Jump to ratings and reviews
Rate this book

رسالة إلى الأختين

Rate this book
مائة وخمسة وخمسون صفحة من الكتابة المختلفة النبيلة المثقّفة العارفة الخائفة الرصينة المتمرّدة كأنّما لإغراء الوقت ليكون أقلّ قسوة أو كأنّما لاصطياد الوقت فيما نعرف أنّه هو الصيّاد ونحن الطريدة. كأنّما ليعبر دائماً. 155 صفحة تتواصل بالذهب، بالشعري، بالقصصي، بالحكمي، بالخروج على الذات الممتدّة بالآفاق، بالحميميّة، بالأحاسيس، بالأنثى متغلغلة في قلب الكون، في الأعماق الإنسانيّة، في الفرح والحزن، في النظرات والكهرباء والحاجة، في الجرأة على البوح، في الخروج على الأسر بعذريّة وحشيّة سحريّة تطال ولا تطال بقصد لأنْ أي رسالة آخرها لا يُنال هكذا. لأنّ أي رسالة يحلمها نورس كيف لها ألاّ تكون البحر."
كتاب نثر يمزج الشعر بالرواية بالتأمل بالحكمة في إسلوب نادر ومبتكر

من الكتاب:

الذي يمضي, لنتركه يمضي. كالنهر لا نحرفه عن مجراه. كالغيمة السارحة. الذي يمضي حتّى لو عاد إلينا فهو لن يعود. لأنّه من جهة الغياب عائد. يلوِّح به كلّ لحظة, بعدما كان الغياب, في الماضي, سرّاً مختبئاً وراء إشراق وجهه الحبيب.
يمضي الوجه ويبقى جماله. ينطفىء المصباح ويبقى نوره.
الذي يمضي لنتركه يمضي. لا نتعقّب أثره ولا نناديه. ولا نتحسّر على عدم قولنا له الكلمة الأخيرة.
ولِمَ الانتظار وهو أصبح خارج انتظارنا له. حُرّاً, طليقاً؟
خارج الانتظار, لا يعود من حاجة إلى الآخر الذي نفرغ منه كمن يطبق كتاباً وينام. ثمّ حين نصحو نرى الوقت الذي لا يُرى. نراه يعبر من أمامنا ومعه أجسادنا جميعاً. مطعونةٌ هي تلك الأجساد ولا تسيل منها الدماء.
الذي يمضي لنتركه يمضي.
تلك الظهيرة, وقفتِ على شاطئ البحر. أرخيتِ رأسكِ إلى الوراء والتفتِّ إلى أعلى حيث تحوم النوارس. ذلك النورس بالذات, وكان يحاول الاقتراب منكِ. يقترب ويصيح ولا يجرؤ على الاقتراب أكثر. كأنّه لا يجرؤ على اختراق حدود غير مرئيّة. وأنتِ جامدة في موضعِك. كنتِ تصرّين في وقفتك على معرفة ما يريد إيصاله لكِ. على علوّ منخفض يطير مترنّحاً منسكباً, ثمّ فجأة يجمد في مكانه, فوق رأسكِ تماماً, ومنقاره مصوَّب نحوكِ. بعد أن أطلتِ التحديق فيه, تلتفتين إليّ وتقولين: "الطير الذي في عليائه هو أنتَ. لكن لماذا لا تتقدّم؟ لماذا تنظر إليّ كأنّكَ لا تعرفني. تشتهيني من بعيد كمن يشتهي امرأة غيره. تَقدَّم. تَعال وخُذني"...
من يمضي لنتركه يمضي ولا نتعقّب أثره. من الآن فصاعداً سيكون بلا أثر. خفيفاً كالهواء. الذي يمضي لا يعرف أنّه يمضي. يسير على الدرب ذاتها التي جاء منها.
لنتركه يذهب من يريد أن يذهب. نلتفت إليه محفوراً في داخلنا. نَضِراً كما كان يوم كان. نلتفت إلى الداخل نجد فيه ما لا يجده هو في نفسه.
الذي يمضي لنتركه يمضي بسلام

155 pages, Paperback

First published October 1, 2004

45 people want to read

About the author

عيسى مخلوف

14 books44 followers
عيسى مخلوف، كاتب وشاعر لبناني مقيم في باريس. درس في جامعة "السوربون" وحاز منها على شهادة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية، وهو يعيش على مفترق بين الثقافات المختلفة. له مؤلفات عدة في الأدب (شعراً ونثراً)، وفي البحث. وقد نقل إلى اللغة العربيّة الكثير من النصوص الأدبيّة والفكريّة من اللغتين الفرنسيّة والإسبانية، ومنها مسرحية "مهاجر بريسبان" لجورج شحادة ‫ (قُدّمَت في "مهرجانات بعلبك الدولية" صيف 2004).

