Redolent of everything sensual and hedonistic, chocolate is synonymous with our idea of indulgence. It is adored around the world and has been since the Spanish first encountered cocoa beans in South America in the sixteenth century. It is seen as magical, exotic, addictive and powerful beyond anything that can be explained by its ingredients, and in Chocolate Sarah Moss and Alexander Badenoch explore the origins and growth of this almost universal obsession.Moss and Badenoch recount the history of chocolate, which from ancient times has been associated with sexuality, sin, blood and sacrifice. The first Spanish accounts claim that the Aztecs and Mayans used chocolate as a substitute for blood in sacrificial rituals and as a currency to replace gold. In 1753 Linnaeus gave the cocoa tree the official classification Theobroma cacao, or ‘the food of the gods’. In the eighteenth century chocolate became regarded as an aphrodisiac – the first step on the road to today’s boxes of Valentine delights. Chocolate also looks at the production of chocolate, from artisanal chocolatiers to the brands such as Hershey’s, Lindt and Cadbury that dominate our supermarket shelves, and explores its associations with slavery and globalization.Packed with tempting images and decadent descriptions of chocolate throughout the ages, Chocolate will be as irresistible as the tasty treats it describes.
Sarah Moss is the award-winning author of six novels: Cold Earth, Night Waking, selected for the Fiction Uncovered Award in 2011, Bodies of Light, Signs for Lost Children and The Tidal Zone, all shortlisted for the prestigious Wellcome Prize, and her new book Ghost Wall, out in September 2018.
She has also written a memoir of her year living in Iceland, Names for the Sea, which was shortlisted for the RSL Ondaatje Prize in 2013.
Sarah Moss is Professor of Creative Writing at the University of Warwick in England.
امنح قراءتك شيئا من الحيوية والجمال بمرافقة قطع من الشوكولاتة التي تطيب الخواطر وتحلي المشاعر
الشوكولاتة...معشوقة الجماهير...الهدية رقم واحد...والثالثة في إدمانات الشباب...والطعام الأول المرغوب للأطفال والنساء...والذي يتم استهلاك 95 طنا منه في كل ثانية في العالم!!!0
مشروب ذوي النفوذ والمهابة من المحاربين قديما...ومشروب النخبة والمجتمع المخملي فيما بعد...ومشروب الجميع أخيرا...والذي ارتبط لفترة طويلة بالاستعمار والعبودية وعمالة الأطفال...وكذلك بالأنوثة والأمومة والخيالات الرومانسية للطبقة الراقية...والجنس والمُتع الحسيّة والإغراء والخطيئة... كتاب ممتع عن تاريخ الشوكولاتة والمراحل التي مرت بها تجارتها وتصنيعها واستهلاكها... من تأليف"سارة موس" و "أليكساندر بادنوتش" وترجمة "معن أبو الحسن"
وقد قسم الكتاب لأربعة فصول: اختراع الشوكولاتة، مقهى الشوكولاتة، مصنع الشوكولاتة، علبة الشوكولاتة.
وهنا ملخص لمن يحب التعرف أكثر على محتوى الكتاب:
تنمو شجرة الشوكولاتة "ثيوبروما كاكاو" أو "شجرة طعام الآلهة" في المناطق التي تبعد عن خط الاستواء عشرين درجة وتعتمد هذه الشجرة على نوع من حشرات البرغش لتلقيح ثمارها، والوضع المثالي لنمو تلك الشجرة وجودها في مناخين مختلفين حيث البيئة الدافئة الرطبة لنموها والبيئة الحارة القاحلة...فهي الشجرة الأكثر تطلبا في العالم
أمريكا الوسطى هي الموطن الأصلي لشجرة الكاكاو، وقد ربطت تاريخيا مع شعب الأولميك في خليج المكسيك...وظلت بعض الأواني شاهدة على استخدامهم للكاكاو، وقد نقلت بعد ذلك لشعوب المايا التي انهارت حضارتهم على يد الإسبان...وقد ظهرت رسومات على بعض الأواني الأثرية توضح طريقة تجهيزهم لثمرة الكاكاو حتى مرحلة استهلاكها من قبل الأغنياء، إضافة لاستخدامها بديلا عن الذهب في عمليات البيع والشراء...فقد وصف فرديناند نجل كولومبوس قيمتها قائلا: "هم يحملونها كأنها تساوي مبلغًا كبيرًا، أنا راقبتهم، وعندما كانت تسقط أي حبة كانوا يَنحنون جميعًا لالتقاطها كما لو أن عَينًا قد سقطت"...وكان لشراب الشوكولاتة في الحضارات القديمة ارتباط بالطقوس الدينية...وباستخدامها كعلاج للحمى واضطرابات الهضم، وعلاج للأرق والمساعدة على النوم الهادئ.
وقد ارتبط انتشار الشوكولاتة في أوروبا باتساع حركة الرق في إفريقيا وأمريكا الوسطى، فقد انتشرت الشوكولاتة بعيدا عن البلاد التي تنتجها...وقام على انتاجها الفقراء ليستهلكها الأغنياء...فمع توسع سوقها في أوروبا فان ما يقارب عشرة بالمئة من حجم تجارة الرقيق عبر الاطلسي ذهبت كلها للعمل في مزارع الكاكاو في البرازيل.
مقهى الشوكولاتة:
في أواخر القرن السادس عشر دخل مشروب الشوكولاتة إلى أوروبا عبر إسبانيا، وتوسع انتشاره في الطبقات النبيلة، مما أدى لانتشار فكرة مقاهي الشوكولاتة...فأنشئ أول مقهى في لندن أواخر عام 1650...وفي القرن الثامن عشر دخلت الشوكولاتة في وصفات الطبخ الإنجليزية وأصبحت جزءا من وجبات الإفطار في فرنسا وإنكلترا وإسبانيا، حيث أصبحت مشروبا بيتيا وجزءا من حياة الطبقة الراقية... ثم ظهرت الشوكولاتة في الأدب الروائي الإنكليزي عند الطبقات الارستقراطية والمرتبطة بالفساد والانحلال الاخلاقي، والتركيز على الجاذبية الفطرية الشهوانية للشوكولاتة في أعمال دي ساد وفي روايات جين اوستن عن الفئة المخملية من الطبقة الارستقراطية في المجتمع الإنكليزي. وظهرت المطاحن عام 1729 بعد أن كانت تطحن يدويا.
