يأخذنا جورجي زيدان في رحلة شيقة عبر الزمان والمكان لاستكشاف حضارات اليونان والرومان القديمة. يقدم لنا لمحة شاملة عن تاريخ هاتين الدولتين العريقتين، ملمًا بعاداتهم، وثقافتهم، وعلومهم، وفنونهم، وأعلامهم العلماء والفلاسفة. يبدأ الكتاب بوصف أوروبا كقارة جزء من العالم القديم، مستعرضًا سماتها الجغرافية ومراحل تطورها. يستمر في استكشاف يونان مع تركيز على نشوءها وتطورها، بما في ذلك العمران والاقتصاد والقوانين. كما يسلط الضوء على الشخصيات البارزة والحروب الشهيرة التي خاضتها، مما يمتد إلى العصور الأخيرة. وبالمثل، يقدم نظرة شاملة على روما، ملخصًا الأحداث التاريخية البارزة بترتيب زمني، مما يسهل الولوج لفهم الأحداث. يتميز هذا الكتاب بغزارة المعلومات المقدمة بشكل منظم
Jurji Zaydan جُرجي زيدان: مفكر لبناني، يعد رائد من رواد تجديد علم التاريخ، واللسانيات، وأحد رواد الرواية التاريخية العربية، وعلم من أعلام النهضة الصحفية والأدبية والعلمية الحديثة في العالم العربي، وهو من أخصب مؤلفي العصر الحديث إنتاجًا.
ولد في بيروت عام ١٨٦١م لأسرة مسيحية فقيرة، ورغم شغفه بالمعرفة والقراءة، إلا أنه لم يكمل تعليمه بسبب الظروف المعيشية الصعبة، إلا أنه اتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وقد عاود الدراسة بعد ذلك، وانضم إلى كلية الطب، إلا أنه عدل إكمال دراسته فيها، وانتقل إلى كلية الصيدلة، وما لبث أن عدل عن الدراسة فيها هي الأخرى، ولكن بعد أن نال شهادة نجاح في كل من اللغة اللاتينية والطبيعيات والحيوان والنبات والكيمياء والتحليل.
سافر إلي القاهرة، وعمل محررًا بجريدة الزمان اليومية، انتقل بعدها للعمل كمترجم في مكتب المخابرات البريطانية بالقاهرة عام ١٨٨٤م، ورافق الحملة الإنجليزية المتوجهة إلى السودان لفك الحصار الذي أقامته جيوش المهدي على القائد الإنجليزي «غوردون». عاد بعدها إلى وطنه لبنان، ثم سافر إلى لندن، واجتمع بكثير من المستشرقين الذين كان لهم أثر كبير في تكوينه الفكري، ثم عاد إلى القاهرة، ليصدر مجلة الهلال التي كان يقوم على تحريرها بنفسه، وقد أصبحت من أوسع المجلات انتشارًا، وأكثرها شهرة في مصر والعالم العربي.
كان بالإضافة إلى غزارة إنتاجه متنوعًا في موضوعاته، حيث ألَّف في العديد من الحقول المعرفية؛ كالتاريخ والجغرافيا والأدب واللغة والروايات، وعلي الرغم من أن كتابات زيدان في التاريخ والحضارة جاءت لتتجاوز الطرح التقليدي السائد في المنطقة العربية والإسلامية آنذاك والقائم على اجترار مناهج القدامى ورواياتهم في التاريخ دون تجديد وإعمال للعقل والنقد، إلا أن طرحه لم يتجاوز فكرة التمركز حول الغرب الحداثي (الإمبريالي آنذاك)، حيث قرأ التاريخ العربي والإسلامي من منظور استعماري (كولونيالي) فتأثرت كتاباته بمناهج المستشرقين، بما تحمله من نزعة عنصرية في رؤيتها للشرق، تلك النزعة التي أوضحها بعد ذلك جليًّا المفكر الأمريكي الفلسطيني المولد إدوارد سعيد في كتابه «الاستشراق».
