بيت على نهر دجلة

by مهدي عيسى الصقر

199 pages, Paperback

First published January 1, 2006

About the author

حياته ونشأته:
ولد في البصرة سنة 1927، نشر أولى محاولاته القصصية في مجلة الأديب اللبنانية في الخمسينات من القرن الماضي، صدرت أولى مجموعاته القصصية (مجرمون طيبون) سنة 1954.

مسيرته:
يعد القاص مهدي عيسى الصقر من قصاصي جيل الخمسينات المجدد في العراق فهو إلى جوار عبد الملك نوري وفؤاد التكرلي ومحمود الظاهر ومحمود عبدالوهاب من القاصين الذين تمكنوا من المزج بين الواقعية لتسجيل أحداث اجتماعية مهمة وبين الفنية المعتمدة على المخيلة المحلقة في مناطق شعبية تستمد وعيها من المثيولوجي والغرائبي.

عده الناقد الدكتور علي جواد الطاهر من أحد القاصين المتميزين في الأدب القصصي ولما ظهرت أولى مجموعاته القصصية في عام 1954 بعنوان «غضب المدينة» اسس رؤية نقدية للواقع، باسلوب فني وصف بقربه من أسلوب تشيخوف.

عمل القاص مهدي عيسى الصقر موظفا في شركة نفط البصرة لاكثر من خمس وعشرين سنة وهو المكان الذي مكنه أن يكون أدبه وكتاباته خاضعة لحركة الشارع بتياريه: الموظفون والعمل.. وقد مكنته وظيفته هذه من أن يفهم معاناة عمال النفط ومشكلاتهم فهما طبقياًً. فكان في الخمسينات قريبا من أوضاعهم ومن أفكارهم دفعه ذلك لأن يرتبط بالتيار التقدمي اليساري وشهد على مدى عقود مظاهرات عمال النفط والديكيار والسيكاير والسينالكو والموانئ العراقية فاستبطن تلك الأحداث لاحقا في نتاجه. وهو من القاصين القلائل الذين بقوا ملتزمين بالتيار الواقعي في القصة. لإيمانهم أن الواقعية غينة بالدلالات.


مسيرته الأدبية
و في أواسط السبعينات بدأ ينشر قصصا في مجلات عربية وعراقية من قصصه المتميزة «زيارة السيدة العجوز». والتي حملت عنوان مجموعته القصصية الثانية هي مجموعة قصصية وقف فيها على تنوع التيار الواقعي مع الكثير من البنية الشعرية الهادئة في النص. في بغداد وجد أن الظروف المغايرة لجو البصرة تمكنه من ان يعيد نشاطه القصصي ولكن بأسلوبية جديدة فقد زاد في نصة تغريب الواقع، والبحث عن أفق حداثي في الموضوع الواقعي والعودة إلى تاريخية الحدث وإلى التعامل الحذر والدقيق مع المكان وهو ما ميز تيارا في القصة التي يمكن أن تقرأ من خلالها بعض ما حدث في المجتمع العراقي. وداب في هذه الفترة على كتابة تخطيطات أولية لمشاريع قصص قصيرة وروايات، هنا بدأ الفن يضغط عليه بعدما كانت المخيلة. ولكنه لم يكن مستعدا أن يغامر بالنشر في فترة ملتبسة. يكتسب الحديث عن القاص مهدي عيسى الصقر جوانب مهمة من حياة الثقافة العراقية الحديثة. فهو من جنوب العراق ويعني ذلك كما انعكس في قصصة ورواياته أن البيئة الجنوبية كانت حاملة لنوى التحديث في الشعر وفي الفن المسرحي والقصصي. كما هي حاملة في الوقت نفسه لكل أقدام المحتلين الأجانب من فرس ومغول وإنكليز. ولذا كانت هذه البيئة وما تزال عرضة للتغيير الديموغرافي والجغرافي. ولا نعدم القول إذا قلنا أن البصرة وبقية المدن العراقية الجنوبية والشمالية قد تعرضت على يد حكام العراق ما يوازي ما تعرضت له على يد المحتلين. ضمن هذا المناخ المستمر منذ الحرب العالمية الأولى وحتى اليوم تتعايش الثقافات في مدينة البصرة وتتداخل التجارب. فهي مدينة ميناء ونفط ونخيل كما تجد فيها تجانسا غريبا لأقوام من مختلف شعوب العالم، فالمدن الميناء ذات طبيعة عالمية وأن حملت اسما محليا وتراثا عربيا. فهي كغيرها من موانئ العالم.