مصنع الشوكولاتة: في القرن التاسع عشر بدأ التفكير بأماكن جديدة لزراعة الكاكاو لسد الاستهلاك المتزايد للشوكولاتة، وتسيدت الشركات التي قامت على إنتاج الشوكولاتة لغاية الآن، فقد بدأت بصورة مصانع صغيرة ثم ما لبثت أن تحولت لعلامات تجارية كبيرة.
وتعرضت عملية إنتاج الكاكاو لكثير من الهزات نتيجة للحروب والاضطرابات، وحالات الحصار البحرية خلال القرن التاسع عشر، لتمر بحالة نهضة بعد ذلك، ففي عام 1828 قام الهولندي "فان هوتين "بتطوير عملية لاستخدام مكبس هيدروليكي لاستخراج زبدة الكاكاو من مشروب الشوكولاتة، لتكون نقطة تحوّل في تاريخ الشوكولاتة...فقد اشتراها الإخوة "كادبوري" ومصانع "جي.إس.فراي" واستخدماها في مصانعهم لإنتاج شوكولاتة صلبة بديلا عن الشراب...وكذلك "السويسريين فرانسوا لويس كيلر" رائد شركة "نستله" و "فيليب سوشارد"...وتحولت كل الخطوات لتصبح آلية في نهاية القرن التاسع
ارتبط تاريخ الكاكاو في إفريقيا بالعبودية، فقد عرف نوع منها باسم "قبلة الزنجي"...وكانت ترسم على أغلفتها مناظر لسود في صورة مهرجين فرحين يقدمونها
علبة الشوكولاتة:
تطورت صناعة الشوكولاتة وتطورت معها أساليب عرضها...فقد اهتم صانعوها بتعبئتها وتغليفها بقيمة توازي تصنيعها أو تفوقها... وطرحت شركة "كادبوري" أول علبة شوكولاتة في السوق عام 1868م، بعلبة مزينة برسوم جميلة، وأول علب معدنية لكواليتي ستريت صنعت عام 1936، وفي عام 1912 ابتكرت طريقة صنع الشوكولاتة المحشوة...وفي عام 1915 قامت زوجة "نيوهاوس" باستبدال الأقماع الورقية التي تُباع فيها حلوى "البرالين" بصندوق أنيق مميز يُلف باليد
وقد تنوعت طرق تسويقها، فقد ارتبطت الشوكولاتة بالمرأة منذ فتح أمريكا الجنوبية، ومع أوائل القرن التاسع عشر ارتبطت بالأمومة والأسرة والانغماس الأنثوي والطبقات الوسطى والتغذية والصحة البدنية والطفولة
حتى أن الألمان يعرفون أرضهم بأنه أرض الشوكولاتة وقد استخدموا في الدعاية الأوهام الجغرافية والغموض... هي تركز على الشوكولاتة كمتعة رائعة للعلاقات الجسدية بين الرجال والنساء وذلك ان الشوكولاتة ترضي شهوات المرأة الشديدة للحلوى حيث توفر لها الانتشاء والبهجة وتظهر في الاعلانات الالمانية علب الشوكولاتة المزخرفة قرب أدوات الزينة للنساء وهو منظر يوحي بالسحر الرومانسي للطبقات الثرية أو امرأة مستلقية على فراش من الصوف الناعم تتذوق الشوكولاتة وحدها لا يشاركها أحد وهكذا تبدو الاعلانات الالمانية كوسيلة للانغماس الجنسي موجه حصريا للنساء البيضاوات.
وقد صممت العلب لتدوم أكثر من محتوياتها وكثيرا ما استخدمت كحافظات لأشياء صغيرة ذات قيمة عاطفية لاسيما رسائل الحب.
وتم الترويج لها أوروبيا كجزء من الفولكلور الوطني ومحو أصولها وجذورها الأميركية اللاتينية.
Chocolate and coffee. My two ride or die, definite inclusions if I were stranded on a desert island. While this slim volume doesn't encapsulate all the information on this DELICIOUS delicacy, it provides a cliff notes version, which is sufficient for this gal. The Edible Series is a beautiful collection of the culture and history of one type of food or beverage. I would also read the ones on Breads, Ice Cream, and Wine, but pass on ones such as Lamb. Carbs are my weakness. I digress.
I was unsurprised to learn that cacao nuts were so valuable that they were often treated as a form of currency, and also buried with loved ones. The cultural meanings of chocolate to gender go back a long ways...especially as it was women who often prepared it. Of course, chocolate's history is steeped in slavery and unethical treatment. Hated those necessary parts, but found the evolution interesting. Enough with this review. I have to go make myself a hot chocolate.
وجدت الكتاب ممتع الى حد ما ، به معلومات ثمينة و جديدة عن أصل الكاكاو وصولاً الى رفوف الأسواق ، ليس لدي الكثير ما أقوله عن ايجابيات هذا الكتاب لأن الملخص يختصر ذلك ، و في الجانب الآخر يحتوي الكتاب على العديد من النقاط السوداء ١ : الترجمة كانت مشتتة ٢: تنظيم و تنسيق الكتاب مع الصور لم يكن موفق ، كان هناك صوراً لا تتناسق مع محتوى الفقرات ٣: نوع الورق ، سيء ، ذو رائحة كيميائية ( ربما أبالغ قليلاً لكن أهتم بالتفاصيل ) ٤: ممل نوعاً ما و كرر بعضاً من معلوماته .. الكتاب من الواضح استنزف الكثير من الطاقات ليصل لهذه النتيجة ، حيث تم ارفاق في اخر الكتاب المصادر ، و لمسة طفيفة اضافية الا وهي ( وصفات ) ، و لكن تمنيت أيضاً أن يهتموا بالتفاصيل الأخرى التي ذكرتها ..
Another book in Reaktion's Edible series. The important thing to keep in mind about these books is that they're short, very short. Because of that, this book doesn't have the real estate to cover much more than the bare essentials about chocolate. There are plenty of other, longer books that get in a lot more information. Keep that in mind before picking this one up. This one is really for chocolate or food history completists, or anyone who wants to get the barest history of chocolate.