رحل عن عالمنا عام ١٩١٤م، ورثاه حينذاك كثير من الشعراء أمثال أحمد شوقي، وخليل مطران، وحافظ إبراهيم.
رغم أن الكتاب كان خلاصة لكنه ركّز على أمور وتحدث فيها كثيراً ومر مرور الكرام على أمور أكثر أهمية ربما منها. لدي بضع ملاحظات على الجزء الأول من الكتاب والذي يتحدث عن تاريخ اليونان بما أن لي علماً متواضعاً في هذا الشأن.
في البداية وفي حديثه عن آلهة الإغريق\اليونان القديمة، استخدم المسميات الرومانية للآلهة، رغم أنها تدل لنفس المعنى ونفس الآلهة والوظيفة لكني أرى في ذلك عدم تحرّي للدقة في المسميات. المسميات عموماً بطول الكتاب وعرضه غريبة وتخالف معظم المصادر والكتب في طريقة النطق، ولا أعلم لماذا تفرد بنطق غريب هو وحده؟
كما أنه ذكر في الصفحة ٢٢: ولا يخفى عليك أن اليونان على كثرة فلاسفتهم وشعرائهم قد جهلوا حقائق كثيرة يعلمها صغار صبياننا؛ فقد كانوا يجهلون دوران الأرض وحركات الأجرام السماوية. فلا تنتطر إذاً أن تستفيد شيئًا من تعاليمهم عن الجغرافية والفلك.
وأرى أن هذه العبارة لو تُركت لكان الكتاب أفضل، فعلماء وفلاسفة اليونان كانوا هم حجر الأساس لكثير من الإكتشافات والإختراعات اللاحقة، ولا أرى وجه مقارنة بين ما يعلمه صبياننا بالتلقين وبين ما اكتشفه فلاسفة كرسوا حياتهم في الفكر والعلم والبحث والفلسفة.
من الواضح أن الكتاب كُتب على عجالة لذا سأكتفي بهذا التعليق.
لمن يرغب في اطلاع سريع ويسير على تاريخ أهم بلدان أوروبا في العصر القديم (اليونان والرومان) فهذا الكتاب يفي بالغرض بشكل ممتاز. يعرض التاريخ السياسي، الاجتماعي، الديني، الفني بأسلوب سهل أنيق الألفاظ. يعنى بالترتيب التاريخي الجيد للأحداث المهمة ويعطي الزبدة منها، فلن تجد نفسك ضائعاً بين الأسماء اليونانية واللاتينية الصعبة ولا التواريخ الكثيرة ولا الأحداث المطوّلة والمتشابكة. بل ستخرج وأنت تملك صورة صافية مترابطة. قد يتبادر إلى الذهن أن هذا النوع من السرد التاريخي ممل، إلا أن انسياب الأخبار مع ذكر بعض القصص والخرافات القديمة سيجعلك تتشوق للاستمرار. يلاحظ القارئ أن بعض العادات الأوروبية وكثير من المصطلحات لا تزال تؤثر على الثقافة الأوروبية اليوم بل وأحيانا العالمية كالمارثون والأكاديميا والأولمبياد. ومع هذا، قد يمتعض القارئ من الوحشية التي تقشعر منها الأبدان خاصةً عند الملوك الرومانيين. ملاحظة ختامية تُفيد القارئ: كُتب هذا الكتاب عام ١٨٩٧، فعندما يربط الكاتب بعض الأحداث ب"اليوم" فلا بد أن نستحضر أنه يقصد ذاك التاريخ :)
ما ينقص الكتاب فعليا هو مراجعه فكون الكتاب ملخص لا ضرر به لكنه اجحف في أمور وأسهب في اخر ولو انه أعطى كل شيء حرقه بختصار ونسق ترتيب الاحداث لكان أفضل له لاسيما حديثه عن الفلاسفة فمن المفترض ان تكون باخر الفصل لا في منتصفه فيقطع الحروب والاحداث التاريخيه ثم يعود لها. ولكن في مجمله هو ملخص جيد مع بعض المشاكل الطفيفة جيد كمقدمه
كل التقلبات التي حدثت على هاتين الأمتين وجبة خفيفة للإطلاع على هذه الحضارتين التي كانتا لهم دور كبير مع المسيحية في أوروبا، مع أنه نسب ألهة الرومان لليونان ونسى زيوس باقي الشله.