في هذا الجو وجد القاص مهدي عيس الصقر كما وجد كتاب آخرون: السياب وسعدي يوسف والبريكان ومحمود عبد الوهاب ويعرب السعيدي ومحمد خضير وعشرات من أدباء العراق الأرضية التي تنمو فيها المتناقضات وتتضح فيها خيوط السرد المختلفة المشارب. وقد مهدت هذه البيئة للقاص مهدي عيسى الصقر أن يجد في معسكرات الشعيبة وفي محلات البصرة القديمة مكانا وثيمة يستل منها قصصه وأحداثه. لعل روايته القصيرة الشاهدة والزنجي خير دليل على هذا التزاوج بين سكان المدينة وأحداثها. بانتقال القاص مهدي عيسى الصقر إلى بغداد في أوائل السبعينات رغم أنه بقي صامتا لم يلتق بأحد لفترة طويلة إلا أنه كان ينتج وفي أواسط الثمانينات بدأ ينشر قصصه القصيرة في مجلة الأقلام العراقية والآداب البيروتية. وفي هذه الفترة بدأ يكتب روايته القصيرة الشاهدة والزنجي وهي باكورة نشاط استمر لعشر سنوات وعندما ظهرت في أواسط الثمانينات تعامل النقد العراقي معها تعاملا جادا.

وهي رواية تتحدث عن المدينة المحتلة من قبل الأجنبي وكيف يولد هذا الاحتلال خللا في العلاقات بين الناس تصل إلى حد الزنى والقتل للأجنبي فمن خلال امرأة شعبية تدفهعا الظروف لممارسة الجنس في البساتين يكشف عن بقعة غنية بالدلالة عندما تكون المرأة رمزا لمدينة محتلة من قبل الأنكليز. ومن داخل هذه البنية السياسية يطل مهدي عيسى الصقر على واقع المجتمع العراقي في الأربعينات فيكشف فيه عن تركيبة اجتماعية تعتمد على ثيمة التجاور بين سكنة ا

Reviews

[Araz Goran · Rating 5 out of 5]

لا شيء يشوش الإنسان مثل الحرب، ولا شيء أيضاً يجعله يتخبط وينسى نفسه، في أوقات الحرب ينسى الناس أنفسهم، من يكونون وماذا يفعلون في الحياة، يرتعشون لصوت رصاصة، يندمون على أشياء كثيرة، يفرغون قلوبهم من الانتظار، يقفون طوابير مثل قطار مهترئ، الحرب تأخذ معها كل شيء، ترجع من الحرب، تجد زوجتك مع رجل آخر، أطفالك يهربون من وجهك، لا أحد يعتني بأحد في أوقات الحرب إلا من كان قديساً حقاً، أمك أو أختك، تلك التي منحت حياتها لأن تعود بخير، تبحث عن الجثث عسى أن لا تكون من بينهم، تسأل عنك الأموات قبل الأحياء، ترقد في أرق دائم ، وحين تعود، يمكن أن يكون كل شيء قد تغير، ربما، نعم ربما تتمنى أن رصاصة قد أصابتك، أو أنك لم تخرج من حقل الألغام ذاك، أو حربك لم تنتهي بهذه السرعة، ماذا تجد، بيتاً موحشاً كئيباً مثل قبر، وطناً مليئاً بالألغام والفواحش، أناساً قد تغيروا لدرجة أنك تتساءل ما كانوا هم الأشخاص نفسهم الذين غادرتهم قبل مدة قصيرة ..





