائلات، كالإجبار في الزواج والدراسة أو نوع التخصص، كذلك علاقة الأخر بأخته وسطوته عليها، و مكانة المرأة الاجتماعية وتصنيفها حسب نوع ذريتها، وغيره مما لا يناقش في بيوتنا، قراءة ماتعة أتمناها لكم وكل التوفيق للكاتبة.