تاريخ الشعوب قديما هو تاريخ حروب وأفراد. كما لو ان الباقي ليس لهم دور. كان اليونانيون عظماء من ناحية الأفراد من فلاسفة وشعراء وكان للرومانيون قادة عظام.
----- وتنقسم أوروبا إلى قسمين: شمالي وجنوبي، الأول مائل إلى البرودة والثاني إلى الحرارة. "الجانب الجنوبي كل احتياجات الإنسان متوفرة فيها بسهولة وهلا يحتاجون الى كبير عناء لتدفئة أنفسهم إذ الجو دافيء، فأهل الممالك الجنوبية لا يحتاجون إلى بناء الأبنية الكبيرة ولا ادخار المئونة في أيام الشتاء، ولذلك كانوا أقل سعياً ونشاطاً من سكان الأقسام الشمالية ... فهم لا يسعون ولا يجتهدون إلا عند الاضطرار." "أما ممالك القسم الشمالي من أوروبا فتقودهم الضرورة إلى زرع أرضهم بالاعتناء وخزن المؤن اللازمة لأيام الشتاء؛ حيث يشتد عليهم البرد ويمنعهم عن السعي فيبنون لأنفسهم بيوتاً حسنة قوية يضعون فيها حاجتهم من الأدوات والأواني ما يكفيهم مؤونة السعي."
يحكي الكتاب تاريخ اليونان و الرومان بصورة مشوقة بداية من تأسيسهما وحتى العصر الحديث.
يعرض الكتاب جوانب الحياة المختلفة في كل منهما. بدأ الكاتب بوصف موجز لأوروبا وأهم بلدانها مستعرضاً المناخ و أهم النباتات والمحاصيل الزراعية، ثم مضي إلى تاريخ اليونان وتأسيسها و أثينا وسبارطة وطيبة، وأهم القادة في كل منهم والحروب التي خاضوها، والشرائع التي نظمت مختلف نواحي الحياة. جاء في الكتاب ذكر أهم فلاسفة اليونان، و تاريخ فيليب المقدوني والاسكندر.
كان الجزء المتعلق بتاريخ روما أكثر تشويقاً بداية من تأسيسهما على يد رملس ومروراً بالحروب والمذابح التي اقامها الرومان، وأعظم قادتهم بومبيوس، و يوليوس قيصر و اغسطس، ودخول المسيحية إلى روما على يد الإمبراطور قسطنطين.
لغة الكتاب بديعة وتمتاز بالبلاغة. الكتاب يعد مقدمة تاريخية موجزة دون الكثير من التفاصيل، فهو مجرد عرض لأهم الأحداث التاريخيه المتعلقه بالحضارتين.
كتاب لطيف. يعاب عليه استغراقه في بعض المواضيع الغير مهمة من الناحية التاريخية و إغفاله ذكر بعض التفاصيل عن بعض الأحداث و الشخصيات التاريخية المهمة في تاريخ اليونان و الرومان بالذات الحروب
كلهم ..ليوس ماتدري شنو الموضوع ملهم استميهم تخلص ب (يوس) والكتاب مختصر وماتلحك تندمج مع شخص وهم كلهم كفار وقتلة ومابيهم احد عنده نص ذرة اخلاق فأبدا ماعجبني بس لا بأس بالاطلاع عليه
أول كتاب تاخد مني تقييم بهذا السوء و ده لأن الكاتب تشعر انه مش مؤرخ و لا يعرف أي شئ عن النقل العلمي بحيث يترك لمشاعره ان تروي الاحداث و التالي النتيجة هي انى اقرأ "ما يعتقد الكاتب انه حدث" في مقابل "ما حدث فعلا"