آه لو كنت أمتلك قفلاً أوصد به هذا الدماغ الملعون ، لكي لا أسمع ضجيجه أبداً ..


هذه الرواية تطرح أسئلة كثيرة، عن الحرب، عن النفس، عن الجنون والوجع والخيانة والغياب والموت والوطن، عن الإنسان حين يجن، حينما يكون الكل على وشك الجنون، حيث لا مهرب، لا حل، لا دواء لما تخلفه الحرب في بعض النفوس، البعض يعود وقلبه مثل رقاص ساعة، يتمنى أنه لم يولد ليشهد حرباً كهذه، يؤخذ أسيراً يُقتل ..


حينما تسيطر فكرة واحدة على جسد وعقل إنسان، حينما يباغته الجنون وهو راغب في الحياة، يتحول الإنسان إلى قفص يحتوي على كل الأشياء المروعة التي عاشها والتي ما كان ينبغي له أن يقرب منها، بل لا يجوز للإنسان أن يفكر بوجودها فضلاً من أن يعيشها، لحظات تستوي فيها الحياة والموت، الحرائق ودفء الأسرة، الطبيب والمريض، الشجاع والجبان، لا يعود ثمة يقين سوى ذلك القلب المريض الذي خلفته الحرب..




رواية أيضاً تتحدث عن الوجوه، وجوه الموتى، وجوه الطوابير التي تنتظر، الوجوه التي تتغير بعد الحرب، الوجوه التي يكسوها رماد الحزن والضياع، الوجوه التي تنتظر غائباً والتي لا تنتظر أيضاً، الوجوه المعذبة، المجنونة، الوجوه التي ارتكبت بشاعة الحياة في غير وقتها ..




رواية مبهرة تحكي بلغة راقية وأسلوب فخم جزءاً من تاريخ العراق ، هذا البلد الذي لم يجرب في تاريخه سوى الكثير من الدماء والويلات، رواية تتحدث عن كيفية تغيّر نفسية الناس في زمن الحرب والمآسي، كل الشخصيات فيها غريبة وكل الحوارات غير مفتعلة.


أحببت الرواية رغم كل كآبتها وحزنها ..

[Ola Al-Najres · Rating 5 out of 5]

الماء أسود بسبب الليل و لكن عندما تشرق الشمس فجر الغد ، سيشرق وجه دجلة أيضاً و يصبح مثل آلاف المرايا ..

رواية عن النفوس المحترقة بنيران الحرب .. عن الأرواح المشوَّهة .. عن الرماد ..
و لأنّي لا أملك للعراق الآن إلا الدعاء و القراءة ، كانت هذه الرواية ... 🇮🇶❤️

[Amani Abusoboh (أماني أبو صبح) · Rating 4 out of 5]

رواية مغرقة في البؤس!!

[طيف · Rating 5 out of 5]

هذا هو العمل الثالث الذي اقرأه للكاتب العراقي مهدي عيسى الصقر
في يومياته يقول الكاتب : بعد رواية صراخ النوارس والشاطيء الثاني
لم يصطد بعد السمكة الكبيرة فالحكاية لم تنته بعد والعالم مفتوح أمامه
لإصطياد سمكة عصية ( يقصد عمل أو رواية مميزة )
وكانت ( بيت على نهر دجلة ) هي السمكة الكبيرة
التى صدرت قبل وفاته بأيام
بيت على نهر دجلة
إنها العمق لتصوير الجرح العراقي النازف
ومأسي النفوس التى دمرتها الحروب

[Tahani Naji · Rating 4 out of 5]

من امرأة الغائب الى بيت على نهر دجلة .. إبداع

[خديــجة · Rating 2 out of 5]

رواية تصيبك ببؤس متفاوت كبؤس شخصياتها ....!
عمل طيب لولا بعض المقتطفات .

