في الشعر للمعنى إلى اللفظ حاجة إذا اختل لفظ الشعر يختل معناه والشاعر لا يكون شاعرا إلا إذا توفرت فيه شروط ثلاثة : الأول أن يكون له استعداد ذاتي للشعر، والثاني أن تغزر مادته في اللغة والعلم والثالث أن يكون قد مارسه طويلا. والسبب في أن أكثر الشباب تعوزه صحة التعبير وسلامة اللفظ، هو كونه غير متوسع في اللغة أو قليل الممارسة للشعر والتوسع في اللغة والممارسة المجدية يحتاجان إلى زمان طويل، فلا يبلغ الحاجة منهما الشاب إلا بعد ان يكون قد فارق شبابه وقليل أولئك الشباب الذين تكون خطواتهم واسعة توصلهم إلى الغايات قبل أن يفارقوا شبابهم.
جميل صدقي الزهاوي درس على أبيه وعلى علماء عصره، وعين مدرسا في مدرسة السليمانية ببغداد عام 1885 وهو شاب ثم عين عضوا في مجلس المعارف عام 1887 ثم مديرا لمطبعة الولاية ومحررا لجريدة الزوراء عام 1890، وبعدها عين عضوا في محكمة استئناف بغداد عام 1892، وسافر إلى إستانبول عام 1896، فأعجب برجالها ومفكريها وتأثر بالأفكار الغربية، وبعد الدستور عام 1908 عين استاذا للفلسفة الإسلامية في دار الفنون بإستانبول ثم عاد لبغداد، وعين استاذا في مدرسة الحقوق، وانضم إلى حزب الاتحاديين، وأنتخب عضوا في (مجلس المبعوثان) مرتين، وعند تأسيس الحكومة العراقية عين عضوا في مجلس الأعيان. ونظم الشعر بالعربية والفارسية منذ نعومة أضفاره فأجاد واشتهر به.