كتاب لطيف يحوي في طيّات�� تاريخ الشّوكولا.. من يوم اكتشافها وكيفيّة تعاملها ونظرة النّاس لها حتّى يومنا الحاضر.. حمدتُّ ربّي أنّي من أبناء هذا الجيل وإلّا كانت فاتتني متعة الاستمتاع بها وبطعمها اللّذيذ.. :)
الترجمة ليست الأفضل! كانت غير مفهومة وغريبة في مواضع كثيرة. به الكثير من التكرار ومواضع الصور المرفقة لا تتوافق مع الفقرات. كنت أنوي تقييمه بنجمتين ولكن أضفت نجمة أخرى للفصل الأخير من الكتاب وهو أفضلهم.
أنصح بقراءة (كيف غير السكر العالم؟) قبل قراءة هذا الكتاب.
كتاب يسرد معلومات مفيدة عن تاريخ صناعة الشوكولاتة و طرق تطورها ،ويمكن تلخيصه كالتالي: منذ بدايتها قد قيل أن حضارة المايا شاهدة على استهلاك شعبها للكاكاو ففي القرن العشرين بعد القيام بتفكيك رموز كتاباتهم والتصاوير الهيروغليفية ثبت أن الكاكاو كان حاضرا في جميع طقوس القبيلة من مناسبات وحفلات ودفن وترحال وأعراس. كذلك شعب الأزتيك "دولة المكسيك حاليا" الذي استخدم حبوب الكاكاو كنقود بديلة عن الذهب نظرًا لأهميته. بعد وصول الإسبان إلى أمريكا الوسطى ونقل الكاكاو إلى أوروبا كانت ردود الفعل الأوروبية على الشوكولاتة سلبية للغاية حيث لم يحظَ بترحيب في البداية، واقتصر تناوُله على الإسبان، وبخاصَّة النساء فقد ذكر المؤرخ الإيطالي جيرولامو في منتصف القرن السادس عشر أن "الشوكولاتة تبدو شرابًا ملائملا للخنازير ، أكثر من أن يكون شرابا للبشر" ولكن سرعان ما تغير هذا المفهوم مع إضافات السكر واللوز وصفار البيض والحليب لشراب الشوكولاتة ، وارتبط انتاجها مع اعتماد عبودية العمال الأفارقة "لقد بقيت الشوكولاتة تنتج على الدوام من قبل الفقراء وتستهلك من جانب الأغنياء" وفي القرن الثامن عشر اكتسح الكاكاو المطبخ الأوروبي و انتشرت وصفات عديدة في كيفية تحضيره وظل عنصر أساسي في وجبة الإفطار عند الطبقة الأرستقراطية . والجدير بالذكر أن الشركات الأولى التي قامت بانتاج الشوكولاتة هي نفسها الشركات الحالية مثل ليندت و كوت دور و فرانسوا لويس كيلر "الذي تزهو باسمه اليوم أنواع نستله الرفيعة " . أما في القرن التاسع عشر ظهرت الشكلاطة بشكل مريح وضروري للطبقة الوسطى ولم تعد حكرًا على الطبقة الأرستقراطية فقط وامتلأت الإعلانات بصور الأطفال ، وفي القرن العشرين قام الأوروبيون بزراعة الكاكاو لمستعمراتهم الإفريقيَّة في جزُر غرب إفريقيا وغانا؛ حيث صارت تلك الدول من أكبر الدول المُصدِّرة للكاكاو في وقتِنا الحالي؛ حيث نجد أن ساحل العاج هي أكبر مُنتِج لثمار الكاكاو في وقتنا الحالي. .
الشوكولاتة يحكى هذا الكتاب عن تاريخ عجيب للكاكاو وبداية اكتشافها وطريقة تحويلها الى شوكولاتة واستخداماتها فى وصفات مختلفة وايضا ارتباطها مع البشر حول العالم.
بالرغم من كل هذا انا احب الشوكولاتة ولا استطيع الاستغناء عنها الى الابد. :D
♦ العنوان بالإنجليزية: Chocolate: A Global History.
♦ المؤلف: سارة موس وأليكساندر بادنوتش.
♦ المترجم: معن أبو الحُسن.
♦ مراجعة: د. أحمد خريس.
♦ سنة النشر: 1431هـ/2010م.
♦ دار النشر: هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث (كلمة).
♦ الطبعة: الأولى.
♦ صفحات الكتاب: 192.
كتاب طريف في مُحتواه، شائق وفريد مِن نوعه، يَبحث في تاريخ صناعة "الشوكولاتة" في العالم، وتتبُّعِ تطوُّر طرُق صِناعتها، منذ بدايتها كمادَّة خام في غابات أمريكا الوسطى وإفريقيا، وحتى وصولِها بين أيدي المُستهلِكين في شتى أنحاء العالم، كما تُعنى تلك الدراسة بإبراز كل ما له مَدلول فكريٌّ أو ثقافي أو تاريخي ارتبَط بالشوكولاتة؛ حيث كثيرًا ما تمَّ الربط بين تناول الشوكولاتة وبين مفاهيم: اللذة، المتعة الحسِّية، الطبقات النبيلة، وفكرة الترَف، والعُبودية.
ويُلقي الكتاب الضوء على تطوُّر طرُق استهلاك الشوكولاتة عبر الزمن؛ بتطوُّر طرُق تصنيعها وإنتاجها؛ حيث تطوَّرت الشوكولاتة مِن صورة شراب سائل لذيذ الطعم، إلى صورة مادَّة صلبة سهلة الحمل والتناول، والكتاب يُعدُّ واجهة ثقافية مميَّزة بصورة عِلمية ميسَّرة عن تاريخ صناعة الشوكولاتة في العالم، عبر الحضارات المُختلِفة.
تقول الكاتبة في كتابها:
"إن الشوكولاتة هي فكرة يَتمازَج فيها الأبيض والأسود، ويَختلط السُّرور والخطأ بالخطوط والمُنحنَيات، فنحن نتْبَع العواطف التي تُحوِّل الشوكولاتة إلى أسطورة ثمينة للغاية، يَحملها الشخص مع ذكريات الطفولة وإرضاء الحواسِّ".