[Maha Taha · Rating 5 out of 5]

لقد تأخر صدور ” بيت على نهر دجلة ” خمسة عشر عاما ً من عام 1980 الى 2017
جاءت الرواية مدونة مفعمة بروح الصدق والجرأة ، تؤرخ لحقبة مظلمة من الزمن العراقي ، حقبة حافلة بالحروب الدموية المدمرة التي بدأت ولم تنته بعد وربما ستظل نهايتها مفتوحة على المجهول !

اراد أن يقدم من خلال هذه الشخصية وشخصية ساهرة ، نموذجا ً للمرأة العراقية التي تحملت قسطا ً كبيرا ً من أعباء الحرب . لقد منح شخصية ساهرة قسطا ً من الايجابية حين جعلها تكرس حياتها لرعاية أخويها بعد رحيل أبويها وعاملت سعيدا ً مثلما تعام أم إبنها ، فقدمت نموذجا ً للتضحية ونكران الذات وهو دأب النساء العراقيات .
شخصيات الرواية يعانون من ازمات نفسية بدرجات متفاوته.

[Sara Alhooti · Rating 3 out of 5]

.
.

عن ساهرة المرأة التي نهش عمرها الانتظار والفقد
وسعيد غير الواعي/ المشوش/ الباحث عن جذوة نار تحرق كل شيء

رواية هادئة ستدخلك رأس سعيد .. ونفس ساهرة
وتُريك البؤس والحزن واليأس


تقول سـاهرة بعد عودة سعيد الذي حسبته ميتا:
" ما كنت أتصور أن محاولة اثبات أن انسانا من الناس ما يزال على قيد الحياة يستلزم كل هذا الرواح والمجيء في حين أن موته تؤكده ورقة واحدة تكتب في دقائق."


أعجبني أسلوب مهدي الصقر .. سأقرأ له مستقبلا

[داليا روئيل]

ابداع
ولكن رواية محيرة

[Muayad Habeeb · Rating 4 out of 5]

رواية أخرى من بؤس العراق
فترة الحرب الخليج الأولى
فواجع وحروب تلوى الأخرى ودمار الإنسان من صنع الطغاة
قصة تسلط الضوء على ما تخلف الحروب العبثية على عامة الناس

[Firas Al Ramahi · Rating 5 out of 5]

أفضل تعليق لهذه الرواية ما نشره صديقي الذي قرأها قبلي وأوصاني بقرائتها :
"إثناء قراءتي لرواية بيت على نهر دجلة للكاتب مهدي عيسى الصقر كانت رائعة جدا لكن وحسب تصور انه اخفق بعنوان الرواية لدرجة طبعت لها عنوان ثاني في مخيلتي لأجعل منها وقع اكبر أسميته ( الغثيان) وقد استقطعت جزء منها أتمنى إن ينال إعجابكم
(( رحت امشي رأيت جنديا يمر من بعيد توقف وراح يلوح لي بيده ويصرخ ولم اسمع ما يقول فمشيت إليه لكنه مد ذراعيه إمامه يصد بهما الهواء ثم صنع من كفيه بوقا وصاح البوق ألغام ! ألغام! ألغام! فعرفت إنني دخلت حقلا زرعته جماعتنا حتى يخضر ونجمع بعد ذلك المحصول ورأيت صاحبي يجلس على الأرض فجلست على الأرض مثله ثم رايته يبتعد في الصحراء واكلته الشمس بعد ذلك! انقطع لغط الوالدين .
إما روحي فلا تريد إن تحلق تظل مثل قبرة تتقافز على الأرض لا تريد ان تفارقني وخوذتي المتروكة على التراب تمضي لتصبح عشا للقبرات وأمي ساهرة بثياب بيض تنحني فوقي وتهزني لا تغمض عينيك أنت لم تمت فليلك بعيد ))"

[Hameed Younis · Rating 2 out of 5]

لا اعرف حقيقة كيف يكون رأيي مغاير الى هذه الدرجة رأي الاخرين
لكن و للاسف اني اجد هذه الرواية ليست ببائسة فحسب بل هي البؤس بعينه
اسف اخوتي الافاضل لكن المرضى النفسيين و الطب النفسي هو اعمق من ان نؤذره بهذه الطريقة