حُكمت سورية منذ استيلاء الجنرال حافظ الأسد على السلطة يوم «16/11/1970» وحتى تاريخ تحرير هذا الكتاب، من خلال تحالف قوتين جبارتين هما: قوةُ الأجهزة الأمنية التابعة لمجموعة الأسر الحاكمة، وقوة الإعلام.. فالأجهزةُ الأمنية تُرَاقِبُ، وتتنصت، وتَعْتَقِلُ، وتَسْجُنُ إلى آجال غير مسماة، وتُطَارِدُ، وتُشَرِّد، وتُصَفِّي، وتَقْتُل، وتُمَثِّلُ بجثث المواطنين السوريين المعترضين على هذا النهج،.. والأجهزةُ الإعلاميةُ تختلقُ الأكاذيب التي تموه الحقائق، وتَخترع و«تُفَبْرِكُ» أكاذيبَ موازيةً لها، وتحاولُ، من خلال هذه الأكاذيب، إيهامَ الرأي العام، في الداخل والخارج، بأن «النظام» بريء مما حصل، وأن ثمة قوى وَ.. جِهَات أخرى تقصدت ارتكابَ تلك الأفعال، تنفيذاً لمؤامرات و«أجندات» استعمارية خارجية، ورجعية داخلية مرتبطة بالخارج، لكي تسيء للشعب، والقيادة الحكيمة في آن معاً. ولأجل تحقيق هذه المعادلة التسلطية، القائمة على كذب مكشوف غير مشوب بأية شائبة من صدق، فقد عمدت السلطة «الأمنية/ الإعلامية» إلى التعتيم الإعلامي الشامل، ومنع أي إعلام خارجي حر من دخول البلاد، وحَصَرَتْ عملية السماح بإنشاء مؤسسات إعلامية داخلية خاصة برجال تثق بهم، أغلبُهم مسؤولون متقاعدون، أو أبناءُ ضباط أمنيين سابقين مشهود لهم بالولاء للنظام،.. وحتى المراسلون الذين تعتمدهم الصحف والمحطات التلفزيونية العربية والعالمية فلا يمكن لهم أن يعملوا في سورية إذا لم يكن معهم «o.k» ليس من وزارة الإعلام السورية، وإنما من إدارة المخابرات العامة، أو أية جهة أمنية كبيرة أخرى” (ص 8-9)
قصص وحكايات ومقالات قصيرة كتبها الكاتب خلال أول عامين من الثورة السورية .. يعود الكاتب كثيرا للماضي لنقد النظام الديكتاتوري السائد في سوريا قبل الثورة ويتعرض بوجه خاص للإعلام السوري ورموز النظام الاستبدادي القصص رغم سخريتها إلا أنها مؤلمة ومفزعة وتصور حال شعب عانى كثيرا قبل وبعد الثورة، وما زال يعاني إلى الآن رحم الله شهداء الحرية في كل مكان
كتاب رائع يحمل في طياته الكثير ..استمتعت جدا بقرأته بالرغم من انه يتحدث عن واقع محزن ومبكي لما وصلت اليه سوريا من القمع والاستبداد لمدة 41 سنه (نظام الحكم في سوريا جملوكي ( جمهوري كما يدعون لكن في الواقع هو ملكي ورائي ) كون السيد حافظ الاسد اعتبر سوريا ملكا له وابناء الشعب السوري ضمن هذه الممتلكات ويعتبرون من ضمن الميراث الذي يورثه لمن هم بعده من سلالته الموقره .. بل اكثر من ذلك اذ نصب نفسه منصب الرب ..حيث قرأت جزئيه في الكتاب في الفصل الخامس وكان عنوانها بين بشاروالرب الكريم ..اذ شرع اعوان الاسد يكتبون على الجدارن (الله للعباده والاسد للقياده) ..وزعوا الادوار بين الله تعالي وبشار الاسد !! عدد سكان سوريا اظن ما يقارب ال 23 مليون نسمه من بين كل هذه الملاين لا يوجد الا سلاله الاسد التي تصلح لحكم سوريا !!! ايعقل ان كل هذه الملاين راضيه على حكم سلالة الاسد لها طول هذه السنين !! ايعقل ان يكونوا راضين عن ما يتعرضون له من قمع وظلم وحبس وقمع للحريات و و و و ... !!! ايعقل !!! !!!!!! ................... في الوطن العربي السلطه والشخص الواحد شيء واحد لا يمكن الفصل بينهما بعض الدول المتحضره فكريا لتمنع طهور اي شكل من اشكال الاستبداد من الحاكم تعمل على تغيره كل فتره ،كل دوله على حسب دستورها وبالانتخاب ..فالحكم الطويل يعلم الحاكم القمع حتى اذا كان لا يعرفه ..لكن عائلة الاسد الموقره ( مع العلم انها العائلة الوحيده في سوريا التي عدد سكانها 23 مليون نسمه التي تستطيع الحكم في سوريا ) على استعداد ان يقوموا بتغير الشعب واحضار شعب جديد كامل لكي يتمكنوا من ممارسة اشكال القمع عليه ولكن بشرط ان حضرتهم لا يتغيروا ... فليكن الله في عون الشعب السوري
كتاب ساخر لأبعد الحدود لما آل عليه الحال في سوريا.. سخرية وفكاهة الكاتب ذكرتني بأسلوب الكتاب المصريين المعروف
بداية شرارة الثورة السورية حين تم اعتقال 15 طفلا سوريا وتعذيبهم لدرجة خلع الاظافر لا لشيء سوى لأنهم كتبوا عبارات ثورية أسوة بما كان يكتب في دول أخرى مثل مصر.. غضب الأهالي ودعوا لقيام ثورة سلمية لتكون النهاية سقوط مئات من القتلى برصاص حي .
"هل يوجد إعلام يخفي الكوليرا ويكذب في درجات الحرارة؟ نعم يوجد. إنه الإعلام السوري"
" اللهم أعنا على الصيام والقيام وإسقاط النظام !! " هكذا كانت دعوة السوريين في رمضان
وانت تقرأ الكتاب لن تعلم ان كنت يجب ان تضحك او تبكي على احوال سوريا والسوريين..