مؤلِّفة الكتاب هي "سارة موس"؛ حاصِلة على شهادة الدكتوراه مِن "أكسفورد"، وتعمل كبيرة المُحاضِرين في الأدب الإنجليزي في جامعة "كنت" بكانتربري، لها العديد مِن المؤلَّفات حول تصوير الطعام في كلٍّ مِن الأدب والثقافات.
وشاركها في التأليف "أليكساندر بادنوتش"؛ والذي يَعمل موجِّهًا في مجال الدِّراسات الثقافية والإعلامية في جامعة "أوتريخت".
أما مُترجِم الكتاب، فهو الأستاذ "معن أبو الحُسن"؛ حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق، وعمل سابقًا مدرِّسًا للغة الإنجليزية، ثم في الترجمة والصحافة، لما ينوف عن الأربعين عامًا، وله العديد من الترجمات المميَّزة عن الإنجليزية.
وصْف الكتاب:
قامت الكاتِبة بوضع كتابها في أربعة فصول موجَزة، تناولتْ فيها بالشرح تطوُّر صناعة الشوكولاتة تاريخيًّا وحضاريًّا، وكيفية تَصنيعِها، وتطوُّر أشكالِها، وأسلوب تَغليفِها وتقديمها للمُستهلِكين، وأماكن شَرابها، إلى جانب التدليل على غلَبة الجانب الاستِهلاكي على صِناعتها في العصر الحديث، وقد دعمت الكاتبة كتابَها بمجموعة مِن الصور والرسوم التوضيحيَّة الملوَّنة بشكل يُساعد على إثارة تشويق القارئ وإتمام فائدته من الكتاب، وحرَصت المؤلِّفة على تيسير المعلومات العِلمية المتعلِّقة بمادة الكتاب؛ تيسيرًا على القراء غير المُتخصِّصين.
وقد ألحقت الكاتبة بفصول كتابها فصلاً ضمَّنتْه بعض الوصفات الشعبية الشهيرة للشوكولاتة والتي يدخل في تكوينها مادَّة "الكاكاو" (المادة الخام للشوكولاتة)، ومن بعض وصفاتها التي ذكرتها: بسكويت كعكَعة الشوكولاتة، شوكولاتة باتريك غواناجا، بسكويت رعاة البقر، الشوكولاتة وكريمة الخزامى.
ولم تنسَ الكاتبة أن تُورِد مُلحَقًا بأهمِّ أسماء وعناوين المواقع والجمعيات التي تبحَث في تاريخ الشوكولاتة، وكذلك وضَعت ثبتًا بأهم المؤلَّفات المختارة التي وُضعَت في موضوع الكتاب، وقدَّمت الشكر في نهاية الكتاب لكل مَن ساعدها في توثيق معلومات الكتاب وأمدَّها بها.
وجاءت عناوين فصول الكتاب كالتالي:
1- اختِراع الشوكولاتة.
2- مقهى الشوكولاتة.
3- مصنع الشوكولاتة.
4- علبة الشوكولاتة.
اختراع الشوكولاتة:
تناول الفصل الأول:
"اختِراع الشوكولاتة" ذِكرًا لكيفيَّة زراعة المادة الأولية لصِناعة الشوكولاتة، وبدايات استخدام شَراب الشوكولاتة عند الحَضارات القديمة في شَكلِها الأقدم، فنجد أن الشوكولاتة في صورتها الأولية تنمو في الغابات الاستوائية في صورة شجرة الشوكولاتة، التي يُطلَق عليها "ثيوبروما كاكاو"؛ حيث تُمثِّل حبوب الكاكاو المادَّة الخام الأولية للشوكولاتة، وتحتاج تلك الشجرة إلى رطوبة مُناسِبة ودرجة حرارة يجب أن تبقى أكثر من ست عشرة درجة مئوية، وتعتمد هذه الشجرة على "حشرة البرغش" لتلقيح ثمارها، ويجب حصاد ثمرة الكاكاو التي تنمو على شكل جراب يتدلى مِن جذع الشجرة بحذر شديد وبواسطة منجل مُناسِب، مع تجنب إلحاق الضرر بالبراعم التي سوف تنتج جيلاً جديدًا من ثمار الكاكاو.
وتحتاج ثمرة الكا��او مناخَين مختلفَين في دورة حياتها: بيئة دافئة رطبة لازمة لنموِّها، والآخَر مناخ حارٌّ قاحِل لازم لتجفيفها بدايةً لدخولها في عملية التصنيع.
وتعدُّ أمريكا الوسطى هي الموطن الأصلي لشجرة الكاكاو، وأقدم دليل لُغوي عُثِر عليه يَربط "ثيوبروما كاكاو" مع شعب "الأولميك" الذي قطن ساحل خليج المكسيك ما بين 1500 و400 قبل الميلاد.
ونجد أن "الآيزابان" أحفاد "الأولميك" هم مَن نقَلوا حبوب الكاكاو لشعوب "المايا" عام 250 قبل الميلاد، ونجد العديد من النُّقوش والأحافير الشاهدة على استهلاك شعب حضارة "المايا" للكاكاو، ولكن للأسف مع قدوم الإسبان انه��رَت حضارة "المايا" في القرن التاسع، ودمَّر الإسبان في غَزوهِم أغلب تلك الشواهد الأثرية، وقد عُثر على أوانٍ تعود لحضارة "المايا" بها آثار لمادَّة "الثيوبرومين" الكيميائية، وهي أحد مُكوِّنات الشوكولاتة التي يُمكن أن تدوم قرونًا.
ويُصوِّر لنا ما تبقَّى من رسوم على أواني حضارة "المايا" كيفية تجهيز ثمرة الكاكاو؛ حيث كانت الثمار تُقطَف وتُخمَّر وتُجفَّف قرب حقولها، وبعد ذلك تُنقَل مسافاتٍ طويلةً؛ حيث يتم استهلاكها مِن قِبَل الأغنياء، وكانت النِّساء تقوم بتحميص الثمار، ومن ثَمَّ طحنها بمدقَّة (مانو) وجرن مُسطَّح يُطلَق عليه (ميتات)، وبعد ذلك تُضاف عجينة مِن دقيق الذرة والبهارات، والتي قد تشمل الفانيليا والفلفل وبعض نكهات الزهور.
