يتناول الكتاب سلوك الإنسان مع ربه ونفسه ومجتمعه، ويقع الكتاب في خمسين فصلاً تتناول ما ينبغي للإنسان أن يلتزمه من سلوك تجاه نفسه وربه ومجتمعه، منها خمسة عشر موضوعا في أدب النفس، وسلوك الإنسان مع ربه كلزوم العقل والعلم ولزوم القناعة والرضا بالشدائد والصبر عليها. أما بقية الموضوعات تعنى بالآداب الاجتماعية وتنظيم سلوك الإنسان في المجتمع.
ابن حِبَّان البُسْتي (270- 354 هـ / 884- 965 م) هو الإمام العلامة الحافظ، المحدّث، المؤرخ، القاضي، شيخ خراسان، من كبار أئمة علم الحديث والجرح والتعديل.
هو أبو حاتِم محمَّد بن حِبَّان (بكسر الحاء وتشديد الباء) بن أحمد بن حِبَّان بن مُعاذ بن مَعبَد بن سَهِيد (بفتح السين وكسر الهاء) ويُقال: ابن مَعبَد بن هَدِيَّة (بفتح الهاء وكسر الدال وتشديد الياء) بن مُرَّة بن سعد بن يزيد بن مُرَّة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حَنظَلة بن مالك بن زيد بن مَناة بن تَمِيم بن مُرّ بن أدّ بن طابِخة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدّ بن عَدنان، التميمي الدَّارِمي البُسْتي.
و«التَّميمي» نسبة إلى تميم جدِّ القبيلة العربية المشهورة، وهو تميم بن مُر، الذي يصل نسبُه إلى عدنان، فهو عربي الأصل، أفغاني المولد والبلد.
فالواجب على العاقل: أن يكون بما أحيا عقله من الحكمة أَكلفَ منه بما أحيا جسده من القوت؛ لأن قوت الأجسام المطاعم، وقوت العقل الحِكَم، فكما أن الأجساد تموت عند فقد الطعام والشراب، كذلك العقول إذا فقدت قوتها من الحكمة ماتت.
والتقلب في الأمصار والاعتبار بخلق اللَّه مما يزيد المرء عقلا -وإنْ عَدِمَ المال في تقلبه-.
الكتاب: روضة العقلاء المؤلف: ابن حبان البستي تحقيق: محمد عايش دار النشر: اروقة سنة النشر:٢٠١٩م
قراءة في كتاب روضة العقلاء أولا: بواعث التأليف بين ابن حبان في المقدمة الباعث وراء تأليفه، وذلك أن طائفة من الناس في زمانه ممن يدعون النوع العقلي، والحكمة في المملوك الإنساني، قد خرجوا عن المنهج العقلي في معاملاتهم، فصدروا فيها عن شهواتهم وأهوائهم، وجعلوا الأساس الذي ينزع إليه العقل، هو النفاق والمداهنة، ملبسين على الناس بفصاحة ألسنتهم، ومظاهرهم الخادعة، وزعموا أن من أحكم هذه الأشياء الأربعة: النفاق، والمداهنة، والفصاحة، وحسن المظهر، فهو العاقل الذي يجب الاقتداء به، ومن ترك ذلك فهو الأحمق الذي يجب الابتعاد عنه، وقد اغتر بهذا جمع من الناس، مما دفع بابن حبان البستي أن يتصدى لذلك، بإملاء هذا الكتاب . ثانيا: منهجية الكتاب بنی ابن حبان كتابه على مقدمة وخمسين بابا، وبين في المقدمة باعثة للتأليف، وخطته في رسم الكتاب، أما الأبواب الخمسون فجلها فيما ينبغي للعاقل التحلي به، وما يجب عليه التجد منه، فهي ذات جانبين: الأول وهو الجانب الإيجابي من شخصية العاقل، والثاني وهو الجانب السلبي الذي ينبغي طرحه والابتعاد عنه . وهذه المنهجية في التأليف تتشابه مع عدد من مصادر تراثنا الأدبي، منها: «المحاسن والمساوى» لإبراهيم بن محمد البيهقي. «الخصائص الواضحة، وغرر النقائص الفاضحة»، للشيد الوطواط. ولعل ابن حبان قد ألف كتابه هذا متأثرا بالبيهقي في كتابه، فبالإضافة إلى التشابه في المنهج، نجد العديد من النصوص المشتركة بين الكتابين. أما في الباب الواحد، فنجد ابن حبان يبدأ بحديث نبوي شريف، ثم يعلق عليه شارحا له، ومقدمة عصارة فكره، وخلاصة تجربته، فيما يجب على العاقل من هذا الباب، ثم ينتقل إلى الآثار من أقوال الصحابة والتابعين، مشبعة ذلك بالروح الشعرية، التي تقوم على مضامین شعر الحكمة من العصر الجاهلي إلى العصر العباسي، مثريا ذلك بوقفات من كلام الذي يحل فيه ما انتظم من معاني أدبية وحكم عقلية، في النصوص التي يوردها، حتى إن عبارات ابن حبان وتعليقاته، لا تقل قيمة عن بقية نصوص الكتاب.