كان يعملُ مديرًا للأخبار في "إذاعة الشرق" في باريس، وكان عمل في "النهار العربي والدولي" ومجلة "اليوم السابع" ‫(أشرف على القسم الثقافي فيها‫). تسلّم أمانة التحرير في مجلّة "مواقف" من العام 1992 حتى العام 1994.

عمل مستشاراً خاصاً للشؤون الاجتماعية والثقافية في منظمة الأمم المتحدة، في إطار الدورة الحادية والستين للجمعية العامة ‫(2006-2007).

نُقلَت بعض كتبه ونصوصه الأدبية إلى العديد من اللغات‫.
حاز على جائزة ماكس جاكوب الفرنسية (2009) عن كتابه "رسالة إلى الأختين".


المؤلّفات:

في الشعر والنثر والمسرح:

" * نجمة أمام الموت أبطأت"، دار النهار للنشر، بيروت 1981.

" * تماثيل في وضح النهار"، دار أبعاد، بيروت 1984

" * عزلة الذهب"، دار أبعاد، بيروت 1992.

" * هيامات" (مختارات من "عزلة الذهب" نقلها إلى الفرنسيّة جمال الدين بن شيخ ورافقتها ست محفورات للفنان التشكيلي أسادور)، دار أندريه بيرين، باريس 1993.


" * عين السراب"، دار النهار للنشر، بيروت 2000. (الترجمة الفرنسية لهذا الكتاب وتحمل

توقيع نبيل الأظن، صدرت تحت عنوان "سرابات" عن دار "جوزيه كورتي" في

باريس عام 2004. وصدرت الترجمة الإسبانية التي أنجزها رافاييل باتينيو عن دار "مونتي

أفيلا"، كراكاس 2007، كما صدرت الترجمة الإنكليزية عام 2015، عن دار "بوست أبولو

برس"، وتحمل توقيع أليسيا ف‫. لام‫.

" *رسالة إلى الأختين"، دار النهار للنشر، بيروت 2004. نقل الكتاب إلى الفرنسية عبد اللطيف اللعبي وصدر عن دار

"جوزيه كورتي" في باريس عام 2008.

*"قدّام باب السفارة الليلْ كانْ طويلْ" (مسرحيّة) ، بالاشتراك مع نضال الأشقر. قُدِّمَت في

"مسرح المدينة" في بيروت، خريف 2008، قبل أن تُقدّم في بعض الدول العربية والأوروبية‫.



" *مدينة في السماء"، دار التنوير، بيروت 2012‫. (صدرت الترجمة الفرنسيّة عن‫ دار

جوزيه كورتي في باريس عام 2014، وقد أنجزها فيليب فيغرو)‫.


في البحث:
" *بيروت أو الافتتان بالموت" (بالفرنسية) ، دار "لاباسيون"، باريس 1988.

" *الأحلام المشرقية/ بورخس في متاهات ألف ليلة وليلة" (دراسة وترجمة) ، دار النهار

للنشر، بيروت 1996.

" *تفاحة الفردوس/ تساؤلات حول الثقافة المعاصرة"، منشورات "المركز الثقافي العربي"، بيروت 2006.



في الترجمة:

" *قصص من أميركا اللاتينية" (نُقلت عن الإسبانية) ، مؤسّسة الأبحاث العربية، بيروت 1985.

" *البتراء/ كلام الحجر" (عن الفرنسية) ، دار المدى، عمّان 1993.

(الكتاب نفسه صدر في باريس عن دار "أكت سود" عام 1993.(

" *مهاجر بريسبان"، مسرحية لجورج شحادة قدّمها نبيل الأظن في "مهرجانات بعلبك الدولية"،

صيف 2004.