وكانت العجينة تُخفَّف بعد ذلك بالماء للحصول على الشراب، الذي يُشرَب ساخنًا أو باردًا، كما يمكن أن يَصير على هيئة مرق أو حساء كثيف، أو يُجفَّف على صورة كعكة مخبوزة مِن الشوكولاتة الجاهزة، وتقوم النساء بعد ذلك بصب الشراب من إناء إلى إناء؛ حتى تطفو الرغوة على سطحِها قبل شربها.
وقد أدَّت حبوب الكاكاو وظيفةً أخرى تُدلِّل على مكانة تلك الثمار؛ حيث كانت شعوب "الأزتيك" و"المايا" يستخدمونها كنُقود بديلاً عن الذهب، وكان "الأزتيك" يُحافِظون عليها لاستخدامها في عمليات المقايَضة، ومِن الطريف أنه نتيجةً لذلك كانت هناك حبوب كاكاو مُزيَّفة يستخدمها اللصوص والمُحتالون في عمليات المقايَضة، وذلك في القرون الأولى قبل الميلاد.
وفي عهد ازدِهار حضارة "الأزتيك" كانت الشوكولاتة وحبوب الكاكاو هي السلعة الأكثر تداولاً وقيمةً في أمريكا الوسطى.
وقد ورد في وصف رحلات "كولومبوس" في أمريكا اللاتينية ذِكْرٌ للسلع التي كانت تُستخدم في تلك المناطِق؛ حيث عدَّد منها حبوب الكاكاو واللوز التي استُخدِمت كنقود؛ حيث يصف "فرديناند" نجل كولومبوس ذلك قائلاً: "هم يَحملونها كأنها تُساوي مبلغًا كبيرًا، أنا راقبتُهم، وعندما كانت تَسقُط أي حبَّة كانوا يَنحنون جميعًا لالْتقاطها كما لو أن عَينًا قد سقطَت".
ونجد أن مشروب الشوكولاتة عندما انتقَل إلى أوروبا كان يُدعى بأسماء الجزُر التي جاء منها مثل: "غواناجا"، و"بونيكا"، و"باينز"، وما زال بعض هذه الأسماء مُستعمَلاً حتى يومنا هذا في المُنتَجات الحديثة.
ويرى المؤرِّخون أنه كان لشَراب الشوكولاتة في الحضارات القديمة مثل الأزتيك والمايا ارتباطٌ ببعض الطقوس الدينيَّة التي كانت تُقام في القبيلة؛ حيث نجد أن هناك إشارة إلى مشروبات مصنوعة من الكاكاو والماء المُلطَّخ بالدم كانت تُقدَّم كأضحيات لصَون أرواح الضحايا، إلى جانب ارتِباط ثمرة الكاكاو (التي تأخذ شكْل قلب) وقلب الإنسان بمُعتقداتِهم الدينية، ولكن تتبُّع هذه المعتقدات وأصولها صار أمرًا صعبًا للغاية، خاصَّةً بعد أن دمَّر الإسبان في غَزوِهم قبائلَ أمريكا الوسطى حضارةَ "الأزتيك" تدميرًا مروِّعًا.
ويورد الكاتب لمحةً:
عن انتِشار شراب الشوكولاتة في أوروبا؛ حيث لم يحظَ بكبير ترحيب في البداية، واقتصر تناوُله على الإسبان، وبخاصَّة النساء، ولكن سرعان ما تغيَّر هذا المفهوم في غضون سنوات قلائل؛ حيث "مثَّلت الشوكولاتة نوعًا مِن التهديد مِن خلال الاستهلاك النسائي لها، في الوقت الذي أصبحت مُنتشِرة فيه في كل مكان"، وقد لاقَى تناول الشوكولاتة مِن القَساوسة أثناء فترة الصِّيام جدلاً كبيرًا؛ حيث كانوا يرَون أن تناولها يُنافي فكرةَ المُعاناة والانتفاع بالقِيَم الرُّوحانية للصيام.
وقد ارتبط انتشار الشوكولاتة في أوروبا وازدياد استهلاكها بتضخُّم حركة الرقِّ في مُستعمَرات إفريقيا وأمريكا الوسطى؛ حيث اعتمد إنتاج الشوكولاتة على عبودية العمَّال الأفارقة؛ حيث "بقيت الشوكولاتة تُنتَج على الدوام مِن قِبَل الفقراء، وتُستهلَك مِن جانب الأغنياء".
وقد ربط البعض بين مشروب الشوكولاتة وبين بعض المنافع الطبية المنسوبة إلى تناوُلها، ولكن بعضها مشكوكٌ في صحَّته؛ حيث أشار تقرير "دي ساهاجون" إلى أن الأزتيك قد استخدَموا الكاكاو لعلاج الحمَّى واضطِرابات الهضْم، وكعلاج للأرَق والمُساعَدة على النَّوم الهادِئ.
مقهى الشوكولاتة:
مع دخول مشروب الشوكولاتة إلى أوروبا عبر إسبانيا في أواخِر القرن السادس عشر، وتوسُّع مجال استِهلاكه مِن جانب طبقات كثيرة من المجتمع الأوروبي، كان على رأسها ملوك أوروبا والنُّبلاء، انتشرت فكرة مَقاهي الشوكولاتة.
وكان العوامُّ يَستخدِمون كوبًا من القرع المُلبَّس يُسمَّى الجيكارا (Jicara) في شُرْب الشوكولاتة، وشكَّل المستهلكون الإسبان الرغوة التي تعلو المشروب باستِخدام مخفَقة تُدعى (مولينيلو)، واستُبدِل بالسكَّر العسل للتحلية، وكانت التوابِل التي تأتي من الشرق الأوسط مثل الفلفل والقرفة تأخذ مكان الفلفل الحار، كما استخدَم الإسبان اللوز أو البيض أو الحليب لتكثيف مشروب الشوكولاتة.
وانتشر المشروب انتشارًا قويًّا خلال القرن السابع عشر، وكان أول مقهى لتناول الشوكولاتة أنشئ في لندن أواخر عام 1650م، وكانت تلك المقاهي تُشبِه جو الأماكن العامة أكثر مِن شبهِها بالحانات، والشراب فيها كان في جوٍّ اجتماعي محبَّب، بل ونشر أحد مقاهي الشوكولاتة كتيبًا بفوائد وفضائل "مشروب الشوكولاتة مِن شرْق الهند"؛ ذكر فيه فوائدَ مُبالَغًا فيها لشرب الشوكولاتة الساخِنة.
