هي ذاتها الحكاية هي ذاتها الملامح المختبئة خلف ضفيرة طفلة صغيرة تُغطي بها عينيها وتبتسم هي ذاتها الأهات الهاربة من صدر الوجع لتبحث عن حٌضنٍ آخر ، وربيعٍ آخر ، ورحيلٍ آخر
هي ذاتها الـ - غزة - الجميلة بعينيها الزرقاء البحرية وشعرها الذي يأبى الرحيل عن عناقها فيتلون بلون رمالها الشاطئية الذهبية
هي ذاتها الهائمة من شوقها على شوقها والثابتة من صبرها على صبرها والقاهرة للخوفِ وللحزنِ المتناثر على أشلائها
بعد قراءتي للرواية كتبت هذا التعليق للكاتب المناضل: صابر عليان
أنا أعصب رأسي وأركز على السطور أبحث عن شيء أعلم أنني سأجده .. لكن في أي فصل ! في بداية هذه الرواية كدت أبكي ثلاث مرات .. لتشابه الأسماء ؛ فالأبن الأكبر "خالد" والأبُ "عبدالرحمن" والصغرى "سارة" إنها عائلتي هل هذه مصادفة أم من رسائل القدر التي تُخبّئها في كل كتاب أقرأه ! شرعت ألتهم الكتاب بحثاً عنّي ، لابدّ وأنني نائمة في أحد السطور كانت الرواية فلماً في رأسي ، تتحرك الكاميرا بسرعة لتبحث عن حدثٍ يخصّني ! تمرّ سريعاً على مشاهد أجمعها لأرتّب الصورة المبعثرة أحب هذه اللعبة عليّ ترتيب التفاصيل الصغيرة ، جزءٌ مني هناك مرسوم على جدار غُرفة الترحيل، وآخر مُتفتت ليكون تُراباً نائماً في الحدود يُقبّله العائدون للوطن كنت هُناك فراغ في السرير لن يسدّه أحد .. تفاصيل أصغر من ذلك دهشة وحزن وكبرياء ، فرح مُنتظر ! أخيراً .. لم أعلم بأنني سأزور غزّة هذا الصباح وأبتسم لأبطالها وأبكي أخرىٰ عند وجعها، لم أتخيّل مرة أنني أحضن غزة، كل غزة بما فيها
ليتها كانت أطول ، فغزة تستحق الكثير من الحديث والغوص في بحرها وتأمل سمائها ، هي قصة واحدة نقلت لنا الصراع الذي يحياه الغزييون دوماً ، منذ ال2008 حتى اليوم ، بين مدافع عنها باذلاً الدماء لسقيا أرضها ، وبين الخائف المتردد الباحث عن نصرٍ صغيرٍ في حياته بعيداً عن الحصار والحرب والوجع ..
هنالك خالد دائماً ، ذاك الأمل الذي تتعلق به أحلام الجميع ، يخبو نارة فيكاد يختنق الأمل ليهاجر ، ولكن لهيب الحصار يُشعله مجدداً ليكون نوراً يُستضاء به ، فيكل طريقاً عمرياً بدأه أخوه قبله ..
التفاصيل شعرت بها تركض ، ليت الكاتب تريث ودار بنا في حواري غزة وأزقة مخيم الشاطئ ، لديه رساله وصلت منذ البداية ، ليس كل الرحيل رحيلاً ، فهنالك من يرتحل نحو وطنه ، سالكاً طريق الجهاد ، وفي الموت يرى الحياة ، وهنالك من يرحل هارباً مخلفاً وراء ظهره دموعتً وحسرات ، تلك الأمنية التي تتسلل لكل محرومٍ ومسلوب الحرية ، أن يعيش حياته بكرامة دون خوف أو ترقب لطائرات الموت التي ستحصد أرواحاً لا أحد يعلم عددها أو أين سيكون حصادها ..
هي تلك غزة ، القابعة على شاطئ بحرٍ ظاهره السكون ، باطنه يفور ويهدر بأمنيات سكانه ، كانت وما تزال تقبع تحت إحتلالين ، وحصار القريب أوجع من الغريب ، فمعبر الموت ما زال يسد منافذه أمام كل أنين وحلم نجاح ، وما زال الفلسطيني موصوماً بتهمة لا دراية له بكنهها سوى أنه مسلوب الحقوق والإحترام أينما كان ومهما كان ..
النهاية كانت مفاجئه بجمالها ، لكن الواقع مغاير ، كم من خالد سيتخلى عن طموحاته الشخصية ليعيش حلماً أكبر يعيشه وطنه ، ويدفع روحه ثمناً لذلك الحلم؟ هم قلة ، لكنهم والله وقود النصر :) ..
هذهِ الروايَة تأتي مِن عُمق غزّة، لتحكَي لك عن كُل شيء جميَل داخِلها، ولترسُم لك صُورة موجِعة عن الموت، الشهَادة، الرحَيل، الوطَن، ولترصُد لك حُزن غزّة عام ٢٠٠٨ ! مِن خلال بطلِها الطبيب خالد العائِد إلى بِلاده المُحاصرة بأفخم الأدوات الطبيَة، ليجِد كُل شيء اختَلف عليه وتبدأ رِحلة عذابِه ومُحاولة انقاذ والده المريض ونقلهِ للخارج أمام رفض والدته وحَبيبتهِ شام وأخوه المُجاهِد وأختهُ الصغَيرة .. ليتكمِل عذابهُ أمام طموحهِ الكَبير وعِلمه المُتقدِم بِأحَداث غزّة المؤلِمة عام ٢٠٠٨ .... ليفهم أخيراً الرِسالة التَي يعيشُها الغزّاوي ، ويبدأ حياتِه مِن حيثُ يُريد والدِاه والوطن !
. . وقد قسّمها مؤلفها إلى عِدة فُصول مِنها: ( ذِكريات، أأنتِ، أنتِ؟، روح أتعبها الحنين، لقاء الضياء، شامية أنتِ، صورة وذكرى، لحظات مسروقة، موعد مع الحياة)
كانَ رحيلاً آخر غير الذي ظنوا غير الذي توقعوا رحيل من الموتِ إلى الحياة
لا أستطيع اعطاء هذه الرواية أقل من ستة ، لا أستطيع منح أهل غزة أقل من ذلك ، بل مع كل كلمة بكيت لأنني وان كنت ضفوية ، الا أن الألم أعيشه حتى لو بمعنى آخر ، فنحن الموعودون بالنصر باذن الله.
كبدايه لي بالقراءة وجدت الروايه قريبه جدا لما نعيشه في واقعنا الغزي فكل فرد منا يمر بما مر به ابطال الروايه لقد احسست بكل كلمه قرأتها في هذه الروايه و تأثرت حقا بها و شعرت اني اعيش احداثها شدت كل ما في لقرأتها
لم أستطع إلا البكاء والمزيد منه والكثير الكثير .. كل الحكايا والقصص والأحاديث التي تحاكينا تُوجِعُنا يا أُمّي :) رواية برغم بساطة كلماتها وصغر حجمها أثرت فيّ بشكل غريب .. شكرا يا باش مهندس :)
رواية من 135 صفحة تقريباً.. شعرت بأنها مقتضبة جداً وهذا افضل لكن هنالك مواقع في الرواية تمنيت لو أن الكاتب أسهب قليلاً. هنالك بعض المفردات التي تكررت كثيراً وأظن ان هذا يدل على قلة المخزون اللغوي للكاتب او ان الكاتب شعر فقط بأنها مناسبة, لكنها في العموم جميلة وتستحق القراءة.