" *غابة الحبّ فينا لأدونيس (عن العربيّة)، بالاشتراك مع فينوس خوري غاتا، منشورات مركور

دو فرانس، باريس2009.



إشراف:

" *بلند الحيدري، اغتراب الورد"، منشورات جمعية المحيط الثقافية، أصيلة، المملكة المغربية

1997.

" *جبران الفنّان والرؤيويّ" (بالفرنسية)، "معهد العالم العربي" ومنشورات "فلاماريون"،

باريس 1998 . (جاء الكتاب مواكباً لمعرض من إشراف المؤلف أيضاً، وأقيم في المعهد

في الفترة نفسها).

" *سيرة ومدينة، إصدارات إذاعة الشرق، باريس 2004.



مقاطع:

"في كتاب "عين السراب" يصهر عيسى مخلوف الكلامَ في شعريّة تتجاوز الحدود التي تمّ التواضُع عليها، بين ما يسمّى نثراً وما يسمّى وزناً، محقّقاً في ذلك نموذجاً أصيلاً للكتابة الشعرية الجديدة. وفي هذا يؤسّس، على نحو متميّز، لشكل شعري حيث يتآلف السرد والتأمّل والسيرة الذاتيّة والبحث، وتنصهر هذه كلّها في بنية فنية واحدة.
الكتابة هنا لا تحتضن التفاصيل المرئيّة وحدها، وإنّما، وهذا هو الأكثر أهمية، تفتح هذه التفاصيل على الأبعاد اللامرئيّة في الأشياء والأحداث التي تنطق بها. هكذا تولدُ الكتابة منخرطة في الكينونة، في عناق شفّاف وحارّ لمستوياتها الحياتيّة والانفعاليّة والتخيّليّة والفكريّة."

أدونيس



------------

"أشعر باتحاد كامل مع جمالية نصوصه المُلغَزة وعمق مفارقاته... فهو كتاب صغير، شفّاف ومرتعش. إنّه كتاب ا

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
6 (46%)
4 stars
3 (23%)
3 stars
1 (7%)
2 stars
3 (23%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 6 of 6 reviews
Profile Image for حيدر قحطان.
Author 2 books44 followers
September 7, 2021
كتاب مدهش بحق، آسر ومختلف، سرد مشوّق، وحب يتدفق بين الصفحات بهدوء مثل نسمة هواء تائهة… لا يفوّت.
Profile Image for code.
46 reviews26 followers
February 20, 2014
واحد من أهم ما قرأت وأعمق ما اطلعت عليه، كتاب مبتكر، تعاد قراءته دون ملل، عيسى مخلوف أحد الشعراء الغرباء على هذا العالم الغريب
Profile Image for Fatima Alammar.
Author 1 book226 followers
November 13, 2021
"البرهة التي تكفي لبداية الحب ونهايته غيرُ كافية أبدًا لكتابة رسالة واحدة كالتي لا أفتأ أكتبها لكِ منذ التقينا."
"الذي يمضي، لنتركه يمضي. كالنهر لا نحرفه عن مجراه. الذي يمضي وإن عاد إلينا، لن يعود. لأنه من جهة الغياب عائد. يلوِّح به كل لحظة، بعدما كان الغياب، في الماضي، سرًّا وراء إشراق وجهه."
"الذي يمضي لنتركه يمضي. لا نتعقّب أثره ولا نناديه. ولا نتحسّر على عدم قولنا كلمة أخيرةً له."
"من يمضي لنتركه يمضي ولا نتعقّب أثره. من الآن فصاعداً، سيكون بلا أثر. خفيفًا كالهواء."
"لنتركه يذهب من يريد أن يذهب. نلتفت إليه محفورًا في دواخلنا، نَضِرًا كما كان يوم كان. الذي يمضي لنتركه يمضي بسلام."
"يمضي الوجه ويبقى جماله. ينطفيء المصباح ويبقى النور."
Profile Image for Reham Ahmad.
35 reviews44 followers
May 26, 2016
"تابع خفق أجنحتك ولا تهدأ, لا تهدأ أيها الطير"

الكتاب الذي ينتهي بعبارة كهذه, لا ينتهي على الأطلاق.
Displaying 1 - 6 of 6 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.