ورغم أن بيوت الشوكولاتة كان يَغلِب عليها الطابع الذكوري؛ حيث كان غالب مُستهلِكيها من الرجال، إلا أن عددًا لا بأس به من النساء كنَّ يَملِكن ويعملن في أغلب تلك المقاهي في لندن وغيرها.
ونجد في يوميات السياسي الإنجليزي "صموئيل بيبيس" ذكرًا لمشروب الشوكولاتة؛ حيث نجد أن هذا الشراب صار أكثر ما يشربه الرجال المهنيُّون مِن أصحاب المراكز الرفيعة في البلاط والحكومة أثناء تبادُلهم الآراء.
ونجد في القرن الثامن عشر، بداية دخول الشوكولاتة مُكوِّنًا جديدًا في وصفات كتُب الطبخ الإنجليزي؛ حيث صارت الشوكولاتة مشروبًا بيتيًّا، فنجد انتشار وصفات لمشروب الشوكولاتة و"كريما الشوكولاتة"؛ حيث صار مشروب الشوكولاتة جزءًا ثابتًا مِن وجبة الإفطار في فرنسا وإنجلترا في القرن الثامن عشر.
ونجد أن الشوكولاتة صارت جزءًا لا يتجزأ من حياة الطبقة الأرستقراطية؛ حيث ارتبطت بالمُتعة والترف والإغراق في المُتَع الحسية؛ حيث نلمَح ذِكرًا للشوكولاتة في كتابات وخطابات الماركيز "دي ساد" و"جين أوستن".
ونجد أن القهوة كانت تُطحَن بالوسائل اليدوية حتى القرن التاسع عشر، ولكن ظهَرت المطاحن منذ عام 1729، وكانت مُكلِّفة للغاية، وعددُها قليلاً.
وفي عام 1761 قام "جوزيف فراي" بتوسيع مبيعات شركته باستخدام طاحونة مائية في إنجلترا، ومع حلول عام 1770 تأسَّست ورش عمل للشوكولاتة تعمل بطاقة المياه في فرنسا، وكذا في ألمانيا والنمسا، أما أول مطحَنة في أمريكا الشمالية، فكانت في ولاية "ماساشوستس" عام 1765، واستُعيض بعد ذلك - مع دخول أوروبا العصر الصناعي - عن مطاحن الطاقة المائية بمطاحن البخار؛ حيث توسَّعت تجارة الشوكولاتة، وصارت هناك مصانع كامِلة تقوم على كفاية استهلاك شعوب أوروبا من الشوكولاتة ومُنتَجاتها.
مصنع الشوكولاتة:
كان الكاكاو - المادة الخام للشوكولاتة - يتدفَّق على أوروبا مِن المستعمرات الإسبانية والبرتغالية في أمريكا الجنوبية طيلة القرن الثامن عشر، وفي القرن التاسع عشر بدأ التفكير في زِراعة وإنتاج ثمار الكاكاو في مواقعَ جديدة؛ لكفاية الاستهلاك المتزايِد على الشوكولاتة.
ونجد أن أولى الشركات التي قامت على إنتاج الشوكولاتة، والابتكار في تصنيعها وطرق عرضِها - هي نفسُها الشركات الكُبرى حتى يومنا هذا التي تَحتكِر صناعة الشوكولاتة، والتي بدأت في صورة مصانعَ بسيطة لرُوَّادها ومؤسِّسيها ثم ما لبثت أن انضمَّت في تكتُّلات وتحالُفات حملت أسماءً تجارية لامِعة.
ومع بداية عصر الثَّورات الكُبرى في أوروبا وأمريكا، بدأت تقلُّ عملية الإنتاج ونقْل الشوكولاتة؛ لتعذُّر الوصول إلى مَصادِر توريد الكاكاو؛ حيث أثارت حروب "نابليون" على إسبانيا والبرتغال فرصة لتمرُّد عدد مِن المستعمرات في أمريكا اللاتينية على السيادة الإسبانية، وكانت أغلب هذه التمرُّدات بقيادة "الكريول"، وهي الطائفة التي تَملِك مزارع الكاكاو في تلك البلدان.
وقد حدَّتْ حالات الحصار البحرية المختلفة على القارَّة مِن استيراد الشوكولاتة إلى مُعظَم أنحاء أوروبا في تلك الفترة، وحتى بعد انتهاء الحرب قلَّ الطلب على الشوكولاتة؛ لتدنِّي الدُّخول واستمرار الإضرابات بين عمال أمريكا الجنوبية؛ حيث بقيت الشوكولاتة تمثِّل ترفًا مُبالَغًا فيه طوال تلك الفترة.
ويعدُّ هذا الانخفاض في إنتاج الشوكولاتة واستِهلاكها خلال القرن التاسع عشر هو الانقطاع الأول والوحيد خلال التوسُّع في تجارة الشوكولاتة، ورغم هذا التدهور فإن صناعة الشوكولاتة مرَّت بحالة نهضة مُتسارِعة منذ ذلك التاريخ؛ حيث نجد أنه في عام 1828 قام الهولندي "فان هوتين" بتطوير عملية لاستخدام مكبس هيدروليكي لاستخراج زبدة الكاكاو من مشروب الشوكولاتة؛ حيث إنه بتقليل نسبة الزبدة في الكاكاو يُمكِننا الحصول على كعكة يُمكِن طحنُها بسهولة، وبَيعُها كشَراب سريع، بعيدًا عن عملية التصنيع اليدوية البطيئة.
ويعدُّ هذا الاختراع نقطة تحوُّل رئيسة في تاريخ الشوكولاتة؛ حيث تَغيَّر مِن بعدها شكل إنتاج الشوكولاتة؛ حيث صار هذا الاختراع بداية مَوجة لمَيكنة تصنيع إنتاج الشوكولاتة، وقد سبق تجرِبةَ "هوتين" عدةُ تجارِب فرنسية أولية.