ثالثا: قيمة الكتاب يمثل هذا الكتاب الجانب الأدبي من مرويات ابن حبان، فقد اشتمل على معلمةٍ أدبية في فن الحكمة، حتی عده الدارسون من المصادر الأصيلة في بابه فبالإضافة إلى عشرات الأحاديث الشريفة، ومئات الآثار المنيفة، المسندة جميعها عن شيوخه الذين روى عنهم، نجد مئات الأبيات الشعرية التي نقلها عن رواة الشعر في عصره، لكنه - وهو ما يؤخذ عليه - لم يعن بذكر اسم الشاعر، فنجده يقول: أنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطي، وأنشدني عبد الرحمن بن محمد المقاتلي، وأنشدني عبد العزيز بن شليمان الأبرش و غيرهم من رواة الشعر.
وليس ابن حبان بدعا من المحدثين والعلماء الذين عنوا بتصنيف مروياتهم الأدبية، فابن الجوزي له عدد من الكتب الأدبية كأخبار الحمقى والمغفلين، وغيرهما. ولا ننسى ما اشتمل عليه الكتاب من مئات الأسانيد، عن طائفة من المحدثین والرواة من شتى الأقطار العربية والإسلامية، التي توزعت رحلة ابن حبان عليها، وهي تلتقي كثيرة وتتشابه مع أسانيده في صحيحه الموسوم ب«التقاسيم والأنواع»، مما يؤكد أن مؤلفهما واحد. رابعا: مصادر الكتاب من الممكن أن نقول: إن المصدر الأساسي والوحيد في هذا الكتاب، هو الرواية الشفوية، فنصوص الكتاب كلها مسندة، ولم ينقل ابن حبان في كتابه هذا عن أي كتاب آخر، إذ لم يشر إلى ذلك ألبتة، وقد أحال إلى أحد عشر كتابة مؤلفاته سبق أن صنفها في موضوعات مشابهة لأبواب الكتاب. ومهما يكن من أمر، فقد جسد ابن حبان في كتابه هذا ژؤيته للعقل العربي والإسلامي، فبالإضافة إلى النصوص التي رواها في ذلك، نجد تعليقاته الفذة، التي تشي بسعة علمه، وعظم تجربته الحياتية، التي تمخضت عن رحلة في طلب العلم في عشرات المدن والقرى العربية والفارسية، امتدت ما يزيد عن ثلاثين عاما ولعل في كتابه هذا ما يؤد رؤيته لوظيفة الأدب في عصره، وأنها وظيفة تربوية تعليمية، لا تنف متطلبات عصره، ومستجدات زمانه من القضايا الاجتماعية والسياسية وغيرها.
♡ العاقل لا يخفى عَلَيْهِ عيب نفسه لأن من خفي عَلَيْهِ عيب نفسه خفيت عَلَيْهِ محاسن غيره وإن من أشد العقوبة للمرء أن يخفى عَلَيْهِ عيبه لأنه ليس بمقلع عَن عيبه من لم يعرفه وليس بنائل محاسن الناس من لم يعرفها.
