شخصيات عرفتها وحاورتها" كتاب يضم مجموعة من لقاءات وحوارات نجم عبد الكريم التي أجراها في خلال مسيرته العملية والعلمية الطويلة والغنية، وإزاء حشد الشخصيات وتنوعها كان لا بد بدايةً من تقسيمها إلى جزءين، ثم تبويبهما بناءً على الترتيب الأبجدي لأسماء أصحابها دون إعتبار للموضوعات (سياسة، فكر، أدب، دين، فن، إلخ).
في الجزء الأول من هذا الكتاب حوارات مع كل من: (( إبراهيم العريض، أحمد بهاء الدين، الشيخ أحمد حسن الباقوري، أدونيس، أنيس منصور، تحية كاريوكا، جاك بيرك، جلال الطالباني. حسين فوري، حمد الجاسر. سعد الله ونّوس، سعيد حارب، سمير سرحان، شادي عبد السلام، شفيق الحوت، صلاح أبو سيف، طه حسين، عباس محمود العقاد، عبد الله الطريقي، عبد الرحمن الأبنودي )).
نجم عبدالكريم اعلامي وكاتب كويتي من اصل عراقي ولد في نوفمبر 1937 يقيم في بريطانيا منذ السبعينات. حاصل على الدكتوراه في الإعلام من جامعة جنوب كاليفورنيا (University of Southern California) في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو اخ للممثل العراقي مسافر عبد الكريم.
مثل فيلم حبي في القاهرة سنة 1963. واخرج مسرحية بني صامت عام 1975.
قدم شخصية الدكتور عرفان في فيلم كرتون الرجل الحديدي.
في 2012 صدر له كتاب شخصيات عرفتها وحاورتها في جزءين عن دار رياض الريس.
جاء هذا الكتابُ لينتشلني من حالةِسوء المزاج القرائي، أحتاجُ في مثل هذه الحالات لمثلِ هذه النوعية من الكتب لتخلقَ ودا وتآلفا جديدا مع الكتاب بعدَ النفرةِ واللاتوائم. على أن هذا الكتابَ بقي حبيسَ الرف٦ اشهر ولكنني دائما أقولُ وأردد لنفسي لكل كتابٍ وقتُه، وهذه ميزةٌ من مزايا تجميع الكتب، إن لم أقرأه الآن فمصيري سأقرأهُ مستقبلا فقط حينما يأتي وقته. أغلبُ الحوارات كانت ممتعةً بغض النظر عن الآراء المطروحة فيها، ولعل أجملَها ما كان مع العقاد، وطه حسين، والطريقي، والعريض، وأنيس منصور ولو ابتعد نجم عن تلك الأسئلة الاستفزازية لكان الحوار أكثر ثراءً من صورته الحالية. لست بصددِ الحديث عن ما دار في تلك الحوارات، ولكن كل حوارٍ اصطبغَ بصبغة ميزته فطه حسين حربه الضروس على العامية، والعقاد شراسته من خلال معاركِه الأدبية والسياسية كذلك، والطريقي يأسه (المشروع) والإحباط المصاحب لذلك الجيلِ. كتاب ممتعٌ وخفيف، ولي لقاء قريبٌ اذا شاء المولى مع الجزءِ الثاني.
مراجعة واحدة للجزء الأول و الثاني . هذا الكتاب يمكن أن يكون محطة إستراحة لشخص عاد تواً من قراءة كتاب فكري معقد أو بحث علمي شيق ، لإنه كُتب بإسلوب غاية في السلاسة و الإمتاع لا تتمنى أن تنتهي صفحاته .. يحتوي الكتاب على حوارات مع 38 شخصية عربية في مختلف المجالات و الإختصاصات حاورهم د.نجم عبد الكريم بطريقة ذكية جداً و تدل على إن المُحاوِر قد طرق أبواب المعرفة بشتى أنواعها الفنية و الأدبية و الفكرية و السياسية .. الشخصيات وِزعت في الجزءين بحسب الأبجدية ، فكان الجزء الثاني أكثر حظاً و نال على أكثر عدد من الشخصيات المثيرة للجدل في الوسط الثقافي ..
الغريب إن 23 شخصية من هذه الشخصيات هم من مصر أم الدنيا و هي نسبة كبيرة جداً، حاورهم الكاتب في مختلف دول العالم ، مع إن الكاتب كويتي الجنسية عراقي الأصل يسكن الكويت ، و هذا يعطي إنطباع على إن مصر هي البلد العربي الأول في مختلف الميادين الثقافية .. للتحميل : الجزء الأول : https://ia700707.us.archive.org/1/ite... الجزء الثاني : https://ia600809.us.archive.org/2/ite...