ونجد أن الإخوة "كادبوري" مِن مدينة "بيرمنجهام"، ومصانع "جي. إس. فراي" قد قاما بشراء تلك المكابس عام 1860 و1866 وأدخلوها في مصانعهم، وبدأت عدَّة تجارب جادَّة من جانب آل "فراي" وبعض المُصنِّعين السويسريِّين لإنتاج حلوى شوكولاتة صلبة تكون بديلاً عن الشراب؛ حيث نجد كلاًّ مِن "فرانسوا لويس كيلر" (رائد شركة "نسله" المعروفة) و"فيليب سوشارد" (اسم آخَر ثابت في مجال الصناعة) قد بدؤوا بإتقان العمليات الميكانيكية لطحْن الشوكولاتة وخَلطِها؛ فنجد "دانيال بيتر" صهْر "كيلر" قد بدأ بإدخال ومزج الحليب المجفَّف مع الشوكولاتة؛ مما مكَّنه من صنْع منتج صلب سهل "القَولبة"، ثم ابتدع "رودولف ليندت" عملية ميكانيكية أخرى أطلق عليها (كونشينغ) لمُعالَجة شراب الشوكولاتة عن طريق أسطوانات مِن الجرانيت؛ مما نتَج عنه تكوين مادة صلبة يُضاف إليها زبدة الكاكاو أثناء الكبس، وهو الشكل الذي ما زال معروفًا حتى اليوم في طريقة الصناعة.
ومع نهاية القرن التاسع عشر ت��وَّلت كل الخطوات في عملية تصنيع الشوكولاتة لتُصبِح آلية بالكامل.
وبتطوُّر عملية صِناعة الشوكولاتة، صارت قِطَع الشوكولاتة في مُتناوَل جميع الطبقات العامِلة، بل وأصبح الكاكاو يمثِّل وجبةً مُغذيةً تَنوب عن وجبات الطعام، ونجد أن الحكومة البريطانية قد استعانت بخبرات مصانع "جي. إس. فراي" لإنتاج "جرايات" طعام مِن الشوكولاتة لجُنودها في البحارة الملكيَّة خلال ذلك العهد، وخلال الحرب العالمية الأولى والثانية صارَت الشوكولاتة جزءًا أساسيًّا من "جرايات" الجُنود على كافَّة الجبهات الأوروبية.
ونتيجة للاستهلاك الشعبيِّ للشوكولاتة في العصر الحديث؛ بدأت مُعالَجة الشوكولاتة عن طريق إضافات عديدة لتعزيز الحجْم والنكهة، فأضيف نشاء البطاطس والأرز وطحين البازلاء وقشور حبوب الكاكاو، ونتيجة للإضافات الكثيرة الضارَّة؛ صدر قانون الأغذية والمُخدِّرات عام 1860 ببريطانيا وقانون تلوُّث الأغذية؛ لوضع معايير ثابتة لإضافات الشوكولاتة والحِفاظ على نقائها للاستِخدام الغذائي.
ومع دخول القرن العشرين بدأ المستعمرون الأوروبيُّون في نقْل زراعة الكاكاو لمستعمراتهم الإفريقيَّة في جزُر غرب إفريقيا وغانا؛ حيث صارت تلك الدول من أكبر الدول المُصدِّرة للكاكاو في وقتِنا الحالي؛ حيث نجد أن ساحل العاج هي أكبر مُنتِج لثمار الكاكاو في وقتنا الحالي.
وارتبط تاريخ إنتاج الكاكاو في إفريقيا بصفحة جديدة من صفحات كتاب تاريخ العُبودية والرقِّ، والعُنصرية ضدَّ السود، التي ظهَرت في المُلصَقات الأوروبية، وظلَّت مُستمِرَّةً حتى وقت قريب؛ حيث كانت حَلوى الكريمة المغطاة بالشوكولاتة تُعرَف باسم (NegerKusse)؛ أي (قبلات زنجي)، وكذلك (MohrenKopfe)؛ بمعنى (رؤوس مور) في إشارة للمَغاربة السُّمْر، وكانت تُرسَم على أغلفة علب الشوكولاتة مناظِر لسُود فرِحين في صورة مُهرِّجين يُقدِّمون الشوكولاتة أو يعملون على طحن حبوب الكاكاو، وكذلك كانت الإعلانات التليفزيونية تَحمِل دعايةً موجَّهةً ضدَّ السُّود بربطها بإنتاج الشوكولاتة، ورغم تلاشي سَوط الرقِّ في أغلب مدن أوروبا وآسيا وقتَها كانت المستعمرات الإفريقية ما زالت تُعاني مِن تَبِعاته في مزارع الكاكاو والسكَّر.
ونجد أن أربع شركات كُبرى تتحكَّم الآن بأكثر مِن نصف الإنتاج العالَمي من حبوب الكاكاو وهي: "آرشر دانييلز ميدلاند"، و"كارجيل"، و"باري كاليبو"، و"نستله".
علبة الشوكولاتة:
مع تطوُّر صناعة الشوكولاتة تطوَّرت بالتالي أساليب عرضها، والبحث عن أشكال غير مألوفة وأنواع جديدة مُبتكَرة للشوكولاتة، وقد طرَحت شركة "كادبوري" أول علبة شوكولاتة في السوق عام 1868م، وصُمِّمت العِلبة بعدَّة رسوم بهيجة لتزيين العلبة وتَغلِفتها؛ بحيث ارتبطت الشوكولاتة منذ بداية توزيعها بقيمة رئيسية في مجال التعبئة والتغليف تُوازي قيمة تصنيعها، إن لم تكن تَفوقها.
ونجد أول عُلَب معدنية لتغليف الشوكولاتة والتي تحمل اسم (كواليتي ستريت) قد صُنعت عام 1936، وفي عام 1912 ابتكَر "جان نيوهاوس" طريقةً لصُنْع الشوكولاتة المحشوَّة؛ حيث اختصَّت بعدها شركات "ليونيداس" و"كوديفا" بالشوكولاتة المحشوَّة وإنتاجها، وتم إدخال العديدمن الحشوات الجديدة والمُبتكَرة؛ مثل: الفلفل الأسود، والتمر الهندي.
وفي عام 1915 قامت زوجة "نيوهاوس" باستبدال الأقماع الورقية التي تُباع فيها حلوى "البرالين" بصُندوق يُلفُّ باليد؛ حيث انتشر بعدها ذلك الشكل الأنيق المميز لهدايا الشوكولاتة.
