What do you think?
Rate this book


141 pages, Paperback
First published January 1, 2024
❞ تتغذَّى أمومتنا على بنوَّتنا وتعتمدُ في وجودها على أبوَّة شريكنا. يجب أن تكون تلك الأبوَّة ندًّا لهذه الأمومة، ندًّا حقيقيًّا لا مُجرَّد صورة لامعة وجسد مُنتفخ بهرمونات القوامة والتفوُّق الجنسيِّ. ❝
ريم بن رجب
❞ لا تسعفني اللغة بكلمة عكس الأمومة. المتزوجة يقابلها عزباء، لكن الأم لا تقابلها كلمة سوى عقيم، العقم عيب بيولوجي. واو، العربية ليس بها كلمة تعبر عن المرأة التي تختار ألا تكون أم. ❝
❞ يقتلنا الخوف من عجزنا على تغيير الأشياء ومن القضاء على الغول الكبير الذي يهددنا ويهدد مستقبل أبنائنا أخاف أن أنسى نفسي وأن تلتهمني الأمومة بحلاوتها وبسهولة تحقيقها: لعب وأكل لذيذ وصوت ابني العذب وهو يغني ويحاول تقليد الأصوات والكلمات التي يسمعها حوله. ❝
❞ رأيتها فرأيت الألم الذي لا سقف له، رأيتها وقلت: خلاص، خلصت! الحب مصيره ييجي بعدين. أنا أصبحتُ أمًّا، والأم بلا خيارات. ❝
❞ يُمكن القول إن الثقافة العربية لم تسمح بتحويل الأمومة إلى سؤال بحثي مطلقًا، بل حرصت على تسييجها داخل إطار يختلط فيه الديني والمُحرَّم والمُقدَّس والوطني ليبقى الأمر على ما هو عليه، الثقافة العربية تعي جيدًا خطورة السؤال. ❝
❞ أزعُم أن الإنجاب ميزة بيولوجية تنفرد بها أغلبية النساء بالنظر إلى عدم امتلاك الرجال حتى الآن لهذه القدرة، وإن كان الطب وجميع العلوم الأخرى تتقدم بخطى سريعة على مستوى العالم ومن الممكن أن نشاهد، أو تشاهد الأجيال المُقبلة، ظهور معجزات حقيقية في هذا المجال.❝
❞ وحتى اليوم ألوم أبي على وجودي. رغم ذلك أنجبت ولدين اثنين، وأشعر بالذنب المستمر لقراري بأن آتي بهما إلى هذه الحياة التي أكرهها وأحتقرها. ❝
❞ لا يقنعني الحديث عن أن الأمومة هي "غريزة" لدى النساء، وإلا فلماذا لا يمكن اعتبار الأبوة غريزة أيضًا؟ يمكنني الاقتناع نسبيًا بوجود رغبة إنسانية جمعية في اللاوعي للإنجاب حفاظًا على الجنس البشري، لكن ليس غريزة "أمومية" بالمفهوم النمطي، وإلا لما شاهدنا أمهات يهجرن أبناءهن ولا يقتلنهم، ونفس الشيء ينطبق على الآباء. ❝
❞ كيف يمكن حمايته من القرارات المختلفة عن السائد كأن يصر الولد على أن يطلي أظافره باللون الأحمر الذي أستخدمه من فترة لأخرى؟ وهل الصواب هو الموافقة فقط أم شرح المعضلة الثقافية التي تعتبر أن التجمل بشكل عام يكون مفضلًا في حالة النساء لكنه مكروهًا في حالة الرجال؟ ❝
❞ لم أشتَق إلى تجربة الحمل ووحامها البائس، ولا إلى الولادة ببواباتها المنفتحة على جهنم، ولا إلى الإرضاع ومشاقَّه ليلًا ونهارًا. لم أشتق أبدًا إلى ذلك الإحساس الذي حشوا به أفواهنا نحن النساء لنجترُّه كالبهائم في كلِّ محفل، إننا مخلوقات تحشوا به أفواهنا نحن النساء لنجترُّه كالبهائم في كلِّ محفل، إننا مخلوقات تحسُّ وتتألم، ولا عاقل يرى في الألم الكابوسي حلمًا سعيدًا. ولكنني سقطتُ في الفخ. وانسكب في قلبي حب طفلتي الأخيرة، تلك التي جاءت على مهل. دون حفلة طلق صناعي ولا شفط.❝