♡ أصيب يونس بن عبيد بمصيبة، فقيل له: إنَّ ابن عون لم يأتك. فقال: إنّا إذا وثقنا بمودة أخينا لم يضرنا ألّا يأتينا.
♡ ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك - عمر بن الخطاب
♡ إن القلوب جُبِلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها.
♡ إن الحاسد يحسدك لما رُكِب فيه من ضد الرضا بالقضاء.
♡ تَوَكَّل عَلى الرَحمَنِ في كُلِّ حاجَةٍ أَرَدتَ فَإِنَّ اللَهَ يَقضي وَيَقدِرُ مَتى ما يُرِد ذو العَرشِ أَمراً بِعَبدِهِ يُصِبهُ وَما لِلعَبدِ ما يَتَخَيَّرُ وَقَد يَهلِكُ الإِنسانُ مِن بابِ أَمنِهِ وَيَنجو لَعَمرُ اللَهِ مِن حَيثُ يَحذَرُ
(و الحسد داعية الى النكد ،ألا ترى ابليس ؟حسد آدم فكان حسده نكدا على نفسه ،فصار لعيناََ بعدما كان مكيناََ،و يسهل على المرء ترضّى كل ساخط فى الدنيا حتى يرضى،إلا الحسود ،فإنه لا يرضيه الا زوال النعمة التى حسد من أجلها ).
فيه كتب بعد ما تخلص قراءتها تحس أن مجرد سماعك بإسم الكتاب و معرفتك بمؤلفه نعمة تستحق الشكر ..
إبن حبّان رضى الله عنه من كبار المحدّثين و أحد ائمة الجرح و التعديل المعدودين فى تاريخ الاسلام و دايما كنت اسمع عبارة (أورده ابن حبان فى صحيحه)...و ما كنتش اعرف انه مؤلف هذا الكتاب ..
الكتاب عبارة عن خمسين فصل كل فصل حوالى خمس صفحات يبتدأ بحديث ثم يتكلم فى الفضائل التى تتعلق بالحديث موردا عشرات الحكم و أبيات الشعر بالاضافه لكلامه هو الذى عادة يكون أثمن المواعظ.
الكتاب صغير ٢٧٥ صفحة و اسلوبه سهل و لا يعيبه الا ان الأشعار المذكورة فيه متكلفة بعض الشىء و ليست من الشعر المطبوع .
الكتاب هو من كتب الوعظ والحث على الاخلاق الحسنة.. يتحدث في مواضيع شتى منها طلب العلم وعلم الكلام والحث على الصمت والإحسان الى الناس وكيفية التعامل معهم والحث على التأني في الامور ونبذ الدنيا وحطامها.
يورد المؤلف الكثير من القصص والنصوص لحكماء قدامى وصحابة وتابعين للاستشهاد بالفكرة المذكورة
"يجب على العاقل أن يذكّي قلبه بالأدب، كما يذكّي النار بالحطب؛ لأن من لم يذكِّ قلبه رانَ حتى يسوَّد، ومن تعلَّم الأدب فلا يتخذه للمماراة عُدَّة ولكن يقصد قصد الانتفاع بنفسه، وليستعين به على ما يقر به إلى بارئه"
كتاب قيم جداً من موروثنا الاسلامي ، وأنا أقرا الكتاب شعرت اني أجلس مع شيخ حكيم كتاب مليئ بالحكم والمواعظ ومهذب جداً للانسان محتواه له أثر أبلغ من اثر كتب تطوير الذات ..
تجد به العديد من الآثار والأخبار مما يزكي النفس المسلمة ويرتقي بها وبالعقل والأخلاق لدرجات الرقي والكمال،،،، اكتسبت من قراءة الكتاب مفردات جديدة ومفيدة.