كتاب جميل و خفيف و سريع .. تقرأه في السيارة او في مكان عام او في اماكن الانتظار لسلاسته و اختلاف مواضيعه .. يستحق ثلاث نجمات و الرابعة لمجهود المؤلف الكبير .
أشك كثيرًا في أن هذه شخصيات «عرفها» المحاوِر مؤلف هذا الكتاب، كما يقول في العنوان، أما حاورها فنعم، وأما عرفها فلا أظنّ أن أحدًا من الذين حاورهم قد كان يسرّه مدّ حبل المعرفة معه! أعني أحسست بالضيق كثيرًا وأنا أقرأ هذه الحوارات، وأما الناشر فقد كتب في مقدمته لهذا الكتاب بأن المحاوِر لم يكن ذلك المتلقّى السلبي للمعلومات والآراء، بل سيفاجئ القارئ به محرضًا ومحاورًا ومتحدّيًا وندًّا لتلك الشخصيات إلى حد الصدام، كما قالوا، ولكن لا!
سأل حسين فوزي: ممكن النقاش في هذه النقطة؟ ليجيب: لا.. مش ممكن، وأنا تعبت!.
وسأل أحمد بهاء الدين: هل من الممكن أن نحكي قليلاً عن حياتك الخاصة؟! ليجيب: أنا يمتزج عندي الخاص بالعام، وأظنني قلت لك من المعلومات عني بما فيه الكفاية
وسأل الأبنودي: أستاذ أبنودي، ممكن أسألك سؤال آخر؟ ليجيب: اسمع بقا يا خال، أنا تعبت وقلتلك كلام كتير. خلاص بقا
وقال له أنيس منصور في ضيق: السؤال الأول «البعض يُطلق عليك!!» وفي السؤال الثاني «هناك من يرى!!» يعني أنت تريد أن تجري معي حديثاً إذاعياً لتستخرج مني معلومات عن تجربتي الفكرية والثقافية لتزود بها مستمعيك معتمداً على «البعض» و«من يرى». يا أخي حرام عليك!
ومن قبل ضاق منه العقاد لنفس السبب ليقول له: أنت تقول في سؤالك «يُقال»، فما أكثر ما يُقال!
وكذا فقد أجابه في سؤال آخر مملول ويعرفه كل من يتعرّض لحياة العقاد، ولكنه أحب أن يسأله والسلام، ليقول له العقاد في ضيق: يا مولانا، لقد اهترأت هذه الحكاية اجتراراً، وأكل عليها الدهر حتى أُتخِم!
ولكنه يصرّ فيطلب منه العقاد أن يحكي هو هذه الواقعة وهو (أي العقاد) سوف يصحح له الخطأ، فيحكى له المؤلف الواقعة ويخطأ ويصحح له العقاد ما قاله في نفاد صبر حقيقي أحسست به.
وعندما أشار المحاور كذلك إلى حكاية ضعف محصول العقاد الدراسي استغلّ العقاد الفرصة في ختام الحديث والمحاوِر يسأله عن جوائزه ليقول له: عندي ما يكفي من الجوائز، إنها أكثر من تسعين جائزة. ليتعجب المحاوِر: أكثر من تسعين جائزة؟! فيقول العقاد في تشفّي: نعم إنها كتبي التي أرجو ألا تعتبرها متواضعة هي الأخرى كتواضع تحصيلي الدراسي «كما يقال»!
وابتسمت هنا واسعًا، وشكرًا للعقاد لهذا التأديب المستحقّ!
وتخيّلوا أن محاورًِا يقاطع ضيفه الشاعر الكبير (البياتي) عند حديثه عن دور الشعر، ويقول له: هل يستطيع الشاعر — مهما كان شأنه — أن يفعل كل هذا الذي ذكرت، بقصيدة شعرية؟! فلا تخفى الإشارة ليبدأ البياتي إجابته بهدوء: رغم ما يحتوي عليه سؤالك من نغمة شبه تهكمية، فإن الحقيقة التي عليك إدراكها هي أن ..
ثم يعمد المحاور مع البياتي كذلك أن يستدرجه لنقطة «اهترأت اجترارًا وأكل عليها الدهر حتى أُتخِم»، ليجيب البياتي بهدوء يُحسد عليه: رغم أن سؤالك لا يخلو من سوء النوايا وبمقدوري ألا أجيبك عليه، إلا أنني سأُرضي فضولك ..
ويجيبه عزيز أباظة على سؤال فلا تعجب الإجابة المحاوِر ويقول له: أنا لست مقتنعاً بهذه الإجابة ولا أظنك أنت مقتنعٌ بها لماذا؟ لأنها تقوم على الأمنيات لا ياسيدي أنا مقتنع بها تماماً!