وقد ارتبطت الشوكولاتة المغلَّفة في الطبقات العُليا بالمناسبات العاطفية والرومانسية، بينما في الطبقات المتوسِّطة ارتبطت بمعاني الأمومة كبديل مُوازي لقيمة الحليب للأطفال الصِّغار، وعند الرجال شاع ترويجها كسُعرات حرارية للإمداد بالطاقة التي تُساعد على مواصلة العمل؛ لذلك حمل التغليف موضوعات مختلفة تبعًا لنوعية المُستهلِك وقدرته الشرائية.
ويُمكن القول:
إن التجارة الشاملة للشوكولاتة بمغلَّفاتها صارت واحدة مِن أسرع القِطاعات النامية في السوق الحالية، وتاريخ إنتاج الشوكولاتة في العالَم يمثِّل دومًا المزيج الحائر بين المألوف والغريب، العالَمي والمحلي، المُستهلك الشعبي والطبقات المترفة، أو كما تَصفه الكاتبة في بداية كتابها بجملتها المُختصَرة الجميلة التي تقول: "إن أمر الشوكولاتة مُعقَّد"!
تاريخنا العاطفي مع الشيكولاتة كله مسرود هنا، منذ شعب الأولميك (سكان خليج المكسيك) ثم إلى حضارة المايا ثم إلى العصور الوسطى وعصر النهضة والتنوير حتى عصرنا الآن.
من مجرد حبوب تُحصد بطريقة بدائية جدًا إلى حبوب مقدسة لها بُعد روحاني عند شعب المايا وتستخدم في طقوس المناسبات وتدخل في المنقوشات والزخارف والمصنوعات.. استخدمها الأثرياء كعملة متداولة بينهم فقط، واعتمدت عليها النساء في كنائس العصور الوسطى في فترات العبادة، وكانت عنصرًا من العناصر المستخدمة في السحر والشعوذة، واستخدمها الأطباء كعلاج نفسي بل وجسدي.
إنها الشيكولاتة بحبوبها التي تسببت في احتلال دول لاستعباد أهلها، وتسارعت الشركات والمصانع في الترويج لها بكثافة إلى درجة أن تم الربط بين الشيكولاتة وبين حرية المرأة واللذة الجنسية في فرنسا مثلًا من خلال إعلانات تروج لمرأة "شبه عارية" تتناول قطعة من الشيكولاتة بطريقة معينة.
لم يكن لدي كل ذلك التصور عن الشيكولاتة، أعني تفاصيل تاريخها على هذا النحو، فهي في مخيلتي :معشوقة الجميع، ولقد أكد الكتاب لي ذلك غير أنه أمتعني برحلة لطيفة إلى تاريخها.
يحتوي الكتاب على معلومات ذات قيمة حول ارتباط زراعة وصناعة الكاكاو بالاستعمار والطبقية والحروب والبروبجندا والاقتصاد والوطنية والابوية والجنس والجندر والادب والفن والعبودية والصور النمطية، المشكلة تكمن في أن المعلومات مبعثرة بشكل مزعج إذ ليس هناك ترتيب للأفكار كما يجب، جعل من الكتاب مهلهل نوعًا ما
على الرغم من الترجمة السيئة للكتاب مثل ما سمعت قبل قراءته وهذا ما لاحظته وكان واضح في عدم تسلسل افكار الكتاب وتشتته! الا انه يحمل بعض اللذة والمعلومات حول حبوب الكاكاو التي افادتني، موطنها الاصلي؟ تاريخها وتحولاتها وتأثيرها على الشعوب عامة والملوك والنساء؟ علاقة الشوكلاته وصناعتها بالرقيق والمتاجرة فيهم؟ اشياء جميله كانت
من ألطف الكتب التي قرأتها، شهي، كما قلت يغريك الكتاب لتصبح "مدمن" شوكوليت. يدفعك لتدبر قوله تعالى "فلينظر الإنسان إلى طعامه"، ثم لتعرف معنى قولك "الحمدلله الذي اطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة". حقاً للشوكولاته تاريخ مقلق، مثير للغضب في بعض الأحيان، واحيان مثير للفرح، مذهل كيف وصلت الشوكولاته إلينا في صورتها الحديثة الحالية. مذهل أن تعرف.
إنه كتاب بنكهة الشوكولاتة وعبقها ومتعتها يبحر بنا في تاريخ الشوكولاتة وصناعتها وتقاليدها والنظرة إليها قديما وحديثا. يحوي العديد من التفاصيل التي ما كنت ـظن أن أقرأها يوما عن الشوكولاتة.. كتاب لذيذ وخفيف وممتع ومليء بالصور والرسوم الجميلة التي تزيده غنى ومتعة
Chocolate: A Global History by Sarah Moss and Alexander Badenoch
I always take any books that mention "Global History" with a pinch of salt, for the mere fact that many such books proceed with an overarching Western narrative, and this book is no different. It does accept its own limitations in the 1st chapter where the writers admit that they could find little to no records of quality to substantiate their hypotheses about pre-colonial consumption of chocolate. One other major problem is that this book assumes that certain modes of knowledge are widely available/ known by people when they are actually not. I wish there was more discussion of how chocolate was produced at one place. Moreover, this history lacks analysis and provides a rather mundane chronology of events that unfolded in Western Europe and America. The few themes that do emerge are only merrily pointed at than discussed deeply.
Having said that, it was still interesting to read about the complex network of class associations that came to be ascribed to chocolate. Another fascinating point was the idea of how chocolate was associated with women and how the commodity was marketed very differently to both men and women. The difference between 'good' and 'bad' chocolate was also interesting to read although I did not particularly understand the point of introducing Nietzche's ideas of moral and aesthetic concepts of good, bad and evil. The use of the Simpsons episode was an innovative and creative technique used in the last chapter, which made the pacing much better and generated interest. However, I felt that the chapters could have been structured better, and it would perhaps have been more effective if the book unfolded thematically rather than chronologically. Nonetheless, the book is an interesting introduction about the world of chocolate.
"Everyone was 'taking chocolate' all the time, regardless of its humoral potency." This statement hit just the right spot. I guess somethings never change :)
This entire review has been hidden because of spoilers.