قراءة خفيفه لطيفه -من كتب اليوم والليله- وليست كمثل كتب الأدب الجامع. أراني كثيرا ما أعد لمثل هذه الكتب النافعة الجامعة-الماتعة, وأسأل الله ألا أقطع منها
تجربتي مع هذا الكتاب كانت رائعة بحق؛ كتاب مليء بالحكمة والدرر، من كتب التراث الجميلة التي تمنح القارئ نور العقل وصفاء الفؤاد. تركت أثرًا جميلا في نفسي. حتما سأعيد قراءته..
ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا .... فكم تحتها قوم هم منك ارفع فإن كنت فى عز وخير ومنعه .... فكم مات من قوم هم منك امنع ===== اصحب خيار الناس اين لقيتهم .... خير الصحابة من يكون ظريفا والناس مثل دراهم ميزتها .... فرأيت فيها فضة وزيوفا
==== واعلم بأنك لن ترى ... سبل الرشاد إذا أطعت هواكا
كتاب قيم جدا به من القيم ما افتقدنا اكثر في مجتمعنا وما اجمل ما فيه خاصة رسالة الخطاب المخزوني لإبنه الكتاب يكثر فية الأبيات الشعره وهذا قد يستثقله البعض لكنه فيها نفع كبير نسأل الله انه ينفعنا به وأن يرحم المؤلف ويجزي المحقق كل خير
مُذهل، بليغ، ثريّ، سأعيد قرأته حتمًا. أبيات الشعر والسرد عشقت العربية من خلالهم، لكن على هذا الكتاب أن يتحول إلى أخلاق على أرض الواقع وليس مجرد كلماتٍ تُقرأ، أنصح به بشدة، أشعر أنه مثل المُربي، أو مدرسة للأصول والذوقيات.
كتاب روضة العقلاء لابن حبان البستي -رحمه الله- المحدث صاحب صحيح ابن حبان، ذكر في مقدمة الكتاب السبب الداعي إلى تأليفه وهو تغير الزمان وكثرت الجهل بين الناس، حتى جعلوا من أصول النفاق والمداهنة وفروعه حُسن اللباس والفصاحة، ومن تخلف عن هذه الأربع فهو الأحمق الذي تجب مفارقته. قسّم الكتاب الى خمسين باباً، بيّن فيها ما يحسن بالعاقل استعماله من الخصال المحمودة، ويقبح به إتيانه من الخلال المذمومة. وختم الكتاب في الباب الخمسين بالحث على لزوم ذكر الموت، قال في مقدمته: "الواجب على العاقل أن يضم إلى رعاية ما ذكرنا من شعب العقل… لزوم ذكر الموت على الأوقات كلها"
جمع في كتابه هذا الآثار عن النبي ﷺ مستفتحًا كل باب بالحديث الشريف، ثم يثني بالتعليق عليه، ثم يسوق الأخبار التي وردت في مثل هذا الباب ومعلّقًا بين الأخبار بكلامه ومستشهدًا بمختاره من الأشعار.
الطبعة المعتمدة في القراءة والأفضل طبعة دار الفتح بتحقيق محمد عايش
أعتقد أن هذا المصنف يكاد يكون باب قائم لوحده في كتب الأدب والتهذيب فالامام البستي رحمه الله نقل كما هائلا من النقولات وضمنها كتابه مرتبا هذه النقولات على مختلف الأبواب.
كان منهج المصنف ذكر الأحاديث النبوية والآثار التي تكلم بها الصحابة في فصل من الفصول وادراج أبيات من الشعر وكلام العرب.
حوى الكتاب كثيرا من الفصول كالتي تتحدث عن التقوى والعقل واليسر والصبر والشجاعة.
من أروع وأمتع الكتب التي قرأتها ،وهو اسمٌ على مسمى ، تتنقل من روضة لأخرى بين الأخلاق والصفات التي يجب أن يتحلى المسلم بنبيلها ويجتنب قبيحها. وكل روضةٍ مُطعمةٌ بالآثار والأقوال الرشيدة، والأبيات السديدة، والقصص المفيدة.