ويستفزّ فريد الأطرش: أستاذ فريد، ما هي فلسفتك في اختيار كلمات أغانيك؟! عاوز تقول إيه من هذا السؤال؟! ما أريد قوله أن في الوقت الذي نجد فيه عبد الوهاب وأم كلثوم يهتمان اهتماماً شديداً باختيار كلمات الأغاني ذات المضامين رفيعة المستوى، فيختارن كلمات لكبار الشعراء أمثال شوقي ورامي وناجي، وغيرهم، نجد فيه الأستاذ فريد الأطرش يختار «يا ريتني منديل في عبّك» أو «يا عوازل فلفلوا»، وهلمّ جراً من هذه الكلمات. فيردّ فريد محتدًا: أولاً، هناك بعض الأغاني يتم تأليفها خصيصاً لتتناسب مع مشاهد سيناريوهات الأفلام، ومنها تلك الأغاني التي ذكرتها في سؤالك، ثانياً، «يعني تراعيني قيراط أراعيك قيراطين» لعبد الوهاب، كلامها رفيع المستوى جداً؟!! ثم لا تنسى «أول همسة»، و«الربيع»، و«عدت يا يوم مولدي»، و«سألني الليل»، والمئات من الأغنيات الأخرى الناجحة!! أستاذ فريد بصراحة، إن الذين يعشقون الطرب الأصيل نجدهم يبتعدون عن فريد الأطرش!! مش عايزهم!! أرجو ألا أكون قد ضايقتك؟ هي محاكمة ولاّ مقابلة؟!
ثم يستمر ويسأله سؤال عن علاقته بإحدى الفنانات، فيقول له فريد الأطرش في نفاد صبر هو الآخر: أنا عارف أنك تريد الوصول من خلال هذا السؤال إلى علاقاتي مع زميلاتي الفنانات، أحب أن أقول لك، الفنانة سامية جمال شبه معتزلة، وهي زوجة صديقي الفنان رشدي أباظة، ولذلك أي حديث عن علاقتي السابقة مش هاجاوب عليه!! ولا قصة حبك لشادية؟! ولا حاجة!! لأن شادية زوجة صديقي صلاح ذو الفقار، وبلاش نكش في ماضي مالهوش فائدة!! وفي نهاية هذا الحوار العجيب يضيق به فريد الأطرش كثيرًا ويقول له: عندك أسئلة كمان؟! يعني لم نتكلم عن بعض التفاصيل الفنية في أعمالك السينمائية لا معلش، خلِّ الكلام في الحلقة الثانية
وغني عن الذكر بداهة أنه ليس ثمه حلقة ثانية أبدًا! فهو لم يعرفهم أبدًا، بل حاورهم فحسب.
والآن هل هذا ممكن أن يُطلق عليه تحديًا أو تحريضًا أو ندّية؟ بل هذا شيء نعرفه جميعًا ونسمّيه تسميته الصحيحة دون لبس.
..
ومع أن الكتاب مثير للغيظ ولكنه كان مفيدًا ومسلّيًا، وتوقفت أمام الكثير من الإجابات ممن اهتتمت بقراءة حواراتهم (أي الأدباء والشعراء غالبًا) في الجزء الاول والثاني منه، فكل واحد من هؤلاء المحاوَرين الكبار كان لديه سلفًا ما يريد أن يقوله، ولا ذنب لهم في اختيار المحاوِر ولا أسئلته التي كانت تجيء مثلما عاتبه عليها البياتي تمامًا: نقلتنا يا أخي نجم من الحديث في الدلالات العميقة إلى الموضوعات المسطحة والكليشيهات والقوالب التقليدية!
وغني عن الذكر ثانية أن "الدلالات العميقة" التي يقصدها البياتي كانت إنطلاقًا منه عندما سأله المحاور في بداية حوارهما عما يحب! أن يتحدثا فيه، فاختار البياتي الموضوع الافتتاحي، عن الموت، ثم عندما جاء دور المحار ليسأله سأله ما جعله يجيب بهذه الإجابة أعلاه
اسلوب الدكتور نجم اطال الله في عمره يجعلك تنجز صفحات الكتاب وانت لا تدري تعرفنا من خلال لقاءاته الثرية هذه على جوانب مهمة في شخصيات هؤلاء الساسة والأدباء وكم حزنت لخبر استيلاء العدوان العراقي الغاشم على اشرطة اغلب لقاءاته من مكتبة الاذاعة الكويتية إبان حرب الخليج